القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 35
انهض بربك لا بنفسِكْ
انهض بربك لا بنفسِكْ / تشرف على أبناء جنسِكْ
فالكل أنت وأنت هو / والهو غداً فلكاً لشمسك
فإلى متى تبقى كذا / يا مَيْتُ في ظلمات رمسك
لا يظهر المخفي عن / عينيك إلا بعد طمسك
وحياة قدسك أنت في / أنت المنى وحياة قدسك
فاكشف حجاب سواك عن / أياك وانزع ثوب حدسك
واستقبل النسمات إن / وافتك من نفحات أنسك
وإذا ظهرت وكنت أن / ت بغير أنت لطيب غرسك
فانقل علومك عنك لا / عمن تخاطبه بدرسك
وانظر لعينك وانتظر / وعن السوى والغير أمسك
واقرأ كتابة أحرف / ظهرت على صفحات طرسك
وإذا حصلت على الذي / تحوي فيومك فوق أمسك
إن الوجود حقيقة لا تدركُ
إن الوجود حقيقة لا تدركُ / وقف الموحد دونها والمشركُ
والناس فيها فرقتان فعارف / حاز الكمال وجاهل يستدرك
والعين واحدة ولكن حكمها / يَقَقُ البياض وأسود محولك
فاطرح قيود الكائنات جميعها / واطلق عنانك في السرى مستمسك
وافتح عيونك في حقيقة ما ترى / لا يحجبنَّكَ عثيرٌ أو درمك
كدرُ الزخارف حلَّ ماءك فاختفى / عنك الذي هو عنه عينك تهتك
لكن وجودك قابل وكذا الورى / للصفو فاسلك يا هنا من يسلك
هذا الطريق بدا فأين السالكُ
هذا الطريق بدا فأين السالكُ / ما الناس إلا سالم أو هالكُ
رمت الشريعة أنت مملوك لها / وإذا الحقيقة رمت أنت المالك
والكائنات إذا عرفت تلألأت / وإذا جهلت هي الظلام الحالك
كن باسم حبك تكن موجود لا باسمَكْ
كن باسم حبك تكن موجود لا باسمَكْ / واخرج عن الفكر إن الفكر من رسمَكْ
وانسب إلى الحب كلك واجعلُهْ قسمَكْ / ورح عن الروح وامحق في الهوى جسمَكْ
قولوا لمن مدَّ فكرُهْ في الورى أشراكْ
قولوا لمن مدَّ فكرُهْ في الورى أشراكْ / ليعرف الحب هذا كله إشراكْ
الحب سمعكْ وأبصاركْ وما إدراكْ / انظر لنفسكْ أما لكْ يا أخي إدراكْ
زجاجتكْ أشرقت في وسط مشكاتَكْ
زجاجتكْ أشرقت في وسط مشكاتَكْ / فافهم ومصباحها يا صاحبي ذاتَكْ
وزيتها خالص التوحيد ما فاتَكْ / قل لي لكم أنت غافل في عماواتَكْ
حباك الله بالنعما لتشكرْ
حباك الله بالنعما لتشكرْ /
فطع في كل ما ينهى ويأمرْ /
ورشدك إن أتاك وصرت تحضر /
تأمل في خلال الأرض وانظر / إلى آثار ما صنع المليكُ
فإن الروض فيه فائحاتٌ /
نوافج نرجس مستعطراتٌ /
إذا شبَّهتها قل نابتاتٌ /
عيون من لجين شاخصاتٌ / بأحداق هي الذهب السبيكُ
وكم لله في الدنيا نباتٌ /
بآيته لوحدته ثباتٌ /
وأزهار تلوح ملوناتٌ /
على قضب الزبرجد شاهداتٌ / بأن الله ليس له شريكُ
بنور المصطفى ظهرت خبايا /
بها كان المحقق في زوايا /
وإن النور كشاف الخبايا /
وإن محمداً خير البرايا / إلى الثقلين أرسله المليكُ
كن مع الله تَرَ الله معَكْ
كن مع الله تَرَ الله معَكْ / واترك الكل وحاذر طمعَكْ
والزم القنع بمن أنت له / في جميع الكون حتى يسعك
بالصفا عن كدر الحس فغب / واطرح الأغيار واترك خدعك
لا تموِّهْ بك واطلب منك ما / فرَّ من يوم بشأن ضيعك
نورك الله به كن مشرقاً / واحذر الأضداد تطفي شُمَعك
