القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 33
أَجَدَّ اليَومَ جيرَتُكَ اِرتِحالا
أَجَدَّ اليَومَ جيرَتُكَ اِرتِحالا / وَلا تَهوى بِذي العُشُرِ الزِيالا
قِفا عُوِجا عَلى دِمَنٍ بِرَهبى / فَحَيّوا رَسمَهُنَّ وَإِن أَحالا
وَشَبَّهتُ الحُدوجَ غَداةَ قَوٍّ / سَفينَ الهِندِ رَوَّحَ مِن أَوالا
جَعَلنَ القَصدَ عَن شَطِبٍ يَمينَن / وَعَن أَجمادِ ذي بَقَرِن شِمالا
جَمَعنَ لَنا مَواعِدَ مُعجِباتٍ / وَبُخلاً دونَ سُؤلِكَ وَاِعتِلالا
أَوانِسُ لَم يَعِشنَ بِعَيشِ سَوءٍ / يُجَدِّدنَ المَواعِدَ وَالمِطالا
فَقَد أَفنَينَ عُمرَكَ كُلَّ يَومٍ / بِوَعدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
وَلَو يَهوَينَ ذاكَ سَقَينَ عَذباً / عَلى العِلّاتِ آوِنَةً زُلالا
وَلَكِنَّ الحُماةَ حَمَوكَ عَنهُ / فَما تُسقى عَلى ظَمَإٍ بِلالا
أَلا تَجزينَ وُدّي في لَيالٍ / وَأَيّامٍ وَصَلتُ بِهِ طِوالا
أُحِبُّ الظاعِنينَ غَداةَ قَوٍّ / وَلا أَهوى المُقيمَ بِهِ الحِلالا
لَقَد ذَرَفَت دُموعُكَ يَومَ رَدّوا / لِبَينِ الحَيِّ فَاِحتَمَلوا الجِمالا
وَفي الأَظعانِ مِثلُ مَها رُماحٍ / نَصَبنَ لَهُ المَصايِدَ وَالحِبالا
فَما أَشوَينَ حينَ رَمَينَ قَلبي / سِهاماً لَم يَرِشنَ لَها نِبالا
وَلَكِن بِالعُيونِ وَكُلِّ خَدٍّ / تَخالُ بِهِ لِبَهجَتِهِ صِقالا
لَعَمرُكَ ما يَزيدُكَ قُربُ هِندٍ / إِذا ما زُرتَها إِلّا خَبالا
وَقَد قالَ الوُشاةُ فَأَفزَعونا / بِبَعضِ القَولِ نَكرَهُ أَن يُقالا
رَأَيتُكَ يا أُخَيطِلُ إِذ جَرَينا / وَجُرِّبَتِ الفَراسَةُ كُنتَ فالا
وَقَد نُخِسَ الفَرَزدَقُ بَعدَ جَهدٍ / فَأَلقى القَوسَ إِذ سَإِمَ النِضالا
وَنَحنُ الأَفضَلونَ فَأَيَّ يَومٍ / تَقولُ التَغلِبِيُّ رَجا الفِضالا
أَلَم تَرَ أَنَّ عِزَّ بَني تَميمٍ / بَناهُ اللَهُ يَومَ بَنى الجِبالا
بَنى لَهُمُ رَواسِيَ شامِخاتٍ / وَعالى اللَهُ ذُروَتَهُ فَطالا
بَنى لي كُلُّ أَزهَرَ خِندِفِيٌّ / يُباري في سُرادِقِهِ الشَمالا
تَنَصَّفُهُ البَرِيَّةُ وَهوَ سامٍ / وَيُمسي العالَمونَ لَهُ عِيالا
تَواضَعَتِ القُرومُ لِخِندَفِيٍّ / إِذا شِئنا تَخَمَّطَ ثُمَّ صالا
وَيَسعى التَغلِبيُّ أَذا اِجتَبَينا / بِجِزيَتِهِ وَيَنتَظِرُ الهِلالا
لَقَيتُم بِالجَزيرَةِ خَيلَ قَيسٍ / فَقُلتُم مارَ سَرجِس لا قِتالا
فَلا خَيلٌ لَكُم صَبَرَت لِخَيلٍ / وَلا أَغنَت رِجالُكُمُ رِجالا
وَأَسلَمتُم شُعَيثَ بَني مُلَيلٍ / أَصابَ السَيفُ عاتِقَهُ فَمالا
شَرِبتَ الخَمرَ بَعدَ أَبي غُوَيثٍ / فَلا نَعِمَت لَكَ النَشَواتُ بالا
تَسوفُ التَغلِبيَّةُ وَهيَ سَكرى / قَفا الخِنزيرِ تَحسِبُهُ غَزالا
تَظَلَّ الخَمرُ تَخلِجُ أَخدَعَيها / وَتَشكو في قَوائِمِها اِمذِلالا
أَتَحسِبُ فَلسَ أُمِّكَ كانَ مَجداً / وَجَذَّكُمُ عَنِ النَقدِ الجُفالا
تَناوَل ما وَجَدتَ أَباكَ يَبني / فَأَمّا الخِندِفيَّ فَلَن تَنالا
أَلَيسَ أَبو الأُخَيطِلِ تَغلِبِيّاً / فَبِئسَ التَغلِبِيَّ أَباً وَخالا
إِذا ماكانَ خالُكَ تَغلِبيّاً / فَبادِل إِن وَجَدتَ لَهُ بِدالا
وَيَربوعٌ تَحُلُّ ذُرى الرَوابي / وَتَبني فَوقَها عَمَداً طِوالا
وَقَد عَلِقَ الأُخَيطَلُ حَبلَ سَوءٍ / فَأَبرَحَ يَومُهُنَّ بِهِ وَطالا
أَلَم تَرَ يا أُخَيطِلُ حَربَ قَيسٍ / تَمُرُّ إِذا اِبتَغَيتَ لَها العِلالا
أَذا لَم تَصحُ نَشوَتُكُم فَذوقوا / سُيوفَ الهِندِ وَالأَسَلَ النِهالا
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً / جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً / مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا / فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً / وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً / لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ
