القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 14
ما للظِباء غَداةَ سائفة النَّقَا
ما للظِباء غَداةَ سائفة النَّقَا / حَمَّلْنَنَا في الحُبِّ غيرَ مُطَاقِ
سنحتْ فأوثقتِ القلوبَ عيونُها / إن العيونَ حبائِلُ العُشَّاقِ
وبعثنَ في قلبِ الخَلِيِّ من الهَوى / حُرَقَ الغَرامِ ولوعةَ الأشواقِ
وأعدنَ في رقِّ الهوى قلبي الذي / قد كان مُنَّ عليه بالإِعتاقِ
نكسٌ من الداءِ القديمِ أجَدَّ بِي / يأساً وكنتُ طمِعتُ في الإفراقِ
من أين أطمعُ في السلامة بعدَ ما / أيسَ الطبيبُ وقال هل من راقي
أم كيف آنسُ بالصِحَاب وقد رأتْ / عينايَ منهم قلَّةَ الإشفَاقِ
ما كنت أحسَبُ أن حظِّيَ منهمُ / ضجرُ الملولِ وخُدعةُ المُذَّاقِ
أغرقت في نزعي فأخفقَ مطلبي / وحُرِمتُ والحِرمانُ في الإغراقِ
إنَّ الأُلى نازعتُهمْ كأسَ الهوى / فصحَوا على عَجَلٍ وسُكريَ باقي
قالوا وفي رأسي بقيّةُ نَشْوَةٍ / ماذا دهاك فقلت جورُ الساقي
ياقلبُ ما لكَ والهَوى من بعدِ ما
ياقلبُ ما لكَ والهَوى من بعدِ ما / طاب السُلوُّ وأقصرَ العُشَّاقُ
أَوَ ما بَدا لك في الإِفاقة والأُلى / نازعتَهمْ كأسَ الغرام أفاقوا
مرِضَ النسيمُ وصحَّ والداءُ الذي / أشكوهُ لا يُرجى له إِفراقُ
وهَدا خفوقُ البرق والقلبُ الذي / تُطوى عليه جوانحي خفَّاقُ
يغدو طلاعَ جوانحي حُرَقُ الأَسى / وتروحُ مِلْءَ فؤاديَ الأشواقُ
وأنا الفِداءُ لمن تصرَّمَ حبلُه / عنّي ولم تتصرّمِ الأعلاقُ
قلبي أسيرٌ عنده ويسرُّنِي / أسرُ الهَوى ويسوؤني الإطلاقُ
أصفيتُه ودِّي وأصفاني القِلَى / إنّ المودةَ والقِلَى أرزاقُ
يا حبَّذا نجدٌ وأعراقُ الثَّرى / لَدْنٌ وأنفاسُ النسيمِ رِقَاقُ
فهواؤهُ خَصِرُ النسيمِ وتُرْبُهُ / حالي الأديم وماؤهُ رَقْرَاقُ
وبساكنيهِ إنِ استقَرَّ بنا النَّوى / تُشْفَى النفوسُ وتُمْسَكُ الأرمَاقُ
والحيُّ بالجَرْعَاءِ بين بُيوتِهمْ / أُسدٌ وعِينُ جآذرٍ وعِتَاقُ
والبِيضُ أمثالَ الخدودِ صقيلةٌ / والسُّمْرُ أشباهَ القُدودِ رِشَاقُ
والجُودُ والإقدامُ في فِتيانهمْ / والبُخْلُ في الفتياتِ والإشفاقُ
والرميُ في الأحداقِ دَأْبُ رُمَاتِهمْ / والرامياتُ سِهامُها الأحداقُ
وحديقةٍ للزعفران تأرَّجَتْ
وحديقةٍ للزعفران تأرَّجَتْ / وتبرَّجَتْ في نسجِ وَشْيٍ مُونِقِ
شَكتِ الحيالَ فألقحَتْهَا نُطْفَةٌ / من صَوْبِ غاديةِ الغَمام الفُرَّقِ
حتَّى إِذا ما حانَ وقتُ وِلادِهَا / فتقَ الصَّبَا منها الذي لم يُفْتَقِ
عذراءُ حُبْلَى قمَّطتْ أولادَها / صُفْراً وحُمْراً في الحرير الأزرقِ
وكأنما اقتتلوا فأصفرُ خائِفٌ / بحذاءٍ قانٍ في الدِّماء مُغَرَّقِ
تشبهت بيَ طولَ الليلِ ناحِلَةٌ
تشبهت بيَ طولَ الليلِ ناحِلَةٌ / صفراءُ أفنَى قُواهَا الدمعُ والأرقُ
