المجموع : 5
فَتحُ البَسيطَةِ عَنكُمُ مَحكِيّ
فَتحُ البَسيطَةِ عَنكُمُ مَحكِيّ / هدَاكُم فواتِحُهُ بِلا مَحْكِ
دارَتْ بِهِ الأَفلاكُ تَقْذِفُه / للسابِحِينَ الخَيل والفُلْكِ
إن كانَ دُرّاً في نَفَاسَتِهِ / فَمَقامُكُمْ لِلنَّظْمِ كالسِّلْكِ
تأْبَى صَحائِفُهُ وقَد خُتِمَت / إلا بحَضرَتِكُم من الفَكِّ
إنَّ اليقينَ إِلى البَراءةِ مِن / رَيبٍ يُوَهِّنه ومِن شَكِّ
هَذِي صَوارِمُكُم مُوَصلَة / أَعداءَكُم بالقَتلِ والفَتْكِ
ما زادَ في التعذيبِ هُلكُهُمُ / قَد كانَ عَيشُهُمُ أَخا الهُلْكِ
جَرَّت مَنادِبُهُم مآدِبَنا / كالزَّهْرِ يَضحكُ لِلْحَيَا يَبكِي
لا زالَ رَحْباً نهجُ مَصْرَعِهِم / يومَ الوَغَى في المأزقِ الضنكِ
وبَقيتَ لا تُبْقي ظُباكَ عَلى / مُهجاتِهِم بالسَّفْحِ والسَّفكِ
أنتَ الخليفَة لا خِلافَ وهَلْ / نُورُ النهارِ من الدُّجَى الحُلْكِ
واللَّهُ أورثَكَ التي غَصَبُوا / لمَّا رآكَ أحقّ بِالمُلْكِ
أنتِ يا شغلَ خاطرِي نُصْبَ عَيْني
أنتِ يا شغلَ خاطرِي نُصْبَ عَيْني / حَيثُما شِئتُ أن أراكِ أراكِ
وَإذا نِمتُ عَن يَمينكِ سَهواً / أيقَظَتْني وَرقاءُ فوقَ أرَاكِ
يا قُرَّةَ العَيْنِ إنَّ العَينَ تَهْوَاكِ
يا قُرَّةَ العَيْنِ إنَّ العَينَ تَهْوَاكِ / فَما تَقَرُّ بِشَيء غير مَرآكِ
للَّهِ طرفَيَّ أضحا لا يَشُوقُهما / إلا سناكِ وإلا طيبَ مغناكِ
قَد أخجلَ الشَّمسَ أنَّ الشَّمسَ غارِبَةٌ / وَمُذ تَطَلَّعتِ لم يَغْرُب مُحَيَّاكِ
لا تَبْرُزي لِيَ في حَلْي وَفِي حُلَلِ / فالحُسْن غشّاكِ مَا وشَّى وحلاكِ
يا شُغْلَ عَيْني إِذا لَمْ أخْشَ مِنْكِ نَوىً / وَشُغْلَ قَلْبِي إِذا لَمْ أرْجُ لُقَيَاكِ
لا تَسْتَطيعُ حُمَيَّا الكَرْم تُسكرني / وقَد تَسَاقَطْتُ سكْراً مِنْ حميّاكِ
سُمِّيتِ بالحُسنِ لَمَّا أن خُصِصْتِ به / فَطَابَقَ اسمُكِ يا حَسْنَا مُسَمَّاكِ
لا وَاخَذَ اللَّه إلا مَنْ يُعَنِّفُني / عَلَى هَوَاكِ اعتِداء وهْوَ يَهْواكِ
أَخشاكِ غَضْبَى كَما أَرْجوكِ راضِيةً / فكَمْ أرَجِّيكِ يا هَذي وأَخْشاكِ
أبكِي لِبَيْنِكِ إنْ آبَى الكَرَى أسَفاً / يا سُوءَ ما كَلَّفت عَينَيَّ عَيْنَاكِ
ما أعجب الدّهر يرْجو أنْ يُنَسِّيَنِي / هَوَاكِ جَهلاً وَلا واللَّهِ أَنْساكِ
