أَقولُ لأِطلاحٍ بَرى هَطَلانُها
أَقولُ لأِطلاحٍ بَرى هَطَلانُها / بِنا عَن حَواني دَأيهِا المتُلاحِكِ
أَجِدّي إِلى بابِ اِبنَ عمَرَةَ إِنَّهُ / مَدى هَمِكِّ الأَقصى وَمَأوى رِحالِكِ
وَإِنَّكَ في عِزٍّ وعَيَنِ مُناخَةٍ / لَدى بابِهِ أَو تَهلِكي في الهَوالِكِ
وَجَدناكَ فَرعاً عليا يا اِبنَ مُنذرٍ / عَلى كُلِّ رَأسٍ مِن مَعَدٍّ وحَارِكِ
تُسامي أَعاليهِ السَحابَ وَأَصلُهُ / مِنَ المَجدِ في ثَأدِ الثَرى المتُدَارِكِ
فَلَو سِرتَ حَتَّى تَقطَعَ الأَرضَ لمَ تَجِد / فتَىً كَاِبنِ أَشياخِ البَرِيَّةِ مالِكِ
أَشَدَّ إِذا ما اِستَحصَدَ الحَبلُ مِرّةً / وَأَجبَرَ لِلمُستَجيرينَ الضَرائِكِ
وَأَمضى عَلى هَولٍ إِذا ما تهَزَهَزَت / مِنَ الخَوفِ أَحشاءُ النفُوسِ الفَواتِكِ
وَأَحسَنَ وَجهاً تَحتَ أَقهَبَ ساطِعٍ / عَبيطٍ أَثارَتهُ صُدورٌ السَنابِكِ
لَقدَ بَلَّتِ الأَخماسَ مِنكَ بِسائِسٍ / هَنيِء الجَدا مُرّ العُقوبَةِ ناسِكِ
تَقولُ التَّي أَمسَت خُلوفاً رِجالُها / يُغيرونَ فَوقَ المُلجَماتِ العَوالِكِ
لِجاراتِها أَفنى اللُصوصُ اِبنُ مُنذرٍ / فَلا ضَيرَ إِن لا تُغِلقي بابَ دارِكِ
وَآمنَ لَيلُ المسُلِمينَ فَيؤُمِنَوا / وَما كانَ أَمسى آمِناً قَبلَ ذَلِكِ
تَرَكتَ لصُوصَ الِمصرِ مِن بَينِ بائسٍ / صَليبٍ وَمَكبوعِ الكَراسيعِ بارِكِ
أَما اِستَحلبَتَ عَينيَكَ إلاّ مَحَلَّةً / بِجمُهورِ حُزوَى أَو بِجَرعاءِ مالِكِ
أَناخَت رَوايا كُلِّ دلُوِيَّةٍ بِها / وَكُلِّ سِماكيٍّ مِلُثِ المَبارِكِ
بِمُستَرجَفِ الأَرطى كَأَنَّ عَجاجَهُ / مِنَ الصَيفِ أَعرافُ الِهجانِ الأَوارِكِ
فَلَم تَبَق إِلاّ دِمنَةٌ هار نُؤيَها / وَجيفُ الحَصى بِالمُعِصفاتِ السَواهِكِ
أَنَخنا بِها خوصاً بَرى النَصُّ بدُنَها / وَأَلصَقَ مِنها باقِياتِ العَرائِكِ
تَذَكُّرَ أَلاّفٍ أَتى الدَهرُ دونَها / وَما الدَهرُ وَالألافُ إِلاّ كَذلِكِ
كَأَنَّ علَيَها سحَقَ لِفقٍ تَنَوَّقتَ / بِهِ حَضرَمِيّاتُ الأَكُفِّ الحَوائِكِ
لَنا وَلَكمُ يا مَيُّ أَمسَت نِعاجُها / يُماشينَ أُمَّاتِ الرِئالِ الجَواتِكِ
فَيا من لِقَلبٍ لا يَزالُ كَأَنَّهُ / مِنَ الوَجدِ شَكَّتهُ صُدورُ النَيازِكِ
وَلِلعَيِن لا تَنَفكَّ ينَحى سَوادُها / عَلى إِثر حادٍ حَيثُ حاذَرتُ سالِكِ
إِذا ما عَلا عَبراً تَعَسَّفَ جفَنَها / أَسابىُّ لا نَزرٍ ولا متُمَاسِكِ
