القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 5
يا هندُ حسبكِ مغنماً وكَفاكِ
يا هندُ حسبكِ مغنماً وكَفاكِ / إنّ الذي يَهدِي النُّفوسَ هَداكِ
أقبلتِ تُرخِينَ القناعَ حَيِيَّةً / تُخفينَ نفسَكَ والنبيُّ يَراكِ
أوَ لَستِ هِنداً قلتِ في خَجَلٍ بَلَى / لا تخجلي فاللّهُ قد عَافاكِ
داويتِ بالإسلامِ قلبكِ فاشتَفَى / وغَسَلْتِ من تلكِ الجريمَةِ فَاكِ
لا تَذكُرِي الكَبِدَ التي مَارَسْتِها / فَأَبَتْ عَليكِ لعلّها تَنساكِ
وَدَعِي قلائِدَ يومِ بَدرٍ وَالْبَسِي / في بَهْجَةِ الفتحِ المُبينِ حِلاكِ
أَخَذَ الهُدَى بكِ في سبيلِ مُحَمَّدٍ / فَخُذِي عنِ الشَّيخِ الجليلِ أذَاكِ
ما كان بالمفتونِ حِينَ شَتَمْتِهِ / وبَلَغْتِ في سُوءِ الصّنيعِ مَدَاكِ
قُلْتِ اقتلُوهُ ولو أطاعَكِ جَمعُهُم / لَجَرى الدَّمُ المسفوكُ من جَرَّاكِ
يا هندُ إنّ الحقَّ أعظمُ صَوْلَةً / مِن أَنْ يَهابَكِ أو يَهابَ أباكِ
ما مِثلهُ إن رُمْتِ في الدّنيا أباً / يا بنتَ عُتبةَ مِن أبٍ يَرعاكِ
مَنْ قَدَّمَ الدُّنيا فليس ببالِغٍ / ما قدَّمَتْ عِندَ الرسولِ يَدَاكِ
فِيمَ اعتذارُكِ والهديَّةُ سَمحةٌ / وهَواكِ في تَقْوَى الإلهِ هَواكِ
بايعتِ أهدَى العالمينَ طريقةً / ورَضِيتِ منه مُهَذَّباً يَرضَاكِ
يَنْسَى الإساءَةَ وَهْيَ جُرحٌ بالغٌ / ويعوذُ بالخُلُقِ الكريمِ الزّاكِي
مهما تَنَلْهُ المُحفِظاتُ مِنَ الأُلَى / جَهِلوا فليس بعاتبٍ أو شاكِ
أَعَجِبْتِ إذ ذَكَرَ الفواحِشَ هادياً / فَنَهَى اللّواتِي جِئْنَهُ وَنَهاكِ
إن تَعْجَبِي لِلعِرضِ يُبذلُ هَيِّناً / وهو الحياةُ بأسرها فَكَذاكِ
عِرضُ الحرائِرِ ما عَلمتِ وإنّما / يَرضَى سِواهُنَّ الزِّنَا وَسِواكِ
يَحْفَظْنَهُ ويَذُدْنَ عن مَمنوعِهِ / شَهواتِ كلِّ مُخادِعٍ فَتَّاكِ
تَأْبَى التي منهنّ يَقتلُها الطوى / أن يشترى بذخائر الأملاكِ
وتصدُّ معرضةً تضنُّ بنفسِها / ولو اَنّ مَضجَعَها ذُرَى الأفلاكِ
عارُ الزِّنَا يُخزِي الوُجوهَ وشَرُّه / يَرمِي البلادَ وأهلَهَا بِهَلاكِ
يا هِنْدُ إنّ اللَّهَ أمضى حُكْمَهُ / فَكفَاكِ سُوءَ عذابِهِ وَوَقاكِ
أُوتيتِ زَادَكِ مِن تُقىً وهدايةٍ / فَتَزوَّدِي سُبحانَ مَن نَجَّاكِ
سَرِيَّةٌ أنتَ وَحْدَكْ
سَرِيَّةٌ أنتَ وَحْدَكْ / فَاجْعَلْ سَجَاياكَ جُنْدَكْ
لا تَخْشَ يا ابنَ أَنيسٍ / فليس سُفيانُ نِدَّكْ
احْشُدْ قُواكَ وَخُذْهُ / فليس يَسْطِيعُ حَشدَكْ
إن غَرَّهُ حَدُّ عزمٍ / فَسَوفَ يَعرِفُ حَدَّكْ
يَهولُ في الوصفِ جِدّاً / حَتَّى لَيَعْظُمُ عِنْدَكْ
لَكِنَّهُ اللهُ أعلى / عليهِ في البأسِ جَدَّكْ
أَقْبِلْ فتى البأسِ أَقْبِلْ / وَاعْمَلْ لربِّكَ جُهْدَكْ
أَخَذْتَهُ بِخِلابٍ / كَذَبْتَهُ فيه وُدَّكْ
أَوردتَهُ القَولَ حُلواً / ولو دَرَى عَافَ وِرْدَكْ
