المجموع : 20
مالي عَجلتُ إلى دُعائكْ
مالي عَجلتُ إلى دُعائكْ / وحُرِمتُ حَظّي من لقائكْ
وتركتَني مُسْتَوْحِشاً / لمّا عزمتُ على اصطفائك
حتّى لقد أوهمتَني / أنّي أخونُك في وفائك
صلّى عليك الله من / مَلكٍ وزادك في حِبائك
يا دهرُ كم يَشتد حَربُكْ
يا دهرُ كم يَشتد حَربُكْ / ويَكُر بالنكَبات خَطُبكْ
ما بالُ جَورِك لا يفُي / ق ولا يَلين علي قلبُك
عاصيْتَنى حتى لقد / أوهمَتني أني أحُبك
يا دهرُ ما ذنبي الي / ك وقد تعاظَم في ذَنُبك
بَيني وبَينك في الذي / أوليتني ربي وربك
جُدّ بتَقْبيلةٍ عليْ
جُدّ بتَقْبيلةٍ عليْ / ىَ ودَعْ فَرْطَ حِشْمَتِكْ
لم أرِدْ ذاك إنّي / خائفٌ بُعْدَ وُصْلَتِك
إنّما اخترتُ أن أَرى / بفمي فوق وجْنتِك
طابَعاً فوق وَرْدِها / شاهداً لي بزَوْرتِك
لا تؤاخذني على تَقْ
لا تؤاخذني على تَقْ / بيلِ خدِّيك ووَرْدِكْ
إنما قبَّلْتُ يا سؤْ / لي دمائي فوق خدّك
أنت للنفس حياةٌ فإذا
أنت للنفس حياةٌ فإذا / بِنْتَ بانتْ مهجةُ النفسِ مَعَكْ
لم أُفارِقْك اختيارا إنما / حثّني الحَيْنُ على أَن أَدَعك
فإذا دارتْ رَحَى السَّعْدِ على / مَنْ رأَى وجهَك أو من سمِعك
لما أمت إِذْ بعدتَ عند انطلاقِكْ
لما أمت إِذْ بعدتَ عند انطلاقِكْ / إنني لست مُدْنَفاً لِفِراقِكْ
غير أنّ الحِمَامَ يا مُهْجَتِي لم / يَسْتَطِعْ أن يَفُكَّني من وَثاقك
قاسَمَتْني النّوى وصالكَ حتّى / لكأنّ الفراقَ مِن عُشّاقك
وأرى البين واهِباً حُسْنَ عَيْنَيْ / ك لِوَشْكِ النّوى وطِيب عناقِكْ
كيف صبري وقد غدوتُ بأرضٍ / لا أرى فوقَها سنا إشراقِكْ
لست أنبيك بافتِقادِي لأني
لست أنبيك بافتِقادِي لأني / شاغل مهجتي بخلقٍ سِواكا
لا ولا أنني أُفَرّغ قلبي / ساعةً يا نِزار مِن ذِكراكا
غير أَني إذا تَهَيّمني الشو / قُ طلبت الشفاءَ في رؤياكا
لا أراني الإله غَيْرَك مَوْلىً / لا ولا اجتاحني بوشكِ نواكا
أنا لو رُمت شكرَ بعضِ أيادِي / ك لأَعْيا عَلَيّ إدراك ذاكا
أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى
أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى / والبرق قد أومض فاستضحكا
فاشرب على غَيْم كَصِبْغِ الدجى / أضحكَ وجهَ الأرضَِ لمّا بكى
وقد حكَى العودُ أَنِينَ الهوى / لكِنّه جوّد فيما حكى
وانظر لماءِ النيلِ في مدّهِ / كأنما صُنْدِل أو مُسِّكا
وهاكها تشبِه فِكَر الذي / نظّمها في لفظِه أو حكى
إن لم تُلِنْ عَطْفاً جَنانَكْ
إن لم تُلِنْ عَطْفاً جَنانَكْ / فأَلِنْ بوصلك لي لسانَكْ
واسْتَبِقْ مُهْجَةَ مُدْنَفٍ / ضَرَّجْتَ مِنْ دَمِه بنَانَكْ