لها من النارِ روحٌ فوقَ مَفْرِقِهَا / تدِبُّ فيها ولا يبقَى لها رَمَقُ
تكابدُ الليلَ تُفْنِيه ويأكُلُها / والليلُ يضحكُ إذْ تبكِي وتحتَرِقُ
فقلتُ ما أنتِ مثلي أنتِ في دَعَةٍ / طولَ النهارِ ويومي كلُّهُ قَلقُ
لم أنسَهُ والقوسُ في يدِهِ
لم أنسَهُ والقوسُ في يدِهِ / يرمي غَزالاً مثلَهُ فَرِقَا
والركضُ يفتحُ فوقَ وجنتِهِ / ورْداً ويملأُ وردَهُ عَرَقَا
ورمَى بسهمَيْ مقلةٍ ويَدٍ / نحرَ الغزالِ وقلبَ من عَشِقَا
باللّهِ ما أدري وقد نَفَذا / أأصابَ عمداً أو كما اتَّفقَا
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ / بالحُبِّ لمَّا قَلَّ عُشَّاقُه
حيَّيتُه إذ نامَ عُذَّالُه / وطابَ للعُشَّاقِ أخلاقُه
وغضَّ من نخوتِه علمُهُ / بأنني وحديَ مُشتاقُه
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها / ويبسُطُها والعينُ ترنُو وتُطْرِقُ
وقد دمِعَتْ أجفانُها وكأنها / جَنَى نرجسٍ فيه النَّدى يترقْرَقُ
وحلَّ من المحذورِ ما كنتُ أتَّقِي / وحُمَّ من المقدورِ ما كنتُ أفْرَقُ
وقيل فِراقٌ لا تلاقِيَ بعدَهُ / ولا زادَ إلّا حسرةٌ وتَحرُّقُ
ولو أنَّ نفساً قبلَ محتومِ يومِها / قضَتْ حسراتٍ كادتِ النفسُ تزهَقُ
هلالٌ ثوى من قبلِ أن تَمَّ نورُه / وغصنٌ ذوى فينانُه وهو مورِقُ
فواعجَباً أنّى أُتيحَ اجتماعُنَا / ويا حسرَةً من أينَ حُمَّ التفرُّقُ
ولم يبقَ فيما بينَنا غيرُ حثْوةٍ / على العين تُحْثَى أو على القلب تُطبِقُ
أحِنُّ إليها إنْ تراخَى مزارُهَا / وأبكي عليها إنْ تدانَى وأشهَقُ
وأُبلِسُ حتى ما أبينُ كأنَّما / تدورُ بيَ الأرضُ الفضاءُ وأُصْعَقُ
وأُلصِقُها طَوراً بصدري وأشتِفي / وأمسحُهَا حِيناً بكفي فتعبَقُ
وما زُرْتُها إلّا توهمتُ أنَّها / بثوبيَ من وجدي بها تتعلَّقُ
وأحسَبُهَا والحُجْبُ بيني وبينَها / تعي من وراء التُّرْبِ قولي فتنطِقُ
وأُشعِرُ قلبي اليأسَ عنها تصبُّراً / فيرجِعُ مرتاباً به لا يُصَدِّقُ
لي هِمَّةٌ فوق هامِ النَّجْمِ أخمَصُها
لي هِمَّةٌ فوق هامِ النَّجْمِ أخمَصُها / وإن تطامنَ تحتَ العُدم مَفْرِقُها
وما ملأتُ يدي من ثروةٍ أبداً / إلّا وأصفرَها جُودٌ يُفرِّقُها
وأتعبُ الناسِ ذو مالٍ يرقِّعُها / يدُ التجمُّلِ والإقتارُ يخرِقُهَا
وذوات أجساد نكهن ضعائف
وذوات أجساد نكهن ضعائف / أجيادها حامت على أوراقها
غذينها بالنار إلى أن / أدينا رماتها بفراقها
وأرادت النيران إحراق التي / بقيت فلم تقدر على إحراقها
حتى إذا عجزت عن استخراج / نفسها ولا ثبات لاستغراقها
أحرقنها بالنا حتى عودت / مما طيور الجو من أطراقها
ورددن في أجسادها أرواحها / بعد البلى فسرين في أعراقها
وبقين أجساداً خوالد بعدما / بليت رمائهن في أطباقها
خلدت فلا نار على إحراقها / قدرت ولا ماء على إغراقها
