المجموع : 10
زِد عُلُوّاً يا أَيُّها المَلِكُ الأش
زِد عُلُوّاً يا أَيُّها المَلِكُ الأش / رَفُ حَتّى تَحوزَ كُلَّ المَمالِك
أَنتَ رِضوانُ لِلعُفاةِ لَدى الجن / نَةِ وَالنارُ لِلعُداةِ وَمالِك
أَنتَ لَو مارَزَتكَ أُسدٌ ضَوار / هَوَتِ الأُسدُ في مَهاوي المَهالِك
لَو أَتانا بَعدَ الرَّسولِ مِنَ اللَ / هِ رَسولٌ لَكُنتَ لا شَكَّ ذَلِك
نَجَّحَ اللَهُ حَيثُ سِرتَ مَساعي / كَ إِلى ما تَرومُهُ وَالمَسالِك
مَه لا تَلُم يا لائِمي صَبّاً هَلَك
مَه لا تَلُم يا لائِمي صَبّاً هَلَك / في حُبِّ فَتّاكٍ وَلَم يَخشَ دَرَك
دَع عَنكَ عَذلَ عاشِقٍ فُؤادُهُ / قَد سَدِكَ الوَجدُ بِهِ أَيَّ سَدَك
أَسبَلَ سِترَ سِرِّهِ حَتّى إِذا / عايَنَهُ اِستَعبَرَ شَوقاً فَاِنهَتَك
قَد أَخَذَ السَقامُ مِن أَعضائِهِ / لِضَعفِهِ أَضعافَ ما مِنهُ تَرَك
حارَ الوَرى فيهِ فَقالَ كُلُّهُم / هَل مَلِكٌ أَنتَ عَلَينا أَم مَلَك
قَد أَشبَهَت لِحاظُهُ سَيفَ صَلاحِ الد / دينِ في الفَتكِ بابرنسِ الكَرَك
قَلبي لِما دَلَّهُ طَرفيَ عَلى / طُرقِ الهَوى عادَ عَلَيهِ بِالدَّرَك
وَقالَ ذُق طَعمَ السُهادِ وَالبُكا / أَنتَ الَّذي أَوقَعتَني في ذا الشَرَك
مَن لِشجٍ عَلى القَتادِ جِسمُهُ / ثاوٍ وَلَو كانَ المَهادُ مِن فَنَك
إِن لَم يُجِرهُ المَلِكُ الظافِرُ مِن / سِحرِ العُيونِ البابِلِيّاتِ اِرتَبَك
مظفرَ الدينِ دُعاءَ مَن رَمى / كَلكَلَهُ الدَهرُ عَلَيهِ وَبَرَك
وَعَضَّهُ بِالدَّرَدِ الأَقوى وَأَل / قى بَركَهُ عَلَيهِ ظُلماً وَعَرَك
وَقَد رَجا إِنقاذَهُ مِن مَلِكٍ / يُغني إِذا أَعطى وَيُفني إِن فَتَك
لَو سَقَطت في البَحرِ مِن غَضبَتِهِ / شَرارَةٌ أَصبَحَ مِقلى لِلسَمَك
لَو بِسِهامِهِ رَمى عَن قَوسِهِ / دَلوَ السَماءِ صارَ لِلمَوتِ شَبَك
وَالأَسَدُ العُلوِيُّ لَو بارَزَهُ / هَوى عَلى الجَبهَةِ مَخلوعَ الحَنَك
يَخشى السِماكُ الرامِحُ اِطِّعانَهُ / فَهوَ أَسيرُ أَفكَلٍ لَيسَ يُفَك
وَتُرعدُ الجِبالُ مِن حَملَتِهِ / وَتَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً أَن تُدَك
هِمَّتُهُ تَعصِرُ تَحتَ رِجلِها / في الأُفقِ عُنقودَ الثُرَيّا المُنتَهَك
فَسَيفُهُ صاعِقَةٌ بِكَفِّهِ / لَم تَنجُ مِنهُ السابِغاتُ وَالشِكَك
طَعناتُهُ تَفتَحُ في أَقرانِهِ / نَهراً لِأَذوادِ الرَّدى فيهِ رَتَك
يَحفِرُ بِالدَّبُّوسِ مِن ضَربَتِهِ / لِلقِرنِ قَبراً في مَجالِ المَعتَرَك
كَأَنَّما القِنطارُ في راحَتِهِ / فَصٌّ بِكَفِّ لاعِبٍ دوشيش يَك
