القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أبي حَصِينة الكل
المجموع : 5
عِديني مِنكِ هَجراً أَو فِراقا
عِديني مِنكِ هَجراً أَو فِراقا / فَلَستُ أُطيقُ نَأياً وَاِشتياقا
فَلَو حَمَّلتِ ما حَمَّلتِ قلبي / سَنيراً أَو ثَبيراً ما أَطاقا
مَلَأتِ جَوانِحي بِالبَينِ ناراً / فَخِفتُ عَلَيكِ في قَلبي اِحتِراقا
تَدَيَّرتِ العَقيقَ فَكانَ فَأَلاً / ثَناني عَن لِقائِكُمُ وَعاقا
وَلَمّا أَن نَزَلتِ شَقيقَ خَبتِ / تَعَلَّمتِ الخِيانَةَ وَالشِقاقا
وَأَرضاكِ البُكا فَوَدِدتُ أَنّي / أُصَيِّرُ كُلَّ عُضوٍ فِيَّ ماقا
وَلَمّا أَن أَيِست مِنَ التَلاقي / مَنَعتُ جُفونَ عَيني أَن تَلاقى
بِرُوحي مَن أُفارِقُهُ وَأَدري / بِأَنّي لا أُطيقُ لَهُ فِراقا
أُعاتِبُهُ عَلى وَجَلٍ سِراراً / وَأَلمَحُهُ سِراراً وَاِستِراقا
وَأَنفاسِي تَغارُ إِذا التَقَينا / فَتَمنَعُنا حَرارَتها العِناقا
وَحَرفٍ مِثلِ حَرفِ النِيقِ حُثَّت / عَلى لَغَبٍ فَأَلغَبَتِ النِياقا
كَأَنّي راكِبٌ في البِيدِ مِنها / إِلى الحاجاتِ بَرقاً أَو بُراقا
بَراها الشَوقُ حَتّى أَشبَهَتهَا / بُراها أَيطَلاً مِنها وَساقا
فَما أَبقى بِها التَأويبُ طِرقاً / وَلا تَرَكَ الوَجيفُ لَها طِراقا
إِلى مَلِكٍ عَلا في كُلِّ فَضلٍ / إلى أَن طَبَّقَ السَبعَ الطِباقا
أَبي العُلوانِ مُوسِعِ كُلِّ رِزقٍ / إِذا ما الرِزقُ عِندَ سِواهُ ضاقا
فَتىً تَلَقاهُ في سِلمٍ وَحَربٍ / أَجَلَّ فَتىً يُلاقي أَو يُلاقى
تَمَلَّكَنِي نَداهُ وَكُنتُ حُرّاً / فَما أَبغي لَهُ أَبَداً إِباقا
وَقَيَّدَني فَقيَّدتُ القَوافي / فَأَحكَمَني وَأَحكَمَها وِثاقا
وَقَد زُرتُ المُلوكَ فَلا جَلالاً / جَهِلتُ مِنَ المُلوكِ وَلا دُقاقا
فَلَم أَرَ مِثلَهُ في الناسِ خَلقاً / إِذا فَتَّشتُ عَنهُ وَلا خَلاقا
أَذالَ الخَيلَ في طَلَبِ المَعالي / وَأَفنى السُمرَ وَالبِيضَ الرِقاقا
سَعى وَسَعى الكِرامُ إِلى مَداهُ / فَما لَحِقُوهُ إِذ رامُوا اللَحاقا
تَراهُ فَلا تَرى ما بَينَ شَرقٍ / وَغَربٍ مِثلَهُ إِلّا اِتِّفاقا
يَفُوقُ عَلى المُلوكِ حِجىً وَفَضلاً / فَسَلهُ إِذا اِنتَشى وَإِذا أَفاقا
كَأَنَّ عَلى الأَسِرَّةِ مِنهُ بَدراً / وَلَكِن قَطُّ ما عَرَفَ المَحاقا
تَوَدُّ الشَمسُ لَو خُلِقَت مَداساً / لَهُ وَالشُهبُ لَو صُنِعَت نِطاقا
