القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 58
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي / محبوبتي ذات الوشاح الخافقِ
أنا لا أميل إلى سواها دائماً / إن شئت خالف في الهوى أو وافق
تُجلى إليَّ متى أردت تفضُّلاً / بمروط أشباح الورى وقراطق
وهي التي كانت وكنت وهكذا / هي هكذا بمغاربٍ ومشارق
أنا ثوبها روحاً وجسماً وهي في / خلعي ولبسي مثل لمحة بارق
بل ما أنا ثوب لها بل تلك لي / ثوب به أختال بين خلائق
بل لست ثوباً لا ولا هي ثوبُ لي / يا سارقاً قطعت يمين السارق
هذا الفضاء بدا فقم متنزّهاً / في النور واخرج من خلال مضايق
واحذر فإن وراء ذلك لا ورى / من راتق لا يستقل وفاتق
واشتقَّ واضرب بالعصا حجراً تَسِلْ / لك أعينٌ منه بماء دافق
فَتَوَضَّ فيه واغتسل وادخل به / للمسجد الأقصى محل رقائق
واسجد هناك لوجه حبك سجدة / من بعدها أخرى سجود الوامق
تلقَ المنى وتكون تحت ستائرٍ / من لطفه أبداً وتحت سرادق
قمر من فوق غصن نقا
قمر من فوق غصن نقا / ينجلي سبحان من خلقا
هذه الأكوان طلعته / كل من قد هام فيه رقى
يا بريق الغور قف نفساً / قد خطفت القلب والحدقا
إن تَجُز يوماً بذي سلم / قل لهم جودوا ببعض لقا
لي فؤاد ملؤه شغف / وضلوع حشِّيتْ حِرَقا
وعيون كلما رمقت / لم يدع منا الهوى رمقا
قل لهم يا سعد مغرمكم / كم يقاسي الدمع والأرقا
ذاب شوقاً في محبتكم / حين منكم بارق برقا
شمس هذا الكون طالعة / جذبت روح الذي رمقا
ذاتها من ذات لابسها / وهما في النشأة افترقا
وهي من أنوار بهجته / بالعطايا تملأ الأفقا
حنت الأرواح حين بدت / مثل معشوق ومن عشقا
ثم راح الجسم مضطرباً / شمَّ ريح الأمر فانتشقا
وحنين الفرع لا عجب / نحو أصل باسمه نطقا
يا نسيمات سرت سحراً / من شذاها الكون قد عبقا
خبرينا عن أحبتنا / وعن الأهلين والرفقا
ليت من بالجزع لو عطفوا / ليت من أهواه بي رفقا
دمعتي بالسفح من إضم / سفحت يوم النوى قلقا
يا عذولي كُفَّ عن عذلي / إن هذا اللوم محضُ شقا
لو ترى ما قد رأيت لما / لُمتَ في ساق هواه سقى
في نواحي الشعب غانية / حسنها في الكون ما اتفقا
كلما لاحت سجدت لها / حيث كلى ذاب وانمحقا
وأنا الفاني فواعجباً / كيف لي منها بوصف بقا
بدر تمٍّ لاح في الغسقِ
بدر تمٍّ لاح في الغسقِ / فوق غصن بالجمال سقي
وبه الألباب هائمة / سكرت منه فلم تفق
عطرت روضي نسائمه / حين وافت بالشذا العبق
وفؤادي فيه ذو شغف / دائماً والجفن ذو أرق
واصطباري يوم جفوته / ما بقى والوجد فيه بقي
هائمٌ صبٌّ كثيرُ جوىً / عنه سدت سائر الطرق
خطفته منه بارقة / غيرها في القلب لم يرق
فأدارت كأس خمرته / فهو منها اليوم في غرق
وأثارت عرف روضته / في الورى طوبى لمنتشق
كيف لا أختال في مرح / ومليح الوجه معتنقي
فاسألوا عيني فإن بها / لمحة من داخل الحدق
نلتها من حسن بهجة من / لو بدا للكون لم يطق
ثم ذوقوا ما بقي بفمي / من بقايا خمر كل تقي
هذه أذني لقد سمعت / طيب ذاك الصوت فاسترق
واسألوا أنفي فقد نفحت / فيه ريّا نفحة الفلق
يا بني قومي خذوا خبري / عن جوى قلبي وعن قلقي
وانظروا نحوي فإن خفيت / شمس ذاتي فاشهدوا شفقي
كل ما تدرونه حجب / لسعيد في الورى وشقي
واحذروا في الله أن تقفوا / عند شيء لاح في الأفق
فالبرايا كلها فتن / أي جمع غير مفترق
