المجموع : 15
أَمُحَمَّدٌ وَالجودُ فيكَ سَجِيَّةٌ
أَمُحَمَّدٌ وَالجودُ فيكَ سَجِيَّةٌ / يَهنيكَ طَيِّبُ ذِكرِها يَهنيكا
أَدعوكَ دِعوَةَ مَن تَيَقَّنَ أَنَّهُ / سَيَنالُ مايَرجوهُ إِذ يَدعوكا
عَوَّدتَني البِرَّ الجَزيلَ وَلَم تَزَل / أَبَداً تُعَوِّدُهُ الَّذي يَرجوكا
فَلِذاكَ لَو فَتَّشتَ قَلبي لَم تَجِد / لَكَ في الوَلاءِ المَحضِ فيهِ شَريكا
هَذا حَديثي عَن ضَميرٍ صادِقٍ / وَاِسأَل ضَميرَكَ إِنَّهُ يُنبيكا
لِم لايُرَجّى مِنكَ إِدراكُ المُنى / وَأَبوكَ في يَومِ الفَخارِ أَبوكا
وَإِذا تَحَدَّثَ عَن نَداكَ مُحَدِّثٌ / فَالبَحرُ عَبدُكَ لا أَقولُ أَخوكا
جاءَت مُحَرِّكَةً لِهِمَّتِكَ الَّتي / ماخِلتُها مُحتاجَةً تَحريكا
فَلَئِن مَنَنتَ بِما وَعَدتَ تَكَرُّماً / فَلِمِثلِ ذَلِكَ لَم أَزَل أَرجوكا
وَلَئِن نَسيتَ وَما إِخالُكَ ناسِياً / فَسِواكَ مَن يَنسى لَهُ مَملوكا
وَحَسناءَ ما ذاقَت لِغَيري مَحَبَّةً
وَحَسناءَ ما ذاقَت لِغَيري مَحَبَّةً / وَلا نَغَّصَت لي حُبَّها بِشَريكِ
تُسائِلُ عَن وَجدي بِها وَصَبابَتي / فَقُلتُ أَما يَكفيكِ مَوتِيَ فيكِ
وَكانَت تُسَمّيني أَخاها تَعَلُّلاً / فَقُلتُ لَها أَفسَدتِ عَقلَ أَخيكِ
تَرَكتُ جَميعَ الناسِ فيكِ مَحَبَّةً / فَيالَيتَ بَعضَ الناسِ لي تَرَكوكِ
رَأَوكِ فَقالوا البَدرُ وَالغُصنُ وَالنَقا / وَلا شَكَّ أَنَّ القَومَ ما عَرَفوكِ
لَعَمرُكِ قَد أَذنَبتِ حينَ ظَلَمتِني / كَذا الناسُ في تَشبيهِهِم ظَلَموكِ
وَلَم تَظلِمي إِلّا بِقَولِكِ قَد سَلا / أَمِثلِيَ يَسلوا عَنكِ لا وَأَبيكِ
وَلِلناسِ في الدُنيا مُلوكٌ كَثيرَةٌ / وَهَيهاتَ ما لِلناسِ مِثلُ مَلوكي
لَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُهُ
لَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُهُ / غَيرَ روحٍ أَنتَ تَملِكُها
وَلَقَد أَمسَت عَلى رَمَقٍ / فَعَسى بِالوَصلِ تُدرِكُها
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا / وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا
وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي / وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا
فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي / وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا
وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها / تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا
بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي / وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا
لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّاً / وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا
ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ / وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا
فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنتَ فيهِ / أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا
لَقَد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي / وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَلاكا
فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي / وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي / أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا
أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً / وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي / وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَجايا / وَمَن هَذا الَّذي عَنّي ثَناكا
فَلا وَاللَهِ ماحاوَلتَ عُذراً / فَكُلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَلاكا
وَما فارَقتَني طَوعاً وَلَكِن / دَهاكَ مِنَ المَنِيَّةِ ما دَهاكا
لَقَد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي / وَلَم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا
فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي / وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني / أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ / شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري / وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
لَقَسد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا / وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا
فَلَو أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى / وَيَذهَبُ بَعدَ بَهجَتِهِ سَناكا
وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ / وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا
تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيكَ حُزناً / وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هَواكا
وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ / وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً / وَلَيسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى
فَيا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً / مَتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا
جَزاكَ اللَهُ عَنّي كُلَّ خَيرٍ / وَأَعلَمُ أَنَّهُ عَنّي جَزاكا
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي / حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا
سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا / فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا
وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي / يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا
مالِكي أَنتَ لا عَدِم
مالِكي أَنتَ لا عَدِم / تُكَ يا خَيرَ مَن مَلَك
كُلَّ شَيءٍ رَأَيتُهُ / حَسَناً أَشتَهيهِ لَك
وَعَلى كُلِّ حالَةٍ / لَستُ أَنسى تَفَضُّلَك
لا أُجازي وَلَو مَنَح / تُكَ روحي تَطَوُّلَك
يا سَيِّدي أَنا الَّذي
يا سَيِّدي أَنا الَّذي / تَملِكُهُ وَما مَلَك
يَسُرُّني إِن كانَ في / مُلكِيَ ما يَصلُحُ لَك
أَيُّها الغائِبُ قَد آ
أَيُّها الغائِبُ قَد آ / نَ لِعَيني أَن تَراكا
لَستُ مُشتاقاً إِلى شَي / إٍ مِنَ الدُنيا سِواكا
أَنا راضٍ عَنكَ لَكِن / لَيتَني نِلتُ رِضاكا
لَيتَ كُلَّ الناسِ لَمّا / غِبتَ عَن عَيني فِداكا
ذُقتُ في بُعدِكَ ما هوَّ / نَ في القُربِ جَفاكا
لا أَلومُ الدَهرَ في أَح / كامِهِ هَذا بِذاكا
وَيحَكَ يا قَلبُ أَما قُلتُ لَكَ
وَيحَكَ يا قَلبُ أَما قُلتُ لَكَ / إِيّاكَ أَن تَهلِكَ في مَن هَلَك
حَرَّكتَ مِن نارِ الهَوى ساكِناً / ما كانَ أَغناكَ وَما أَشغَلَك
وَلي حَبيبٌ لَم يَدَع مَسلَكاً / يُشمِتُ بي الأَعداءَ إِلّا سَلَك
مَلَّكتُهُ رِقِّيَ وَيا لَيتَهُ / لَو رَقَّ أَو أَحسَنَ لَمّا مَلَك
بِاللَهِ يا أَحمَرَ خَدَّيهِ مَن / عَضَّكَ أَو أَدماكَ أَو أَخجَلَك
وَأَنتَ يا نَرجِسَ عَينَيهِ كَم / تَشرَبُ مِن قَلبي وَما أَذبَلَك
وَيا لَمى مَرشَفِهِ إِنَّني / أَغارُ لِلمِسواكِ إِذ قَبَّلَك
وَيا مَهَزَّ الغُصنِ مِن عِطفِهِ / تَبارَكَ اللًهُ الَّذي عَدَّلَك
مَولايَ حاشاكَ تُرى غادِراً / ما أَقبَحَ الغَدرَ وَما أَجمَلَك
ما لَكَ في فِعلِكَ مِن مُشبِهٍ / ما تَمَّ في العالَمِ ما تَمَّ لَكَ
كَم أُلاقي مِنكَ مالا
كَم أُلاقي مِنكَ مالا / أَشتَهي لاقَيتُ حَينَك
وَعُيونُ الناسِ تَستَح / يي وَما أَوقَحَ عَينَك
لَعَنَ اللَهُ طَريقاً / جَمَعَت بَيني وَبَينَك
يا هاجِري يَحُقُّ لَك
يا هاجِري يَحُقُّ لَك / وَجَدتُ غَيري شَغَلَك
مَولايَ لا طالَبَكَ اللَ / هُ بِما لِيَ قِبَلَك
كَيفَ أَطَعتَ حاسِداً / عَلى تَلافي حَملَك
وَمَن بِحَقِّ اللَهِ عَن / مَذهَبِ وُدّي نَقَلَك
وَيلاهُ يا قَلبُ إِلى / داعي الهَوى ما أَعجَلَك
فَلَيتَني لَو كانَ لي / يا قالبُ قَلبٌ بَدَلَك
وَيا لِسانَ الدَمعِ في / شَرحِ الهَوى ما أَطوَلَك
ما تَشتَكي ياناظِري / أَلَيسَ هَذا عَمَلَك
يا أَيُّها السائِلُ عَن / ني لا تَسَل عَمَّن هَلَك
بِتُّ بِلَيلٍ باتَهُ / كُلُّ عَدُوٍّ لي وَلَك
خَلَّيتُ كُلَّ الناسِ ما خَلاكُمُ
خَلَّيتُ كُلَّ الناسِ ما خَلاكُمُ / وَقُلتُ ما لي أَحَدٌ سِواكُمُ
وَأَنتُمُ عَلَيَّ ما أَجفاكُمُ / خُلقِيَ خُلقي دائِماً أَرعاكُمُ
وَكُلُّ ما أَسخَطَني أَرضاكُمُ / وَاللَهُ لا أَفلَحَ مَن يَهواكُمُ
وَبَعدَ ذا سُبحانَ مَن أَعطاكُمُ /
أَنا أَدري بِأَنَّني
أَنا أَدري بِأَنَّني / قَلَّ قِسمي لَدَيكُمُ
فَإِلى كَم تَطَلُّعي / وَاِلتِفاتي إِلَيكُمُ
مَن رَآني يَرِقُّ لي / ضائِعاً في يَدَيكُمُ
كانَ ماكانَ بَينَنا / وَسَلامٌ عَلَيكُمُ
لَعَن اللَهُ حاجَةً
لَعَن اللَهُ حاجَةً / أَلجَأَتني إِلَيكُمُ
وَزَماناً أَحالَني / في أُموري عَلَيكُمُ
فَعَسى اللَهُ أَن يُخَلِّ / صُني مِن يَدَيكُمُ
وَما زِلتُ مُذ وافى كِتابُكَ واقِفاً
وَما زِلتُ مُذ وافى كِتابُكَ واقِفاً / عَلى قَدَمي حَتّى قَضَيتُ مَراسِمَك
وَيا شَرَفي إِن كُنتُ أَهلاً لِحاجَةٍ / تُشيرُ بِها أَو كُنتُ أَصلُحُ خادِمَك
أَصبَحَ عِندي سَمَكَه
أَصبَحَ عِندي سَمَكَه / وَكِسرَةٌ مُدَرمَكَه
أَرَدتُ أَن أُحضِرَها / عَلى سَبيلِ البَرَكَه
تَجعَلُها لِما يَجي مِن / بَعدِها مُحَرِّكَه