المجموع : 14
ما للظِباء غَداةَ سائفة النَّقَا
ما للظِباء غَداةَ سائفة النَّقَا / حَمَّلْنَنَا في الحُبِّ غيرَ مُطَاقِ
سنحتْ فأوثقتِ القلوبَ عيونُها / إن العيونَ حبائِلُ العُشَّاقِ
وبعثنَ في قلبِ الخَلِيِّ من الهَوى / حُرَقَ الغَرامِ ولوعةَ الأشواقِ
وأعدنَ في رقِّ الهوى قلبي الذي / قد كان مُنَّ عليه بالإِعتاقِ
نكسٌ من الداءِ القديمِ أجَدَّ بِي / يأساً وكنتُ طمِعتُ في الإفراقِ
من أين أطمعُ في السلامة بعدَ ما / أيسَ الطبيبُ وقال هل من راقي
أم كيف آنسُ بالصِحَاب وقد رأتْ / عينايَ منهم قلَّةَ الإشفَاقِ
ما كنت أحسَبُ أن حظِّيَ منهمُ / ضجرُ الملولِ وخُدعةُ المُذَّاقِ
أغرقت في نزعي فأخفقَ مطلبي / وحُرِمتُ والحِرمانُ في الإغراقِ
إنَّ الأُلى نازعتُهمْ كأسَ الهوى / فصحَوا على عَجَلٍ وسُكريَ باقي
قالوا وفي رأسي بقيّةُ نَشْوَةٍ / ماذا دهاك فقلت جورُ الساقي
ياقلبُ ما لكَ والهَوى من بعدِ ما
ياقلبُ ما لكَ والهَوى من بعدِ ما / طاب السُلوُّ وأقصرَ العُشَّاقُ
أَوَ ما بَدا لك في الإِفاقة والأُلى / نازعتَهمْ كأسَ الغرام أفاقوا
مرِضَ النسيمُ وصحَّ والداءُ الذي / أشكوهُ لا يُرجى له إِفراقُ
وهَدا خفوقُ البرق والقلبُ الذي / تُطوى عليه جوانحي خفَّاقُ
يغدو طلاعَ جوانحي حُرَقُ الأَسى / وتروحُ مِلْءَ فؤاديَ الأشواقُ
وأنا الفِداءُ لمن تصرَّمَ حبلُه / عنّي ولم تتصرّمِ الأعلاقُ
قلبي أسيرٌ عنده ويسرُّنِي / أسرُ الهَوى ويسوؤني الإطلاقُ
أصفيتُه ودِّي وأصفاني القِلَى / إنّ المودةَ والقِلَى أرزاقُ
يا حبَّذا نجدٌ وأعراقُ الثَّرى / لَدْنٌ وأنفاسُ النسيمِ رِقَاقُ
فهواؤهُ خَصِرُ النسيمِ وتُرْبُهُ / حالي الأديم وماؤهُ رَقْرَاقُ
وبساكنيهِ إنِ استقَرَّ بنا النَّوى / تُشْفَى النفوسُ وتُمْسَكُ الأرمَاقُ
والحيُّ بالجَرْعَاءِ بين بُيوتِهمْ / أُسدٌ وعِينُ جآذرٍ وعِتَاقُ
والبِيضُ أمثالَ الخدودِ صقيلةٌ / والسُّمْرُ أشباهَ القُدودِ رِشَاقُ
والجُودُ والإقدامُ في فِتيانهمْ / والبُخْلُ في الفتياتِ والإشفاقُ
والرميُ في الأحداقِ دَأْبُ رُمَاتِهمْ / والرامياتُ سِهامُها الأحداقُ
وحديقةٍ للزعفران تأرَّجَتْ
وحديقةٍ للزعفران تأرَّجَتْ / وتبرَّجَتْ في نسجِ وَشْيٍ مُونِقِ
شَكتِ الحيالَ فألقحَتْهَا نُطْفَةٌ / من صَوْبِ غاديةِ الغَمام الفُرَّقِ
حتَّى إِذا ما حانَ وقتُ وِلادِهَا / فتقَ الصَّبَا منها الذي لم يُفْتَقِ
عذراءُ حُبْلَى قمَّطتْ أولادَها / صُفْراً وحُمْراً في الحرير الأزرقِ
وكأنما اقتتلوا فأصفرُ خائِفٌ / بحذاءٍ قانٍ في الدِّماء مُغَرَّقِ
تشبهت بيَ طولَ الليلِ ناحِلَةٌ
تشبهت بيَ طولَ الليلِ ناحِلَةٌ / صفراءُ أفنَى قُواهَا الدمعُ والأرقُ
