المجموع : 6
الصبا والجمال ملك يديك
الصبا والجمال ملك يديك / اي تاج أعز من تاجيك
نصب الحسن عرشه فسألنا / من تراها له فدل عليك
فاسكبي روحك الحنون عليه / كانسكاب السماء في عينيك
كلما نافسَ الصبا بجمال / عبقري السنا نماه إليك
ما تغنى الهزارُ إلا ليلقي / زفراتِ الغرامِ في أذنيك
سكرَ الروضُ سكرةً صرعتهُ / عند مجرى العبير من نهديكِ
قتل الورد نفسه حسدا منك / وألقى دماه في وجنتيك
والفراشات ملت الزهر لما / حدثتها الأنسام عن شفتيك
رفعوا منك للجمال إلها / وانحنوا سجدا على قدميك
رفعوا على شرفٍ لواك
رفعوا على شرفٍ لواك / ورعتَ عيونهمُ سماك
أحبيبَ هذا النشءِ / تسقيهِ على ظمَإٍ دماك
روّيتَهُ أدبَ الكلام / يذوبُ فيه أصغراك
فمشى على سُنَنِ الهدى / مترَسِّما فيه خطاك
يا نائراً فِلذَ الحياةِ / حياةُ أكرمها فداك
حقرت ما وهب الكرام / أما وهبت لهم صباك
لولاك ما سكر البيان / بهم ولا غنّى الأراك
بينَ المحابرِ والمنابرِ / ذاب ليلُك في ضحاك
تشكو النجوم من السهاد / وليس تشكو مقلتاك
كم وردة من غرس كفك / راح يجنيها سواك
إيه فتى الأخلاق قد / نسجَ الصباح لها وحاك
جوادةُ النفحات تغمرُ / بالشّذا هذا وذاك
كشمائلِ النبعِ الكريمِ / متى نزلتَ به سقاك
تروي الظماء القاصديكَ / ولا نبلّ به ظماك
شمَمُ الأبِيّ الحرِ / والقفرُ الغَنِيّ تقاسماك
هلا رجعت بنا إلى / زمن الشباب إلى هناك
فأَرَق ما انسفحت / عليه دمعتايَ ودمعتاك
شعر كهينمة النسائم / أو كزمجرَة العراك
هلا رجعت بنا إلى / زمن الشباب إلى هناك
تلك الحليّ فاين واحدةُ / القلائد من حلاك
مجدُ التراب فمن ارادكَ / للتّرابِ فقد هجاك
أيها النيلُ يا حبيبَ الرياحين
أيها النيلُ يا حبيبَ الرياحين / عيونُ الأزهارِ نسجُ عيونك
حسدتكَ الأنهارُ حين أتاها / أن آمونَ من هواك وطينك
إملأ الشاطئَينِ حُبّا وشعرا / فجناحُ الهوى شراعُ سفينك
لَثَمَ الدهرث راحيتكَ / وغنى عبقري الألحان تحت غصونك
خليلي كيفَ أنسى عهدَ كنا
خليلي كيفَ أنسى عهدَ كنا / وقد نسجَ الشبابُ لنا وحاكا
تطوف بنا مجنّحةُ الأماني / فتعبثُ في مفارقها يداكا
وكم أفقٍ هناك يفيضُ سحرا / كأنك قد طبعتَ عليه فاكا
ذكرتُك والصبا حلو العشايا / وقد غنى اليراعُ على هواكا
وكم طيرٍ تسلى عن هواهُ / إذا غنى الأمين زقى وزاكا
وودّ لو أنهُ وترٌ حنونٌ / يسيل على بنانكَ أو صداكا
ذكرتكُ تملأ الآفاقُ باسمي / فتنفضحُني الزهور شذا شذاكا
إذا أنشدتُ قافيَةً بقُطر / جعلت طرازَ بردتها ثناكا
فيا ذكرى الأحبةِ مات قلبي / فإني لا أحسّ له حراكا
ورُبّ أخ رأى فرجاً بذّمي / فقلتُ رضيت ذمّك لو شفاكا
غذا غنى حماة الحق شعري / فكم غنى البشامة والأراكا
يطِلّ به الزمان على الليالي / شعاعا من هناك ومن هناكا
حبيبَ الأرز قبلةَ ناظِرَيه
حبيبَ الأرز قبلةَ ناظِرَيه / سألتك لم حرمتهما سناكا
أجنّ الموت أم هو رام كفؤاً / فهزّ شباب قومكَ واصطفاكا
مررتَ على الشباب مرورَ قال / وصادقت البطولة والعراكا
تريقُ على الطروس دم الليالي / فتروينا ولم تنقع ظماكا
كتبت على جبين المجد سطرا / رفعت إلى السماء به لواكا
به عبق الجهاد كأنّ روضاً / تدفق من جوانبه وصاكا
إذا وطنٌ أهابَ بنابغيه / سبقتَ السابقين وقلت هاكا
عشيّة كان أكثر من تولّى / أشدّ من العدوّ لها انتهاكا
وأخسَرُ صفقة الأوطان قومٌ / إذا نكِبَت بكاها أو تباكى
فيا وطنيّة لا غشّ فيها / وكم وطنية جعلَت شباكا
على الأيام من ذكراكَ يومٌ / عصاميّ تمّنته عداكا
غداة غدا الردى بك مستقلاّ / لك الجوزاء مرمىً والسماكا
على فلذ القلوب على دماها / مشيت وقد مشى وطنٌ وراكا
ما كان أحلى قبلاتِ الهوى
ما كان أحلى قبلاتِ الهوى / إن كنتَ لا تذكرُ فاسأل فمَك
تمُرّ بي كأنّني لم أكن / ثَغرَكَ أو صدركَ أو معصَمَك
لو مرّ سيفٌ بيننا لم نكن / نعلم هل أجرى دمي أو دمَك