لَقَد كَسُدَ الثَناءُ بِكُلِّ أَرضٍ / وَقَد صَيَّرتَ أَنتَ لَهُ نفاقا
وَلَمّا أَن عَلَوتَ عَلى البَرايا / وَفُقتُهَمُ عَلا شِعري وَفاقا
فَكَم بِكرٍ زَفَفتُ إِلَيكَ مِنهُ / فَكانَ نَدى يَدَيكَ لَها صِداقا
فَلا تَطلُب لَها صَوناً فَإِنّي / ضَمِنتُ لَها اِنطِلاقاً لا طَلاقا
وَمَرتٍ مِثلِ لُجِّ البَحرِ مَدَّت / بِهِ الظَلماءُ مِن سَبَجٍ رِواقا
شَطون البِيدِ غامِضَةٍ صُواهُ / رَمَيتُ بِهِ السَجَوجاةَ الدِفاقا
إِذا خِفنا الضَلالَ بِهِ هَدانا / جَبينُكَ حينَ يَأتَلِقُ اِئتِلاقا
هَناكَ العِيدُ يا مَلِكاً جَواداً / أَنافَ عَلى بَني الدُنيا وَراقا
فَلا زالَت جُيوشُكَ مالِكاتٍ / عَلى الأَعداءِ شاماً أَو عِراقا
بَغى باغٍ عَلَيكَ فَعاقَبَتهُ / لَكَ الدُنيا فَذاقَ كَما أَذاقا
فَعِش لِلمَكرُماتِ أَثير عَيشٍ / تُحالِفُهُ اصطِباحاً وَاغتِباقا
فَقَدرُكَ كُلَّ يَومٍ قَد تَسامى / وَجَدُّكَ كُلَّ يَومٍ قَد تَراقى
أَقُولُ وَقَد أَشرَفتُ ذاتَ عَشِيَّةٍ
أَقُولُ وَقَد أَشرَفتُ ذاتَ عَشِيَّةٍ / عَلى النِيلِ مِن إِحدى الهِضابِ الشَواهِقِ
وَمِن دُونِها فُسطاطُ مِصرَ وَزاخِرٌ / كَأَنَّ بِشَطَّيهِ مُسُوكَ الخَرانِقِ
خَلِيليَّ شِيما بارِقَ الشامِ إِنَّنِي / نَظَرتُ إِلى إِيماضِ تِلكَ البَوارِقِ
فَهَل تَحمِلُ النَكباءُ مِنّي تَحِيَّةً / إِلى حامِلٍ ثِقلَ الخُطُوبِ الطَوارِقِ
إِلى ماجِدٍ سَمحِ اليَدَينِ ابنِ ماجِدٍ / إِلى وَامِقٍ لِلمَكرُماتِ ابنِ وامِقِ
إِلى رازِقٍ في سِلمِهِ غَيرِ حازِمِ / إِلى حازِمٍ في حَربِهِ غَيرِ رازِقِ
إِلى مُدرِكِيٍّ صالِحِيٍّ سُيُوفُهُ / مُقَصَّرَةٌ آجالُها في المَفارِقِ
إِلى السَيِّدِ الفَردِ الَّذي كُلُّ سَيِّدِ / عِيالٌ عَلَيهِ مِن جَميعِ الخَلائِقِ
إِذا نَحنُ يَمَّمنا ثِمالَ بنَ صالِحٍ / بِلَيلٍ هَدانا وَجهُهُ في السَمالِقِ
حَكَوا ما حَكَوا عَن حاتِمٍ وَفعالِهِ / فَدَع ما حَكَوا عَنهُ وَخُذ في الحَقائِقِ
تَجِد أَجوَدَ الأَجوادِ مَن باتَ هَمُّهُ / دَوامَ العَطايا وَاقتِحامَ الفَيالِقِ
فَواصِفُه فِي وَصفِهِ غَيرُ كاذِبٍ / وَعائِبُهُ في عَيبِهِ غَيرُ صادِقِ
أَتَهِيمُ بِساكِنَةِ البُرقِ
أَتَهِيمُ بِساكِنَةِ البُرقِ / فَيَعُودَ فُؤادُكَ ذا عَلَقِ
