القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 5
حمامة أيك الروض مالي ومالك
حمامة أيك الروض مالي ومالك / ذعرت فهل ظلم البرية هالك
نفرت وقد حق النفور لأنني / مجسم أحزان وقفت حيالك
ولولا جناح طار عن موقع الأسى / لكان قريباً من منالي منالك
أعندك علم أنني من معاشر / أبوهم جنى واختار أدنى المسالك
رماهم إلى شر المهالك آدم / فهم أبرياء حملوا وزر هالك
هلمى .هلمى . أن هاتيك نسبة / تقرب ما بيني وبين الملائك
ألسنا وان كنا شتاتا يضمنا / اسانا وإن لم تمس حالي كحالك
ألفت الرياض الزهر يسم ثغرها / وما ألفتي غير الوجوه الحوالك
هزجت فنظمت الدموع قلائداً / فليت مثالي كان لي من مثالك
بعيشك كم غنى مثيلك طائر / وكم نائح مثلي ثوى في ظلالك
تقولين : خلق ليس يدري سوى العنا / عجيب ..فمن أنباك أني كذلك
رأيتك قبلت الغدير لأنه / على صفحتيه لاح مرأى خيالك
وداعبت فيه البدر فانصاع مذعراً / موج ارتجافا خشية من جلالك
فقلت مطاراٍ امة الشرق هكذا / تملكت الاطيار أعلى الممالك
تباكوا وقالوا : الشرق مال دعامه / وهل دعم قامت بغير التمالك !
وقالوا : هي الدنيا عراك رويدكم / فانا ضعاف مالنا والتهالك
نصحنا ولا يجدي وكم قبل رددت / بمثل مقالي صحفهم ومقالك
سألتك ما معنى وجود مكون / إذا لم تكن عقباه غير المهالك
وهل هذه الدنيا سبيل لعابر / أم الأرض مهواة الغواة الهوالك
وإني أراني بين نوم ويقظة / أسيان حالي في هنا أو هناك
أجيبي فلي صوت يقطعه الأسى / فقد لذ للقلب المعنى سؤالك
فردت وأوردت مثل زند لقادح / خواطر يسمو وقعها عن مداركي
وقالت : نعم في ذلك السر حكمة / فقلت : وما شككت في غير ذلك
وبتنا كما شاءت اخوة جنسنا / خليلين أصفى من عقيل ومالك
درسنا كتاب العاطفات وما آعتنت / بنو نوعنا الا بدرس التفارك
الى ان بدا وجه الطبيعة سافراً / يضاحك من ثغر الاقاح المضاحك
وقد شردت فكري هنالك ضجة / لأطيارها تدعو بنبذ التفاكك
إذا ما السماء كانت دخانا كما أدعوا / فليس سوى أنفاس أهل الحسائك
هناك شكرت الطير رأفة مشفق / على جنسه شأن الحزين المشارك
منى خالجت نفسي وأحبب بها منى / تريني حياتي فوق الشهب النيازك
فقلت الى اللقيا سلام مودع / هنالك عيش الخالدين هنالك
سلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ
سلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ / إنَّ فيه بقاءَ من يَهواكِ
يستجدُّ الحياةَ للمرء مرآك / ويُحي ذكرى الشباب غِناك
جذبتني عيناكِ حتى إذا ما / الهبَتْني تحرَّكَت شفتاك
ولقد هانت الصبابةُ لو أنّى / أتتْني تَعِلةً من لُماك
وأرتْني يداكِ يبتدران الرَّقصَ / أضعافَ ما أرتْ قدَماك
تلتوي هذه كما التَبسَ الخَيْطُ / وتلتَفُّ تلكَ كالشُبّاك
تعتريني خواطرٌ فيكِ أحياناً / فأرتدُّ باديَ الإِرتباك
تتحّرى كفّاي تقليدَ كفيَّكِ / وتحكي خُطايَ وقعَ خُطاك
فانا في انقِباضةٍ وانبساطٍ / تارةً وانفراجةٍ واصطكِاك
وانتقاضٍ طَوراً كما انتقض الطائرُ / من وَقفةٍ على الأسلاك
ويراني من ليس يدري كأني / بِيَ مسٌ وقد أكونُ كذالك
أنا أهواكِ لا أريدُ جزاءً / غيرَ علمٍ بأنني أهواك
اطلُبيني بين الجموعِ على حينِ / احتشادٍ ما بينهم واشتباك
تعرفيني من دونهم بسِماتي / والتفاني وحيرتي وانهماكي
