القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 15
يا مَنْ سَبا ريّاهُ عَرْفُ الصِّبا
يا مَنْ سَبا ريّاهُ عَرْفُ الصِّبا / وذرَّ من أزرارهِ شارِقُ
ذَرْنِي وعينيكَ أُسائِلْهُما / بأيَّ ذنبٍ قُتِلَ الوامق
تاللهِ ما أَمْلِكُ نجوايَ يا / مملوكُ والدمعُ به ناطق
أنَّى لمثلي فيكَ كَتْمُ الهوى / والدمعُ سَكْبٌ والحشا خافق
يا كوكباً بهرَ الكواكبَ بهجة
يا كوكباً بهرَ الكواكبَ بهجة / والزهرَ نشْراً والصباحَ شروقاً
بالأمس ضَمَّتْنا وإياكَ المنى / يوماً أَضَفتَ إلى الصَّبوح غَبوقا
نازعتُ إخواني بعذر عاقني / دوني من العَذب الزلالِ رحيقا
فانعمْ بعودة ذلك الأنسِ الذي / ولَّى وقد تركَ الفؤادَ مَشُوقا
أإخوانَنا والموتُ قد حال دونَنا
أإخوانَنا والموتُ قد حال دونَنا / وللموتِ حكمٌ نافذٌ في الخلائقِ
سبقتكمُ للموتِ والعمرُ ظِنَّةٌ / وأعلمُ أنَّ الكلَّ لا بدَّ لاحقي
بعيشكمُ أو باضطجاعيَ في الثَّرى / ألم تَكُ في صَفْوٍ من الودِّ رائق
فمن مرَّ بي فليمضِ بي مُترَحِّماً / ولا يكُ مَنْسِيّاً وفاءُ الأصادق
وعشيّةٍ لبستْ رداءَ شقيقِ
وعشيّةٍ لبستْ رداءَ شقيقِ / تُزْهى بلونٍ للخدود أَنيق
أبقتْ بها الشمسُ المنيرةُ مثلما / أبقى الحياءُ بوجنةِ المعشوقِ
لو أستطيعُ شربتُها كلفاً بها / وعدلتُ فيها عن كؤوس رحيق
قُل لِلتي نُظِمَ الفَريدُ بِجيدِها
قُل لِلتي نُظِمَ الفَريدُ بِجيدِها / مِن فَيضِ دَمعي مِنكِ فَوقَ تَراقِ
هانَت دُموعُ العَينِ أَن نُقِلَت إلى / تِلكَ السَواكِبُ مِن غُروبِ مَآقِ
أَتَرى مُخَصّرَها أُعيرَ سِوارَها / والجيدَ لؤلؤَ ثَغرِها البرّاقِ
فتطوَّقتْ مِنْ ثغرها بقلادةٍ / وتوشَّحَتْ مِنْ حَلْيِها بِنطاقِ
بأبي في الحبِّ معسولُ اللَّمى
بأبي في الحبِّ معسولُ اللَّمى / عنبريُّ النَّشرِ ريميُّ الحَدَقْ
فاترُ الطرفِ غريرٌ فاتنٌ / بارعُ الوصفِ منيرٌ كالفَلَقْ
يفضحُ البدرَ كمالاً إنْ بدا / والدُّمى العُفْرَ جَمالاً إنْ رَمَقْ
أطلعتْ خجلتُهُ في خدِّهِ / شَفَقَاً في فَلَقٍ تحتَ غَسَقْ
ويومِ أُنسٍ راقنا أصيلُهُ
ويومِ أُنسٍ راقنا أصيلُهُ / بنهرِ روضٍ سُندُسيِّ الورقِ
لما توارتْ بالحجابِ شمسُهُ / وأبدرتْ ساعاتُهُ بالغَسَقِ
أطلَّ من أُفْقِ السماءِ كوكبٌ / على الخليجِ واضحُ التألُّقِ
والنهرُ صافٍ ماؤُهُ مُفَضَّضٌ / والنجمُ فيه كذبالٍ مُشْرِقِ
