المجموع : 4
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ / بفَاجِعَةٍ مُشنَّعةِ الطُّروقِ
نَعَم وَلَهاً على رجلٍ عَميدٍ / أَظَلُّ كَأَنَّني شَرِقُ برِيقي
كَأَنِّي إِذ عَلِمتُ بها هُدُوّاً / هَوَت بي عاصفٌ مِن رَأسِ نِيقِ
أُعَلُّ بَزَفرَةٍ مِن بَعد أُخرى / لَهَا في القَلبِ حَرٌ كَالحَريقِ
وَتَردُف عَبرَةٌ تَهتَانَ أُخرى / كَفَائضِ غَربِ نَضَّاحِ فَتِيقِ
كأَنِّي إِذ أُكَفكِفُ دَمعَ عيني / وأَنهاها أَقُولُ لها هَرِيقي
ألاَ تِلكَ الحوادثُ غِبتُ عَنها / بأَرضِ الشَّامِ كَالفَردِ الغَريقِ
فما أَنفَكُّ أَنظُر في كتابٍ / تُدَاري النَّفسُ عَنهُ هَوى زَهُوقِ
يُخَبّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ كَريمٍ / بعيدِ الغَورِ نَفَّاعٍ طَليقِ
وقَرمٍ يُعرِضُ الخُصمان عَنهُ / كَمَا حَادَ البِكارُ عنِ الفَنيقِ
كريمٍ يملأُ الشّيزى وَيَقري / إِذا ما قَلَّ إيماضُ البُروقِ
وَأَعظَمُ ما رُميتُ به فَجُوعاً / كتابٌ جاءَ مِن فَجٍ عَميقِ
يُخَبِّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ فَصَبراً / تَنَجَّز وَعدَ مَنّانٍ صَدُوقِ
سَأَصبِرُ لِلقَضَاءِ فَكُلُّ حَيٍّ / سَيَلقَى سَكرَةَ المَوتِ المَذُوقِ
فما الدَّنيا بقَائِمةٍ وَفيها / مِن الأَحيَاءِ ذُو عَينٍ رَمُوقِ
وللأَحيَاءِ أَيّامٌ تَقضَّى / يَلُفُّ خِتَامُها سُوقاً بسُوقِ
فَأَعنَاهُم كَأَعدَمِهم إِذا مَا / تَقَضَّت مُدَّةُ العَيشِ الرَقيقِ
كذَلِكَ يُبعَثُنَ وَهُم فُرادى / ليومٍ فيهِ تَوفِيةُ الحُقُوقِ
أَبَعدَ هُمَامِ قَومِكِ ذي الأَيَادي / أَبي الوَضَّاحِ رَتَّاقِ الفُتُوقِ
وبَعدَ عُبَيدَةَ المحمودِ فِيهم / وبَعدَ سَمَاعةَ العَودِ العَتيقِ
وبَعدَ ابنِ المُفضَّلِ وابنِ كافٍ / هما أَخَواكَ في الزَّمنِ الأَنيقِ
تُؤَمِّلُ أَن تَعِيشَ قَرِيرَ عَينٍ / وأَينَ أَمامَ طَلاَّبٍ لَحُوقِ
وَدنيَاكَ الَّتي أَمسَيتَ فيها / مُزَايلةُ الشَقِيقِ عَنِ الشَّقيقِ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ / إِنَّ الأُلَى كُنتَ تَهوَاهُم قَد انطَلَقُوا
ما بالُهُم لَم يُبَالُوا إِذ هَجَرتَهُمُ / وأَنتَ مِن هَجرهم قد كِدتَ تَحتَرقُ
قد كنتُ أشفقُ مما قد فجعتُ به / إن كانَ يَدفعُ عن ذي اللوعةِ الشَّفقُ
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي / عُ الزَّاجِرينَ وَلا يُفيق
تَسلُو قُلُوبُ ذَوِي الهَوى / وَهُوَ المُكَلَّفُ والمَشُوق
تَبَلَت حَبَابَةُ قَلبَهُ / بالدَّلِ والشَّكلِ الأَنِيق
وَبعَينِ أَحوَرَ يَرتَعي / سَقطَ الكثيبِ منَ العَقِيق
مَكحُولةً بالسِّحرِ تُن / شِي نَشوَةَ الخَمرِ العَتيق
هَيفاءَ إِن هي أَقبَلَت / لاَحَت كَطَالِعَةِ الشُروق
والرِّدفُ مثلُ نَقَاً تلَ / بَّدَ فهو زُحلوقٌ زَلُوق
في دُرَّةِ الأَصدافِ مُع / تَنِفاً بها رَدعُ الخَلُوق
دَاوي هَوايَ وَأَطفِئي / ما في الفُؤَادِ مِنَ الحَريق
وتَرَفَّقي أَمَلي فَقَد / كَلَّفتِني مَالاَ أُطِيق
في القلبِ مِنكِ جَوى المُحب / بِّ وَرَاحةُ الصَبِّ الشَقِيق
هَذَا يَقُودُ برُّمَتي / قَوداً إِلَيكِ وَذَا يَسُوق
يا نَفسُ قَد كَلَّفتِني / تَعَبَ الهَوى مِنها فَذُوق
إِن كُنتِ تَائِقةً لح / رِّ صَبَابةٍ منها فَتُوق
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال / ذِي تُحمَدُ أَخلاقُه
وَيَرّفضُّ لَهُ اللَّحنُ / فما تُفتَق أَرتَاقُه
غَزَالٌ أَدعَجُ العَينِ / رَبيبُ خَدَلَّجِ ساقُه
رَمَاني فَسَبى قَلبي / وأَرمِيهِ فَأَشتَاقُه