أَغَرَّتنا أُمامَةُ فَاِفتَحَلنا
أَغَرَّتنا أُمامَةُ فَاِفتَحَلنا / أُمامَةَ إِذ تُنُجِّبَتِ الفُحولُ
إِذا ما كانَ فَحلُكَ فَحلَ سَوءٍ / خَلَجتَ الفَحلَ أَو لُؤمَ الفَصيلُ
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم / فَيَومٌ لَنا بِالقَريَتَينِ ظَليلُ
أُحِبُّ مِنَ الفِتيانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ / وَشَيبانَ إِنَّ الكامِلينَ قَليلُ
فَإِن يَشهَدا يَومَ الحَفيظَةِ يَطعُنا / وَإِن يَكُ سُؤلٌ فَالعَطاءُ جَزيلُ
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ / فَما لَكَ يا اِبنَ أَبي كامِلِ
أَخالَفتَ سَعداً وَحُكّامَها / أَيا ضَرَّةَ الأَرنَبِ الحافِلِ
فَلَولا زِيادٌ وَحُسنُ البَلاءِ / وَإِنّي أَهابُ أَبا كامِلِ
لَنالَ أَبا كامِلٍ وَاِبنَهُ / صَواعِقُ مِن بَرِدٍ وابِلِ
خَفَّ القَطينُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
خَفَّ القَطينُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ / بِالأَعزَلَينَ وَشاقَتني العَطابيلُ
قَرَّبنَ بُزلاً تَغالى في أَزِمَّتِها / إِلى الخُدورِ وَرَقماً فيهِ تَهويلُ
ما زِلتُ أَنظُرُ حَتّى حالَ دونَهُمُ / خَرقٌ أَمَقُّ بَعيدُ الغَولِ مَجهولُ
تيهٌ يَحارُ بِهِ الهادي إِذا اِطَّرَدَت / فيهِ الرِياحُ وَهابي التُربِ مَنخولُ
كَأَنَّ أَعناقَها دُلقٌ يَمانِيَةٌ / إِذا تَغالَت وَأَدناها المَراقيلُ
لُحقُ التَوالي بِأَيديها إِذا اِندَفَعَت / أَعناقُهُنَّ بِسَومٍ فيهِ تَبغيلُ
كَأَنَّما مَرَحَت مِن تَحتِ أَرحُلِنا / قَطّاً قَوارِبُ أَو رُبدٌ مَجافيلُ
أَقصِر بِقَدرِكَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَنا / وَما لِما قَد قَضى ذو العَرشِ تَبديلُ
بَنى لِيَ المَجدَ في عَيطاءَ مُشرِفَةٍ / أَبناءُ حَنظَلَةَ الصيدُ المَباجيلُ
المُطعِمونَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً / وَالجابِرونَ وَعَظمُ الرَأسِ مَهزولُ
وَالغُرُّ مِن سَلَفَي سَعدٍ وَإِخوَتِهِم / عَمروٍ كُهولٌ وَشُبّانٌ بَهاليلُ
إِذا دَعا الصارِخُ المَلهوفُ هِجتُ بِهِ / مِثلَ اللُيوثِ جَلا عَن غُلبِها الغيلُ
تَحمي الثُغورَ وَتَلقاهُم إِذا فَزِعوا / تَعدو بِهِم قُرَّحٌ جُردٌ هَذاليلُ
تَلقى فَوارِسَنا يَحمونَ قاصِيَنا / وَفي أَسِنَّتِنا لِلناسِ تَنكيلُ
كَم مِن رَئيسٍ عَلَيهِ التاجُ مُعتَصِبٌ / قَد غادَرَتهُ جِيادي وَهوَ مَقتولُ
قادوا الهُذَيلَ بِذَي بَهدى وَهُم رَجَعوا / يَومَ الغَبيطِ بِبِشرٍ وَهوَ مَغلولُ
أُسدٌ إِذا لَحِقوا بِالخَيلِ لَم يَقِفوا / نِعمَ الفَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ
فينا وَفي الخَيلِ تَردي في مَساحِلِها / يَومَ الوَغى لِمَنايا القَومِ تَعجيلُ
عَوذُ النِساءِ غَداةَ الرَوعِ تَعرِفُنا / إِذا دَعَونَ دُعاءً فيهِ تَخليلُ
إِذا لَحِقنا بِها تَردي الجِيادُ بِنا / لَم تَخشَ نَبوَتَنا العوذُ المَطافيلُ
تَلقى السِيوفَ بِأَيدينا يُعاذُ بِها / عِندَ الوَغى حينَ لا تُخفى الخَلاخيلُ
فَمَن يَرُم مَجدَنا العادِيَّ ثُمَّ يَقِس / قَوماً بِقَومِيَ يَرجِع وَهوَ مَفضولُ
حُكّامُ فَصلٍ وَتَلقى في مَجالِسِنا / أَحلامَ عادٍ إِذا ما أُهذِرَ القيلُ
إِنّي اِمرُؤٌ مُضَريٌّ في أَرومَتِها / مَشهورَةٌ غُرَّتي فيهِم وَتَحجيلُ
الأَثقَلونَ حَصاةً في نَديِّهِمُ / وَالأَرزَنونَ إِذا خَفَّ المَجاهيلُ
إِنّا وَجَدنا بَني القَبحاءِ لَيسَ لَهُم / في اِبنَي نِزارٍ قَداميسٌ وَلا جولُ
قَومٌ تَوارَثَ أَصلَ اللُؤمِ أَوَّلُهُم / فَما لَهُم عَن دِيارِ اللُؤمِ تَحويلُ
مُحالِفو اللُؤمِ آلى لا يُفارِقُهُم / حَتّى يُرَدَّ عَلى أَدراجِهِ النيلُ
قَدِ اِرتَدَوا بِرِداءَ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا / وَقُطِّعَت لَهُمُ مِنهُ سَرابيلُ
عَشِيَّةَ أَعلى مِذنَبِ الجَوفِ قادَني
