القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 17
إِنَّ البُحيرَةَ زانَ بَهجَتَها
إِنَّ البُحيرَةَ زانَ بَهجَتَها / مَلِكٌ بِها أَفديهِ مِن مَلِكِ
رَكِبَ السَفينَ بِها فَلاحَ لَنا / نَجمانِ في فُلُكٍ وَفي فَلَكِ
أَيا مَلِكَ العَصرِ الَّذي شاعَ فَضلُهُ
أَيا مَلِكَ العَصرِ الَّذي شاعَ فَضلُهُ / وَيا اِبنَ مُلوكِ العُربِ وَالعُجمِ وَالتُركِ
وَمَن عَلَّمَتني المَدحَ أَو صافُ مَجدِهِ / فَما زِدتُها عِندَ النِظامِ سِوى السَلكِ
لَقَد غَمَرَتني مِن أَياديكَ أَنعُمٌ / مَلَكتَ بِها رِقّي وَإِن أَكثَرَت مُلكي
أُعَدُّ إِذا فارَقتُ مَغناكَ تاجِراً / فَإِن أُبتُ ظَنّوني شَريكَكَ في المُلكِ
لِذَلِكَ لَم تَثنِ الحُطوبُ مَوَدَّتي / وَلَكِنَّني مِثلُ النُضارِ عَلى السِبكِ
فَإِن يَكُ صَرفُ الدَهرِ قَد حَكَّ جانِبي / لِيَخبُرَني وَالتِبرُ يُخبَرُ بِالحَكِّ
فَقَد زِدتُ مَع وَقعِ الحَوادِثِ رَغبَةً / كَما زادَ فَرطُ السَحقِ في أَرجِ المِسكِ
فَإِن أَخطَأَتني مِن نَداكَ سَحابَةٌ / فَما غَيَّرَت حُبّي وَلا أَوجَبَت تَركي
لِأَنِّيَ مِن أَهلِ اليَقينِ عَلى الوَفا / وَقَد يَحدُثُ التَغييرُ عِندَ ذَوي الشَكِّ
تَرَكَتنا لَواحِظُ الأَتراكِ بَي
تَرَكَتنا لَواحِظُ الأَتراكِ بَي / نَ مُلقىً شاكِيَ السِلاحِ وَشاكِ
حَرَكاتٌ بِها سُكونُ فُتورٍ / تَترُكَ الأُسدَ مابِها مِن حَراكِ
مَلَكَتني خُزرُ العُيونِ وَإِن خِل / تُ بِأَنّي لَها مِنَ المُلّاكِ
كُلُّ ظَبيٍ في أَسرِ رِقّي وَلَكِن / ما لِأَسري في حُبِّهِ مِن فَكاكِ
أَينَ حُسنُ الأَعرابِ مِن حُسنُ أُسدَ / أُفرِغَت في قاوالِبِ الأَملاكِ
فَإِذا غوزِلوا فَآرامُ سِربٍ / وَإِذا نوزِلوا فَأُسدُ عِراكِ
وَإِذا نورُهُم ثَنى اللَيلَ صُبحاً / أَخَذوا ثارَ مَن ذُكي بِالمَذاكي
كُلُّ طِفلٍ يَجِلُّ أَن يَحكِيَ البَد / رَ وَلَكِن لَهُ البُّدورُ تُحاكي
بِثُغورٍ لَم يَعلُها قَشَفُ النُح / لِ وَلَم تَجلُها يَدٌ بِسِواكِ
وَعُيونٍ كَأَنَّما الغُنجُ فيها / رائِدُ الحَتفِ أَو نَذيرُ الهَلاكِ
وَقُدودٍ كَأَنَّما شُدَّ عَقدُ ال / بَندِ مِنها عَلى قَضيبِ أَراكِ
كِدتُ أَنجو مِنَ القُدودِ وَلَكِن / أَدرَكَتني فيها بِطَعنٍ دِراكِ
قُل لِساجي العُيونِ قَد سَلَبَت عَي / ناكَ قَلبي وَأَفرَطَت في اِنتِهاكي
