المجموع : 19
قُلُ ما هَويتَ فَإِنَّني
قُلُ ما هَويتَ فَإِنَّني / لَكَ سامِعٌ وَالأَمرُ أَمرُك
وَاِعلَم بِأَنَّ مَسَرَّتي / لَو أَنَّ فيها ما يَضُرُّك
لَتَرَكتُ ذَلِكَ وَاِتَّبَع / تُ مَساءَتي فيما يَسُرُّك
فَهَوايَ فيما ساءَني / أَو سَرَّني ما فيهِ بِرُّك
هُبِلَ الواشي بِها أَنّى أَفَك
هُبِلَ الواشي بِها أَنّى أَفَك / لَجَّ في قَولٍ عَلَيها وَمَحَك
وَقَدِماً لَم أَزَل في حُبِّها / شارِدَ السَمَعِ عَنِ القَولِ الأَرَك
كُلُّ عانٍ يُتَرَجّى فَكُّهُ / وَلِذاتِ الخالِ عانٍ ما يُفَكُّ
وَجَدَت غِرَّةَ قَلبٍ شَفَّهُ / سَقَمُ الحُبِّ وَجِسمٍ قَد نُهِك
حَسبُ لَيلى أَنَّني لَم أَنفَكِك / مِن أَساً يُشجى إِذا الخالي ضَحِك
خَيَّمَت في نَهرِ عيسى فَغَدا / نَهرُ عيسى وَبِهِ القَلبُ سَدِك
يا أَخا الشامِ اِمضِ مَكلوءً فَما / جانِبي مِنكَ وَلا ضَلعي مَعَك
ثَعَلَت بَغدادُ شَوقي عَن قُراً / عِندَ مَيشاءَ وَعُرضٍ وَأَرَك
مَنزِلٌ لي بِالعِراقِ إِختَرتُهُ / لَم يَشُب حُرَّ يَقيني فيهِ شَكّ
وَإِذا دِجلَةُ مَدَّت شَأوَها / وَجَرَت جَريَ اللُجَينِ المُنسَبِك
عارَضَت رَبعي بِفَيضٍ مُزبِدٍ / بَينَ أَموَجٍ تَسامى وَحُبُك
يَتَكَفّا النَخلُ في حافاتِها / بِالقَمارى تُغَنّى أَو تُبَك
حُنِيَت تِلكَ العَراجٍ عَلى / لُؤلُوٍ غَضٍّ وَخوصٍ كَالشُرُك
وَلِيَتني مِن سُلَيمانَ بِهِ / نِعمَةً مِثلُ السَحابِ المُدَّرِك
وَأَبو العَبّاسِ لي جارٌ فَقُل / في جِوارِ البَحرِ وَفقاً وَالمَلِك
وَإِلى عَبدِ العَزيزِ اِتَّجَهَت / رَغبَتي تَسلُكُ نَهجاً مُشتَرَك
يُصبِحُ الدَهرُ عَلى جيرانِهِ / ناصِلَ الأَظفارِ مَضمونَ الدَرَك
سَيِّدٌ نَجرُهُ المَعالي نَجرُهُ / يَملِكُ الجودَ عَلَيهِ ما مَلَك
وَيَمانٍ إِن يُسَل لا يَعتَلِل / كَاليَماني العَضبِ إِن هُزَّ بَتَك
لا يُعَنّي نَفسَهُ مِن أَسَفٍ / إِثرَ حَظٍ فاتَ أَو وَفرٍ هَلَك
بَرَزَت أَنعُمُهُ في عَدَدٍ / دُفَعَ البَحرِ وَأَدوارَ الفَلَك
يَرقُبُ الأَعداءَ مِن رَوعاتِها / بَغَتاتُ الخَيلِ يَحمِلنَ الخِكَك
حَطَّ في طَلحَتَ أَو في / مُصعَبٍ لا يُبالي أَيَّ أُسلُبٍ سَلَك
خَيرُهُم جَدّاً وَعَمّاً وَأَباً / مَحتِدٌ زاكٍ وَغَيضٌ مُشتَبِك
يا أَبا العَبّاسِ لَن يَقطَعَ بي / أَمَلي فيكَ وَلا ظَنّيَ بِكَ
حاجَتٌ ما عَرَضَت عائِرَةً / أَخَذَ التَخفِفُ مِنها وَتَرَك
جُعِلتُ فِداكَ الدَهرُ لَيسَ بِمُنفَكِّ
