المجموع : 11
لِلَّهِ عيدٌ كَبيرٌ
لِلَّهِ عيدٌ كَبيرٌ / يَزهو بِنورِ جَبينِك
لَم تَقتَبِلهُ البَرايا / إِلّا لِلَثمِ يَمينِك
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمتَ لِمِصرٍ
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمتَ لِمِصرٍ / قَد رَماها في قَلبِها مَن رَماكا
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمتَ لِمِصرٍ / لَيسَ فيها لِيَومِ جِدٍّ سِواكا
أَحمَدُ اللَهَ إِذ سَلِمتَ لِمِصرٍ / وَوَقاها بِلُطفِهِ مَن وَقاكا
قَد شُغِلنا يا سَعدُ عَن كُلِّ شَيءٍ / وَشُغِلنا بِأَن يَتُمَّ شِفاكا
في سَبيلِ الجِهادِ وَالوَطَنِ المَح / بوبِ ما سالَ أَحمَراً مِن دِماكا
قُل لِذاكَ الأَثيمِ وَالفاتِكِ المَف / تونِ لا كُنتَ كَيفَ تَرمي السِماكا
اِنَّما قَد رَمَيتَ في شَخصِ سَعدٍ / أُمَّةً حُرَّةً فَشُلَّت يَداكا
سَما الخَطيبانِ في المَعالي
سَما الخَطيبانِ في المَعالي / وَجازَ شَأواهُما السِماكا
جالا فَلَم يَترُكا مَجالاً / وَاِعتَرَكا بِالنُهى عِراكا
فَلَستُ أَدري عَلى اِختِباري / مَن مِنهُما جَلَّ أَن يُحاكى
فَوَحيُ عَقلي يَقولُ هَذا / وَوَحيُ قَلبي يَقولُ ذاكا
وَدِدتُ لَو كُلُّ ذي غُرورٍ / أَمسى لِنَعلَيهِما شِراكا
عَطَّلتَ فَنَّ الكَهرَباءِ فَلَم نَجِد
عَطَّلتَ فَنَّ الكَهرَباءِ فَلَم نَجِد / شَيئاً يَعوقُ مَسيرَها إِلّاكا
تَسري عَلى وَجهِ البَسيطَةِ لَحظَةً / فَتَجوبُها وَتَحارُ في أَحشاكا
يا شاعِرَ الشَرقِ اِتَّئِد
يا شاعِرَ الشَرقِ اِتَّئِد / ماذا تُحاوِلُ بَعدَ ذاك
هَذي النُجومُ نَظَمتَها / دُرَرَ القَريضِ وَما كَفاك
وَالبَدرُ قَد عَلَّمتَهُ / أَدَبَ المُثولِ إِذا رَآك
وَسَمَوتَ في أُفُقِ السُعو / دِ فَكِدتَ تَعثُرُ بِالسِماك
وَحَباكَ عَبّاسُ المَحا / مِدَ بِالمَواهِبِ وَاِصطَفاك
وَدَعَتكَ مِصرُ رَسولَها / لِلغَربِ مُذ عَرَفَت عُلاك
فَاِرحَل وَعُد بِوَديعَةِ ال / رَحمَنِ أَنتَ وَصاحِباك
ظَبيَ الحِمى بِاللَهِ ما ضَرَّكا
ظَبيَ الحِمى بِاللَهِ ما ضَرَّكا / إِذا رَأَينا في الكَرى طَيفَكا
وَما الَّذي تَخشاهُ لَو أَنَّهُم / قالوا فُلانٌ قَد غَدا عَبدَكا
قَد حَرَّموا الرِقَّ وَلَكِنَّهُم / ما حَرَّموا رِقَّ الهَوى عِندَكا
وَأَصبَحَت مِصرُ مُراحاً لَهُم / وَأَنتَ في الأَحشا مُراحٌ لَكا
ما كانَ سَهلاً أَن يَرَوا نيلَها / لَو أَنَّ في أَسيافِنا لَحظَكا
كَم وارِثٍ غَضِّ الشَبابِ رَمَيتِهِ
كَم وارِثٍ غَضِّ الشَبابِ رَمَيتِهِ / بِغَرامِ راقِصَةٍ وَحُبِّ هَلوكِ
أَلبَستِهِ الثَوبَينِ في حالَيهِما / تيهَ الغَنِيِّ وَذِلَّةِ المَفلوكِ
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا / كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا
إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ / ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا
في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ / رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا
قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ / أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا
فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ / أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا
قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت / أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا
أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها / وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا
أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم / حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا
لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم / يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا
يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً / ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا
لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ / سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا
بَينَ السَرائِرِ ضِنَّةً دَفَنوكِ
بَينَ السَرائِرِ ضِنَّةً دَفَنوكِ / أَم في المَحاجِرِ خُلسَةً خَبَئوكِ
ما أَنتِ مِمَّن يَرتَضي هَذا الثَرى / نُزُلاً فَهَل أَرضَوكِ أَم غَبَنوكِ
يا بِنتَ مَحمودٍ يَعِزُّ عَلى الوَرى / لَمسُ التُرابِ لِجِسمِكِ المَنهوكِ
تَرَكوا شَبابَكِ فيهِ نَهباً لِلبِلى / واهاً لِغَضِّ شَبابِكَ المَتروكِ
وَحَثَوهُ فَوقَ سَناكِ يا شَمسَ الضُحى / فَبَكى لَهُ بَدرُ السَماءِ أَخوكِ
داسَ الحِمامُ عَرينَ آسادِ الشَرى / يا لَيتَ شِعري أَينَ كانَ أَبوكِ
عَهدي بِهِ يَلقى الرَدى بِمُهَنَّدٍ / يَعلوهُ غِمدٌ مِن دَمٍ مَسفوكِ
يا نَفسَ مَحمودٍ وَأَنتِ عَليمَةٌ / بِطَريقِ هَذا العالَمِ المَسلوكِ
عَهِدوكِ لا تَتَصَدَّعينَ لِحادِثٍ / أَوَ أَنتِ باقِيَةٌ كَما عَهِدوكِ
هَذا التُرابُ وَأَنتِ أَعلَمُ مُلتَقى / هَذا الوَرى مِن سوقَةٍ وَمُلوكِ
هَل أَنتِ إِلّا بَينَ جَنبَي ماجِدٍ / صَعبِ الشَكيمَةِ لِلخُطوبِ ضَحوكِ
يُغضي بِحَضرَتِهِ الزَمانُ فَيَلتَقي / عِزُّ المَليكِ وَذِلَّةُ المَملوكِ
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ / وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ
حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها / شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي
وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم / أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ
وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ / هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ
يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني / نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ
مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها / وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ
ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني / مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي
تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ / وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ
وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني / قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ
قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً / وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ
كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها / زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي
إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها / إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ
سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت / مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ
رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري / وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ
يا مَليكاً بِرَغمِهِ يُلبَسُ التا
يا مَليكاً بِرَغمِهِ يُلبَسُ التا / جَ وَيَرقى لِعَرشِهِ مَملوكا
إِن أَتَمَّت يَداكَ تَخريبَ مِصرٍ / فَلَقَد مَهَّدَ الخَرابَ أَبوكا
أَبقِ شَيئاً إِذا مَضَيتَ ذَميماً / عَن قَريبٍ يَأتي عَلَيهِ بَنوكا