المجموع : 3
أرَيّاكِ أمْ رَدعٌ من المسك صائكُ
أرَيّاكِ أمْ رَدعٌ من المسك صائكُ / ولحظُكِ أم حَدٌّ من السيْفِ باتِكُ
وأعطافُ نَشوَى أم قَوامٌ مُهَفْهَفٌ / تأوَّدَ غصْنٌ فيهِ وارتَجَّ عانِك
وما شقّ جيْبَ الحُسنِ إلاّ شقائقٌ / بخدّيكِ مفتوكٌ بهِنّ فواتِك
أرى بينَها للعاشقين مَصارعاً / فقد ضرّجَتْهُنَّ الدّماءُ السّوافك
ألم يُبْدِ سِرَّ الحُبّ أنّ منَ الضّنى / رقيباً وإنْ لم يهتِكِ السترَ هاتِك
وليلٍ عليهِ رَقْمُ وَشْيٍ كأنّما / تُمَدُّ عليه بالنّجومِ الدَّرانك
سَرَيْنا فطفُنَا بالحِجالِ وأهِلها / كما طافَ بالبيتِ المُحجَّبِ ناسك
وكُنّا إذا ما أعيُنُ العِينِ رُقْنَنَا / أدَرْنَ عُيوناً حَشْوُهُنَّ المَهالِك
فتَكْنَا بمُحْمَرِّ الخُدودِ وإنّهَا / بما اصفرَّ من ألوانِنا لَفَواتِك
تكونُ لنَا عندَ اللّقاءِ مَواقِفٌ / ولكنّها فوقَ الحَشايا مَعارك
نُنازِلُ من دون النّحورِ أسِنّةً / إذا انتصَبَتْ فيها الثُّدِيُّ الفَوالك
نَشاوَى قُدودٍ لا الخدودُ أسِنّةٌ / ولا طُرَرٌ من فَوقهِنَّ حَوالِك
سَرَينَ وقد شَقّ الدُّجى عن صَباحِهِ / كواكب عِيسٍ بالشموسِ رواتك
وكائِنْ لها فوقَ الصّعيدِ مناسمٌ / يَطأنَ وفي سِرِّ الضّميرِ مَبارك
أقيموا صُدورَ النّاعِجاتِ فإنّهَا / سبيلَ الهوى بينَ الضُّلوع سَوالك
ألم تَرَيا الرّوْضَ الأريضَ كأنّمَا / أسِرّةُ نورِ الشمسِ فيها سبائك
كأنّ كُؤوساً فيه تسري براحِها / إذا علّلَتْها السّارياتُ الحواشك
كأنّ الشّقيقَ الغَضَّ يُكحَلُ أعيُناً / ويَسْفِكُ في لبّاتِهِ الدّمَ سافك
وما تُطلِعُ الدّنيا شُموساً تُريكَها / ولا للرّياضِ الزُّهْرِ أيدٍ حَوائك
ولكنما ضاحَكنَنَا عن محاسِنٍ / جَلَتْهُنّ أيّامُ المُعِزِّ الضّواحك
سقَى الكوْثَرُ الخُلديُّ دَوحةَ هاشمٍ / وحَيّتْ معِزَّ الدّينِ عنّا الملائك
شَهِدتُ لأهْلِ البيْتِ أن لا مَشاعِرٌ / إذا لم تكن منهم وأن لا مناسك
وأن لا إمامٌ غيرُ ذي التاجِ تلتقي / عليه هَوادي مجدِه والحَوارك
لَهُ نَسَبُ الزَّهْراءِ دِنْياً يَخُصُّهُ / وسالفُ ما ضَمّتْ عليه العَواتك
إمامٌ رأى الدنيا بمؤخِرِ عيْنِهِ / فمن كان منها آخذاً فهو تارك
إذا شاءَ لم تَمْلِكْ عليه أناتُه / بَوادِرَ عَزْمٍ للقَضاءِ مَوالِك
لألْقَتْ إليه الأبحُرُ الصُّمُّ أمرَهَا / وهبّتْ بما شاءَ الرّياحُ السَّواهك
وما سارَ في الأرض العريضَةِ ذكرُهُ / ولكنّهُ في مسلَكِ الشمسِ سالِك
وما كُنْهُ هذا النّورِ نورُ جَبِينِهِ / ولكنّ نورَ اللّهِ فيه مُشارِك
لهُ المُقْرَباتُ الجُرْدُ يُنعِلُها دَماً / إذا قَرَعَتْ هامَ الكُماة السنابك
