المجموع : 58
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي / محبوبتي ذات الوشاح الخافقِ
أنا لا أميل إلى سواها دائماً / إن شئت خالف في الهوى أو وافق
تُجلى إليَّ متى أردت تفضُّلاً / بمروط أشباح الورى وقراطق
وهي التي كانت وكنت وهكذا / هي هكذا بمغاربٍ ومشارق
أنا ثوبها روحاً وجسماً وهي في / خلعي ولبسي مثل لمحة بارق
بل ما أنا ثوب لها بل تلك لي / ثوب به أختال بين خلائق
بل لست ثوباً لا ولا هي ثوبُ لي / يا سارقاً قطعت يمين السارق
هذا الفضاء بدا فقم متنزّهاً / في النور واخرج من خلال مضايق
واحذر فإن وراء ذلك لا ورى / من راتق لا يستقل وفاتق
واشتقَّ واضرب بالعصا حجراً تَسِلْ / لك أعينٌ منه بماء دافق
فَتَوَضَّ فيه واغتسل وادخل به / للمسجد الأقصى محل رقائق
واسجد هناك لوجه حبك سجدة / من بعدها أخرى سجود الوامق
تلقَ المنى وتكون تحت ستائرٍ / من لطفه أبداً وتحت سرادق
قمر من فوق غصن نقا
قمر من فوق غصن نقا / ينجلي سبحان من خلقا
هذه الأكوان طلعته / كل من قد هام فيه رقى
يا بريق الغور قف نفساً / قد خطفت القلب والحدقا
إن تَجُز يوماً بذي سلم / قل لهم جودوا ببعض لقا
لي فؤاد ملؤه شغف / وضلوع حشِّيتْ حِرَقا
وعيون كلما رمقت / لم يدع منا الهوى رمقا
قل لهم يا سعد مغرمكم / كم يقاسي الدمع والأرقا
ذاب شوقاً في محبتكم / حين منكم بارق برقا
شمس هذا الكون طالعة / جذبت روح الذي رمقا
ذاتها من ذات لابسها / وهما في النشأة افترقا
وهي من أنوار بهجته / بالعطايا تملأ الأفقا
حنت الأرواح حين بدت / مثل معشوق ومن عشقا
ثم راح الجسم مضطرباً / شمَّ ريح الأمر فانتشقا
وحنين الفرع لا عجب / نحو أصل باسمه نطقا
يا نسيمات سرت سحراً / من شذاها الكون قد عبقا
خبرينا عن أحبتنا / وعن الأهلين والرفقا
ليت من بالجزع لو عطفوا / ليت من أهواه بي رفقا
دمعتي بالسفح من إضم / سفحت يوم النوى قلقا
يا عذولي كُفَّ عن عذلي / إن هذا اللوم محضُ شقا
لو ترى ما قد رأيت لما / لُمتَ في ساق هواه سقى
في نواحي الشعب غانية / حسنها في الكون ما اتفقا
كلما لاحت سجدت لها / حيث كلى ذاب وانمحقا
وأنا الفاني فواعجباً / كيف لي منها بوصف بقا
بدر تمٍّ لاح في الغسقِ
بدر تمٍّ لاح في الغسقِ / فوق غصن بالجمال سقي
وبه الألباب هائمة / سكرت منه فلم تفق
عطرت روضي نسائمه / حين وافت بالشذا العبق
وفؤادي فيه ذو شغف / دائماً والجفن ذو أرق
واصطباري يوم جفوته / ما بقى والوجد فيه بقي
هائمٌ صبٌّ كثيرُ جوىً / عنه سدت سائر الطرق
خطفته منه بارقة / غيرها في القلب لم يرق
فأدارت كأس خمرته / فهو منها اليوم في غرق
وأثارت عرف روضته / في الورى طوبى لمنتشق
كيف لا أختال في مرح / ومليح الوجه معتنقي
فاسألوا عيني فإن بها / لمحة من داخل الحدق
نلتها من حسن بهجة من / لو بدا للكون لم يطق
ثم ذوقوا ما بقي بفمي / من بقايا خمر كل تقي
هذه أذني لقد سمعت / طيب ذاك الصوت فاسترق
واسألوا أنفي فقد نفحت / فيه ريّا نفحة الفلق
يا بني قومي خذوا خبري / عن جوى قلبي وعن قلقي
وانظروا نحوي فإن خفيت / شمس ذاتي فاشهدوا شفقي
كل ما تدرونه حجب / لسعيد في الورى وشقي
واحذروا في الله أن تقفوا / عند شيء لاح في الأفق
فالبرايا كلها فتن / أي جمع غير مفترق
