المجموع : 6
وما رأى الناس من قبلي واِن شرفوا
وما رأى الناس من قبلي واِن شرفوا / واُكرموا آدميّاً زارهُ فَلَكُ
وما مشى البحر جيَّاشاً إِلى أحدٍ / ما نال ذلك ذو فضلٍ ولا مَلِكُ
يُثني بفضلك قطب الدين كل وغىً / وكل محْلٍ وأمرٌ مُسْكلٌ لبِكُ
مُيِّزتَ من بين هذا الخلق كلهم / حتى كأنك فيما بينهم مَلَكُ
وما اصطفاك اِمام العصر عن عَبثٍ / تلفى ومن هداه الهدى والرأي مرتبك
لكن رآكَ هُماماً في مَطالبِهِ / يثني بما نلته نادٍومُعْتركُ
تلوي الوعيد ووقد السُّخط محتدمٌ / وفي المكارم لا لاوٍ ولا مَعِكُ
فعشت ما غردت ورُقْ الحَمام وما / هَفا بقادمتيه الطَّائرُ السُّلَكُ
تنضو ملابس أعْيادٍ وتلبسها / تبني المعالي وللأعداءِ تحْتنكُ
لقد غنيَتْ بالقَيْلِ من آل هاشمٍ
لقد غنيَتْ بالقَيْلِ من آل هاشمٍ / قرين العُلى عن كل عْمروٍ ومالك
فأضحتْ يودُّ الروض لو خطرت به / وغُدر الفلا لو خُضنَ خوضة سالك
حَسون الكرى رِيّاً بأرغد منزلٍ / فاُنْسين منهال اللِّوى والدَّكادكِ
هجرن سوى نادي الوزير وجودهِ / من الناس هجر الغانياتِ الفَواركِ
جنابُ جوادِ اِن ألَمَّتْ شديدةٌ / من المحْلِ غفَّارُ العظيمةِ فاتكِ
يُشاركهُ عافوهُ في صفْوِ مالهِ / وليس له في مجدهِ من مُشاركِ
مَريرُ القوى صعب المقادة في العِدى / على أنه في الودِّ سَهْلُ العرائكِ
ما أدَّعي فيك ما حُبِّي يُنَمِّقهُ
ما أدَّعي فيك ما حُبِّي يُنَمِّقهُ / الحَيُّ أعْلَمُ بالمجدِ الذي فيكا
كيم خيَّب الدُجنُ من يرجو القطار به / ولم يخْب مِن ندى كفَّيكَ راجيكا
فخارُ كل فخورٍ فيك جُملَتهُ / فكل مُثْنٍ على الأمْجاد يَعْنيكا
فلا ترُعْك خُطوبٌ كنت فارسَها / فانَّ أفْعالك الحُسنى تُنَجِّيكا
لا زلْتَ يابن طِرادٍ في بُلَهْنيةٍ / من النَّعيم ورَبُّ العرش يحميكا
إذا اشتملتُ على شمسٍ وبدر دجىً
إذا اشتملتُ على شمسٍ وبدر دجىً / يُهْدى به الركب أنَّى وجهةً سلكوا
فمن دعاني قميصاً باتَ يَظْلمُني / وإنما أنا لو أنصفْتُمُ فَلكُ
حُزْتَ المكارِمَ والعُلى
حُزْتَ المكارِمَ والعُلى / ما بينَ حَنْظَلَةٍ ومالِكْ
وشَفَعْتَ كُلَّ قَديمةٍ / بحديثِ مجدكَ من فِعالِك
وسَعَيْتَ حتى كَنْتَ فخْراً / للجَحاجِحِ من رجالِكْ
وقرنْتَ بأسَكَ في الخُطو / بِ إلى جزيلٍ من نَوالِكْ
فالماءُ والصَّهْباءُ تَقْتَفيانِ / لُطْفَكَ فيْ خِلالِكْ
والفارِعُ العادِيُّ يَعجَبُ / منْ أناتِكَ واحْتِمالِكْ
بَحْرٌ وبَدْرٌ أنْتَ في / جودِ البنانِ وفي جَمالِكْ
تمْضي على الهَوْلِ المَخوفِ / كأنَّ عَزْمكَ منْ نِصالِكْ
ويُضِيءُ لَيْلَ الخَطْبِ رأيُك / وهو داجي اللَّون حالِك
فَبَقيتَ يا تاجَ المُلوكِ / على الرَّعيَّةِ والمَمالِكْ
تُنْجي الفَقيرَ منْ الخَصاصَةِ / والطَّريدَ مِنَ المَهالِكْ
ملكَتْ بكَ العُرْب الفَخار وقد
ملكَتْ بكَ العُرْب الفَخار وقد / نودي بأنَّكَ فيهُمُ المَلِكُ
ففَضْلتَ نُعْماناً ومُنْذِرَهُ / ومُحَرِّقاً فلا فَحَحٌ ولا صَكَكُ
ودعَوْكَ قُطْباً إذْ يدورُ بما / تَخْتارُهُ وتُحِبُّهُ الفَلَكُ
فحمَلْتَ والأبْطالُ ناكِصَةٌ / وأصَبْتَ والآراءُ تَرْتَبِكُ
ولقد أقَرَّ بما خُصِصْتَ بهِ / ومُنْحِتَهُ سَلْمٌ ومُعْتَرَكُ
فالسَّلْمُ يَحْيا المُعْتَفونَ بهِ / والحَرْبُ للأبْطالِ تَحْتَنِكُ