فَاَبقِ لي خاطِراً بِهِ أَسبُكُ النَظ / مَ وَأَثني عَلى فَتى السُبّاكِ
حاكِمٌ مَهَّدَ القَضاءَ بِقَلبٍ / ثاقِبِ الفَهمِ نافِذِ الإِدراكِ
فِكرَةٌ تَحتَ مُنتَهى دَرَكِ الأَ / ضِ وَعَزمٌ في ذُروَةِ الأَفلاكِ
مُذ دَعَتهُ الأَيّامُ لِلدينِ تاجاً / حَسَدَ الدينَ فيهِ هامُ السِماكِ
رُتبَةٌ جاوَزَت مَقامَ ذَوي العِل / مِ وَفاقَت مَراتِبَ النُسّاكِ
ذو يَراعٍ راعَ الحَوادِثَ لَمّا / أَضحَكَ الطَرسَ سَعيُهُ وَهوَ باكِ
بِمَعانٍ لَو كُنَّ في سالِفِ العَص / رِ لَسَكَّت مَسامِعَ السِكّاكِ
زادَ قَدري بِحُبِّهِ إِذ رَأى النا / سُ التِزامي بِحُبِّهِ وَاِمتِساكي
مَذهَبٌ ما ذَهَبتُ عَنهِ وَدينٌ / ما تَعَرَّضتُ فيهِ لِلإِشراكِ
أَيُّها الأَروَعُ الَّذي لَفظُهُ وَال / فَضلُ بَينَ الأَنامِ زاهٍ وَزاكِ
إِن تَغِب عَن لِحاظِ عَيني فَلِلقَل / بِ لِحاظٌ سَريعَةُ الإِدراكِ
لَم تَغِب عَن سِوى عُيوني فَقَلبي / شاكِرٌ عَن عُلاكَ وَالطَرفُ شاكِ
سَقى اللَهُ قَبراً حَلَّ فيهِ اِبنُ مُقبِلٍ
سَقى اللَهُ قَبراً حَلَّ فيهِ اِبنُ مُقبِلٍ / تَوالِيَ أَمطارٍ بِها البَرقُ ضاحِكُ
فَتىً غابَ عَنّا شَخصُهُ دونَ ذِكرِهِ / فَأَصبَحَ فينا حاضِراً وَهوَ هالِكُ
غَريبٌ عَنِ الأَوطانِ قَد حَلَّ حُفرَةً / مِنَ الحُزنِ يَعلوهُ الصَفا وَالدَكادِكُ
فَيا رَبُّ قَد وافاكَ ذا أَمَلٍ فَجُد / عَليهِ بِرُضوانٍ فَإِنَّكَ مالِكُ
غَيري بِحَبلِ سِواكُمُ يَتَمَسَّكُ
غَيري بِحَبلِ سِواكُمُ يَتَمَسَّكُ / وَأَنا الَّذي بِتُرابِكُم أَتَمَسَّكُ
أَضَعُ الخُدودَ عَلى مَمَرِّ نِعالِكُم / فَكَأَنَّني بِتُرابِها أَتَبَرَّكُ
وَلَقَد بَذَلتُ النَفسَ إِلّا أَنَّني / خادَعتُكُم وَبَذَلتُ ما لا أَملِكُ
شَرطي بِأَنَّ حُشاشَتي رِقٌّ لَكُم / وَالشَرطُ في كُلِّ المَذاهِبِ أَملِكُ
قَد ذُقتُ حُبُّكُمُ فَأَصبَحَ مُهلِكِي / وَمِنَ المَطاعِمِ ما يُذاقُ فَيُهلِكُ
لا تَعجَلوا قَبلَ اللِقاءِ بِقَتلَتي / وَصِلوا فَذَلِكَ فائِتٌ يُستَدرَكُ
وَلَقَد بَكَيتُ لِدَهشَتي بِقُدومِكُم / وَضَحَكتُ قَبلُ وَهَجرُكُم لي مُهلِكٌ
وَلَرُبَّما أَبكى السُرورُ إِذا أَتى / فَرطاً وَفي بَعضِ الشَدائِدِ يُضحِكُ
زَعَمَ الوُشاةُ بِأَن هَوَيتُ سِواكُمُ / يا قوتِلَ الواشي فَأَنّى يُؤفَكُ