ما أَنتَ وَذِكرُ خَدَلَّجَةٍ / تَرَكَتكَ تَذُوبُ مِنَ الحُرَقِ
نَزَلَت بِأَجارِعِ أَسنِمَةٍ / وَشَتَت بجَزِيزِ لِوى النَفقِ
وَتَقُولُ أُمانَةُ إِذ نَظَرَت / شَبَحاً ما فيهِ سِوى الرَمَقِ
أَتُطِيقُ هَوىً وَتَرُوحُ نَوىً / فَأَجَبتُ طَلَبتُ فَلَم أُطِقِ
أَأُمامَ بِعَيشِكِ هَل ذَرَفَت / عَيناكِ وَهَل أَرِقت أَرَقي
لا ذُقتُ فِراقَكِ ثانِيَةً / فَفِراقُكِ عَلَّمَنِي فَرَقي
وَأَظُنُّ عُقُودَكِ مُشبِهَةً / في النَحرِ إِذا قَلِقَت قَلَقِي
مُنّي بِوُقُوفِكِ آمِرَةً / بِطَلاقِ أَسِيرِكِ وَانطَلِقي
وَبِرامَةَ سِربُ مَها بَقَرٍ / تَيَّمنَ فُؤادَكَ بالحَدَقِ
وَسَقَينَكَ كَأسَ هَوىً وَنَوىً / وَجَوى فَسَكِرتَ وَلَم تُفِقِ
قَد كُنتَ وَثِقتَ بِودِّهِمِ / وَقَلَوكَ فَلَيتَكَ لَم تَثِقِ
وَرَفائِقِ لَيلٍ قُلتُ لَهُم / وَالبِيدُ مُحَرَّمَةُ الطُرُقِ
وَالعِيسُ تَكادُ تَذُوبُ إِذا / ذابَت فَتَسِيلُ مَعَ العَرَقِ
قَطَعُو سَلمى فَذُرى أَجاءٍ / فَحَزيزَي رامَةَ فَالبُرقِ
فَامَرُّوا العِيسِ عَلى إِضَمٍ / فَسَحِيقِ الرُدهَةِ مُنخَرِقِ
فَأَتَوا حَلَباً فَسَفَوا ذَهَباً / وَعَفَوا فَنَفَوا بِدَرِ الوَرِقِ
يا صاحِ أَضوءُ سَنا قَمَرٍ / أَم سَاطِعُ ضَوءِ سَنا فَلَقِ
أَم وَجهُ أَبِي العُلوانِ بَدا / لِهِدايَةِ مُدَّرِعِ الغَسَقِ
مَلِكٌ ما شافَ بِناظِرِهِ / إِلّا وَأَنافَ عَلى الأُفُقِ
شَرِسٌ مَرِسٌ فَطِنٌ نَدِسٌ / ما لاذَ بِهِ أَحَدٌ فَشَقي
يَسرِي فَيَدُلُّ رَكائِبَنا / بِنَسِيمِ تَأَرُّجِهِ العَبِقِ
أَمحَلتُ فَشِمتُ نَدى يَدِهِ / فَغَرِقتُ بِوابِلِهِ الغَدِقِ
وَمَحا عَدَمِي فَمَزَجتُ دَمِي / بِهَواهُ فَدامَ لَنا وَبَقي
رُوحِي وَتَقِلُّ فِدا نَفَرٍ / مَسَكُوا بِجَمِيلِهِمُ رَمَقِي
طَرَدُوا عَدَمِي وَشَروا حِكَمِي / فَغَلا كَلِمِي وَزَها وَرَقِي
وَصَحِبتُهُمُ يَفَعاً وَإِلى / أَن صارَ عِذارِي كَاليَقَقِ
فَصَحِبتُ مَعاشِرَ ما أَحَدٌ / طَلَبَ الشَروى لَهُمُ فَلَقِي
لِلّهِ هُمُ فَهُمُ نَفَرٌ / راقُوا بِمَساعٍ لَم تَرُقِ
وَلَنحنُ القَومُ بِنا مُنِعَت / جَنَباتُ الوِردِ فَلَم تُذَقِ
وَلَنا الأَبطالُ إِذا نَزَلُوا / اِشتَمَلُوا الماذِيَّ إِلى النُطُقِ
وَطِوالُ الصُمِّ مُقَقَّفَةٌ / وَخِفافُ القاطِعَةِ الذُلُقِ
