القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 24
زَمانُ الرِّياضِ زَمانٌ أَنِيقُ
زَمانُ الرِّياضِ زَمانٌ أَنِيقُ / وَعَيْشُ الخَلاعَةِ عَيْشٌ رَقِيقُ
وَقَدْ جَمَعَ الوَقْتُ حَالَيْهِما / فَمَنْ ذا يُفِيقُ وَمَنْ يَسْتَفِيقُ
أَيا مَنْ هُوَ الفَوْزُ لي والمُنى / ومَنْ هُوَ بِالحُبِّ مِنِّي حَقِيقُ
تَغَنَّمْ بِنا غَفْلَةَ الحَادِثا / تِ فَوَجْهُ الحَوادِثِ وَجْهٌ صَفِيقُ
أَدِرْ لَحْظَ عَيْنِكَ وَامْزِجْهُ في / مُرُوجِ الرِّياضِ تَجِدْها تَشُوقُ
تَرى مزْوَجَ الحُسْنِ في مُفْرَدٍ / جَلِيلُ المَحاسِنِ فيهِ دَقيقُ
إِذا قابَلَ الزَّهْرُ زَهْرَ الخُدودِ / فَأَيْنَ الخَلاصُ وَأَيْنَ الطَّريقُ
بَهارٌ بَهِيرٌ بِهِ غَيْرَةٌ / عَلَى نَرْجِسٍ وَشَقيقٌ شَفيقُ
فَذا عاشِقٌ دَنِفٌ خائِفٌ / وَذا خَجِلٌ وَكَذاكَ العَشِيقُ
مَدَاهِنُ يَحْمِلْنَ طَلَّ النَّدى / فَهاتِيكَ تِبْرٌ وهَذا عَقِيقُ
يُنَظِّمُ أَوْراقَها دُرّهُ / وَيَنْثُرُ مِنْها الَّذي لا يُطِيقُ
يَمِيلُ النَّسيمُ بِأَغْصانِها / فَبَعضٌ نَشاوى وَبَعْضٌ مُفِيقُ
وَيَوم سِتارَتُهُ غَيْمَةٌ / وَقَدْ طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْها البُرُوقُ
تَظَلُّ بِهِ الشَّمْسُ مَحْجُوبَةً / كأَنَّ اصطِباحَكَ فيها غبُوقُ
جَعَلْنا البَخُورَ دُخاناً لَهُ / وَمِنْ شَرَرِ الرَّاحِ فيهِ حَرِيقُ
سَجَدْنا لِصُلْبان مَنْثُورِها / وَقَد نَصَرَتنا علَيهِ الرَحيقُ
لَدى شَجَرٍ رافِعاتِ الذُيولِ / لِجَرْيِ الجَداوِلِ فيها شَهِيقُ
كأَنَّ طَيالِسَ غُدْرانِها / عَلى هَيْكَلِ الْماءِ فيها خُروقُ
وَقُلْنا بِها وَلِضَوءِ الصَّباحِ / عَلَى عَنْبَرِ الفَجْرِ مِنْهُ خَلوقُ
أَدِر يا غُلامُ كُؤوسَ المُدامِ / وَإِلا فَيَكْفيكَ لَحْظٌ وَرِيقُ
وَحُثَّ الصَّبُوحَ لِوَقْتِ الصَّباحِ / فَمُتَّسِعُ الهَمِّ فيهِ يَضيقُ
لَيْلُ شعْرٍ مِنْ فَوقِ صُبْحِ جَبينٍ
لَيْلُ شعْرٍ مِنْ فَوقِ صُبْحِ جَبينٍ / ما لِبَيْنٍ عَلَيْهِما مِنْ طَريقِ
فيهِ ضِدَّانِ أُلِّفا فَوْقَ ضِدَّي / نِ بَهارٌ مُعانِقٌ لِشَقِيقِ
وَهْوَ نَوْعانِ فيهِما صُفْرَةُ العا / شِقِ مِنْ فَوْقِ حُمْرَةِ المَعْشُوقِ