لو لم يُعِنْكَ عليّ لَحْ / ظُكَ لم تَجِدْ شيئاً أَعانَكْ
زَنْتَ الخلاخلَ والسُّمو / طَ بمثل ما الْخَلْخالُ زانَكْ
لولا انتسابُك لِلأنا / م لكنتَ بَدراً أو لَكانَكْ
أُجِلُّكِ أن أَفْديكِ بالمال إنّني
أُجِلُّكِ أن أَفْديكِ بالمال إنّني / أَرى المالَ يُحْوى مِثْلُه حِينَ يَهْلِكُ
ولكنَّنِي أَفْدِيكِ بالنَّفْسِ إنها / أَجَلُّ وأَغْلَى ما أَصونُ وأَمْلِكُ
فلا تَسْفِكِي ظُلْماً دمي وَتَجَنّياً / فحبك فيه يا فديتك يسفك
يأيها المعشوقُ بالله مَن
يأيها المعشوقُ بالله مَن / صَفَّر بالهجران نَيْلَوْفَرَكْ
فقال واسترجع في قوله / غَيّرني الحبُّ كما غَيَّركْ
لم يَتَّرِكْ لي عشقُ شمسِ الضّحى / لَوْناً لو تَارَكْتُه ما تَرَكْ
صُفوةُ وجهي ترجمانُ الهوى / فِيَّ ونَبْتِي في جَوابي البِرك
إمامَ الهدى سعدٌ وفأل مباركُ
إمامَ الهدى سعدٌ وفأل مباركُ / وإقبالُ عِزّ ليس فيه مشاركُ
وفَصْدٌ لماءِ الجود في الناس فاصدٌ / وبُرْءٌ لك الأعداءُ فيه تُتاركُ
تَفَجَّرَ من يُمْناك باليُمْن للعُلا / دَمٌ لدمِ الأَعداءِ ما عِشْتَ سافكُ
دم أَعْقَبَتْهُ صحَّةٌ وسلامةٌ / وحفَّتْ به قبل الأنامِ الملائِكُ
لِنَفْسِ طبيبٍ جَسَّ عِرْفَكَ سُؤْلُها / فقد جَسّ ما لا يَنْتَهِيه مُماسِك
يَدا مَلِكٍ ما زال مُذْ كان فيهما / لبَذْلِ العطايا والمنَايا مَسالِكُ
فَوَجْهُ الهدَى رَيَّانُ أَبْيَضُ ناصِعٌ / كما بِكَ وَجْهُ الشِّرْكِ أَسْودُ حالكُ
بعثت ُ بمدحي قبلَ كلّ هدِيّةٍ / لأَني له دونَ الهديَّةِ مالكُ
ولا شيءَ غيرَ المدحِ يَبْقَى لأنه / مقيمٌ جديدٌ والهدايا هوالكُ
ولو كنتُ أَحْوِي ما على الأرضَ كُلَّه / بعثتُ به لطْفاً وما أنا آفكُ
ولولا خطوبٌ عُفْنَ مالِيَ لم تَرُحْ / هداياه منّي وهْيَ عنك مَواسِكُ
ولكنّه لِما مَضَى المالُ وانْقَضَى / بعثتُ بودٍّ ماله عنك فارِكُ
ومدحٍ إذا أضحى المديح مشبه / غدا وهو حسن للعلا وبواتكُ
قواف بواكٍ إن عداك بديعها / وإن يممت علياك فهي ضواحكُ
قطعتَ بالعَتْب حَشاً لم يزل
قطعتَ بالعَتْب حَشاً لم يزل / يَقْطَعُه الفَقْدُ للُقْياكا
لا تَتَّهمني بالجَفا ظالماً / حَسْبي من الأيام رؤياكا
وكيف أنساك ولي مُهْجَةٌ / حياتُها ماءُ ثناياكا
والله لا أَنْسَى له قَوْلَهُ / كَمْ تتناساني وأَرْعَاكا
إن كنتَ من نسل مُعِزّ الهُدَى / كيف تُرَى في الحبّ أَفّاكا
فقلتُ لا أفضلتُ إن لم أَكن / مُقَبِّلاً من أجل ذا فاكا
يا عَذْبَةَ الرشفِ هل لمكتئبٍ
يا عَذْبَةَ الرشفِ هل لمكتئبٍ / صبٍّ سبيلٌ لفوز لقياكِ
يشكو إليكِ الفؤادُ لوعتَه / وتَشْتكي العينُ فَقدَ رُؤْياكِ
