القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 8
أكرِمْ بوجه الراكبِ المُعِنقِ
أكرِمْ بوجه الراكبِ المُعِنقِ / يخبرُنا أنَّا غداً نلتقى
حجابُ قلبي فُزْبهِ خلِعةً / فتحفةُ البشرَى على الشيِّقِ
تُراهُمُ زمُّوا بحملِ الصَّدَى / رسالةَ العانى إلى المطلَقِ
واستفهموا الطيف وقالوا له / تعلَم من عشَّاقِنا مَن بقِى
أنا الذي ضمَّتْ غَداةَ النقا / حبائلُ الأسِر ولم أُعتقِ
وكلَّما أثبتَ راميهمُ / أسهمَه قلتُ له فَوِّقِ
ما أحذقَ الطاهي الذي عندكم / أنضجَ بالنار ولم يُحرِق
ليس أخمَى إلا بُسكَّانهِ / والشمسُ منها بهجةُ المَشرقِ
علىّ عَقْرُ البُدْن إن اصبحت / خيامُهم وهي رُبَى الأبرقِ
مثل الأَداحىّ وبيضاتُها / تُحصنُ بالأبيضِ والأزرقِ
يا ماتحَ الماءِ عدِمتَ الرِّوَى / من جَفْر هذا القَلبِ كم تستقىِ
من شيمة الماءِ انحدارٌ فلِمْ / ماءُ فؤادى أبدا يرتقِى
تحسبُ في أجفانيَ السُّحبَ أو / جودَ عميدِ الدولةِ المغدقِ
صبَّحها الدمعُ ومسَّاها الأرقْ
صبَّحها الدمعُ ومسَّاها الأرقْ / هل بين هذين بقاءٌ للحَدَقْ
لا متعةً بالظبى عَنَّ غاديا / ولا خِداعا بالخيال إن طَرَقْ
إن ضحِك البرقُ من الحَزْنِ رنا / أو فاحت الريحُ من الغَور نشِقْ
كم ذا على التعليل تحيا مهجةٌ / بمُديتَىْ بينٍ وهجرٍ تُعتَرقْ
ليت الذي عَذّبَ إذ لم يُعفِه / من مسَّه بالضُّرِّ وانَى ورَفَقْ
ميّالةَ الأعطافِ ما فاتكِ من / غصونِ بانات الحمى إلا الورَقْ
لو ثبتَ السهمُ الذي أرسلتِه / في القلبِ وافقتُكِ لكن قد مرَقْ
جمعتم السرَّاءَ والضرّاءَ لي / فأنتمُ كالماءِ رَىٌّ وشَرَقْ
كان اتفاقا ولَعى بِسربكم / وشرُّ أحداثِ الليالي ما اتفقْ
لم أدرِ أنّ من حُداة ظُعْنِكم / أو سائقيهنّ غرابا قد نغقْ
هبْ أنَّ طَرفى أسرتَه بينكم / حبائلٌ فانظر عُيَيْناتِ الخَرِقْ
وخُذْ لمن عَنَيْتُ منّى سِمةً / لألأةَ البدر إذا البدرُ اتسقْ
ولا تَعَرَّضَ لعلاجي إنما / يَشفِى من الحبِّ الذي يَشفِى الوَلَقْ
علَّ الغرامَ نازلٌ عن صهوتي / إن لمِتَّى الدهماءُ شِيبت بالبَلَقْ
يصنَعُ لونُ الشَّيبِ بالشباب ما / يصنع بالجلدةِ توليعُ البَهَقْ
قلتُ ظلامٌ طلعتْ أنجمُهُ / فما اعتذارى إن بدا ضوءُ الفَلَقْ
أليس بَردُ اليأسِ لو وَسعتُه / أطفأَ من تسويف آمالى حُرَقْ
مهلا فما دون الأمانى هَضبةٌ / نزداد بالحِرص ارتفاعا وزَلَقْ
لو جُلتَ حولَ الفلَك الدّوّار لم / يزددْ نَقيرا فوق ما اللهُ رزَقْ
عش بطفيفِ القوتِ سَدّ جَوعةً / والقطرةِ الكدراء والثوبِ المِزَقْ
وساوِ ربَّ التاج في سلطانهِ / من يُعِتق الأطماعَ منهنّ عَتَقْ
وعاشر الناسَ بلا تصنُّع / لا جفوة الهَجرِ ولا زُور المَلَقَ
