المجموع : 16
إِن يَكُن في الأَرضِ شَيءٌ حَسَنٌ
إِن يَكُن في الأَرضِ شَيءٌ حَسَنٌ / فَهوَ في دورِ بَني عَبدِ المَلِك
ما يُبالونَ إِذا ما أَفضَلوا / ما بَقِيَ مِن مالِهِم أَو ما هَلَك
عَقِلَت أَلسُنُهُم عَن قَولِ لا / فَهيَ لا تَعرِفُ إِلّا هُوَ لَك
مِنهُمُ موسى جَوادٌ ماجِدٌ / لا يَرى ما لَم يَهَب مِمّا مَلَك
زَيَّنوا الأَرضَ كَما قَد زُيِّنَت / بِنُجومِ اللَيلِ آفاقُ الفَلَك
قِرى دارِهِم مِنّي الدُموعُ السَوافِكُ
قِرى دارِهِم مِنّي الدُموعُ السَوافِكُ / وَإِن عادَ صُبحي بَعدَهُم وَهوَ حالِكُ
وَإِن بَكَرَت في ظُعنِهِم وَحُدوجِهِم / زَيانِبُ مِن أَحبابِنا وَعَواتِكُ
سَقَت رَبعَهُم لا بَل سَقَت مُنتَواهُمُ / مِنَ الأَرضِ أَخلافُ السَحابِ الحَواشِكُ
وَأَلبَسَهُم عَصبَ الرَبيعِ وَوَشيَهُ / وَيُمنَتَهُ نَبتُ النَدى المُتَلاحِكُ
إِذا غازَلَ الرَوضُ الغَزالَةَ نُشِّرَت / زَرابِيُّ في أَكنافِهِم وَدَرانِكُ
إِذا الغَيثُ سَدّى نَسجَهُ خِلتَ أَنَّهُ / مَضَت حِقبَةٌ حَرسٌ لَهُ وَهوَ حائِكُ
أَلِكني إِلى حَيِّ الأَراقِمِ إِنَّهُ / مِنَ الطائِرِ الأَحشاءِ تُهدى المَآلِكُ
كُلوا الصَبرَ غَضّاً وَأَشرَبوهُ فَإِنَّكُم / أَثَرتُم بَعيرَ الظُلمِ وَالظُلمُ بارِكُ
أَتاكُم سَليلُ الغابِ في صَدرِ سَيفِهِ / سَناً لِدُجى الإِظلامِ وَالظُلمُ هاتِكُ
إِذا سيلَ سُدَّ العُذرُ عَن صُلبِ مالِهِ / وَإِن هَمَّ لَم تُسدَر عَلَيهِ المَسالِكُ
أَلَحَّ وَماحَكتُم وَلِلقَدَرِ اِلتَقى / غَريمانِ في الهَيجا مُلِحٌّ وَماحِكُ
هُوَ الحارِثُ الناعي بُجَيراً وَإِن يُدَن / لَهُ فَهوَ إِشفاقاً زُهَيرٌ وَمالِكُ
رَقاحِيُّ حَربٍ طالَما اِنقَلَبَت لَهُ / قَساطِلُ يَومِ الرَوعِ وَهيَ سَبائِكُ
وَمُستَنبِطٌ في كُلِّ يَومٍ مِنَ الغِنى / قَليباً رِشاآها القَنا وَالسَنابِكُ
مُطِلٌّ عَلى الآجالِ حَتّى كَأَنَّهُ / لِصَرفِ المَنايا في النُفوسِ مُشارِكُ
فَما تَترُكُ الأَيّامُ مَن هُوَ آخِذٌ / وَلا تَأخُذُ الأَيّامُ مَن هُوَ تارِكُ
صَفوحٌ إِذا لَم يَثلِمِ الصَفحُ حَزمَهُ / وَذو تُدرَإٍ بِالفاتِكِ الخِرقِ فاتِكُ
رَبيبُ مُلوكٍ أَرضَعَتهُ ثُدِيَّها / وَسِمعٌ تَرَبَّتهُ الرِجالُ الصَعالِكُ
وَلَو لَم يُكَفكِف خَيلَهُ عَرَكَتكُمُ / بِأَثقالِها عَركَ الأَديمِ المُعارِكُ
وَلَولا تُقاهُ عادَ قَيضاً مُفَلَّقاً / بِأُدحِيِّهِ بَيضُ الخُدورِ التَرائِكُ