وَما خِفتُ بيَن الحَيِّ حتَىّ تصَدَعَّتَ / عَلى أَوجُهٍ شَتّى حُدوجُ الشَكائِكِ
عَلى كُلُّ مَوّارٍ أَفانينُ سَيرِهٍ / شَؤّوٍ لأَبِواعِ الجَواذى الرَواتِكِ
عَبَنّى القَرا ضَخمِ العثَانينِ أنبتَتَ / مَناكِبُهُ أَمثالَ هُدبِ الدَرانِكِ
دِرَفسٍ رَمى رَوضُ القِذافَينِ متَنَهُ / بِأعرَفَ ينَبو بِالحنَيَّينِ تامِكِ
كَأَنَّ عَلى أَنيَابِهِ كُلَّ سُدفَةٍ / صِياح البَوازي من صَريفِ اللَوائِكِ
إِذا رَدَّ في رَقشاءَ عَجّاً كَأَنَّهُ / عَزيفٌ جَرى بَينَ الحروفِ الشَوابِكِ
وَفي الجيَرِة الغادينَ مِن غَيرِ بغَضَةٍ / مَباهيجُ أَمثالُ الِهجانِ البَوائِكِ
بَعيداتُ مَهوى كُلِّ قُرطٍ عَقدَنَهُ / لِطافُ الحَشا تَحتَ الثُدِيِّ الفوالِكِ
كَأَنَّ الفِرِندَ الخُسرواِنيَّ لثُنَهُ / بِأعطَافِ أَنقاءِ العَقوقِ العَوانِكِ
تَوَضَّحنَ في قَرنِ الغَزالَةِ بعَدمَا / تَرَشَّفنَ دِرَّاتِ الذِهابِ الرَكائِكِ
إِذا غابَ عنَهُنَّ الغيَورُ وَأشَرَقَت / لَنا الأَرضُ في اليَومِ القَصيرِ المبُارَكِ
تَهَلَّلنَ وَاَسِتَأنَسنَ حَتّى كَأَنمَّا / تَهَلَّلَ أَبكارُالغَمامِ الضَواحِكِ
إِذا ذَكَرتكَ النَفسُ مَيّاً فَقلُ لَها / أَفيقي فَأَيهات الهَوى مِن مَزارِكِ
أُمَيةَّ مُا أحبَبَت حُبَّكِ أُيَّماً / وَلا ذَاتَ بَعلٍ فَاِحِلفي لي بِذَلِكِ
وَما ذِكرُكِ الشَيءَ الذَّي لَيسَ راجِعاً / بِهِ الوَجدُ إِلاَّ ضَّلةٌ مِن ضَلالِكِ
أَما وَالذَّي حَجَّ المُلبَوّن بَيَتَهُ / شِلالاً ومَوَلى كُلِّ باقٍ وَهالِكِ
وَرَبِّ القِلاصِ الخُوصِ تَدمى أُنوفُها / بِنَخَلةَ وَالسَاعينَ حَولَ المَناسِكِ
لَئِن قَطَع اليَأسُ الحنَيَن فَإِنَّهُ / رَقوءٌ لِتذَرافِ الدُموعِ السَوافِكِ
لَقَد كنُتُ أَهوى الأَرضَ ما يسَتَفِزُّني / لَها الشَوقُ إِلاَّ أَنَّها مِن دِيارِكِ
أُحِبُّكِ حُبّاً خالطَتَهُ نَصاحَةٌ / وَإِن كُنتِ إحدى اللاّوِياتِ المَواعِكِ
كَأَنَّ علَى فيها إِذا رَدَّ روحَها / إِلى الرَأسِ روحُ العاشِقِ المُتَهالِكِ
خُزامى الِلوى هَبَّت لَهُ الريحُ بعَدمَا / عَلا نورَها مجُّ الثَرى المُتَدارِكِ
وَشُعثٍ يشَجُوّنَ الفَلا في رؤوسِهِ / إِذا حَوَّلَت أُمُّ النُجومِ الشَوابِكِ
بِمُقَوَّرَةِ الأَلياطِ مِمّا ترَجَحَّتَ / بِرُكبانِها بيَنَ الخُروقِ المَهالِكِ
إِذا وَقَّعوا وَهناً كَسَوا حيَثُ مَوتَّتَ / مِنَ الجَهدِ أَنفاسُ الِرياِحِ الحَواشِكِ
