القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 91
قالوا سقى الماءُ بطنَ وهبٍ
قالوا سقى الماءُ بطنَ وهبٍ / فقلت أنَّى وكيف ذاكا
أين هواضيمُهُ اللواتي / كان يُداوي بها بِراكا
لم نرَ يا وهبُ ذا بغاءٍ / مُستسقياً بطنُهُ سِواكا
إن يكُ لم يُغنِ عنك شيئاً / وَقْعَ الهواضيم في حشاكا
لقد سُقي الماءَ بطنُ سوءٍ / شفاه ربي ولا شفاكا
شِبهي بوجنتك الملي
شِبهي بوجنتك الملي / حة مُوجبٌ حقي عليكا
فبحرمتي لما استجب / تَ لجاعلي سبباً إليكا
بُنَيَّ إنَّ فضولَ الحظِّ مَبْشَمةٌ
بُنَيَّ إنَّ فضولَ الحظِّ مَبْشَمةٌ / فخذ لقوتِك بعض الحظ واتَّركِ
وكن قلنْسُوَةَ المملوك تحظَ بها / ولا تكوننَّ نعليْ بِذْلة الملكِ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ / جهلاً وأسلمتَ للهوى قَوَدَكْ
حتى متى لا تُفيقُ من سِنَةٍ / ولا يداوي مفنِّدٌ فندَكْ
تُعملُ في صيدِ كل صائدةٍ / ختلكَ طوراً وتارة طَرَدكْ
ترمي التي إنْ أصابَ ظاهرَها / سهْمُك شكَّتْ بحدِّه كبدَكْ
يا صاحبَ اللومِ هبْ لذي شعفٍ / عوْنَك فيما عراهُ أو جَلَدَكْ
أوسِعْه عذراً ولُمْ مُعذِّبه / وقلْ له عن أخٍ قد اعتقدَكْ
يا حسنَ الجيدِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد نحلته جيَدَكْ
يا واضحَ الثغرِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد أذقتهُ بردَكْ
أدْلِلْ عليه إذا فعلتَ به / أفعَالك اللائي أشبهتْ غيَدَكْ
حظِّيَ من لؤلؤيْك منعُك مَنْ / ظومَك منّي وتارة بدَدَكْ
لا لثمَ ثغرٍ ولا محاورةً / يحلَى بها من هواه قد عبدكْ
يا مورداً صادقَ العذوبةِ أش / كوكَ وأشكو الحماةَ أنْ أردَكْ
إذا افترقنا وَشَى الوشاةُ وإنْ / كان التلاقي وجدتُهم رصَدَكْ
وأنت في منعِ ما أُحبُّ مع ال / قومِ فمن ذا يجير مُضطَهَدَكْ
يا ليتَ روحي وروحَك التقتا / في جسدي أو أُحِلَّتا جسدَكْ
عجبتُ من ظلمِكَ القويَّ ولو / شاءَ ضعيفٌ ثناكَ أو عقدكْ
دعْ ذا وقلْ في مديحِ ذي كرمٍ / قَوَّمَ إفْضالُ كفِّهِ أودَكْ
ممَّن إذا ما رجوتَ نائلهُ / أنجزَكَ الظنُّ فيهِ ما وعدَكْ
ما حُوذرتْ نكبةٌ مُزلزِلةٌ / بالناسِ إلا جعلتَه سندكْ
أوْلاك ما يوجبُ اعتبادكَ أد / ناه وما منَّهُ ولا اعْتَبَدَكْ
إسحاقُ أُمْتِعْتَ بالسلامةِ وال / أمْنِ ولا فارقَ التُّقى خلدَك
وكثَّر اللَّهُ من فتاك أبي / إسحاقَ في ظلِّ نعمةٍ عَدَدكْ
واعتمدَ اللَّهُ بالمكارهِ مَن / قدّرها فيك أو بِها اعتمدكْ
كم غائبٍ غابَ ثم عاد فأل / فاكَ أخا سؤدَدٍ كما عَهِدكْ
ترغبُ في حمدِ حامديك ولا / تحرمُ جدوى يديْكَ من جحدكْ
لا يرهبُ القاصدوك مِنْحَسةً / قد قصدَ الحظُّ بابَ من قصدَكْ
يا جبلَ اللَّهِ في بسيطته / لا هدَّكَ اللَّهُ بعدما وطَدَكْ
حقّاً لقد سَلَّكَ الهُدى ذكَراً / عضْباً وكان الضلالُ قد غمدكْ
كأنّما يَشهَدُ النبيَّ أو ال / صدّيقَ أو صاحبيْه مَن شهدَكْ