تحمله خَوْدٌ لدى لبَّتها / خَوْفَ الصِّبا تحتَ قناعٍ أزرق
أيُّها الراكبُ المخبُّ لِتُبْلِغْ
أيُّها الراكبُ المخبُّ لِتُبْلِغْ / ركبَ سُعْدَى تحيةً من مشوقِ
ذا جوىً ناصبٍ ودمعٍ خضيبٍ / وحشاً ذائبٍ وقلبٍ خفوق
مزج الدرَّ طرفُهُ بعقيق / مذ أناخوا ركابَهُم بالعقيق
وتولَّتْ جمالُهم بجَمالٍ / من دُمى الرَّملِ في القباب أنيق
فإذا أُبْتَ فاتَّخذه نديماً / بصَبوحٍ من ذكرهمْ وغبوق
حسبُ مستنشقٍ من الطيبِ ريّاً / هم وحسبي حديثهمْ من رحيق
زارتكَ من رِقْبةِ الواشي على فَرَقِ
زارتكَ من رِقْبةِ الواشي على فَرَقِ / حتى تبدَّى وميضُ المرْهَفِ الذَّلِقِ
فخفَّض الجأش منها أن ملكتُ يدَيْ / نهرٍ يَغصُّ به الواشون منْ شَرَق
سكَّنتها بعد ما جالتْ مدامِعُها / بمقلتيها فِرِنْداً في ظُبا الحدق
فأقبلتْ بين صمتٍ من خلاخلها / وبين نُطْقِ وشاحٍ جائلٍ قلق
وأرسلتْ منْ مثنّى فرعها غَسقاً / في ليلةٍ أرسلتْ فرعاً مِنَ الغسق
تبدو هلالاً ويبدو حَليُها شُهُباً / فما يُفرَّقُ بين الأرضِ والأفُق
غازلْتها والدجى الغربيبُ قد خُلعتْ / منه على وجنتيها حلةُ الشَّفق
حتى تقلَّصَ ظلُّ الليلِ وانفجرتْ / للفجرِ فيه ينابيعٌ من الفلق
فدرّعت ساريات المزنِ تُسعِدُني / عندَ الفراقِ بدمعٍ واكفٍ غَرِق
إني بلوتُ زماني في تقلُّبهِ / فإنْ تَثِقْ بصروفِ الدهرِ لا أَثِقِ
سَلني أُخَبِّرْك عنها إنَّ مَوْردَها / لم يصفُ للحرِّ إلا عادَ ذا رَنَقِ
أنا الذي ظلَّ بالأحداثِ مشتملاً / بينَ الأنام اشتمالَ السيف بالعلَقِ
وعارياً من حظوظٍ في شبيبتِهِ / وكم قضيبٍ ندٍ عارٍ من الورقِ
أَنَّى ينوءُ زماني بالذي اقترَحَتْ / نفسي وما خُلُقُ الأيامِ من خلقي
لن يستقرَّ بمن يهوى الهوى قلَقٌ / حتى تبيتَ مطاياه على قلق
أدري وكلُّ أمورٍ لا يروِّحها / من الذميلِ السُّرى إلا إلى العَنَق
حتى أرى نقصَ حظي إذ غدا سبباً / إلى النوى من أيادي الدهر في عنقي
أَشاقكَ إذ غنَّى الحمامُ المطوَّقُ
أَشاقكَ إذ غنَّى الحمامُ المطوَّقُ / ولمحُ سناً من بارقٍ يتألَّقُ
سرى موْهِناً تزْجي الصِّبا غيمَ أُفْقِهِ / وقد أَضحَكَ الروضَ الحيا المتدفق
كما ابتسمتْ رقراقةُ الخدِّ غادةٌ / لأجفانِ صبٍّ دَمْعُها يترقرقُ
عرتني فألحاظُ الجفونِ جآذرٌ / تُطاعِنُ قلبي والجوانحُ مأزِقُ
وغادةِ إنسٍ أدلجتْ لزيارةٍ / وثوبُ الدجى بالزاهرات مُنَمَّق
