وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ
وَجه القَضية مِن جِهادك مُشرقُ / وَعَلى جِهادك مِن وقارك رَونَقُ
لِلّه قَلبك في الكُهولة إِنَّهُ / تَرك الشَبيبة في حَياءٍ تطرقُ
قَلب وَراء الشَيب مُتقد الصِبّا / كَالجَمر تَحتَ رَماده يَتَحَرَّقُ
أَقدَمتَ حَتّى ظلَّ يَعجب واجِماً / جَيش مِن الأَيام حَولك محدقُ
تِلكَ الثَمانون التي وَفّيتها / في نصفها عذرٌ لِمَن لا يَلحَقُ
لَكِن سَبقت بِها فَما لمقصّرٍ / سَبَب لمعذرة به يتعلّق
عَمّرتَها كَالدَوح ظاهر عَوده / صلب وَما يَنفك غَضاً يورقُ
وَطَني أَخاف عَلَيك قَوماً أَصبَحوا / يَتَساءلون مَن الزَعيم الأَليقُ
لا تَفتَحوا بابَ الشقاق فَإِنَّهُ / باب عَلى سود العَواقب مُغلَقُ
وَاللَه لا يُرجى الخَلاص وَأَمرَكُم / فَوضى وَشَمل العاملين ممزقُ
أَينَ الصُفوف تَنَسّقَت فَكَأَنَّما / هِيَ حائط دون الهَوان وَخَندقُ
أَينَ القُلوب تَأَلَّفَت فَتَدافَعَت / تَغشى اللَهيب وَكُل قَلب فَيلقُ
أَينَ الأَكُفُّ تَصافَحَت وَتَساجَلَت / تَبني وَتَصنع لِلخَلاص وَتنفقُ
أَما الزَعامةُ فَالحَوادث أُمُّها / تُعطى على قَدر الفِداء وَتُرزَقُ
يا ابنَ البِلاد وَأَنتَ سيد أَرضِها / وَسَمائِها إِنّي عَليك لمشفقُ
انظر لِعيشك هَل يسرك أَنَّهُ / وِردٌ يَغيض وَهجرة تَتَدفقُ
ماذا يردّ الظلم عَنك أَحسرةٌ / أَم زَفرَةٌ أَم عَبرةٌ تَتَرقرقُ
أَم بثُّك الشَكوى تَظن بَيانَها / سحراً وَحجَّتها الضحى يَتَأَلَقُ
لا تَلجَأنَّ إِذا ظُلِمتَ لِمَنطق / فَهُناك أَضيع ما يَكون المَنطِقُ
أَفضى الرَئيس إِلى ظِلال نَعيمه / وَاِرتاحَ قَلبٌ بِالقَضية يَخفق
آثاره ملءُ العُيون وَروحه / ملءُ الصُدور وَذكره لا يَخلقُ