مُتَّقِدُ الجَبينِ كَالشَمسِ يُجَل / لي ضَوؤهُ اللَيلَ البَهيجَ ذا الحَلَك
ذو هِمَمٍ مالِئَةٍ فُؤادَهُ / يَضيقُ عَن أَقَلِّها قَلبُ الفَلَك
شادَ سَماءَ المُلكِ حَتّى اِرتَفَعَت / عَنِ السِماكين سَناءً وَسَمَك
وَفَرَّقَ الأَموالَ بِالهِباتِ فَال / تَفَّ عَلَيهِ عيصُ مُلكٍ وَاِشتَبَك
فَمالُهُ مُشتَرَكٌ بِجودِهِ / وَجودُهُ في الناسِ غَيرُ مُشتَرَك
واهاً لَهُ مُقتَبِلاً شَبابُهُ / تَدبيرُهُ تَدبيرُ كَهلٍ ذي حُنَك
فَهوَ ضَليعٌ بِأُمورِ المُلكِ نَه / هاضٌ بِها حَقّاً يَقيناً غَيرَ شَك
يُفَرِّجُ الهُمومَ حَدُّ عَزمِهِ ال / ماضي إِذا ما الأَمرُ بِالأَمرِ التَبك
فَالنَّصرُ وَالفَتحُ قريناً جَيشه / عَلى العِدا أَنّى تَوَخّى وَسَلَك
لو شاءَ صادَ اللَيثَ بِالثَعلَبِ فَال / لَيثُ لَدَيهِ المستَرَقُّ المُشتَرَك
تَخشى الشَواهينُ سُطا حَمامِهِ / فَهوَ الأَكَرُّ وَالشَواهينُ الأَرَك
يُستَنزَرُ الكَوثَرُ عِندَ جودِهِ / وَعِندَ لُطفِ روحِهِ طوبى حَسَك
بِالخَضرِ اِخضَرَّت رِياضُ العَيشِ وَاخ / ضَلَّت فَفاضَت بَركاتٌ وَبِرَك
سالِمهُ تَسلَم لا تُحارِبهُ تَطُح / فَإِنَّهُ عَضبٌ مَتى هُزَّ بَتَك
أَيمِن بِهِ مِن مَلِكٍ مُظَفَّرٍ / طالَ سَنامُ المُلكِ مِنهُ وَتَمَك
فَبِاِسمِهِ يُستَهزَمِ الجَيشُ وَرا / ءَ الصِينِ وَهوَ وادِعٌ في بَعلبَك
لِشَنِّ غاراتِ العُفاةِ مالُهُ / مُنتَهَبٌ وَالعِرضُ غَيرُ مُنتَهَك
يا آلَ أَيّوبَ لَأَنتُم مَعشَرٌ / تُلغونَ في العَليا السُكونَ لِلحَرَك
في مَدحِكُم درّ لِكُلِّ شاعِرٍ / درُّ الكَلامِ بِالمَعاني وَحشَك
فَكُلُّ مَدحٍ في سِواكُم يا بَني / أَيّوبَ في المُلوكِ زورٌ مُؤتَفَك
أَسماؤُكُم أَحسَنُ ما زِينَت بِها / البيضُ أَو الصُفرُ فَلاحَت في السِكَك
فَلا خَلَت مَنابِرُ الإِسلامِ مِن / ها ما دَعا اللَهُ حَنيفٌ وَنَسَك
يا أَيُّها المَلكُ الَّذي يَرى اِدِّخا / رَ الحَمدِ في زَمانِهِ خَير البَرَك
فُقتَ مُلوكَ الإِنسِ بِالعَزمِ وَقَد / ذلَّت مُلوكُ الجِنِّ بِالتَعزيمِ لَك
خُذ مِدحَةً مِن عالِمٍ مُفَوَّهٍ / أَلفاظُهُ حائِدَةٌ عَنِ الرَّكَك
أَشعارُهُ قائِلَةٌ في دَهرِهِ / هَل يَستَوي الحُصنُ العِتاقُ وَالرَّمَك
لَيسَ ثَناءُ مِثلِهِ مُطَّرَحاً / وَقَصدُ مَولانا فَغَيرُ مُتَّرَك
إِن كانَ قَد قَصَّرَ في مَديحِهِ / فَما عَلى الجاهِدِ إِلّا ما مَلَك
شَمسُ نَهارِنا وَبَدرُ لَيلِنا / مِن نورِهِ نَسبَحُ في كُلِّ فَلَك
عِش عُمرَ نوحٍ مالِكاً في الدَهرِ ما / كانَ سُلَيمانُ بنُ داوودَ مَلَك
هُنِّئتَ عاماً عَقدُهُ صُدورُ حُس / سَادِكَ مِما حَلَّ فيهِنَّ وَحَك