بي لوعةٌ منكِ ليس يُطْفِئها / إلاّ جَنَى الظَّلِمْ من ثَناياكِ
فَنَوِّلِي منْ قَتَلْتِ مُهجَتَهُ / هدِيَّةً مِنْحَةً على ذاكِ
أو فابعَثي مِن جَنَى رُضابِك ما / يَشْفِي غليلي في رَأْسِ مِسْواكِ
ولو خَشِيتِ الإلهَ ما فَتَكت / بابن وَصِيِّ النَّبي عيناكِ
ملكتُ مملوكةً وقد طَفِقَتْ / مَمْلوكَتي وهي بَعْضُ مُلاّكي
يُطرِب سَمعي مقالُ عائدتي / لها ألاَ كيف حالُ مولاكِ
إِنْ عَبَقَتْ قلتَ مِسْكُ نافجةٍ / أو سَفَرَتْ قلتَ بدرُ أَفْلاكِ
كأنّما طَرْفُها إِذا لَحَظَتْ / مِثليَ في الحبّ مُدنَفٌ شاكي
ومشفِقةٍ تَخْشَى عَلَيَّ مِن الرَّدَى
ومشفِقةٍ تَخْشَى عَلَيَّ مِن الرَّدَى / تُعَنِّفُني في بَيْعِيَ الصَّبرَ بِالفَتْكِ
فَقُلْتُ لها لا تَعذلِيني على العلى / أليس مذاقُ الذلِّ شَرّاً من الهُلْكِ
يَعزّ على سيفي ورمحِي وهِمَّتي / جلوسي جبانا تحتَ حادثةٍ أَبْكي
عنّ لِي أن أُقَبِّلَكْ
عنّ لِي أن أُقَبِّلَكْ / فارضَ مِنّي بذاكَ لَكْ
ليس أَنِّي أردتُ ذا / لك عمداً لأُخْجِلَكْ
إنما لاح بدر وج / هِك عِندِي بِلا فَلَكْ
فَتَخَيَّرتُ قُبْلَةَ النْ / نورِ من ذلِك الحلك
أَفْحَمْتَني بِلطيفِ البِرِّ منك فما
أَفْحَمْتَني بِلطيفِ البِرِّ منك فما / أَدْرِي بأيِّ مكافأةٍ أُكافِيكا
حارت براعة فهمي فيك فانحصرت / عن وصفِ مَعْنىً وحيدٍ من معانيكا
ماذا أُعَدِّده حتى أقومَ به / شُكْراً وأَذْكُره حتّى أُوَفِّيكا
إشراقُ وجهِك لي أم حُسْنُ فِعلك بي / أم انْبِسَاطُكَ نحوِي أم أَيادِيكا
الله جازِيك عني يا خليفته / جزاء مُقْتَدِرٍ واللهُ راعيكا
آه مِن تَفْتِير عَيْنَيْ
آه مِن تَفْتِير عَيْنَيْ / ك وَوَرْدَيْ شَفَتَيْك
آه مما جال مِن ما / ءِ الصِّبا في وجنتيك
آه من ليلٍ تبدّى / طالعاً من طُرَّتيك
آه من قدِّك إذ ما / ل على رادِفَتَيْك
آه من صُبْحٍ وليلٍ / كَمَنا فِي عارِضَيْك
أَتُرَانِي حاكماً يَوْ / ماً بِما شِئْتُ عليك
أم ترانِي جازعاً من / ك ومَدْفوعاً إليك
كيف لا يَجْذِب لَثْمِي / عَنْبَراً في لَبَّتَيْك
وهما كالماءِ لا يَث / بُتُ في أنْمُلَتَيْك
فاز مَن قَبَّل يا قُرْ / رَةَ عَيْنَيَّ يَدَيك
تأملتُ الكتابَ فكان فيه
تأملتُ الكتابَ فكان فيه / مواقِعُ سَهْوِ ما خَطَّتْ يداكا
فاصلحناه كي يُضْحِي صَحيحاً / ويَنْسِبُ قارئوه إليك ذاكا
إني تركتك لاختيارِك والهوى
إني تركتك لاختيارِك والهوى / يَقْضِي عليك بأن تُذمَّ وتُتْرَكا
لا أَشتهي المحبوبَ فيك مشاركاً / كلاً ولا الوصلَ الذي قد أُنْهِكا
لو لم يكن في الشِرْك إلاّ بعض ما / ذَمَّ الإلهُ به الخؤونَ المشركا