وَيْلُمِّهِ من غَبيٍّ / لو كان يعرف قصدَكْ
أحْبِبْ بِهِ من رسولٍ / لِقَتْلِهِ قد أعدَّكْ
يَظنُّ أنّك ضِدٌّ / له فَدُونَكَ ضِدَّكْ
بُورِكْتَ يا ابنَ أنيسٍ / من فارسٍ ما أشدَّكْ
ضَرَبتَهُ فَتَرَدَّى / وكان ذلك وَكْدَكْ
وَعُدْتَ لا مَجْدَ إلا / أراهُ يَحْسُدُ مَجْدَكْ
سُفيانُ هل كنتَ طَودَاً / فمن رَماكَ فَهَدَّكْ
أم كَنْتَ للشرِّ ذُخراً / تَخشى الطّواغيتُ فَقْدَكْ
أَوْدَى بِكَ ابنُ أنيسٍ / فَأقفَرَ الحيُّ بَعْدَكْ
وَرَدَّ عِزَّكَ ذلّاً / فما تُصَعِّرُ خَدَّكْ
مَلأتَ صدركَ حِقداً / فهل شَفَى السَّيفُ حِقْدَكْ
وَمِتَّ مِن قَبلُ وَجداً / فهل مَحا الموتُ وَجْدَكْ
أين الجموعُ أتَدرِي / مَن خطَّ في التُّربِ لَحْدَكْ
وأينَ رأسُك هلّا / صَدقْتَ نفسَكَ وَعْدَكْ
أَغواك جَهلُكَ حَتَّى / لَقيتَ في النَّارِ رُشْدَكْ
أنضَجتَ نفسَكَ غَيظاً / فاليومَ تُنضِجُ جِلْدَكْ
يَغيظُكَ الدِّينُ حَقّاً / فأنتَ تَقدحُ زَنْدَكْ
هَيَّجْتَ للشرِّ وَقْداً / فأينَ غادرتَ وَقْدَكْ
يا صاحِبَ الغارِ مَن ذا / بِنَصرِهِ قد أَمَدَّكْ
أليس ربَّكَ فَاجْعَلْ / لهُ على الدّهرِ حَمْدَكْ
رَدّ العِدَى لم يفوزوا / وأنتَ بالفوزِ ردَّكْ
ألْقِ الهديّة وَاسْحَبْ / في ساحَةِ الفَخرِ بُرْدَكْ
دَعَا الرّسولُ وأَثْنى / فَاحْمَدْ لكَ الخيرُ رِفْدَكْ
وقل تباركتَ ربِّي / يَسَّرْتَ للخيرِ عَبْدَكْ
هِدايَتَكَ اللَهُمَّ إِنّي أَرى الأُلى
هِدايَتَكَ اللَهُمَّ إِنّي أَرى الأُلى / هُمُ القادَةُ الهادونَ شَتّى المَسالِكِ
أَضِنُّ بِنَفسي أَن تَسيرَ وَراءَهُم / وَأَخشى عَلَيها عادِياتِ المَهالِكِ
هِدايَتَكَ اللَهُمَّ إِنّا نَخوضُها / غَياهِبَ دَهرٍ ذي أَعاجيبَ حالِكِ
يَمِلنَ بأهواء الغويِّ عن الهدى / ويَعلقنَ أسباب التقيِّ المتاركِ
وهالت بَني الدُنيا جَوائِحُ جَمَّةٌ / تَغَلغَلنَ في أَقطارِها وَالمَمالِكِ
فَأَيَّ بَني الغَبراءِ إِلّا يَشوقُهُ / مُتاحُ الرَدى مِن رائِثٍ أَو مُواشِكِ
أَرى كُلِّ وَضّاحِ المَقامَةِ نابِهٍ / عَلى خَطَرٍ مِن مُرجِفاتِ المَآلِكِ
أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن كُلِّ ظالِمٍ / وَأَشكو إِلَيهِ كُلَّ خَصمٍ مُماحِكِ
أَعوذُ بِهِ مِن كُلِّ سوءٍ وَأَحتَمي / بِأَسمائِهِ مِن كُلِّ عادٍ وَفاتِكِ
ما لِلسِحابِ تَدَفَّقَت أَخلافُهُ
ما لِلسِحابِ تَدَفَّقَت أَخلافُهُ / حَتّى ظَنَنّا أَنَّهُ لا يُمسِكُ
دَمعٌ يُراقُ مِنَ السَماءِ غَزيرُهُ / لِدَمٍ عَلى وَجهِ البَسيطَةِ يُسفَكُ
بَكَتِ السَماءُ فَما رَثى لِبُكائِها / فَرَحٌ يُقَهقِهُ لِلدِماءِ وَيَضحَكُ
جَلَبَ البَلاءَ عَلى الخَلائِقِ مَعشَرٌ / مَلَكوا مِنَ الأَقطارِ ما لا يُملَكُ
