القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 8996
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ
تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ / فَحِنّي حَنينَكِ إِنّي مُعالي
إِلى دار قَومٍ حِسانِ الوُجوهِ / عِظامِ القِبابِ طِوالِ العَوال
فَوَجَّهتُهُنَّ عَلى مَهمَهٍ / قَليلِ الوَغى غَيرَ صَوتِ الرِئالِ
سِراعاً دَوائِبَ ما يَنثَني / نَ حَتّى اِحتَلَلنَ بِحَيِّ حِلالِ
بِسَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأَكرَمي / نَ أَهلِ الفِضالِ وَأَهلِ النَوالِ
لَيالِيَ يَحبونَني وُدَّهُم / وَيَحبونَ قِدرَكَ غُرَّ المَحالِ
فَتُصبِحُ في المَحلِ مُحوَرَّةً / لِفَيءِ إِهالَتِها كَالظِلالِ
فَإِن كُنتِ ساقِيَةً مَعشَراً / كِرامَ الضَرائِبِ في كُلِّ حالِ
عَلى كَرَمٍ وَعَلى نَجَدَةٍ / رَحيقاً بِماءٍ نِطافٍ زُلالِ
فَكوني أُولَئِكَ تَسقينَها / فِدىً لِأُولَئِكَ عَمي وَخالي
أَلَيسوا الفَوارِسَ يَومَ الفُراتِ / وَالخَيلُ بِالقَومِ مِثلُ السَعالي
وَهُم مَا هُمُ عِندَ تِلكَ الهَناتِ / إِذا زَعزَعَ الطَلحَ ريحُ الشَمالِ
بِدُهمٍ ضَوامِنَ لِلمُعتَفي / نَ أَن يَمنَحوهُنَّ قَبلَ العِيالِ
إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ
إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ / تَيَّمَتني وَما أَرادَت وِصالي
هَل تَرى عيرَها تُجيزُ سِراعاً / كَالعَدَولِيِّ رائِحاً مِن أُوالِ
نَزَلوا مِن سُوَيقَةِ الماءِ ظُهراً / ثُمَّ راحوا لِلنَعفِ نَعفِ مَطالِ
ثُمَّ أَضحَوا عَلى الدَثينَةِ لا يَألونَ / أَن يَرفَعوا صُدورَ الجِمالِ
ثُمَّ كانَ الحِساءُ مِنهُم مُصيفاً / ضارِباتِ الخُدورِ تَحتَ الهَدالِ
فَزِعَت تُكتَمُ وَقالَت عَجيباً / أَن رَأَتني تَغَيَّرَ اليَومَ حالي
يا اِبنَةَ الخَيرِ إِنَّما نَحنُ رَهنٌ / لِصُروفِ الأَيّامِ بَعدَ اللَيالي
جَلَّحَ الدَهرُ وَاِنتَحى لي وَقِدماً / كانَ يُنحي القُوى عَلى أَمثالي
أَقصَدَتني سِهامُهُ إِذ رَأَتني / وَتَوَلَّت عَنهُ سُلَيمى نِبالي
لا عَجيبٌ فيما رَأَيتِ وَلَكِن / عَجَبٌ مِن تَفَرُّطِ الآجالِ
تُدرِكُ التِمسَحَ المُوَلَّعَ في اللُج / جَةِ وَالعُصمَ في رُؤوسِ الجِبالِ
وَالفَريدَ المُسَفَّعَ الوَجهِ ذا الجُدَّةِ / يَختارُ آمِناتِ الرِمالِ
وَتَصَدّى لِتَصرَعَ البَطَلَ الأَر / وَعَ بَينَ العَلهاءِ وَالسِربالِ
هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ
هَل لا يُهَيِّجُ شَوقُكَ الطَلَلُ / أَم لا يُفَرِّطُ شَيخَكَ الغَزَلُ
أَم ذا القَطينَ أَصابَ مَقتَلَهُ / مِنهُ وَخانوهُ إِذا اِحتَمَلوا
وَرَأَيتَ ظُعنَهُمُ مُقَفِّيَةً / تَعلو المَخارِمَ سَيرُها رَمَلُ
قَنَأَ العُهونَ عَلى حَوامِلِها / وَعَلى الرُهاوِيّاتِ وَالكِلَلُ
وَكَأَنَّ غِزلانَ الصَريمِ بِها / تَحتَ الخُدورِ يُظِلُّها الظُلَلُ
تامَت فُؤادَكَ يَومَ بَينِهِمُ / عِندَ التَفَرُّقِ ظَبيَةٌ عُطُلُ
شَنِفَت إِلى رَشَأٍ تُرَبِّبُه / وَلَها بِذاتِ الحاذِ مُعتَزَلُ
ظِلٌ إِذا ضَحِيَت وَمُرَتَقَبُ / وَلا يَكونُ لِلَيلِها دَغَلُ
فَسَقى مَنازِلَها وَحِلَّتَها / قِردُ الرَبابِ لِصَوتِهِ زَجَلُ
أَبدى مَحاسِنَهُ لِناظِرِهِ / ذاتَ العِشاءِ مُهَلَّبٌ خَضِلُ
مُتَحَلِّبٌ تَهوي الجَنوبُ بِهِ / فَتَكادُ تَعدِلُهُ وَيَنجَفِلُ
وَضَعَت لَدى الأَصناعِ ضاحِيَةً / فَوَهى السُيوبُ وَحُطَّتِ العِجَلُ
فَسَقى اِمرِأَ القَيسِ بنِ عَمَرَةَ إِنَّ / الأَكرَمينَ لِذِكرِهِم نَبَلُ