ورثتَ عباسَك الوسامة وال / رأي فما ينكر امرؤ سَدَدَكْ
وعِلْمُ عبدِ الإلهِ إرثُك لا / شكَّ فمِنْ ثمَّ تستقي مدَدَكْ
ولم تزلْ مذ نشأتَ ممتثلاً / نُسْكَ عليٍّ ميمِّماً صمدَكْ
وما تعديتَ من محمدٍ ال / حلمَ إذا ما المميِّزُ انتقدكْ
وحزمُ منصورك المشادُ به / فيك ومن ثمَّ تحتذي لددَكْ
وساقَ عيسى إليك آصرة ال / شَيْخَيْنِ رِفْداً فنِعْمَ ما رفدكْ
وإن بغاك امرؤ بحيث بنى / أحمدُ أعلى بنيانه وجدكْ
وما تخلفتَ عن خصال أبي / إسحاق من سعيه ولا جَهدكَ
آباءُ صِدْقٍ إذا بنيتَ من ال / مجد بناءً وجدتَهم عَمَدكْ
مِنْ كلِّهم فيك شيمة فتلتْ / حبلَكَ شزْراً وأحكمت عقدَكْ
وتُرْفَدُ الخيرَ من جدودك أو / يُلْقَى بك النَّسْبُ صاعداً أُدَدَكْ
أقولُ للمنبرِ الشريفِ وقدْ / طال مدى ما اقتضاكَ وارتصدَكْ
صبراً فلو قد علاك فارسُك ال / أصْيَدُ أحيا بريحهِ صَيَدَكْ
أبشرْ به منبرَ العَروبةِ وان / ظُرهُ كأني أراهُ قد صعِدكْ
إذ لا تجوزُ الصوابَ خطبتُهُ / ولا يضلُّ الهدى إذا اقتعدكْ
وكيف لا تكثرُ الحنينَ من ال / شوقِ إليه وجدُّه مهدَكْ
ياغرسَ ذي العرشِ لا شريكَ لهُ / أنبتَك اللَّهُ ثم لا حَصَدَكْ
بقيتَ للمكرماتِ ما بقيتْ / ولا فقدتَ الندى ولا فقدكْ
وحائرِ الرأْي فيك قلتُ له / أراكَ شبَّهت بحره ثَمَدَكْ
يا رَمِدَ العينِ قُمْ قبالَتَهُ / فداوِ باللحظ نحوه رَمَدَكْ
أقصِرْ عن الجهلِ يا مُماجِدَه / فقد قضى اللَّهُ أنه مَجدَك
نافستَ في المُنفِساتِ مَنْ وسعتْ / إحدى مناديح صدرهِ بلدكْ
ألومُ منْ يرتجي لحاقكَ في ال / مجدِ كما لا ألومُ من حَسَدَكْ
جاراك أهلُ العلاء فانقطعتْ / أنفاسُهم قبل قطعِهم أمدَكْ
جَرَوا فملُّوا الجِراء في طَلَقٍ / وذاك ما لا تملُّه أبدكْ
أقسمتُ باللَّهِ والنبيِّ لقد / قضتْ مساعيك حقَّ من وَلدكْ
يا منْ يَؤمُّ الوزيرَ معتمِداً / أبلغتَ خير البلاغِ معتمدَكْ
قلْ لأبي الصقرِ إن مَثَلْتَ له / واجمع لما أنت قائلٌ حشدكْ
لا يَعْجَبِ الناسُ أن تسودَهُمُ / حقُّ أياديك أن تطيلَ يدكْ
تاللَّهِ تدرِي الأكفُّ تشكر إط / لاقَك أصفادهن أمّ صفدَكْ
ما نسألُ اللَّه أن تنالَ من ال / خيراتِ إلا عديدَ مَنْ حمدكْ
ينصرفُ الوفدُ يحمدُون معاً / يومك فيهم ويأملون غدكْ
إنَّ الذئابَ التي تُغيرُ على ال / ناسِ تناهتْ من خوفها أسدَكْ
نصبْتَ للمسلمين محتِسباً / كثَّرَ مُعْطِيكَهُ به عُدَدَكْ
فقد أتى كلَّ ما تراه من ال / أمر رشاداً وما عدا رشدَكْ
لا زلتَ يا خيرَ سيدٍ عضُداً / له ولا زال كائناً عضُدكْ
وساخطٍ ما رضيتَ قلتُ له / ارضَ رِضاه أو افترشْ ضمدكْ
عشْ في ذراهُ ودعْ عداوتَه / وأنت في الخلد ترتعي رغدكْ
وإنْ تتابعتَ في شِقاقِكَهُ / فاعددك في النار تصطلي وقدكْ
يا من يعادي السماءَ أنْ رُفِعَتْ / كلْ خيرَها تحتها ودع نكدَكْ
