القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 16
أَخَذتُ بِرأيٍ في الصبا أَنا تاركُهْ
أَخَذتُ بِرأيٍ في الصبا أَنا تاركُهْ / فلم تَرَني في مَسْلكٍ أنت سالكُه
وإن لم أعاقرْكَ المدامَ فإنّني / حَقَنْتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافِكُه
وإنَّ رَزايا العُمرِ مِنْهُنّ مركبي / ثقالٌ بأعطانِ المنايا مَبارِكُه
دُفِعْتُ ولم أمْلِكْ دفاعَ مُلِمّةٍ / إلى زَمَنٍ في كُلِّ حينٍ أُعاركُه
وجيشِ خطوب زاحمٍ كلّ ساعةٍ / فما أنْفُسُ الأحياءِ إلّا هوالكُه
كأنّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ / وَزُهْرُ النجومِ اللائحاتِ نَيازِكُه
فإن تَنْجُ نفسي من كلومِ سلاحِهِ / فَإِنَّ بِرَأسي ما أَثارَتْ سَنابِكُه
مَضَى كُلُّ عَصرٍ وهو حرْبٌ لأهْلِهِ / وهل تَصْرَعُ الآسادَ إلّا مَعارِكُه
بِرَغمي وَما في الحُبِّ بِالرغمِ لذَّةٌ / أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُهْ
مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ / وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهِكُه
رَأَتْني سُلَيمَى والقذالُ كأنّما / تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيَضَّ حالِكُه
كما نَظَرَتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ / وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبكيه ضاحِكُه
فتاةٌ أرَى طرفي لِطرفيَ حاسِداً / يغايِرُهُ في حُسنِها وَيُماحِكُه
عَلى وَصلِها سِترٌ فَمَن لي بِهَتكِهِ / إِذا ما مَضى عَنّي منَ العمرِ هاتِكُه
شبابٌ له القِدْحُ المُعَلّى من الهوى / وما شِئتَ من رقّ الدّمى فَهوَ مالِكُه
كَأَنِّيَ لم يُؤنِسْ منَ السربِ وَحشَتي / مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاتِرُ اللَّحظِ فاتِكُه
غَزالٌ تَراني ناصِباً من تَغَزّلي / له شَرَكاً في كلّ حالٍ يُشارِكُه
وصادٍ إلى ريّ الكؤوسِ غَمَرْتُهُ / بِعارِضِها والغيثُ دَرّتْ حواشِكُه
وَقُلتُ اغتَبِقْ مِن دَنِّها صرفَ قَهوةٍ / إلى قَدَحِ الندمانِ تفضي سَوالِكُه
وَيَمنَعُها مِن أَنْ تَطيرَ لَطافَةً / حَبابٌ عَلَيها دائِراتٌ شَبائِكُه
عَلى زَهْرِ رَوْضٍ ناضِرٍ تَحسبُ الرّبى / مُلوكاً عَلَى الأَجسامِ مِنهُم دَرانِكُه
وَباتَ لجينُ الماء بالقرِّ جامداً / لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائِكُه
أَذلِكَ خَيرٌ أَم تَعَسُّفُ سَبسَبٍ / يُعَقِّلُ أَخفافَ النّجائبِ عاتِكُه
وَإِن جَنّ لَيلٌ أقبَلَتْ نَحوَ سَفْرِهِ / مُجَلَّحَةً أغوالُهُ وصعالِكُه
مهالكُهُ بالفألِ تُسمى مَفاوزاً / وما الفوزُ إلا أن تُخاضَ مهالِكُه