كلها تمضي بأجمعها / ثم يبقى الإثم في العنق
واحذروا أن تعبدوا صنماً / نحتته فكرة فبقي
جل ربي في تنزهه / عن وجودات على طلق
فاسرعوا وامحوا الحروف بما / عندكم من صفحة الورق
قبلَ أن يبدو المنونُ لكم / يأخذ الباقي من الرمق
واسلكوا سبل النجاة على / دين طه زاكي الخلق
ثم كونوا إثر سنته / وبها فامشوا على نسق
وابعثوا لي دعوة وسلوا / في غدٍ أمناً لذي فرق
وصلاة الله دائمة / مع سلام غير منمحق
للذي أنواره سطعت / فأحالت صبغة الغسق
أحمد المختار سيدنا / من به قلبي مناه لقي
ما بدا للكون منشئه / خلف ستر أبيض يقق
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ /
ومن شاخصي قد حزت أكمل صورةٍ /
ولما تأملت الوجود بفكرةٍ /
رأيت خيال الظلِّ أكبر عبرةٍ / لمن هو في علم الحقيقة راقي
على كل شيء سيف عزمي قد انتُضي /
وفي ليل غيبي صبح معرفتي يُضي /
وكل الورى من بعد ذا لست أرتضي /
شخوصٌ وأشباح تمر وتنقضي / وتفنى جميعاً والمحرك باقي
رأيت خيال الظل أكبر عبرة
رأيت خيال الظل أكبر عبرة / يلوح بها معنى الكمال لأحداقي
وفي كل موجود على الحق آية / لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي / وليس لها مما قضى الله من واقي
لها حركات ثم يبدو سكونها / وتفني جميعاً والمحرك باقي
الله يفتح كل باب مغلقِ
الله يفتح كل باب مغلقِ / وهو المقيد للوجود المطلقِ
والفكر في يده كمفتاحٍ لنا / يبدي به عنا الذي فينا بقي
فالجأ إليه وكن به متعلقاً / لا فاز من هو ليس بالمتعلق
هي الذات التي فوق البراقِ
هي الذات التي فوق البراقِ / تحن إلى ذرى السبع الطباقِ
لها بالجسم منها ثوب درٍّ / يشف على معانيها الدقاق
فمن ينأى إليها فهو دان / ومن يفنى عليها فهو باقي
وما بسوى المحبة كون شيءٍ / وليس الميل إلا بالتلاقي
وأنوار الجمال بكل قلب / تسمّى بالهوى والإشتياق
ولم يكن النعيم سوى التداني / ولم يكن العذاب سوى الفراق
وكل الكون في الدنيا حجاب / وفي الأخرى عن الوجه الملاقي
وأنت الكأس والأسرار خمر / ومجلسك التقى والله ساقي
فما لك لا تطير هوى وسكراً / وقد حييت بالكأس الدهاق
أزل نومي بشدوك يا نديمي / وأبدل لي خلافك بالوفاق
وحيِّ على المنى يا ابن المعاني / ولا تفتن بألفاظٍ رقاق
وخذ مني وناولني إلى أن / تراني قد وصلت إلى التراقي
ومن بالحق يقذف لاح جهراً / وما التفت له ساق بساق
هنالك تضمحل به رسومي / وأذهب بانسحاقٍ وانمحاق
ويبطل كل شيء كان حتى / مقالي ذا وفهمي مع مذاقي
ويبقى مثل ما قد كان ربي / على ما كان وهو أجل واقي
ويخفى الكون من غير اختفاء / ويبدو النور من غير انفهاق
ودنسناه بالأفهام حيناً / وبالأقوال والبحث المساق
إلى أن جاد غيث الفيض منه / بماء القدس وانفتحت سواقي
إذا قلنا عرفناه جهلنا / وهل فرع لأوج الأصل راقي
وريح المسك في الصندوق يفشو / ويعرف منه قدر الإنتشاق
وهل نور النجوم يلوح إلا / على مقدار إدراك المآقي
هو الحق المبين وكل شيء / سواه باطل بالإتفاق
قديم لا بمعنى فهم كون / وباق لا كقول الخلق باقي
إن كنت تدري الرزق في بلدة
إن كنت تدري الرزق في بلدة / أو في مكان فاطلب الرزقا
وإن علمت الحق ينساك من / رزقك يوماً ذكِّر الحقا
وإن دخلت البيت تبغي به / توكُّلاً كيلا ترى الخلقا