ثم ضع نفسك بالذل له / قبل أن النفس قهراً تَضَعَكْ
واعبد الله بكشف واصطبر / وعلى الكشف توقَّى جزعك
لا تقل لم يفتح الله ولا / تطلب الفتح وحرِّر ورعك
كيفما شاء فكن في يده / لك إن فرَّق أو إن جمعك
في الورى إن شاء خفضاً ذقته / وإذا شاء عليهم رفعك
وإذا ضرك لا نافع من / دونه والضر لا إن نفعك
وإذا أعطاك من يمنعه / ثم من يعطي إذا ما منعك
ليس يوقيك أذاه أحد / وإن استنصرت فيه شيَّعك
إنما أنت له عبد فكن / جاعلاً في القرب منه ولعك
فز بوصل إن تراه واصلاً / واقبل القطع إذا ما قطعك
كلما نابك أمر ثق به / واحترز للغير تشكو وجعك
لا تؤمل من سواه أملاً / إنما يسقيك من قد زرعك
ليت لو تشعر ماذا كنت من / قبل ما مولى الموالي اخترعك
كنت لا شيء وأصبحت به / خير شيء بشراً قد طبعك
تابعاً كن دائماً أنت ولا / تتمنى أنه لو تبعك
لمتى تبني كنيسات الهوى / كسِّر الصلبان واهجر بيعك
ودع التدبير في الأمر له / واصنع المعروف مع من صنعك
واحتفظ حرمة من يبصر إن / رمت فعلاً أو تنادي سَمِعَك
وهو الله الذي جل فيا / عقل خف من عدمٍ مبتدعك
كن به معتصماً واسلم له / لا تعاند فيه واهجر بدعك
هذه ملة طه خذ بها / لا تطع عنها قصوراً دفعك
يا جمال الوجود
يا جمال الوجود / طاب فيك الشهود والبرايا رقود
إن عيني تراك / ما لقلبي سواك
ذاب كلي عليك / وانتسابي إليك والورى في يديك
والشجى في هواك / زائد الإرتباك
أنت في مهجتي / وضلوعي التي عشقها ما فتي
يا حبيبي عساك / أن توالى لقاك
كل شيء عدمْ / لي بهذا قَدَمْ ثابت من قِدَمْ
ليس عنك حراك / يذهب الإشتراك
وهو طبق النصوص / عند أهل الخصوص قاله في الفصوص
يا ظلال الأراك / إنني لا أراك
غاب موج الرسوم / في بحار العلوم وانطماس النجوم
بالفنا والهلاك / شمس ذات الحباك
يا ضياء العيون / فيك عقلي جنون وحياتي منون
ما لقلبي فكاك / من حبال الشباك
قم بنا يا نديم / إن خمري قديم كاسه نستديم
لطف عيني بذاك / ومناي هناك
وبروق الوصال / لا معات النصال نورها الحق صال
في ليالي العراك / محو كل الصكاك
صل يا ربنا / ثم سلم لنا لنبي دنا
من إله السماك / في الليالي الحلاك
فيه عبد الغني / نال قدراً سني كلما يعتني
بالنظام المحاك / في حلى الإحتياك
كل الكلام الذي يبدو وكل سنا
كل الكلام الذي يبدو وكل سنا /
يفني سريعاً وفقر هكذا وغنى /
فاحفظ مقالي وخل عنك فرط عنا /
الملك لله من يظفر بنيل منى / يردّ قسراً ويضمن دونه الدركا
إني رضيت فلم أحفل بمسئلة /
أمر المهيمن يجريه بمعدلة /
حتى قنعت برزق منه لي صلة /
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة / من البسيطة كان الأمر مشتركا
يا جمال من أهوى يا غيب
يا جمال من أهوى يا غيب / أثني ذا الحجاب صلْ عبدَكْ
متعني بما أروى لا عيب / صلني إن تشأ أكن عبدَكْ
نور الوجه لي ظاهر / وهو للورى باهر
قلبهم له مأوى لا ريب / يهني عنه لا تخف بعدَكْ
تحت ذا القناع محبوب يا ليت / حبي لو يكون لي يظهر