عَشِيَّةَ أَعلى مِذنَبِ الجَوفِ قادَني / هَوىً كادَ يُنسي الحِلمَ أَو يُرجِعُ الجَهلا
عَشِيَّةَ تَعصيني غُروبُ مَدامِعي / وَإِن قُلتُ أَحياناً لِعَبرَتِها مَهلا
وَما خِفتُ وَشكَ البَينِ حَتّى رَأَيتُهُم / لِظَعنِهِمُ رَدّوا الغُرَيرِيَّةَ البُزلا
أُحِبُّ لِحُبِّ العاصِمِيَّةِ مَعشَراً / مِنَ الناسِ ما كانوا صَديقاً وَلا أَهلا
وَأَرعاهُمُ بِالغَيبِ مِن أَجلِ حُبِّها / وَأوليهِمُ مِنّي الكَرامَةَ وَالبَذلا
لَقَد جَمَحَت عِرسُ الفَرَزدَقِ وَاِلتَوى / بِحَدراءِ قَومٌ لَم يَرَوهُ لَها أَهلَ
رَأَوا أَنَّ صِهرَ القَومِ عارٌ عَلَيهِمُ / وَأَنَّ لِبِسطامٍ عَلى غالِبٍ فَضلا
دَعَت يالَ ذُهلٍ رَغبَةً عَن مُجاشِعٍ / وَهَل بَعدَها حَدراءُ داعِيَةٌ ذُهلا
وَفيمَ اِبنُ ذي الكيرَينِ مِن بَيتِ خالِدٍ / وَهَل يَجمَعُ البَيتُ الخَنانيصَ وَالنَحلا
وَلَو رَقَّعَت كيرَيكَ كانَت كَظاعِنٍ / مِنَ الغَيثِ يَختارُ الجُدوبَةَ وَالمَحلا
فَقَد مُنِعَ القَينُ الجَوازَ وَقَد يَرى / لِشَيبانَ عَينَ الماءِ وَالعَطَنَ السَهلا
هُمُ مَنَعوا عُرسَ الفَرَزدَقِ وَاِلتَوَوا / عَلَيهِ فَلاقى دونَها عَتَباً بَسلا
وَما رَدَّ قَومُ الحَوفَزانِ عَلَيكُمُ / ظُلامى وَما قالوا لِصاحِبِهِم مَهلا
وَقَد باتَ مُغتَرّاً بِحَدراءَ قَينُكُم / وَنامَ وَلَم يَجعَل عَلى قَيدِها قُفلا
وَنامَ وَما أَسرى وَأَسرَت وَأَصبَحَت / تَأَمَّلُ مِن أَنقاءَ أَسنُمَةٍ رَملا
فَقَد عوفِيَت حَدراءُ شَيبانَ أَن تُرى / حَليلَةَ قَينٍ أَو يَكونَ لَها بَعلا
إِذا فَوَّزَت عَن مَسحُلانَ وَدافَعَت / بِشَيبانَ لاقى القَينُ مِن دونِها شُغلا
وَهُم نَزَعوا بِالرَوعِ قَلبَ اِبنِ حابِسٍ / كَما اِستَوفَضَت خَيلٌ بِكَبَّتِها الإِبلا
غَضِبتَ عَلَينا أَن مَنَعنا مُجاشِعاً / قَديماً مَعينَ الماءِ فَاِحتَفَروا الضَحلا
أَلا إِنَّما جَرَّت عَلى خَوفِ مالِكٍ / قُلوبٌ تَساقَينَ النَواكَةَ وَالجَهلا
وَقَد طالَ أَبسي قَبلَ ذاكَ مُجاشِعاً / بِحَدراءَ يَلقَونَ الصَواعِقَ وَالأَزلا
وَما نَوَّخوها قَينَكُم آلَ ضَوطَرٍ / لَأَلأَمَ مَن يَحذى عَلى قَدَمٍ نَعلا
وَما رَغِبوا في صِهرِ آلِ مُجاشِعٍ / وَما إِن رَأوا شَكلَ القُيونِ لَهُم شَكلا
أَبَعدَ تَرامينا ثَلاثينَ حِجَّةً / فَقَد صِرتَ يا اِبنَ القَينِ لا تُدرِكُ التَبلا
إِذا ما تَراجَعنا صَكَكتُكَ صَكَّةً / تَرى بَعدَ تَزيِيلِ العِظامِ لَها دَحلا
وَحَبلُكُمُ غَرَّ الزُبَيرَ فَلَم يَكُن / لِيَأمَنَ جارٌ بَعدَهُ لَكُمُ حَبلا
قِفوا فَاِسأَلوا الأَقوامَ مَن يُنهِلُ القَنا / وَمَن يَكشِفُ البَلوى وَمَن يَمنَعُ الأَصلا
وَمَن يَقتُلُ الأَبطالَ وَالخَيلُ تَنبَري / بِفُرسانِها وِردَ القَطا غَلَلاً ضَحلا
أَلا رُبَّ جَبّارٍ سَلَبناهُ تاجَهُ / فَأَصبَحَ فينا عانِياً يَشتَكي الكَبلا
أَلا حَيِّ الدِيارَ وَإِن تَعَفَّت
أَلا حَيِّ الدِيارَ وَإِن تَعَفَّت / وَقَد ذَكَّرنَ عَهدَكَ بِالخَميلِ
وَكَم لَكَ بِالمُجَيمِرِ مِن مَحَلٍّ / وَبِالعَزّافِ مِن طَلَلٍ مُحيلِ
وَقَد خَلَتِ الطُلولُ مِن آلِ لَيلى / فَما لَكَ لا تُفيقُ عَنِ الطُلولِ
وَإِن قالَ العَواذِلُ قَد شَجاهُ / مَحَلُّ الحَيِّ مِن لَبَبِ الأَميلِ
لَقَد شَعَفَ الفُؤادَ غَداةَ رَهبى / تَفَرُّقُ نِيَّةِ الأَنَسِ الحُلولِ
إِذا رَحَلوا جَزِعتَ وَإِن أَقاموا / فَما يُجدي المُقامُ على الرَحيلِ
أَخِلّايَ الكِرامُ سِوى سَدوسٍ / وَما لي في سَدوسٍ مِن خَليلِ
إِذا أَنزَلتَ رَحلَكَ في سَدوسٍ / فَقَد أُنزِلتَ مَنزِلَةَ الذَليلِ
وَقَد عَلِمَت سَدوسٌ أَنَّ فيها / مَنارَ اللُؤمِ واضِحَةَ السَبيلِ
فَما أَعطَت سَدوسٌ مِن كَثيرٍ / وَلا حامَت سَدوسٌ عَن قَليلِ
مِنّا فَتى الفِتيانِ وَالجودِ مَعقِلٌ
مِنّا فَتى الفِتيانِ وَالجودِ مَعقِلٌ / وَمِنّا الَّذي لاقى بِدِجلَةَ مَعقِلا