فَالأَولِياءُ ضاحِكونَ كُلُّهُم / فيهِ سُروراً وَأَعاديكَ ضُحَك
بَقِيتَ لِلمُلكِ بَقاء لَم نَشُك / كَ أَنَّهُ بِصَرفِ دَهرٍ لَم يُشَك
بِالمُصطَفى مَدينَةِ العِلمِ وَبا / بِها وَأَصحابِ العَوالي وَفَدَك
أَحورِيَّةَ الحَيِّ روحي فداكِ
أَحورِيَّةَ الحَيِّ روحي فداكِ / أَما لِأَسيرِ الهَوى مِن فَكاكِ
لَقَد كُنتُ قَبلَ هَواكِ العَزيزَ / فَأَوقَعَني في هَواني هَواكِ
تَبارَكَ مَن بِاللآلي حَباكِ / وَأَودَعَهُنَّ لَدى النُطقِ فاكِ
قَوامُكِ غُصنٌ بِحِقفِ النَقا / مَتى اِهتَزَّ لَم يَبقَ لي مِن حَراكِ
وَنَهداك في الصَدرِ مُذ أُقعِدا / أَقاما قِيامَةَ صَبٍّ يَراكِ
هَلِ الشَّمسُ أُمُّكِ وَقتَ الضُّحى / أَمِ البَدرُ في التِمِّ حاكى أَباكِ
هَنيئاً مَريئاً لِعودِ السِّواكِ / بِمِسكٍ وَراحٍ بِمَجرى لَماكِ
أَجدَّكِ إِنَّكِ لا تَفتَئينَ / تَقولينَ يوسُفُ حُسناً فَتاكِ
جَنَت مُقلَتي مَقتَلي بِاللِحاظِ / وَجَرَّحتُ خَدَّيكِ هَذا بِذاكِ
وَما شادِنٌ مِن بَني التُّركِ مِنهُ / يُرى التَّجرُ ما بَينَ كابٍ وَباكِ
غَدا طَرفُهُ وَهوَ شاكي السِلاح / فَكَم مِنهُ مِثلي وَحاشاكِ شاكِ
يَقُدُّ قُلوبَهُمُ حُبُّهُ / بِسَيفِ اللَواحِظِ قَدَّ الشِّراكِ
بِأَحسَنَ مِنكِ وَلا لِجَهرَك / سَ في المَكرُماتِ مُحاكٍ يُحاكي
هُوَ المَلِكُ الخاضِبُ البيض بِال / نَجيعِ وَسُمرَ القَنا وَالمَذاكي
يَخوضُ بِهِ الطِّرفُ نَحوَ الوَغى / فَيُسعِرُ بِالسَيفِ نارَ الهَلاكِ
يُذيقُ العِدا كَأسَ صِرفِ الرَّدى / بِضَربٍ تُؤامٍ وَطَعنٍ دَراكِ
حَبا الدينَ بِالفَخرِ وَالمَكرُماتِ / وَأَبكى عَلى المُشرِكينَ البَواكي
يَكادُ يَمُدُّ يَدَيهِ إِلى ال / سَماءِ فَيَفجَعُها بِالسِّماكِ
فَدينُ الإِلَهِ لَهُ شاكِرٌ / وَداعٍ وَدينُ أُولي الشِركِ شاكِ
وَيُلقي لَهُ ماردِين الشَّآمِ / عَلى الحوتِ فيها وَثيقَ الشِّباكِ
فَلِلشّامِ مِن حِصنِها مَعقِلٌ / عَلى كُلِّ حِصنٍ زَكا فَهوَ زاكِ
فَلا زالَ في نِعَمٍ ما شَدَت / عقيبَ الحَيا بِالجَواءِ المَكاكي
نَجمُ القاضي الشَّرَفِ الفَلَكي
نَجمُ القاضي الشَّرَفِ الفَلَكي / في أَسعَدِ بُرجٍ في الفَلَكِ
وَذُكاءُ مُحَيّاهُ وَعُطا / رِدُ وافى المَولِدَ فَهوَ ذَكي
لَو ناوَأَهُ الأَسَدُ الأَعلى / لَثَناهُ مُندَقَّ الحَنَكِ
وَلَو اَنَّ الحوتَ عَصاهُ أَتى / وَهوَ المُتَخَبِّطُ في الشَبَكِ
لَو شاءَ رَمى النَسرَينِ مِنَ ال / أُفقِ الأَعلى وَسطَ الشَّرَكِ
فَمُساجِلُهُ في المَجدِ يُبا / ري الحُصنَ عِتاقاً بِالرَّمَكِ
