المجموع : 10
لا تيأسَنَّ إِذا ما كنتَ ذا أَدبٍ
لا تيأسَنَّ إِذا ما كنتَ ذا أَدبٍ / على خمولِكَ أنْ ترقَى إِلى الفَلَكِ
بينَا تَرى الذهبَ الإبرِيْزَ مُطَّرَحاً / في الأرضِ إذ صار إكليلاً على مَلِكِ
انظر إِلى الجنة في وجهه
انظر إِلى الجنة في وجهه / لا ريب في ذاك ولا شكُّ
أما ترى فيه الرحيق الذي / ختامُهُ من خالِهِ مِسكُ
وفاتكٍ أفديهِ من فاتك
وفاتكٍ أفديهِ من فاتك / يَسْبِي فؤادَ العابدِ الناسكْ
قال وقد حاولتُ تقبيلَهُ / اِطْوِ الحَشا طَيّاً على ياسِكْ
ثغرِيَ هذا بَرَدٌ جامِدٌ / تُذيبُهُ جمرةُ أنفاسِكْ
لَعمرُكَ ما أُغِبُّكَ عن فُتورٍ
لَعمرُكَ ما أُغِبُّكَ عن فُتورٍ / بوُدِّكَ أو قصورٍ عن هَواكا
ولكنّي استنبتُ ضميرَ قلبي / لديكَ فصارَ لي عيناً تراكا
ولو فتشتَ عن مكنونِ سِرِّي / نظرتَ فلم تجدْ فيه سِواكا
ولا واللّهِ ما بي من سكُونٍ / إِذا ما كنتَ لا تقوى حَرَاكا
إن العُلَى لم تزلْ تبغِي الكَفِيَّ لها
إن العُلَى لم تزلْ تبغِي الكَفِيَّ لها / حتَّى اطمأَنَّتْ إِلى معمورِ ناديكا
رحبُ المساربِ مخضَلٌّ مذانِبهُ / يرودُ منه جِنانَ الخلد عافيكا
بَعُدتَ عن مطرحِ الآمالِ مُرتفعاً / فمَنْ يُراميكَ أم مَنْ ذا يُدانِيكا
يأبَى لك العِزُّ أن تثوي بمنزلةٍ / حتى تُغَشِّي رداءَ الخِزي شانِيكا
ما بالُ بحرِك لا تسجُو غواربُه / وكيف تسجو ولم تبلغ مغازيكا
وما امتشقتَ شَباةَ الطعنِ عن كَبدٍ / وعن فُؤادٍ وَتورٍ طالَ ما شِيكا
أَبشِرْ بنيلِ المُنَى تهدي عرائسَها / إليك مُصحبةً فيها أمانيكا
لقد شككتَ ظهورَ الخيلِ متعبةً / وإن شكت فَكَّهُنَّ المالُ شاكيكا
ترمي بها البِيدَ منشوراً صحائفُها / فلا تمَلُّ ولا تبغي تعنِّيكا
تَحارُ شُهب السَّواري في مجاهلِها / والريحُ تلعبُ فيها أو تجارِيكا
إِذا العواطفُ في أشواطِها نهضتْ / كلّتْ ركائبُها من قبل تُعييكا
تحثُّ والشمسُ في حوض الدُّجَى كرعتْ / وتَنْتَحي وظلام الليل يؤويكا
حتى تَشُقَّ سَبِيبَ الليل عن فَلَقٍ / طَلْقٍ مُحَيَّاهُ وضَّاحٍ يُحيِّيكا
إِذا النجومُ تراءتْ أبصرتْ عَجَباً / وقد رأينَ قُصوراً عن معالِيكا
تراكَ أبعدَ منها رُتبةً ومدَىً / وشأوَ عِزٍّ ومجدٍ إذ تُساميكا
وما رأتْ في غِطاء الغرب أيديَها / حتى رأتْ فوق مثواها مساعِيكا
تلثَّمَتْ بقناعِ الغَرْبِ من خَجَلٍ / إِذ لم تَنَلْ بمَداها بعضَ ما فِيكا
إِذا الجيادُ طوتْ ما بينَ أربُعنا / حتى تَبلَّ صدى شوقي تلاقيكا
أنعلتهنَّ حماليقي وقلَّ لها / حملاقُ عَينَيَّ نعلاً حين نثنيكا
أفني سنابكَها لثماً وأُفرِشُها / خدّي إِذا أنت تَثنيها فتُدنيكا
كم ليلةٍ كسوادِ الليلِ غيهَبُها / جَناحُه الوحْفُ فَضفاضٌ تُرويكا
ضافي الحِداد حرونُ النجم حائرُه / يحنو عليك بأذيالٍ تواريكا
لولا اتِّقادُ شِهابِ العزمِ ما شغفتْ / قلبَ الدُّجَى بالسُّرى فيها نواحيكا
للشهبِ وقفةُ خوفٍ في مدارجها / ولم يَقِفْكَ ارتياعٌ في مجاريكا
