المجموع : 37
تُرى مِن دُموعي قَبلَ تَرجِعُ مِن دَمٍ
تُرى مِن دُموعي قَبلَ تَرجِعُ مِن دَمٍ / سُقيتَ فَأَطلَعتَ الأَقاحَ شَريقا
فَلَمّا جَرَحتَ القَلبَ صارَت مَدامِعي / دِماءً فَأَورَت وَجنَتَيكَ شَقيقا
أَظُنُّ جُفوني عَرَّسَت إِذ نَظَرتَهُ / فَأَخلِق بِدَمعي أَن يَكونَ خَلوقا
بَدا فَوقَ وَردِ الخَدِّ مِسكَةُ خالِهِ / وَإِن زادَتِ الأَنفاسُ صارَ فَتيقا
وَبَدرٍ بِأَفلاكِ الخَواطِرِ طالِعٌ
وَبَدرٍ بِأَفلاكِ الخَواطِرِ طالِعٌ / وَغُصنٍ بِأَوراقِ العِذارِ وَريقُ
لَئِن بِتُّ في بَحرٍ مِنَ الفِكرِ سابِحاً / فَإِنسانُ عَيني في الدُموعِ غَريقُ
ما كَذَبَ العاذِلُ لا بَل قَد صَدَقْ
ما كَذَبَ العاذِلُ لا بَل قَد صَدَقْ / كُلُّ جَديدِ الحُسنِ ذو عَهدٍ خَلَقْ
أَقولُ إِذ مَرَّ عَلَيَّ سانِحاً / سُبحانَ مَن قَد صاغَ ظبياً مِن عَلَقْ
وَماءِ عَينٍ نارُ قَلبٍ دونَها / كَالجيدِ قَد أَلبَستَهُ ثَوبَ المَلَقْ
وَلاحَ غُبارٌ فَوقَ مَصقولِ خَدِّهِ
وَلاحَ غُبارٌ فَوقَ مَصقولِ خَدِّهِ / وَكُلِّ صَقيلِ بِالغُبارِ لَصيقُ
وَقَد كانَ فيهِ لِلخَواطِرِ مَنزِلٌ / فَما صارَ فيهِ لِلعُيونِ طَريقُ
تَنَقَّلتَ في حالٍ فحالٍ مَعَ الهَوى / فَأَنتَ حَبيبٌ ثُمَّ أَنتَ صَديقُ
وَلَم يُخطِني مِن ذَلِكَ الثَغرِ راحَةٌ / تَناثَرَ دُرٌّ أَو تُرُشِّفَ ريقُ
غَدا الذِكرُ يُلقي في جَهَنَّمَ خاطِري / وَلَيسَ لَها بَعدَ السُلُوِّ شَهيقُ
أُحِبُّهُ وَالسَماءِ وَالطارِقْ
أُحِبُّهُ وَالسَماءِ وَالطارِقْ / حَبّاً عَفيفاً ما اِسمي بِهِ عاشِقْ
ما ثَمَّ إِلّا عَينٌ أُنَعِّمُها / وَقَولُ سُبحانَ رَبّيَ الخالِقْ
فَلا يُعَق عَنهُ خاطِري عَذَلٌ / وَلا يَكُن عَن عِبادَتي عائِقْ
وَيا حَبيباً في مِسمَعي مَلَقٌ / مِنهُ وَفي العَينِ خُلَّبُ البارِقْ
طَرفُكَ مَردودَةٌ شَهادَتُهُ / وَما أَجازوا شَهادَةَ الفاسِقْ
سَرَقتَ قَلبي وَعَينُكَ اِعتَرَفَت / ما تَكتُمُ العَينُ ريبَةَ السارِقْ
وَإِنَّ اِخضِرارَ الغُصنِ بَعدَ اِستِلانَةٍ
وَإِنَّ اِخضِرارَ الغُصنِ بَعدَ اِستِلانَةٍ / وَإِنَّ تَمامَ البَدرِ عِندَ مَحاقِهِ
حَمى اللَهُ مِن حُمّاهُ وَردَةَ خَدِّهِ / فَلا مُلِّيَت مِنهُ بِطيبِ عِناقِهِ