وادعُ زعيمَ الرؤساء يستِجبْ / أروعْ نهّاضٌ بما جلَّ ودقْ
لا تطمع الأنفال أن تؤوده / والدر في اللجة لا يخشى الغرق
أضحت صروفُ الدهر في سطوتهِ / ملزوزةً لزَّ البِطان بالحِلَقْ
معتدل الشيمة حتى إبْلُه / سِيرتُها بين الرسيم والعَنَقْ
لا شَيبة الحلمِ كسته وَنيةً / ولا شبابُ السنّ أعطاه النَزَقْ
قُضِى له بالسبق في وِلاده / والمهرُ بالعِتق يُرعى فيه السبَقْ
رقىَ المعالى رتبةً فرتبةً / كالعِقد يعلو نظمه على نسقْ
يبسِم بِشرا مازجتْه هيبةٌ / تطلُّعَ النَّصلِ من الغِمد الخَلَقْ
لم تُمطر السحبُ ولكن خجِلتْ / من جوده حتى نضحن بالعَرقْ
وأينَ منها راحةٌ مَصيفُها / مثلُ الشتاء يهمُر الماءَ الغدِقْ
كالخمر للشارب كيف شاءها / تصرَّفت مصطبَحا ومغتَبق
ما زال يُفنى الحمدَ باَبيتاعه / حتى غلا في كلّ سوقٍ ونفَقْ
وكلّما أسرف في صِفاته / مادحُه قالت معاليه صدَقْ
شمائلٌ وبهجةٌ موموقةٌ / والحسنُ بالأخلاقِ ثم بالخِلَقْ
نصرا أبا القاسم قد تبرَّجَتْ / أمُّ اللُّهَيْم حاملا بنتَ طَبَقْ
في مثلها رأيُك أذكَى زَنَدهُ / أو تنجلى عنها دُجُنّات الغَسَقْ
سهلٌ على رأيك وهو ساحرٌ / تقويمُ ما اعوجَّ ورتقُ ما انفتقْ
قد أمكنتك فانتهزها فرصةٌ / بالشكر والشكرُ لذيذُ لبمعتَنْق
بنى جَهيرٍ أنتمُ دِرعى إذا / رمىَ الزمانُ بدواهيه رشَقْ
رميتُ من دون الأنام مِقودى / إليكمُ طوعا وقطَّعتُ العُلَقْ
فلا أكون بينكم عُطاردا / لقربه من كُره الشمس احترقْ
لا رعَت الأحداثُ في حِماكُمُ / ولا رأت نجومُها ذاك الأفُقْ
إن حزتم العلياء عن آخرها / بسعيكم فهو دُوينَ المستحقّ
ليتَ الهوى يصرِفه الراقى
ليتَ الهوى يصرِفه الراقى / إما بحَيْنٍ أو بإفراقِ
رشفُ الثنايا والتزام والطُّلىَ / إن أمكنا أخلاطُ درياقى
يا قارعا بالعذل سمعى ومِن / ورائهِ قلبٌ بأغلاقِ
من أوجب التوبةَ من خمرةٍ / يعصِرها من لحظِه الساقى
كم بالكثيب الفَرْدِ من نابلٍ / أسهمهُ ليست بأفواقِ
وقامةٍ تحسبُها غصنَها ال / وَرقاءُ لو كانت بأوراقِ
وظبيةٍ تنطح قَنَّاصها / من فاحمٍ جَعدٍ بأوراقِ
من كُنْسها صدرى ومن روضها / قلبى ومن غُدرانها ماقى
مأسورَةٍ بالصون في خِدرها / تَحكُمُ في أسرٍ وإطلاقٍ
منّاعةٍ بالحسن أجفانَنا / أن يتقاربن لإطراق
كأنما الأعين إذا أُبرزت / من خِدرها ليست بأطباقِ
أغفلتُ ما حازْته من مهجتى / مخافةً أن تذكُرَ الباقي
وليلةٍ بالهجرِ مُدّتْ فما / يُفنِى مداها سعىُ مشتاقِ
كان شرابي وقِياني بها / دمعي ووُرقا ذات أطواقِ
حتّى محا الصبحُ سوادَ الدُّجَى / كِلَّمةٍ في يدِ حلاّقِ
قلتُ وأطرافُ القنا شُخَّصٌ / ترمقنى عن زُرق أحداقِ
لا أطلبُ الهدنةَ فيها ولو / قامت بها الحربُ على ساقِ