عارٌ عَلَيَّ بِأَن أَكونَ مُشَرِّعاً / دينَ الهَوى وَيُقالُ إِنّي مُشرِكُ
غارَت وَقَد قُلتُ لِمِسواكِها
غارَت وَقَد قُلتُ لِمِسواكِها / أَراكَ تَجني ريقَها يا أَراك
قالَت تَمَنّيتَ جَنى ريقَتي / وَفازَ بِالتَرشافِ مِنها سِواك
يا مَن حَمَت عَنّا مَذاقَةَ ريقِها
يا مَن حَمَت عَنّا مَذاقَةَ ريقِها / رِفقاً بِقَلبٍ لَيسَ فيهِ سِواكِ
فَلَكَم سَأَلتُ الثَغرَ وَصفَ رُضابِهِ / فَأَبى وَصَرَّحَ لي سَفيهُ سِواكِ
لَو صِرتُ مِن سَقَمي شَبيهَ سِواكِ
لَو صِرتُ مِن سَقَمي شَبيهَ سِواكِ / ما اِختَرتُ مِن دونِ الأَنامِ سِواكِ
لا فُزتُ مِن أَشراكِ حُبِّكِ سالِماً / إِن شُبتُ دَينَ هَواكِ بِالإِشراكِ
يا مَن سَمَحتُ لَها بِروحي في الهَوى / أَرخَصتِني وَعَلَيَّ ما أَغلاكِ
أَخرَبتِ قَلبي إِذ مَلَكتِ صَميمَهُ / أَكَدا يَكونُ تَصَرُّفُ المُلّاكِ
كَيفَ اِستَبَحتِ دَمَ المُحِبِّ وَلَم يَكُن / قَلبي عَصاكِ وَلا شَقَقتُ عَصاكِ
هَل عَندَمُ الوَجَناتِ رَخَّصَ في دَمي / أَم طَرفِكِ الفَتّاكُ قَد أَفتاكِ
أَصَغَيتِ سَمعاً لِلوُشاةِ فَتارَةً / أَخشى عَليكَ وَتارَةً أَخشاكِ
أَطلَقتِ في إِفشاءِ أَسرارِ الهَوى / دَمعي وَقاكِ فَما أَقَلُّ وَفاكِ
شَمِتَ العُداةُ وَلا مَلَكتِ صِيانَةً / لَكِ فاكِ عَن إِيضاحِهِم لَكَفاكِ
وَلَقَد أُمَوِّهُ بِالغَواني وَالمَها / خَوفَ العِدى وَأَصُدُّ عَن ذِكراكِ
إِذ لَم يَكُن لَكِ في التَغَزُّلِ بِالمَها / لَقَبٌ وَلا أَسماهُ مَن أَسماكِ
زَعَمَ العُداةُ بِأَنَّ حُسنَكِ ناقِصٌ / حاشاكِ مِن قَولِ العِدى حاشاكِ
قالَوا حَكَيتِ البَدرَ وَهيَ نَقيصَةٌ / البَدرُ لَو يُعطى المُنى لَحَكاكِ
لِم صَيَّروا تَشبيهَهُم لَكِ شُبهَةً / أَتُراكِ مَكَّنتِ العِداةَ تُراكِ
إِنّي لَأُصغي لِلوُشاةِ تَمَلُّقاً / لَهُمُ فَأُرضي الكاشِحينَ بِذاكِ
وَأَظَلُّ مُبتَسِماً لِفَرطِ تَعَجُّبي / فَالسِنُّ ضاحِكَةٌ وَقَلبي باكِ
لِلتُركِ مالي تَركُ
لِلتُركِ مالي تَركُ / ما دينُ حُبِّيَ شِركُ
أَخلَصتُ دينَ هَواهُمُ / فَحُبُّهُم لِيَ نُسكُ
خاطَرتُ بِالنَفسِ فيهِمُ / وَمَسلَكُ العِشقِ ضَنكُ
قَنِعتُ بِالوُدِّ مِنهُم / إِنَّ القَناعَةُ مُلكُ
وَبي أَغَرُّ غَريرٌ / مَلامَتي فيهِ إِفكُ