وَمِمّا أَطابَ النَفسَ أَنَّ سَقامَهُ / سَيَعقُبُهُ وَصلُ الشِفا بِفِراقِهِ
تَعَلَّقَت بِفُؤادي نارُ كُلِّ هَوىً
تَعَلَّقَت بِفُؤادي نارُ كُلِّ هَوىً / فَما سَوادُ فُؤادي غَيرُ حُرّاقِ
وَقامَ ساقٍ عَلى ساقٍ يُقيمُ بِها / حَربي فَقامَت لِيَ الدُينا عَلى ساقِ
عَلى ذِكراهُ أَيّامَ الفَنيقِ
عَلى ذِكراهُ أَيّامَ الفَنيقِ / جَرى مِن عَينِهِ عَينُ العَقيقِ
فَمِنها وَالحَيا ما اِحمَرَّ ماءٌ / سَقى فَاِنشَقَّ تُربٌ عَن شَقيقِ
وَلَيسَ الدَمعُ مِنهُ صَوبَ ماءِ / كَما ظَنّوهُ بَل ذَوبَ الحَريقِ
يُكَلِّفُني العَذولُ سَماعَ قَولٍ / مِنَ الأَنفاسِ يَأخُذُ بِالمَضيقِ
رُوَيدَكَ لا أُعيرُكَ غَدرَ سَمعي / أَأَسمَعُ مِن عَدُوٍّ في صَديقِ
وَحَلَّ حَديثُهُ مِنّي مَحَلّاً / هُوَ المَوصوفُ قِدماً بِالسَحيقِ
وَما حُسنُ السَلامَةِ فَوقَ بَرٍّ / وَيا قُبحَ الشَماتَةِ بِالغَريقِ
ما عَقرَبٌ لِلنَدِّ وارِدَةٌ
ما عَقرَبٌ لِلنَدِّ وارِدَةٌ / جَمرَ الهَوى وَالنَدُّ ما اِحتَرَقا
لَو كُنتَ تَدنو مِن مُقَبَّلِها / لَشَمَمتَ ذاكَ النَدَّ إِذ عَبِقا
ما حَيَّةٌ في الخَدِّ يا سَكَني / سَكَنَت وَأَغرَت خَلفَها نَزَقا
لَم تَرقَ خَدَّكَ وَهيَ ما لَدَغَت / إِلّا وَقَد أَلجَمتَها بِرُقى
وَجَزاؤُها مِن رُقيَةٍ نَسَقٍ / قُبَلٌ يُؤلِّفُها الهَوى نَسَقا
أَما تَرى في خَدِّهِ عَقرَباً
أَما تَرى في خَدِّهِ عَقرَباً / لَيسَ لَها في نارِهِ مِن فَرَقْ
وَعَقرَبٌ قلتم فَلا لامِسٌ / وَقُلتُمُ نَدٌّ فَلِمْ لا اِحتَرَقْ
سَوداءُ في حَمراءَ تَحكي لَنا / بَقِيَّةً مِن لَيلَةٍ في شَفَقْ
وَشَدَّ وَثاقي في الهَوى وَشَكَرتُهُ
وَشَدَّ وَثاقي في الهَوى وَشَكَرتُهُ / فَلَو لَم يُرِدني لَم يَشُدَّ وَثاقي
عَسى تُعقِبُ الأَيّامُ حالاً بِغَيرِها / فَيُعقِبُ ضيقَ الهمِّ ضيقُ عِناقي
مَتى يَفرَحُ المُضنى بِيَومِ لِقائِهِ / إِذا كانَ مَشفوعاً بِعامِ فِراقِ
وَزَفَّ لِيَ الدُنيا عَقيلَةَ خاطِبٍ / فَما خِلتُهُ إِلّا كِتابَ صَداقِ
صُفرَةٌ بِالمُحِبِّ راعَت مِنَ السُق
صُفرَةٌ بِالمُحِبِّ راعَت مِنَ السُق / مِ وَأُخرى عَلى الحَبيبِ تَروقُ
فَإِذا ما رَأَيتَ هَذا وَهَذا / قُلتَ مَن مِنهُما هُوَ المَعشوقُ
فَلا حَلَّتِ الأَيّامُ عَقدَ زِمامِهِ