بِمُعطٍ غَداةَ السيرِ ظَهرَ حَنِيّةٍ / بَنَيتُ عَلَيها الكورَ فانْهَدَّ تامِكُه
أَلائِمَتي إِنَّ التجمُّلَ جَندلٌ / صَليبٌ وَإنّي بالتَّجَلُّدِ لائِكُه
أَرى طَرَفاً لي من لِسانِكَ جارِحاً / وفي طَرَفِ السيفِ المهَنَّد باتِكُه
تُريدينَ مِنِّي جمع مالي وَمَنْعَهُ / وهل ليَ بعدَ الموتِ ما أنا مالِكُه
إِذا أَدرَكَت خِلّاً مِنَ الدهرِ فاقَةٌ / فما بال جَدْوَى راحتي لا تُدارِكُه
ومالِئَةٍ مِن سَناها العيونَ
ومالِئَةٍ مِن سَناها العيونَ / أَأَبصَرتَ شَمسَ الضحى هي كَذاكْ
تَسوكُ حَصَى بَرد في عَقيق / فَيا لَهُما ظُلِما بالسّواك
وما قَهوَةٌ مُيِّعَتْ مِسكة / فَبَينَهُما للأَريجِ اشتِراكْ
بِأَطيَبَ مِنها جَنى ريقَةٍ / إذا نَحَرَ اللَّيلَ رمحُ السماك
وما ذُقتُ فاها وَلَكِنَّني / نَقَلْتُ شهادَةَ عُودِ الأراك
هاتِ كَأسَ الراحِ أَو خُذْها إِلَيكْ
هاتِ كَأسَ الراحِ أَو خُذْها إِلَيكْ / يَنْزِلِ اللهوُ بها بين يديْكْ
ريقةُ العيشِ بِها فاخلَع عَلى / شَفَتَيها كُلَّ حينٍ شَفَتَيك
وأَطِع فيها نَديمَيك بِما / حَكَما واعصِ عَلَيها عاذِلَيك
وإذا سَقّيْتَ منها شفَقاً / طَلَعَتْ حُمْرَتُهُ في وجنَتَيك
وتَناوَلْ نَشوةً مِن رَوضَةٍ / طَلَعَت كَالشَّمسِ بِالنجمِ عَلَيك
تَتَغَنّى بِنَسيبٍ قُلتَهُ / فَهَواها راجِعٌ مِنكَ إِلَيك
فَاوَضَتْ في الوَصْلِ عَيني عَينَها / فَازْدَهَتْ عَجباً وقالَت ما لَدَيك
أَعليلٌ أَنتَ ماذا تَشتَهي / قُلتُ قَطفي بِيَديْ رمّانَتَيك
فانثَنَتْ كِبراً وقالَتْ وَيلَتا / أَوَ هَذا كُلّهُ تَطلبُ وَيْك
أَنا شَمسٌ وَبَعيدٌ فَلَكي / وَضِيائي نافِرٌ مِن راحَتَيك
لَو بَدا أَمُركَ لي مِن قَبلِ ذا / ما رَأَتْ ناظِرَتي ناظِرَتيك
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالةَ نوراً
قُلْ لِمَنْ ضاهتِ الغزالةَ نوراً / وهي من طيبها غزالةُ مِسْكِ
أَنتِ في العينِ وَاللِّسانِ وَفي القل / بِ فَأَينَ استَقَرَّ قَدريَ مِنكِ
إِن نَقَضتِ الوفاءَ بِالغدرِ ظُلْماً / فَبِهذا أَشارَ طَرفُكِ عَنكِ
لكِ قلبي صَفَا فلا غشّ فيه / وهو للهجرِ منك في نارِ سَبْكِ
أضحَكَ الشامِتِينَ صَدُّكِ عَنِّي / بِدُموعي فَأَدْمُعُ القَلبِ تَبكي
الهجرُ يضحكُ وَالهوى يبكي
الهجرُ يضحكُ وَالهوى يبكي / والوَصلُ بَينَهُما على هُلْكِ
يا جَنَّتي ما كُنتُ أَحسَبُ أنْ / أصلى جَحيمَ قَطيعَةٍ مِنكِ
لِلَّه عَينٌ مِنكِ مُخبِرَةٌ / عَنِّي بِكُلِّ سَريرَةٍ عَنكِ
عَجَبي لِلَفظٍ مِنكِ ذي نُسُكٍ / هَذا وَلَحظُكِ حاضِرُ الفَتكِ
وَسَلبتِ قَلبي مِن حَشايَ فَهلْ / لَكِ في القلوبِ صِناعَةُ الدكِّ
أَغزالةَ الفلكِ الَّتي عَبَقَتْ / مِسكاً فَقُلتُ غَزالةُ المِسكِ