وَلَاِصطُفِيَت شَولٌ فَظَلَّت شَوارِداً / قُرومُ عِشارٍ ما لَهُنَّ مَبارِكُ
إِذاً لَلَبِستُم عارَ دَهرٍ كَأَنَّما / لَياليهِ مِن بَينِ اللَيالي عَوارِكُ
وَلَاِجتُذِبَت فُرشٌ مِنَ الأَمنِ تَحتَكُم / هِيَ المُثلُ في لينٍ بِها وَالأَرائِكُ
وَلَكِن أَبى أَن يُستَباحَ بِكَفِّهِ / سَنامُكُمُ في قَومِكُم وَهوَ تامِكُ
وَأَن تُصبِحوا تَحتَ الأَظَلِّ وَأَنتُمُ / غَوارِبُ حَيَّي تَغلِبٍ وَالحَوارِكُ
فَتَنجَذِمَ الأَسبابُ وَهيَ مُغارَةٌ / وَتَنقَطِعَ الأَرحامُ وَهيَ شَوابِكُ
فَلا تَكفُرُنَّ الصامِتِيَّ مُحَمَّداً / آيادِيَ شَفعاً سَيبُها مُتَدارِكُ
أَهَبَّ لَكُم ريحَ الصَفاءِ جَنائِباً / رُخاءً وَكانَت وَهيَ نُكبٌ سَواهِكُ
فَرَدَّ القَنا ظَمآنَ عَنكُم وَأُغمِدَت / عَلى حَرِّها بيضُ السُيوفِ الفَواتِكُ
وَآبَ عَلى سَعدِ السُعودِ بِرَحلِهِ / عِتاقُ المَذاكي وَالقِلاصُ الرَواتِكُ
غَدا وَكَأَنَّ اليَومَ مِن حُسنِ وَجهِهِ / وَقَد لاحَ بَينَ البيضِ وَالبَيضِ ضاحِكُ
حَياتُكَ لِلدُنيا حَياةٌ ظَليلَةٌ / وَفَقدُكَ لِلدُنيا فَناءٌ مُواشِكُ
مَتى يَأتِكَ المِقدارُ لا تُدعَ هالِكاً / وَلَكِن زَمانٌ غالَ مِثلَكَ هالِكُ
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِع اللَهَ مَن عَصاكا
لَو كانَ بَعدَ النَبِيِّ وَحيٌ / إِلى وَلِيٍّ لَكُنتَ ذاكا
دَعا أَبِيُّ اللَحظِ خَدّاكا
دَعا أَبِيُّ اللَحظِ خَدّاكا / وَاِمتَرَتِ الأَعيُنُ عَيناكا
ما زِلتُ أَرجوكَ كَما لَم أَزَل / يا سَيِّدي مُذ كُنتُ أَخشاكا
وَاللَهِ لَو أُعطِيَ المُنى لَم أُرِد / إِلّا اِستِلاماً بِفَمي فاكا
قَد بَعُدَت هِمَّةُ مَن راحَ أَو / أَصبَحَ يَوماً يَتَمَنّاكا
لَهفَ نَفسي عَلَيَّ لا بَل عَلَيكا
لَهفَ نَفسي عَلَيَّ لا بَل عَلَيكا / إِذ تَجولُ العُيونُ في خَدَّيكا
وَعَزيزٌ عَلَيَّ أَن تَجتَني الأَب / صارُ زَهرَ الرَبيعِ مِن وَجنَتَيكا
أَنتَ وَقفٌ عَلى القُلوبِ بِما أَص / بَحتَ تُهوى وَهُنَّ وَقفٌ عَلَيكا
لا قَضى اللَهُ لي وِصالَكَ إِن كُن / تُ أَراني أَشتاقُ إِلّا إِلَيكا
جَرَحَتكَ العُيونُ بِاللَحظِ حَتّى / صِرتُ أَخشى عَلَيكَ مِن عَينَيكا
إِنَّ حُزني عَلَيكَ لَيسَ عَلَيكا
إِنَّ حُزني عَلَيكَ لَيسَ عَلَيكا / بَل عَلى مُهجَةٍ تَسيلُ لَدَيكا