جُعِلتُ فِداكَ الدَهرُ لَيسَ بِمُنفَكِّ / مِنَ الحادِثِ المَشكُوِّ وَالنازِلِ المُشكي
وَما هَذهِ الأَيّامُ إِلّا مَنازِلٌ / فَمِن مَنزِلٍ رَحبٍ وَمِن مَنزِلٍ ضَنكِ
وَقَد هَذَّبَتكَ النائِباتُ وَرِنَّما / صَفا الذَهَبُ الإِبريزُ قَبلَكَ بِالسَبكِ
وَما أَنتَ بِالمَهزوزِ جَأشاً عَلى الأَذى / وَلا المُتَفَرّي الجِلدَتَينِ عَلى الدَعكِ
عَلى أَنَّهُ قَد ضيمَ في حَبسِكَ الهُدى / وَأَضحى بِكَ الإِسلامُ في قَبضَةِ الشِركِ
أَمَ في نَبِيِّ اللَهِ يوسُفَ أَسوَةً / لِمِثلِكَ مَحبوساً عَلى الظُلمِ وَالرِفكِ
أَقامَ جَميلَ الصَبرِ في السِجنِ بُرهَةً / فَآلَ بِهِ الصَبرُ الجَميلُ إِلى المُلكِ
هَل أَنتَ مُستَمِعٌ لِمَن ناداكا
هَل أَنتَ مُستَمِعٌ لِمَن ناداكا / فَتُهيبَ مِن شَوقٍ إِلَيكَ دِراكا
يا يوسِفَ بنَ مُحَمَّدٍ دَعوى اِمرِئٍ / عَدَلَ الهَوى بِلِسانِهِ فَدَعاكا
لا يَعدَمُ العافونَ حَيثُ تَوَجَّهوا / يَدَكَ الهَتونَ وَوَجهَكَ الضَحّاكا
مازِلتَ مُذ جارَيتَ سابِقَ مَعشَرٍ / قَصَدوا العُلا حَتّى لَحِقتَ أَباكا
فَجَرى عَلى غَلوائِهِ وَعَلِقتَهُ / بِالجَريِ لا فَوتاً وَلا إِدراكا
صَرَفوكَ عَن حَربِ الثُغورِ بِقَدرِ ما / عَرَفوكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ بِسِواكا
دَحَضَت بِهِ قَدَماهُ في أُهوَبَّةٍ / زَبَتَت عَلَيها بِالهُدى قَدَماكا
فَوَراءَكَ الإِسلامُ مَحروسَ القُوى / لَمّا جَعَلتَ أَمامَكَ الإِشراكا
وَالرومُ تَعلَمُ أَنَّ سَيفَكَ لَم يَزَل / حَتفاً لِصَيدِ مُلوكِها وَهَلاكا
وَلَوِ اِحتَضَنتَهُمُ بِأَيدِكَ لَالتَقَت / مِن خَلفِ أَمواجِ الخَليجِ يَداكا
لَن يَأخُذَ الحُسّادُ مَجدَكَ بِالمُنى / اللَهُ أَعطاكَ الَّذي أَعطاكا
أَهدى السَلامُ لَكَ السَلامَ وَنِعمَةً / تُهدي الغَليلَ إِلى صُدورِ عِداكا
وَحَدا الغَمامُ إِلى الثُغورِ رِكابَهُ / حَتّى أَناخَ بِعَلوِها فَسَقاكا
أَرضٌ تَتيهِ عَلى السَحابِ إِذا اِلتَقى / سَيهانُ في حَجَراتِها وَنَداكا
لَم تُروِ دِجلَةُ ظَمأَةً مِنّي وَقَد / جاوَرتُها وَتَرَكتُ ذاكَ لِذاكا
فَمَتى أَرومُ الغَربَ نَحوَكَ ماتِحاً / غَربَ النَدى فَأَرى الغِنى وَأَراكا
لا تَسأَلَنّي عَن تَعَذُّرِ مَطلَبي / وَكُسوفِ آمالي جُعِلتُ فِداكا
فَلَقَد طَلَبتُ الرِزقَ بَعدَكَ مُعوِزاً / وَمَدَحتُ بَعدَ فِراقِكَ الأَفّاكا
نَفسي فِداؤُكَ ما أَعَلَّك
نَفسي فِداؤُكَ ما أَعَلَّك / أَم أَيُّ مَكروهٍ أَظَلَّك