بِحاجِبَيهِ وَعَينَي / هِ لِلمُحِبّينَ هَتكُ
حَواجِبٌ وَعُيونٌ / لَها بِقَلبي فَتكُ
كَالقَوسِ يُصمي وَهَذي / تَشكي المُحِبَّ وَيَشكو
أَشَرتُ عَليكَ فَاِستَغشَشتَ نُصحي
أَشَرتُ عَليكَ فَاِستَغشَشتَ نُصحي / لِظَنِّكَ أَنَّ مَقصودي أَذاكا
وَأَغراكَ الخِلافُ بِضِدِّ قَولي / فَكانَ الفِعلُ مِنكَ بِضِدِّ ذاكا
وَشاروني العُداةُ وَبايَعوني / فَأَنجَحَ حُسنُ رَأيي في عِداكا
فَصِرتُ إِذا خَطَبتَ جَميلَ رَأيي / أُشيرُ بِما أَرى فيهِ هَواكا
وَلَم أَتَبِع خُطاكَ لِضُعفِ رَأيِي / وَلا أَنّي أُريدُ بِهِ رَداكا
وَلَكِنّي أُحاذِرُ مِنكَ سُخطاً / فَأَتبَعُ كُلَّ ما فيهِ رِضاكا
يَغارُ عَليكَ قَلبي مِن عِياني
يَغارُ عَليكَ قَلبي مِن عِياني / فَأُجفي ما أُكابِدُ مِن هَواكا
مَخافَةَ أَن أُشاوِرَ فيكَ قَلبي / فَيَعلَمَ أَنَّ طَرفي قَد رَآكا
بَدَت فَلَم يَبقَ سِترٌ غَيرَ مُنهَتِكِ
بَدَت فَلَم يَبقَ سِترٌ غَيرَ مُنهَتِكِ / مِنّا وَلَم يَبقَ سِرٌّ غَيرَ مُنهَتِكِ
وَأَقبَلَت وَقَميصُ اللَيلِ قَد نَحَلَت / أَسمالُهُ وَرِداءُ الصُبحِ لَم يُحَكِ
تَبَسَّمَت إِذ رَأَت مَبكايَ فَاِشتَبَهَت / مَدامِعي بِلَآلي الثَغرِ في الضَحِكِ
فَحِرتُ مِن دُرِّ عَبراتي وَمَبسِمِها / ما بَينَ مُشتَبِهٍ مِنها وَمُشتَبِكِ
مَلَكتِ قَلبي وَجِسمي في يَديكِ هَوىً / إِن شِئتِ فَاِنتَهِبي أَو شِئتِ فَاِنتَهِكي
أفنَت لِحاظُكِ أَربابَ الغَرامِ وَما / عَلَيكَ في قَتلَةِ العُشّاقِ مِن دَرَكِ
يَذِلُّ كُلَّ عَزيزٍ في هَواكِ كَما / يَعِزُّ كُلَّ ذَليلِ في حِمى المَلِكِ
مَلكٌ لَوَ اَنَّ يَدَ الأَقدارِ تُنصِفُهُ / لَما أَحَلَّتهُ إِلّا ذُروَةَ الفَلَكِ
يَستَعظِمُ الناسُ ما نَحكيهِ عَنهُ فَإِن / لاذوا بِهِ اِستَقلَلوا ما كانَ عَنهُ حُكي
تَشارَكَ الناسُ في إِنعامِ راحَتِهِ / وَمَجدُهُ في البَرايا غَيرُ مُشتَرَكِ
بَحرٌ وَلَكِنَّهُ طابَت مَشارِعُهُ / وَالبَحرُ يَجمَعُ مِن طيبٍ وَمِن سَهَكِ
في كَفِّهِ قَلَمٌ تَهمي مَشافِرُهُ / في نَفعِ مُعتَكَرٍ أَو وَقعِ مُعتَرَكِ
قُل لِلمُنَكِّبِ عَنُ كَي يَنالَ غِنىً / لَقَد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مُنسَلِكِ
يا قاصِدي البَحرَ إِنّي في ذَرى مَلِكٍ / لَديهِ أَصبَحتُ جارَ البَحرِ وَالمَلِكِ