ومِن نِظام المُلك لي جُنَّةٌ / حصينةٌ ما مثلُها واقِ
نِعْم الحِمىَ إن عَرضَت خُطّةٌ / قد لفَّها الليلُ بسوّاقِ
يعتصم الخائفُ من أمنهِ / في قُلّتَىْ عهدٍ ومثياقِ
لا يهجُم السخطُ على حِلمهِ / إن عثرَ الأخمَصُ بالساقِ
ولا يُهزُّ الكبرُ أعطافهَ / وهو على طودِ العلا راقِ
في لفظه والخطِّ مندوحةٌ / عن صارم الحدَّين ذَلاَّقِ
مثلُ سلاح الليث مستوَدعٌ / في الكفّ أو ما بين أشداقِ
أبلجُ فضَّاحٌ سنا نورِه / لسُنَّة البدر بإشراقِ
ذو بهجةٍ غراءَ ميمونةٍ / زيَّنها ديباجُ أخلاقِ
يَحُلُّ ما يبديه من بِشره / عَقْدَ لسان الهائب اللاقى
أبوابهُ للوفد مفتوحةٌ / كأنها أجفانُ عُشّاقِ
تستغلق الرهنَ أفاويقُهُ / إن جُعلَ القَمْرُ لسبَّاقِ
مسافةُ العلياء إن أُقِصيتْ / فهو بها عَمروُ بن بّراقِ
والعيس عيسٌ فإذا زرنه / فإنها أسبابُ أرزاقِ
كم عنده للحمد والشكر من / مواسمٍ قُمنَ وأسواقِ
يأنَفُ أن يُمطر شؤبُوبُه / إلا بأذهاب وأوراقِ
تهلُّلٌ وَسْميُّه موعدٌ / يُولِى بهامى الجودِ غَيداقِ
والسُّحبُّ لا تعطيك معروفَها / إلا بإرعادٍ وإبراقِ
ليس يخيبُ الظنُّ فيه ولا / يعودُ راجيه بإخفاقِ
أضحت صروفُ الدهر مأسورةً / للحسَن القَرْمِ ابن إسحاقِ
قد صيَّر المالَ على حبِّه / طُعمةَ إتلافٍ وإنفاقِ
إذا صروفُ الدهر زعزعنه / صادفنَ قلبا غيرَ خفَّاقِ
أوامرٌ تملؤها طاعةً / أهلُ أقاليم وآفاقِ
ما بين جَيْحونَ فقالِى قَلا / وبين إشآم وإعراقِ
وعزمةٌ عنها صدورُ القنا / تهتزُّ من خوفٍ وإشفاقِ
تُضحى قسىٌّ التُّرك من ثِقلها / تئنُّ في نزعٍ وإغراقِ
والسيفُ مّما كلَّفتْ حدَّه / يكُمنُ في أغمادِ أعناقِ
قد حصَّن الملكَ بآرائه / في شاهقِ الأقطارِ مِزلاقِ
في كلّ يومٍ بأراضى العدا / سَجْلُ دمٍ بالطعن مُهراقِ
مثل بنى الأصفر أودى بهم / أروعُ يُردى كلَّ مرَّاقِ
من تُلَّ منهم فلذئِب الفلا / ومن نجا فرَّ بأرماقِ
بوقعةٍ أُطعِمَ فيها الردى / أرواحَ كُفّارٍ وفُسّاقِ
كم من يدٍ بالقاعِ مبريَّةٍ / وهامةٍ يالشِّعبِ أفلاقِ
ذاق مليكُ الروم من صابها / ما لم يكن قبلُ بذوَاقِ
إن لم تكن لاقيتَ أبطالَها / كنتَ بإقبالك كاللاقى
والشمسُ لا يمنعها بُعدُها / من فعل إنماء وإحراقِ
أيا قِوامَ الدّين دعوى امرىء / لسانُه ليس بمذَّاقِ
اللهَ في غرسك لا تُذوِه / من بعد إثمارٍ وإيراقِ
بك استقامت عُوجُ أفنانه / ومَدَّ في النُّعمَى بأعراقِ
وعبد قِنٍّ لك لم يلتمس / من رقِّهِ راحةَ إعتاقِ
مذ سار عن رَبعكَ أحشاؤه / والقلبُ أُثْفيّةُ أشواقِ
ما اعتاض من عزِّك إلا كما / يُعتاضُ عن سيفٍ بِمخراقِ
تلطَّف الحسَّادُ في سِحرهم / حتى رأوا بالنأى إقلاقي
إن سرّهم فَرّى فمِن بعدِه / يسوءهم كرِّى وإعناقى