تُمازحُ أَبناءَ السُّرى بضيائها / فتوهمُ بالإصباحِ منْ باتَ يطرُقُ
نعمتُ بها حتى أنارَ سنا الضُّحى / وشابَ بنورِ الصبح لليلِ مَفْرِق
فمن مبلغٌ عهدَ السرورِ تحيَّةً / يُشابُ بها ذكرُ الحبيب فتعبق
ربَّ حمَّامٍ تلَظّى
ربَّ حمَّامٍ تلَظّى / كتلظي كلِّ وامقْ
ثمّ أذرى عبراتٍ / صَوْبُها بالوجد ناطقْ
فغدا منِّي ومنهُ / عاشقٌ في جوفِ عاشقْ
ركبٌ يجوبون الفلا بنجائبٍ
ركبٌ يجوبون الفلا بنجائبٍ / عُنِيَتْ بنصٍّ دائمٍ وعنيقِ
فحثثتُها والحيُّ قد نزلوا منىً / ذكرَ الحجيجِ لياليَ التشريق
تسري بكلِّ فتىً كأنَّ رداءَهْ / خَضِلاً بأدْمُعُهِ رداءُ غريق
يتنازعون على الرحالِ حديثَهُمُ / كتنازعِ الندماءِ كأسَ رحيق
رُمْدُ العيونِ كأنما عبراتُهُمْ / دُرٌّ تحَدَّرَ من فُصوص عقيق
غفرتُ للأيامِ ذنبَ الفراقْ
غفرتُ للأيامِ ذنبَ الفراقْ / أنْ فزتُ من توديعهمْ بالعناقْ
ما أَنسَ لا أنسَ لهم وَقْفَةً / كالشهدِ والعلقمِ عندَ المذاق
مزجتُ فيها درَّ أسلاكهم / إذ أزفَ البين بدرِّ المآق
ساروا وقلبي بين أظعانهمْ / فلينشدوهُ بين تلكَ الرفاق
لا مرحباً بالبرقِ ما لم يكنْ / تسقي عزاليه رسومَ البُراق
حيثُ القبابُ البيضُ مضروبةٌ / تحرسُها سُمْرٌ وبيضٌ رقاق
تحملُ في أثنائها غادةً / يحملُ منها القلبُ ما لا يطاق
حاليةً تبسمُ عن مبسمٍ / كمثلِ ما قُلِّد منها التَّراق
من شَفَقِ الليلِ لها وجنةٌ / أو من دمٍ باللحظِ منها يراق
ضعيفةٌ طرفاً وخصراً فما / يُطيقُ ذا اللحظَ ولا ذا النِّطاق
تاهت على البانِ بأعْطافها / وعَيَّرَتْ بدرَ الدُّجى بالمُحاقْ
وأرسلتْ فَرْعَاً غدا لَوْنُهُ / كحالِ مَنْ يُحْرَمُ منها التَّلاق
أَعادتِ الصبحَ ليلةً / حتى تَوَهَّمْتُ صَبوحي اغتباق
سقى ديارَ الحيِّ بالمنحنى / من سَبَلِ المُزْنِ أو الدمعِ ساق
كم ليلةٍ لي بعقيقِ الحمى / قَصَّرتها باللثم والاعتناق
ما ادَّرَعَ الليلُ بظلمائه / حتى كساه الصبحُ منه رُواقْ
فانجفلت أنجمه فاشتكى / للبعضِ منها البعضُ وَشْكَ الفراق
أما الثريَّا فنَوى رأسها / يركضُ نحو الغربِ ركضَ السباق
وطار في إثرِ غرابِ الدُّجى / نسرُ النجومِ الزُّهرِ يبغي اللحاق
وانتبَه الصبحُ بُعَيْدَ الكرى / كذي هوىً مِن غَشيَةٍ قد أَفاق
ورجَّع المُكَّاءُ تَحْنِينَهُ / حتى حسِبناهُ حليفَ اشتياق
في روضةٍ علَّم أغصانُها / أهلَ الهوى العذريِّ كيف العناق