وَمِنّا أَميرا يَومِ صِفّينَ وَالَّذي / أَعادَ قَضاءَ الأَشعَرِيِّ مُغَربَلا
هاجَ الشُجونَ بِرَهبى رَبعُ أَطلالِ
هاجَ الشُجونَ بِرَهبى رَبعُ أَطلالِ / وَقَد مَضى مَرُّ أَحوالٍ وَأَحوالِ
بانَ الشَبابُ وَقالَ الغانِياتُ لَهُ / أَودى الشَبابُ وَأَودى عَصرُكَ الخالي
قَد كُنَّ يَرهَبنَ مِن صُرمي مُباعَدَةً / فَاليَومَ يَهزَأنَ مِن صُرمي وَإِدلالي
فَيسَ البَراجِمِ شَرُّ الخَلقِ كُلِّهِمُ / أَخزاهُمُ رَبُّ جِبريلٍ وَميكالِ
الظاعِنونَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم / وَالخافِضونَ بِدارٍ غَيرِ مِحلالِ
لَقَد تَوَجَّسَ ميجاسٌ فَعايَنَهُ / مُعاوِدٌ جَرَّ أَوصالٍ وَأَوصالِ
جَهمُ المُحَيّا هِزَبرٌ ذو مُجاهَرَةٍ / يُدني الفَريسَةَ مِن غيلٍ وَأَشبالِ
ماذا أَرَدتَ إِلى أَنيابِ ذي لِبَدٍ / مُفَرِّسٍ لِرِقابِ الأُسدِ رِئبالِ
أَخزَيتَ قَومَكَ يا ميجاسُ إِذ غَلِقَت / رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
لَو كانَ غَيرُكَ يا ميجاسُ يَشتِمُنا / يا دودَةَ الحَشِّ يا ضُلَّ اِبنَ ضُلّالِ
عَبدٌ تَعَصَّبَ مِن لُؤمٍ عِصابَتَهُ / إِلى قَلَنسُوَةٍ مِنهُ وَسِربالِ
يا أَعيَنَ الهامِ إِنّي قَد وَسَمتُكُمُ / فَوقَ الأُنوفِ عُلوباً غَيرَ أَغفالِ
تَغشى النِباجَ بَنو قَيسِ بنِ حَنظَلَةٍ / وَالقَريَتَينِ بِسُرّاقٍ وَنُزّالِ
أَكُلَّ يَومٍ تَرى القَيسِيَّ ضائِفَكُم / كَأَنَّهُ لَيسَ في أَهلٍ وَلا مالِ
إِنَّ القَتيلَ الَّذي جَرَّت بَنو قَطَنٍ / أَن سُبَّ قُرحانُ لا ذاكٍ وَلا عالي
قَومٌ هُمُ قَتَلوا بِالكَلبِ ضابِئَكُم / حَتّى اِستَماتَ هُزالاً شَرَّ ما حالِ
رُدّوا الهَوانَ عَلَيهِم يا بَني قَطَنٍ / رُدّوا الهَوانَ عَلى المُستَتبَعِ التالي
أَخوالِيَ الشُمُّ مِن عَمروِ بنِ حَنظَلَةٍ / وَما اللِئامُ بَنو قَيسٍ بِأَخوالي
قَومي الَّذينَ إِذا عُدَّت مَكارِمُهُم / فَدَّيتَ أَيّامَهُم بِلعَمِّ وَالخالِ
الصادِعونَ عَلى الجَبّارِ بَيضَتَهُ / وَالحامِلونَ أُموراً ذاتَ أَثقالِ
لَو تَنسِبونَ لِيُربوعٍ فَتَعرِفَكُم / أَو مالِكٍ أَو عُبَيدٍ جَدِّ نَزّالِ
إِذاً لَقالوا هَجا قَوماً ذَوي حَسَبٍ / يَأوُونَ مِنهُ إِلى دِفءٍ وَأَظلالِ
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِحتِمالِ
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِحتِمالِ / وَصَدَّعَ نِيَّةَ الأَنَسِ الحِلالِ
أَمِن طَرَبٍ نَظَرتَ غَداةَ رَهبى / لِتَنظُرَ أَينَ وُجِّهَ بِالجِمالِ
وَما كَلَّفتَ نَفسَكَ مِن صَديقٍ / يُمَنّينا وَيَبخَلُ بِالنَوالِ
لَقَد تَرَكَت حَوائِمَ صادِياتٍ / وَتَمنَعُ صَفوَ ذي حَبَبٍ زُلالِ
وَقالَت فيمَ أَنتَ مِنَ التَصابي / مَتى عَهدُ التَشَوُّقِ وَالدَلالِ
فَما تَرجو وَلَيسَ هَوى الغَواني / لِأَصحابِ التَنَحنُحِ وَالسُعالِ
دَعيني إِنَّ شَيبِيَ قَد نَهاني / وَتَجريبي وَشَيبِيَ وَاِكتِهالي
رَأَت مَرَّ السِنينَ أَخَذنَ مِنّي / كَما أَخَذَ السَرارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَن يَبقى عَلى غَرَضِ المَنايا / وَأَيّامٍ تَمُرُّ مَعَ اللَيالي
أَلَمَّ بِنا الخَيالُ بِذاتِ عِرقٍ / فَحَيّا اللَهُ ذَلِكَ مِن خَيالِ
فَإِنَّ سُراكِ تَقصُرُ عَن سُرانا / وَعَن وَخدِ المُخَدَّمَةِ العِجالِ
لَقَد أَخزى الفَرَزدَقَ إِذ رَمَينا / قَوارِعُ صَدَّعَت غَرَضَ النِضالِ
فَإِنَّ لِآخِرِ الشُعَراءِ مِنّي / كَما لِلأَوَّلينَ مِنَ النَكالِ
مَواسِمَ ما بَقيتُ لَهُم وَبَعدي / مَواسِمُ عِندَ حَزرَةَ أَو بِلالِ
عَلى أَنفِ الفَرَزدَقِ لَو نَهاهُم / جَديدٌ مِن وُسومَيَ غَيرُ بالِ
إِذا ماتَ الفَرَزدَقُ فَاِرجُموهُ / كَما تَرمونَ قَبرَ أَبي رِغالِ
وَكُنتَ إِذا اِغتَرَبتَ بِدارِ قَومٍ / لِأَحسابِ العَشيرَةِ شَرَّ والي
تُجَدَّعُ ما أَقَمتَ بِها ذَليلاً / وَتَخزى عِندَ مَنزِلَةِ الزِيالِ
