المجموع : 3
لَعَمري إِنّي يَومَ أَجعَلُ جاهِداً
لَعَمري إِنّي يَومَ أَجعَلُ جاهِداً / ضِماراً لِرَبِّ العالَمينَ مُشارِكا
وَتَركي رَسولَ اللَهِ وَالأَوسُ حَولَهُ / أُولَئِكَ أَنصارٌ لَهُ ما أُولَئِكا
كَتارِكِ سَهلِ الأَرضِ وَالحَزنَ يَبتَغي / لِيَسلُكَ في غَيبِ الأُمورِ المَسالِكا
فَآمَنتُ بِاللَهِ الَّذي أَنا عَبدُهُ / وَخالَفتُ مَن أَمسى يُريدُ المَمالِكا
وَوَجَّهتُ وَجهي نَحوَ مَكَّةَ قاصِداً / وَتابَعتُ بَينَ الأَخشَبَينِ المُبارَكا
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ عيسى بِناطِقٍ / مِنَ الحَقِّ فيهِ الفَصلُ مِنهُ كَذَلِكا
أَميناً عَلى الفُرقانِ أَوَّلَ شافِعٍ / وَآخِرَ مَبعوثٍ يُجيبُ المَلائِكا
تَلافى عُرى الإِسلامِ بَعدَ اِنفِصامِها / فَأَحكَمَها حَتّى أَقامَ المَناسِكا
رَأَيتُكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها / تَوَسَّطتَ في القُربى مِنَ المَجدِ مالِكا
سَبَقتَهُمُ بِالمَجدِ وَالجودِ وَالعُلا / وَبِالغايَةِ القُصوى تَفوتُ السَنابِكا
فَأَنتَ المُصَفّى مِن قُرَيشٍ إِذا سَمَت / غَلاصِمُها تَبغي القُرومَ الفَوارِكا
يا خاتَمِ النُبَآءِ إِنَّكَ مُرسَلٌ
يا خاتَمِ النُبَآءِ إِنَّكَ مُرسَلٌ / بِالحَقِّ كُلُّ هُدى السَبيلِ هُداكا
إِنَّ الإِلَهَ بَنى عَلَيكَ مَحَبَّةً / في خَلقِهِ وَمُحَمَّداً سَمّاكا
ثُمَّ الَّذينَ وَفَوا بِما عاهَدتَهُم / جُندٌ بَعَثتَ عَلَيهِمُ الضَحّاكا
رَجُلاً بِهِ ذَرَبُ السِلاحِ كَأَنَّهُ / لَمّا تَكَنَّفَهُ العَدُوُّ يَراكا
يَغشى ذَوي النَسَبِ القَريبِ وَإِنَّما / يَبغي رِضا الرَحمَنِ ثُمَّ رِضاكا
أُنبيكَ أَنّي قَد رَأَيتُ مَكَرَّهُ / تَحتَ العَجاجَةِ يَدمَغُ الإِشراكا
طَوراً يُعانِقُ بِاليَدَينِ وَتارَةً / يَفري الجَماجِمَ صارِماً بَتّاكا
يَغشى بِهِ هامَ الكُماةِ وَلَو تَرى / مِنهُ الَّذي عايَنتُ كانَ شِفاكا
وَبَنو سُلَيمٍ مُعنِقونَ أَمامَهُ / ضَرباً وَطَعناً في العَدُوِّ دِراكا
يَمشونَ تَحتَ لِوائِهِ وَكَأَنَّهُم / أُسدُ العَرينِ أَرَدنَ ثَمَّ عِراكا
ما يَرتَجونَ مَنَ القَريبِ قَرابَةً / إلاّ لِطاعَةِ رَبِّهِم وَهواكا
هَذي مَشاهِدُنا الَّتي كانَت لَنا / مَعروفَةً وَوَلِيُّنا مَولاكا
أَلا أَبلِغا عَنّي اِبنَ جِذلٍ
أَلا أَبلِغا عَنّي اِبنَ جِذلٍ / فَكَيفَ طَلَبناكُم بِكُرزٍ وَمالِكِ
غَداةَ فَجَعناكُم بِحِصنِ وَبِاِبنِهِ / وَبِاِبنِ المُعلّى عاصِمٍ وَالمُعارِكِ
ثَمانِيَةً مِنهُم ثَأَرناهُمُ بِهِ / جَميعاً وَما كانوا بَواءً بِمالِكِ
نُذيقُكُمُ وَالمَوتُ يَبني سُرادِقاً / عَلَيكُم شَبا حَدِّ السُيوفِ البَواتِكِ
تَلوحُ بِأَيدينا كَما لاحَ بارِقٌ / تَلَألَأَ في داجٍ مِنَ اللَيلِ حالِكِ
صَبحناكُمُ العوجَ العَناجيجَ بِالضُحى / تَمُرُّ بِنا مَرَّ الرِياحِ السَواهِكِ
إِذا خَرَجَت مِن هَبوَةٍ بَعدَ هَبوَةٍ / سَمَت نَحوَ مُلتَفٍّ مِنَ المَوتِ شائِكِ