فافطن لسر الله فيك فإنه / لذوي النهى كالشمس في إشراقها
والسر فيك وأنت تجهله كما / جهل الحمائم ما على أعناقها
رطّب تراكيبك إن
رطّب تراكيبك إن / جفّت بماء الورقِ
إنّ الطبيخ كله / قوته في المرق
أول أعشابك أن / تخرج بالماء النقي
خضرته مشوبة / بحمرة من غسقِ
بعد سواد فاحم / إلى بياض يققِ
وآية الشمس ظهو / ر حمرة في الشفق
والزعفران صبغة / يتلوه لون العلق
فعود الطفل يسي / ر النار لا يحترقِ
ويتفق منه الذي / ما كان بالمتفق
واحذر عليه نكبة / من غرق أو حرق
واحذر على السر ففي ال / إفشاء ضرب العنق
تالله ما نال امرؤ / مراده بالخرق
ولم تفت حكمتنا / غير جهول أو شقى
فالرزق لا الحذق هوال / أصل فباللله ثقِ
قد قلت للتلميذ أذهله
قد قلت للتلميذ أذهله / عما سواه مراسه الأرقا
أطفيء سخونة حرّنا بندى / أو ما ترى المريخ محترقا
بالمشتري برّده فهو له / نعم البرود إذا هما اعتنقا
وهو الحديدُ الكيرُ أحرقه / في معدن التسخين فاحترقا
مزج الرصاص به فأصلحه / وكساه لوناً منه مؤتلقا
ضدان لما طال مكثهما / في الحبس لانا فيه واتفقا
فافتح برفقٍ بابَ حكمتنا / واصبر فإنَّ لبابنا غَلَقا
واكشف غطاءك حين يبرد ما / في جوفه وتجنّبِ الحرقا
فالزئبق الفرّار تصحبه / أرواح أجساد إذا أَبِقا
والروح إن خرجت فلا عوض / عنها فإنَّ الجسم قد رهقا
يدعونها ذهباً لحمرتها / وبياضها يدعونها ورقا
لما وجدنا الأمر مختصرا / سهلاً سددنا دونه الطرقا
أتطمع في المزاج وما تهيّا
أتطمع في المزاج وما تهيّا / دواؤك حين تخلطه بسحق
وهل ينمو بما تغذوه حتى / يطير هباؤه في كل عرقِ
أليس الهضم يجعل ما يلاقي / هباء بعد تسقية ودقِ
وليس السحق سحق يد ولكن / حضان الطير في لين ورفقِ
ويقبله دماً يغدو وينمي / تردّد في النزول وفي الترقي
كذا يحمرّ من بعد ابيضاض / دواؤك إذ تمشّيه بحذقِ
جند من الأحزاب قد نزلوا على
جند من الأحزاب قد نزلوا على / مدن لهم أسوارهن رقاق
فارتاع منهم أهلها فتحصنوا / منهم بهنّ وأحكم الإغلاق
والجند خارجها تحاصر أهلها / قد ضاق منها بالحصار خناقُ
يرمون داخلها بنفط أبيض / فيه لمن ناواهم إحراقُ
حتى إذا طال الحصار عليهمُ / واشتد منه الخوف والإشفاقُ
فتحت وقتّل أهلها وتهدمت / والنار تضرم والنفوس تساق
وغدت حجارتها تذوب وأرضها / فيها أصابيغ الدماء تراقُ
والملك أفرحُ مايكون بنصرة / تمت هيأها له الخلاقُ
أجساد صنعتنا مركّبة
أجساد صنعتنا مركّبة / ذكرانها وإناثها فِرَقُ
لما تفاوت في بسائطها / صور المزاج تفاوت الخُلُقُ
ضدّان مختلفان طبعهما / في مبتدا التركيب متفقُ
ظهر التعادي فيهما عرضاً / فنغاه تدبير له نسقُ
لما تساوى الوزن تمَّ به / جسد له من روحه طبقُ
متكون لونين ذا ذهبٌ / في رمز صبغتنا وذا ورقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025