هبّتْ به ريحُ الصِّبا سُحْرةً / فالتفَّتِ الأشجارُ ساقاً بساق
تلك الليالي أعْقَبَتْ بعد ما / أحمدْتُها عيشاً بوشكِ الفراق
حدائقُ الحسنِ تُغْري السُّهْدَ بالحدَقِ
حدائقُ الحسنِ تُغْري السُّهْدَ بالحدَقِ / فالعينُ متْرَعَةُ الأجفانِ منْ أَرَقِ
أشيمُ للبرقِ منْ مسراهمُ قَبَساً / والليلُ يَسْحَبُ أذيالاً من الغَسَق
حتى استهلَّ الغمامُ الجَوْد مُنْسَكِباً / بوادقٍ من مُلِثِّ القَطْرِ مُنْدَفَقِ
في روضةٍ قد ثَنَتْ أَعطافها سَحَراً / يُفَضُّ منها ختامُ الزَّهْرِ عن عَبَق
ترنو الحمائمُ منها في ذُرى قُضُبٍ / تَخْتالُ مائسةً في سُنْدُسِ الورق
كمْ قد عَهِدْنا بها من ليلةٍ قَصُرَتْ / وإن نأى كلكلُ الظلما عن الفلق
إذا ابتغيتُ كؤوسَ الراحِ مُتْرَعةً / أَوْمَتْ إليَّ يدُ الأصباحِ بالشفق
يديرُها البدرُ صِرْفاً فوقَ راحتِهِ / والشمسُ تطلعُ منْ يُمناه في أفق
ثم انبرى مائلاً للوصلِ ذو ضمرٍ / في لؤلؤ من نفيس الدرِّ متَّسقِ
يا مَن غدا لحسامِ البغي منتضياً / يستثبتُ الصَّرم حتى عادَ ذا رنق
والبغي ما زال في الحساد مكتملاً / يبدو لمختبرٍ في الخَلْقِ والخُلق
لا تنكرنَّ بديعَ النظمِ منْ أدبي / فالدرُّ ليس بمكنونٍ على الفلق
ولتحذرِ الرشقَ من سهمٍ عرضتَ له / منْ يزحمِ البحرَ لا يأمنْ مِنَ الغرق
ما أنت مدركُ شأوي إنْ سعيت له / ليس التبخترُ كالإرقال في الطرق
ولا المؤمّل في مضمارِ حَلْبَتِهِ / مؤملاً للمجليِّ السبق في طَلق
وقد تُشَبَّهُ أحياناً بذي أدبٍ / ما لم يحاددكَ عذب اللفظ في نسق
والأوسُ في فَلَوَاتِ البيدِ مفترسٌ / فإنْ يَصُلْ ليثُ غابٍ مات من فرق
فلا تمدّنَّ باعَ العُجْبِ إنَّ لها / عُقبى تؤجِّجُ نارَ الضَّغْنِ والحنق
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه / عليلٌ يقضي مدة الرَّمَق الباقي
إلى شطِّ منسابٍ كأنك ماؤه / صفاءَ ضميرٍ أو عذوبةَ أخلاق
ومهوى جناحٍ للصبا يمسحُ الربى / خفيَّ الخوافي والقوادمِ خفَّاق
على حينِ راحَ البرقُ في الجو مغمداً / ظباهُ ودمعُ المزنِ من جفنه راق
وقد حان مني للرياضِ التفاتةٌ / حبستُ بها كأسي قليلاً عن الساقي
على سطحِ خيرٍّ ذكرتُكَ فانثنى / يميلُ بأعناقٍ ويرنو بأحداق
فَصِلْ زهراتٍ منه هذا كأنَّها / وقد خَضِلَت قطْراً محاجرُ عشَّاق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025