المجموع : 6
وَيْحَ الطَّبيبِ الذي جَسَّتْ يَداهُ يَدَكْ
وَيْحَ الطَّبيبِ الذي جَسَّتْ يَداهُ يَدَكْ / ما كانَ أَغْفَلَهُ عَمَّا بِهِ اعْتَمَدَكْ
لَوْ أَنَّ أَلْحاظَهُ كانَتْ مَباضِعَهُ / ثُمَّ انْتَحاكَ بها مِنْ رِقَّةٍ فَصَدَكْ
أَرَبْعَ البِلى إِنِّي إِلَيْكَ لَشَاكِ
أَرَبْعَ البِلى إِنِّي إِلَيْكَ لَشَاكِ / وَإِنِّي عَلَى وَجْدي عَلَيْكَ لَبَاكِ
وَما ذَاكَ مِنْ بُقْيا عَلَيْكَ وَإِنَّما / لِعِشقِ بُكائِي فِيكَ حُبَّ هَلاكي
أَيَا دِمْنَةَ الْلذَّاتِ لازَالَ دائِماً / عَلَيْكِ مِنَ الإِشْراقِ نُورُ بَهاكِ
أَرى الشَّوْقَ يُلْجِيني إِلَيْكِ كَما الْتَجا / إِلى الرِّيِّ مِنْ ماءِ الحَياةِ رُباكِ
مَلَكْتِ قِيادَ الحُسْنِ حَتَّى كأَنَّما / هَوى كلُّ شَيءٍ عَاشِقٍ لِلِقاكِ
أُواصِلُ بِالهِجْرانِ عَنْكِ تَجَلُّداً / وَمَا ذَاكَ إِلا طاعَةً لِهَواكِ
أُحِبُّ بِأَنْ أَحْيا بِوَصْلِكِ ساعَةً / وَلَوْ كانَ فيها مِيتَةٌ بِجَفاكِ
أَرى تَلَفي ما كانَ يُرْضِيكِ في الهَوى / عَلَيَّ يَسِيراً في بُلوغِ رِضاكِ
وَحَقِّ عَذابي إِنَّني بِكِ مُغْرَمٌ / بِإِظْهارِ مَا أُخْفِيهِ حِينَ أَرَاكِ
تُراكِ تَرَيْ مَا بي عَلَيْكِ لأَنَّني / أَرَاكِ بِعَيْنٍ لا تَرى لِسِواكِ
وَما ذاكَ مِنْ حُبِّي بَقائِي وَإِنَّما / أُحِبُّ بِأَنْ أَبْقى بِطُولِ بَقَاكِ
تَدَارَكَهُ عَلَى أَسَفٍ
تَدَارَكَهُ عَلَى أَسَفٍ / تَأَسُّفُهُ عَلَى دَرَكِهْ
وَكَانَ الفَجْرُ مُبْيَضّاً / غُدافُ اللَّيْلِ مِنْ شَرَكِهْ
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ السُّخْطِ أَقْمَرَ بِالرِّضا
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ السُّخْطِ أَقْمَرَ بِالرِّضا / فَهَجْرُكَ مَقْرُونٌ بِهِ مِثْلُ وَصْلِكا
كَأَنَّ بَياضَ الفَجْرِ في ظُلْمَةِ الدُّجى / بَياضُ اعْتِذاري في تَلَوُّنِ عَذْلِكا
يَكْفِيكَ مِنْهُ إِنْ قَنَعْتَ بِذاكَا
يَكْفِيكَ مِنْهُ إِنْ قَنَعْتَ بِذاكَا / في السُّقْمِ ما صَنَعَتْ بِهِ عَيْناكَا
يا حَسْبَ سُؤْلِ النَّفْسِ يا أَعْلى المُنى / طُوبى لِعَيْنٍ في المَنَامِ تَرَاكَا
انْظُرْ فُؤاداً أَنْتَ فِيهِ مُصَوَّرٌ / هَلْ فِيهِ يا نُورَ العُيُونِ سِوَاكَا
بي مِنْكَ ما لَيْسَتْ تُحَدُّ صِفَاتُهُ / حَاشاكَ أَنْ تُبْلى بِهِ حَاشاكَ
أَغارُ عَلَيْكَ مِنْ نَظَري وَإِنِّي
أَغارُ عَلَيْكَ مِنْ نَظَري وَإِنِّي / لأَخْشى ناظِرَيْكَ عَلَيْكَ مِنْكا
لَقَدْ نَطَقَتْ مَحاسِنُهُ بِعُذري / فَأَخْرَسَ عَاذِلي بِالعَذْلِ عَنْكا
أَمُوتُ مِنَ الصَّبابَةِ ثُمَّ أَحْيَا / كَذاكَ الحُبُّ أَضْحَكَنِي وَأَبْكى