وَجِيادُ الخَيلِ مُعاوِدَةٌ / وَبَناتُ الدَوِّ مَعَ العَنقِ
تَذَرُ الأَوعالَ لَدى الأَجبا / لِ مِنَ الزَلزالِ عَلى فَرَقِ
يا فارِسَنا المِقدامَ وَقَل / بُ الذِمرِ يَطِيرُ مِنَ الشَفَقِ
وَالخَيلُ تَعضُّ شَكائِمَها / فَتَكادُ تَلِينُ مِنَ الخَفَقِ
وَالنَقعُ يُبَرقِعُ أَوجُهَها / فَتَعُودُ مُبَدَّلَةَ الخُلُقِ
حَسَدُوكَ لِأَنَّكَ رُقتَهُمُ / وَلِأَيِّ أُناسٍ لَم تَرُقِ
وَبَأَيِّ عُلىً وَبِأَيِّ نُهىً / وَبِأَيِّ سَخاءٍ لَم تَفُقِ
كَرَماً كَالبَحرِ لِمُغتَرِفٍ / وَثَناً كَالمِسكِ لِمُنتَشِقِ
فَسَلِمتَ فَكَم لَكَ مِن مِنَنٍ / طَوَّقتَ بِها أَبَداً عُنُقِي
وَإِلَيكَ مُحَبَّرَةً نُسِقَت / فَأَتَتكَ مُهَذَبَةَ النَسَقِ
غَرّاءَ تَتِيهُ بِبَهجَتِها / وَبِرائِعِ مَنظَرِها الأَنِقِ
طَيَّبتُ بِذِكرِكَ مُهرَقَها / فَكَأَنَّ العَنبَرَ في اللِيَقِ
لاقَت بِعُلاكَ وَقِيلَ لَها / لِيقي بِسِواهُ فَلَم تَلِق
خُلِقَت لِمَسَرَّةِ مُصطَبِحٍ / غَرِقٍ بِنَداكَ وَمُغتَبِقِ
تَبِعَ الشُعَراءُ بِها أَثَري / فَخَفِيتُ وَما عَرَفُوا طُرُقي
أَهوىً وَحَرُّ جَوىً بِكُم وَفِراقُ
أَهوىً وَحَرُّ جَوىً بِكُم وَفِراقُ / أَيُّ الثَلاثِ الفادِحاتِ يُطاقُ
لا تَجمَعُوا البَلوى عَلَيَّ فَرُبَّما / جُمِعَ الضِرامُ فَعُجِّلَ الإِحراقُ
يَحلُو الهَوى لِلعاشِقِينَ وَطَعمُهُ / لَو عِيفَ بِئسَ الطَعمُ حِينَ يُذاقُ
قَتَلَتهُمُ البِيضُ الرِقاقُ وَما احتَمَوا / عَنها بِبِيضِ الهِندِ وَهِيَ رِقاقُ
كُلُّ الدِماءِ لِأَهلَها مَضمُونَةٌ / إِلّا دَمٌ يَومَ الفِراقِ يُراقُ
سَنَحَت لَنا بَينَ السَديدِ وَبارِقٍ / ظَبَياتُ إِنسٍ ما لَها أَرواقُ
بِيضُ المَباسِمِ وَالمَعاصِمِ وَالطُلى / لا الشَتُّ مَطعَمُها وَلا الطُبّاقُ
لَونُ المَخانِقِ وَالحُلِيِّ يَدُلُّنا / أَنَّ المَخانِقَ مِثلَنا عُشّاقُ
لَو لَم تَجِد بِهَوى الأَحِبَّةِ وَجدَنا / ما اصفَرَّتِ الأَحجالُ وَالأَطواقُ
يا صاحِبيَّ تَأَمَّلا هَل بِالحِمى / ظُعُنٌ لِخَولَةَ بِالعَشِيِّ تُساقُ
مِثلُ النَخِيلِ المُشمَخِرِّ زَهَت بِهِ / غِبَّ الصَباحِ أَواعِسٌ وَبُراقُ
أَو كَالسَفِينِ فَلا يَكُونُ عُبابُهُ / إِلّا الضُحى وَسَرابُهُ الخَفّاقُ
وَلَقَد سَرَيتُ وَمُؤنِسِي مُتَماُيلٌ / مَيلَ النَزِيفِ مُرَوَّعٌ مِقلاقُ