كلها تمضي بأجمعها / ثم يبقى الإثم في العنق
واحذروا أن تعبدوا صنماً / نحتته فكرة فبقي
جل ربي في تنزهه / عن وجودات على طلق
فاسرعوا وامحوا الحروف بما / عندكم من صفحة الورق
قبلَ أن يبدو المنونُ لكم / يأخذ الباقي من الرمق
واسلكوا سبل النجاة على / دين طه زاكي الخلق
ثم كونوا إثر سنته / وبها فامشوا على نسق
وابعثوا لي دعوة وسلوا / في غدٍ أمناً لذي فرق
وصلاة الله دائمة / مع سلام غير منمحق
للذي أنواره سطعت / فأحالت صبغة الغسق
أحمد المختار سيدنا / من به قلبي مناه لقي
ما بدا للكون منشئه / خلف ستر أبيض يقق
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ /
ومن شاخصي قد حزت أكمل صورةٍ /
ولما تأملت الوجود بفكرةٍ /
رأيت خيال الظلِّ أكبر عبرةٍ / لمن هو في علم الحقيقة راقي
على كل شيء سيف عزمي قد انتُضي /
وفي ليل غيبي صبح معرفتي يُضي /
وكل الورى من بعد ذا لست أرتضي /
شخوصٌ وأشباح تمر وتنقضي / وتفنى جميعاً والمحرك باقي
رأيت خيال الظل أكبر عبرة
رأيت خيال الظل أكبر عبرة / يلوح بها معنى الكمال لأحداقي
وفي كل موجود على الحق آية / لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي / وليس لها مما قضى الله من واقي
لها حركات ثم يبدو سكونها / وتفني جميعاً والمحرك باقي
الله يفتح كل باب مغلقِ
الله يفتح كل باب مغلقِ / وهو المقيد للوجود المطلقِ
والفكر في يده كمفتاحٍ لنا / يبدي به عنا الذي فينا بقي
فالجأ إليه وكن به متعلقاً / لا فاز من هو ليس بالمتعلق
هي الذات التي فوق البراقِ
هي الذات التي فوق البراقِ / تحن إلى ذرى السبع الطباقِ
لها بالجسم منها ثوب درٍّ / يشف على معانيها الدقاق
فمن ينأى إليها فهو دان / ومن يفنى عليها فهو باقي
وما بسوى المحبة كون شيءٍ / وليس الميل إلا بالتلاقي
وأنوار الجمال بكل قلب / تسمّى بالهوى والإشتياق
ولم يكن النعيم سوى التداني / ولم يكن العذاب سوى الفراق
وكل الكون في الدنيا حجاب / وفي الأخرى عن الوجه الملاقي
وأنت الكأس والأسرار خمر / ومجلسك التقى والله ساقي
فما لك لا تطير هوى وسكراً / وقد حييت بالكأس الدهاق
أزل نومي بشدوك يا نديمي / وأبدل لي خلافك بالوفاق
وحيِّ على المنى يا ابن المعاني / ولا تفتن بألفاظٍ رقاق
وخذ مني وناولني إلى أن / تراني قد وصلت إلى التراقي
ومن بالحق يقذف لاح جهراً / وما التفت له ساق بساق
هنالك تضمحل به رسومي / وأذهب بانسحاقٍ وانمحاق
ويبطل كل شيء كان حتى / مقالي ذا وفهمي مع مذاقي
ويبقى مثل ما قد كان ربي / على ما كان وهو أجل واقي
ويخفى الكون من غير اختفاء / ويبدو النور من غير انفهاق
ودنسناه بالأفهام حيناً / وبالأقوال والبحث المساق
إلى أن جاد غيث الفيض منه / بماء القدس وانفتحت سواقي
إذا قلنا عرفناه جهلنا / وهل فرع لأوج الأصل راقي
وريح المسك في الصندوق يفشو / ويعرف منه قدر الإنتشاق
وهل نور النجوم يلوح إلا / على مقدار إدراك المآقي
هو الحق المبين وكل شيء / سواه باطل بالإتفاق
قديم لا بمعنى فهم كون / وباق لا كقول الخلق باقي
إن كنت تدري الرزق في بلدة
إن كنت تدري الرزق في بلدة / أو في مكان فاطلب الرزقا
وإن علمت الحق ينساك من / رزقك يوماً ذكِّر الحقا
وإن دخلت البيت تبغي به / توكُّلاً كيلا ترى الخلقا
