المجموع : 4
صُعِقتُ وَقَد ناجَيتُ موسى بِخاطِري
صُعِقتُ وَقَد ناجَيتُ موسى بِخاطِري / وَأَصبَحَ طورُ الصَبرِ مِن هَجرِهِ دَكّا
وَقالوا اِسلُ عَنهُ أَو تَبَدَّل بِهِ هَوىً / أَبَعدَ الهُدى أَرضى الجُحودَ أَو الشِركا
أَنِفتُ لِذاكَ الحُسنِ أَن يَهجُرَ الحَلى / فَنَظَّمتُ مِن شِعري وَمِن أَدمُعي سِلكا
جَرى الخالُ في كافورِ خَدَّكَ مِسكَةً / فَنَمَّ بِأَشواقي نُسَيِّمُها الأَذكى
فَجُد لي بِمِسكِ الخالِ يا ظَبيُ إِنَّني / عَهِدتُ ظِباءَ المِسكِ لا تَخزَنُ المِسكا
شَكا بِالعَتبِ مُضناك
شَكا بِالعَتبِ مُضناك /
فَهَل تَسمَعُ مِن شاك /
وَلَو خُيِّرتُ في الشَكوى /
إِذَن أَودَعتُها فاك /
أَنا مِن لَيِّنِ العَطفِ /
بَعيداً دانِيَ الوَصفِ /
رَفيقاً جائِرَ الطَرفِ /
تَرى القَتلَ مِنَ الظَرفِ /
فَمَن يالَحظَ فَتّاك /
بِقَتلِ الناسِ أَفتاك /
خُذِ الأَمنِ مِنَ الدَعوى /
وَدَع لي إِثمَ قَتلاك /
جِراحُ الأَسى لا توسى /
أَغِث أَيّوبَ ياعيسى /
لَقَد أَيَّدتَ إِبليسا /
بِلَحظِكَ يا موسى /
دَعَت لِلحُبِّ عَيناك /
وَبِالسِحرِ اِتَّبعناك /
وَكانَ السِحرُ لا يَقوى /
عَلى الأَعمارِ لَولاك /
غَدا حُبُّكَ كَالإيمان /
وَماتَت مِلَّةُ السُلوان /
وَصارَ أَوثان /
وَنارُ المُذنِبَ الهِجران /
وَقَد صَدَّقتُ دَعواك /
وَلا أتبَعُ إِلّاك /
فَهَب لي جَنَّةَ المَأوى /
أَراها مِن مُحَيّاك /
لَئِن قِستُكَ بِالبَدرِ /
وَغُصنِ البانَةِ النَضرِ /
فَلَيسَ البَدرُ ذا ثَغرِ /
وَلَيسَ الغُصنُ ذا خَصرِ /
فَلا لِلزُهرِ مَرآك /
وَلا لِلزَهرِ رَيّاك /
وَلا في المَنِّ وَالسَلوى /
سُلُوٌّ عَن ثَناياك /
تَرَكتَ الحورَ وَالجَنَّه /
وَجِئتَ لِتَزرَع الفِتنَه /
فعِث في الناسِ وَالجِنَّه /
وَصُن قَلبي مِنَ المِحنَه /
قُلوبُ الخَلقِ أَسراك /
وَقَلبي وَحدُ مَثواك /
فَاِفعَل في الغَيرِ ما تَهوى /
وَأَكرِم بَيتَ سُكناك /
مُوسَى تَرَفَّق وَلاَ تُضِعنِي
مُوسَى تَرَفَّق وَلاَ تُضِعنِي / في الرّق عَبدُكَ بَعضُ مَالِك
إذَا مَزَايَا الجَمَالِ عُدَّت / لَم يُحسَب البَدرُ من رَجَالِك
لاَ نَالَ مِنكَ الزَّمَانُ حَظَّا / إلاَّ الذِي نِلتُ مِن وِصَالِك
فُؤَادَ الصَّبِ إيَّاكَا
فُؤَادَ الصَّبِ إيَّاكَا / بان تفسد مُعَنَّاكا
وَهِم في حُبّ مَن تَهوَى / ودَع ذَا العُتبَ يَنهَاكَا
إلَى مَن أشتَكِي وَجدِي / وَمَا ألقَى مِنَ الصَّدّ
وَأنتَ النَّجمُ فِي البُعدِ / فَتِه يَا كَوكَبَ السَّعدِ
لأَنّ اللهَ وَلاَكَا / وَعِقدَ الحُسنِ حَلاّكَا
وأبدَى غَسَقاً أحوَى / عَل بَدرِ مُحَيَّاكَا
ضِيَاءَ الشَّمسِ وَالبَدرِ / وَلَونَ الدّرّةِ البِكرِ
وَقَدّ الغُصُنِ النَّضرِ / أُفَدّيكَ عَلَى خَطَرِ
بِقَلبٍ لَيسَ يَنسَاكَا / وَفِكرٍ لَيسَ يَسلاَكَا
وَنَفسٍ سِمتَهَأ البَلوَى / مَعَ الذّلّ وَتَهوَاكَا
فَقَالَ إِذ رَأَى حَالِي / بِزَهوٍ مَعَ إدلاَلِ
كَذاك الجَوهرُ الغَالي / هُوَ المُكتَسَبُ العَالِي
وَمَا فِي نَفعِ عَليَاكَا / إذَا أقصَدتَ مَولاَكا
فلاطف أو صِل الشكوى / لعله سيرضاكا
تجنبت على غدر / فما أنكرت من أمر
ولا ردّ على البدر / ولكن مال في سكر
سَقَتنِي الخَمرَ عَينَاكَا / عَلَى أنفَاسِ رَيَّاكَا
فَمَتِّع سُكرِى الحَلوَى / بِرَشفٍ مِن ثَنَايَاكَا
يَرَى أَنِّي لَهُ عَبدُ / حَبِيبٌ مَا لَهُ نِدّ
وَلاَ نَيلٌ وَلاَ وَعدُ / فَان عَاتَبتَهُ يَشدُو
أَنَا وَاللهِ أَهوَاكَا / وَأَهوَاكَا وَأهوَاكَا
وَأهوَى لَكَ مَا أهوَى / لِنَفسِي وَكَفَى ذَاكَا