خُدوداً جفَتَ في السَيرِ حَتّى كَأَنَّما / يُباشِرنَ بالمَعزاءِ مَسّ الأَرائِكِ
رَمَيتُ بِهِم أَثباجَ داجٍ تَخَدَّرتَ / بِهِ القورُ يثَني زُمَّلَ القَومِ حالِكِ
وَنَومٍ كَحَسوِ الطَيرِ نازَعتُ صُحبَتي / عَلى شُعَبِ الأَكوارِ فَوقَ الحَوارِكِ
تَمَطّوا عَلى أكَوارِها كُلَّ ظُلَمةٍ / ويَهَماء تطَمي بِالنفُوسِ الفَواتِكِ
إِذا صَكَّها الحادي كَما صَكَّ أَقَدَحٌ / تَقلَقلَنَ في كَفِّ الخَليعِ المُشارِكِ
يَكادُ المِراحُ الغَربُ يمَسي غُروضَها / وَقَدَ جَرَّدَ الأكتافَ مَورُ المَوارِكِ
بِنَغّاضَةِ الأكتاف تَرمي بِلادَها / بِمثلِ المَرائي في رُؤوسٍ صَعالِكِ
وَكائِن تَخَطَّت ناقتي من مَفازَةٍ / وَهَلباجَةٍ لا يُصِدرُ الهَمَّ رامِكِ
صَقَعنا بِها الحِزّانَ حَتّى تَواضَعَت / قَراديدُها إِلاّ فُروعَ الحَوارِكِ
مَصابيحَ ليَسَت بِاللَواتيِ تَقودُها / نُجومٌ وَلا بالآفِلاتِ الدَوالِكِ
كَأَنَّ الحدُاةَ اِستَوفَضوِا أَخدَرِيّة / مُوَشَّحَةَ الأَقرابِ سُمَر السَنابِكِ
نَئِفنَ النَدى حَتّى كَأَنَّ ظُهورَها / بِمُستَرشَحِ البُهمى ظُهورُ المَداوِكِ
جَرى النَسءُ بَعد الصَيفِ عَن صَهواتِها / بِحَولِيّةٍ غادرَنَها في المَعارِكِ
تَمَزَّقُ عنَ ديباجِ لَونٍ كَأَنَّهُ / شَريجٌ بِأنَيارِ الثِيابِ البَرانِكِ
إِذا قال حادينا أَيا عسَجَتَ بِنا / خِفافُ الخُطى مُطلَنفِئاتُ العُرائِكِ
إِذا ما رَمَينا رَميةً في مَفازَةٍ / عَراقيبَها بِالشَيظَمِّي المَواشِكِ
سَعى فَاِرتَضَحنَ المرَوَ حَتّى كَأَنَّهُ / خَذاريفُ مِن قَيضِ النَعامِ التَرائِكِ
إِذا اللَيلُ عَن نَشزٍ تَجَلىّ رَمَيَنهُ / بِأمثالِ أَبصارِ النِساءِ الفَوارِكِ
أَذاكَ تَراها أَشبهَتَ أَم كَأَنَّها / بِجَوزِ الفَلا خُرسُ المَحالِ الدَوامِكِ
تُجَلّي فَلا تَنبو إَذا ما تعَيَنَّتَ / بِها شَبَحاً أَعناقُها كَالسَبائِكِ
أَتَتكَ المَهارى قَد بَرى حَذبُها السُرى / بِنا عَن حَوابي دَأيُها المُتلاحِكِ
بَراهُنَّ تَفويزي إِذا الآلُ أَرفَلَت / بِهِ الشَمسُ إِزرَ الحَزوراتِ الفَوالِكِ
وَشَبَّهتُ ضَبَر الخَيلِ شُدَّت قُيودُها / تَقَمُّسَ أَعناقِ الرِعانِ السَوامِكِ
وَقَد خَنَّقَ الآلُ الشِعافَ وَغَرَّقَت / جَواريهِ جَذعانَ القِضافِ النَوابِكِ
فَقُلتُ اِجعَلي ضَوءَ الفَراقِدِ كُلّهِا / يَميناً ومَهَوى النَسرِ مِن عَن شِمالِكِ