كَم طَعنَةٍ لَكَ غَيرِ طائِشَةٍ / ما إِن يَكونُ لِجُرحِها خَلَلُ
فَطَعَنتَها وَضَرَبتَ ثانِيَةً / أُخرى وَتَنزِلُ إِن هُمُ نَزَلوا
يَهَبُ المَخاضَ عَلى غَوارِبِها / زَبَدُ الفُحولِ مَعانُها بَقِلُ
وَعِشارُها بَعدَ المَخاضِ وَقَد / صافَت وَعَمَّ رِباعَها النَفَلُ
وَإِذا المُجَزِّىءُ حانَ مَشرَبُهُ / عِندَ المَصيفِ وَسَرَّهُ النَهَلُ
رَشفُ الذِنابِ عَلى جَماجِمِها / ما إِن يَكونُ لِحَوضِها سَمَلُ
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً / وَإِلّا خَيالاً يُوافي خَيالا
يُوافي مَع اللَيلِ ميعادُها / وَيَأبى مَعَ الصُبحِ إِلّا زِيالا
فَذَلِكَ تَبذُلُ مِن وُدِّها / وَلَو شَهِدَت لَم تُواتِ النَوالا
وَقَد ريعَ قَلبي إِذ أَعلَنوا / وَقيلَ أَجَدَّ الخَليطُ اِحتِمالا
وَحَثَّ بِها الحادِيانِ النَجاءَ / مَعَ الصُبحِ لَمّا اِستَشاروا الجِمالا
بَوازِلَ تُحدى بِأَحداجِها / وَيُحذَينَ بَعدَ نِعالٍ نِعالا
فَلَمّا نَأَوا سَبَقَت عَبرَتي / وَأَذرَت لَها بَعدَ سَجلٍ سِجالا
تَراها إِذا اِحتَثَّها الحادِيا / نِ بِالخَبتِ يُرقِلنَ سَيراً عِجالا
فَبِالظِلِّ بُدِّلنَ بَعدَ الهَجيرِ / وَبَعدَ الحِجالِ أَلِفنَ الرِحالا
وَفيهِنَّ خَولَةُ زَينُ النِسا / ءِ زادَت عَلى الناسِ طُرّاً جَمالا
لَها عَينُ حَوراءَ في رَوضَةٍ / وَتَقرو مَعَ النَبتِ أَرطىً طِوالا
وَتُجري السِواكَ عَلى بارِدٍ / يُخالُ السَيالَ وَلَيسَ السَيالا
كَأَنَّ المُدامَ بُعَيدَ المَنامِ / عَلَيها وَتَسقيكَ عَذباً زُلالا
كَأَنَّ الذَوائِبَ في فَرعِها / حِبالٌ تُوَصِّلُ فيها حِبالا
وَوَجهٌ يَحارُ لَهُ الناظِرونَ / يَخالونَهُم قَد أَهَلّوا هِلالا
إِلى كَفَلٍ مِثلِ دِعصِ النَقا / وَكَفٍّ تُقَلِّبُ بيضاً طِفالا
فَبانَت وَما نِلتُ مِن وُدِّها / قِبالاً وَلا ما يُساوي قِبالا
وَكَيفَ تَبُتّينَ حَبلَ الصَفا / ءِ مِن ماجِدٍ لا يُريدُ اِعتِزالا
أَرادَ النَوالَ فَمَنَّيتِهِ / وَأَضحى الَّذي قُلتِ فيهِ ضَلالا
فَتىً يَبتَني المَجدَ مِثلُ الحُسا / مِ أَخلَصَهُ القَينُ يَوماً صِقالاً
يَقودُ الكُماةَ لِيَلقى الكُماةَ / يُنازِلُ ما إِن أَرادوا النِزالا
يُشَبِّهُ فُرسانَهُم في اللِقاءِ / إِذا ما رَحى المَوتِ دارَت حِيالا
وَتَمشي رِجالاً إِلى الدارِعينَ / كَأَعناقِ خَورٍ تُزجّي فِصالا
وَتَكسو القَواطِعَ هامَ الرِجا / لِ وَتَحمي الفَوارِسُ مِنّا الرِجالا
وَيَأبى لِيَ الضَيمَ ما قَد مَضى / وَعِندَ الخِصامِ فَنَعلو جِدالا
بِقَولٍ يَذَلُّ لَهُ الرائِضو / نَ وَيَفضُلُهُم إِن أَرادوا فِضالا
وَهاجِرَةٍ كَأُوارِ الجَحي / مِ قَطَعتُ إِذا الجُندُبُ الجَونُ قالا
وَلَيلٍ تَعَسَّفتُ دَيجورَهُ / يَخافُ بِهِ المُدلِجونَ الخَبالا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا
نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا / وَأَعقَبَكَ الهَجرُ مِنها الوِصالا
وَحادَت بِها نِيَّةٌ غَربَةٌ / تُبَدِّلُ أَهلَ الصَفاءِ الزِيالا
وَنادى أَميرُهُمُ بِالفِرا / قِ ثُمَّ اِستَقَلّوا لِبَينٍ عِجالا
فَقَرَّبنَ كُلَّ مُنيفِ القَرا / عَريضِ الحَصيرِ يَغولُ الحِبالا
إِذا ما تَسَربَلنَ مَجهولَةً / وَراجَعنَ بَعدَ الرَسيمِ النِقالا
هَداهُنَّ مُشتَمِراً لاحِقاً / شَديدَ المَطا أَرحَبِياً جُلالا
تَخالُ حُمولَهُمُ في السَرا / بِ لَما تَواهَقنَ سُحقاً طِوالا
كَوارِعَ في حائِرٍ مُفعَمٍ / تَغَمَّرَ حَتّى أَتا وَاِستَطالا
كَسَونَ هَوادِجَهُنَّ السُدو / لَ مُنهَدِلاً فَوقَهُنَّ اِنهِدالا
وَفيهِنَّ حورٌ كَمِثلِ الظِبا / ءِ تَقرو بِأَعلى السَليلِ الهَدالا