في لَونِهِ كَلَفٌ وَفِي أَعضائِهِ / قَضَفٌ وَفِي أَوصالِهِ اِستِثاقُ
عارِي العِظامِ دُوَينَ مَفرِقِ رَأسِهِ / مِثلُ النِطاقِ ذُؤابَةٌ وَنِطاقُ
هَذا وَماءٌ جامِدٌ مِمّا اِقتَنى / أَزمانَهُ المُتَجَبِّرُ العِملاقُ
طالَ الزَمانُ عَلَيهِ حَتّى أَنَّهُ / لَم يَبقَ إِلّا ماؤُهُ الرَقراقُ
نِعمَ الرَفيقُ إِذا المَفاوِزُ لَم يَكُن / فِيهِنَّ لِلرَجُلِ الوَحيدِ رِفاقُ
تَرمِي بِرَحلِي في الفِجاجِ وَنُمرُقِي / قَذّافَهُ زَيّافَةٌ مِطراقُ
أَمّا إِذا جَدَّ النَجاءُ فَإِنَّها / بَرقٌ وَأَمّا إِن وَنَت فَبُراقُ
سَيرُ المَطِيِّ تَناعُسٌ وَتَقاعُسٌ / تَحتَ الظَلامِ وَسَيرُها إِعناقُ
وَصَلَت إِلى حَلَبٍ تُحاوِلُ رِزقَها / مِمَّن تُحاوَلُ عِندَهُ الأَرزاقُ
فَأَتَت كَرِيمَ الخِيمِ عادَةُ كَفِّهِ الن / نُعمى وَعادَةُ مالِهِ الإِنفاقُ
حُلوُ الجَنى وَإذا يُهاجُ فَإِنَّهُ / مُرٌّ بِما ساءَ العَدُوَّ زُعاقُ
يُغنِي وَيُفقِرُ واهِباً أَو سالِباً / مُذ كانَ فَهوَ الحارِمُ الرَزّاقُ
كَالعارِضِ الوَطِفِ الَّذي في طَيِّهِ ال / إِرهام وَالإِرعادُ وَالإِبراقُ
جَلدٌ عَلى نُوَبِ الزَمانِ وَرَيبِهِ / ساعٍ إلى أَمَدِ العُلى سَبّاقُ
لا طائِشٌ وَهَلٌ وَلا مُتَعَجرِفٌ / عَجِلٌ وَلا مُتَلَوِّنٌ مِخراقُ
مَحضُ الأُبُوَّةِ وَالمُرُوَّةِ خالِصٌ / طابَ النِجارُ فَطابَتِ الأَعراقُ
لا يُحمَدُ الخَلقُ الجَميلُ مِنَ الفَتى / حَتّى يَتِمَّ فَتُحمَدَ الأَخلاقُ
مَن يَلقَ فَخرَ المُلكِ يَلقَ حُلاحِلاً / ما لِلنُضارِ بِراحَتَيهِ مَلاقُ
مُغرىً بِحُبِّ المَكرُوماتِ كَأَنَّها ال / عَذراءُ وَهوَ المُدنَفُ المُشتاقُ
يُعطِي عَلى عُسرٍ وَيُسرٍ لا الغِنى / مِمّا يُغَيِّرُهُ وَلا الإِملاقُ
كَرَماً يُنالُ بِهِ العُلى وَمَناقباً / غُرّاً تَطُولُ بِمثلِها الأَعناقُ
لَولا أَبو العُلوانِ لَم يَكُ لِلنَدى / سُوقٌ وَلَم يَكُ لِلقَريضِ نَفاقُ
إِنَّ المَكارِمَ ما لِخَلقٍ غَيرِهِ / لا وَاجِبٌ فِيها وَلا اِستِحقاقُ
مَلِكٌ تَعُوذُ بِهِ المُلوكُ إِذا نَبا / شامٌ بِها وَجَزيرَةٌ وَعِراقُ
لَكُمُ الأَمانُ مِنَ الزَمانِ بِقُربِهِ / لا نَبوَةٌ تُخشى وَلا إِرهاقُ
إِمّا اِصطِلاحٌ أَو كِفاحٌ بِالقَنا / حَتّى يُعَصفِرَها الدَمُ المُهراقُ
لَسنا نُحَسِّنُ أَن يُضاعَ لِجارِنا / حَقٌّ وَلا عَهدٌ وَلا مِيثاقُ
