المجموع : 8
ليلُ الشّبابِ تَولَّى
ليلُ الشّبابِ تَولَّى / والشّيبُ صبحٌ تأَلّقْ
ما الشَّيبُ إلاّ غبارٌ / من ركضِ عُمري تَعلّقْ
ركبتُ لمّا تكهَّلْ / تُ بعدَ أَدْهَمَ أبلَق
وضاعَ مفتاحُ وصل ال / حسان فالبابُ مُغلقْ
ولا حِزامي وثيقٌ / ولا عناني مُطلقْ
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف
وما هذه الأَيامُ إلاَّ صحائف / يؤرَّخ فيها ثمَّ يُمحى ويُمحقُ
ولم أَرَ في دهري كدائرةِ المنى / تُوسِّعُها الآمالُ والعمرُ ضيقُ
ليس في الدُّنيا جميعاً
ليس في الدُّنيا جميعاً / بلدةٌ مثل دمشقِ
ويسلينيَ عنها / في سبيلِ اللّهِ عشقي
والتُّقى الأَصلُ ومن يت / رُكُها يَشْقَى ويُشقي
كم رشيقٍ شاغل عن / ه بسهمِ الغَزْوِ رشقي
وامتشاقُ البيضِ يُغني / عنه بالأَقلامِ مشقي
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل / بٍ ولاطفْهُ حين يأتي بحذْقِ
فأَخو السُّكرِ لا يخاطبُهُ الصّا / حي إلى أَنْ يُفيق إلاَّ برِفقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ / للمحبيّن كافلٌ بالتلاقِ
ولعلَّ الأيامَ تسمَحُ بالوص / لِ ونَقضي لُبانةَ المشتاقِ
يا أَخلائي الكرامَ المضاهي / نَ بطيبِ العُروقِ طيبَ العِراقِ
يا صبوراً على الصّبابةِ بعدي / لكَ طولُ البقاءِ ما أَنا باقِ
فأجرْني من النّوى بالتلاقي / وارثِ لي إذ لاقيتَ ما أَنا لاق
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى / في ذنب ذا المغرب لا أرتقي
غارتْ فيَ الشّمسُ فمن أَجل ذا / لم تُبقني أَطلعُ في المشرقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ
تغنَّمْ زمانَ الجودِ في اللهو واسبقِ / وفُزْ باجتماعِ الشملِ قبلَ التفرُّقِ
هلموا نسابقُ نحوَ مشمس جِلِّق / وثم لما نهوى على الأكل نلتقي
تصفَّرُ شوقاً لانتظارِ قدومنا / ومن يتعشّقْ ذا الفضائل يشتقِ
وما رمقْت للشوقِ رُمدُ عيونهِ / فإنْ تترفّقْ منه تنظرْ وترفقِ
إذا حضَرتْ أَطباقُهُ غابَ رشدُنا / لما يتلاقى من مشوقٍ وشَيِّقِ
لأَنَّ مذابَ الشَّهدِ فيه مجسّدٌ / أَجدّ له عهدُ الرَّحيقِ المعتَّقِ
وما اصفرَّ إلا خوفَ أيدي جناته / فليس له أمنٌ من المتطرِّق
حكى جمراتٍ بالفضا قد تعلّقتْ / فيا عجبي من جمرةِ المتعلِّقِ
كأنَّ نجومَ الأرضِ فوقَ غصونهِ / فيا حيرتي من نجة المتألِّقِ
وجَنّاتُها محمّرةٌ وَجَناتُها / فَمَنْ يَرَها مثلي يحبَّ ويعشقِ
بدتْ بينَ أوراقِ الغصونِ كأنَّها / كَراتُ نُضارٍ في لجينٍ مُطرَّقِ
تساقِطُها أَشجارُها فكأَنَّها / دنانيرُ في أيدي الصَّيارفِ ترتقي
ومشمشُ بُستانِ الزّكي بشهدِهِ / شهادتُهُ تقضي فَزكّ وصَدِّقِ
يقولُ رفيقي في دمشقَ تعجباً / أَما لكَ بستانٌ مقالة مشفقِ
فقلتُ إلى بابِ البريدِ وسوقِهِ / لأَمثالنا تُجنى بساتين جِلِّقِ
ولو كانَ لي بالسّهمِ سهمٌ وجدت لي / منالي بأيامِ الثِّمارِ ومرفقي
إذا كنتَ مُبتاعاً من السُّوقِ مشمشي / فما ليَ إلاّ لذَّةُ المتسوِّقِ
وما لي بأرباب البساتينِ خلطة / فيصبح في حيطاتها مُتسلّقي
كرامٌ وثوقي في الشِّتاءِ بودّهم / ولكنّهم في الصّيفِ ينسونَ موثقي
وما ثم من يجدي ويقري ويقتني / ثنائي سوى المحيي الكريم الموفّقِ
وذلكَ يومٌ واحدٌ ليس غيره / أَمنْ أَجلِ يومٍ واحدٍ قلتَ لي اسبقِ
على أَنّني لو قيلَ بالصّينِ دعوةٌ / أثرتُ إليها لوعةَ المتحرِّقِ
فإنْ جئتَ قبلي جِلِّقاً فارمِ منعماً / حديثي ينادي المنعمينَ وحَلِّقِ
لعلَّ كريماً ينتخي لضيافتي / بمشمشةٍ عندَ القدومِ وينتقي
فلا تنسَ نشوَ الدِّينِ نشوةَ خاطري / وقلْ عن صبوحي كيف شئت ورقِّقِ
وهاتِ وساعدني وخُذْ من قريحتي / لطيمةَ داريٍ من الحمدِ واعبقِ
دمشقُ تقصدُ عظمي
دمشقُ تقصدُ عظمي / بعرقةٍ أيِّ عرقهْ
إخفاقُهُ لرجائي / فيها وللقلبِ خَفْقَهْ
أَقمتُ فيها وحيداً / كالدُّرِّ ضمّتْهُ حُقَّهْ