سَكَنَت عَوادي الدَهرِ إِذ أَخَذوا بِما / نالوا مِنَ الأُمَمِ الضِعافِ وَأَدرَكوا
نُكِبوا بِأَيّامٍ تَتابَعَ نَحسُها / فَلِكُلِّ قَومٍ يَومُهُم وَالمَهلِكُ
زَجّوا الجُيوشَ إِلى الوَغى فَأَبادَها / قَدَرٌ أَشَدُّ مِنَ الجُيوشِ وَأَفتَكُ
قَدَرٌ أَحاطَ بِهِم فَما مِن قُوَّةٍ / إِلّا تُهَدُّ بِهِ الغَداةَ وَتُنهَكُ
سَكَنَ الزَمانُ فَشاغَبوهُ وَما دَرَوا / أَنَّ المَمالِكَ تَحتَهُ تَتَحَرَّكُ
غَصَبوا المَمالِكَ مُفسِدينَ فَأَصبَحَت / وَكَأَنَّما هِيَ مَذبَحٌ أَو مَعرَكُ
فَإِذا القُلوبُ عَلى الحَفائِظِ تَنطَوي / وَإِذا الرَوابِطُ كُلُّها تَتَفَكَّكُ
طَلَبوا مُناخَ الراسِياتِ لِدَولَةٍ / هوجُ الرِياحِ مُناخُها وَالمَبرَكُ
بَطِرَ المُلوكُ فَهَبَّ يَقمَعُ شَرَّهُم / طَبٌّ بِأَدواءِ المُلوكِ مُحَنَّكُ
نادِ المَمالِكَ في الدِماءِ غَريقةً / وَاِنظُر إِلى أُمَمٍ تُذاب وَتُسبَكُ
حَربٌ يَطيحُ الظُلمُ تَحتَ عَجاجِها / وَيَدينُ بِالإيمانِ فيها المُشرِكُ
إِنَّ الجَبابِرَةِ الأُلى أَخَذوا الدُنى / أُخِذوا وَكانَ حِسابُهُم أَن يُترَكوا
مِن كُلِّ كَفّارِ السَريرَةِ جاحِدٍ / يَبدو الهُدى فَيَصُدُّ عَنهُ وَيُؤفَكُ
جَحَدوا الإِلَهَ وَكَذَّبوا بِوَعيدِهِ / حَتّى رَمى بِعُروشِهِم فَتَنَسَّكوا
في كُلِّ يَومٍ لِلكَنائِسِ ضَجَّةٌ / يَدعو المَليكَ بِها وَيَبكي البَطرَكُ
راموا التَبَرُّكَ بِالمَسيحِ وَرُبَّما / نَصَبوا مَسيحاً مِن دَمٍ فَتَبَرَّكوا
زالوا عَنِ الدُنيا فَما لِشُعوبِها / حَقٌّ يُباحُ وَلا حَريمٌ يُهتَكُ
إِنَّ المَمالِكَ لا يُرامُ بَقاؤُها / إِن ضَلَّ مَذهَبُها وَزاغَ المَسلَكُ
مصرُ اذكري في الخالدين فتاكِ
مصرُ اذكري في الخالدين فتاكِ / وصِفي الخلودَ لكلّ من يهواكِ
ممتازُ من شُهداءِ حُبِّكِ ما صبا / إلا إليكِ ولا أحبَّ سواكِ
صبٌّ أضاعَ على هواكِ حياته / لكنّه حَفِظَ الهوى ورعاكِ
لمّا رآكِ إلى الحياةِ وطيبها / ظمآى أذابَ شبابَهُ وسقاكِ
هذا شرَابُ الباذلين نُفوسَهم / باللهِ هل نَقَع الصَّدى وشفاكِ
هل تذكرين على النَّوى وصُرُوفها / مِن حُبِّه العُذريِّ ما أصفاكِ
لا تتركي يا مصرُ ذِكرَى شيِّقٍ / وَلهانَ ليس بِتاركٍ ذكراكِ
نَاجَاكِ يَلهجُ بالتحيَّةِ غَضّةً / حَيِّ الشَّهيدَ ورَدِّدي نجواكِ
حَيِّ النُّبوغَ وجدتِه فحباكِ من / نَفحاتهِ وفقدتِه فشجاكِ
زانتْهُ أخلاقُ الرّجالِ وزانها / وحَفَفْتِ أنتِ سَناهُما بسناكِ
خاضَ الغمارَ يَقيكِ عاديةَ الأذى / ويصونُ من عَبثِ الخُطوب حِماكِ
ما مال يوماً عن شريعةِ مُصطفى / ما خان عهدكِ ما أعان عِداكِ
تلك الشريعةُ لا وساوسُ معشرٍ / جهلوا سجايا الغاصبِ الفتَّاكِ
مَن كان يَجهلُ ما أقولُ فهذه / مِصرُ الحزينةُ والشّبابُ الباكي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025