المجموع : 6
أيها المنقذي أنت على البعد
أيها المنقذي أنت على البعد / صديق لنا ونعم الصديق
ليس فيما تأتيه من بر أفعالك / للطالب الحقوق عقوق
فلهذا نرى مواصلة الكتب / تباعاً اليك مما يليق
ونناجيك بالمهمات إذ أنت / بالقائها اليك خليق
وأهم الأمور أمر جهاد الكفر / فاسمع فعندنا التحقيق
واصلتهم منا السرايا فأشجاهم / بكور منا لهم وطروق
وأباحت ديارهم فأباد القوم / قتل ملازم وحريق
وانتظرنا بزحفنا برء نور الدين / علماً منا بأنه سيفيق
وهو الآن في أمان من اللّه / وما يعتريه أمر يعوق
ما لهذا المهم مثلك مجد الدين / فانهض به فأنت حقيق
قل له لا عداه رأي ولا زال / لديه لكل خير طريق
أنت في حسم داء طاغية الكفار / ذاك المرجو والمرموق
فاغتنم بالجهاد أجرك كي تلقى / رفيقاً له ونعم الرفيق
ولما حضرنا للسباق تبادرت
ولما حضرنا للسباق تبادرت / خيول ومن أهواه أقدمها سبقا
على أشقر شبه اللهيب توقداً / ولونا فقلنا البدر قد ركب البرقا
أنست بكم دهراً فلما ظعنتم اس
أنست بكم دهراً فلما ظعنتم اس / تقرت بقلبي وحشة للتفرق
وأعجب شيء أنني يوم بينكم / بقيت وقلبي بين جنبي ما بقي
أرى البعد ما بيني وبين أحبتي / كبعد المدى ما بين غرب ومشرق
ألا جددي يا نفس وجدا وحسرة / فهذا فراق بعده ليس نلتقي
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنسيقهِ
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فأنبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
نزهت في بستان نظمك خاطري / فحظيت من زهر الربا بأنيقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لحقوقه / لا مهمل أبداً حقوق صديقه
لا فرق بين خياله ووصاله
لا فرق بين خياله ووصاله / في سرد ماطله وفي تحقيقه
نفق التأدب عندنا في سوقه
نفق التأدب عندنا في سوقه / وبدا اليقين لنا بلمع بروقهِ
أهدى لي القاضي الفقيه عرائساً / فيها بديع الوشي من تنميقه
فأجلت طرفي في بديع رياضه / من ورده وبهاره وشقيقه
فكأنما اجتمع الأحبة فانبرت / يد عاشق تهوى إلى معشوقه
أدب سعى منه إلى غاياته / وأتى فسَّد عليه مر طريقه
ولقد علمت بأن فضلك سابق / يعتد من جاراه من مسبوقه
فلذا اقتصرت ولم أر الامعان في / شأو أمرئ أصبحت غير مطيقه
وأرى الزمان جرى على عاداته / في جمعه طوراً وفي تفريقه
والشوق في قلبي تضرم وهجه / فمتى أراه يكف عن تحريقه
والدمع من عيني لمح فهل يرى / من بحره يوماً نجاة غريقه
نزهت في بستان نظمك ناظري / فحظيت من زهر الربا بانيقه
أنت امرؤ من قال فيك مقالة / الغالي فكل الخلق في تصديقه
وأنا أرى تقديم حاجة صاحبي / من دون حاجاتي أقل حقوقه
وكذا الكريم فمهمل لاموره / لا مهمل أبداً أمور صديقه
هذا النجاح فكل ما قد رمته / قد عم فانظر منه في تحقيقه