المجموع : 9
حَدِّثيني وَأَنتِ غَيرُ كَذوبٍ
حَدِّثيني وَأَنتِ غَيرُ كَذوبٍ / أَتُحِبّينَني جُعِلتُ فِداكِ
وَاِصدُقيني فَإِنَّ قَلبي رَهينٌ / ما يُطيقُ الكَلامَ فيمَن سِواكِ
كُلَّما لاحَ أَو تَغَوَّرَ نَجمٌ / صَدَعَ القَلبَ ذِكرُكُم فَبَكاكِ
قَد تَمَنَّيتِ في العِتابِ فِراقي / فَلَقَد نِلتِ يا ثُرَيّا مُناكِ
لا تُطيعي الوشاةَ فيما أَرادوا / يا ثُرَيّا وَلا الَّذي يَنهاكِ
كَم فَتىً ماجِدَ الخَلائِقِ عَفٍّ / يَتَمَنّى في مَجلِسٍ أَن يَراكِ
حالَ مِن دونِ ذاكَ ما قَدَّرَ اللَ / هُ بِحَقٍّ فَما يُطيقُ لِقاكِ
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري / وَبِعادي وَما عَلِمتُ بِذاكا
أَلِقَتلى أَراكَ أَعرَضتَ عَنّي / أَم بِعادٌ أَم جَفوَةٌ فَكفاكا
قَد بَرَيتَ العِظامَ وَالجِسمَ مِنّي / وَهَوانا مُوافِقٌ لِهَواكا
قَد بُلينا وَما نَجودُ بِشَيءٍ / وَيحَ نَفسي يا حِبَّ ما أَجفاكا
أَنتَ في القَولِ عازِفٌ مِن هَوى النَف / سِ إِلَينا في الطَرفِ حينَ نَراكا
وَإِذا ما ذُكِرتُ راعَكَ ذِكري / وَكَثيرٌ يَروعُنا ذِكراكا
وَإِذا ما سَمِعتَ إِسماً كَإِسمي / لِيَ بِالدَمعِ إِخضَلَت عَيناكا
وَإِذا ما وَشى إِلَيكَ بِنا الوا / شونَ صَدَّقتَ ظالِماً مَن أَتاكا
شَلَّ مِنهُ اللِسانُ إِن كُنتُ أَهوى / مِن بَني آدَمَ الغَداةَ سِواكا
أَرسَلَت أَسماءُ إِنّا
أَرسَلَت أَسماءُ إِنّا / قَد تَبَدَّلنا سِواكا
بَدَلاً فَاِستَغنِ عَنّا / بَدَلاً يُغني غِناكا
لَن تَرى أَسماءَ حَتّى / تَبلُغَ النَجمَ يَداكا
فَاِجتَنِبني وَأَطيعَن / ناصِحِ الجَيبِ نَهاكا
إِنَّ في الدارِ رِجالاً / كُلُّهُم يَهوى رَداكا
لا تَلُمني وَاِجتَنِبني / أَنتَ ما سَدَّيتَ ذاكا
أَرسَلَت هِندٌ إِلَينا رَسولاً
أَرسَلَت هِندٌ إِلَينا رَسولاً / عاتِباً أَن ما لَنا لا نَراكا
فيمَ قَد أَجمَعتَ عَنّا صُدوداً / أَأَرَدتَ الصَرمَ أَم ما عَداكا
إِن تَكُن حاوَلتَ غَيظي بِهَجري / فَلَقَد أَدرَكتَ ما قَد كَفاكا
كاذِباً قَد يَعلَمُ اللَهُ رَبّي / أَنَّني لَم أَجنِ ما كُنهُ ذاكا
وَأُلَبّي داعِياً إِن دَعاني / وَتَصامَم عامِداً إِن دَعاكا
وَأُكَذِّب كاشِحاً إِن أَتاني / وَتُصَدِّق كاشِحاً إِن أَتاكا
إِنَّ في الأَرضِ مَساحاً عَريضاً / وَمَناديحَ كَثيراً سِواكا
غَيرَ أَنّي فَاِعلَمَن ذاكَ حَقّاً / لا أَرى النِعمَةَ حَتّى أَراكا
قُلتُ مَهما تَجِدي بي فَإِنّي / أُظهِرُ الوُدَّ لَكُم فَوقَ ذاكا
أَنتِ هَمّي وَأَحاديثُ نَفسي / ما تَغَيَّبتِ وَإِذ ما أَراكا
أَلا يا سَلمَ قَد شَحَطَت نَواكِ
أَلا يا سَلمَ قَد شَحَطَت نَواكِ / فَلا وَصلٌ لِغانِيَةٍ سِواكِ
وَلا حُبٌّ لَدَيَّ وَلا تَصافٍ / لِغَيرِكِ ما عَلا قَدَمي شِراكي
لَقَد ماطَلتِني يا حِبِّ عَصراً / فَلَيتَ اللَهُ بِالحُبِّ اِبتَلاكِ
لِتَلقَي بَعدَ ما أَلقى وَوَجدي / وَلا وَاللَهِ ما أَهوى رَداكِ
وَلَكِن قَد مَنَحتُ هَوايَ صَفواً / فَلَيتَ اللَهُ يَمنَحُني حَواكِ
وَلَيتَ العاذِلاتِ غَداةَ بِنتُم / وَأَظهَرنَ المَلامَةَ لي فِداكِ
وَلَيتَ مُخَبِّري بِالصَرمِ مِنكُم / عَلانِيَةً نَعانِيَ إِذ نَعاكِ