رَبُّ الآراءِ مُجَلَّلَةً / بِيَقينِ الأَمرِ المُحتَبِكِ
وَلَهُ قَلَمٌ يُردي الفُرسا / نَ بِهِ طَعناً في المُعتَرَكِ
تَجري في الطِّرسِ بِسَجعِ القا / ضي الفاضِلِ بِالأَمرِ اللَّبِكِ
وَحُروفِ اِبنِ البَوّابِ إِذا / سَلَكَت سنَناً لَم تَنسَلِكِ
لَم تُغنِ عَنِ الأَبطالِ إِذا / ما صَمَّمَ مَسرودُ الشكَكِ
وَأَنامِلُهُ تَنهَلُّ لِقا / صِدِهِ كَأَنابيبِ البِرَكِ
وَسَماءُ مَعاليهِ زينَت / بِمَعانيهِ ذاتِ الحُبُكِ
يا دَهرُ رُوَيدَكَ كَم أُرمى / مِن جَورِكَ بِالحُكمِ المَحِكِ
أَبكي مِنهُ أَسَفاً وَيَرى / حالي فَيُقَهقِهُ بِالضَحِكِ
فَالناسُ لَهُم عَمروٌ وَأَبو / موسى أَمسى يا نَفسُ لَكِ
غالَت ثُلُثَ الرَّسمِ الجاري / مَعَ قِلَّتِهِ يَدُ مُنتَهِكِ
إن غُيِّضَ ماءُ الجَدوَلِ حِي / فَ عَلى ما فيهِ مِنَ السَمَكِ
أَنا عَبدُ المُحسِنِ عَبدِ المح / سِنِ لَم أَرهَب دَرَكَ الدَّرَكِ
فَبِتُربَةِ إِسماعيلَ حَلي / فِ العِلمِ عَزيزاً وَالنُسُكِ
انظُر في حالِيَ فَالمملو / كُ يُرَجّي عارِفَةَ المَلِكِ
يا مَن هُوَ مَخلوقٌ بَشَراً / وَنَرى مِنهُ خُلُقَ المَلَكِ
أَصبَحتُ مَصونَ العِرضِ مُذا / لَ المالِ بِعِرضٍ مُنهَتِكِ
فَاِسلَم وَاِغنَم وَاِفرَح وَاِمرَح / وَاِظفَر بِالضِدِّ المُؤتَفِكِ
جاءَتكَ بِرَكضِ الخَيلِ أُبَي / ياتٌ أَمِنَت وَصمَ الرَكَكِ
فَرَأَتكَ بِمالِكَ مُشتَركاً / وَبِمَجدِكَ لَيسَ بِمُشتَرَكِ
يا لَيتَ نَفسي إِذ كُنتُ مِن خَدَمِك
يا لَيتَ نَفسي إِذ كُنتُ مِن خَدَمِك / تَحَمَّلَت ما شَكَوتَ مِن أَلَمِك
خَدّي فِداءٌ لِشِسعِ نَعلِكِ إِذ / كانَ قَريبَ المَحَطِّ مِن قَدَمِك
وَلَيتَ نَفسي تَقيكَ كُلَّ أَذىً / تَشكو وَلَو شَعرَةً عَلى قَلَمِك
قَد خَرَقَت فيكُمُ العَوائِدَ في ال
قَد خَرَقَت فيكُمُ العَوائِدَ في ال / أَيّامِ حَتّى عَلَوتُمُ الفَلَكا
كَذا بَنوكُم يَسمونَ عَن بَشَرٍ / مُؤدَّبٍ فَاِبتَغوا لَهُم مَلَكا
فَذاكَ لا يَأكُلُ الطَعامَ وَذا / لَو عَدِمَ القُوتَ جِسمُهُ هَلَكا
مَتى حَثَّني الشَوقُ يا ناقَتي
مَتى حَثَّني الشَوقُ يا ناقَتي / حَثَثتُكِ بِالسَّوقِ هَذا بِذاكِ
فَإِن يُدمِ خُفَّيكِ طولُ السُرى / فَمِثلُ جُفوني الدَّوامي البَواكي
خِدي وَخُذي العَهدَ مِنّي مَتى / بَلَغنا مِنىً أَن تَنالي مُناكِ
هُناكَ حَرامٌ عَلى الرَّحلِ وَال / تَرَحُّلِ دونَ المَطايا مَطاكِ
أَيا هِندُ هِندُ بَني عامِرٍ / شِفا أَلَمي في اِرتِشافي لَماكِ
إِلَيكِ شَقَقتُ مُلاءَ السَرابِ / بِشاكِيَةِ الأَينِ مِن تَحتِ شاكِ