جَعَلنَ قُدَيساً وَأَعناءَهُ / يَميناً وَبُرقَةَ رَعمٍ شِمالا
نَوازِعُ لِلخالِ إِذ شِمنَهُ / عَلى الفُرُداتِ يَحُلُّ السِجالا
فَلَمّا هَبَطنَ مَصابَ الرَبيعِ / بُدِّلنَ بَعدَ الرِحالِ الحِجالا
وَبَيداءَ يَلعَبُ فيها السَرا / بُ يَخشى بِها المُدلِجونَ الضَلالا
تَجاوَزتُها راغِباً راهِباً / إِذا ما الظِباءُ اِعتَنَقنَ الظِلالا
بِضامِزَةٍ كَأَتانٍ الثَمي / لِ عَيرانَةٍ ما تَشَكّى الكَلالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَةِ أَعمَلتُها / أَخافُ العِقابَ وَأَرجو النَوالا
إِلى اِبنِ الشَقيقَة خَيرِ المُلوكِ / أَوفاهُمُ عِندَ عَقدٍ حِبالا
أَلَستَ أَبَرَّهُمُ ذِمَّةً / وَأَفضَلَهُم إِن أَرادوا فِضالا
فَأَهلي فِداؤُكَ مُستَعتِباً / عَتَبتَ فَصَدَّقتَ في المَقالا
أَتاكَ عَدُوٌّ فَصَدَّقتَهُ / فَهَلّا نَظَرتَ هُديتَ السُؤالا
فَما قُلتُ ما نَطَقوا باطِلاً / وَلا كُنتُ أَرهَبُهُ أَن يُقالا
فَإِن كانَ حَقاً كَما خَبَّروا / فَلا وَصَلَت لي يَمينٌ شِمالا
تَصَدَّق عَلَيَّ فَإِني اِمرِؤٌ / أَخافُ عَلى غَيرِ جُرمِ نَكالا
وَيَومٍ تَطَلَّعُ فيهِ النُفو / سُ تُطَرِّفَ بِالطَعنِ فيهِ الرِجالا
شَهِدتَ فَأَطفَأتَ نيرانَهُ / وَأَصدَرتَ مِنهُ ظِماءً نِهالا
وَذي لَجَبٍ يُبرِقُ الناظِر / ينَ كَاللَيلِ أُلبِسَ مِنهُ ظِلالا
كَأَنَّ سَنا البَيضِ فَوقَ الكُما / ةِ فيهِ المَصابيحُ تُخبي الذُبالا
صَبَحتُ العَدُوَّ عَلى نَأيِهِ / تَريشُ رِجالاً وَتَبري رِجالا
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ
وَشاعِرُ قَومٍ أُولي بِغضَةٍ / قَمَعتُ فَصاروا لِئاماً ذِلالا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا
يا راكِباً بَلِّغ ذَوي حِلفِنا / مَن كانَ مِن كِندَةَ أَو وائِلِ
وَالحَيُّ عِندَ القَيسِ حَيثُ اِنتَووا / مَن سَعفِ البَحرَينِ وَالساحِلِ
إِنّا وَإِيّاهُمُ وَما بَينَنا / كَمَوضِعِ الزَورِ مِنَ الكاهِلِ
أَجَدَّ اليَومَ جيرَتُكَ اِرتِحالا
أَجَدَّ اليَومَ جيرَتُكَ اِرتِحالا / وَلا تَهوى بِذي العُشُرِ الزِيالا
قِفا عُوِجا عَلى دِمَنٍ بِرَهبى / فَحَيّوا رَسمَهُنَّ وَإِن أَحالا
وَشَبَّهتُ الحُدوجَ غَداةَ قَوٍّ / سَفينَ الهِندِ رَوَّحَ مِن أَوالا
جَعَلنَ القَصدَ عَن شَطِبٍ يَمينَن / وَعَن أَجمادِ ذي بَقَرِن شِمالا
جَمَعنَ لَنا مَواعِدَ مُعجِباتٍ / وَبُخلاً دونَ سُؤلِكَ وَاِعتِلالا
أَوانِسُ لَم يَعِشنَ بِعَيشِ سَوءٍ / يُجَدِّدنَ المَواعِدَ وَالمِطالا
فَقَد أَفنَينَ عُمرَكَ كُلَّ يَومٍ / بِوَعدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
وَلَو يَهوَينَ ذاكَ سَقَينَ عَذباً / عَلى العِلّاتِ آوِنَةً زُلالا
وَلَكِنَّ الحُماةَ حَمَوكَ عَنهُ / فَما تُسقى عَلى ظَمَإٍ بِلالا
أَلا تَجزينَ وُدّي في لَيالٍ / وَأَيّامٍ وَصَلتُ بِهِ طِوالا
أُحِبُّ الظاعِنينَ غَداةَ قَوٍّ / وَلا أَهوى المُقيمَ بِهِ الحِلالا
لَقَد ذَرَفَت دُموعُكَ يَومَ رَدّوا / لِبَينِ الحَيِّ فَاِحتَمَلوا الجِمالا
وَفي الأَظعانِ مِثلُ مَها رُماحٍ / نَصَبنَ لَهُ المَصايِدَ وَالحِبالا
فَما أَشوَينَ حينَ رَمَينَ قَلبي / سِهاماً لَم يَرِشنَ لَها نِبالا
وَلَكِن بِالعُيونِ وَكُلِّ خَدٍّ / تَخالُ بِهِ لِبَهجَتِهِ صِقالا
لَعَمرُكَ ما يَزيدُكَ قُربُ هِندٍ / إِذا ما زُرتَها إِلّا خَبالا
وَقَد قالَ الوُشاةُ فَأَفزَعونا / بِبَعضِ القَولِ نَكرَهُ أَن يُقالا
رَأَيتُكَ يا أُخَيطِلُ إِذ جَرَينا / وَجُرِّبَتِ الفَراسَةُ كُنتَ فالا