فإنها تجربة وهي في / ربك شكٌّ يمنع الصدقا
وإنما الحيلة في تركك ال / حيلة فاتركها لكي ترقى
إنني جمع وفرقُ
إنني جمع وفرقُ / إنني أمر وخلقُ
إنني عال ودون / إنني فتق ورتق
إنني خير وشر / إنني كذْب وصدق
إنني علم وجهل / وثبوت بل ومحق
وأنا الشمس وللشم / س أنا غرب وشرق
وتباهى بي زماني / وتسامت بي دمشق
وعلى أهل زماني / كلِّهم سرِّي يدق
إن حقي باطل بل / باطلي عنديَ حق
وتأمل أنني عن / نور ذاك الغيب برق
ولحساديَ مني / دائماً قتل وحرق
وأنا السيف الذي لا / يُنتَضى إلا يشق
دع ضفادعْ أرضنا في / آجن الماء تنق
وكلاب الحي قد أو / جعها الليث المشق
فتسلت بنباح / غيره لا تستحق
وعلى الجملة ما ثم / م سوى الحق محق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق / وسل عنه ذا علم كريم الخلائقِ
ولا صفة إلا ومني تعينت / لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق
أنا الجوهر الساري بغير سراية / ألوح وأخفى في جميع الحقائق
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي / يؤول إليها أمر كل الطرائق
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة / أنا الباطن المخفي بين الخلائق
أنا القطب بوابي أنا الغوث خادمي / أنا الفرد يخشى من دخول مضايق
أنا النور نور العين مني تكونت / عيون البرايا من مشوق وشائق
أنا العلم علم الحق في كل كائن / ولم يدر قولي في الملا غير ذائق
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى / يدار علينا بالكؤوس الروائق
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى / رياض التجلي لا رياضَ الشقائق
مقالة حقٍّ أنكرتها بصيرة / سوى الغيِّ منها والردى غير لائق
فقل لنفوس قيدتها عقولها / إلى كم قيام في ظلام البوائق
أمحجوبة عنكم خريدة توبة / تلوح بوجه كاشف الغيب فائق
مشايخكم أطفالنا وكهولكم / أجنة جهلٍ في بطون العوائق
قفوا عند ما تدرونه من ظواهرٍ / رمتكم بأمر للمهالك سائق
ولا تتعدوا طوركم إن ههنا / صقيل حسام في يد الحق حائق
كشفت الحجب عن عيني
كشفت الحجب عن عيني / ونور الوجه قد أشرق
وبيني زال من بيني / ولا ح البرق بالأبرق
فلا كيفي ولا أيني / ومن يعلق بنا يغرق
وحبي قد وفى ديني / بزاهي ثغره الأفرق
بدا بالجانب الغربي / جمال الوجه من سلمى
وزال البعد بالقرب / وطاب المبسم الألمى
ولاح السر في قلبي / وربي زادني علما
فيا بدري ويا زيني / تجافيك الشجي أحرق
سقاني الكاس من نفسي / وفيه خمرة الأرواح
فسكري كان عن حسي / وعن عقلي وعن ما لاح
وقد أخرجت من حبسي / إلى إطلاق ساقي الراح
وصدقي بان من ميني / وعُود الحظ قد أورق
لنا الألحان قد رقت / وراق الجنك والطنبور
وأسراري لقد حقت / وقلبي بالمنى مسرور
وأستار الحجى انشقت / وناري بدلت بالنور
وعن عيني انمحى غيني / فكيف الصب لا يأرق
لحاك الله يا لاحي / إلى كم منك هذا اللوم
فإني المثبت الماحي / وإني من رجال اليوم
متى ما ذقت من راحي / عرفت العذر عند القوم
تعال ادخل بلا شين / إلى تيار ذا المغرق
جعلت الشرع معقولَكْ / وربك مقتضَى الأفكارْ
فراجع فيه منقولَكْ / فقبلكْ عاندت كفارْ
ألم تسلم على قُوْلَكْ / لربك أنت في إنكارْ
وما بالهين اللينْ / مقامي للدما أهرقْ
صلاة الله مولانا / على نور الهدى أحمدْ