جُمِعا لي مِنْ لَوْنِ مَنْ بَدَّلَ الكا / فُورَ مِنْ لَوْنِ أَدْمُعي بِالخَلوقِ
لابِساً وَشْيَ أَدْمُعي وَهْوَ يَدْري / أَنَّها مُهْجَتي عَلى التَّحقِيقِ
كلُّ نَوْعٍ فيهِ مِنَ الحُسْنِ أَنْوا / عٌ وَمَجْمُوعُها بِلا تَفْريقِ
وَإِذا ما بَكَى جَرَى اللؤْلُؤُ المَنْ / ظُومُ مِنْ جَزْعِ عَيْنِهِ في عَقِيقِ
وَلَهُ مِنْ زَبَرْجَدِ الشّعْرِ راءٌ / فَوْقَ ثَغْرٍ كالنُّونِ في التَّفْريقِ
بَرَدٌ لاَ يَذُوبُ مَا بَينَ خَمْرٍ / جَامِدٍ مِنْ رُضابِهِ في رَحِيقِ
كَمْ صَباحٍ صَبَّحْتُهُ بِصَبُوحٍ / وَمَساءٍ مَسَّيْتُهُ بِغَبُوقِ
في أَوانٍ صافٍ وَجَوٍّ صَقِيلٍ / وَزَمانٍ رَطْبٍ وَدَهْرٍ رَشِيقِ
جَعَلوا الحَجَّ حُجَّةً لِلْفِراقِ
جَعَلوا الحَجَّ حُجَّةً لِلْفِراقِ / وَاسْتَحَلّوا خِيانَةَ المِيثاقِ
دُونَ تِلْكَ الجِمالِ لَوْ قَدْ أَقامُوا / لَحَمَلْناهُمُ عَلى الأَحْداقِ
رأَيْتُ الهِلالَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ
رأَيْتُ الهِلالَ وَقَدْ أَقْبَلَتْ / نُجُومُ الثُّرَيَّا لِكَيْ تَسْبِقَهْ
فَشَبَّهْتُهُ وَهْوَ مِنْ خَلْفِها / وَبَيْنَهُما الزَّهْرَةُ المُشْرِقَهْ
بِقَوْسٍ لِرامٍ رَأى طائِراً / فَأَرْسَلَ في إِثْرِهِ بُنْدُقَهْ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ
راحٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْها بِالمِزاجِ يَدٌ / تَكادُ تَخْرَسُ عَنْها أَلْسُنُ الحَدَقِ
كأَنَّها خَجِلٌ في كأْسِ شارِبِها / فَاجَاهُ عِنْدَ مِزاج صُفْرَةُ الفَرَقِ
أَوْ مِثْلُ وَجْنَةِ مَعْشُوقٍ إِذا نَثَرَتْ / يَدُ الدَّلالِ عَلَيْها لُؤْلُؤ العَرَقِ
كأَنَّ ما ابْيَضَّ مِنْها في مُوَرَّدِهِ / كَواكِبٌ نُثِرَتْ في حُمْرَةِ الشَّفَقِ
أَجْرَتْ مِنَ الكُحْلِ السَّحِيقِ بِخَدِّها
أَجْرَتْ مِنَ الكُحْلِ السَّحِيقِ بِخَدِّها / سَطْراً تُؤَثِّرُهُ الدُّمُوعُ السُّبَّقُ
فَكأَنَّ مَجْرى الدَّمْعِ حِلْيَةُ فِضَّةٍ / في بَعْضِهِ ذَهَبٌ وَبَعْضٌ مُحْرَقُ
قُمْ يا غُلامُ إِلى الشَّمولِ فَهاتِها