وَقَد نُخِسَ الفَرَزدَقُ بَعدَ جَهدٍ / فَأَلقى القَوسَ إِذ سَإِمَ النِضالا
وَنَحنُ الأَفضَلونَ فَأَيَّ يَومٍ / تَقولُ التَغلِبِيُّ رَجا الفِضالا
أَلَم تَرَ أَنَّ عِزَّ بَني تَميمٍ / بَناهُ اللَهُ يَومَ بَنى الجِبالا
بَنى لَهُمُ رَواسِيَ شامِخاتٍ / وَعالى اللَهُ ذُروَتَهُ فَطالا
بَنى لي كُلُّ أَزهَرَ خِندِفِيٌّ / يُباري في سُرادِقِهِ الشَمالا
تَنَصَّفُهُ البَرِيَّةُ وَهوَ سامٍ / وَيُمسي العالَمونَ لَهُ عِيالا
تَواضَعَتِ القُرومُ لِخِندَفِيٍّ / إِذا شِئنا تَخَمَّطَ ثُمَّ صالا
وَيَسعى التَغلِبيُّ أَذا اِجتَبَينا / بِجِزيَتِهِ وَيَنتَظِرُ الهِلالا
لَقَيتُم بِالجَزيرَةِ خَيلَ قَيسٍ / فَقُلتُم مارَ سَرجِس لا قِتالا
فَلا خَيلٌ لَكُم صَبَرَت لِخَيلٍ / وَلا أَغنَت رِجالُكُمُ رِجالا
وَأَسلَمتُم شُعَيثَ بَني مُلَيلٍ / أَصابَ السَيفُ عاتِقَهُ فَمالا
شَرِبتَ الخَمرَ بَعدَ أَبي غُوَيثٍ / فَلا نَعِمَت لَكَ النَشَواتُ بالا
تَسوفُ التَغلِبيَّةُ وَهيَ سَكرى / قَفا الخِنزيرِ تَحسِبُهُ غَزالا
تَظَلَّ الخَمرُ تَخلِجُ أَخدَعَيها / وَتَشكو في قَوائِمِها اِمذِلالا
أَتَحسِبُ فَلسَ أُمِّكَ كانَ مَجداً / وَجَذَّكُمُ عَنِ النَقدِ الجُفالا
تَناوَل ما وَجَدتَ أَباكَ يَبني / فَأَمّا الخِندِفيَّ فَلَن تَنالا
أَلَيسَ أَبو الأُخَيطِلِ تَغلِبِيّاً / فَبِئسَ التَغلِبِيَّ أَباً وَخالا
إِذا ماكانَ خالُكَ تَغلِبيّاً / فَبادِل إِن وَجَدتَ لَهُ بِدالا
وَيَربوعٌ تَحُلُّ ذُرى الرَوابي / وَتَبني فَوقَها عَمَداً طِوالا
وَقَد عَلِقَ الأُخَيطَلُ حَبلَ سَوءٍ / فَأَبرَحَ يَومُهُنَّ بِهِ وَطالا
أَلَم تَرَ يا أُخَيطِلُ حَربَ قَيسٍ / تَمُرُّ إِذا اِبتَغَيتَ لَها العِلالا
أَذا لَم تَصحُ نَشوَتُكُم فَذوقوا / سُيوفَ الهِندِ وَالأَسَلَ النِهالا
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً / جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً / مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا / فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً / وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً / لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ
أَغَرَّتنا أُمامَةُ فَاِفتَحَلنا
أَغَرَّتنا أُمامَةُ فَاِفتَحَلنا / أُمامَةَ إِذ تُنُجِّبَتِ الفُحولُ
إِذا ما كانَ فَحلُكَ فَحلَ سَوءٍ / خَلَجتَ الفَحلَ أَو لُؤمَ الفَصيلُ
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم / فَيَومٌ لَنا بِالقَريَتَينِ ظَليلُ
أُحِبُّ مِنَ الفِتيانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ / وَشَيبانَ إِنَّ الكامِلينَ قَليلُ
فَإِن يَشهَدا يَومَ الحَفيظَةِ يَطعُنا / وَإِن يَكُ سُؤلٌ فَالعَطاءُ جَزيلُ
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ / فَما لَكَ يا اِبنَ أَبي كامِلِ
أَخالَفتَ سَعداً وَحُكّامَها / أَيا ضَرَّةَ الأَرنَبِ الحافِلِ
فَلَولا زِيادٌ وَحُسنُ البَلاءِ / وَإِنّي أَهابُ أَبا كامِلِ
لَنالَ أَبا كامِلٍ وَاِبنَهُ / صَواعِقُ مِن بَرِدٍ وابِلِ
خَفَّ القَطينُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
خَفَّ القَطينُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ / بِالأَعزَلَينَ وَشاقَتني العَطابيلُ
قَرَّبنَ بُزلاً تَغالى في أَزِمَّتِها / إِلى الخُدورِ وَرَقماً فيهِ تَهويلُ
ما زِلتُ أَنظُرُ حَتّى حالَ دونَهُمُ / خَرقٌ أَمَقُّ بَعيدُ الغَولِ مَجهولُ