ومن بالحق أولانا / لنيران العدى أخمد
به عبد الغنيْ الآنا / ذوي التكذيب قد أكمد
جلا بالجمع للرين / عن القلب الذي أفرق
وجهي بنور الحق في إشراق
وجهي بنور الحق في إشراق / والقيد مني في الهوى إطلاقي
فاعطف علينا بالفنا يا باقي / واكشف لنا أستار وجه الساقي
عندي جميع الخلق عين الأمر / مذ راق في الكاسات صرف الخمر
والحب فيه طاب طول العمر / فافخر به في موكب العشاق
يا لائمي بالله دع من لومي / وافتح عيون القلب من ذا النوم
واحذر من الإغرق كن في عوم / بحر الهوى يخشى من الإغراق
للعين أنواع الورى أجفانُ / والناظر الرائي هو الإنسانُ
والفرد لا تلوى به الأكوانُ / عن ذلك الفرد الأجلِّ الواقي
قلبي لأسرارالتجلي بيتُ / والوصف في مصباح ذاتي زيتُ
والحي من كل البرايا ميتُ / في كل أطوار التدلي راقي
عشق ذات الخال عشقي
عشق ذات الخال عشقي / وأنا السيف الدمشقي
مطلق الحدين صلتاً / بيد الحق المشقِّ
أقطع الأعداء للحا / ل مدى غربٍ وشرق
وبمن عندي تجلَّى / أُسعدُ القوم وأشقي
فادخل الحضرة يا من / قصده يزكو بنشق
واغترف من بحر علمي / واقتطف من زهر عشقي
وامشقوا يا أيها القو / م على آثار مشقي
واحذروا فالقوس موتو / ر بتصويب ورشق
والقنا السمرُ استقامت / لي على طعن وشق
عشق المليح الغالي
عشق المليح الغالي / أفنى وجود العاشقْ
ما عنه قلبي سالي / لعرفْ حسنُهْ ناشقْ
هذا علينا والي / بالسهم قلبي راشقْ
غيبت عن أحوالي / ما الصعو مثل الباشقْ
لما بدا يتجلّى / بحسن وجهٍ زاهي
إليه قلبي صلّى / وما أنا باللاهي
وفي هواه كلا / عنه تراني ساهي
وكاتب الأمالي / في لوح قلبي ماشق
صلى وسلم ربي / على كثير الأنوار
طه نبي القرب / ومن حُبِي بالأسرار
عبد الغني بالحب / فيه كثير الأطوار
ما لاح نجم عالي / في جنح ليل واسق
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا /
ومن على كل مجد في الأنام علا /
أصبحت أهواك لا أبغي السوى بدلا /
بالله أقسم لا بالعاديات ولا / بالذاريات ولا بالنجم والفلقِ
صبٌّ عليك ولو بالروح ما بخلا /
وقلبه لم يزل بالشوق مشتعلا /
وقد أجبت الذي عن حالتي سألا /
إني أحبك لا أرجو نداك ولا / أخشى أذاك ولا ألقاك بالملقِ
عيشي برؤياك عيش لم يزل رغدا /
وصدق حاليَ لا يخفى وفيك بدا /
وهل أحبك عمري ساعتي وغدا /
إلا محبة عبد يرتجي أبداً / أن لا يفارق معنى وجهك الطلقِ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ /
وأنفي به عَرفَ المعارف ناشقُ /
وقوم رأوا أني على الصيد باشقُ /
يقولون لي بالله هل أنت عاشقُ / فقلت وهل يوماً خلوت من العشقِ
بمحو السوى كم فرج الله كربةً /
وكمَّل في قلب المحقق قربةً /
ومذ عاينت في الغيب عيني أحبةً /
شربت بكأس الحب في المهد شربةً / حلاوتُها حتى القيامة في حلقي
ما الغير إلا بابه المغلقُ
ما الغير إلا بابه المغلقُ / وكلنا مفعوله المطلقُ
وليس مفعولاً به عندنا / لأننا للفعل لا نسبق
وإننا المعنى الذي فعله / جاء به لما لنا يخلق
وليس مفعول به ظاهراً / بالفعل والسبق له حققوا
وقولهم ذا ليس شرطاً له / يرده بالصدر من يصدق
بل كل مفعول به سابق / للفعل قطعاً عند من يفرق
وكل من يجحد قولوا له / هات مثالاً عندنا يطبق
يكون مفعولاً به ماله / سبق على الفعل الذي يلحق