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ قَتيلَ سَعدٍ / وَجِعثِنَ إِذ تُصَرَّفُ كُلَّ حالِ
وَباتَ أَبو الفَرَزدَقِ وَهوَ يَدعو / بِدَعوى الذُلِّ غَيرَ نَعيمِ بالِ
لَقَد ضَرِيَت قُفَيرَةُ بِالخَلايا / وَحَوكِ الدَرعِ مِن وَبَرِ الفِصالِ
تُطيفُ مُجاشِعٌ وَبَنو حُمَيسٍ / بِقَينٍ بَينَ شَرِّ أَبٍ وَخالِ
قُفَيرَةُ ساءَ ما كَسَبَت بَنيها / وَليلى القَينِ قينِ بَني عِقالِ
أَتَتهُمُ بِالفَرَزدَقِ أُمُّ سوءٍ / لَدى حَوضِ الحِمارِ عَلى مِثالِ
سَيُخزيكَ الخَليفَةُ ثُمَّ تَخزى / بِعِزَّةِ ذي التَكَرُّمِ وَالجَلالِ
تَبَدَّل يا فَرَزدَقُ مِثلَ قَومي / بِقَومِكَ إِن قَدَرتَ عَلى البِدالِ
فَإِن أَصبَحتَ تَطلُبُ ذاكَ فَاِنقُل / شَماماً وَالمِقَرَّ إِلى وِعالِ
لِيَربوعٍ عَلى النَخَباتِ فَضلٌ / كَتَفضيلِ اليَمينِ عَلى الشِمالِ
وَيَربوعٌ تُذَبِّبُ عَن تَميمٍ / وَيَقصُرَ دونَ غَلوِهِمُ المُغالي
وَنازَلنا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ / وَقَد خُضِبَت مِنَ العَلَقِ العَوالي
وَقَد ضَرَبَ اِبنَ كَبشَةَ إِذ لَحِقنا / حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوالي
مَكارِمُ لَستَ مُدرِكُهُنَّ حَتّى / تُزيلُ الراسِياتِ مِنَ الجِبالِ
خُذُوا كُحلاً وَمِجمَرَةً وَعِطراً / فَلَستُم يا فَرَزدَقُ بِالرِجالِ
وَشُمّوا ريحَ عَيبَتِكُم فَلَستُم / بِأَصحابِ العِناقِ وَلا النِزالِ
بَلاءُ بَني قَباقِبَ كانَ خِزياً / وَعاراً كُلَّما ذُكِرَ التَبالي
صَفَقتُم لِلبُزاةِ حُبارِياتٍ / فَأَخزى الخُنثَيَينِ مُنى الضَلالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني هِلالٍ / وَكَعباً وَالفَوارِسَ مِن هِلالِ
تُقَرقِرُ يا فَرَزدَقُ إِذ فَزِعتُم / خَزيراً باتَ في أُدَرٍ ثِقالِ
وَعَبسٌ بِالثَنيَّةِ يَومَ عَمروٍ / سَقَوهُ ذَواعِفَ الأَسَلِ النِهالِ
وَمَعبِدُكُم دَعا عُدَسَ بنِ زَيدٍ / فَأُسلِمَ لِلكُبولِ بِشَرِّ حالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني نُمَيرٍ / لَقيتَ المَوتَ أَقتَمَ ذا ظِلالِ
كَأَنَّكُمُ بِإِمعَزِ وارِداتٍ / نَعامُ الصَيفِ زَفَّ مَعَ الرِئالِ
فَأَرسِل في الضِئينَ مُجاشِعِيّاً / أَزَبَّ المِنخَرَينِ أَبا رِخالِ
أَمسَت طُهَيَّةُ كَالبِكارِ أَفَزَّها
أَمسَت طُهَيَّةُ كَالبِكارِ أَفَزَّها / بَعدَ الكَشيشِ هَديرُ قَرمٍ بازِلِ
يا يَحيَ هَل لِيَ في حَياتِكَ حاجَةٌ / مِن قَبلِ فاقِرَةٍ وَمَوتٍ عاجِلِ
حَلَّت طُهَيَّةُ مِن سَفاهَةِ رَأيِها / مِنّي عَلى سَنَنِ المُلِحِّ الوابِلِ
أَطُهَيُّ قَد غَرِقَ الفَرَزدَقُ فَاِعلَموا / في اليَمِّ ثُمَّ رَمى بِهِ في الساحِلِ
مَن كانَ يَمنَعُ يا طُهَيُّ نِساءَكُم / أَم مَن يَكُرَّ وَراءَ سَرحِ الجامِلِ
ذاكَ الَّذي وَأَبيكِ تَعرِفُ مالِكٌ / وَالحَقُّ يَدمَغُ تُرَّهاتِ الباطِلِ
إِنّا تَزيدُ عَلى الحُلومِ حُلومُنا / فَضلاً وَنَجهَلُ فَوقَ جَهلِ الجاهِلِ
قالوا نَصيبَكَ مِن أَجرٍ فَقُلتُ لَهُم
قالوا نَصيبَكَ مِن أَجرٍ فَقُلتُ لَهُم / مَن لِلعَرينِ إِذا فارَقتُ أَشبالي
لَكِن سَوادَةُ يَجلو مُقلَتَي لَحمٍ / بازٍ يُصَرصِرُ فَوقَ المَرقَبِ العالي
قَد كُنتُ أَعرِفُهُ مِنّي إِذا غَلِقَت / رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
إِلّا تَكُن لَكَ بِالدَيرَينِ باكِيَةٌ / فَرُبَّ باكِيَةٍ بِالرَملِ مِعوالِ
كَأُمِّ بَوٍّ عَجولٍ عِندَ مَعهَدِهِ / حَنَّت إِلى جِلَدٍ مِنهُ وَأَوصالِ
تَرتَعُ ما نَسِيَت حَتّى إِذا ذَكَرَت / رَدَّت هَماهِمَ حَرّى الجَوفِ مِثكالِ
زِدنا عَلى وَجدِها وَجداً وَإِن رَجَعَت / في القَلبِ مِنها خُطوبٌ ذاتُ بُلبالِ
فارَقتَني حينَ كَفَّ الدَهرُ مِن بَصَري / وَحينَ صِرتُ كَعَظمِ الرَمَّةِ البالي
إِنَّ الثَويَّ بِذي الزَيتونِ فَاِحتَسِبي / قَد أَسرَعَ اليَومَ في عَقلي وَفي حالي