يا ناصِرَ الدينِ يا مَن شُهبُ عَزمَتِهِ / مُنيرَةٌ في سَماءِ المَجدِ وَالحُبُكِ
لا يُقدِمُ الدَهرُ يَوماً أَن يَميلَ عَلى / عَبدٍ بِحَبلِ وَلاءٍ مِنكَ مُمتَسِكِ
ما إِن حَطَطتُ رِحالي في رُبوعِكُمُ / إِلّا وَكُنتُم لَنا كَالماءِ لِلسَمَكِ
ما زِلتَ تَمنَحُني وُدّاً وَتَرفَعُني / حَتّى ظَنَنتُ مَحَلّي ذُروَةَ الفَلَكِ
وَدَّعتُ مَجدَكَ وَالأَقدامُ تَنكُصُ بي / كَأَنَّني حافِياً أَمشي عَلى حَسَكِ
وَكَيفَ تَدرُجُ بي عَن ظِلِّكُم قَدَمٌ / أَمسى لَها جودُكُم مِن أَوثَقِ الشَرَكِ
فَاِسلَم عَلى قُلَلِ العَلياءِ مُرتَفِعاً / عِزّاً وَشانِئُكُم في أَسفَلِ الدَرَكِ
أَقولُ لِراوُوقٍ تَضَمَّنَ راحَنا
أَقولُ لِراوُوقٍ تَضَمَّنَ راحَنا / بِقَلبِكَ إِكسيرُ السُرورِ فَلِم تَبكي
فَقالَ هَمَت عَيني وَسِنّي ضاحِكٌ / وَقَد تَدمَعُ العَينانِ مِن شِدَّةِ الضَحِكِ
الجَيشُ الحَيا في مَأقَظِ الرَوضِ مَعرَكٌ
الجَيشُ الحَيا في مَأقَظِ الرَوضِ مَعرَكٌ / كَأَنَّ لَهُ ثائِراً عَلى الأَرضِ يُدرَكُ
إِذا اِستَلَّ فيهِ الرَعدُ أَسيافَ بَرقِهِ / فَلَيسَ بِهِ إِلّا دَمُ الزِقِّ يُسفَكُ
فَيا حَبَّذا فَصلُ الخَريفِ وَمُزنُهُ / وَسُترُ السَحابِ الطَلقِ بِالبَرقِ تُحبَكُ
وَلِلطَلِّ في الغَدرانِ رَقشٌ مُنَمنَمٌ / كَأَنَّ أَديمَ الماءِ صَرحٌ مُشَبَّكُ
وَلَم أَنسَ لي في دَيرِ سَهلانِ لَيلَةً / بِها السُحبُ تَبكي وَالبَوارِقُ تَضحَكُ
وَثَوبُ الثَرى بِالزَعفَرانِ مُعَطَّرٌ / وَلِلريحِ ذَيلٌ بِالرِياضِ مُمَسَّكُ
وَأَقبَلَ شَمّاسٌ وَقَسٌّ وَأُسقُفٌ / وَمِطرانُهُم مَعَ مَقرَبانٍ وَبَطرَكُ
يَحُفّونَ بي حَتّى كَأَنّي لَدَيهِمُ / حَبيبٌ مُفَدّى أَو مَليكٌ يُمَلَّكُ
وَيُصغونَ لي عِلماً بِأَنّي لِبَحثِهِمُ / عُذَيقُ جَناهُ وَالجُذيلُ المُحَكَّكُ
وَأَقبَلَ كُلٌّ مِنهُمُ بِمُدامَةٍ / بِها كانَ في تَقديسِهِ يَتَنَسَّكُ
فَذَلِكَ نَحوي يَحمِلُ الكَأسَ جاثِياً / وَهَذا بِمَسحِ الكَفِّ بي يَتَبَرَّكُ
وَطافوا بِكَأسٍ لا يُوَحِّدُ راحُها / وَلَكِن لَها في الكَأسِ ماءٌ يُشَرِّكُ
مُشَعشَعَةٌ يُخفي الزُجاجُ شُعاعَها / فَمِن نورِها سِترُ الدُجُنَّةِ يُهتَكُ
تَوَهَّمَها الساقونَ نوراً مُجَسَّماً / فَظَلَّت بِها بَعدَ اليَقينِ تُشَكِّكُ