إنني أنا المحسوب كالميت / لبي حسنه البهي أبهر
واحد ما له ثاني / واحد له الفاني
لا ترى سواه مطلوب والبيت / قلبي طف به تنل سعدك
قم بنا إلى الندمان في الحان / يا صاح ندرك الصفا بالراح
واستمع من العيدان ألحان / أقداح لي أتت بها الأفراح
طاب لي بها كاسي / لان قلبُها القاسي
والعذول في حرمان أفنان / أفراح منه فاحترز جهدك
طلعة المليح الزين يختال / إني مطلع لذاك النور
من به قرير العين بالحال / يغني حاله عن الطنبور
قد رفعت أستاري / واجتليت أنواري
أين من يراني أين قد زال / عني يا رشا الحمى صدك
حولوا حجاب الغير عن عين / ذاتي واكشفوا عن الأستار
إخوتي وجدوا السير لا بين / ياتي في مشعشع الأنوار
فالحبيب قد وافى / والبغيض قد صافى
والذي يريد الخير بالمين / عاتي قصده نفى قصدك
كلهم هم الأفعال لا ذات / عندي غير عين تلك الذات
فاعرضوا عن الجهال أموات / تبدي وهم ما به تقتات
وافهموا لأقوالي / واسلكوا بأحوالي
والعليم يدري الحال ما فات / قصدي أن يهيج بي وجدك
والصلاة والسلام نوران / مني دائماً علي الهادي
من حباه بالإكرام رحمان / فني مدحه بإنشادي
عبد الغني شامي / قدره به سامي
كاسه من التسنيم ملآن / يدني منك يا أخي رشدك
ليس طيب الحياة غير وفاتِكْ
ليس طيب الحياة غير وفاتِكْ / والسوى فاتنُ النفوس وفاتِكْ
يا محباً أحب ثوب حبيبٍ / أعط نفس الحبيب بعض التفاتِكْ
وتحقق بمن تحب تجده / أنت والجهل للأحبة هاتك
صوَرٌ عن مصور كثياب / لبستها عليك نفس فتاتك
وحياتي بمقتضى حكم أمري / وهو قولي لمنيتي وحياتك
ليس لي غير وجهك الحق عنه / لي ثبوت بمقتضى إثباتك
خذ نديمي أطوارَ نفسك ممن / طاب فيه الشراب من كاساتك
وأدرْها عليك منه وعربِّدْ / مع ذاك الحبيب في خلواتك
خمرنا في الدنان منه بواقٍ / خذه واشرب واخشع به في صلاتك
وهو خمرٌ معنى القديم تصفَّى / قبلُ يا كرْمُ كنتَ في شجراتك
واسقنا ربنا شراباً طهوراً / مثل ما جاء عنك في آياتك
واطَّرح يا أخا الطريقة واترك / كلَّ شيء إن رمت نيل نجاتك
واسمع النفخ منك في صوْرِ جسم / لك فالناي طاب من نغماتك
هذه نشأة بها أنت بادٍ / لك عندي هاتيك من نشآتك
يا رعى الله بالأجارع قوماً / هم لدينا يا دهرُ من حسناتك
حفظوا العهد من ألستُ فوافوا / لمن الملك وهو للكل باتِك
لم تُملْهم عن نوره ظلماتٌ / يا سوى بارتكابهم شهواتك
أخذتهم لها المليحة منهم / حين نادوا أنا ظهور صفاتك
فمحتهم بها وقد أثبتتهم / عندها في حمى العيون الفواتك
هذه زينب التي كشفت عن / وجهها يا محبُّ في سكراتك
وهو عند الجهول خلف قناع / هو يا ذا الجهول أنت بذاتك
فانخلع عنك في الوجود إليها / سائحاً منك في فضا فلواتك
ثم مت راكعاً بها لا تبالي / وعن الغير فافن في سجداتك
سعدت أمة إلى الغيب حجت / ثم طافت يا كعبتي بجهاتك
وأتت زمزم العلوم فنالت / شربة العز من كفوف سقاتك
وبذكر الحبيب لبت وعما / دونه أحرمت لدى ميقاتك
ومُناها فازت به في مِناها / بعدما قد أتت إلى عرفاتك
إن هذا هو النعيم فطوبى / للذي يا مقام في جناتك