تيهٌ يَحارُ بِهِ الهادي إِذا اِطَّرَدَت / فيهِ الرِياحُ وَهابي التُربِ مَنخولُ
كَأَنَّ أَعناقَها دُلقٌ يَمانِيَةٌ / إِذا تَغالَت وَأَدناها المَراقيلُ
لُحقُ التَوالي بِأَيديها إِذا اِندَفَعَت / أَعناقُهُنَّ بِسَومٍ فيهِ تَبغيلُ
كَأَنَّما مَرَحَت مِن تَحتِ أَرحُلِنا / قَطّاً قَوارِبُ أَو رُبدٌ مَجافيلُ
أَقصِر بِقَدرِكَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَنا / وَما لِما قَد قَضى ذو العَرشِ تَبديلُ
بَنى لِيَ المَجدَ في عَيطاءَ مُشرِفَةٍ / أَبناءُ حَنظَلَةَ الصيدُ المَباجيلُ
المُطعِمونَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً / وَالجابِرونَ وَعَظمُ الرَأسِ مَهزولُ
وَالغُرُّ مِن سَلَفَي سَعدٍ وَإِخوَتِهِم / عَمروٍ كُهولٌ وَشُبّانٌ بَهاليلُ
إِذا دَعا الصارِخُ المَلهوفُ هِجتُ بِهِ / مِثلَ اللُيوثِ جَلا عَن غُلبِها الغيلُ
تَحمي الثُغورَ وَتَلقاهُم إِذا فَزِعوا / تَعدو بِهِم قُرَّحٌ جُردٌ هَذاليلُ
تَلقى فَوارِسَنا يَحمونَ قاصِيَنا / وَفي أَسِنَّتِنا لِلناسِ تَنكيلُ
كَم مِن رَئيسٍ عَلَيهِ التاجُ مُعتَصِبٌ / قَد غادَرَتهُ جِيادي وَهوَ مَقتولُ
قادوا الهُذَيلَ بِذَي بَهدى وَهُم رَجَعوا / يَومَ الغَبيطِ بِبِشرٍ وَهوَ مَغلولُ
أُسدٌ إِذا لَحِقوا بِالخَيلِ لَم يَقِفوا / نِعمَ الفَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ
فينا وَفي الخَيلِ تَردي في مَساحِلِها / يَومَ الوَغى لِمَنايا القَومِ تَعجيلُ
عَوذُ النِساءِ غَداةَ الرَوعِ تَعرِفُنا / إِذا دَعَونَ دُعاءً فيهِ تَخليلُ
إِذا لَحِقنا بِها تَردي الجِيادُ بِنا / لَم تَخشَ نَبوَتَنا العوذُ المَطافيلُ
تَلقى السِيوفَ بِأَيدينا يُعاذُ بِها / عِندَ الوَغى حينَ لا تُخفى الخَلاخيلُ
فَمَن يَرُم مَجدَنا العادِيَّ ثُمَّ يَقِس / قَوماً بِقَومِيَ يَرجِع وَهوَ مَفضولُ
حُكّامُ فَصلٍ وَتَلقى في مَجالِسِنا / أَحلامَ عادٍ إِذا ما أُهذِرَ القيلُ
إِنّي اِمرُؤٌ مُضَريٌّ في أَرومَتِها / مَشهورَةٌ غُرَّتي فيهِم وَتَحجيلُ
الأَثقَلونَ حَصاةً في نَديِّهِمُ / وَالأَرزَنونَ إِذا خَفَّ المَجاهيلُ
إِنّا وَجَدنا بَني القَبحاءِ لَيسَ لَهُم / في اِبنَي نِزارٍ قَداميسٌ وَلا جولُ
قَومٌ تَوارَثَ أَصلَ اللُؤمِ أَوَّلُهُم / فَما لَهُم عَن دِيارِ اللُؤمِ تَحويلُ
مُحالِفو اللُؤمِ آلى لا يُفارِقُهُم / حَتّى يُرَدَّ عَلى أَدراجِهِ النيلُ
قَدِ اِرتَدَوا بِرِداءَ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا / وَقُطِّعَت لَهُمُ مِنهُ سَرابيلُ
عَشِيَّةَ أَعلى مِذنَبِ الجَوفِ قادَني
عَشِيَّةَ أَعلى مِذنَبِ الجَوفِ قادَني / هَوىً كادَ يُنسي الحِلمَ أَو يُرجِعُ الجَهلا
عَشِيَّةَ تَعصيني غُروبُ مَدامِعي / وَإِن قُلتُ أَحياناً لِعَبرَتِها مَهلا
وَما خِفتُ وَشكَ البَينِ حَتّى رَأَيتُهُم / لِظَعنِهِمُ رَدّوا الغُرَيرِيَّةَ البُزلا
أُحِبُّ لِحُبِّ العاصِمِيَّةِ مَعشَراً / مِنَ الناسِ ما كانوا صَديقاً وَلا أَهلا
وَأَرعاهُمُ بِالغَيبِ مِن أَجلِ حُبِّها / وَأوليهِمُ مِنّي الكَرامَةَ وَالبَذلا
لَقَد جَمَحَت عِرسُ الفَرَزدَقِ وَاِلتَوى / بِحَدراءِ قَومٌ لَم يَرَوهُ لَها أَهلَ
رَأَوا أَنَّ صِهرَ القَومِ عارٌ عَلَيهِمُ / وَأَنَّ لِبِسطامٍ عَلى غالِبٍ فَضلا
دَعَت يالَ ذُهلٍ رَغبَةً عَن مُجاشِعٍ / وَهَل بَعدَها حَدراءُ داعِيَةٌ ذُهلا
وَفيمَ اِبنُ ذي الكيرَينِ مِن بَيتِ خالِدٍ / وَهَل يَجمَعُ البَيتُ الخَنانيصَ وَالنَحلا
وَلَو رَقَّعَت كيرَيكَ كانَت كَظاعِنٍ / مِنَ الغَيثِ يَختارُ الجُدوبَةَ وَالمَحلا