فإن يكن حاول في لفظة / جاء بها في النطق إذ ينطق
فأخبروه ليس مقصودنا / لفظ لنا يأتي به المنطق
وإنما المعنى مراد الذي / يقول والحق به مشرق
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا / فقل لي هنا من ذا يدوم ومن يبقى
وما ذلك الباقي سوى الله وحده / فما بال أقوامي يسمونني خلقا
تجددت عن أمر قديم وإنني / أنا الحادث الموهوم والشبح الملقى
وعقلي وروحي للوجود مراتب / ونفسي وجسمي تصحب الجمع والفرقا
أنا الشمس في وصف الكمال وما السوى / سوى الظل فاستيقن عليه لي السبقا
وإن شئتني فاعرف جميع منازلي / ودع عنك مني الغرب واستقبل الشرقا
ولا زالت الأرواح تسمو بهمتي / وسرّ مجالي الغيب لا زال بي يرقى
لنا الحضرة الزلفى على أيمن الحمى / وفي لُجَّة الأسما لنا الدرة الغرقا
هي الذات عن ذال وعن ألف علت / وتاء فلا تدري الحروف لها مرقى
وقد قصرت عنها تراكيب فعلها / وإطلاقها يستوجب الفتق والرتقا
هي الإسم وهي الوسم والرسم للورى / فأيانَ ما وليتُ أشهدُها تِلْقا
هي الرفرف الأعلى هي المستوى الذي / يحق له الدعوى هي العروة الوثقى
هي الحسن وجهاً والجمال حقيقة / فلا بدع إن ذاب الأنام بها عشقا
إذا احتجبت مُتْنا وعِشنا إذا بدت / وإن أفرطت في الهجر قلنا لها رفقا
يهيم بها قلبي إذا هبت الصبا / وأسكر شوقاً كلما غنت الوَرْقا
حجازية شامية ذات طلعة / علت من رآها لا يضل ولا يشقى
سجدنا إلينا وهي راكعة لنا / بميل مريدٍ ناشقٍ طيبَنا نشقا
ولا حب إلا حبها عند عاشق / لها في سواها كذْبُه لم يزل صدقا
وجود بها قامت مراتب ذاته / لأسمائه بالأمر دافقةً دفقا
تنزه عن تلك المراتب كلها / فسحقاً لعبد ليس يعرفه سحقا
ألا يا أيها النور الحقيقيْ
ألا يا أيها النور الحقيقيْ / على لمعانه مزقت زيقي
وملت به أعربد عن طريقي / فدع عنك الملامة يا رفيقي
هو الحادي ترنم للمطايا / وأظهر من جوانحها خبايا
وذكَّرها المباسم والثنايا / وأسكرها بكاسات الرحيق
سقى الله الشعابَ شعاب نجدِ / وإن كان التعلل ليس يجدي
فإني ذبت من شوقي ووجدي / إلى الأحباب في وادي العقيق
عسى النسمات بالأخبار تاتي / وتحييني بهم بعد الممات
وأحظى من شذاهم بالهبات / وأفرح في لقا ذاك الفريق
وصلى الله ربي كل حين / على خير الورى طه الأمين
ومَن عبدُ الغنيِّ على اليقين / بنصرته له في كل ضيق
كل شيء لنا على التحقيقِ
كل شيء لنا على التحقيقِ / من عدو مخالف وصديقِ
ومضر ونافع وهو إما / خادم حال وسعة أو ضيق
حكم كلها جميع أموري / وأمور الورى بحكم دقيق
يا ابن ودي هي الشئون تجلت / فتحلت بها صفات رفيقي
تقتضي دورة الشقاء لقوم / ولقوم سعادة التوفيق
طبق ما يعلم الإله قديماً / نفسه في نفوس كل فريق
حيرة بل هداية أنتجتها / صبغة الغيب عند أهل الطريق
فاعلمونا أو فاجهلونا هنا لا / جهل والكل علم حق حقيقي
هو جمع وإن تفرق قومي / فأنا لا أقول بالتفريق
يا لأمر مقدس غاب عنا / يقذف الخلق من مكان سحيق
نتفانى به فنفنى فنبقى / منه نشتمُّ طيب مسكٍ فتيق
قيدتنا التوجهات علينا / منه كيف اقتضت بحكم طليق
وهدانا إليه برق التجلي / في دياجي إمكاننا بالبريق
فشربنا هواه ممن وجدنا / عنده بالدنان والإبريق
وأقمنا على المحبة نلقى ال / غير عنها بحفظ عهد وثيق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025