غضبان ترمي بأمواجٍ فواقِعُها / كواكبٌ في سَناءِ المجدِ تَحكيكا
والبدرُ يرتَجُّ في الخضراء من فَرَقٍ / كأنه قلبُ مذعورٍ يُنادِيكا
آليتَ ألّا يحطَّ النومُ أرحُلَه / حتى تنالَ على رُغمٍ أقاصيكا
ألفتَ كورَ المَهارَى القُود تَسكُنُهُ / وعِفْتَ ربعَكَ معموراً وأهلِيكا
عريكةٌ لا يُلينُ الدهرُ شِدَّتَها / تقيكَ قالةَ حُسَّادٍ وتحميكا
وافاكَ بالسعدِ نيروزٌ قضَى عجباً / لما تراءتْ له شتَّى معانيكا
يروقُه نَقَيانُ الدُّجْنِ طافَ به / أذيالُ غيثٍ هَمُولٍ من تسخِّيكا
الجسد البالغ في لينه
الجسد البالغ في لينه / تعشقه الروح ولا تفركه
والجسد المنحلُ عن روحه / فروحه إن تركت تتركه
واللزج الرطب له قوة / يقاتل النيران إذ تدركه
وفي اللطيف الرطب عجز عن ال / تصعيد للجسم فلا يملكه
وبالقويّ الرطب تدبيره / يصعده في الجو أو يمسكه
للجسم إن داخلته روحه فرع
للجسم إن داخلته روحه فرع / والروح بالجسم عند البعث يمتسكُ
روحان هذا له وزن وذاك بلا / وزن به تمّ في أجسادها الحركُ
هذا به تغلب الأجساد وانفركت / ألوانها وهي مثل الماء تنسبكُ
ماء ونار هما الأصلان قد جمعا / والطبع بين كلا الضدين مشتركُ
والحرّ من مارج النار التي صعدت / والماء كوّن فيه الدود والسمكُ
رموزنا وهي شبه اللغو من ظفرت / بها يداه فأيقن أنه ملكُ
قالوا إذا لم تكن ذا فطنة فعلى / معلميك ضمان القول والدركُ
إذا ما الشمس في السرطان صارت
إذا ما الشمس في السرطان صارت / فدونك هيكل القوس المبارك
فتحت دوائه الأفلاك روح / من الناسوت قد حملت ثمارك
سواد عروقها يجنيك ورداً / ترى فيه احمرارك واصفرارك
وقد فرشت برضراض كريم / يولدّ صبغ جوهره نضارك
فخذ رضراضه واتركه فيما / يقيه سم ريحك أو غبارك
ورشّ عليه ماء العين حتى / يرطبه لدى السحق المبارك
وأنعم سحقه بالماء واعزل / أذاه وأهد عند الطبخ نارك
وخذ منه السواد تجد ضياء / كجنح الليل حين جلا نهارك
وسخّنه ورطبه وحمّر / به الياقوت فهو ينير دارك
هو الجسد الغليظ غدا لطيفاً / بوزن الروح تحسبه ادارك
به يشفى سقيمك وهو يعطي / غنى أبداً فيؤمنك افتقارك
عطية ربنا وأجل نعمى / له إن أنت أحسنتَ اعتبارك
تبارك من عطاياه جسام / وأنعمه مضاعفة تبارك
إنّ الجزيرة في البحر المحيط لها
إنّ الجزيرة في البحر المحيط لها / سور وباب وفيها غرفة الملكِ
زجاجة جوف مشكاة تضيء بها / مصباح زيت تجلي ظلمة الحلكِ
وحولها سدرة خضراء قد حملت / حمر اليواقيت فامتدت إلى الفلكِ
وفي الجزيرة عين أرضها ذهب / لونان من جامد فيها ومنسبكِ
بالعدل قام الخلق وهو ملاكهُ
بالعدل قام الخلق وهو ملاكهُ / وبه استقام نظامه ومساكُه
والضدّ غالب ضدّه وبقهره / ظهر السكون وبان منه حراكُه
ومن التعادل ثم طبع خامس / لا ضد فيه ولا يخاف هلاكُه
فغليظه بلطيفه إصعاده / ولطيفه بغليظه إمساكُه
والصبغ بالتفصيل غاص وبالندى / والشمس أخرج لونَه سبّاكُه
في جوفه مفتاحه ولبعضه / إصلاحه ولبعضه إهلاكُه