عَلامَ تَلومُ عاذِلَةٌ جَهولُ
عَلامَ تَلومُ عاذِلَةٌ جَهولُ / وَقَد بَلّى رَواحِلَنا الرَحيلُ
فَإِنَّ السَيفَ يُخلِقُ مِحمَلاهُ / وَيُسرِعُ في مَضارِبِهِ النَحولُ
قَطَعنَ إِلَيكُمُ مُتَشَنَّعاتٍ / مَهامِهِ ما يُعَدُّ لَهُنَّ ميلُ
أَتَينَ عَلى السَماوَةِ بَعدَ خَبتٍ / قَليلٌ ما تَأَنّينا قَليلُ
وَقَد عَزَّ الكَواهِلُ بَعدَ نَيٍّ / عَرائِكَها وَقَد لَحِقَ الثَميلُ
عَلَيكِ وَإِن بَليتِ كَما بَلينا / سَلامُ اللَهِ أَيَّتُها الطُلولُ
أَبانَ الحَيُّ يَومَ لِوى حُيَيٍّ / نَعَم بانوا وَلَم يُشفَ الغَليلُ
لَيالِيَ لا تُوَدِّعُنا بِصُرمٍ / فَتُؤيِسَنا وَلا بِجَداً تَنولُ
كَأَنَّكَ حينَ تَشحَطُ عَنكَ سَلمى / أَميمٌ حينَ تَذكُرُهُ تَبيلُ
ذَكَرنا ما نَسيتِ غَداةَ قَوٍّ / وَقَد يَهتاجُ ذو الطَرَبِ الوَصولُ
أَعاذِلَ ما لِلَومِكَ لا أَراهُ / يُفيقُ وَشَرُّ ذي النُصحِ العَذولُ
سُلَيمانُ المُبارَكُ قَد عَلِمتُم / هُوَ المَهدِيُّ قَد وَضَحَ السَبيلُ
أَجَرتَ مِنَ المَظالِمِ كُلَّ نَفسٍ / وَأَدَّيتَ الَّذي عَهِدَ الرَسولُ
صَفَت لَكَ بَيعَةٌ بِثَباتِ عَهدٍ / فَوَزنُ العَدلِ أَصبَحَ لا يَميلُ
أَلا هَل لِلخَليفَةِ في نِزارٍ / فَقَد أَمسَوا وَأَكثَرُهُم كُلولُ
وَتَدعوكَ الأَرامِلُ وَاليَتامى / وَمَن أَمسى وَلَيسَ بِهِ حَويلُ
وَتَشكو الماشِياتُ إِلَيكَ جَهداً / وَلا صَعبٌ لَهُنَّ وَلا ذَلولُ
وَأَكثَرُ زادِهِنَّ وَهُنَّ سُفعٌ / حُطامُ الجِلدِ وَالعَصَبُ المَليلُ
وَيَدعوكَ المُكَلَّفُ بَعدَ جَهدٍ / وَعانٍ قَد أَضَرَّ بِهِ الكُبولُ
وَما زالَت مُعَلَّقَةً بِثَديٍ / بِذي الديماسِ أَو رَجُلٌ قَتيلُ
فَرَجتَ الهَمَّ وَالحَلَقاتِ عَنهُم / فَأَحيا الناسُ وَالبَلَدُ المُحولُ
إِذا اِبتُدِرَ المَكارِمُ كانَ فيكُم / رَبيعُ الناسِ وَالحَسَبُ الأَثيلُ
تُهينونَ المَخاضَ لِكُلِّ ضَيفٍ / إِذا ما حُبَّ في السَنَةِ الجَميلُ
عَلَوتُم كُلَّ رابِيَةٍ وَفَرعٍ / وَغَيرُكُمُ المَذانِبُ وَالهُجولُ
لَكُم فَرعٌ تَفَرَّعَ كُلَّ فَرعٍ / وَفَضلٌ لا تُعادِلُهُ الفُضولُ
لَقَد طالَت مَنابَتُكُم فَطابَت / فَطابَ لَكَ العُمومَةُ وَالخُؤولُ
تَزولُ الراسِياتُ بِكُلِّ أُفقٍ / وَمَجدُكَ لا يُهَدُّ وَلا يَزولُ
أَبا الوَردِ أَبقى اللَهُ مِنها بَقِيَّةً
أَبا الوَردِ أَبقى اللَهُ مِنها بَقِيَّةً / كَفَت كُلَّ لَوّامٍ حَسودٍ وَخاذِلِ
تَدُقُّ الغَضا وَالأَثلَ دَقّاً فَلَم تَدَع / أُصولاً وَلا مُستَنبَتاً دونَ قابِلِ
مَن ذا يُعِدُّ بَني غُدانَةَ لِلعُلى
مَن ذا يُعِدُّ بَني غُدانَةَ لِلعُلى / وَالخَيرِ بَعدَ عَطِيَّةَ بنِ جِعالِ
كانَ المُمانِحَ في العَرِيَّةِ بَعدَما / أَلقى الشِتاءُ أَصِرَّةَ الأَشوالِ
وَمُدَفَّعينَ جَفا الأَقارِبُ عَنهُمُ / حَلّوا إِلَيكَ بِدَمثَةٍ مِحلالِ
إِلَيكَ كَلِفنا كُلَّ يَومِ هَجيرَةٍ
إِلَيكَ كَلِفنا كُلَّ يَومِ هَجيرَةٍ / صَدٍ مَعمَعانِيٍّ تَلَظّى أَعابِلُه
عَلى العيسِ تَعرَوري الفَلاةَ كَأَنَّها / قَطا الأُدَمى الجونِيُّ نَشَّت ثَمائِلُه
طَوى رَكبَهُ الإِخماسُ حَتّى كَأَنَّها / جِيادُ القَنا الهِندِيِّ ثُقِّفَ ذابِلُه
إِذا قُلتَ لي عَبدُ العَزيزِ كَفَيتَني / زَماناً فَشَت عِلّاتُهُ وَمَباخِلُه
فَيَومانِ مِن عَبدِ العَزيزِ تَفاضَلا / فَفي أَيِّ يَومَيهِ تَلومُ عَواذِلُه
فَيَومٌ تَحوطُ المُسلِمينَ جِيادُهُ / وَيَومٌ عَطاءٌ ما تُغِبُّ نَوافِلُه
وَلِلتُركِ مِن عَبدِ العَزيزِ وَقيعَةٌ / وَلِلرومِ يَومٌ ما تُتِمُّ حَوامِلُه
فَما وَجَدوا عَبدَ العَزيزِ مُغَمَّراً / وَلا ذا سِقاطٍ عِندَ أَمرٍ يُحاوِلُه
وَلا جافِياً عَن قائِمِ السَيفِ قَبضُهُ / إِذا الفَشِلُ الرِعديدُ قُفَّت أَنامِلُه
يُقَلِّصُ بِالفَضلَينِ فَضلِ مُفاضَةٍ / وَفَضلِ نِجادٍ لَم تُقَطَّع حَمائِلُه