أَبُخلاً وَقَومُكَ أَهلُ النَدى / وَغَدراً وَما شان غَدرٌ أَباكِ
بِماذا تَوَسَّلَ عُودُ الأَراكِ / إِلى أَن يُقَبِّلَ بِالأَمنِ فاكِ
رَضيتُ فيكَ الضَنى إِن كانَ يُرضيكا
رَضيتُ فيكَ الضَنى إِن كانَ يُرضيكا / وَكُلُّ ما عَزَّ عِندي هَيِّنٌ فيكا
إِنّي لأَستَعذِبُ التَعذيبَ فيكَ فَلا / أَسلو وَأَهوى تَلافي في تَلافيكا
ما الوَردُ إِلّا الَّذي خَدّاكَ مَنبِتُهُ / وَلا المُدامَةُ إِلّا الريقُ من فيكا
وَلَيسَ بابِل إِلّا مُقلَتاكَ وَلا / يُهدى لَنا الغُصنُ إِلّا مِن تَهاديكا
يا لائِمي إِنَّ دَمعي في هَوايَ لَهُ / يُطيعُني غَيرَ أَنَّ القَلبَ يَعصيكا
لا تَطلُبِ الصَّبرَ مِن قَلبي فَتَظلِمَهُ / فَما أَرى مَسلَكاً في الحُبِّ مَسلوكا
أَمسَيتُ أَملِكُ مَن في الحُبِّ يَملِكُني / فَمَن رَأى مالِكاً في الحُبِّ مَملوكا
أُبدي التَذَلُّلَ إِذ تُبدي التَدَلُّلَ لي / تُحيي وَتَتبَعُ ما يَحيى يُحَيّيكا
بِسَيفِ لَحظِكَ دَمعي لَم يَزَل بِدَمي / في صَحنِ خَدِّيَ مَسفوحاً وَمَسفوكا
تُرى تَسمَحُ الأَيّامُ لي أَن أَراكُمُ
تُرى تَسمَحُ الأَيّامُ لي أَن أَراكُمُ / وَأَشكو غَرامي مُنذُ شَطَّت نواكُمُ
وَأَعظَمُ ما أَلقاهُ أَنّيَ لَم أَجِد / لِقَلبي سلوّاً عَنكُمُ بِسِواكُمُ
فَيالَيتَ أَنّي لَم أَكُن بِنتُ عَنكُمُ / وَيا لَيتَ أَنّي ما عَرَفتُ هَواكُمُ
وَإِنّي لأَرضى أَن أَموتَ صَبابَةً / إِذا كانَ مَوتي في الهَوى مِن رِضاكُمُ
فَإِن تَسمَعوا يَوماً بِمَن ماتَ حَسرَةً / وَشَوقاً إِلى الأَحبابِ إِنّي لذاكُمُ
أَراكُم بِقَلبي حَيثُ كُنتُم تَفَكُّراً / وَإِن لَم تَكُن عَيني بِرَغمي تَراكُمُ
سَيفُ اللِّحاظِ وَرُمحُ القَدِّ قَد فَتَكا
سَيفُ اللِّحاظِ وَرُمحُ القَدِّ قَد فَتَكا / فينا وَلَم يَخشَيا بَأساً وَلا دَرَكا
تَبارَكَ اللَهُ كَم مِن أَدمُعٍ سَفَحا / حُزناً وَكَم مِن دَمٍ مِن عاشِقٍ سَفَكا
وَأَيُّ قَلبٍ ثَوى ما بَينَ ضَربِ ظُبىً / وَطَعنِ سُمرِ قَناً يَوماً وَما هَلَكا
يا مُنبِتاً سَمهَرِيّاً في كَثيبِ نَقاً / لِواؤُهُ لَيلُ صَبٍّ وَالسِنانُ ذَكا
يُقِرُّ يَعقوبُ لي بِالحُزنِ فيكَ كَما / يُقِرُّ يوسُفُ بِالحُسنِ البَديعِ لَكا
ما ضَرَّ مالِكَ قَلبِ المُستَهامِ بِهِ / لَو كانَ يَعدِلُ يَوماً في الَّذي مَلَكا
لَم يَترُكِ السُقمُ مِنّي غَيرَ ما شَبَحٍ / وَلَيتَهُ كانَ يَرثي لِلَّذي تَرَكا
وَلا شَكَوتُ الَّذي فيهِ أُكابِدُهُ / إِلى عَذولِيَ إِلّا رَقَّ لي وَبَكى
وَإِن بَكَيتُ لَدى مَن قَد كَلِفتُ بِهِ / لِما أُعانيهِ مِن وَجدٍ بِهِ ضَحِكا