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا / وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا
يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه / ولا يشبَّه سقياه بسقياكا
نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحت / في عامهِ كلِّه بالماء كفّاكا
وما أردتَ بإغباب الندى قسماً / إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا
أجممت حسرى أياديك التي ثَقُلتْ / على الكواهل حتى آدها ذاكا
كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم / فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا
وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى / إغبابها بل همُ ملّوا عطاياكا
وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه / لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا
تدبَّرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا / عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا
أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم / وما بخلتَ وما أمسكتَ ممْساكا
هذا على أنّ ظني فيك يخبرني / أن قد أتيتَ من الإفضال مأتاكا
وإن لهوتَ بنضحِ الماء آونةً / فما أراه عن المعروفِ ألهاكا
بل قد أقمتَ لعيد اللهو سُنَّتهُ / وما عدوتَ من الإحسان مجراكا
لا شأنَ يُلهيك عن شأنِ النَّدَى أبداً / إلا نظيرٌ له من شأنِ تقواكا
قد كنتُ أخطئُ في أيامِ تهنئتي / بالمهرجانِ وبالنَّيروز إياكا
وكان أصوبَ من هذاك تهنئتي / إياهما بك لو لُقِّيتُ هذاكا
إنَّ الزمانَ الذي تحيا فتبلغُهُ / يا ابنَ الكرام لمغبوطٌ بمحْياكا
فالآن أُهدي إلى النيروز تهنئتي / والمهرجانِ إذا آنا فزاراكا
ليشكرا لك أنْ فخمْتَ شأنهما / عن غير مَيْلٍ إلى الإلحادِ حاشاكا
لم تأتِ مأتاك في تعظيم قدرهما / من بابِ دينك بل من بابِ دنياكا
كادا يقاسان بالعيدين إذْ وُسِما / بوسمِ يَوْمَيْنِ من أيامِ مَلهاكا
ليسا بعيديْ صلاةٍ غيرَ أنهما / عيدا نوالٍ لمن يعترُّ جدواكا
لراحتيك إذا وافى صباحَهما / جِدٌّ وأنت تراه من هُوَيناكا
تعطي رغابَ العطايا لاعباً فكِهاً / وأنت تُحيي خلال الهزل هُلّاكا
فمهرجانُك والنيروز قد غدوا / سيان عند ذوي التقوى وعيداكا
إذ فيهما كل بر أنت فاعله / في يومِ فطرِك أو في يوم أضحاكا
تكلَّمي في كِمامِكْ
تكلَّمي في كِمامِكْ / سُقِّيتِ كأسَ حِمامِكْ
فإنَّ في فيك حُشّاً / يفوح عند كلامِكْ
عُوفيتِ دون النَّدامى / من شمِّه بخُشامِكْ
ما أشتهي بعدوٍّ / أن يُبتَلَى بِلثامِكْ
رعايةُ حقِّنا حقٌ عليْكا
رعايةُ حقِّنا حقٌ عليْكا / لما نعتدُّ من مَيْلٍ إليكا
ونَصْرُك باسِطُ النُّعمى علينا / نهايةُ ما نُؤَمِّلُهُ لديكا
فدُونَك من مَوَدَّتِهِ نصيباً / رِغيباً قد ملأتَ به يديكا
أباالعباسِ لا تُغْلَبْ عليه / فقد أضْحَى ولم يُغْلَبْ عليكا
متى راعيتَه من جانبيه / رعاك بعينه من جانبيكا
