القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 8
ليلُ الشّبابِ تَولَّى
ليلُ الشّبابِ تَولَّى / والشّيبُ صبحٌ تأَلّقْ
ما الشَّيبُ إلاّ غبارٌ / من ركضِ عُمري تَعلّقْ
ركبتُ لمّا تكهَّلْ / تُ بعدَ أَدْهَمَ أبلَق
وضاعَ مفتاحُ وصل ال / حسان فالبابُ مُغلقْ
ولا حِزامي وثيقٌ / ولا عناني مُطلقْ
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف / يؤرَّخ فيها ثمَّ يُمحى ويُمحقُ
ولم أَرَ في دهري كدائرةِ المنى / تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيقُ
ليس في الدُّنيا جميعاً
ليس في الدُّنيا جميعاً / بلدةٌ مثل دمشقِ
ويسلينيَ عنها / في سبيلِ اللّهِ عشقي
والتُّقى الأَصلُ ومن يت / رُكُها يَشْقَى ويُشقي
كم رشيقٍ شاغل عن / ه بسهمِ الغَزْوِ رشقي
وامتشاقُ البيضِ يُغني / عنه بالأَقلامِ مشقي
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل / بٍ ولاطفْهُ حين يأتي بحذْقِ
فأَخو السُّكرِ لا يخاطبُهُ الصّا / حي إلى أَنْ يُفيق إلاَّ برِفقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ / للمحبيّن كافلٌ بالتلاقِ
ولعلَّ الأيامَ تسمَحُ بالوص / لِ ونَقضي لُبانةَ المشتاقِ
يا أَخلائي الكرامَ المضاهي / نَ بطيبِ العُروقِ طيبَ العِراقِ
يا صبوراً على الصّبابةِ بعدي / لكَ طولُ البقاءِ ما أَنا باقِ
فأجرْني من النّوى بالتلاقي / وارثِ لي إذ لاقيتَ ما أَنا لاق
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى / في ذنب ذا المغرب لا أرتقي
غارتْ فيَ الشّمسُ فمن أَجل ذا / لم تُبقني أَطلعُ في المشرقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ / وفُزْ باجتماعِ الشملِ قبلَ التفرُّقِ
هلموا نسابقُ نحوَ مشمس جِلِّق / وثم لما نهوى على الأكل نلتقي
تصفَّرُ شوقاً لانتظارِ قدومنا / ومن يتعشّقْ ذا الفضائل يشتقِ
وما رمقْت للشوقِ رُمدُ عيونهِ / فإنْ تترفّقْ منه تنظرْ وترفقِ
إذا حضَرتْ أَطباقُهُ غابَ رشدُنا / لما يتلاقى من مشوقٍ وشَيِّقِ
لأَنَّ مذابَ الشَّهدِ فيه مجسّدٌ / أَجدّ له عهدُ الرَّحيقِ المعتَّقِ
وما اصفرَّ إلا خوفَ أيدي جناته / فليس له أمنٌ من المتطرِّق
حكى جمراتٍ بالفضا قد تعلّقتْ / فيا عجبي من جمرةِ المتعلِّقِ
كأنَّ نجومَ الأرضِ فوقَ غصونهِ / فيا حيرتي من نجة المتألِّقِ
وجَنّاتُها محمّرةٌ وَجَناتُها / فَمَنْ يَرَها مثلي يحبَّ ويعشقِ
بدتْ بينَ أوراقِ الغصونِ كأنَّها / كَراتُ نُضارٍ في لجينٍ مُطرَّقِ
تساقِطُها أَشجارُها فكأَنَّها / دنانيرُ في أيدي الصَّيارفِ ترتقي
ومشمشُ بُستانِ الزّكي بشهدِهِ / شهادتُهُ تقضي فَزكّ وصَدِّقِ
يقولُ رفيقي في دمشقَ تعجباً / أَما لكَ بستانٌ مقالة مشفقِ
فقلتُ إلى بابِ البريدِ وسوقِهِ / لأَمثالنا تُجنى بساتين جِلِّقِ
ولو كانَ لي بالسّهمِ سهمٌ وجدت لي / منالي بأيامِ الثِّمارِ ومرفقي
إذا كنتَ مُبتاعاً من السُّوقِ مشمشي / فما ليَ إلاّ لذَّةُ المتسوِّقِ
وما لي بأرباب البساتينِ خلطة / فيصبح في حيطاتها مُتسلّقي
كرامٌ وثوقي في الشِّتاءِ بودّهم / ولكنّهم في الصّيفِ ينسونَ موثقي
وما ثم من يجدي ويقري ويقتني / ثنائي سوى المحيي الكريم الموفّقِ
وذلكَ يومٌ واحدٌ ليس غيره / أَمنْ أَجلِ يومٍ واحدٍ قلتَ لي اسبقِ
على أَنّني لو قيلَ بالصّينِ دعوةٌ / أثرتُ إليها لوعةَ المتحرِّقِ
فإنْ جئتَ قبلي جِلِّقاً فارمِ منعماً / حديثي ينادي المنعمينَ وحَلِّقِ
لعلَّ كريماً ينتخي لضيافتي / بمشمشةٍ عندَ القدومِ وينتقي
فلا تنسَ نشوَ الدِّينِ نشوةَ خاطري / وقلْ عن صبوحي كيف شئت ورقِّقِ
وهاتِ وساعدني وخُذْ من قريحتي / لطيمةَ داريٍ من الحمدِ واعبقِ
دمشقُ تقصدُ عظمي
دمشقُ تقصدُ عظمي / بعرقةٍ أيِّ عرقهْ
إخفاقُهُ لرجائي / فيها وللقلبِ خَفْقَهْ
أَقمتُ فيها وحيداً / كالدُّرِّ ضمّتْهُ حُقَّهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025