ما كنتُ من قبلهمُ خائفا / بينَ غرابٍ غيرِ نغَّاقِ
مَن فيهمُ شأوي ومَن / يحمِل إن حُمِّلَ أوساقى
أشعثُ إحسانك لي أوّلا / فاَجعل بثانى الطَّولِ تَصداقى
حاشا أياديك وما خَوّلتْ / أن أكتسى أثوابَ إملاقِ
لأىِّ مَرمىً تَزجُرُ الأيانِقا
لأىِّ مَرمىً تَزجُرُ الأيانِقا / إن جاوزتْ نجدا فلستَ عاشقا
وإنما كان بكائي حاديا / ركبَ الغرام وزفيري سائقا
مذ ظعَعنوا علمتُ أنى منهمُ / أشيمُ في أعلى السحابِ بارقا
أيا غرابا قد نعقتَ بهِمُ / فكن على آثارهم بي ناعقا
سائْل شمُوسا ضربتْ حُمولها / من شُقّة البين لها سُرادقا
لِمْ جَعَلتْ أعيننا مَغاربا / واتّخذت خُدورَها مَشارقا
وكيفَ لا تحرسُها خيامُها / وكل طَرفٍ قد أتاها سارقا
قُلّدت الدرَّ فما شككتْ أن / قد نُظِمتْ ثغورُها مَخانِقا
واستهدت الخصورُ من بَنانها / خواتما تلبَسها مَناطقا
رميمّ القلبَ وظنّى أنكم / تُخطون إذ ترمون شيئا خافقا
فلم يكن أوّلَ ظنٍّ كاذبٍ / من يدفعُ الأمر أتى موافِقا
جراحةُ الأنصلِ إنْ سبرتها / تشهدُ أن السهمَ كان مارقا
احبِس دمعى فيِندُّ شاردا / كأننى أضِبطُ عبدا آبقا
ومن مُحاشاةِ الرقيب خِلُتنى / يومَ الرحيل في الهوى مُنافقا
كم ليَ في الظَّلماء من وقائعٍ / أسَرتُ فيهنَّ الخيالَ الطارقا
لما أتاني في عجاجةِ الدّجَى / مارسَ منّى فارسا مُعانقا
ما استوقفتنى الدارُ عن طِلابهم / وإن جلَتْ للعين مَرأىً رائقا
إذا رأيتَ القَطرَ يُحيى عُشبَها / أبصرتَ مخلوقا بها وخالقا
يُنِبتُ في هامِ الربى ذوائبا / يُضحى لها خدُّ المَصيفِ حالقا
فاشتملت تِلاعُها رَفارفا / وأتزرتْ أهضابُها نَمارقا
وغنّت الحمامُ في عيدانِها / تُحسَبُ في أفنانها مُخارقا
وهبَّ نجدىُّ الصَّبا تحسَبهُ / فارةَ مِسكٍ في ثراها فاتِقا
فما رأيتُ الركبَ إلا لامسَّا / أو ناظرا أو سامعا أو ناشقا
بُعداً لدهرٍ إن قَرَى أضيافَه / سقاهمُ ماءَ الأمانى ماذقا
قد كسَد الفضلُ به فما تَرى / في سوقِه للفضل عِلْقا نافقا
ومعجزٌ أنَّ لساني ناطق / عند زمانٍ أخرَسَ الشَّقاشِقا
أكثرُ من تَخبُرهُ من أهلهِ / يَظهرَ في دِين الوداد الواثقا
مَعاشرٌ قد حَفرَ اللؤمُ على / حريم أموالِهمُ خنَادقا
سيّان إن عُرِضتُ طِرْفا صاهلا / عليهِمُ أو عُدتُ عَيرا ناهقا
طلبتُ منهم بَيْعةً على يدى / فلم أجدْ منهم لكفِّى صافقا
إلا جمال الدولةِ المعطى الندى / على انتهابِ رِفده مَواثقا
لو أمسكتْ بنانُه معروفَه / لأصبحتْ من كفِّه طَوالقا
من حضسَدٍ ظَلَّ الغمامُ باكيا / بقَطره وبالرعود شاهقا
لقَّنهُ الطبعُ الكريمُ صُحُفا / من مذهب الجودِ فجاء حاذقا
ما إن رأينا قبلَه ولا ترى / من بعدِهِ وعدَ الأمانى صادقا