فَأَتبَعَهُ لِكَي تُجزَينَ وُدّي / وَما سَلمى تُجازيني بِذاكِ
أَأَنكَرتَ مِن بَعدِ عِرفانِكا
أَأَنكَرتَ مِن بَعدِ عِرفانِكا / مَنازِلَ كانَت لِجيرانِكا
مَنازِلَ بَيضاءَ كانَت تَكونُ / بِسِرِّ هَواكَ وَإِعلانِكا
تُريدُ رِضاكَ إِذا ما خَلَونَ / طِلابُ هَواكَ وَعِصيانِكا
وَإِن شِئتَ عاطَتكَ أَو داعَبَت / لَعوبٌ عَلى كُلِّ أَحيانِكا
تُريكَ أَحايِينَ عُرضيَّةً / وَحيناً تُرى دونَ إِمهانِكا
إِذا ما تَضاغَنتَ أَلفَيتَها / صَناعاً بِتَسليلِ أَضغانِكا
وَكُنتَ وَكانَت وَكانَ الزَمانُ / فَأَحسِن بِها وَبِأَزمانِكا
لَيالِيَ أَنتَ لَها مَوطِنٌ / وَإِذ هِيَ أَفضَلُ أَوطانِكا
وَإِذ هِيَ شَأنُكَ تُعنى بِهِ / وَإِذ غَيرُها لَيسَ مِن شانِكا
وَإِذ هِيَ تِربُكَ تِربُ الصَفاءِ / وَخِدنُكَ مِن دونِ أَخدانِكا
وَإِذ كُلُّ مَرعىً رَعَتهُ السَراةُ / وَإِن طابَ لَيسَ كَسَعدانِكا
خُزاماكَ مونِقَةٌ ظِلُّها / وَقُريانُهُم دونَ قُريانِكا
فَدَبَّ لَها وَلَكَ الكاشِحونَ / فَحَلّوا حَبائِلَ أَقرانِكا
لَجِجتَ وَلَجَّت وَكانَ اللَجا / جُ فيهِ قَطيعَةَ خُلصانِكا
وَأَظهَرتَ هِجرانَها ظالِماً / وَلَم تَكُ أَهلاً لِهِجرانِكا
أَأَدنَيتَها ثُمَّ جانَبتَها / فَسَوفَ تَرى غِبَّ إِدنائِكا
أَظُنُّكَ تَحسَبُها في الوِدادِ / مُراجِعَةً بَعدَ عِهدانِكا
فَهَيهاتِ هَيهاتِ حَتّى المَماتِ / بِهَمِّكَ مِنها وَأَحزانِكا
أَيُّها العاتِبُ المُكَثِّرُ فيها
أَيُّها العاتِبُ المُكَثِّرُ فيها / بَعضَ لَومي فَما بَلَغتَ مُناكا
لَم يَكُن مِن عِتابِنا بِسَبيلٍ / فَتَرى أَنَّ ما عَنانا عَناكا
عِندَ غَيري فَاِبغِ النَقيصَةَ فيها / إِنَّ رَأيِي لا يَستَقيدُ لِذاكا
تَقولُ غَداةَ اِلتَقَينا الرَبا
تَقولُ غَداةَ اِلتَقَينا الرَبا / بُ يا ذا أَفَلتَ أُفولَ السِماكِ
كَفَّت سَوابِقَ مِن عَبرَةٍ / كَما اِرفَضَّ نَظمٌ ضَعيفُ السِلاكِ
فَقُلتُ لَها مَن يُطِع بِالصَدي / قِ أَعداءَهُ يَجتَنِبهُ كَذاكِ
أَغَرَّكِ أَنّي عَصَيتُ المَلا / مَ فيكِ وَأَنَّ هَوانا هَواكِ
وَلَم أَرَ لي لَذَّةً في الحَيا / ةِ تَلتَذُّها العَينُ حَتّى أَراكِ
وَكانَ مِنَ الذَنبِ لي عِندَكُم / مُكارَمَتي وَاِتِباعي رِضاكِ
فَلَيتَ الَّذي لامَ مِن أَجلِكُم / وَفي أَن تُزاري بِرَغمٍ وَقاكِ
هُمومَ الحَياةِ وَأَسقامَها / وَإِن كانَ حَتفاً جَهيزاً فَداكِ
أَيُها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري
أَيُها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري / وَبِعادي وَما عَلِمتُ بِذاكا
قُلتَ أَنتَ المَلولُ في غَيرِ شَيءٍ / بِئسَ ما قُلتَ لَيسَ ذاكَ كَذاكا
زَعَموا أَنَّني بِغيرِكِ صَبٌ / جَعَلَ اللَهُ مِن أُحِبُّ فِداكا
فَلَوَ أَنَّ الَّذي عَتَبتَ عَلَيهِ / خَيِّرُ الناسِ واحِداً ما عَداكا
وَلَوِ اِسطاعَ أَن يَقيكَ المَنايا / غَيرَ غَبنٍ بِنَفسِهِ لَوَقاكا
وَلَوَ أَقسَمتَ لا يُكَلِّمُ حَتّى / عُمرِ نوحٍ بِعَيشِهِ ما عَصاكا
وَاِرضَ عَنّي جُعِلتُ أَفديكَ إِنّي / وَالعَزيزِ الجَليلِ أَهوى رِضاكا