ولم تعدم به سيفاً ودرعاً / كهمّك عُدَّةً في حالتيكا
ومثلك لا يُدَل على رشادٍ / كفاك بلمحةٍ من ناظريكا
أبا العباس قد أسديت فعلاً / وصلتَ به إخاء مُؤاخِيَيْكا
وفيه فرصةٌ لك فانتهزْها / فإن اللَّه يكبتُ حاسديكا
أنِلْني أو ادْلُلْنِي على من يُنيلني
أنِلْني أو ادْلُلْنِي على من يُنيلني / وتلك أشقُّ الكُلْفتَينِ عليكا
متى ليْتَ شعري أنت واجدُ واحدٍ / تُنيلُ يداهُ بعد منعِ يديكا
أبى ذاك أن الخيرَ منك معانُهُ / وأنَّ مُشارَ العالمينَ إليكا
يدي لامرئٍ يبغي النوالَ رهينةٌ / متى نالهُ إن لم ينلْه لديكا
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا / ويقي بناتُك بالنفوس بنيكا
ويقيك كلَّهمُ الحتوفَ ولم تَمُتْ / نفسٌ تُلاقي حتفَها وتقيكا
لا تبعدنّ كريمةٌ أودعْتَها / صِهراً من الأصهارِ لا يُخزِيكا
إني لأرجو أن يكون صداقُها / من جنةِ الفردوسِ ما يُرْضيكا
لا تأسينَّ لها فقدْ زَوَّجتَها / كُفؤا وضمَّنت الصَّداقَ مَليكا
لم أُفسِّرْ غريبها لك لكِنْ
لم أُفسِّرْ غريبها لك لكِنْ / لامرئٍ يجهلُ الغريبَ سواكا
فعساها تَمُرّ بالعينِ ممَّنْ / ليْسَ في العلمِ جارياً مَجْراكا
فابسُطِ العُذْرَ لي وأنتَ حَمِيدٌ / مع ما أنت باسِطٌ من نداكا
أنت أعْلى من أن تُفات بعلم / أو يُداني مدى عليمٍ مداكا
لمّا استقلَّ بك الطريقُ إلى العدا
لمّا استقلَّ بك الطريقُ إلى العدا / لا زلتَ تسلُك نحو رُشْدٍ مَسْلكا
غشِيتْكَ مِنْ نصرِ الإلهِ سحابةٌ / نالت حواشِيها وليَّك زيرُكا
فسما إلى الزَّنْج الأخابثِ سَمْوةً / كانت لجمعهمُ هلاكاً مُهْلِكا
وبكيدِهم كِيدُوا له لا كيدِهِ / واللَّهُ حيَّنَهُم لذاكَ فأوْشَكا
شبُّوا له ناراً فأحرقَهم بها / ملكٌ إذا طلبَ الأعاديَ أدْرَكا
كانتْ أحقَّ من السيوفِ بأخذِهِم / فحمت مُباحَ دمائهم أن تُسفكا
رامُوا بكيدِهِمُ وليَّ مُظَفَّر / لو كاده جبلٌ إذاً لتدكدكا
واهاً لها عِظَةٌ لهم ولغَيْرِهِمْ / حُقَّ امْرؤٌ وعظتْه ألا يُؤْفَكا
فلْيَصرِفِ الصَّفَّار عنك عِنانَهُ / وليترِك الغيَّ المبينَ مُتْرَّكا
وَلْيُبْقِ أن أبْقى على حَوْبائهِ / وعلى بقيَّةِ سترِه أن تُهْتَكا
فلقد رأى ما فيه مُعْتَبَرٌ له / إنْ عبرةٌ نفعَتْ وإنْ قلبٌ ذَكا
سُليمانُ مَفْسدةُ المملكَهْ
سُليمانُ مَفْسدةُ المملكَهْ / فأهلكَهُ اللَّهُ واستدْركَهْ
رعى طبرستان رعيَ المُضِي / ع وهْيَ إلى الحَشْرِ مُسْتَهْلكَهْ
وما كان براً على ضَعْفِهِ / ولا فاجراً قَبْلُ ما أفتكه
هو الأسدُ الوَرْدُ في قصرِهِ / ولكنَّه ثعلبُ المعْرَكَهْ
وأحسِبُ فرعونَ في كفره / وهامانَ ما سلكا مسلَكَهْ
توقّعْ لبغدادَ إذْ ساسها / زِفافاً فقدْ أصبحَتْ مُمْلكهْ
سَيُتْبِعُها طبرِسْتانَها / تَصَبَّر لذاك فما أوشكَهْ
أتاها فزلزل أرْكانَها / وأشْلَى ابْن أوْسٍ على الصَّعْلَكَهْ
وقد كادَ يَهْوي بها عَرْشُها / ولكنْ تباركَ من أمسكَهْ