إِذا قَبَّلوها يُنعِشُ الروحَ لُطفُها / وَإِن تَرَكوها فَهيَ لِلجِسمِ تَهتِكُ
وَإِن سامَحوها في المِزاجِ تَمَرَّدَت / وَمالَت فَكادَت أَنفُسُ الصَحبِ تَهلَكُ
فَتَكنا بِسَيفِ الماءِ فيها فَحاوَلَت / قِصاصاً فَباتَت وَهِيَ في العَقلِ تَفتُكُ
وَهَبَّ لَنا شادٍ كَريمٌ نِجادُهُ / خُؤولَتُهُ في الفَخرِ قَيسٌ وَبَرمَكُ
يُحَرَّكُ أَوتاراً تُناسِبُ حِسَّها / بِها تَسكُنُ الأَرواحُ حينَ تُحَرَّكُ
إِذا جَسَّ لِلعُشّاقِ عُشّاقَ نَغمَةٍ / يُشارِكُها في اليَمِّ رَستٌ وَسَلمَكُ
وَرَتَّلَ مِن شِعري نَسيباً مُنَقَّحاً / يَكادُ يُعيرُ الراحَ سُكراً وَيوشَكُ
إِذا ما تَأَمَّلتُ البُيوتَ رَأَيتُها / نُضاراً بِنارِ الأَلمَعِيَّةِ يُسبَكُ
وَلَمّا مَلَكتُ الكَأسَ ثُمَّ حَسَوتُها / تَقاضَت فَظَلَّت وَهيَ لِلعَقلِ تَملِكُ
بَخِلتُ عَلى الأَغيارِ مِنها بِقَطرَةٍ / وَجُدتُ لِساقَيها بِما كُنتُ أَملِكُ
وَناوَلتُهُ كَأساً إِذا ما تَمَسَّكَت / يَداهُ بِها ظَلَّت بِها تَتَمَسَّكُ
فَظَلَّ إِلى اللَذّاتِ يَهدي نُفوساً / عَلى أَنَّهُ لا يَهتَدي أَينَ يَسلُكُ
فَلا تَنسَ نَصيبَكَ في الدُنيا وَاِبتَدِر / إِلى الراحِ إِنَّ الراحَ لِلروحِ تُمسِكُ
وَثِق أَنَّ رَبَّ العَرشِ جَلَّ جَلالُهُ / غَفورٌ رَحيمٌ لِلسَرائِرِ مُدرِكُ
وَما كانَ مِن ذَنبٍ لَديهِ فَإِنَّهُ / سَيَغفِرُهُ إِلّا بِهِ حينَ نُشرِكُ
قَناعَةُ المَرءِ بِما عِندَهُ
قَناعَةُ المَرءِ بِما عِندَهُ / مَملَكَةٌ ما مِثلُها مَملَكَه
فَاِرضوا بِما جاءَ عَفواً وَلا / تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَه
سِرُّكَ إِن صُنتَهُ بِصَمتٍ
سِرُّكَ إِن صُنتَهُ بِصَمتٍ / أَصلَحَ بَينَ الأَنامِ خانَك
فَلا تَفُه لِاِمرِىءٍ بِسِرٍّ / وَلا تُحَرِّك بِهِ لِسانَك
كُفّي القِتالَ وَفُكّي قَيدَ أَسراكِ
كُفّي القِتالَ وَفُكّي قَيدَ أَسراكِ / يَكفيكِ ما فَعَلَت بِالناسِ عَيناكِ
كَلَّت لِحاظُكِ مِمّا قَد فَتَكتِ بِنا / فَمَن تُرى في دَمِ العُشّاقِ أَفتاكِ
كَفاكِ ما أَنتِ بِالعُشّاقِ فاعِلَةٌ / لَو أَنصَفَ الدَهرُ في العُشّاقِ عَزّاكِ
كَمَّلتِ أَوصافَ حُسنٍ غَيرِ ناقِصَةٍ / لَو أَنَّ حُسنَكِ مَقرونٌ بِحُسناكِ
كَيفَ اِنثَنَيتِ إِلى الأَعداءِ كاشِفَةً / غَوامِضَ السِرِّ لَمّا اِستَنطَقوا فاكِ
