المجموع : 4
إنّ الخَيَالَ مِنَ الحَسْنَاءِ قَدْ طَرَقَا
إنّ الخَيَالَ مِنَ الحَسْنَاءِ قَدْ طَرَقَا / فَبِتُّ مُرْتَفقاً مِنْ حُبِّها أَرِقا
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا / وعِنْدَهُمُ من عِلْمِنَا اليومَ مَصْدقُ
بأنّا غَدَاةَ السَّفْحِ من بَطْنِ يَثْرِبٍ / صَبَرْنَا وَرَايَاتُ المنيّةِ تخفقُ
صَبَرْنَا لَهُمْ والصّبْرُ منا سَجِيَّةٌ / إذا طَارَت الأَبْرَامُ نَسْمُو ونَرتُقُ
على عَادَةٍ تلكُمْ جَرَيْنَا بِصَبْرِنَا / وَقِدْماً لدى الغَايَاتِ نَجري فَنَسْبِقُ
لنا حَوْمَةٌ لا تُسْتَطَاعُ يَقُودُهَا / نَبيٌّ أَتَى بالحَقِّ عَفٌّ مُصَدَّقُ
ألا هَلْ أَتَى أَفْنَاءَ فهرِ بن مَالكٍ / مقطّعُ أطرافٍ وَهَامٌ مفلّقُ
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا / لَقَوْا عُصَباً في دَارِهمْ ذَاتِ مَصْدَقِ
لَقَوْا سَرَعاناً يملأُ السَّربَ رَوْعُهُ / أمامَ طَحُونٍ كالمجرَّة فَيْلَقِ
ولكنَّهُمْ كَانُوا وِباراً تَتَبَّعَثْ / شِعَابَ حِجَازٍ غيرِ ذي مُتَنَفَّقِ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ / بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ
فلْيأتِ مَأْسدَةً تُسَنُّ سُيُوفُها / بينَ المذادِ وبين جِزعِ الخَنْدقِ
دَرِبُوا بِضَرْبِ المُعْلمِينَ فأسْلَمُوا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في عُصْبَةٍ نَصَرَ المُعْلمِينَ فأسْلَموا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في كُلِّ سَابِغةٍ تَخُطُّ فُضُولُهَا / كالنِّهيِ هَبَّتْ رِيحُهُ المُتَرَقْرقِ
بَيْضَاءِ مُحْكَمَةٍ كأنَّ قتيرَهَا / حَذَقُ الجَنَادِبِ ذَاتُ شَكٍّ مُوْثقِ
جَدْلاءُ يَحْفِزُهَا نِجادٌ مُهَنَّدٍ / صَافِي الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ذي رَوْنَقِ
تلكُمْ مَعَ التّقْوى تكونُ لِبَاسَنَا / يومَ الهِيَاجِ وكلَّ سَاعَةِ مصدقِ
نَصِلُ السُّيوفَ إذا قَصُرْنَا بِخَطْوِنَا / قُدُماً ونُلحِقُها إذا لَمْ تَلْحَقِ
مَا حَلَّ بالأَعْدَاءِ مِثْلُ لِقائِنَا / يومَ النّجاحِ ويمُنَا بالخنْدَقِ
فَتَرَى الجَمَاجِمَ ضَاحِياً هَامَاتُهَا / بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لضمْ تُخْلَقِ
نَلْقَى العَدُوَّ بفَخْمَةٍ مَلْمُومَةٍ / تَنْفِي الجموعَ كَقَصْدِ رَأْسِ المَشْرِقِ
ونُعِدُّ للأَعْدَاءِ كُلَّ مُقَلَّصٍ / وَرْدٍ وَمَحْجُولِ القَوَائِمِ أبْلقِ
تَرْدَى بِغُرْسَانٍ كأنَّ كُماتَهُمْ / عِنْدَ الهِيَاجِ أُسُودُ بالوَشِيجِ المُزْهِقِ
أَمَرَ الإلهُ بِرَبْطِهَا لِعَدْوَهِ / في الحَرْبِ إنّ اللهَ خيرُ موفِّقِ
لِتَكُونَ غَيْظاً للعَدُوِّ وحُيَّاطاً / لِلدّارِ إنْ دَلَفَتْ خُيُولُ النُّزقِ
وَيُعِينُنَا اللهُ العَزِيرُ بقوَّةٍ / مِنْهُ وصِدْقِ الصّبْرِ سَاعَةَ نَلْتَقِي
وَنُطِيعُ أمرَ نبيّنَا ونُجيبُهُ / وإذا دَعَا لِكَرِيَةٍ لم نُسْبَقِ
وَمتى يُنَادِ إلى الشّدائدِ نَأْتِها / وَمَتَى نَرَ الحَوْمَتِ فيها نُعْنِقِ
مَنْ يَتَّبِعْ قَوْلَ النّبيِّ إِنَّهُ / فِينَا مُطَاعُ الأمْرِ حَقُّ مُصَدَّقِ
فَبِذَاكَ ينصُرُنَا ويُظهِرُ عِزَّنَا / ويُصيبنَا من نَيْلِ ذَاكَ بِمرْفَقِ
إنَّ الذينَ يُكَذِّبون مُحمَّداً / كَفَرُوا وضلُّوا عن سَبِيلِ المتّقي