عِزّاً بَناهُ اللَهُ فِينا بِالقَنا / وَحَماهُ هَذا السَيِّدُ الغيداقُ
أَمِنَت بِهِ الآفاقُ حَتّى لَم يُرَد / لِلضَأنِ في حُجُزاتَها أَرباقُ
يا مَن بَراهُ اللَهُ وَاحِدَ خَلقِهِ / فَتَفَرَّدَ المَخلُوقُ وَالخَلّاقُ
ما يَهتَدِي لِصِفاتِ مَجدِكَ خاطِري / كَلَّ اللِسانُ وَضاقَتِ الأَخلاقُ
يُغنِيكَ فَضلُكَ عَن مَدِيحَةِ مادِحٍ / وَالشَمسُ أَفضَلُ مَدحِها الإِشراقُ
وَالشِعرُ دُونَ مَحَلِّ قَدرِكَ قَدرُهُ / لَكِن لَنا وَلَأَهلِهِ أَرزاقُ
يا مَن يُؤَرِّقُ ناظرَيَّ صِفاتُهُ / لا زالَ يُشكى ذَلِكَ الإِيراقُ
أَغنى نَدى هَذا الأَميرِ وَفَضلُهُ / أَن تُختَطى بِرِكابِنا الآفاقُ
رُوحِي وَإِن قَلَّت فِداهُ فَإِنَّهُ / دَرّاكُ كُلِّ فَضِيلَةٍ لَحّاقُ
عَجِلُ النَدى وَالبَأسِ لَيسَ لِوَعدِهِ / أَبداً وَلا لِوَعِيدِهِ إِخفاقُ
يا مالِكَ الدُنيا الَّذي أَوصافُهُ / يَعيا بِهِنَّ القالَةُ الحُذّاقُ
لَولا المَهابَةُ إِذ بَرَزتَ مُعَيِّداً / نَهَبَتكَ مِن شَغَفٍ بِكَ الأَحداقُ
وَلَكَم وَلِيٍّ وَدَّ أَنَّ جَبِينَهُ / لِشِراكِ نَعلِكَ في الطَرِيقِ طِراقُ
حُبّاً تَمَكَّنَ في القُلُوبِ وَدَولَةً / مُزِجَت بِشُكرِ مُدِيلِها الأَرياقُ
لا زالَ مُخضَرَّ الجَنابِ يَحُجُّهُ ال / قُصّادُ وَالوُفّادُ وَالطُرّاقُ
مِنّا الثَناءُ وَمِنكَ الصَيِّبُ الغَدِقُ
مِنّا الثَناءُ وَمِنكَ الصَيِّبُ الغَدِقُ / فَضلٌ يَعُمُّ وَشُكرٌ طَيِّبُ عَبِقُ
نُثنِي عَلَيكَ بِما أَولَيتَ مِن كَرَمٍ / فَالحَمدُ يُجمَعُ وَالأَموالُ تَفتَرِقُ
ضَجَّت إِلى رَبِّها الدُنيا الَّتي دُحِيَت / مِمّا تَدُلُّ إِلى أَبوابِكَ الطُرُقُ
يَخضَرُّ كُلُّ مَكانٍ أَنتَ نازِلُهُ / حَتّى يُنَبِّعَ مِن أَحجارِهِ الوَرَقُ
وَيُشرِقُ اللَيلُ إِن أَسرَيتَ مُدَّلِجاً / فِيهِ كَأَنَّكَ في ظَلمائِهِ فَلَقُ
رُزِقتَ جَدّاً يَضِيقُ الخافِقانِ بِهِ / فَكَم بَغى الحَمدَ أَقوامٌ فَما رُزِقُوا
تَأَنَّقَ اللَهُ حَتّى باتَ مُجتَمِعاً / هَذا الجَميلُ وَهَذا المَنظَرُ الأَنِقُ
مِن أَينَ يُعطى الَّذي أُعطِيتَهُ بَشَرٌ / وَيُلحَقُ الدَرُّ مِن مَسعاكَ وَالعَنَقُ
طَلَعتَ في شاهِقٍ صَعبٍ مَطالِعُهُ / إِذا تَرَقّى إِلَيهِ مَعشَرٌ زَلَقُوا
