القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 6
وَلَما رَأَوا حُسناً يَفوقُ تَخيَّلُوا
وَلَما رَأَوا حُسناً يَفوقُ تَخيَّلُوا / سَفاهاً بِأَنَّ الشَمسَ في الحُسنِ تَحكيكِ
وَشَكُّوا أأَنتِ الشَمسُ أَم هِي وَشَكَّكُوا / وَما واجدٌ للعَقلِ يفضي بِتَشكيكِ
وَإِنَّ جَمالاً قَد تَنظَّم عِقدُهُ / بِجيدِكِ يَوماً لا يُرامُ بِتَفكيكِ
فَلا تَحسَبي شَمسَ الضُحاءِ إِذا بَدَت / تُعارِض في حُسنٍ وَإِن هِيَ تَنكيكِ
وَلَكنَّها مِن فَرطِ حُبِّكِ لَو رَأَت / لِوَجهِكِ بُعداً ظَلَّتِ الدَهرَ تبكيكِ
أَهذا نسيمٌ قد تَهادى مِن الَّتي
أَهذا نسيمٌ قد تَهادى مِن الَّتي / سَبَت مُهجَتي بِالنّاعِسِ النّاغِشِ النَّزكِ
فَإِن لا فَما بالُ النّواحي تَضَمَّخَت / عَبيراً وجو الأفقِ يَأرَجُ بِالمِسكِ
شمسُ حُسنٍ قد أطلَعَت
شمسُ حُسنٍ قد أطلَعَت / قمراً لاحَ في الفَلَك
ليسَ للأُنسِ ينتمي / بل له صورةُ المَلَك
ما ترى نورَ وجههِ / ساطِعاً قد جَلا الحَلَك
كلُّ قلبٍ لحُسنِهِ / في هواه قد انسَلَك
مَلَك الناسَ كُلَّهُم / وسبا قلبَ من مَلَك
وأبُوه هوَ الذي / طُرُقَ الخيرِ قد سَلَك
يا فريداً محمدٌ / مشبِهٌ في الجمالِ لَك
دلِّلَنهُ وكُن لهُ / مثلَ من كانَ دَلَّلَك
واحفِظَنهُ ورَبِّه / فهوَ بالشِّبهِ جَمَّلَك
قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره
قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره / لَم يخلُ قَلبي ساعةً مِن هَواك
قَد نُقِشَت في مُهجَتي صُورةٌ / صورةُ حُسنٍ مِنك لا مِن سِواك
فَإِن تُوافِق مُقلَتي مُهجَتي / في الرُؤيةِ اِستراحتا مِن نَواك
يا مالِكي ماذا التَنائي وَمَن / هَذا الَّذي عَن زَورَتي قَد لَواك
زَواكَ عَنّي شُغل شاغِلٌ / وَقَد تَفَطّنتُ لَما قَد زَواك
شُغِلتَ بِالظَبي الغريرِ الَّذي / جاوَرتَه فَحُسنُهُ قَد حَواك
أَضرمَ في قَلبِك نارَ الهَوى / عَينٌ لَهُ لخصاءُ أَبدَت جَواك
وَقَد سَرى مِن سُقمِ أَجفانِهِ / إِلَيكَ سُقمٌ عَزَّ مِنهُ دَواك
وَقَد كَوَت قَلبي نارُ الهَوى / مِنكَ فَذُق ناراً بِها قَد كَواك
يا دائمَ الهَجرِ أَلا عَلِّلَن / صَبّاً بِأن تَهدي إلَيهِ سِواك
عودَ أَراكٍ وَهوَ فَألٌ بأن / أَراكَ لي مواصلاً في هَواك
وَيا سُلُوَّ القَلبِ عَن حُبِّهِ / اذهَب فَقَلبي دَهرهُ ما نَواك
وَيا فُؤادي لا تني هائِماً / في حُبِّه حَتّى تُلاقي ثَواك
عُذِّبتَ بِالحُبِّ فَصارَ الهَوى / قُوتَك حَتّى لا تُبالي طَواك
وَقَد طَوَيتَ الحبَّ لَم يَدرِهِ / غَيرُ الَّذي في حُبِّهِ قَد طَواك
طُويتَ يا جسمي نُحولاً فَقَد / صِرتَ خَيالاً لا ترى من ضَواك
لا تَشتَكي الضَّعفَ فإِنِّي امرؤٌ / أدريكَ جلداً وشَديداً قُواك
وَيا حَديثي باسمِ حُبّي فَلا / كُنتَ وَلا كانَ الَّذي قَد رَواك
وَقَصَّرَ آمالي مآلي إِلى الرَدى
وَقَصَّرَ آمالي مآلي إِلى الرَدى / وَأَنّي وَإِن طالَ المدى سَوفَ أهلِكُ
فَصُنتُ بِماءِ الوَجه نَفساً أَبيةً / وَجادَت يَميني بِالَّذي كُنتُ أَملِكُ
وَذي شَفَةٍ لَمياءَ زِينَت بِشامَةٍ
وَذي شَفَةٍ لَمياءَ زِينَت بِشامَةٍ / مِن المسكِ في ترشافها يذهبُ النُّسكُ
ظمئتُ إِلَيها ريقَةً كَوثَرِيَّةً / بِمِثلِ لآلي ثَغرِها يُنظم السِلكُ
تُعلُّ بِمَعسولٍ كَأنَّ رُضابَه / مُدامٌ مِن الفردوس خاتمهُ مِسكُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025