الخال في وجنتيك قد لثمك
الخال في وجنتيك قد لثمك / والشَعر أهوى مقبلاً قدمك
ولم تنلني الذي أنلتهما / فليتني قد لثمت من لثمك
نَحلتُ مثل السواك فيك فما / ضرَّك لو أنني رشفت فمك
يا كشحه طال عدل قامته / فاشك إليه من الذي هضمك
يا جفنه اعتاد بالضنى جسدي / فليحتمل فوق سقمه سقمك
دعه يكابد سقمين فيك فما / أهون أمراً كلَّفتَهُ خدمك
يا غصنُ طاولت قدَّه فلئن / يقصفك ريح الصبا فما ظلمك
ويا عنيقيد قستَ وفرته / فيك فإن استطع شربت دمك
يا كعبة الحسن ليس يحسن أن / تريع بالصد من أتى حرمك
يا أسعد الخال فوق وجنته / لقد قضى حجَّهُ من استلمك
يا آس فوق الشقيق من رقمك / يا درُّ بين العقيق من نظمك
من ملأ الريق بالرحيق ومن / بمسكِ خال عليه قد ختمك
مَن فيك أجرى نواظري سُحُباً / لما رأت كالوميض مبتسمك
بميسم الشوق قد كوى كبدي / مَن بِسِماتِ الجمال قد وسمك
أنشاك لي نشوة ومنتزهاً / من أودع الراح والأقاح فمك
مولاي هل أنت راحم كلفاً / لو كنت يوماً مكانه رحمك
لو أنه بالجفا غدا سئماً / من كل لذاته لما سئمك
أضللتني في هواك يا صنمي / لمااتخذت الواشي بنا صنمك
مذ ملتَ عنّي وأنت غصن نقا / ظنك مني مللت واتهمك
تذكر كم ليلة أتيت بها / سرّاً وقلب الظلام قد كتمك
فكيف لم ترع في الهوى ذممي / ولم أزل فيه راعياً ذممك
أقسمت ألا تخون عهدي يا / ريم فأفسدت بالجفا قسمك
ما كنت قدماً زعمت تتبع الوا / شي أو تغتدي كما زعمك
يا طرف كم تشتفي بنظرته / ألم تكن منه تشتكي ألمك
ترعى نجوم السما تعدُّ بها / آثار مولى على السماك سمك
لا تدجُ يا همُّ فالحسين لنا / بدر كشفنا بنوره ظلمك
يا حاضراً ناب أمر غائبنا / احكم فإن الإِله قد عصمك
ما فيك من وصمة تشين سوى / أن العدى لا تطيق أن تصمك
أنت نظام الهدى تبارك من / في سلك هذا الوجود قد نظمك
قد جمع المكرمات فيك كما / في العلم والحلم والتقى قسمك
وسرُّ غيب القديم أنت فمن / قاسك بالحادثات ما فهمك
ما البيت إلا حمى نزلت به / ما الحج إلا لمن أتى حرمك
ما اللوح إلا صحائف نُشِرَت / وكنت فيهنَّ مجرياً قلمك
ما الشهب تسمو على جلالتها / صعيد أرضٍ أوطاتها قدمك
يا بحر من فيضك ارتوى البر / والفاجر لما أبحتهم نعمك
هنيت في عرس شبلك العلم الرا / كز في هامة السها علمك
أنجبت بدرين قصَّرا همم الده / رِ علاً إذ تورثا هممك
فذا تقى قضى بفضلك من / حق المعالي جميع ما لزمك
ليثاً ترى الناس فيه بأسك يا لي / ثُ وغيثاً يريهم كرمك
وذا أبو القاسم المبين لنا / حكمك عند البيان أو حكمك
قف يا يراع الثنا فحسبك أن / يكون فيه محمد ختمك