يُريقُ عليْها اللؤلؤُ الرَّطْبُ ماءَهُ / ويَسْبِكُ فيها ذائِبَ التّبر سابك
صقيلاتُ أبْشارِ البُرُوقِ كأنّمَا / أُمِرّتْ عليها بالسَّحابِ المَداوك
يُباعِدْنَ ما بَينَ الجَماجمِ والطُّلى / فتَدنو مَرَورَاتٌ بها ودكادِك
لك الخيرُ قَلِّدْهَا أعِنّةَ جَرْيها / فهُنّ الصُّفُونُ المُلجَماتُ العوالك
ووالِ فُتوحاتِ البِلادِ كأنّها / مَباسِمُ ثَغْرٍ تُجْتَلاى ومضاحك
يُمِدُّكَ عزْمٌ في شَبا السيف قاطعٌ / وبُرثُنُ سَطْوٍ في طُلى الليثِ شابك
أمَتَّ بل استحيَيتَ والموتُ راغمٌ / كأنّكَ للآجَالِ خَصْمٌ مُماحِك
لك العَرَصَاتُ الخُضرُ يَعبَقُ تُربُها / وتَحيا برَيّاها النفوسُ الهوالك
يَدٌ لأيادي اللّهِ في نَفَحَاتِها / غِنىً لِعَزالي المُزنِ وهي ضرائك
لكم دولَةُ الصّدْقِ التي لم يَقُمْ بها / نُتَيْلَةُ والأيّامُ هُوجٌ ركائك
إمامِيّةٌ لم يُخْزِ هارونُ سعيَها / ولا أشْركَتْ باللّهِ فيها البَرامك
تُرَدُّ إلى الفِرْدَوس منكم أرومَةٌ / يصلّي عليكم ربُّها والملائك
ثَنائي على وحيِ الكِتابِ عليكُمُ / فلا الوَحْيُ مأفوكٌ ولا أنا آفك
دعاني لكمْ ودٌّ فلبّت عَزائِمي / وعَنْسي وليلي والنجومُ الشّوابك
ومستكبِرٌ لم يُشْعِرِ الذُلَّ نفسَهُ / أبيٌّ بأبْكارِ المَهَاوِلِ فاتِك
ولو عَلِقَتْهُ من أُميّةَ أحْبُلٌ / لَجُبَّ سَنامٌ من بني الشعر تامك
ولمّا التَقَتْ أسيافها ورماحها / شراعاً وقد سدت علي المسالك
أجَزْتُ عليها عابراً وتركْتُهَا / كأنّ المَنَايا تحتَ جنبي أرائِك
وما نَقَمُوا إلاّ قديمَ تَشَيُّعي / فنَجّى هِزَبْراً شَدُّهُ المُتَدارك
وما عَرَفَتْ كَرَّ الجِيادِ أُمَيّةٌ / ولا حملَتْ بَزَّ القَنا وهو شابك
ولا جَرّدُوا نَصْلاً تُخَافُ شَباتُه / ولكِنّ فُولاذاً غَدا وهو آنُك
ولم تَدْمَ في حربٍ دروعُ أُمَيّةٍ / ولكنّهم فيها الإماءُ العَوارك
إذا حَضَروا المدّاحَ أُخْجِلَ مادِحٌ / وأظلَمَ دَيْجورٌ من الكُفْرِ حالك
ستُبْدي لك التثريبَ عن آل هاشِمٍ / ظُباتُ سيوفٍ حَشْوُهُنَّ المهالك
أأللّه تَتْلوُ كتبكم وشيوخُهَا / ببدرٍ رميمٌ والدّماءُ صَوائك
هُمُ لحظوكم والنّبُوّةُ فيكُمُ / كما لحَظَ الشِّيبَ النّساءُ الفوارك
وقد أبهجَ الإيمانَ أن ثُلَّ عرشُها / وأنْ خَزَرَتْ لحظاً إليهْا المَهالك
بني هاشمٍ قد أنجزَ اللّهُ وعدَهُ / وأطلعَ فيكم شَمْسَهُ وهي دالك
ونادَتْ بثاراتِ الحُسَينِ كتائِبٌ / تُمَطّي شِراعاً في قَناها المعارِك
تَؤمُّ وصيَّ الأوصياءِ ودونَهُ / صُدُورُ القَنا والمُرهَفاتُ البواتك
وضَرْبٌ مُبينٌ للشّؤونِ كأنّما / هَوَتْ بفَراشِ الهامِ عنه النّيازك