إِن دامَ هَجْرُكِ لي بلا سَبَبٍ / فَلأنتِ قاتِلَتِي بِلا شكِّ
أَذابِلُ النرجِسِ في مُقلَتَيكْ
أَذابِلُ النرجِسِ في مُقلَتَيكْ / أَم ناضِرُ الوَردِ عَلى وَجنَتَيكْ
لا تُنكري أنَّكِ حوريَّةٌ / فَنفَحَةُ الجنَّةِ نَمَّتْ عليك
وَعَقربا صدغيكِ من عَنبَرٍ / سَمُّهُما ويلاهُ مِن عَقرَبيك
وَرِدفُكِ المرتجُّ في غُصنِهِ / مَيّاسٌ اهتَزَّ بِرمّانَتَيك
وَيحَ وِشاحَيكِ فَما أَصبَحا / صِفْرَيْنِ إِلّا حَسدَا دُمْلجيك
أَفي نِطاقَيكِ تثَنَّيْتِ أمْ / دَفَعتِ خصرَيكِ إِلى خاتَميك
بِاللَّه من صيَّرَ مِن ناظريك / سَهمَيكِ أَم رُمحَيكِ أَم صَارِمَيك
فَحَيثُما كُنتِ خشيتُ الرّدى / مِنكِ أَكُلُّ القتلِ في ناظِرَيك
لو شئتِ حييتِ نَشاوَى الهوى / من لون خدّيك بتفاحتيك
وإن تَغَنّيتِ لنا لم نزَلْ / نخلعُ أفواهاً على أخمَصَيك
لا صَبرَ لي عَنكِ وَإِن كانَ لي / عَلى جِناياتك صَبرٌ عَلَيك
ما الَّذي أَعدَدتَ لِلمَوتِ فَقَدْ
ما الَّذي أَعدَدتَ لِلمَوتِ فَقَدْ / قُدِّرَ الموتُ بِلا شكَّ عَلَيك
أَذنوباً كاثَرت عِدّ الحصى / بِئسَ ما استَكثَرتَ مِن كَسبِ يَدَيك
بِئسَ ما يسمعُ مِن تَعظيمِها / مَلَكا القبرَ بِهِ مِن مَلِكَيك
أَيّ خَطْبٍ فادحٍ في رَقدةٍ / يُوقِظُ الحشرُ إِلَيها مُقلتيك
وَصِراطٍ لَستَ بالنَّاجي إِذا / وَطِئَتْهُ زلّةٌ من قَدَمَيك
فَلَكَ الوَيلُ مِنَ النارِ إِذا / مُقلَةُ الرحمَنِ لَم تَنظُرْ إِلَيك
لَكَ الملكُ وَالسيفُ الَّذي مَهّدَ الملكا
لَكَ الملكُ وَالسيفُ الَّذي مَهّدَ الملكا / وَصالَ بِهِ الإِسلامُ فاهتَضَم الشركا
تقيَّلتَ آباءً ملوكاً كأنّما / يُفَتَّقُ للأسماعِ فخرهمُ مسكا
وَكُلُّ عَريقٍ في الشجاعَةِ مقدمٌ / له الضربةُ الفرغاءُ والطعنةُ السُّلكى
إِذا ما رَمى أَرضَ العدى بِعَرَمرَمٍ / عِلَيهِ سَماءُ النَّقعِ غَادَرها دَكّا
وَمِن عَرَضِ الجبنِ المَنوطِ بِغُمرِهمْ / صَفا جَوهَرٌ مِنهُم بِنارِ الوغى سَبكا
بَنَيتَ بِهَدمِ المالِ كَعبَةَ ماجِدٍ / إلى حجها نُزْجي القلائصَ والفلكا
فَيا ابنَ تَميمٍ ذا الفخارِ الَّذي لَهُ / منارٌ تَرَى فوْقَ السماكِ له سَمْكا
تُحَدِّثُنا عَنهُ العُلَى وَبِمثلِ ما / تُحَدِّثُنا عَنهُ تُحَدِّثُنا عنكا
تَناولتَ إِصلاحَ الزّمانِ فَقُلْ لنا / أعدلٌ يسوسُ المُلْكَ أم ملَكٌ مِنكا
فَجَدَّدتَ ما أَبلى وأَثبَتَّ ما نَفى / وأَدْنَيتَ مَن أَقصى وأَضْحَكتَ من أبكى
إنَّ الليالِيَ والأيّامَ يُدْرِكُها
إنَّ الليالِيَ والأيّامَ يُدْرِكُها / شَيبٌ وَيعقبها مِن بَعْدِهِ هُلُكُ
فَشَيبُ لَيلِكَ مِن إِصباحِهِ يَقَقٌ / وَشَيبُ يَومِكَ مِن إِمسائِهِ حلَكُ
وَالعَيشُ وَالمَوتُ بَينَ الخلقِ في شُغُلٍ / حَتّى يُسكَّنَ مِن تَحريكِهِ الفلكُ