أَرأَيتَ وَجهَ أَبي فَرا / شَةَ أَم سَمِعتَ غِناءَ عَلَّك
قَرُبَت مِنَ الفِعلِ الكَريمِ يَداكا
قَرُبَت مِنَ الفِعلِ الكَريمِ يَداكا / وَنَأى عَلى المُتَطَلِّبينَ مَداكا
فَاِسلَم أَبا نوحٍ لِتَشييدِ العُلا / وَفَداكَ مِن صَرفِ الزَمانِ عِداكا
إِنّي لَأُضمِرُ لِلرَبيعِ مَحَبَّةً / إِذ كُنتُ أَعتَدُ الرَبيعَ أَخاكا
وَأَراكَ بِالعَينِ الَّتي لَم تَنصَرِف / أَلحاظُها إِلّا إِلى نُعماكا
ما لِلمُدامِ تَأَخَّرَت عَن فِتيَةٍ / عَزَموا السَبوحَ وَأَمَّلوا جَدواكا
بَكَرَت لَهُم سُقيا السَحابِ وَقَصَّرَت / عَنهُم أَوانَ تَعِلَّةٍ سُقياكا
ما كانَ صَوبُ المُزنِ يَطمَعُ قَبلَها / في أَن يَجيءَ نَداهُ قَبلَ نَداكا
وَلَدَيكَ صافِيَةٌ كَأَنَّ نَسيمَها / مِن طيبِ عَرفِكَ أَو جَميلِ نَثاكا
وَكَأَنَّ بِشرَكَ في شُعاعِ كُؤوسِها / لَمّا تَوالَت في الأَكُفِّ دِراكا
تَجلو بِرَونَقِها العُيونَ إِذا بَدَت / رِسلاً وَنَشرَبُها عَلى ذِكراكا
يُغني النَديمَ عَنِ الغِناءِ حَديثُنا / بِمَحاسِنٍ لَكَ لَم تَكُن لِسِواكا
اِسلَم أَبو العَبّاسِ واِب
اِسلَم أَبو العَبّاسِ واِب / قَ وَلا أَزالَ اللَهُ ظِلَّك
وَكُنِ الَّذي تَحيا لَنا / أَبَداً وَنَحنُ نَموتُ قَبلَك
لي حاجَةٌ أَرجو لَها / إِحسانَكَ الأَوفى وَفَضلَك
وَالمَجدُ مُشتَرِطٌ عَلَي / كَ قَضاءَها وَالشَرطُ أَملَك
فَلَئِن كُفيتُ مُهِمَّها / فَلِمِثلِها أَعدَدتُ مِثلَك
أَقولُ لِجاهِلُكُم إِذ مَلَكَ
أَقولُ لِجاهِلُكُم إِذ مَلَكَ / وَدارَ لَهُ بِالسُعودِ الفَلَك
وَخَنَّثَ لَهجَتَهُ مُسمِعاً / بِلَفظٍ تُحَلُّ عَلَيهِ التَكَك
تَماسَك عَنِ الخُنثِ لا أُمَّ لَك / وَلا تَهلِكَن فيهِ مَع مَن هَلَك
فَإِنَّ الفَتى واجِدٌ مُهلَةً / تُبَلِّغُهُ العُذرَ ما لَم يُن
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَبينَ مُفارِقاً
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَبينَ مُفارِقاً / مِنّا عَلى عَجَلٍ أَخي وَأَخوكا
قَد كانَ عَنتَرَةَ الفَوارِسِ نَجدَةً / يَكِفُ النَجيعَ وَعُروَةَ الصُعلوكا
وَفَتى بَني عَبسٍ وَمازالَ الفَتى / مِنهُم إِذا بَلَغَ المَدى يَشدوكا
حُرَّ النِجارِ فَإِن أَرَدتَ لَقيتَهُ / عِندَ الشَمائِلِ لِلنَدى مَملوكا
نودي كَما أَودى وَنَشرَبُ كَأسَهُ ال / مَلأى وَنَسلِكُ نَهجَهُ المَسلوكا
ما كانَ أَفضَلَ مِن أَبيكَ وَقَد مَضى / في الذاهِباتِ مِنَ السِنينَ أَبوكا