فَقَد مُنِعَ القَينُ الجَوازَ وَقَد يَرى / لِشَيبانَ عَينَ الماءِ وَالعَطَنَ السَهلا
هُمُ مَنَعوا عُرسَ الفَرَزدَقِ وَاِلتَوَوا / عَلَيهِ فَلاقى دونَها عَتَباً بَسلا
وَما رَدَّ قَومُ الحَوفَزانِ عَلَيكُمُ / ظُلامى وَما قالوا لِصاحِبِهِم مَهلا
وَقَد باتَ مُغتَرّاً بِحَدراءَ قَينُكُم / وَنامَ وَلَم يَجعَل عَلى قَيدِها قُفلا
وَنامَ وَما أَسرى وَأَسرَت وَأَصبَحَت / تَأَمَّلُ مِن أَنقاءَ أَسنُمَةٍ رَملا
فَقَد عوفِيَت حَدراءُ شَيبانَ أَن تُرى / حَليلَةَ قَينٍ أَو يَكونَ لَها بَعلا
إِذا فَوَّزَت عَن مَسحُلانَ وَدافَعَت / بِشَيبانَ لاقى القَينُ مِن دونِها شُغلا
وَهُم نَزَعوا بِالرَوعِ قَلبَ اِبنِ حابِسٍ / كَما اِستَوفَضَت خَيلٌ بِكَبَّتِها الإِبلا
غَضِبتَ عَلَينا أَن مَنَعنا مُجاشِعاً / قَديماً مَعينَ الماءِ فَاِحتَفَروا الضَحلا
أَلا إِنَّما جَرَّت عَلى خَوفِ مالِكٍ / قُلوبٌ تَساقَينَ النَواكَةَ وَالجَهلا
وَقَد طالَ أَبسي قَبلَ ذاكَ مُجاشِعاً / بِحَدراءَ يَلقَونَ الصَواعِقَ وَالأَزلا
وَما نَوَّخوها قَينَكُم آلَ ضَوطَرٍ / لَأَلأَمَ مَن يَحذى عَلى قَدَمٍ نَعلا
وَما رَغِبوا في صِهرِ آلِ مُجاشِعٍ / وَما إِن رَأوا شَكلَ القُيونِ لَهُم شَكلا
أَبَعدَ تَرامينا ثَلاثينَ حِجَّةً / فَقَد صِرتَ يا اِبنَ القَينِ لا تُدرِكُ التَبلا
إِذا ما تَراجَعنا صَكَكتُكَ صَكَّةً / تَرى بَعدَ تَزيِيلِ العِظامِ لَها دَحلا
وَحَبلُكُمُ غَرَّ الزُبَيرَ فَلَم يَكُن / لِيَأمَنَ جارٌ بَعدَهُ لَكُمُ حَبلا
قِفوا فَاِسأَلوا الأَقوامَ مَن يُنهِلُ القَنا / وَمَن يَكشِفُ البَلوى وَمَن يَمنَعُ الأَصلا
وَمَن يَقتُلُ الأَبطالَ وَالخَيلُ تَنبَري / بِفُرسانِها وِردَ القَطا غَلَلاً ضَحلا
أَلا رُبَّ جَبّارٍ سَلَبناهُ تاجَهُ / فَأَصبَحَ فينا عانِياً يَشتَكي الكَبلا
أَلا حَيِّ الدِيارَ وَإِن تَعَفَّت
أَلا حَيِّ الدِيارَ وَإِن تَعَفَّت / وَقَد ذَكَّرنَ عَهدَكَ بِالخَميلِ
وَكَم لَكَ بِالمُجَيمِرِ مِن مَحَلٍّ / وَبِالعَزّافِ مِن طَلَلٍ مُحيلِ
وَقَد خَلَتِ الطُلولُ مِن آلِ لَيلى / فَما لَكَ لا تُفيقُ عَنِ الطُلولِ
وَإِن قالَ العَواذِلُ قَد شَجاهُ / مَحَلُّ الحَيِّ مِن لَبَبِ الأَميلِ
لَقَد شَعَفَ الفُؤادَ غَداةَ رَهبى / تَفَرُّقُ نِيَّةِ الأَنَسِ الحُلولِ
إِذا رَحَلوا جَزِعتَ وَإِن أَقاموا / فَما يُجدي المُقامُ على الرَحيلِ
أَخِلّايَ الكِرامُ سِوى سَدوسٍ / وَما لي في سَدوسٍ مِن خَليلِ
إِذا أَنزَلتَ رَحلَكَ في سَدوسٍ / فَقَد أُنزِلتَ مَنزِلَةَ الذَليلِ
وَقَد عَلِمَت سَدوسٌ أَنَّ فيها / مَنارَ اللُؤمِ واضِحَةَ السَبيلِ
فَما أَعطَت سَدوسٌ مِن كَثيرٍ / وَلا حامَت سَدوسٌ عَن قَليلِ
مِنّا فَتى الفِتيانِ وَالجودِ مَعقِلٌ
مِنّا فَتى الفِتيانِ وَالجودِ مَعقِلٌ / وَمِنّا الَّذي لاقى بِدِجلَةَ مَعقِلا
وَمِنّا أَميرا يَومِ صِفّينَ وَالَّذي / أَعادَ قَضاءَ الأَشعَرِيِّ مُغَربَلا
هاجَ الشُجونَ بِرَهبى رَبعُ أَطلالِ
هاجَ الشُجونَ بِرَهبى رَبعُ أَطلالِ / وَقَد مَضى مَرُّ أَحوالٍ وَأَحوالِ
بانَ الشَبابُ وَقالَ الغانِياتُ لَهُ / أَودى الشَبابُ وَأَودى عَصرُكَ الخالي
قَد كُنَّ يَرهَبنَ مِن صُرمي مُباعَدَةً / فَاليَومَ يَهزَأنَ مِن صُرمي وَإِدلالي
فَيسَ البَراجِمِ شَرُّ الخَلقِ كُلِّهِمُ / أَخزاهُمُ رَبُّ جِبريلٍ وَميكالِ
الظاعِنونَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم / وَالخافِضونَ بِدارٍ غَيرِ مِحلالِ
لَقَد تَوَجَّسَ ميجاسٌ فَعايَنَهُ / مُعاوِدٌ جَرَّ أَوصالٍ وَأَوصالِ
