المجموع : 6
وَلَما رَأَوا حُسناً يَفوقُ تَخيَّلُوا
وَلَما رَأَوا حُسناً يَفوقُ تَخيَّلُوا / سَفاهاً بِأَنَّ الشَمسَ في الحُسنِ تَحكيكِ
وَشَكُّوا أأَنتِ الشَمسُ أَم هِي وَشَكَّكُوا / وَما واجدٌ للعَقلِ يفضي بِتَشكيكِ
وَإِنَّ جَمالاً قَد تَنظَّم عِقدُهُ / بِجيدِكِ يَوماً لا يُرامُ بِتَفكيكِ
فَلا تَحسَبي شَمسَ الضُحاءِ إِذا بَدَت / تُعارِض في حُسنٍ وَإِن هِيَ تَنكيكِ
وَلَكنَّها مِن فَرطِ حُبِّكِ لَو رَأَت / لِوَجهِكِ بُعداً ظَلَّتِ الدَهرَ تبكيكِ
أَهذا نسيمٌ قد تَهادى مِن الَّتي
أَهذا نسيمٌ قد تَهادى مِن الَّتي / سَبَت مُهجَتي بِالنّاعِسِ النّاغِشِ النَّزكِ
فَإِن لا فَما بالُ النّواحي تَضَمَّخَت / عَبيراً وجو الأفقِ يَأرَجُ بِالمِسكِ
شمسُ حُسنٍ قد أطلَعَت
شمسُ حُسنٍ قد أطلَعَت / قمراً لاحَ في الفَلَك
ليسَ للأُنسِ ينتمي / بل له صورةُ المَلَك
ما ترى نورَ وجههِ / ساطِعاً قد جَلا الحَلَك
كلُّ قلبٍ لحُسنِهِ / في هواه قد انسَلَك
مَلَك الناسَ كُلَّهُم / وسبا قلبَ من مَلَك
وأبُوه هوَ الذي / طُرُقَ الخيرِ قد سَلَك
يا فريداً محمدٌ / مشبِهٌ في الجمالِ لَك
دلِّلَنهُ وكُن لهُ / مثلَ من كانَ دَلَّلَك
واحفِظَنهُ ورَبِّه / فهوَ بالشِّبهِ جَمَّلَك
قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره
قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره / لَم يخلُ قَلبي ساعةً مِن هَواك
قَد نُقِشَت في مُهجَتي صُورةٌ / صورةُ حُسنٍ مِنك لا مِن سِواك
فَإِن تُوافِق مُقلَتي مُهجَتي / في الرُؤيةِ اِستراحتا مِن نَواك
يا مالِكي ماذا التَنائي وَمَن / هَذا الَّذي عَن زَورَتي قَد لَواك
زَواكَ عَنّي شُغل شاغِلٌ / وَقَد تَفَطّنتُ لَما قَد زَواك
شُغِلتَ بِالظَبي الغريرِ الَّذي / جاوَرتَه فَحُسنُهُ قَد حَواك
أَضرمَ في قَلبِك نارَ الهَوى / عَينٌ لَهُ لخصاءُ أَبدَت جَواك
وَقَد سَرى مِن سُقمِ أَجفانِهِ / إِلَيكَ سُقمٌ عَزَّ مِنهُ دَواك
وَقَد كَوَت قَلبي نارُ الهَوى / مِنكَ فَذُق ناراً بِها قَد كَواك
يا دائمَ الهَجرِ أَلا عَلِّلَن / صَبّاً بِأن تَهدي إلَيهِ سِواك
عودَ أَراكٍ وَهوَ فَألٌ بأن / أَراكَ لي مواصلاً في هَواك
وَيا سُلُوَّ القَلبِ عَن حُبِّهِ / اذهَب فَقَلبي دَهرهُ ما نَواك
وَيا فُؤادي لا تني هائِماً / في حُبِّه حَتّى تُلاقي ثَواك
عُذِّبتَ بِالحُبِّ فَصارَ الهَوى / قُوتَك حَتّى لا تُبالي طَواك
وَقَد طَوَيتَ الحبَّ لَم يَدرِهِ / غَيرُ الَّذي في حُبِّهِ قَد طَواك
طُويتَ يا جسمي نُحولاً فَقَد / صِرتَ خَيالاً لا ترى من ضَواك
لا تَشتَكي الضَّعفَ فإِنِّي امرؤٌ / أدريكَ جلداً وشَديداً قُواك
وَيا حَديثي باسمِ حُبّي فَلا / كُنتَ وَلا كانَ الَّذي قَد رَواك
وَقَصَّرَ آمالي مآلي إِلى الرَدى
وَقَصَّرَ آمالي مآلي إِلى الرَدى / وَأَنّي وَإِن طالَ المدى سَوفَ أهلِكُ
فَصُنتُ بِماءِ الوَجه نَفساً أَبيةً / وَجادَت يَميني بِالَّذي كُنتُ أَملِكُ
وَذي شَفَةٍ لَمياءَ زِينَت بِشامَةٍ
وَذي شَفَةٍ لَمياءَ زِينَت بِشامَةٍ / مِن المسكِ في ترشافها يذهبُ النُّسكُ
ظمئتُ إِلَيها ريقَةً كَوثَرِيَّةً / بِمِثلِ لآلي ثَغرِها يُنظم السِلكُ
تُعلُّ بِمَعسولٍ كَأنَّ رُضابَه / مُدامٌ مِن الفردوس خاتمهُ مِسكُ