نَسلوهُ أَنَّكَ بَعدَهُ وَلَوَ اَنَّكَ ال / مَرءُ المُقَدَّمُ لَم نَكُن نَسلوكا
أَأُخَيَّ نَهنِه دَمعَكَ المَسفوكا
أَأُخَيَّ نَهنِه دَمعَكَ المَسفوكا / إِنَّ الحَوادِثَ يَنصَرِمنَ وَشيكا
ما أَذكَرَتكَ بِمُترِحٍ صَرفِ الجَوى / إِلّا ثَنَتهُ بِمُفرِحٍ يُنسيكا
الدَهرُ أَنصَفُ مِنكَ في أَحكامِهِ / إِذ كانَ يَأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكا
وَقَليلُ هَذا السَعيِ يُكسِبُكَ الغِنى / إِن كانَ يُغنيكَ الَّذي يَكفيكا
نَلقى المَنونَ حَقائِقاً وَكَأَنَّنا / مِن غِرَّةٍ نَلقى بِهِنَّ شُكوكا
لا تَكَنَنَّ إِلى الخُطوبِ فَإِنَّها / لُمَعٌ تَسُرُّكَ تارَةً وَتَسوكا
هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهبٍ بَعدَ ما / طالَت مَساعيهِ النُجومَ سُموكا
وَتَنَصَّفَ الدُنيا يُدَبِّرُ أَمرَها / سَبعينَ حَولاً قَد تَمَمنَ دَكيكا
أَغرَت بِهِ الأَقدارُ بَغتَ مُلِمَّةٍ / ما كانَ رَسُّ حَديثُها مَأفوكا
فَكَأَنَّما خَضَدَ الحِمامُ بِيومِهِ / غُصناً بِمُنخَرِقِ الرِياحِ نَهيكا
بَلِّغ عُبَيدَ اللَهِ فارِعَ مَذحِجٍ / شَرَفاً وَمُعطى فَضلِها تَمليكا
ما حَقُّ قَدرِكَ أَن أُحَمِّلَ مُرسَلاً / غَيري إِلَيكَ وَلَو بَعُدتُ أَلوكا
كُلُّ المَصائِبِ ما بَقيتَ نَعُدُّهُ / حَرَضاً يَزِلُّ عَنِ النُفوسِ رَكيكا
أَنتَ الَّذي لَو قيلَ لِلجودِ اتَّخِذ / خِلّاً أَخارَ إِلَيكَ لا يَعدوكا
وَكَأَنَّما آلَيتَ وَالمَعروفُ لا / تَألوهُ مُصطَفِياً وَلا يَألوكا
إِنَّ الرَزِيَّةَ في الفَقيدِ فَإِن هَفا / جَزَعٌ بِصَبرِكَ فَالرَزِيَّةُ فيكا
وَمَتى وَجَدتَ الناسَ إِلّا تارِكاً / لِحَميمِهِ في التُربِ أَو مَتروكا
بَلَغَ الإِرادَةَ أَن فَداكَ بِنَفسِهِ / وَوَدِدتَ لَو تَفديهِ لا يَفديكا
لَو يَنجَلي لَكَ ذُخرُها مِن نَكبَةٍ / جَلَلٍ لَأَضحَكَكَ الَّذي يُبكيكا
وَلَحالَ كُلَّ الحَولِ مِن دونِ الَّذي / قَد باتَ يُسخِطُكَ الَّذي يُرضيكا
ما يَومُ أُمِّكَ وَهوَ أَروَعُ نازِلٍ / فاجاكَ إِلّا دونَ يَومِ أَبيكا
كَلمٌ أُعيدَ عَلى حَخاكَ وَلَمحَةٌ / مِمّا عَهِدتَ الحادِثاتِ تُريكا
وَفَجيعَةُ الأَيّامِ قَسمٌ سُوِّيَت / فيهِ البَرِيَّةُ سوقَةً وَمُلوكا
عِبءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهُ / أَلّا تَزالَ تُصيبُ فيهِ شَريكا
أَتَتنِيَ أَنباءُ ما قالَهُ
أَتَتنِيَ أَنباءُ ما قالَهُ / قَرابَةُ موسى بنِ عَبدِ المَلِك
وَما كُنتُ أَخشى عَلَيكَ السُكو / تَ إِذا حائِنٌ في مَقالٍ أَفَك