إن تُلقَح الآمالُ من ميعادهِ / فعن قليل ستراها فارقا
مكارمٌ تُسكِنه في جَنَةٍ / قد غرَس الشكرُ بها حدائقا
من عاش كان ناطقا بحمدِه / ومن توَى أودَعه المَهارقا
إن قلتَ ما أحسنَه شمائلا / قلتَ وما أكرَمه خلائقا
مُكِّررٌ للمكرمات قائلا / بكأسها وصابحا وغابقا
لا يحسُن المديحُ عند غيره / ولا تراه بسواه لائقا
جدَّد في سُبْل المعالى طُرُقا / وزاد في حدِّ الندَى طرائقا
يوماه إما لطِرادٍ يَصطفِى الر / جالَ والسلاحَ والسوابقا
أو طَرَدٍ جمَّعَ من أَداتِهِ ال / فهودَ والكلابَ والسَّواذقا
فتارةً يصرعهم فوارسا / وتارةً يصيدها خَرانقا
لو لم تكن تُطربُه الحربُ لمَا / كان لسِربال العَجاج خارقا
لولاه ما كان السّنانُ طاعنا / يوم الوغى ولا الحسامُ فالقا
إذا الكماةُ لبِسوا دروعَهم / أقاحيا أعادها شقائقا
لو هَزّ في يمينه مخَاصرا / أرسلها ببأسه صواعقا
لا يقتنى إلا حساما جاهلا / ولا يُعِدُّ الرمحَ إلا مائقا
إن شئتَ أن تعلم ما فِعلاَهما / فاستخبر الضلوعَ والمَفارقا
ليس ببالى بالأعادي بعد ما / يَعُدُّ ذؤبانَ الفلا أصادقا
إن أَعضلَ الأمرُ فناطوهُ به / كان المصلِّى والنجاح السابقا
لذا ارتقى عند الإمام ذِروةً / وحلَّ من رأىِ المليك شاهقا
لاحطَّتِ الأيّام عنك رتبةً / ولا أراك الدهرَ إلا سابقا
تدوم ما دام الزمانُ آمرا / أو ناهيا وفاتقا وراتقا
أثَروْا فما علِم امرؤٌ إثراَءهم
أثَروْا فما علِم امرؤٌ إثراَءهم / فلو املَقوا لم يعلم الإِملاقُ
سِيَّانِ إثراءُ اللئيم وعُدمُه / إن الدراهمَ عَرفُها الإنفاقُ
نُبّئت أنَّ فلانا قد شحا فمَه
نُبّئت أنَّ فلانا قد شحا فمَه / فقلتُ مهلاً كذاك العَيرُ نَهاّقُ
من اين للّنبَطىِّ الفَدْم معرفةٌ / هل يُنِبت النَّبعةَ الصفراءَ رُستاقُ
وكيف يفهَم قلبٌ دون فِطتنهِ / من البلادةِ أبوابٌ وأغلاقُ
يا ثورُ خلِّ لروضِ الحَزِن زهرتَهُ / فإنّ مرعاكَ قُلاّمٌ وطُبّاقُ
ولا تراعِ نجوم الفضلِ ترصدُها / فغيرُ خافٍ على الحسّاب أرزاقُ
نبذت عِرضَك نبذ النعلِ مُخَلقةً / وكيف يُلبَسُ ثوبٌ وهو خُرّاقُ
هل تعرفُ الحسناءَ تَف
هل تعرفُ الحسناءَ تَف / خَر بالبروز على الطريقِ
ولها ولىٌّ لا يغا / رُ من الزيارةِ والطُّروقِ
لا يستريبُ بها وإن / كانت شِعارا للرفيقِ
وإذا اختفت في خِدرها / جُلِدتْ لتَظهَر في الحقوقِ
فأتتك منه في حِدا / دٍ ناصلٍ واهى الخروقِ
ثم اكتست بغِلالةٍ / إما عَرارٍ أو شقيقِ
تاجُ الزُّمُردّ فوق مَف / رقها يُرَّصعُ بالعقيقِ
بين الأنام وبينها / ماشئت من نسبٍ عريقِ
تسعَى بنا قدمُ الرجاءِ وما الذي
تسعَى بنا قدمُ الرجاءِ وما الذي / يُغنِى إذا قَعدتْ بنا الأرزاقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025