رُبَّ يومٍ فيه تصيَّدني الهمُّ / كما صيِد طائرٌ بشِراك
وكأني أرى الحياةَ بمسودِّ / زُجاج فكلُّ شيءٍ باكي
ملءَ نفسي وغرفتي يتراءى / شَبَحُ الهمَّ لي وملءَ السِكاك
لم تكن سلوةً لقلبي عمّا / أنا فيه إلا بأنّي أراك
قد شكوناكِ لا لذمٍّ ولكن / ليس يخلو الغرامُ إلا لشاكي
لي قلبٌ لو جاز نسيانهُ صدريَ / يوماً لجازَ أنْ ينساك
يتنزَّى طولَ الليالي ولا مِثلَ / تَنزيِّه إن جَرَت ذكراك
ويَرَى تارة من اليأس من لُقياكِ / مستسلماً بغَير حرَاك
أنتِ سلمى – وُليِّتِ مُلكاً فسوسيه / برفقٍ بحَق من وَلاّك
وهبَيه عهدَ اقتطاعٍ وكانتِ / لك في الحكم أُسوةٌ بسِواك
فارعَيِ القلبَ حرمةً مثلما / تَرعَيْن مُلكا – يُجْنى من الأملاك
افتحي لي بابَ السرور فقد سُدَّ / وبابُ السرور لي شفتاك
واطرُدي هذه الهمومَ وسَلِّي / حُزن وجهي بوجهك الضحّاك
في يَديك الجميلتَينِ إذا شئتِ / ارتهاني ومن يَديَك فَكاكي
إن رأيتِ الحديثَ يمتازُ بالرقةِ / والُلطف فيكِ عمَّن عَداك
والقوافي يَلَذُّها السَمْعُ من دونِ / قوافٍ تشدو بحسن سواك
فلأني أُجِلُّ حبَّك عن أنْ / يُتَلقَّى الا بقَلبٍ ذاكي
ولأن الشعورَ يُوريهِ ابداعُكِ / وَرْيَ الزِنادِ بالإحتِكاك
ان هذا الجمالَ سَلمى غذاءُ الروُح / لولاهُ آذَنَتْ بهَلاك
وأرى مَن يلومُ فيه كمن يرشِدُ / ذا بُلغةٍ الى الإِمساك
أو كساعٍ يَسعى لتجفيف ماءِ / النَهر إشفاقةً على الأسماك
الرَعاعُ الرَعاعُ والجَدَل الفارغُ / اني من شَرّهم في حمِاك
ضايقتْني حتى بادراكيِ الحسنَ / نفوسٌ ضعيفةٌ الادراك
تقتضي الناس أنْ يكونوا صدى الأهواءِ / منها كما تكونُ الحواكي
قال لي صاحبي يزهِّدُني فيكِ / بهذي المُغالَطاتِ الرِكاك
لكَ فيها مُزاحِمون وما خيرُ / غَرامٍ يكونُ بالاشتراك
قُلت: اخطأتَ لا أبالي وهَبْها / وردةً في منابِتِ الأشواك
اتُراني أعافُها ثم هَبْني / أنني في عواطِفي – إشتِراكي
أنا هذا أنا – وما كنتُ يوماً / في شُعوري ونَزعتي بمَلاك
ثم إني أجَلُّ من ان أُماشي / في مذاقي جماعةً وأُحاكي
أنا أهوى ما اشتّهيه ومن لا / يرتَضيني قامَتْ عليه البَواكي
انا مذ كنتُ كنتُ ما بين نفسي / والسخافاتِ هذِه في عِراك
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ / فالحربُ أمُّكِ والكفاحُ ابوكِ
ولديكِ تاريخٌ على صَفَحاتِه / أرَجٌ يضُوعُ من الدم المسفوك
وكأنَّ من ألَقِ الضُحى ورفيفِه / نُوراً يُشِعُّ عليه من واديك
يا " بنتَ " ثانيةِ الجنان بما اشتَهتْ / نَفْسٌ وما رَمَتِ الطبيعةُ فيك
وبما تسيلُ ظهورُها وبطونُها / بالتِبْرِ من متذوِّبٍ وسَبيك
بالحاشِد الملتَفِّ منك إذا دَجى / والضاحكِ العُريانِ من " ضاحيك "
فاءت على المستعمرينَ ظلالُها / وعلى مليكاتٍ لهم ومُلوك
يا بنتَ ذاك و " أمَّ " كلِّ مغرِّف / في بُؤسه ومُجوَّعٍ صُعلوك
يا أمَّ كلِّ مُشرَّدٍ عن أهله / وُهِبَ الجنانَ وعاش كالمملوك
بمن " الجهادُ " يَليق ان لم ينتظِمْ / تاجاً تَليق به رؤوسُ ذَويك
في كل قَبر من قُبورك طائفٌ / يمشي إليك وصارخٌ يدعوك
ليشُُدَّ حاضرَك المضمَّخَ بالدِما / بالموَجعِ الأسيانِ من ماضيك
ومن الطبيعةِ عن بنيكِ مُدافعٌ / أن يأخذوا منك الذي تُعطيك
تأبى المروءةُ ان تُزقَّي غيرَهم / اذ يُحرَمون مُجاجةً من فيك
