المجموع : 5
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ
أنَوماً وَقَد بَانَ الخَليطُ تَذُوقُ / ودار كزعم العادلات مذيق
وَهَبكَ التَمَست الطَّيفَ مِن السُّها / أرَدّاهُ غَيمٌ أم جلاهُ شُروقُ
وَمَن ذَا يُجَارِي الشُّهبَ فِي حَلَبَاتِهَا / إذا حَثّها نَحوَ المَغِيبِ خَفوقُ
لَقَد سَاقَ نَحوِي كُلّ سُهدٍ وَلَوعَةٍ / بُرَيقٌ إلَى ثَغرِ الحَبِيبِ يَشوقُ
سرَى بَعد وخطِ الشَّيبِ في لِمّةِ الدُّجَى / يُخَضّبُ فَودَ اللَّيلِ مِنهُ خَلُوقًُ
جَفَا وَصَفا فَاعتَزّ واكتنّ لَاعِباً / كَمَا نَبَضَت تَحتَ البَنانِ عُرُوقُ
وَجَالَ عَلَى مِسكِ الظّلامِ عَبِيرُهُ / كَمَا ذَابَ فَوقَ الآبنوسِ عقيقُ
أَامرِي بِهِ طَرفِي مَحَلٌ مَدامِعِي / وَلا غَروَ أَن تَمرِي الغَمَامَ بُرُوقُ
وََإنِّي بِشَيمِ البَرقِ مِن جَانِبِ الحِمَى / وشمّ الصّبا مِن حَرِّه لَخَلِيقُ
ذَكَرتُ بِهِ الأحبًابًَ إذ أنَا يَافِعٌ / وإذ غُصُنِي لَدنُ الفُرُوعِ وَرِيقُ
وَإِذا أنًا مَغرورٌ عَلَى الجَهلِ فِي الهَوَى / وَشَأوُ ارتِكَاضِي في النََّشَاطِ عَمِيقُ
وَإِذ هِمَّتِي تُثنَى إلى غَيرِ هَمِّها / وَلا أنا مأخُوذٌ عَلَيَّ طَرِيقُ
ولا شَيءَ إلا مَا أُرِيدُ وَأشتَهِي / ولا عَائِقٌ مِن دُونِ ذَاكَ يَعُوقُ
فَجُوزيَ خَيراً من زمَانٍ مَضَى بِهِ / أخٌ لِوِصَالِ الغَانِيَاتِ شَقِيقُ
فَإن أنَأ لَم أُتبِعهُ لَهفاً وَعَبرَةً / فَمَأ تِلك إلا جَفوَةٌ وَعُقُوقُ
وَإِني لِمَاءِ اللّهوِ والزَّهوِ وَالصِّبَا / وَمَاءِ شُؤُونِي بَعدَه لَمُرِيقُ
فَوجدِي بِهِ كاسمِي عَلِيٌّ زَفِيرُه / وَجَدِّيَ مِن نَعتِ الفُؤَادِ حَرِيقُ
وَأحسَنُ مِن ذِكرَى شَبَاب طَوَيتُهُ / ثَناءٌ بآفاقِ البلادِ طَلِيقُ
تَخُبّ بِهِ تَحتَ الرُّوَأةِ نََائِبٌ / عَلِيهنَّ من دُر الكلام وُسُوق
تَسيرُ بِهِ شَرقاً وَغَربا فَدَأبُهَا / رَحيلٌ وَنَصٌّ دَائِم وَخَِفيقُ
أحَيّي بهِ مِن وَجهِ يوسُفَ قِبلَةً / أحنُّ إلَى استِقبالِها وَأتوقُ
يُصلِّي إلَى مِحرَابِهَا الأمَلُ الَّذِي / بِهِ ألمٌ من غَيرِها فيُفِيقُ
مَحيّاًَ يُعِيدُ اللَّيلَ أبيَضَ ناصِحاًَ / وَتَبدُو لَهُ شَمسُ الضُّحَى فَيَفُوقُ
مَطِلٌّ عَلَى نيقِ العلا لم يًَزل لَهُ / بِكُلِّ فِجاجٍِ المعلًُواتِ طَرِيقُ