فَلا حَلَّتِ الأَيّامُ عَقدَ زِمامِهِ / وَلا سَلَبَتهُ الشَمسُ ظِلَّ رِواقِهِ
وَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى رَشفِ تَربِهِ / وَإِلقاءِ صَدري فَوقَهُ بِعِناقِهِ
وَكَم بِتُّ عَطشاناً إِلى مَورِدِ اللَمى
وَكَم بِتُّ عَطشاناً إِلى مَورِدِ اللَمى / وَإِن كُنتُ في بَحرِ الدُموعِ غَريقا
فَريقَينِ وَدَّعنا فَريقاً أَحِبَّةً / تَعِزُّ عَلَينا وَالقُلوبَ فَريقا
وَلا رَوحَ في الشَكوى وَأَيَّةُ راحَةٍ / بِما سَرَّ أَعداءً وَساءَ صَديقا
وَإِنّا لَنَنعي كُلَّ دارٍ بِقَدرِها / بِأَيَّةِ ما نَبكي العَقيقَ عَقيقا
وَما زالَ سَيلُ الدَمعِ يَجري بِرَبعِهِم / إِلى أَن رَأَينا الدَمعَ صارَ طَريقا
حَمامَ اللِوى إِنّي كَما يَشهَدُ الهَوى / لَأَولى بِضَمِّ الغُصنِ مِنكَ وَريقا
وَكَم باتَ وَالتَغريدُ يَهفو بِعَطفِهِ / فَأَصبَحَ مَنهوكَ القَوامِ دَقيقا
إِلى أَن حَسِبناهُ مِنَ السُقمِ عاشِقاً / وَكانَ يَرى العُشّاقُ مِنهُ عَشيقا
إِذا دَقَّ ساقاً طالِعاً جُلَّنارُهُ / ظَنَنتَ غُصونَ البانِ عُدنَ شَقيقا
بِاللَهِ يا بَدرَ التَما
بِاللَهِ يا بَدرَ التَما / مِ أَما لِهَجرِكَ مِن مَحاقِ
أَمسَيتَ في نورِ الكَما / لِ وَبِتُّ في نارِ اِحتِراقي
سَأَركَبُ بَحرَ الهَوى مُقدِماً
سَأَركَبُ بَحرَ الهَوى مُقدِماً / فَأَمّا غِنائي وَإِمّا الغَرَقْ
وَأَغيَدَ لَمّا دَجا عَتبُنا / تَبَدّى عَلى الخَدِّ مِنهُ شَفَق
صَفا فَوقَ خَدَّيهِ خَمرُ الصِبا / فَكانَ الحَبابُ عَلَيهِ العَرَق
إِلى اللَهِ أَشكو فَكَم حادِثٍ / طَرا في هَواهُ وَخَطبٍ طَرَق
ضَعيفَينِ مِن جَفنِهِ وَالوِدادِ / فَلَيتَ الضَعيفَ لِضَعفي يَرِق
وَصَعبَينِ مِن لَوعَتي وَالوِصالِ / فَلا تِلكَ هانَت وَلا ذا اِتَّفَق
وَماءَينِ مِن وَجهِهِ وَالعُيونِ / وَهَذا أَقامَ وَذاكَ اِندَفَق
وَنارَينِ في خَدِّهِ وَالقُلوبِ / سَناها لِغَيري وَعِندي الحُرَق
قُم فَاِسقِني مِمّا تُرَوِّقْ
قُم فَاِسقِني مِمّا تُرَوِّقْ / كَأساً على الظَلماءِ تُشرِقْ
أَنفِق مِنَ الذَهَبِ الَّذي / أوتيتَهُ إِن كُنتَ مُنفِق
أَكُؤوسُنا إِلّا جَوا / ري ما وَساقينا يُغَرِّق
وَاِشمَت بِذا الهَمِّ المُغَر / ربِ خيفَةَ القَدَحِ المُشَرِّق