قُمْ يا غُلامُ إِلى الشَّمولِ فَهاتِها / قَبْلَ انْتِشارِ الصُّبْحِ في الآفاقِ
فَكأَنَّها شَمْسٌ تُنِيرُ بِها الدُّجى / وكأَنَّهُ قَمَرٌ تَحَوَّلَ ساقِ
لَوْ كانَ رِزْقي مِنْ لَذيذِ عِناقِهِ / مَا كُنْتُ أَحْسُدُكُمْ عَلى الأَرْزاقِ
تَنَفَّسْتُ الغَداةَ وَقَدْ تَوَلَّوْا
تَنَفَّسْتُ الغَداةَ وَقَدْ تَوَلَّوْا / وعِيرُهُمُ مُعارِضَةُ الطَّريقِ
فَنَادَوْا بِالحَريقِ فَظِلْتُ أَبْكي / فَنادَوا بِالحَريقِ وبِالغَريقِ
رُبَّ نُجُومٍ في زَمانٍ أَوْرَقِ
رُبَّ نُجُومٍ في زَمانٍ أَوْرَقِ / راعَيْتُها في مَغْرِبٍ ومَشْرِقِ
كأَنَّها مِنْ خَجَلٍ لَمْ تُطْرِقِ / أَوْ نَرْجِسٍ في رَوْضَةٍ مُفَرَّقِ
والقُطْبُ حِينَ يَعْتَلي وَيَرْتَقي / إِذا الثُّرَيَّا سَرْوَةٌ لَمْ تُورِقِ
وَنُكِّسَتْ لِلْغَرْبِ في تَفَرُّق / كَأَنَّها عُودٌ بِغَيْرِ بُخْنُقِ
كأَنَّ الهِلالَ إِذا ما بَدَا
كأَنَّ الهِلالَ إِذا ما بَدَا / وَأَيْدي المِحاقِ بِهِ تَمْحَقُ
عَلِيلٌ عَلَى فَرْشِهِ مُدْنَفٌ / وكلُّ النُّجُومِ بِهِ تُحْدِقُ
فَهَذاكَ يَتْلَفُ مِنْ عِلَّةٍ / وَهاتِيكَ وَجْداً بِهِ تَخْفُقُ
سَقى اللَهُ لَيْلاً طالَ إِذْ زارَ طَيْفُهُ
سَقى اللَهُ لَيْلاً طالَ إِذْ زارَ طَيْفُهُ / فَأَفْنَيْتُهُ حَتَّى الصَّباحِ عِناقا
بِطيبِ نَسيمٍ مِنْهُ يُسْتَجْلَبُ الكَرى / وَلَوْ رَقَدَ المَخْمُورُ فيهِ أَفاقا
تَمَلَّكَني لَمَّا تَمَلَّكَ مُهْجَتي / وفارَقَني لَمَّا أَمِنْتُ فِراقا
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ
يا مُمْرِضَ الجِسْمِ مِنِّي عِنْدَ صِحَّتِهِ / هَبْ لِي عَلى طُولِ ما أَفْنى عَلَيْكَ بَقَا
وَمَنْ تَعَشَّقَ جِسْمِي سُقْمَ ناظِرِهِ / لَمَّا رَآهُ لِسُقْمِي فِيهِ قَدْ عَشِقا
أَغْرَيْتَ بِالسُّقْمِ حَتَّى إِذْ غُرِيتُ بِهِ / كأَنَّ سُقْمِيَ مِنْ جَفْنَيْكَ قَدْ خُلِقا
فُؤادٌ كَما شاء الهَوى يَتَحَرَّقُ
فُؤادٌ كَما شاء الهَوى يَتَحَرَّقُ / وَدَمْعٌ كَما شَاءَ البُكا يَتَدَفَّقُ
وَمَأْسُورَةِ الأَجفانِ عَنْ سِنَةِ الكَرى / وَلكِنَّها في حَلْبَةِ الدَّمْعِ تُطْلَقُ
وَصَبٍّ غَدا مِثْلَ الغَرِيقِ كَما تَرى / بِما وَجَدَتْهُ كَفُّهُ يَتَعَلَّقُ