لها من النارِ روحٌ فوقَ مَفْرِقِهَا / تدِبُّ فيها ولا يبقَى لها رَمَقُ
تكابدُ الليلَ تُفْنِيه ويأكُلُها / والليلُ يضحكُ إذْ تبكِي وتحتَرِقُ
فقلتُ ما أنتِ مثلي أنتِ في دَعَةٍ / طولَ النهارِ ويومي كلُّهُ قَلقُ
لم أنسَهُ والقوسُ في يدِهِ
لم أنسَهُ والقوسُ في يدِهِ / يرمي غَزالاً مثلَهُ فَرِقَا
والركضُ يفتحُ فوقَ وجنتِهِ / ورْداً ويملأُ وردَهُ عَرَقَا
ورمَى بسهمَيْ مقلةٍ ويَدٍ / نحرَ الغزالِ وقلبَ من عَشِقَا
باللّهِ ما أدري وقد نَفَذا / أأصابَ عمداً أو كما اتَّفقَا
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ / بالحُبِّ لمَّا قَلَّ عُشَّاقُه
حيَّيتُه إذ نامَ عُذَّالُه / وطابَ للعُشَّاقِ أخلاقُه
وغضَّ من نخوتِه علمُهُ / بأنني وحديَ مُشتاقُه
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها / ويبسُطُها والعينُ ترنُو وتُطْرِقُ
وقد دمِعَتْ أجفانُها وكأنها / جَنَى نرجسٍ فيه النَّدى يترقْرَقُ
وحلَّ من المحذورِ ما كنتُ أتَّقِي / وحُمَّ من المقدورِ ما كنتُ أفْرَقُ
وقيل فِراقٌ لا تلاقِيَ بعدَهُ / ولا زادَ إلّا حسرةٌ وتَحرُّقُ
ولو أنَّ نفساً قبلَ محتومِ يومِها / قضَتْ حسراتٍ كادتِ النفسُ تزهَقُ
هلالٌ ثوى من قبلِ أن تَمَّ نورُه / وغصنٌ ذوى فينانُه وهو مورِقُ
فواعجَباً أنّى أُتيحَ اجتماعُنَا / ويا حسرَةً من أينَ حُمَّ التفرُّقُ
ولم يبقَ فيما بينَنا غيرُ حثْوةٍ / على العين تُحْثَى أو على القلب تُطبِقُ
أحِنُّ إليها إنْ تراخَى مزارُهَا / وأبكي عليها إنْ تدانَى وأشهَقُ
وأُبلِسُ حتى ما أبينُ كأنَّما / تدورُ بيَ الأرضُ الفضاءُ وأُصْعَقُ
وأُلصِقُها طَوراً بصدري وأشتِفي / وأمسحُهَا حِيناً بكفي فتعبَقُ
وما زُرْتُها إلّا توهمتُ أنَّها / بثوبيَ من وجدي بها تتعلَّقُ
وأحسَبُهَا والحُجْبُ بيني وبينَها / تعي من وراء التُّرْبِ قولي فتنطِقُ
وأُشعِرُ قلبي اليأسَ عنها تصبُّراً / فيرجِعُ مرتاباً به لا يُصَدِّقُ
لي هِمَّةٌ فوق هامِ النَّجْمِ أخمَصُها
لي هِمَّةٌ فوق هامِ النَّجْمِ أخمَصُها / وإن تطامنَ تحتَ العُدم مَفْرِقُها
وما ملأتُ يدي من ثروةٍ أبداً / إلّا وأصفرَها جُودٌ يُفرِّقُها
وأتعبُ الناسِ ذو مالٍ يرقِّعُها / يدُ التجمُّلِ والإقتارُ يخرِقُهَا
وذوات أجساد نكهن ضعائف
وذوات أجساد نكهن ضعائف / أجيادها حامت على أوراقها
غذينها بالنار إلى أن / أدينا رماتها بفراقها
وأرادت النيران إحراق التي / بقيت فلم تقدر على إحراقها
حتى إذا عجزت عن استخراج / نفسها ولا ثبات لاستغراقها
أحرقنها بالنا حتى عودت / مما طيور الجو من أطراقها
ورددن في أجسادها أرواحها / بعد البلى فسرين في أعراقها
وبقين أجساداً خوالد بعدما / بليت رمائهن في أطباقها
خلدت فلا نار على إحراقها / قدرت ولا ماء على إغراقها