وَاِسرِق بِنا الأَيّامَ فَال / أَيامُ لِلأَعمارِ تَسرِق
عرسُ المَسَرَّةِ لَيسَ في / هِ سِوى المُدامَةِ مِن مُخَلِّق
أَحرِق بِها هَمّي فَإِن / نَكَ مُحرِقٌ ما كانَ مُحرِق
بُقياً عَلى نارِ الكُئو / سِ وَكُفَّ عَن نارِ المُحَلِّق
وَاِسكُت فَإِنَّ العودَ يَن / طِقُ وَهوَ أَعذَبُ مِنكَ مَنطِق
مُتَبَجبِجٌ بِالمَسِّ أَو / مُستَأذَنٌ بِالنَقرِ مُرهق
أَتُراهُ عوداً يابِساً / أَنَّى وَبِالإِطرابِ يورِق
وَمُمَزِّقٍ عَنّا القَمي / صَ فَما اِسمُهُ إِلّا المُمَزِّق
أَرَأَيتَ أَحسَنَ مِن حَدي / ثِ العودِ حَيثُ اللَيلُ يطرق
وَكَأَنَّني بِيَدِ الدجى / في جَيبِهِ طَرَباً تَشَقِّق
وَالنَجمُ مُشفٍ مُدنَفٌ / مِن لَونِهِ الشَفَقيِّ مُشفِق
وَالصُبحُ مِن وَجهِ الفُلا / نِ كَما تَقولُ الشَمسُ تُشرِق
وَالشَمسُ مُؤمِنَةٌ بِمُع / جِزِ نورِ طَلعَتِهِ تُصَدِّق
وَرَشاشُ بَحرِ النَقع يو / مَ حُروبِهِ لِلشَمسِ يُغرِق
وَإِذا المُحَدِّثُ قال عَن / هُ فَكُلُّ مَن سَمِعَ المُصَدِّق
قُل ما تَشاءُ وَزِد وَبا / لِغ إِنَّكَ الثَبتُ المُحَقِّق
حوشيتَ إِنَّ سِواكَ يَل / تَقِطُ الفَرائِدَ أَو يُلَفِّق
عَلِّق عُقودَ الدُرِّ بِال / أَقلامِ جاهِدَةً تُعَلِّق
وَقَد اِستَجَرَّ مِنَ التِجا / رِ الدُرَّ وَالشُعَراءُ تُنفِق
فَاِستَنفَدوا مِنهُ حَوا / صِلَ دُرِّهِ فهوَ المُغَلِّق
وَكَأَنَّ مادِحَهُ يُغَر / ردُ وَهوَ بِالأَموالِ يَنعِق
الفَرعُ يُثمِرُ وَالثَرى / أَثرى ثَرىً وَالعِرقُ مُعرِق
يا عارِضَ الكَرَمِ الَّذي / ما زالَ يُغرِق حينَ يُغدِق
لِلسُحبِ دَعوى في النَدى / بَطَلَت بِحَقٍّ مِنكَ يُزهِق
صَفا الدَهرُ في مُلكِ العَزيزِ بنِ يوسُفٍ
صَفا الدَهرُ في مُلكِ العَزيزِ بنِ يوسُفٍ / فَلَم يَبقَ فيهِ لِلشَوائِبِ باقِ
فَلا عَقرَبٌ إِلّا بِخَدِّ مَليحَةٍ / وَلا جَورَ إِلّا في وِلايَةِ ساقِ
يا مالِكَ الحَسَنَينِ وَال
يا مالِكَ الحَسَنَينِ وَال / حسنَينِ مِن خَلقِ وَخُلقِ
لَو لَم يَكُن مِن فَضلٍ مَد / حِيَ فيكَ إِلّا فَضلُ صِدقي
ما ضَرَّ جَهلُ الجاهِلي
ما ضَرَّ جَهلُ الجاهِلي / نَ وَلا اِنتَفَعتُ أَنا بِحِذقي
وَزِيادَتي في الحَذقِ فَه / يَ زِيادَةٌ في نَقصِ رِزقي