منك فيه يسيل كوثر روح / فتراه السكران من رشفاتك
يا رياض الجنان من حان قربي / عطرينا بالطيب من نفحاتك
وانشري ما انطوى من الذكر عنا / وامنحينا اللذيذ من ثمراتك
إننا عنك ظاهرون بلطفٍ / منك في أرضك اقتضا نياتك
لم نجد كثرة الوسائط جسماً / تمنع الروح ربنا من هباتك
فالذي منك قد وفى فتدلى / لم ينقِّصه كونه ابن العواتك
هو أمر لنا قريب بعيد / فارجعي يا حروف في ألفاتك
طلعت شمسنا على الأفلاكِ
طلعت شمسنا على الأفلاكِ / فانمحت ظلمة النفوس الحلاكِ
وسرت نسمة الحمى فأهاجت / شوق صبٍّ ما إن له من حراك
هذه طلعة الحبيب بقلبي / فتنة العابدين والنسّاك
هيكل تسرح النواظر منه / في جمالٍ فردٍ بغير اشتراك
وبذات الغضا خيامُ عريبٍ / نُصِبَت بين عسجد فأراك
كلما أومضت بروقُ رباهم / هطل القطر من عيون البواكي
حلية للمحب في نار شوق / صنعة الإنسكاب والإنسباك
هتك الستر نوره فافتضحنا / من لقلبي بنوره الهتّاك
واحد وهو في العقول كثير / ليس يحكيه في البرية حاكي
كل من قال مثله قد رأينا / أنه قول كاذب أفّاك
مد أكوانَه حبال خيال / لاصطياد القلوب بالأشراك
فأتته الموحدون وجاءت / بارتباط بها أولوا الإشراك
دم على حبه ومل عن سواه / وإذا لم تبك فكن متباكي
حضرة العز من أتاها بذل / كان منها بالقرب فوق السماك
أنا شاك لطولها من قصوري / عن مدى الشكر شاكر أنا شاكي
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ / والبعض منه به يكون المشركُ
وهو المبين على الذي بجميعه / يدري وليس ببعضه يتمسك
هو نازل من حضرة أحدية / فتحققوا فيه ولا تتشككوا
سور وآيات بدت فتركبت / من أحرف هي بالتوحيد أملك
مشتقة من سور كل مدينة / لإحاطة فيها بما يتفكك
ولقد بدت صوراً إذا هي فخمت / بنزولها الثاني لدى من يسلك
بالحق أنزلناه ذلك أولٌ / كل به قد آمنوا واستبركوا
وبه لقد نزل اغتدى هو ثانياً / فتفرقوا فيه وعنه تمحّكوا
وبدالهم صوراً فخصوا بعضَهُ / بالترك منه وبعضه لم يتركوا
وبقيْ عليهم حكمُ موطنهم بما / هو مقتضاه لهم بجهل يملك
ولذلك الدنيا غدت ملعونةً / إلا الذي استثنى وهاج المعرك
وأتاك من آياته ألوانكم / والألسن اللاتي غدت تتحرك
وجميعها صورٌ وتلك كثيرة / وبها اختلافٌ زائدٌ لا يدرك
والله مولانا محيطٌ قد أتى / لك من وراء الكل وجهٌ يهتك
بل ذاك قرآن مجيد جاء في / لوح هو المحفوظ عمن يشرك
ظهرت لقلبي بما قد نوى
ظهرت لقلبي بما قد نوى /
وبالحول أمددتني والقوى /
فيا من به في زاد الجوى /
أحبك حبين حبَّ الهوى / وحباً لأنك أهلٌ لذاكا
حبيبي هو الداء لي والدوا /
وذاك العليم بما قد روى /
أقول له وعلي احتوى /
فأما الذي هو حب الهوى / فشيء شغلت به عن سواكا
ألا علَّ من شاقني علَّهُ /
يداوي فؤادي بما علَّهُ /
على عشقك القلب من علَّهُ /
وأما الذي أنت أهل لهُ / فكشفك للحجب حتى أراكا
فؤادي بفرط الجوى ممتلي /
وعيني ترى للجمال العلي /
وحالان عندي هما أجتلي /
فلا حمد في ذا ولا ذاك لي / ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