وجدتُ مُوَلّيَهُ مُلْقياً / بكلْتا يديْهِ إلى التَّهْلُكَهْ
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا
أبا الصَّقْرِ لا تَدْعُني للبِرا / زِ أو استعدُّ كأقْرانِكا
أرى النفْسَ يْقُعد بي عَزْمُها / إذا ما هممتُ بإتْيانِكا
لِما وَضَعَ الدهرُ من هِمَّتِي / وما رفع اللَّهُ منْ شأْنِكا
أهابُكَ هَيْبةَ مُسْتَعْظِمٍ / لقَدْرِكَ لا قَدْرِ سُلْطانِكا
وبعدُ فما حالتي حالةٌ / أراني بها أهْلَ غِشيانكا
فلَيس بعزْمِي نهوضٌ إلي / كَ إنْ لم تُعِنْهُ بأعْوانكا
ولو شِئْتَ قلت أقِمْ راشداً / فلا ذنبَ لي بل لحرْمانِكا
ولكن أبتْ لك ذاك العُلا / وطيبُ عُصارة عِيدانِكا
أزِرْني نوالكَ آنسْ به / وأعتدْ عتادي للُقْيانكا
فلستُ بأولِ من زاره / من الأبعدِين وجيرانكا
أترغب عن خُلق فاضلٍ / حَمِدْناه عن بعضِ إخْوَانكا
يسيرُ السحابُ بأثقاله / وليْس له رحبُ أعطانكا
فيسقي منازلنَا صوبهُ / وليس له مجدُ شيبانِكا
وما كانَ يُمكن شيئاً سوا / ك فهو أحقُّ بإمكانِكا
فقُلْ لسحابِك سرْ نحوه / مُغِدّا فجُدْه بتَهتانِكا
فكم سائلٍ لك أغنيتَه / وأوطانه غير أوطانكا
وكم واهن الركن أنهضتَه / إليك بقوة أركانكا
وقد كان مثليَ ذا عِلَّةٍ / ولكنْ أُزيحَتْ بإحسانِكا
وسُنَّةُ مجدِك أن تُستقى / سجالُ نداكَ بأشْطانِكا
برفْدِك ينهَضُ من يرتجِي / لديْكَ الغِنَى وبِحُملانِكا
لذلكَ يُثْني عليك الورى / بأطيبَ من ريح أرْدانكا
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ / أجْزِلْ بِحظّ الوليّ من مَلِكِهْ
نادَمْتُهُ والحُظُوظُ نافِرةٌ / فاصْدَدْتُ وحْشِيَّهُنَّ في شركه
مِنْ بعدِ ما خاسَ بي وأسْلَمَنِي / طوْعاً إلى الدهرِ ضامِنُو دَرَكِهْ
هَتَفْتُ للدهرِ باسمِ قاسِمهِ / فانْهَزَمَ الدهرُ وهْو في شِكَكهْ
القاسمِ القاسم الرفّاد إذا / أيأسَ ضَرْعُ المُدِرّ من حَشَكِهْ
أبي الحسين الذي به حَسُن ال / سُلْطانُ وابيضَّ بعدما حلكهْ
فتىً له منظرٌ ومختَبَرٌ / صاغَهُما اللَّهُ من حُلى فَلَكِهْ
حديثُ سنٍّ كبيرُ معرفةٍ / مُحْتَنكٌ قبل حين محتنكِهْ
يعارَك الحُوَّل الأريب بهِ / ليثٌ تُفادي الليوث من عَركهْ
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغاً / راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ
يجمعُ ضدَّيْنِ من جلالته / في كل قلب ولُطْف منسلكهْ
مستحْكمُ الرأي غيرُ مُخْدَجِهِ / مُصَمّمُ العزمِ غيرُ مُرتَبكهْ
قد حاز ما في الشبابِ من أنقِ ال / حُسْنِ وما في المشيبِ من حُنَكهْ
فهو رضَى العينِ حين تُبْصِرُه / والرأي عَفْواً وبعْدَ مُعْتركهْ
جاهرْ به المُلْكَ والملوكَ معاً / ولا تُسَتّرْهُ خوف مُنْتَهكهْ
أخُو فعالٍ كأنَّ زُهْرَ نُجو / مِ الليلِ مطبوعةٌ على سككهْ
مُشْتركُ الحظ لا محصَّله / مُحَصَّلُ المجد غيرُ مشتركهْ