خِفْتُ الرَّقِيبَ فَجَلَّلَتْني شَعْرَها
خِفْتُ الرَّقِيبَ فَجَلَّلَتْني شَعْرَها / وَتَجَلَّلَتْ مِنْ خَوْفِ واشٍ يَرْمُقُ
فَكأنَّنا صُبْحانِ في لَيْلٍ حَوى / فَجْرَيْنِ بَيْنَهُما ظَلامٌ مُطْبِقُ
نَخفى إِذا خِفْنا وَنَبْدُو تارَةً / فيهِ وَأَحْياناً يَغِيبُ ويُشْرِقُ
وَعُيُونُنا قَدْ خَالَفَتْ رُقَباءَنا / وَقُلوبُنا لِلبَينِ مِنْهُمْ تَخفُقُ
وَيْحَ رُوحي أَظُنُّها في السِّياقِ
وَيْحَ رُوحي أَظُنُّها في السِّياقِ / عِنْدَ وَقْتِ الفِراقِ يَوْمَ الفِراقِ
فَاطْلُبوها بِحَيْثُ كُنَّا اعْتَنَقْنا / هَلَكَتْ عِنْدَ شُغْلِنا بِالعِناقِ
حَسَدَتْنا أَيَّامُنا بِالتَّلاقي
حَسَدَتْنا أَيَّامُنا بِالتَّلاقي / فَرَمَتْنَا تَعَسُّفاً بِالفِراقِ
مَا أَرَدْنا الفِراقَ لا كانَ مِنَّا / أَشْمَتَ اللَهُ بِالفِراقِ التَّلاقي
وَنَرْجِسٌ لِلْنَّسِيمِ مُعْتَنِقُ
وَنَرْجِسٌ لِلْنَّسِيمِ مُعْتَنِقُ / يَسْهَرُ طَبْعاً وَما بِهِ أَرَقُ
كَأَنَّهُ وَالقَوامُ مُعْتَدِلٌ / وَفي المآقِي مِنْ عِطْرِهِ عَبَقُ
أَجْفانُ دُرٍّ عَلَى ذُرى قَصَبٍ / تَقْطُرُ مِسْكاً وَما بِها عَرَقُ
اللَهُ يَعْلَمُ ما تَرَكْتُ وَدَاعَهُ
اللَهُ يَعْلَمُ ما تَرَكْتُ وَدَاعَهُ / وَلَقَدْ جَزِعْتُ لِفَقْدِهِ وَفِراقِهِ
إِلا مَخافَةَ أَنْ يُذِيبَ فُؤادَهُ / مَا فِي فُؤادِي مِنْهُ عِنْدَ عِناقِهِ
وَحَقِّ جُفُونِكَ فَهْيَ الَّتي
وَحَقِّ جُفُونِكَ فَهْيَ الَّتي / إِذا ما حَلَفْتُ بِها أَصْدُقُ
لَقَدْ فَتَحَ الشَّوْقُ لِي مِنْ هَوَا / كَ بَاباً مِنَ الشَّوْقِ لا يُغْلَقُ
كأَنَّ دُمُوعي عَلَى وَجْنَتِي / لُجَيْنٌ عَلَى ذَهَبٍ مُحْرَقُ
كَتَبَت في نَهارِ خَدٍّ أَنيِقِ
كَتَبَت في نَهارِ خَدٍّ أَنيِقِ / وَاوَ لَيلٍ مَلِيحَةَ التَفريقِ
وَتَبَدَّت بِمُقلَةٍ تَرشُقُ القَل / بَ بِأَلحاظِها وَقَدٍّ رَشِيقِ
ثُمَّ مَدَّت إِلَيَّ كَفّاً مِنَ اللُؤ / لُؤِ فيها أَنامِلٌ مِن عَقِيقِ
فَاعتَنَقنا عَلى الطَريقِ كَأَنَّا / ما عَلَينا لِناظِرٍ مِن طَرِيقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025