جَهمُ المُحَيّا هِزَبرٌ ذو مُجاهَرَةٍ / يُدني الفَريسَةَ مِن غيلٍ وَأَشبالِ
ماذا أَرَدتَ إِلى أَنيابِ ذي لِبَدٍ / مُفَرِّسٍ لِرِقابِ الأُسدِ رِئبالِ
أَخزَيتَ قَومَكَ يا ميجاسُ إِذ غَلِقَت / رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
لَو كانَ غَيرُكَ يا ميجاسُ يَشتِمُنا / يا دودَةَ الحَشِّ يا ضُلَّ اِبنَ ضُلّالِ
عَبدٌ تَعَصَّبَ مِن لُؤمٍ عِصابَتَهُ / إِلى قَلَنسُوَةٍ مِنهُ وَسِربالِ
يا أَعيَنَ الهامِ إِنّي قَد وَسَمتُكُمُ / فَوقَ الأُنوفِ عُلوباً غَيرَ أَغفالِ
تَغشى النِباجَ بَنو قَيسِ بنِ حَنظَلَةٍ / وَالقَريَتَينِ بِسُرّاقٍ وَنُزّالِ
أَكُلَّ يَومٍ تَرى القَيسِيَّ ضائِفَكُم / كَأَنَّهُ لَيسَ في أَهلٍ وَلا مالِ
إِنَّ القَتيلَ الَّذي جَرَّت بَنو قَطَنٍ / أَن سُبَّ قُرحانُ لا ذاكٍ وَلا عالي
قَومٌ هُمُ قَتَلوا بِالكَلبِ ضابِئَكُم / حَتّى اِستَماتَ هُزالاً شَرَّ ما حالِ
رُدّوا الهَوانَ عَلَيهِم يا بَني قَطَنٍ / رُدّوا الهَوانَ عَلى المُستَتبَعِ التالي
أَخوالِيَ الشُمُّ مِن عَمروِ بنِ حَنظَلَةٍ / وَما اللِئامُ بَنو قَيسٍ بِأَخوالي
قَومي الَّذينَ إِذا عُدَّت مَكارِمُهُم / فَدَّيتَ أَيّامَهُم بِلعَمِّ وَالخالِ
الصادِعونَ عَلى الجَبّارِ بَيضَتَهُ / وَالحامِلونَ أُموراً ذاتَ أَثقالِ
لَو تَنسِبونَ لِيُربوعٍ فَتَعرِفَكُم / أَو مالِكٍ أَو عُبَيدٍ جَدِّ نَزّالِ
إِذاً لَقالوا هَجا قَوماً ذَوي حَسَبٍ / يَأوُونَ مِنهُ إِلى دِفءٍ وَأَظلالِ
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِحتِمالِ
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِحتِمالِ / وَصَدَّعَ نِيَّةَ الأَنَسِ الحِلالِ
أَمِن طَرَبٍ نَظَرتَ غَداةَ رَهبى / لِتَنظُرَ أَينَ وُجِّهَ بِالجِمالِ
وَما كَلَّفتَ نَفسَكَ مِن صَديقٍ / يُمَنّينا وَيَبخَلُ بِالنَوالِ
لَقَد تَرَكَت حَوائِمَ صادِياتٍ / وَتَمنَعُ صَفوَ ذي حَبَبٍ زُلالِ
وَقالَت فيمَ أَنتَ مِنَ التَصابي / مَتى عَهدُ التَشَوُّقِ وَالدَلالِ
فَما تَرجو وَلَيسَ هَوى الغَواني / لِأَصحابِ التَنَحنُحِ وَالسُعالِ
دَعيني إِنَّ شَيبِيَ قَد نَهاني / وَتَجريبي وَشَيبِيَ وَاِكتِهالي
رَأَت مَرَّ السِنينَ أَخَذنَ مِنّي / كَما أَخَذَ السَرارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَن يَبقى عَلى غَرَضِ المَنايا / وَأَيّامٍ تَمُرُّ مَعَ اللَيالي
أَلَمَّ بِنا الخَيالُ بِذاتِ عِرقٍ / فَحَيّا اللَهُ ذَلِكَ مِن خَيالِ
فَإِنَّ سُراكِ تَقصُرُ عَن سُرانا / وَعَن وَخدِ المُخَدَّمَةِ العِجالِ
لَقَد أَخزى الفَرَزدَقَ إِذ رَمَينا / قَوارِعُ صَدَّعَت غَرَضَ النِضالِ
فَإِنَّ لِآخِرِ الشُعَراءِ مِنّي / كَما لِلأَوَّلينَ مِنَ النَكالِ
مَواسِمَ ما بَقيتُ لَهُم وَبَعدي / مَواسِمُ عِندَ حَزرَةَ أَو بِلالِ
عَلى أَنفِ الفَرَزدَقِ لَو نَهاهُم / جَديدٌ مِن وُسومَيَ غَيرُ بالِ
إِذا ماتَ الفَرَزدَقُ فَاِرجُموهُ / كَما تَرمونَ قَبرَ أَبي رِغالِ
وَكُنتَ إِذا اِغتَرَبتَ بِدارِ قَومٍ / لِأَحسابِ العَشيرَةِ شَرَّ والي
تُجَدَّعُ ما أَقَمتَ بِها ذَليلاً / وَتَخزى عِندَ مَنزِلَةِ الزِيالِ
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ قَتيلَ سَعدٍ / وَجِعثِنَ إِذ تُصَرَّفُ كُلَّ حالِ
وَباتَ أَبو الفَرَزدَقِ وَهوَ يَدعو / بِدَعوى الذُلِّ غَيرَ نَعيمِ بالِ
لَقَد ضَرِيَت قُفَيرَةُ بِالخَلايا / وَحَوكِ الدَرعِ مِن وَبَرِ الفِصالِ
تُطيفُ مُجاشِعٌ وَبَنو حُمَيسٍ / بِقَينٍ بَينَ شَرِّ أَبٍ وَخالِ