منتهك المالِ لا ممنَّعه / مُمَنَّعُ العِرضِ غيرُ منتَهكهْ
يحلُو على سَمعه السؤالُ وما / زالتْ نَعَمْ حُلْوةً على حَنَكهْ
كأنما القطْرُ من ندى يده / والبرَقُ من بِشْرِهِ ومن ضَحكهْ
لم يجْعَلِ الغدْر للوفاءِ أخاً / مُذْ كان في فَتْكه ولا نُسُكهْ
طبيعةً لا تزالُ تُخْلِصُها ال / أيَّامُ والتّبر عِنْد مُنْسبكهْ
كم حسناتٍ له مُشهَّرة / أسَرَّها ما استطاع من مَلَكِهْ
صيَّرني جودُهُ إلى فُسح ال / عيشِ فأغنيتُ طالبي مُسكهْ
في منزلٍ برُّ كلّ بادية / من صَحْنِهِ والبحار من بركهْ
تَصْبحُني فيه كُلُّ شارقة / جَدْوى حثيث النوالِ مُدَّركهْ
أُقاتِلُ الحرَّ في غلائلهِ / والقُرَّ في خَزّهِ وفي فَنكِهْ
لو دونيَ البحرُ جاء نائلُهُ / أسْبحَ من فُلكه ومن سَمَكِهْ
يا ابنَ عُبَيْد الإلهِ يا ابنَ أبي ال / قاسمِ شافي السلطانِ من نُهَكِهْ
يا ابنَ الوزير السَّديد منزَعُهُ / برغْمِ أنفِ العِدا ومؤتفكهْ
يا ابنَ الذي أصبحَتْ مآثرُهُ / من ضحكاتِ الزمان لا ضُحَكهْ
الجامع الشملَ بعدَ فرقته / والواصلِ الحبلَ بعد منْبتكهْ
شُكريكَ فرضٌ ولست بالغه / ولستُ في حالةٍ بمُتَّرِكهْ
خُذْها تهادي إليك طائعةً / مثلَ تهادي الغدير في حُبَكهْ
نُعْماك في منزلي مخيِّمةٌ / والشّعرُ في نَصِّه وفي رَتَكهْ
أعوذ بحقْوَيْك العزيزينِ أن أُرى
أعوذ بحقْوَيْك العزيزينِ أن أُرى / مُقِرَّاً بضيمٍ يتركُ الوجهَ حالِكا
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ / وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهْدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً / كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه / لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ / مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرتهمُ / عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
وقد ضامني فيه لئيمٌ وعزَّني / وها أنا منه مُعْصِمٌ بحبالكا
وأحْدث أحْداثاً أضرَّت بمنزلي / يريغُ إلى بيْعِيْهِ منه المسالكا
وراغمني فيما أتى من ظُلامتي / وقال لي اجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا
فما هو إلا نسجُك الشعرَ سادراً / وما الشعرُ إلا ضلَّةٌ من ضلالِكا
مقالةُ وغْدٍ مثلُه قال مثلها / وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا
صدوفاً عن الخيراتِ لا يرأمُ العلا / ولا يحْتَذي في صالحٍ بمثالِكا
مِن القومِ لا يرعَوْنَ حقاً لشاعرٍ / ولا تَقْتدي أفعالُهم بفعالكا
يُعَيّر سُؤَّالَ الملوك ولم يكُن / بعارٍ على الأحرارِ مثلُ سُؤالكا
مُدِلّاً بمالٍ لم يُصِبهُ بحِلّه / وحَقِّ جلال اللَّهِ ثم جلالكا
وحَسْبي عن إثم الأليَّة زاجرٌ / بما امتلأتْ عيني به من جمالكا
وإني وإنْ أضحى مُدِلّاً بماله / لآمُلُ أن أُلفَى مُدِلّاً بمالكا
فإن أخطأتْني من يَمينيْك نعمةٌ / فلا تخطِئنْه نقمة من شمالكا