يا " اندنوسُ " ! وفي الخلائقِ شركة / لاشيءَ غير الله دونَ شريك
اصلَوْكِ ما الشرقُ اصطَلى بجحيمهِ / وبميسَم من ذُلِّه وَسَموك
وسَقَوك من كأسٍ سُقينا مثلَها / ولقد يكون ارقَّ من يسقيك
وكذاك أنتِ وقد تمخَّضَ نقمةً / تتمخضِّينَ على القَنا المَشبوك
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا / أحد ونعمةُ خالق سَوّاكا
إني وجدت المكرُماتِ مَتاجراً / يبغي ذووها مربحاً إلاّكا
بل لو أشاء لقلت كم من وردة / لي عند جِبس ردَّها أشواكا
جاء القريضُ مطوَّقاً بك لائذاً / وانزاح عنهم مُعرِضاً وأتاكا
طوَّقْتْنى طوقَ الحَمام مبرَّةً / ونصبتَ لي من مِنَّةٍ أشراكا
كم من يد بيضاءَ ضِقْتُ بشكرها / ذرعاً وعاشت – لا تضيق – يداكا
نوري تحيةَ معجب بك مثقل / بجميل صُنعك واثقٍ بعُلاكا
حاشايَ لم أدلِف اليك تزُّلفاً / كّلا ولستَ تُريدهُ حاشاكا
للشعر منزلةٌ لديَّ أُجَّلها / وأُحلها – لو أقدِر – الأفلاكا
لكن وجدت الشعرَ مهنةَ عاجز / إن لم يَقُمْ عني بشكر نَداكا
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي / وسلِ " الكِنانةَ " كيف مات فتاكِ
وسلِ " الكِنانةَ " من أصابك غِرةٌ / واستلَّ سهمَك غيلةٌ فرماك
أهرامَ مصرَ وقد بناكِ لغاية / " فرعونُ " ذو الأوتاد حين بناك
علموا بأن سَتداسُ مصرُ وما بها / حتى قبورُ المالكين سواك
فاستوطنوكِ وَحسْبُ أرضِكِ ميزةٍ / أن لم يَرَوْا ثقةً بغير ثَراك
تاريخُ مصرَ على يديك يعيده / من جانبيك صدى السنينَ الحاكي
" زغلول " ضميّه إلى آبائه / " وفؤاد مصرَ ضعيه في أحشاك "
لا تُهمليِه واذكري أتعابَهُ / وثقي بسعدٍ فهو لا ينساك
روح على الفردوسِ رفَّتْ حرةً / وتقمصتْ ملكاً من الأملاك
حَمَلَتْ وما حَمَلَتْ إلى أوطاننا / غيرَ المناحةِ هزةُ الأسلاك
يا روحَ سعْدٍ قد خبرتِ بلادَهُ / بالله قصيها لمن سوّاك
واذا رأيتِ النيلَ يَزْفُرُ موجُهُ / ولي بعينك شجو هذا الباكي
قولي بعينك وردةٌ ما تنقضي / الآمُها من وخزةِ الأشواك
مصرٌ يداكِ على " العراقِ " عزيزةٌ / أبمنطر منه تشلّ يداك ؟
يُسراك من طولِ الملاكمة انبرتْ / وبموت سعدٍ تنبري يُمناك
عاثت بلُحْمَتِكِ السنينُ ولم تُطِقْ / -لله درَك- عيثةً بسَداك
هزوا لتجربَة قُواك وساءهم / بعد العنا الاّ تخورَ قُواك
روح المفاداةِ الكريمةِ علمت / أبناءَكِ الأغيارَ صَوْنَ حماك
شيع تموج تزاخماً حتى اذا / نزل البلاءُ تضامَنَتْ لبقائك
وهَبي : بَنُوكِ قَضوا لأجلكِ كلُّهم / عاشت بناتُك حاملات لواك
يا موجةَ النيلِ احملي تيّارَهُ / علّ " العراقَ " تهزُّهُ عدواك
ماشي العراق بيومه فلطالما / تاريخُه بسِنينه ماشاك
وطنٌ مريضٌ زاد في الآمه / ألاّ يكونَ على يديه شفاك
وتسمَعِّي إن القلوب تفطرت / من أنَّةِ الزُّراع والمُلاّك
عربُ الجزيرةِ هامدون كأنّهم / لم يُبْتلْوا أبداً بيومِ عراك
لا يطلبون سوى ارتخاءِ قُيودهِم / أتُراهُمُ لم يطمعوا بفكاك
هذي الطيورُ البيضُ أين مَفَرُّها / ستُّ الجهاتِ رصدْنَ بالأشراك
يا سعد أمّا موطني فمهدَّدٌ / - إن لم يُعَدْ بنيانه – بهلاك
يا سعدُ أبلغُ من قصيدةِ شاعرٍ / يبني القوافي فيك دمعة شاكي
يا سعدُ ما قدري وقدرُ نياحتي / كلُّ البلادِ نوائحٌ وبواكي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025