قُفَيرَةُ ساءَ ما كَسَبَت بَنيها / وَليلى القَينِ قينِ بَني عِقالِ
أَتَتهُمُ بِالفَرَزدَقِ أُمُّ سوءٍ / لَدى حَوضِ الحِمارِ عَلى مِثالِ
سَيُخزيكَ الخَليفَةُ ثُمَّ تَخزى / بِعِزَّةِ ذي التَكَرُّمِ وَالجَلالِ
تَبَدَّل يا فَرَزدَقُ مِثلَ قَومي / بِقَومِكَ إِن قَدَرتَ عَلى البِدالِ
فَإِن أَصبَحتَ تَطلُبُ ذاكَ فَاِنقُل / شَماماً وَالمِقَرَّ إِلى وِعالِ
لِيَربوعٍ عَلى النَخَباتِ فَضلٌ / كَتَفضيلِ اليَمينِ عَلى الشِمالِ
وَيَربوعٌ تُذَبِّبُ عَن تَميمٍ / وَيَقصُرَ دونَ غَلوِهِمُ المُغالي
وَنازَلنا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ / وَقَد خُضِبَت مِنَ العَلَقِ العَوالي
وَقَد ضَرَبَ اِبنَ كَبشَةَ إِذ لَحِقنا / حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوالي
مَكارِمُ لَستَ مُدرِكُهُنَّ حَتّى / تُزيلُ الراسِياتِ مِنَ الجِبالِ
خُذُوا كُحلاً وَمِجمَرَةً وَعِطراً / فَلَستُم يا فَرَزدَقُ بِالرِجالِ
وَشُمّوا ريحَ عَيبَتِكُم فَلَستُم / بِأَصحابِ العِناقِ وَلا النِزالِ
بَلاءُ بَني قَباقِبَ كانَ خِزياً / وَعاراً كُلَّما ذُكِرَ التَبالي
صَفَقتُم لِلبُزاةِ حُبارِياتٍ / فَأَخزى الخُنثَيَينِ مُنى الضَلالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني هِلالٍ / وَكَعباً وَالفَوارِسَ مِن هِلالِ
تُقَرقِرُ يا فَرَزدَقُ إِذ فَزِعتُم / خَزيراً باتَ في أُدَرٍ ثِقالِ
وَعَبسٌ بِالثَنيَّةِ يَومَ عَمروٍ / سَقَوهُ ذَواعِفَ الأَسَلِ النِهالِ
وَمَعبِدُكُم دَعا عُدَسَ بنِ زَيدٍ / فَأُسلِمَ لِلكُبولِ بِشَرِّ حالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني نُمَيرٍ / لَقيتَ المَوتَ أَقتَمَ ذا ظِلالِ
كَأَنَّكُمُ بِإِمعَزِ وارِداتٍ / نَعامُ الصَيفِ زَفَّ مَعَ الرِئالِ
فَأَرسِل في الضِئينَ مُجاشِعِيّاً / أَزَبَّ المِنخَرَينِ أَبا رِخالِ
أَمسَت طُهَيَّةُ كَالبِكارِ أَفَزَّها
أَمسَت طُهَيَّةُ كَالبِكارِ أَفَزَّها / بَعدَ الكَشيشِ هَديرُ قَرمٍ بازِلِ
يا يَحيَ هَل لِيَ في حَياتِكَ حاجَةٌ / مِن قَبلِ فاقِرَةٍ وَمَوتٍ عاجِلِ
حَلَّت طُهَيَّةُ مِن سَفاهَةِ رَأيِها / مِنّي عَلى سَنَنِ المُلِحِّ الوابِلِ
أَطُهَيُّ قَد غَرِقَ الفَرَزدَقُ فَاِعلَموا / في اليَمِّ ثُمَّ رَمى بِهِ في الساحِلِ
مَن كانَ يَمنَعُ يا طُهَيُّ نِساءَكُم / أَم مَن يَكُرَّ وَراءَ سَرحِ الجامِلِ
ذاكَ الَّذي وَأَبيكِ تَعرِفُ مالِكٌ / وَالحَقُّ يَدمَغُ تُرَّهاتِ الباطِلِ
إِنّا تَزيدُ عَلى الحُلومِ حُلومُنا / فَضلاً وَنَجهَلُ فَوقَ جَهلِ الجاهِلِ
قالوا نَصيبَكَ مِن أَجرٍ فَقُلتُ لَهُم
قالوا نَصيبَكَ مِن أَجرٍ فَقُلتُ لَهُم / مَن لِلعَرينِ إِذا فارَقتُ أَشبالي
لَكِن سَوادَةُ يَجلو مُقلَتَي لَحمٍ / بازٍ يُصَرصِرُ فَوقَ المَرقَبِ العالي
قَد كُنتُ أَعرِفُهُ مِنّي إِذا غَلِقَت / رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
إِلّا تَكُن لَكَ بِالدَيرَينِ باكِيَةٌ / فَرُبَّ باكِيَةٍ بِالرَملِ مِعوالِ
كَأُمِّ بَوٍّ عَجولٍ عِندَ مَعهَدِهِ / حَنَّت إِلى جِلَدٍ مِنهُ وَأَوصالِ
تَرتَعُ ما نَسِيَت حَتّى إِذا ذَكَرَت / رَدَّت هَماهِمَ حَرّى الجَوفِ مِثكالِ
زِدنا عَلى وَجدِها وَجداً وَإِن رَجَعَت / في القَلبِ مِنها خُطوبٌ ذاتُ بُلبالِ
فارَقتَني حينَ كَفَّ الدَهرُ مِن بَصَري / وَحينَ صِرتُ كَعَظمِ الرَمَّةِ البالي
إِنَّ الثَويَّ بِذي الزَيتونِ فَاِحتَسِبي / قَد أَسرَعَ اليَومَ في عَقلي وَفي حالي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025