فإنها تجربة وهي في / ربك شكٌّ يمنع الصدقا
وإنما الحيلة في تركك ال / حيلة فاتركها لكي ترقى
إنني جمع وفرقُ
إنني جمع وفرقُ / إنني أمر وخلقُ
إنني عال ودون / إنني فتق ورتق
إنني خير وشر / إنني كذْب وصدق
إنني علم وجهل / وثبوت بل ومحق
وأنا الشمس وللشم / س أنا غرب وشرق
وتباهى بي زماني / وتسامت بي دمشق
وعلى أهل زماني / كلِّهم سرِّي يدق
إن حقي باطل بل / باطلي عنديَ حق
وتأمل أنني عن / نور ذاك الغيب برق
ولحساديَ مني / دائماً قتل وحرق
وأنا السيف الذي لا / يُنتَضى إلا يشق
دع ضفادعْ أرضنا في / آجن الماء تنق
وكلاب الحي قد أو / جعها الليث المشق
فتسلت بنباح / غيره لا تستحق
وعلى الجملة ما ثم / م سوى الحق محق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق / وسل عنه ذا علم كريم الخلائقِ
ولا صفة إلا ومني تعينت / لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق
أنا الجوهر الساري بغير سراية / ألوح وأخفى في جميع الحقائق
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي / يؤول إليها أمر كل الطرائق
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة / أنا الباطن المخفي بين الخلائق
أنا القطب بوابي أنا الغوث خادمي / أنا الفرد يخشى من دخول مضايق
أنا النور نور العين مني تكونت / عيون البرايا من مشوق وشائق
أنا العلم علم الحق في كل كائن / ولم يدر قولي في الملا غير ذائق
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى / يدار علينا بالكؤوس الروائق
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى / رياض التجلي لا رياضَ الشقائق
مقالة حقٍّ أنكرتها بصيرة / سوى الغيِّ منها والردى غير لائق
فقل لنفوس قيدتها عقولها / إلى كم قيام في ظلام البوائق
أمحجوبة عنكم خريدة توبة / تلوح بوجه كاشف الغيب فائق
مشايخكم أطفالنا وكهولكم / أجنة جهلٍ في بطون العوائق
قفوا عند ما تدرونه من ظواهرٍ / رمتكم بأمر للمهالك سائق
ولا تتعدوا طوركم إن ههنا / صقيل حسام في يد الحق حائق
كشفت الحجب عن عيني
كشفت الحجب عن عيني / ونور الوجه قد أشرق
وبيني زال من بيني / ولا ح البرق بالأبرق
فلا كيفي ولا أيني / ومن يعلق بنا يغرق
وحبي قد وفى ديني / بزاهي ثغره الأفرق
بدا بالجانب الغربي / جمال الوجه من سلمى
وزال البعد بالقرب / وطاب المبسم الألمى
ولاح السر في قلبي / وربي زادني علما
فيا بدري ويا زيني / تجافيك الشجي أحرق
سقاني الكاس من نفسي / وفيه خمرة الأرواح
فسكري كان عن حسي / وعن عقلي وعن ما لاح
وقد أخرجت من حبسي / إلى إطلاق ساقي الراح
وصدقي بان من ميني / وعُود الحظ قد أورق
لنا الألحان قد رقت / وراق الجنك والطنبور
وأسراري لقد حقت / وقلبي بالمنى مسرور
وأستار الحجى انشقت / وناري بدلت بالنور
وعن عيني انمحى غيني / فكيف الصب لا يأرق
لحاك الله يا لاحي / إلى كم منك هذا اللوم
فإني المثبت الماحي / وإني من رجال اليوم
متى ما ذقت من راحي / عرفت العذر عند القوم
تعال ادخل بلا شين / إلى تيار ذا المغرق
جعلت الشرع معقولَكْ / وربك مقتضَى الأفكارْ
فراجع فيه منقولَكْ / فقبلكْ عاندت كفارْ
ألم تسلم على قُوْلَكْ / لربك أنت في إنكارْ
وما بالهين اللينْ / مقامي للدما أهرقْ
صلاة الله مولانا / على نور الهدى أحمدْ