وَما دُبرُ سُعدى وَأَخدانِها / بِأَكفاءِ كَهلِهِمِ المُحتَنِك
وَقَد نَسَبوهُ إِلى اِبنَةٍ / تُجاذِبُهُ صِترُهُ المُنهَتِك
فَزَع أَيرَكَ الفَسلَ عَن عَجزِهِ / وَإِن كُنتَ نائِكَ عَيرٍ فَنِك
أَتاني كِتابُكَ ذاكَ الَّذي
أَتاني كِتابُكَ ذاكَ الَّذي / تَهَدَّدتَ فيهِ ضَلالاً وَنوكا
وَلَولا مَكانُ أَبيكَ الدَنِيُّ / لَقَد كانَ شِعرُكَ وَشياً مَحوكا
وَلَكِن وَرِثتَ عَنِ المَلأَمانِ / فَهماً غَليظاً وَرَأياً رَكيكا
قَضَت لَكَ اِبنَتُهُ أَن تُناكَ / وَعاقَتكَ زُهرَتُهُ أَن تَنيكا
وَأَصدَقُ ما كُنتَ شُبهاً بِهِ / إِذا مَرِضَ الرَيرُ أَو ماتَ فيكا
عَلى أَنَّ قُبحَكَ مِن عاجِلِ ال / عَذابِ المُبينِ عَلى ناكِحيكا
فَقُل لِيَ يا وَغدُ لِم لَم تُرَدَّ / مِن حَيثُ أَقبَلتَ رَدّاً وَشيكا
وَلِم لَم يَثُب فيكَ مِن ذَنبِهِ / فَيَأكُلكَ مُحتَسِباً مَن خَريكا
وَكَيفَ تُجاري إِلى غايَةٍ / وَأُمُّكَ كَشخانَةٌ مِن أَبيكا
قُم تَأَمَّل بِنا عَجائِبَ دَهرٍ
قُم تَأَمَّل بِنا عَجائِبَ دَهرٍ / كُتِبَت فيهِ لِلرِجالِ الرِماكُ
وَما أَسَرَّت أُمُّ العِيالِ سُروراً / مُنذُ قالوا أَبو العِيالِ يُناكُ
وَيَخِسُّ النَصيبُ حَتّى يَقِلَّ ال / حَظُّ فيهِ وَيَكثُرُ الأَشراكُ
قُدَّتِ الفِلوَةُ الخُضَيراءُ مِنهُ / شَبَهاً مِثلَ ما يُقَدُّ الشِراكُ
فَعَلى العَينِ تَخيَةٌ تُظهِرُ الحِك / كَةَ فيها وَفي العِجانِ حُكاكُ
فَقهَةٌ تُكثِرُ الحَراكَ وَأَيرٌ / ساقِطُ الحِسِّ لَيسَ فيهِ حَراكُ
وَلَقَد أَرسَلتُ دَمعي شاهِداً
وَلَقَد أَرسَلتُ دَمعي شاهِداً / ذُمَّ صَيَّرَت إِلَيها المُشتَكى
فَتَوَلَّت ذُمَّ قالَت شُغُلي / كُلُّ مَن شاءَ تَباكى فَبَكى
يا حَبيباً لَم أَنَل مِنهُ عَلى / طولي ما قاسَيتُ فيهِ دَرَكا
لَيتَ شِعري عَنكَ هَل تَذكُرُني / حينَ تَخلو مِثلَ ما أَذكُرُكا
لَقَد عَجَلَتني نَظرَتي بِهَواكا
لَقَد عَجَلَتني نَظرَتي بِهَواكا / كَأَن لَم تَكُن عَيني تُريدُ سِواكا
أَتاني رَسولي مُشرِقاً نورُ وَجهِهِ / وَلَم يَكُ عِندي قَبلَ ذاكَ كَذاكا
أَتاكَ قَبيحاً وَجهُهُ فَكَسَوتَهُ / بَقايا جِمالٍ مِنكَ حينَ أَتاكا
كَفاني إِذا ما غِبتَ عَنّي بِأَن أَرى / رَسولي بِأَن قَد كَلَّمَتهُ رُؤاكا
أَيري وَأَيرُكَ يا كُوَي
أَيري وَأَيرُكَ يا كُوَي / رَةَ في حِرِ اِمِّكَ ما أَرَكَّك
بِعتَ الغُلامَ فَمَن يَحُك / كُ غَداً حَتارَكَ إِن أَحَكَّك
جُعِلتُ فِداكَ سُقيانا عَلَيكا
