المجموع : 9
عَادَيتَنِي حين عاديتُ الورَى فِيكَا
عَادَيتَنِي حين عاديتُ الورَى فِيكَا / هَجْرُ القِلَى والتَّجنّي كان يَكفيكَا
أَحِينَ خَالفتُ فيكَ الخلقَ كلَّهُمُ / أطعتَ بِي واشِياً بالهجرِ يُغرِيكَا
تُصدِّقِ الطيفَ يَسعى بي فتهجُرُني / وأُكذِبُ العينَ فيما عايَنت فيكَا
نَزِّه محاسِنَك اللاّتي خُصِصْتَ بها / عَمَّا يَشينُ وما يهواهُ شَانِيكَا
أغضيتُ منكَ على جمرِ الغَضَا زمناً / وخلتُ أنَّ الرِّضا بالجَوْرِ يُرضيكَا
فما نَهاكَ وَلُوعي عن مُبَاعَدتِي / ولا ثَنَاك خُضوعي عن تَعدّيكَا
باللهِ يا غُصنَ بَانٍ حَامِلاً قَمَراً / صِلْ مُغرَماً بك يُغريهِ تَجنّيكَا
يَدنُو وهجرُكَ يُقْصِيهِ ويُبعدهُ / وتَنْثَنِي عَنهُ والأشواقُ تُدنيكا
سكرانَ في الحبِّ لا يَدري أسكرتُهُ / لِسِحْر عيْنيكَ أم للخَمرِ من فيكا
نَافَقتُ دَهرِي فَوجهي ضَاحكٌ جَذِلٌ
نَافَقتُ دَهرِي فَوجهي ضَاحكٌ جَذِلٌ / طَلْقٌ وقَلبِي كَئِيبٌ مُكْمَدٌ باكي
وراحةٌ القلب في الشّكْوَى ولَذَّتُها / لَو أمكَنَتْ لاَ تُساوي ذلّةَ الشّاكي
يا قلبُ مُتْ كَمَداً عَلَى
يا قلبُ مُتْ كَمَداً عَلَى / مَن غبتَ عنه وغَابَ عَنكَ
لا تَلْتَقي بَدَلاً به / وسَيَلْتَقِي الأبْدَالَ منكَ
من رُزِقَ الصبرَ نال بُغيَتَهُ
من رُزِقَ الصبرَ نال بُغيَتَهُ / ولاحظَتْهُ السعودُ في الفَلَكِ
إنَّ اصْطبارَ الزّجاجِ للسّبك والنْ / نيرانِ أدناهُ من فَمِ الملِكِ
سلوتُ عن صَبَواتٍ كنتُ ذا شَغَفٍ
سلوتُ عن صَبَواتٍ كنتُ ذا شَغَفٍ / بها ومِلْتُ للإخباتِ والنُّسُكِ
لكنْ لِقلبيَ مِن تَذكارِها قَلَقٌ / ونزوَةٌ كاختباطِ الطّيرِ في الشَّرَكِ
هذي عقابيلُ داءٍ كانَ يمطُلُنِي / ولم أزَلْ مُشْفِياً مِنهُ على الهُلُكِ
حتّى إذا الشَّيبُ ردَّاني تصرَّمَ ذا / كَ الدّاءُ عن شائِبِ الفَوْدَيْنِ مُحتَنَكِ
أصبحتُ لا أشكو الخطوبَ وإنَّما
أصبحتُ لا أشكو الخطوبَ وإنَّما / أشكو زماناً لم يَدع لي مُشتكى
أفني أخِلاّئي وأهلَ مَودَّتي / وأبادَ إخوانَ الصّفاءِ وأهلَكا
عاشوا براحَتِهِم ومِتُّ لِفقدهم / فعليَّ يَبكي لا عَلَيهم مَن بَكى
وبقيتُ بعدَهُمُ كأنِّي حائِرٌ / بمَفازَةٍ لم يلقَ فيها مَسْلَكا
وسَّعَ صبري عن عتيقِ الإِسى
وسَّعَ صبري عن عتيقِ الإِسى / من بَعدِ ما ضاقَ بيَ المَسلَكُ
أسلمتُهُ إذ لم أجد لي يداً / بدفعِ من يَطلبُ ما يَملِكُ
عارِيَّةً كان وما كُلُّ ما / يُعارُ يُسْتَقْنَى ويُسْتَمْلَكُ
أعارَهُ مُشترِطاً ردَّهُ / والشرطُ ما بينَ الوَرى أملَكُ
وكل ملك إلى زوال
وكل ملك إلى زوال / لا يعتري ذا اليقين شكه
إن لم يزل بانتقال حال / أزال ذا الملك عنه هلكه
والله رب العباد باق / وهالك نده وشركه
فقل لمن يظلم البرايا / غرك إمهاله وتركه
تنسى ذنوبا عليك تحصى / يحصرها نقده وحكه
كم ناسك نسكه رياء / أوبقه في المعاد نسكه
فاحذر فما يختفي عليه / من عبده صدقه وإفكه
يقول صحابي قد أطلت وقوفنا
يقول صحابي قد أطلت وقوفنا / على الدار مسلوب الأسى والتماسك
أفي كل دار قد عفت أنت واقف / تروي ثراها بالدموع السوافك
كأنك في رسم الديار متمم / وفيما عفا من ربعها قبر مالك
فقلت نعم هذي ديار عهدتها / بها معشري مثل النجوم الشوابك
أصابهم ريب الزمان فأصبحت / فقارا وهم ما بين ناء وهالك