ويَبعثَ اللَّه مِن جَوْفِ الثَّرى أُممَاً / كانتْ عظامُهُمُ تبلى وتَنتَهكُ
في موقِفٍ ما لِخَلقٍ عنه من حِوَلٍ / ولا يُحَقِّرُ فيهِ سَوقَةً ملكُ
بيتُكَ فيه مَصْرَعُكْ
بيتُكَ فيه مَصْرَعُكْ / وفي الضريح مَضْجَعُكْ
غَرّتْكَ دُنياكَ الَّتي / لَها شَرابٌ يَخدَعُك
هِمْتَ بحبِّ فاركٍ / وَقَلَّما تُمَتِّعُك
يَضُرّكَ الحِرصُ بها / والزهدُ فيها يَنفَعُك
لا تَأمَنَنْ مَنِيَّةً / إنّ عَصَاها تَقْرَعُك
مَغْرِبُكَ القبرُ الّذي / يكونُ منه مَطْلَعُك
إنْ فَرّقَتْكَ تُرْبَةٌ / فَاللَّهُ سَوفَ يَجمَعُك
وَلِلحِسابِ مَوقِفٌ / أَهوالُهُ تُرَوِّعُك
كَم جَرَّ ما اشفَقتَ مِنْ / لَمْسِكَ منْهُ إصْبَعُكْ
فَكَيفَ بالنّارِ الّتي / من كلِّ وجهٍ تَلْذَعُك
يَراكَ ذو العَرشِ إِذا / نادَيْتَهُ وَيَسْمَعُك
فَثِقْ بِهِ وَلا يَكُنْ / لغيرِهِ تَضَرُّعُك
أَلَيسَ بَنو الزّمانِ بَنو أَبيكا
أَلَيسَ بَنو الزّمانِ بَنو أَبيكا / فَجَرِّدْ عَن حَقائِقِكَ الشكوكا
ولا تَسأَلْ مِنَ المَملوكِ شَيئاً / فَترجِعَ خائِباً وَسَلِ المَليكا
فَلَستَ تَنالُ رِزقاً لم تَنَلْهُ / وَلَو أَبصَرتَه مِمَّا يَليكا
فكم خيرٍ ظفرتَ به نضيجاً / وكنتَ حُرِمتَ رؤيتَهُ فريكا
نفوسُنا بالرّجاءِ مُمْتَسَكَهْ
نفوسُنا بالرّجاءِ مُمْتَسَكَهْ / والموتُ للخلق ناصبٌ شَرَكَهْ
تبرمُ أجسامنا وتنقضها / طبائعٌ في المزاج مشتركه
لولا انتشاقُ الهوا لمتّ كما / تموتُ مع فَقْدِ مائها السمكه
نُنْشأُ بالبعث بعد ميتتنا / أما يُعيدُ الزجاجَ مَن سبَكه
ما أغفلَ الفيلسوف عن طُرُقٍ / ليستْ لأهل العقول منسلكه
مَن سَلّمَ الأمرَ للإله نجا / ومن عدا القصد واقعَ الهلكه
يوْمٌ كأنّ نسِيمَهُ
يوْمٌ كأنّ نسِيمَهُ / نفحاتُ كافورٍ ومسكِ
وكأنّ قَطْرَ سمائهِ / دُرٌّ هَوى من نظم سِلكِ
مُتَغَيّرٌ غيناً وصَح / واً مثل ما حدّثْتُ عنكِ
كالطفلِ يُمنَحُ ثم يُمْ / نَعُ ثم يضْحَكُ ثم يبكي
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظُهُ عبثاً
مُزَرْفَنُ الصّدغِ يَسْطو لحظُهُ عبثاً / بالخلقِ جذلانَ إن تشكُ الهوى ضحكا
سَكَنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ
سَكَنَ القلبَ هوى ذي صَلَفٍ / زادَهُ فيه سكوناً حَرَكُهْ
فهو كالمركزِ يَبْقى ثابتاً / كلّما دارَ عَلَيْه فَلَكُهْ
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها
يا عَقْرَبَ الصدغِ المعنبرِ طيبها / قلبي لَسَبْتِ فأين مَنْ يرقيكِ
وحلَلتِ في القَمَر المنيرِ فكيف ذا / وحلولُهُ أبداً أراهُ فيكِ
لا تحسبيني أشْتَكي لِعَواذلي / آلامَ قلبي منكِ لا وأبيكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025