كَتَمتُ سِرَّكِ حَتّى قالَ فيكِ فَمي / شِعراً وَلَم يَدرِ أَنَّ القَلبَ يَهواكِ
كِدتِ المُحِبَّ فَما أَنتِ بِطالِبَةٍ / فَنا مُحِبُّكِ مَع إِشماتِ أَعداكِ
كافَيتِني بِذُنوبٍ لَستُ أَعرِفُها / فَسامِحي وَاِذكُري مَن لَيسَ يَسلاكِ
كَلَّفتِني حَملَ أَثقالٍ عَجَزتُ بِها / وَحَبَّذا ثِقلُها إِن كانَ أَرضاكِ
كا بَدتُ هَولَ السُرى في البيدِ مُكتَسِباً / مالاً وَما كُنتُ أَبغي المالَ لَولاكِ
كَلّا وَلابِتُّ أَطوي كُلَّ مُقفِرَةٍ / وَمَهمَهٍ لَم تَسِر فيهِ مَطاياكِ
كَأَنَّ فيهِ السَما وَالأَرضَ واحِدَةٌ / وَنوقُنا نُجبُ نورٍ تَحتَ أَملاكِ
كَبَت مِنَ الأَينِ فيهِ ناقَتي فَغَدَت / تَشكو إِلَيَّ بِطَرفٍ شاخِصٍ باكِ
كَوماءُ تَسحَبُ مِن سُقمٍ مَناسِمَها / كَأَنَّ أَرجُلَها شُدَّت بِأَشراكِ
كَفَّت عَنِ السَيرِ لِلمَرعى مُحاوَلَةً / فَقُلتُ سيري إِلى مَرعى النَدى الزاكي
كَرَّت وَقالَت إِلى مَن ذا فَقُلتُ لَها / إِلى أَبي الفَتحِ مَولانا وَمَولاكِ
كَهفُ الضُيوفِ وَوَهّابُ الأُلوفِ وَجَد / داعُ الأُنوفِ وَأَمنُ الخائِفِ الشاكي
كَريمُ أَصلٍ يُعيدُ الروحَ مَنظَرُهُ / فَلو قَضَيتِ بِإِذنِ اللَهِ أَحياكِ
كَساكِ مِن سُندِسِ الإِنعامِ أَردِيَةً / حَتّى كَأَنَّ جِنانَ الخُلدِ مَأواكِ
كُلي هَنيئاً وَنامي غَيرَ جازِعَةٍ / في مَربَعٍ فيهِ مَرعانا وَمَرعاكِ
كانَ الرَجاءُ بِلُقياهُ يُعَلِّلُني / وَحادِثاتُ اللَيالي دونَ إِدراكي
كَذا طِلابُ العُلى يا نَفسُ مُمتَنُعٌ / فَإِن صَبَرتِ لَهُ نالَتهُ كَفّاكِ
كَواكِبُ القَطرِ إِلّا أَنَّ راحَتُهُ / إِن أَمسَكَ القَطرُ لا تَعبا بِإِمساكِ
كَفٌّ حَكى وابِلَ الأَنواءِ وابِلُها / حَتّى غَدا يَحسُدُ المَحكِيَّ لِلحاكي
كَم أَبكَتِ البيضَ في كَفَّيهِ إِذ ضَحِكَت / عَيناً وَأَضحَكَ سِنّاً مالُهُ الباكي
كُلُّ الأَنامِ لِما أَولاهُ شاكِرَةٌ / فَما لَهُ غَيرُ بَيتِ المالِ مِن شاكِ
كُن كَيفَ شِئتَ بِأَمنِ اللَهِ يامَلِكاً / أَضحَت عَزائِمُهُ أَقطابَ أَفلاكِ
كَفَيتَنا مِنكَ مَنّاً لَو وُصِفتَ بِهِ / لَظُنَّ ذَلِكَ مِنّا نَوعَ إِشراكِ
كَذاكَ لا زِلتَ تَكفي كُلَّ ذي جَسَدٍ / فَتكَ الخُطوبِ بِعَزمٍ مِنكَ فَتّاكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025