فَدُسْ بهمُ تلك الوُكونَ فإنّني / أرى رَخَماً والبَيضَ بَيضٌ تَرائك
لقد آنَ أن تُجْزَى قُرَيشٌ بسعيها / فإمّا حَياةٌ أو حِمامٌ مُواشِك
أرى شعراءَ المُلكِ تَنْحِتُ جانبي / وتَنبو عن اللّيْثِ المخاضُ الأوارك
تَخُبُّ إلى مَيْدان سَبقي بطاؤهَا / وتلك الظّنونُ الكاذباتُ الأوافك
رأتْني حِماماً فاقشَعَرّتْ جُلُودُهَا / وإني زعيمٌ أنْ تَلينَ العَرائك
تُسيءُ قَوافيها وَجُودُكَ مْحِسنٌ / وتُنْشِدُ إرْنَاناً ومجْدُكَ ضاحك
وتُجدى وأُكْدى والمناديحُ جَمّةٌ / فما لي غنيَّ البَالِ وهي الصّعالك
أبَتْ لي سبيلَ القوم في الشعر هِمّةٌ / طَمُوحٌ ونفْسٌ للدنِيَّة فارك
وما اقتادت الدنيا رجائي ودونها / أكُفُّ الرّجالِ اللاوياتُ المواعك
وما سَرّني تأمِيلُ غيرِ خليفَةٍ / وأنّيَ للأرضِ العَريضَةِ مالك
فحمِّلْ وريدي منكَ ثِقْلَ صَنيعةٍ / فإنّي لمَضْبورُ القَرا مُتلاحِك
أبَعْدَ التماحي التّاجَ مِلء محاجري / يَلوكُ أديمي من فم الدهر لائك
خُمولٌ وإقتارٌ وفي يدِكَ الغِنى / فمَحْياً فإنّي بين هاتينِ هالك
لآيَةِ ما تَسْري إليَّ نَوائبٌ / مُشَذِّبَةٌ عن جانبيَّ سَوادِك
فهُنَّ كما هُزَّتْ قَناً سمهرِيّةٌ / لِسِرْبالِ داودٍ عليَّ هواتِك
لديَّ لها الحَربُ العَوانُ أشُبُّهَا / فإلاّ تُؤيّدْني فإنّي مُتارك
وأيُّ لسانٍ ناطِقٌ وهو مُفحَمٌ / وأيُّ قَعُودٍ ناهِضٌ وهو بارك
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ / فرأينَا فيهَا مَشابِهَ مِنكِ
عارَضَتْنا المَها الخوَاذِلُ أسْرا / باً بأجراعِهَا فلمْ نَسْلُ عنكِ
لا يُرَعْ للمَها بداركِ سِرْبٌ / فلقد أشبَهَتْكِ إن لم تَكُنْكِ
مُسعِدي عُجْ فقد رأيتَ مَعاجي / يومَ أبكي على الدّيارِ وتبكي
بحنينٍ مُرَجَّعٍ كحنيني / وتَشَكٍّ مُرَدَّدٍ كتَشَكّي
فاتّئِدْ تسكبِ الدموعَ كسكبي / ثمّ لا تَسفِكِ الدّماءَ كسَفْكي
لا أرى كابنِ جعفر بنِ عليٍّ / مَلِكاً لابِساً جلالَةَ مُلْكِ
تتفادى القلوبُ منه وجيباً / في مَقَامٍ على المتَوَّج ضَنْك
فكأنّا صَبيحَةَ الإذنِ نَلْقَى / دونَهُ المَشرَفِيَّ هُزَّ لِبَتْك
وطويلَ النِّجادِ فُرِّجَ عنْهُ / جانبُ السِّجْفِ عن حياةٍ وهُلك
لا أراهُ بتاركي حينَ يبْدو / وأشوبُ اليَقِينَ منْهُ بشَكِّ
هَتَكَ الظُّلمَ والظلامَ به ذو / رَوْعَةٍ لا يَريبُ سِتْراً بهَتْك
فهو فينا خليفةُ البدْرِ ما استح / لَكَ ليلٌ إذا تجلّى بحُلْك
مثل ماء الغمام يَنْدى شباباً / وهو في حُلَّتَيْ تَوَقٍّ ونُسْك
يطأ الأرضَ فالثّرى لؤلؤ رَطْ / بٌ وماءُ الثرى مُجاجَةُ مِسْك
مَنْسَكٌ للوفود يُعْتَامُ قد أن / ضَى المَطايا بطول وَخْدٍ ورَتك