فكم لقي العافون عَوْداً وبدأةً / نوالكَ والعادون مرَّ نكالكا
وقد قلت للأعداءِ لمَّا تظاهروا / عليّ وقد أوعدتهم بصيالكا
حذارِ سهامي المُصميات ولم تكن / لتُشويَ إن نصَّلتها بنصالكا
وما كنتُ أخشى أن أسام هضيمةً / وخدَّاي نَعْلا بِذْلةٍ من نعالكا
فجلّ عن المظلوم كل ظلامةٍ / وقتْك نفوسُ الكاشحين المهالكا
وتلك نفوسٌ لو عُرِضن على الردى / فِداءً رأى ألا تفي بقبالكا
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدِكْ
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدِكْ / من جَوَى قلبِهِ ومن طولِ صدِّكْ
ومن الجَورِ أن يسالمَ قلبي / حدَّ آبٍ وأن يُشاك بحدِّكْ
حالَ شهرٌ مذممٌ عن سجايا / هُ وما حُلْتَ عن تنكُّر عهدكْ
أحمدُ اللَّهَ ما كذا وعدتْني / عنك فحواك من وثاقةِ عقدِك
قد عرفنا مقدارَ سُخطِك فاجهدْ / أن نرى العفوَ منك أيسر جهدك
إنَّ خُلف الوعيد ليس بعارٍ / لكن العارُ كلُّه خلفُ وعدك
ولقد كان في عِداتك عفوٌ / واغتفارٌ يستنطقاني بحمدك
فاعفُ عنّي تخلُّفي واختلالي / عفوكَ الحرَّ والقَ غييّ برُشدك
قد فعلتُ القبيح وهو شبيهي / خطأً فافعلِ الجميلَ بعمدك
وَفَدَت رغبتي إليك وما زل / تَ تُحيّي بالنُّجح أوجه وفْدك
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على / نفسٍ تمرُّ بها لوعاتُ هجرانِكْ
لشاهدٌ حالفٌ للحالفينَ لها / بأنَّ سرَّك فيه مثلُ إعلانِكْ
قد أوبقتني ذنوبٌ لستُ أعرِفُها / فاجعلْ تغمُّدَها من بعض إحسانكْ
وارفُق بنفسٍ فلم تعْمَهْ وإنْ جهلَت / مقدارُ زلَّتها مقدارُ غفرانك
فإنْ أبيتَ لأيمانٍ مؤكدةٍ / فبَذْلُك العفوَ كفاراتُ أيمانك
عاقبتني بعقابٍ لا أقومُ له / وأنت تَحرَجُ من تقويمِ غلمانِك
لا تجعلنّي قذاةَ الكأسِ مقليةً / بعد اعتداديَ من منفوسِ ريحانك
واذكر وُقيتَ من النسيان أسوَأَه / كوني سُرورَك في أيام أحزانك
أيام آتيك ندماناً فتقبلُني / ولا ترى أنَّ ندمانا كندمانك
عفواً فإنّا عبيدٌ إن صمدْتَ لنا / بالجدّ قاتلتَ منا غيرَ أقرانك
بحقّ منْ أنت راجيه وخائفُهُ / جُدْ باغتفارٍ وأخْمِدْ بعض نيْرانك
وزِنْ ذنوبي بما أسلفتُ من حسنٍ / فإنني لستُ أخشى ظُلمَ ميزانك
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم / عمّا قليل قادمونَ عليكا
لا تنسيَنّهُمُ فإنَّ لديهمُ / شوقاً وشوقاً للحديثِ إليكا
وكأنني بهمُ لديك وإنّما / شمسُ النهارِ بهم هناك لديكا
ولقد ملأتَ يديهِمُ بِكَ غِبطةً / ولقد ملأتَ بهم كذاك يديكا
أقسمتُ أن أخاً نفاكا
أقسمتُ أن أخاً نفاكا / قد برَّ مجتهداً أباكا
أحياهُ حين نفاك عن / ه وكان قد لقيَ الهلاكا
فكأنَّه عيسى المسي / حُ ونَشْرهُ الموتى بذاكا
وكأنكَ الدجَّالُ من / عورٍ وإعوارٍ هناكا
أنا شِبهٌ لخدِّكا
أنا شِبهٌ لخدِّكا / ورسولٌ لعَبْدكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025