وكَيفَ أَنْسَى عُهوداً بالْحِمَى سَلَفَتْ / لا صَبْرَ لي عِندَ ذِكرَاها وذِكراكِ
وَكَمْ لَيَالٍ قَطَعْنَاها بِكاظِمَةٍ / نَجْوَى وشَكوَى بِما يَلْقَاهُ مُضْناكِ
كَتَمتُ مَسراكِ فِيها خَوفَ عَاذِلَةٍ / وَعاذِلٍ فَأَذاعَ المِسْكُ مَسْراكِ
غنّى الوِشاحُ على خصْرَيْكِ مِن طَرَبٍ / فيها فَأصْغَى لِمَا عَنَّاكِ حِجْلاكِ
وَقَد عَفَفتُ عَلى حِرْصي بآيةِ مَا / بَذَلْتِ طَوْعاً فلَم أعرضْ له فَاكِ
واهاً لِهَيْمان يَلْقَى الأُسْدَ ضَاريَةً / يوْمَ النِّزال وَينْبُو حِينَ يَلْقَاكِ
شاكِي السِّلاحَ ويَشكو من مُحَجَّبَةٍ / عزْلاءَ فاعْجَب لِشَاكٍ قَدْ غَدا شاكِ
مَهْلاً أُمَامَةُ كَمْ تَطُولُ نَوَاكِ
مَهْلاً أُمَامَةُ كَمْ تَطُولُ نَوَاكِ / والقَلْبُ قَدْ هَجَر الحِسانَ سِوَاكِ
يَهْوَاكِ دُونَ الغَانِياتِ وعِنْدَهُ / أنَّ المُوَفَّق مَنْ غَدَا يَهْوَاكِ
وَيَراكِ مَاثِلَةً لَهُ بِضَمِيرِهِ / وإن اللَّيالي بَاعَدَتْ مَثْوَاكِ
يَا هَذِه نَفْسِي لَدَيكِ رَهِينَةٌ / فَهَبِي لَهَا يَا هَذه رُحْمَاكِ
مُنِّي عَلَيَّ بِرَشْفَةٍ تَشْفي الصَّدَى / إنَّ الصَّدَى يَشْفِيهِ رَشْفُ لَمَاكِ
إياك أنْ تَدعِي الضَّنى يَعْتَالُني / ومِنَ الجَفَاءِ مَقَالَتي إيّاكِ
هذِي الشَّمَالُ عَلَيْك وارِدَةٌ بِما / حَمَّلْتُ هَبَّتها فأينَ صَبَاكِ
واللَّهِ لو أبْصَرْتِنِي تحْتَ الدُّجَى / مُتَمَلْمِلاً أَشْكو أليمَ نَوَاكِ
لَصَبا فُؤادُك لي ورَقَّ فَمَا قَسَا / وَسَخَتْ بِمَاء شُؤونِها عَيْناكِ
لَم أسْلُ حُبّك فاعلمِي بَعد النّوى / يا لَيْتَ شِعْرِيَ ما الذي أسْلاكِ
وَلَقَدْ يُذَكِّرُني وإنْ لَمْ أَنْسَه / الغُصْنُ قَدُّك والصّباحُ سَنَاكِ
سَهِر الكَئيبُ وَنِمْت عنهُ خَلِيّةً / فَهنَاك في لَيْلِ التَّمامِ كَرَاكِ
حجابُ عمرك يا مغرورُ مهتوكُ
حجابُ عمرك يا مغرورُ مهتوكُ / وبيت عزّك لو فكّرت منهوكُ
كفاك ما قمشَت كفّاك من نشبٍ / لا بدّ يصبح يوما وهو متروك
للّه باكٍ على زلّاتهِ ندماً / دماً يُخضّبُ منه النحوُ مسفوكُ
لا شكّ في الأجلِ المحتوم يلحَقهُ / وآفكُ الفكر في الآيات مأفوكُ
يقلي الثواء بدار غير ثاويةٍ / فيها استوى مالك هلكا ومملوكُ