فافطن لسر الله فيك فإنه / لذوي النهى كالشمس في إشراقها
والسر فيك وأنت تجهله كما / جهل الحمائم ما على أعناقها
رطّب تراكيبك إن
رطّب تراكيبك إن / جفّت بماء الورقِ
إنّ الطبيخ كله / قوته في المرق
أول أعشابك أن / تخرج بالماء النقي
خضرته مشوبة / بحمرة من غسقِ
بعد سواد فاحم / إلى بياض يققِ
وآية الشمس ظهو / ر حمرة في الشفق
والزعفران صبغة / يتلوه لون العلق
فعود الطفل يسي / ر النار لا يحترقِ
ويتفق منه الذي / ما كان بالمتفق
واحذر عليه نكبة / من غرق أو حرق
واحذر على السر ففي ال / إفشاء ضرب العنق
تالله ما نال امرؤ / مراده بالخرق
ولم تفت حكمتنا / غير جهول أو شقى
فالرزق لا الحذق هوال / أصل فباللله ثقِ
قد قلت للتلميذ أذهله
قد قلت للتلميذ أذهله / عما سواه مراسه الأرقا
أطفيء سخونة حرّنا بندى / أو ما ترى المريخ محترقا
بالمشتري برّده فهو له / نعم البرود إذا هما اعتنقا
وهو الحديدُ الكيرُ أحرقه / في معدن التسخين فاحترقا
مزج الرصاص به فأصلحه / وكساه لوناً منه مؤتلقا
ضدان لما طال مكثهما / في الحبس لانا فيه واتفقا
فافتح برفقٍ بابَ حكمتنا / واصبر فإنَّ لبابنا غَلَقا
واكشف غطاءك حين يبرد ما / في جوفه وتجنّبِ الحرقا
فالزئبق الفرّار تصحبه / أرواح أجساد إذا أَبِقا
والروح إن خرجت فلا عوض / عنها فإنَّ الجسم قد رهقا
يدعونها ذهباً لحمرتها / وبياضها يدعونها ورقا
لما وجدنا الأمر مختصرا / سهلاً سددنا دونه الطرقا
أتطمع في المزاج وما تهيّا
أتطمع في المزاج وما تهيّا / دواؤك حين تخلطه بسحق
وهل ينمو بما تغذوه حتى / يطير هباؤه في كل عرقِ
أليس الهضم يجعل ما يلاقي / هباء بعد تسقية ودقِ
وليس السحق سحق يد ولكن / حضان الطير في لين ورفقِ
ويقبله دماً يغدو وينمي / تردّد في النزول وفي الترقي
كذا يحمرّ من بعد ابيضاض / دواؤك إذ تمشّيه بحذقِ
جند من الأحزاب قد نزلوا على
جند من الأحزاب قد نزلوا على / مدن لهم أسوارهن رقاق
فارتاع منهم أهلها فتحصنوا / منهم بهنّ وأحكم الإغلاق
والجند خارجها تحاصر أهلها / قد ضاق منها بالحصار خناقُ
يرمون داخلها بنفط أبيض / فيه لمن ناواهم إحراقُ
حتى إذا طال الحصار عليهمُ / واشتد منه الخوف والإشفاقُ
فتحت وقتّل أهلها وتهدمت / والنار تضرم والنفوس تساق
وغدت حجارتها تذوب وأرضها / فيها أصابيغ الدماء تراقُ
والملك أفرحُ مايكون بنصرة / تمت هيأها له الخلاقُ
أجساد صنعتنا مركّبة
أجساد صنعتنا مركّبة / ذكرانها وإناثها فِرَقُ
لما تفاوت في بسائطها / صور المزاج تفاوت الخُلُقُ
ضدّان مختلفان طبعهما / في مبتدا التركيب متفقُ
ظهر التعادي فيهما عرضاً / فنغاه تدبير له نسقُ
لما تساوى الوزن تمَّ به / جسد له من روحه طبقُ
متكون لونين ذا ذهبٌ / في رمز صبغتنا وذا ورقُ