فَلا هُو مِنَ الدُنيا مُضيعٌ نَصيبَهُ / وَلا عَرَضُ الدُنيا عَنِ الدَينِ شاغِلُه
فَهاذا بَديعٌ لَيسَ في الناسِ مِثلُهُ / وَهاذا مَديحٌ لا يُكَذَّبُ قائِلُه
أَبَينا فَما يَدعو إِلى غَيرِكَ الهَوى / وَما مِن خَليلٍ بِاِبنِ لَيلى نُبادِلُه
أَتى زَمَنُ البَيضاءِ بَعدَكَ فَاِنتَحى / عَلى العَظمِ حَتّى أَسلَمَتهُ حَوامِلُه
فَرِش لي جَناحي وَاِتَّخِذنِيَ بازِياً / تَخَطَّفُ حَبّاتِ القُلوبِ أُجادِلُه
كادَ مُجيبُ الخُبثِ تَلقى يَمينُهُ
كادَ مُجيبُ الخُبثِ تَلقى يَمينُهُ / طَبَرزينَ بَينٍ مِقضَباً لِلمَفاصِلِ
تَدارَكَهُ عَفوُ المُهاجِرِ بَعدَما / دَعا دَعوَةً يا لَهفَهُ عِندَ نائِلِ
فَإِن غَفَلَ الراعي الَّذي نامَ بِالحِمى / فَإِنَّ بِحَجرٍ راعِياً غَيرَ غافِلِ
وَقَعتَ بِأَيدي المُحرِزِيِّينَ وَقعَةً / نَهَت باسِلاً عَنّا وَأَصحابَ باسِلِ
أَتَنسى يَومَ حَومَلَ وَالدَخولِ
أَتَنسى يَومَ حَومَلَ وَالدَخولِ / وَمَوقِفَنا عَلى الطَلَلِ المُحيلِ
وَقالَت قَد نَحِلتَ وَشِبتَ بَعدي / بِحَقِّ الشَيبِ بَعدَكِ وَالنُحولِ
كَأَنَّ الراحَ شُعشِعَ في زُجاجٍ / بِماءِ المُزنِ في رَصَفٍ ظَليلِ
يَقولُ لَكَ الخَليلُ أَبا فِراسٍ / لَحى اللَهُ الفَرَزدَقَ مِن خَليلِ
خَرَجتَ مِنَ العِراقِ وَأَنتَ رِجسٌ / تَلَبَّسُ في الظِلالِ ثِيابَ غولٍ
وَما يَخفى عَلَيكَ شَرابُ حَدٍّ / وَلا وَرهاءُ غائِبَةُ الحَليلِ
إِذا دَخَلَ المَدينَةَ فَاِرجُموهُ / وَلا تَدنوهُ مِن جَدَثِ الرَسولِ
لَقَد عَلِمَ الفَرَزدَقُ أَنَّ تَيماً / عَلى شِربٍ إِذا نَهِلوا وَبيلِ
لَنا السَلَفُ المُقَدَّمُ يا اِبنَ تَيمٍ / إِذا ما ضاقَ مُطَّلَعُ السَبيلِ
وَأَفخَرُ بِالقَماقِمِ مِن تَميمٍ / وَتَفخَرُ بِالخَبيثِ وَبِالقَليلِ
فَلَن تَسطيعَ يا اِبنَ دَعيِّ تَيمٍ / عَلى دَحضٍ مُزَحَمَةَ القُيولِ
كَأَنَّ التَيمَ وَسطَ بَني تَميمٍ / خَصيٌّ بَينَ أَحصِنَةٍ فُحولِ
أَعَبدَ التَيمِ إِنَّ بَني تَميمٍ / تَلَبَّسَ فيهِمُ أَجَمي وَغَيلي
وَإِنّي قَد رَمَيتُكَ مِن تَميمٍ / بِعِبءٍ لا تَقومُ لَهُ ثَقيلِ
فَرَغتُ مِنَ القُيونِ وَعَضَّ تَيماً / فِرِندُ الوَقعِ لَيسَ بِذي فُلولِ
وَقُلتُ نَصاحَةً لِبَني عَديٍّ / ثِيابَكُمُ وَنَضحَ دَمِ القَتيلِ
أَعِبتَ فَوارِساً رَجَعوا بِتَيمٍ / وَرَكضَهُمُ مُبادَرَةَ الأَصيلِ
فَرَدَّ المُردَفاتِ بَناتِ تَيمٍ / لِيَربوعٍ فَوارِسُ غَيرُ ميلِ
تَدارَكنا عُيَينَةَ وَاِبنَ شَمخٍ / وَقَد مَرّا بِهِنَّ عَلى حَقيلِ
رَأوا قُعسَ الظُهورِ بَناتِ تَيمٍ / تَكَشَّفُ عَن عَلاهِبَةٍ رُعولِ
لَقَد خاقَت بُحوري أَصلَ تَيمٍ / فَقَد غَرِقوا بِمُنتَطِحِ السُيولِ
قَرَنتَ أَبا اللِئامِ أَباكَ تَيماً / بِأَدفى في مَناكِبِهِ صَؤولِ
بِزَيدِ مَناةَ يَحطِمُ كُلَّ عَظمٍ / بُوازِلُهُ وَزِدنَ عَلى البُزولِ
عَلى تَيماً فَدَقَّ رِقابَ تَيمٍ / ثَقيلُ الوَطءِ ذو جَرَزٍ نَبيلِ
لَقيتَ لَنا حَوامِيَ راسِياتٍ / وَجولاً يَرتَمي بِكَ بَعدَ جولِ
كَأَنَّ التَيمَ إِذ فَخَرَت بِسَعدٍ / إِماءُ الحَيِّ تَفخَرُ بِالحُمولِ
تَرى التَيمِيَّ يَزحَفُ كَالقَرَنبى / إِلى تَيمِيَّةٍ كَعَصا المَليلِ
إِذا كَشَرَت إِلَيهِ يَقولُ بَلوى / بَلا حَسَنٍ كَشَرتِ وَلا جَميلِ
تَشينُ الزُعفُرانَ عَروسُ تَيمٍ / وَتَمشي مِشيَةَ الجُعَلِ الزَحولِ
يَقولُ المُجتَلونَ عَروسُ تَيمٍ / شَوى أُمِّ الحُبَينِ وَرَأسُ فيلِ
وَلو غُسِلَت بِساقِيَتي دُجَيلٍ / لَقالَت ما اِكتَفَيتُ مِنَ الغَسولِ
إِذا ما اِستَبعَرَت كَلَحَت إِلَيهِ / بِقَحفٍ في عَنيَّةِ مُستَبيلِ
شُعِفتَ بِعَهدٍ ذَكَّرَتهُ المَنازِلُ
شُعِفتَ بِعَهدٍ ذَكَّرَتهُ المَنازِلُ / وَكِدتَ تَناسى الحِلمَ وَالشَيبُ شامِلُ
لَعَمرُكَ لا أَنسى لَيالِيَ مَنعِجٍ / وَلا عاقِلاً إِذ مَنزِلُ الحَيِّ عاقِلُ
وَما في مُباحاتِ الحَديثِ لَنا هَواً / وَلَكِن هَوانا المُنفِساتُ العَقائِلُ