أصبحت أنا على مرادِكْ
أصبحت أنا على مرادِكْ / في عافية وفي عبادِكْ
مَكفيَّ مؤونة مهنّىً / من رزقك قانعاً بزادك
فالشكر لك الكثير مني / لا زال على صفا ودادك
يا مالك جملتي جميعاً / إني لأسير في قيادك
أحسنت إليَّ في ابتداء / بالحكم بمقتضى رشادك
واجعل حسناً تمام أمري / والقرب فعدْهُ من بعادك
في الباطن كن لنا حفيظاً / والظاهر من يد استنادك
واعطف كرماً وكن معيناً / في خلقك لي وفي بلادك
إني أباد لك التجائي / ملقي أملي على جهادك
لا أبرح عن مقام ذلي / في نيل مناي بافتقادك
فادرك رمقي بشرح صدري / واروي عطشي إلى عهادك
ومستورة عنا بها أوجبت هتكي
ومستورة عنا بها أوجبت هتكي /
بطلعة وجه نوره مشهر الفتك /
فقلت ورياها لنا فاح كالمسك /
أيا ربة الخدر التي أفسدت نسكي / على كل حال أنت لا بدَّ لي منكِ
نويت الفنا فيها وللمرء ما نوى /
فناديتها رفقاً إلى كم أرى نوى /
ولا بد من وصلٍ به يسكنُ الجوى /
فإما بذلٍّ وهو أليقُ بالهوى / وإما بعز وهو أليق بالملكِ
يا قلب لا تشتغل إلا بمن حبَّكْ
يا قلب لا تشتغل إلا بمن حبَّكْ / وثوبْ جسمَكْ بأيدي قدرتُهْ حَبَّكْ
خيلانْ وجهُهْ جعل صوراً لصورْ حَبَّكْ / فالِقْ نَواكْ كما قد قال عن حبَّكْ
مت في هوى حيْ تحسبْ حيَّهُ حيَّكْ
مت في هوى حيْ تحسبْ حيَّهُ حيَّكْ / وانزل بِحَيُّهْ فإنُّهْ قد نزلْ حيَّكْ
هذا الذي بظهورُهْ قد قتلْ حيَّكْ / وثوب حالِكْ على نُولِ الهدى حَيَّكْ
أيها الطالب النجاة أتاكا
أيها الطالب النجاة أتاكا / قول حق فخل عنك الهلاكا
إنني كاشف لك السر فاسمع / سر رب قد اختفى عن حجاكا
خلق الله أولاً عالم الرو / ح وما كان من مكان هناكا
لا ولا كان من زمان فحقق / ما أشرنا له بلغت مناكا
ثم من بعده المقادير جاءت / بِمَكانٍ مع الزمانِ ابتداكا
وابتداء المقدار عرشٌ محيطٌ / هو جسم ولا يطيق حراكا
ثم فيه من روحه كان نفخ / من إلهٍ في غيبه لا يُحاكى
فاقتضى إذ تَحَرُّكاً وسكوناً / فأدار النجوم والأفلاكا
ثم إن النجوم حرك فيها / ذلك النفخ عندها الإدراكا
فتسمَّت أرواحها بعقول / عند قوم وليس هذا بذاكا
إنما العقل كاللسان لروح / وبه النفخ أمر رب حباكا
ثم بالنفخ كان مزج أصول / أربع واسمه المزاج اصطكاكا
فبدت أربع المواليد منها / كيف ما شاء ربهن انسباكا
فهو في الغيب ربنا جل رباً / وهو في الكون أمره لا انفكاكا
فهو من فوق عرشه لا مكان / هو فيه إذ لا مكان هناكا
وله الإستوا على العرش حقاً / وهو للكل ممسكٌ أمساكا
إن هذا المعنى الذي قال عنه / إنه فوق عرشه لا عداكا
فاعرف الآن منك نفساً تجدها / أمرَ ربٍّ وخلقَ أمرٍ أتاكا
واعتبر في الوجود علواً وسفلاً / ما ذكرناه واترك الإشراكا
وتحقق به تجده قريباً / لك وافهم به لينطق فاكا
ولِتَبقى به له ولِتَفنى / عن سواه ولا تراه سواكا
وهو باق على الذي هو فيه / أزلاً ليس ما سواه اشتراكا
عز ربي وجل عن كل شيءٍ / وتعالى يدبِّر الأملاكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025