أَنتَ تُزهى بِصورَةٍ غَدَتِ الأَب / صارُ مِن حُسنِها وَراحَت عَلَيكا
لَعَنَ اللَهُ مُقلَةً جُعِلَ الأَم / رُ إِلَيها فَفارَقَت مُقلَتَيكا
بِأَبي لَفظُكَ المَليحُ الَّذي قَد / تَرَكَ السَمعَ وَهوَ طَوعُ يَدَيكا
كَيفَ لا يَستَبِدُّ بِالحُسنِ لَفظٌ / كُلَّما شِئتَ جالَ في شَفَتَيكا
إِنَّ قَلبي عَلَيكَ في كُلِّ وَصلٍ / وَصُدودٍ أَرَقُّ مِن خَدَّيكا
نَم وَإِن لَم أَنَم كَرايَ كَراكا
نَم وَإِن لَم أَنَم كَرايَ كَراكا / شاهِدٌ مِنكَ أَنَّ ذاكَ كَذاكا
طالَ ضُرّي تَفديكَ نَفسي وَقَلَّت / نَفسُ مِثلي عَن أَن تَكونَ فِداكا
في سَبيلِ الهَوى فُؤادي وَما آ / سى عَلَيهِ لَكِن عَلى ذِكراكا
ذَهَبَت مُقلَتايَ بِالدَمِ وَالدَم / عِ فَفي النارِ إِذ نَجَت مُقلَتاكا
لَستُ أَبكي ذَهابَ عَيني لِعَيني / غَيرَ أَنّي أَبكي لِأَنَّ لا أَراكا
ما فِراقُ الدُنيا أُبالي وَلَكِن / في فِراقِ الدُنيا فِراقُ هَواكا
يا أَبا جَعفَرٍ أَقَرَّ لَكَ الحُس
يا أَبا جَعفَرٍ أَقَرَّ لَكَ الحُس / نُ وَحَلَّت جُيوشُهُ في ذَراكا
يا أَبا جَعفَرٍ خُلِقتَ بَديعاً / فاقَ حُسنَ الوُجوهِ حُسنُ قَفاكَ
يا أَبا جَعفَرٍ هَلِ النَأيُ يُنجي / مِنكَ هَيهاتَ بَل يَزيدُ هَلاكا
يا أَبا جَعفَرٍ أَنِلني وِصالاً / يُجزِكَ اللَهُ إِن فَعَلتَ جَزاكا
راحَتي في البُكاءِ حَتّى أَراكا
راحَتي في البُكاءِ حَتّى أَراكا / إِنَّ لي مِنكَ شاغِلاً عَن سِواكا
تَعِسَ الهَجرُ وَالَّذي شَأنُهُ الهَج / رُ مِنَ الناسِ كُلِّهِم حاشاكا
أَرشِدَنّي إِلى رِضاكَ فَإِنّي / لَستُ أَدري ما حيلَتي في رِضاكا
وَإِذا قيلَ مَن تُحِبُّ تَخَطّا / كَ لِساني وَأَنتَ في القَلبِ ذاكا
عَريتُ مِنَ الهَوى وَبَرِئتُ مِنهُ
عَريتُ مِنَ الهَوى وَبَرِئتُ مِنهُ / لَئِن أَنا لَم أُعاقِب مُقلَتَيكا
بَعَثتُكَ رائِداً فَسَرَقتَ مِنهُ / مَحاسِنَهُ بِلَحظَةِ ناظِرَيكا
وَجِئتَ تَقولُ لَم أَرَه وَهَذي / مَحاسِنُهُ تَلوحُ بِوَجنَتَيكا
فَإِن تَكُ يا رَسولُ كَتَمتَنيهِ / لَقَد ظَهَرَت مَحاسِنُهُ عَلَيكا
مَلِكٌ جارَ إِذ مَلَك
مَلِكٌ جارَ إِذ مَلَك / لَيسَ يَرثي لِمَن هَلَك
هَتَكَت سِترَ سَلوَتي / كَفُّ حُبِّيكَ فَاِنهَتَك
يا مَليكاً إِذا بَكى / عَبدُهُ في الهَوى ضَحِك
لي مِنَ الحُزنِ مِثلُ ما / مِن بَديعِ الجَمالِ لَك
ماذا بَدا لَكَ إِذ نَقَضتَ هَواكا