وَالمَجدُ ثَوبٌ لِفَخرِ المُلكِ جِدَّتُهُ / وَلِلبَرِيَّةِ مِنهُ المُنهَجُ الخَلقُ
قَد حاوَلَ الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبٍ / أَن يَلحَقُوهُ إِلى شَأوٍ فَما لَحِقوا
مُتَوَّجٌ تَخفِضُ الأَبصارَ هَيبَتُهُ / فَلَيسَ تُملَأُ مِن مَرأىً بِهِ الحَدَقُ
إِذا تَنَكَّرَ لَم يَخرُج بِهِ غَضَبٌ / عَنِ الجَميلِ وَلَم يَذهَب بِهِ الحَنَقُ
وَبِالعَواصِمِ مِن تاجِ العُلى مَلِكٌ / لا الزَهوُ مِنهُ وَلا مِن طَبِعِهِ الخَرَقُ
يَهمِي عَلى الشامِ سُحباً مِن مَكارِمِهِ / حَتّى يُخافَ عَلى سُكانِهِ الغَرَقُ
عَمَّت مَواهِبُهُ الدُنيا وَساكِنَها / فَلا خَلا بَشَرٌ مِنها وَلا أُفُقُ
كَالصُبحِ فاضَ فَغَشى كُلَّ ناحِيَةٍ / فَلَيسَ يَعرِفُ فِيها نَفسَهُ الغَسَقُ
يا باذِلَ المالَ لِلقُصّادِ إِن قَصَدُوا / وَعاقِرَ الكُومِ لِلطُرّاقِ إِن طَرَقُوا
فِداكَ قَومٌ إِذا ما عاهَدُوا نَكَثُوا / تِلكَ العُهُودَ وَإِمّا صادَقُوا مَذَقُوا
لا يَعرِفُونَ جَميلاً إِن هُم سُئِلُوا / وَلا يَخافُونَ عاراً إِن هُمُ رُهِقُوا
لَيسُوا كَأَبناءِ مِرداسٍ إِذا وَعَدُوا / فَقَد وَفَوا وَإِذا قالُوا فَقَد صَدَقُوا
مُعَوَّدِينَ لِبَذلِ المالِ قَد جَعَلُوا / في رِزقِ كُلِّ عَدِيمٍ كُلَّ ما رُزِقُوا
مَن يَلقَهُمُ يَلقَ مِنهُم مَعشَراً نُجُباً / لَم يُخلَقِ الفَضلُ إِلّا ساعَةً خُلِقُوا
أَخنَوا عَلى المالِ حَتّى ما يَعِيشُ لَهُم / ذَودٌ يُراحُ وَلا عَينُ وَا وَرِقُ
تَعَلَّمُوا مِن عِمادِ المُلكِ كُلَّ نَدىً / وَاستَمسَكُوا بِعُرى نُعماهُ وَاعتَلَقُوا
مازالَ يُقلِقُ أَحشاءَ العِدى زَمَناً / حَتّى جَلا الخَوفُ عَنّا وَانجَلى القَلَقُ
مِن بَعدِ أَن تَرَكَ الأَرماحَ راعِفَةً / مِمّا يَسِيلُ عَلى أَطرافِها العَلقُ
وَالخَيلُ قَد بَدَّلَ التَقرِيبُ سِحنَتَها / حَتّى تَغَيَّرَتِ الأَلوانُ وَالخِلَقُ
فَالدُهمُ تَحسَبُها بُلقاً إِذا رَجَعَت / وَقَد تَجَمَّعَ في لَبّاتِها العَرَقُ
يا أَكرَمَ الناسِ عِش لِلناسِ في دَعَةٍ / ما عاش لِي فِيكَ هَذا الفائِحُ العَبقُ
فَإِنَّما أَنتَ فِينا رَحمَةٌ كَشَفَت / عَنّا الشَقاءَ فَلا بُؤسٌ وَلا رَهَقُ
ما دُونَ فَضلِكَ لا مَطلٌ وَلا عِدَةٌ / وَلا حِجابٌ وَلا بابٌ وَلا غَلَقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025