ومن بالحق أولانا / لنيران العدى أخمد
به عبد الغنيْ الآنا / ذوي التكذيب قد أكمد
جلا بالجمع للرين / عن القلب الذي أفرق
وجهي بنور الحق في إشراق
وجهي بنور الحق في إشراق / والقيد مني في الهوى إطلاقي
فاعطف علينا بالفنا يا باقي / واكشف لنا أستار وجه الساقي
عندي جميع الخلق عين الأمر / مذ راق في الكاسات صرف الخمر
والحب فيه طاب طول العمر / فافخر به في موكب العشاق
يا لائمي بالله دع من لومي / وافتح عيون القلب من ذا النوم
واحذر من الإغرق كن في عوم / بحر الهوى يخشى من الإغراق
للعين أنواع الورى أجفانُ / والناظر الرائي هو الإنسانُ
والفرد لا تلوى به الأكوانُ / عن ذلك الفرد الأجلِّ الواقي
قلبي لأسرارالتجلي بيتُ / والوصف في مصباح ذاتي زيتُ
والحي من كل البرايا ميتُ / في كل أطوار التدلي راقي
عشق ذات الخال عشقي
عشق ذات الخال عشقي / وأنا السيف الدمشقي
مطلق الحدين صلتاً / بيد الحق المشقِّ
أقطع الأعداء للحا / ل مدى غربٍ وشرق
وبمن عندي تجلَّى / أُسعدُ القوم وأشقي
فادخل الحضرة يا من / قصده يزكو بنشق
واغترف من بحر علمي / واقتطف من زهر عشقي
وامشقوا يا أيها القو / م على آثار مشقي
واحذروا فالقوس موتو / ر بتصويب ورشق
والقنا السمرُ استقامت / لي على طعن وشق
عشق المليح الغالي
عشق المليح الغالي / أفنى وجود العاشقْ
ما عنه قلبي سالي / لعرفْ حسنُهْ ناشقْ
هذا علينا والي / بالسهم قلبي راشقْ
غيبت عن أحوالي / ما الصعو مثل الباشقْ
لما بدا يتجلّى / بحسن وجهٍ زاهي
إليه قلبي صلّى / وما أنا باللاهي
وفي هواه كلا / عنه تراني ساهي
وكاتب الأمالي / في لوح قلبي ماشق
صلى وسلم ربي / على كثير الأنوار
طه نبي القرب / ومن حُبِي بالأسرار
عبد الغني بالحب / فيه كثير الأطوار
ما لاح نجم عالي / في جنح ليل واسق
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا /
ومن على كل مجد في الأنام علا /
أصبحت أهواك لا أبغي السوى بدلا /
بالله أقسم لا بالعاديات ولا / بالذاريات ولا بالنجم والفلقِ
صبٌّ عليك ولو بالروح ما بخلا /
وقلبه لم يزل بالشوق مشتعلا /
وقد أجبت الذي عن حالتي سألا /
إني أحبك لا أرجو نداك ولا / أخشى أذاك ولا ألقاك بالملقِ
عيشي برؤياك عيش لم يزل رغدا /
وصدق حاليَ لا يخفى وفيك بدا /
وهل أحبك عمري ساعتي وغدا /
إلا محبة عبد يرتجي أبداً / أن لا يفارق معنى وجهك الطلقِ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ /
وأنفي به عَرفَ المعارف ناشقُ /
وقوم رأوا أني على الصيد باشقُ /
يقولون لي بالله هل أنت عاشقُ / فقلت وهل يوماً خلوت من العشقِ
بمحو السوى كم فرج الله كربةً /
وكمَّل في قلب المحقق قربةً /
ومذ عاينت في الغيب عيني أحبةً /
شربت بكأس الحب في المهد شربةً / حلاوتُها حتى القيامة في حلقي
ما الغير إلا بابه المغلقُ
ما الغير إلا بابه المغلقُ / وكلنا مفعوله المطلقُ
وليس مفعولاً به عندنا / لأننا للفعل لا نسبق
وإننا المعنى الذي فعله / جاء به لما لنا يخلق
وليس مفعول به ظاهراً / بالفعل والسبق له حققوا
وقولهم ذا ليس شرطاً له / يرده بالصدر من يصدق
بل كل مفعول به سابق / للفعل قطعاً عند من يفرق
وكل من يجحد قولوا له / هات مثالاً عندنا يطبق
يكون مفعولاً به ماله / سبق على الفعل الذي يلحق