أنا لولا نَوالُهُ آنِفاً لمْ / يَكْ لي من شكايةِ الدهرِ مُشك
سَحَّ شُؤبوبُهُ فأجرى شِعابي / وطَما بحْرُهُ فأغْرَقَ فُلْكي
قلتُ للمُزْنِ قد تَرى ما أراهُ / فاحكِهِ إن زَعَمْتَ أنّك تَحكي
وإذا زَعْزَعَ الوَشيجَ وألقْىَ / بجِرَانٍ عَلى الأعادي وبَرْك
نَظَمَ الفارسَ المُدَجَّجَ طَعْناً / تحتَ سَردٍ من لأمَةٍ ومِشَكِّ
جعفرٌ في الهِياجِ بأساً كبأسٍ / إنْ سَطا بالعِدى وفَتكاً كفَتْك
وإذا شاءَ قَلّدَتْهُ جُذامٌ / شَرَفَ البيتِ من أواخٍ وسَمْك
مَنصِبٌ فارِعٌ وغابُ أُسودٍ / لم تَدِنْهُ الملوكُ يوماً بمَلْك
حُفَّ مأثورُهُ بمَجْدٍ وفَخْرٍ / أغنَيَا فيه عن لَجاجٍ ومَحْك
هاكَ إحدى المحبَّراتِ اللّواتي / لم أشُبْ صِدقَها بزُورٍ وإفْك
نَظْمُها مُحْكَمٌ فقارَنَ بَينَ ال / دُرِّ نظمي وأخلصَ التِّبرَ سَبكي
ولَقِدْماً أخذْتُ من شُكْرِ نُعما / كَ بحظّي فكان أخذي كتَركي
بُؤتُ بالعَجز عن نَداك وقد أج / هَدتُ نَفْسي فقلتُ للنفس قَدْكِ
فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ
فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ / وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ
أجِلادُ مُرْهَفَةٍ وَفَتكُ مَحاجِرٍ / ما أنتِ راحمةٌ ولا أهلوك
يا بنتَ ذا السيْفِ الطويلِ نجادُهُ / أكَذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ
قد كان يَدعوني خيالُكِ طارقاً / حتى دعاني بالقَنا داعيكِ
عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي / وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ
منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ / عَثَروا بطيفٍ طارقٍ ظَنّوك
وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامةً / لمّا تمايل عِطفُكِ اتّهَموكِ
حسبوا التكحّلَ في جفونك حليْةً / تاللّهِ ما بأكفِّهِمْ كحلوك
وجَلَوْكِ لي إذ نحن غُصْنا بانَةٍ / حتى إذا احتَفَلَ الهوَى حجَبوك
ولوَى مُقبَّلَكِ اللّثامُ وما دَرَوا / أن قد لَثمْتُ به وقُبِّلَ فُوك
فضَعي اللِّثامَ فقَبل خَدّك ضُرّجَتْ / راياتُ يحيى بالّدم المسفوك
يا خيَلَهُ لا تَسخَطي عَزَماتِهِ / ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك
إيهاً فمِن بين الأسَّنةِ والظُّبى / إنّ الملائكَةَ الكِرامَ تَليك
قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّةً / لِتَخَايَلي وشكائماً لِتَلُوكي
وحَماكِ أغمارَ المَواردِ إنّهُ / بالسّيفِ من مُهَج العِدى ساقيك
عُوجي بجِنْحِ الليل فالمِلكْ الذي / يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك
رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً / لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك
هو ذلك الليْثُ الغَضَنْفَرُ فانجُ من / بَطشٍ على مُهَجِ الليوثِ وَشيكِ
تَلقاهُ فوقَ رِحالِهِ وأقَبَّ لا / تلقاه فوقَ حشيّةٍ وأريك
تأبَى له إلاّ المكارمَ يَشجُبٌ / تَأبَى سَنامَ المجدِ غيرَ تَموك
بيْتٌ سَما بكَ والكواكبُ جُنَّحٌ / من تحتِ أبنِيَةٍ له وسُمُوك
كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها / من آفكٍ منهم ومن مأفوك
إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقَى له / والنجمُ أقرَبُ نَهجِكَ المسلوك
عاودتَ من دارِ الخلافةِ مطلعاً / فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دُلوك
ورأى الخليفةُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ / بيديه من رُوحِ الشُّعاعِ سبيك
وغدتْ بك الدنيا زَبَرْجَدَةً جلَتْ / عن ثغْرِ لؤلؤةٍ إليك ضَحُوك
يَدُكَ الحميدةُ قبل جودك إنّها / يَدُ مالكٍ يَقضي على مملوك
صَدَقَتْ مُفَوَّفَةَ الأيادي إنما / يوماكَ فيها طُرَّتا دُرْنُوك
الشِّعُر ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ / من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك
والفَتْكُ فَتْكٌ في صميمِ المالِ لا / ما حدّثوا عن عُرْوَةَ الصُّعْلوك
وأرى الملوكَ إذا رأيتُكَ سُوقَةً / وأرى عُفاتَكَ سُوقَةً كمُلوك
الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ / والبحرُ منهُم وهو غير ضريك
أجرَيتَ جودَكَ في الزُّلال لشاربٍ / وسبَكتَه في العسجدِ المسبوك
لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجٌّي صَعَّرَتْ / عاداتُ نصرك منه خَدَّ مليك
من سابحٍ منها إذا استحضَرتَهُ / رَبِذِ اليدَين وسَلهَبٍ مَحبوك
قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ / من بَيض أُدحيِّ الظّليم تَريك
لو تأخُذُ الحَسناءُ عنهُ خِصالهَا / ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك
أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا / نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك
لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصُرهُ / لم يَلْهَجِ العَدَوِيُّ باليَرموك
وقعاتُ نَصرٍ في الأعادي حدّثَتْ / عن يوم بدرٍ قَبْلها وتَبوك
هل أنتَ تارِكُ نَصْل سيفِك حِقبةً / في غِمده أم ليس بالمتروك
لو يَستطيعُ الليلُ لاستعدى على / مَسراكَ تحتَ قِناعِهِ الحُلكوك
لاقيتَ كلَّ كتيبةٍ وفَلَلتَ كل / لَ ضريبَةٍ وألَنتَ كلَّ عَرِيك