جُعِلتُ فِداكَ سُقيانا عَلَيكا / أَقَمنا عِنكَ أَم سِرنا إِلَيكا
فَجُد لِرَسولِنا بِنَبيذِ يَومٍ / يَتِمُّ لَنا السُرورُ عَلى يَدَيكا
وَما بِغُلامِنا تَفديكَ نَفسي / نُبُوٌّ عَنكَ إِن حاوَلتَ نَيكا
نَعَيتَ الكِلابَ بِأَسمائِها
نَعَيتَ الكِلابَ بِأَسمائِها / إِلَينا وَلَم تَنعَ فيها أَباكا
فَقَد كانَ أَنذَلَها طِعمَةً / وَأَهوَنَها حينَ ماتَت هَلاكا
يائِبنَةَ الدَهرِ هَل رَأَيتِ كَمِثلي
يائِبنَةَ الدَهرِ هَل رَأَيتِ كَمِثلي / عِندَ دَفعِ المُنى وَنفيِ الشُكوكِ
أَركَبُ المَهمَهَ المَهولَ بِعَزمٍ / وَثِيابي ظَلامَةُ الحَلكوكِ
وَأَشُقُّ الجُيوبَ مِن خَلعِ اللَي / لِ بِكَفٍّ مِنَ الزَماعِ بَتوكِ
وَأَنا الباعِثُ العَزيمَ إِلى الهَم / مِ فَأُجليهِ عَن ثَباتِ الحَنيكِ
شَمَّرِيُّ الجَنانِ كَالخَذمِ الصا / رِمِ بَينَ الإِرهافِ وَالتَحبيكِ
في غِرارَيهِ وَالذُبابِ بَناتُ الذَر / رِ يَرفُلنَ في نَهيكٍ سَبيكِ
مُتَجافٍ عَنِ الوِسادِ بِقَلبٍ / يَقِظِ اللُبِّ غَيرِ جَوشٍ صَكيكِ
أَركَبُ اللَيلَ في زُها هائِلِ اللَي / لِ وَرَأدَ الضُحى لِوَقتِ الدُلوكِ
وَكَذا أَشتَهي يَكونُ فَتى الحِم / مَةِ غَيرَ الخُمَيِّمِ المَأفوكِ
وَإِلى اِخوَتي ذَوي الرَدَبِ الغُر / رِ أُؤَدّي تَحِيَّتي وَأَلوكي
حَيِّهِم مِنهُمُ كَشاهِدِ عُربٍ / غائِبٍ مِنهُمُ بِدارِ عَتيكِ
فَمَديحُ فَغورِها فَتِهامٍ / فَبِأَرضِ العِراقِ وَاليَرموكِ
فَخُراسانَ صاحَ فَاليَمَنِ النا / زِحِ صَنعائِها فَأَهلِ تَبوكِ
وَيلَكُم وَيبَكُم لَقَد هُتِكَ الشِع / رُ فَبَكّوا لِسِترِهِ المَهتوكِ
ثُمَّ شُقّوا الجُيوبَ قَد قَرُبَ الأَم / رُ وَاِتِّساعُهُ كَأَبي الدُروكِ
يا اِمرَأَ القَيسِ لَو رَأَيتَ حَبيكَ ال / شِعرِ يُغدى بِماءِ لَفظٍ رَكيكِ
لَبَكَيتَ الدِماءَ لِلأَدَبِ الغَضِّ / بِفَيضٍ مِنَ الدُموعِ سَفوكِ
وَلَأَبكَيتَ طَرفَةً وَزُهَيراً / وَلَبيداً وَقَرمِ آلِ نَهيكِ
وَبَكى النابِغانِ مِن فَرطِ وَجدٍ / ثُمَّ صَنّاجَةُ القَريضِ المَحوكِ
أَينَ شَمّاخُ وَالكُمَيتُ وَذو الرُم / مَةِ وَصّافُ مَهمَهٍ وَنَبيكِ
أَينَ ذاكَ الظَريفُ أَعني اِبنَ هاني / حَسَناً وَيبَهُ نَديمَ المُلوكِ
حَكَمَت فيكُمُ أَكُفُّ المَنايا / فَجَرى حُكمُها بِغَيرِ شُكوكِ
وَتَبَدَّلتُ مِنهُمُ البَدَلَ الأَع / وَرَ بَينِ قُذرَةٍ وَأَفيكِ
ذَهَبَ الناسُ بَل مَضى زَمَنُ النا / سِ وَخُلِّفتُ لِلزَمانِ الهَتوكِ