فإن يكن حاول في لفظة / جاء بها في النطق إذ ينطق
فأخبروه ليس مقصودنا / لفظ لنا يأتي به المنطق
وإنما المعنى مراد الذي / يقول والحق به مشرق
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا / فقل لي هنا من ذا يدوم ومن يبقى
وما ذلك الباقي سوى الله وحده / فما بال أقوامي يسمونني خلقا
تجددت عن أمر قديم وإنني / أنا الحادث الموهوم والشبح الملقى
وعقلي وروحي للوجود مراتب / ونفسي وجسمي تصحب الجمع والفرقا
أنا الشمس في وصف الكمال وما السوى / سوى الظل فاستيقن عليه لي السبقا
وإن شئتني فاعرف جميع منازلي / ودع عنك مني الغرب واستقبل الشرقا
ولا زالت الأرواح تسمو بهمتي / وسرّ مجالي الغيب لا زال بي يرقى
لنا الحضرة الزلفى على أيمن الحمى / وفي لُجَّة الأسما لنا الدرة الغرقا
هي الذات عن ذال وعن ألف علت / وتاء فلا تدري الحروف لها مرقى
وقد قصرت عنها تراكيب فعلها / وإطلاقها يستوجب الفتق والرتقا
هي الإسم وهي الوسم والرسم للورى / فأيانَ ما وليتُ أشهدُها تِلْقا
هي الرفرف الأعلى هي المستوى الذي / يحق له الدعوى هي العروة الوثقى
هي الحسن وجهاً والجمال حقيقة / فلا بدع إن ذاب الأنام بها عشقا
إذا احتجبت مُتْنا وعِشنا إذا بدت / وإن أفرطت في الهجر قلنا لها رفقا
يهيم بها قلبي إذا هبت الصبا / وأسكر شوقاً كلما غنت الوَرْقا
حجازية شامية ذات طلعة / علت من رآها لا يضل ولا يشقى
سجدنا إلينا وهي راكعة لنا / بميل مريدٍ ناشقٍ طيبَنا نشقا
ولا حب إلا حبها عند عاشق / لها في سواها كذْبُه لم يزل صدقا
وجود بها قامت مراتب ذاته / لأسمائه بالأمر دافقةً دفقا
تنزه عن تلك المراتب كلها / فسحقاً لعبد ليس يعرفه سحقا
ألا يا أيها النور الحقيقيْ
ألا يا أيها النور الحقيقيْ / على لمعانه مزقت زيقي
وملت به أعربد عن طريقي / فدع عنك الملامة يا رفيقي
هو الحادي ترنم للمطايا / وأظهر من جوانحها خبايا
وذكَّرها المباسم والثنايا / وأسكرها بكاسات الرحيق
سقى الله الشعابَ شعاب نجدِ / وإن كان التعلل ليس يجدي
فإني ذبت من شوقي ووجدي / إلى الأحباب في وادي العقيق
عسى النسمات بالأخبار تاتي / وتحييني بهم بعد الممات
وأحظى من شذاهم بالهبات / وأفرح في لقا ذاك الفريق
وصلى الله ربي كل حين / على خير الورى طه الأمين
ومَن عبدُ الغنيِّ على اليقين / بنصرته له في كل ضيق
كل شيء لنا على التحقيقِ
كل شيء لنا على التحقيقِ / من عدو مخالف وصديقِ
ومضر ونافع وهو إما / خادم حال وسعة أو ضيق
حكم كلها جميع أموري / وأمور الورى بحكم دقيق
يا ابن ودي هي الشئون تجلت / فتحلت بها صفات رفيقي
تقتضي دورة الشقاء لقوم / ولقوم سعادة التوفيق
طبق ما يعلم الإله قديماً / نفسه في نفوس كل فريق
حيرة بل هداية أنتجتها / صبغة الغيب عند أهل الطريق
فاعلمونا أو فاجهلونا هنا لا / جهل والكل علم حق حقيقي
هو جمع وإن تفرق قومي / فأنا لا أقول بالتفريق
يا لأمر مقدس غاب عنا / يقذف الخلق من مكان سحيق
نتفانى به فنفنى فنبقى / منه نشتمُّ طيب مسكٍ فتيق
قيدتنا التوجهات علينا / منه كيف اقتضت بحكم طليق
وهدانا إليه برق التجلي / في دياجي إمكاننا بالبريق
فشربنا هواه ممن وجدنا / عنده بالدنان والإبريق
وأقمنا على المحبة نلقى ال / غير عنها بحفظ عهد وثيق