أَلا حَبَّذا أَيّامَ يَحتَلُّ أَهلُنا / بِذاتِ الغَضا وَالحَيُّ في الدارِ آهِلُ
وَإِذ نَحنُ أُلّافٌ لَدى كُلِّ مَنزِلٍ / وَلَمّا تُفَرَّق لِلطِياتِ الجَمائِلُ
وَإِذ نَحنُ لَم يولَع بِنا الناسُ كُلُّهُم / وَما تَرتَجي صُرمَ الخَليطِ العَواذِلُ
خَليلَيَّ مَهلاً لا تَلوما فَإِنَّهُ / عَذابٌ إِذا لامَ الصَديقُ المُواصِلُ
عَجِبتُ لِهَذا الزائِرِ الرَكبَ مَوهِناً / وَمِن دونِهِ بيدُ المَلا وَالمَناهِلُ
أَقامَ قَليلاً ثُمَّ باحَ بِحاجَةٍ / إِلَينا وَدَمعُ العَينِ بِالماءِ واشِلُ
وَأَنّى اِهتَدى لِلرَكبِ في مُدلَهِمَّةٍ / تُواعِسُ بِالرُكبانِ فيها الرَواحِلُ
أَناخوا قَليلاً ثُمَّ هاجوا قَلائِصاً / كَما هيجَ خَيطٌ مَغرِبَ الشَمسِ جافِلُ
وَأَيِّ مَزارٍ زُرتَ حَرفٌ شِمِلَّةٌ / وَطاوي الحَشا مُستَأنِسُ القَفرِ ناحِلُ
وَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ وَأَنَّهُ / إِمامٌ وَعَدلٌ لِلبَرِيَّةِ فاصِلُ
وَبَسطُ يَدِ الحَجّاجِ بِالسَيفِ لَم يَكُن / سَبيلُ جِهادٍ وَاِستُبيحَ الحَلائِلُ
إِذا خافَ دَرأً مِن عَدُوٍّ رَمى بِهِ / شَديدُ القُوى وَالنَزعِ في القَوسِ نابِلُ
خَليفَةُ عَدلٍ ثَبَّتَ اللَهُ مُلكَهُ / عَلى راسِياتٍ لَم تُزِلها الزَلازِلُ
دَعوا الجُبنَ يا أَهلَ العِراقِ فَإِنَّما / يُباحُ وَيُشرى سَبيُ مَن لا يُقاتِلُ
لَقَد جَرَّدَ الحَجّاجُ بِالحَقِّ سَيفَهُ / لَكُم فَاِستَقيموا لا يَميلَنَّ مائِلُ
فَما يَستَوي داعي الضَلالَةِ وَالهُدى / وَلا حُجَّةُ الخَصمَينِ حَقٌّ وَباطِلُ
وَأَصبَحَ كَالبازي يُقَلِّبُ طَرفَهُ / عَلى مَربَأٍ وَالطَيرُ مِنهُ دَواخِلُ
وَخافوكَ حَتّى القَومُ تَنزو قُلوبُهُم / نُزاءَ القَطا اِلتَفَّت عَلَيهِ الحَبائِلُ
وَما زِلتَ حَتّى أَسهَلَت مِن مَخافَةٍ / إِلَيكَ اللَواتي في الشُعوفِ العَواقِلُ
وَثِنتانِ في الحَجّاجِ لا تَركُ ظالِمٍ / سَوِيّاً وَلا عِندَ المُراشاةِ نائِلُ
وَمَن غَلَّ مالَ اللَهِ غُلَّت يَمينُهُ / إِذا قيلَ أَدّوا لا يَغُلَّنَّ عامِلُ
وَما نَفَعَ المُستَعمَلينَ غُلولُهُم / وَما نَفَعَت أَهلَ العُصاةِ الجَعائِلُ
قَدِمتَ عَلى أَهلِ العِراقِ وَمِنهُمُ / مُخالِفُ دينِ المُسلِمينَ وَخاذِلُ
فَكُنتَ لِمَن لا يُبرِئَ الدينُ قَلبَهُ / شِفاءً وَخَفَّ المُدهِنُ المُتَثاقِلُ
وَأَصبَحتَ تَرضى كُلَّ حُكمٍ حَكَمتَهُ / نِزارٌ وَتُعطي ما سَأَلتَ المُقاوِلُ
صَبَحتَ عُمانَ الخَيلِ رَهواً كَأَنَّما / قَطاً هاجَ مِن فَوقِ السَماوَةِ ناهِلُ
يُناهِبنَ غيطانَ الرِفاقِ وَتَرتَدي / نِقالاً إِذا ما اِستَعرَضَتها الجَراوِلُ
سَلَكتَ لِأَهلِ البَرِّ بَرّاً فَنِلتَهُم / وَفي اليَمِّ يَأتَمُّ السَفينُ الجَوافِلُ
تَرى كُلَّ مِزرابٍ يُضَمَّنُ بَهوُها / ثَمانينَ أَلفاً زايَلَتها المَنازِلُ
جَفولٍ تَرى المِسمارَ فيها كَأَنَّهُ / إِذا اِهتَزَّ جِذعٌ مِن سُمَيحَةَ ذابِلُ
إِذا اِعتَرَكَ الكَلّاءُ وَالماءُ لَم تُقَد / بِأَمراسِها حَتّى تَثوبَ القَنابِلُ
تَخالُ جِبالَ الثَلجِ لَمّا تَرَفَّعَت / إِجَلَّتُها وَالكَيدُ فيهِنَّ كامِلُ
تَشُقُّ حَبابَ الماءِ عَن واسِقاتِهِ / وَتَغرِسُ حوتَ البَحرِ مِنها الكَلاكِلُ
لَقَد جَهَدَ الحَجّاجُ في الدينِ وَاِجتَبى / جَباً لَم تَغُلهُ في الحِياضِ الغَوائِلُ
وَما نامَ إِذ باتَ الحَواضِنُ وُلَّهاً / وَهُنَّ سَبايا لِلصُدورِ بَلابِلُ
أَطيعوا فَلا الحَجّاجُ مُبقٍ عَلَيكُمُ / وَلا جِبرَئيلٌ ذو الجَناحَينِ غافِلُ
أَلا رُبَّ جَبّارٍ حَمَلتَ عَلى العَصا / وَبابُ اِستِهِ عَن مِنبَرِ المُلكِ زائِلُ
تَمَنّى شَبيبٌ مُنيَةً سَفَلَت بِهِ / وَذو قَطَرِيٍّ لَفَّهُ مِنكَ وابِلُ
تَقولُ فَلا تُلقى لِقَولِكَ نَبوَةٌ / وَتَفعَلُ ما أَنبَأتَ أَنَّكَ فاعِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025