إِذَا صالَ أو سارَ انتِقاماً وَعَزمَةً / تَجَرّدَ صَمصامٌ وَصالَ فَنيقُ
يُسدِّدُ مِن آرائهِ سَهمَ فِطنَةٍ / لَهُ من رَمَايا المُشكلاتِ مُرُوقُ
تَطيرُ بِهِ حِين البهديهَةِ قُذّةٌ / وَيَحفِزه بَعدَ الرَّوِيَّةِ فُوقُ
وَمهمَا يَغص معنًى دقيقٌ يحيلُه / عَلَيه افتِكَارٌ فِي الغُيُومِ دَقيقُ
وَوَكّلَ بالأيام من فَضلِ سَيبِهِ / نَدىً لِفُتوقِ النّائباتِ رَتُوقُ
ظَنَنّا بِهِ من كَثرة البذلِ أنّنا / لَنا إرثُ مالٍ عِندًَهُ وحُقوقُ
عَمِيدٌ عَمِيدٌ بالمَحامِدِ والعُلَى / وَمُغرىً ببنتِ المَكرُمَات مَشُوقُ
مَنَزِلُهُ وَقفٌ عَلَى الزَّدِ والقِرى / يَحُلُّ فَرِيقٌ إِذ يَسِيرُ فِريقُ
فدونَكَها بِكراً مُوَفّىً صَدَاقُهَا / بِعُذرَتِها دونَ الأنامِ حَقِيقُ
لَهَا إمرَة عندَ الكلامِ مُطاعَةٌ / وَمُنتَسَبٌ يَومَ القَرِيضِ عَرِيقُ
فَهَنَّأكَ الأَعياد مَن زادَ حُسنَها / بِوَجهِك مَا وَالَى الظَّلامَ شُرُوقُ
فَما أَخفَقَت لِلسَّفرِ نَحوَكَ رِحلَةٌ / وَلا كَسَدَت لِلحَمدِ عِندَك سوقُ
كَلَّمتُهُ فَاصفَرَّ مِن خَجَلٍ
كَلَّمتُهُ فَاصفَرَّ مِن خَجَلٍ / حَتَّى اكتَسَى بِالعَسجَدِ الوَرِقُ
وَسَألتُهُ تَقبِيلَ رَاحَتِهِ / فَأبَى وقَالَ أخَافُ أحتَرِقُ
حتَّى زَفِيرِي عَاقَ عِن أمَلِي / إِنَّ الشَّقِيَّ بِرِيقِهِ شَرِقُ
يَا وَيحَ مَن بالمَغرِبِ الأقصَى ثَوَى
يَا وَيحَ مَن بالمَغرِبِ الأقصَى ثَوَى / حَذَرَ العِدَى وَحَبِيبُهُ بِالمَشرِقِ
لَولا الحِذَارُ عَلَى الوَرَى لَمَلأتُ مَا / بَينِي وَبَينَهُ مِن زَفِيرٍ مُحرِقِ
وَسَكَبتُ دَمعِي ثُمَّ قُلتُ لِسَكبِهِ / مَن لَم يَذُب مِن زَفرَتِي فَليَغرَقِ
لَكِن خَشِيتُ عِقَابَ رَبِّي إِن أنَا / أَحرَقتُ أو أغرَقتُ مَن لَم أخلُقِ
رَعَاك اللهُ هَذَا وَقتُ ضَيقِ
رَعَاك اللهُ هَذَا وَقتُ ضَيقِ / وَقَد ذَهَلَ الصَّدِيقُ عَنِ الصَّدِيقِ
وَأسوَاقُ المَتَاجِرِ كَاسِدَاتٌ / فَلَيتَ كَذَاكَ أسوَاقَ الدَّقِيقِ
وَإِنَّكَ أَكثَرُ المُثرِينَ يَوماً / إِذا أحرَزتَ شُكرَ بَنِي حَرِيقِ
صِغَرُ الرَّأسِ وَطولُ العُنُق
صِغَرُ الرَّأسِ وَطولُ العُنُق / خِلقَةٌ مُنكَرَةٌ في الخِلَق
فإذا أبصَرتَهَا مِن رَجُلٍ / فاِقضِ في الحِينِ لَهُ بالحُمُقِ