ماذا بَدا لَكَ إِذ نَقَضتَ هَواكا / وَحَلَفتَ أَنّي لا أَشُمُّ قَفاكا
تَرضى العَجائِبَ ثُمَّ تَغضَبُ أَنَّني / ناظَرتُ في بَعضِ الأُمورِ أَخاكا
مِثلَ الَّتي ضَنَّت بِرَدِّ سَلامِها / وَأَباحَتِ الأَفخاذَ وَالأَوراكا
إِن كانَ ذا مِن غيرَةٍ قَد أَضرَمَت / بِالغَيظِ قَلبَكَ خالِياً وَحَشاكا
فَاِحلِف بِأَنَّ سِوايَ لَم يَظفَر بِها / وَعَلَيَّ نَذرٌ إِن لَقيتُ سِواكا
فَإِذا أَبَيتَ فَقَد أَبَيتَ مَعالِناً / فَاِعلَم فَدَيتُكَ أَنَّ ذاكَ بِذاكا
مُتَخَمِّطٌ في غَمرَةٍ مُتَهَتِّكُ
مُتَخَمِّطٌ في غَمرَةٍ مُتَهَتِّكُ / ما إِن يُبالي أَيَّ وَجهٍ يَسلُكُ
يَكفيكَ خِزياً أَنَّ عَقلَكَ دائِباً / يَبكي عَلَيكَ وَأَنَّ وَجهَكَ يَضحَكُ
لا تَفتِكَنَّ عَلى الكُؤوسِ بِشُربِها / فَهِيَ الَّتي إِن مُتَّ قَبلَكَ تَفتِكُ
كَم بِتَّ تَأخُذُها وَباتَ مُنادِمٌ / لَكَ وَهوَ يَأخُذُ مِنكَ ما لا يَترُكُ
أَصبَحتُ عَنكَ لِعُظمِ جُرمِكَ مُمسِكاً / وَكَذا إِذا ذُكِرَ القُضاةُ فَأَمسِكوا
رَغمَ أَنفي مِن أَن تُرى مَهتوكا
رَغمَ أَنفي مِن أَن تُرى مَهتوكا / أَو أَرى لي ما عِشتُ فيكَ شَريكا
صِرتَ مَملوكَ كُلِّ مَن تَرتَجي فِل / ساً لَدَيهِ وَكُنتَ قَبلُ مَليكا
أَيُّ شَيءٍ أَنساكَ بَعدِيَ أَيما / نَكَ أَنّي أَبوكَ بَعدَ أَبيكا
كُنتُ أَلحى مُقرانَ في الكَشحِ حَتّى / كَشَحَتني حَوادِثُ الدَهرِ فيكا
إِقطَع حِبالي فَقَد بَرِمتُ بِكا
إِقطَع حِبالي فَقَد بَرِمتُ بِكا / وَخَلِّني حَيثُ شِئتُ مِن يَدِكا
لا أَشتَهي أَن تَكونَ لي سَكَناً / حَسبُكَ ما كُنتَ لي وَكُنتُ لَكا
أَنتَ كَثيرُ الأَلوانِ مُشتَرِكٌ / فَاِطلُب خَليلاً سِوايَ مُشتَرِكا
قَد نِلتُ مِنكَ الَّذي بَخِلتَ بِهِ / فَلَم أَنَل طائِلاً وَلا دَرَكا
فَاِذهَب إِلى حَيثُ شِئتَ مُنطَلِقاً / سالَ بِكَ السَيلُ حَيثُما سَلَكا
وَمُتَّ حَيّاً بِلِحيَةٍ طَلَعَت / عَلَيكَ قَد كُنتَ قَبلَها مَلَكا
إِذا رَأَيتَ الغُلامَ قَد طَلَعَت / بِخَدِّهِ شَعرَةٌ فَقَد هَلَكا
أَجَميلُ ما لَكَ لا تُجيبُ أَخاكا
أَجَميلُ ما لَكَ لا تُجيبُ أَخاكا / ماذا الَّذي بِاللَهِ أَنتَ دَهاكا
أَغِنىً ظَفِرتَ بِهِ فَإِنّي في غِنىً / مِن نِعمَةِ اللَهِ الَّتي أَعطاكا
بَل لا نَسيتَ وَلا أَلومُكَ خُلَّتي / وَلَئِن فَعَلتَ لَحادِثٌ أَنساكا
سَتَلومُ يَوماً سوءَ رَأيِكَ إِنَّهُ / رَأيٌ غَوِيٌّ طالَما أَرداكا