المجموع : 37
أنّى يعودُ من الصَّبابةِ مُفْرِقا
أنّى يعودُ من الصَّبابةِ مُفْرِقا / ولِقاؤُّهُم للبَيْنِ غادَرَهُ لَقَا
لم تَعتَرِضْ غِزلانُهُم يَومَ النَّقا / إلا لكي يُخْجلِنَ غِزلانَ النَّقا
رفَعُوا القِبابَ وفُرِّقَتْ أَظعانُهم / فِرَقاً أَمَرْنَ الصَّبرَ أن يتفرَّقَا
ووراءَهُم دَمعٌ إذا أوطأتُه / يَوْمَ النَّوى عُنْقَ التَّجلُّدِ أعنَقا
هُنَّ الحَيا حَرَمَ الغَميمَ غَمامُه / وسَرَتْ بَوارِقُه يَجُدْنَ الأبرَقا
لم يَغْنَ من تلكَ المَحاسنِ مَنْزِلٌ / إلا تَقاضاه الفِراقُ فأملَقا
تَرْقا الدُّموعُ ولي على آثارهم / دَمْعٌ رَقاه العاذلون فما رَقا
لا أَحسِبُ الأجفانَ يَلقَى بَعْضُها / بَعْضاً إذا كانَ الفِراقُ المُلتَقى
أشقيقَةَ الجِزْعَيْنِ أيَّةُ لَوْعَةٍ / عُجْنا عليكِ غَداةَ عُجْنا الأينقا
منحَتْكِ أنفاسُ الصَّبا ما اسُتودِعَتْ / وسَقاكِ رَقراقُ الحَيا ما رَوَّقا
أيشوقُني طَرَبُ الشَّبابِ وإنَّما / شَغَفُ الهِلالِ بحيثُ تمَّ وأشرَقا
والعُودُ ليس يُعدُّ تِرْباً مَوْطِناً / إلاّ إذا ما اهتَزَّ فيه وأوْرَقا
ولقَد وصَلْتُ إلى الجَوادِ مُغَرِّباً / من بعدِ ما خُضْتُ اللّئامَ مُشَرِّقا
وزَجَرْتُ أمثالَ الأهِلَّةِ بل تَرى / أجرامَهُنَّ من الأهِلَّةِ أمحَقا
وخَلَعْتُ جِلبابَ الظَّلامِ مُمَسَّكاً / ولَبِسْتْ جِلبابَ الصَّباحِ مُخَلِّقا
فالآنَ ناضَلْتُ الخُطوبَ بصائبٍ / يُصْمي وكم ناضلتُهُنَّ بأفَوقا
ورأيتُ سيفَ الدولةِ السيفَ الذي / يَزدادُ في ظُلَمِ الكَريهةِ رَوْنَقا
أوفى فكان مُحلِّقَاً ومضى فكا / نَ مُزلَّقاً وسَطا فكانَ مُحرِّقا
مُتَبَسِّمٌ يَنْهَلُّ في استهلالِه / ماءُ الحياةِ فإن تَلَهَّبَ أصعَقا
ناَلتْ يَداهُ أقاصيَ المجدِ الذي / بَسَطَ الحَسودُ إليه باعاً ضَيِّقا
أَعدُوَّه هل للسِّماكِ جريرَةٌ / في أنْ دَنْوتَ من الحضيضِ وحلَّقا
أم هل لمُمتْلئ اليَدَيْنِ منَ العُلا / ذَنْبٌ إذا ما كنتَ منها مُملِقا
صَبْراً فلستَ تنالُ أدنَى سَعْيِه / إلاّ إذا نِلْتَ الصَّبيرَ المُبرِقا
عَذُبَتْ بِصَفْوِ المَكرُماتِ صِفاتُه / فأتى خليقاً بالمكارمِ أخلَقا
في جمرةِ الحَسَبِ التي لا تُصطَلى / وذُؤابَةِ الشَّرَفِ التي لا تُرتَقى
يدنو إلى الأملِ البعيدِ بهمَّةٍ / تغتالُ أبعدَ مِن مَداه وأسحَقا
فحَذارِ من لَحْظِ الشُّجاعِ إذا رَنا / وحَذارِ من عَزَماتِه إن أطرَقا
ركَزَ الرِّماحَ على الثُّغورِ فأصبحَت / سُوراً على تلك الفِجاجِ وخَندَقا
مستيقظاً لو رُنِّقَتْ أجفانُه / عن مَشربِ الأيامِ عادَ مُرنَّقا
لم يَسْرِ عارِضُه إلى أعدائِه / إلا ليُمطِرَهم دَماً متدفِّقا
حَرَقَتْ سَراياه الدُّروبَ كأنَّها / بحرٌ تَدافَعَ مَوجُه فتخرَّقا
حتّى أباحَ حريمَهم لا ظالماً / وضحَنا على أبكارِهْم لا مُشفِقا
رفعَ القَنا عن حِملِ هامِ ملوكِهم / فغَدا وراحَ على الخَليجِ مفلِّقا
في كل أُفقٍ منه سَهْمُ مَنيَّةٍ / يَرنُو إلى كَبِد العدوِّ مُفوَّقا
خَيلٌ تُمَزِّقُ كلَّ يَوْمٍ مأزِقاً / وظُباً تُفَلِّقُ كُلَّ يَومٍ فَيلَقا
إسْعَدْ بعيدِك والقَ ما تَهوى به / وليَلْقَ مَنْ عاداكَ خَطْباً مُوبِقا
نَحرٌ نَحَرتَ البُدْنَ فيه مُسَدَّداً / وفَتَكْتَ بالأعداءِ فيه موفَّقا
دَمَيانِ ما تاقَ الشُّجاعُ إليهما / إلا إذا خَلَطَ الشَّجاعَةَ بالتُّقى
حمَّلْتَني نِعَماً شَرُفْتُ بحَملِها / فإذا نَطقْتُ بها نطقْتُ مُصَدَّقا
لا تَفْصِمُ الأيامُ طوقي إنني / أصبحتُ بالإحسانِ منكَ مُطوَّقا
أمَّا الخيالُ فما يَغُبُّ طُروقا
أمَّا الخيالُ فما يَغُبُّ طُروقا / يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا
وافى فحقَّقَ لي الوَفاءَ ولم يَزَلْ / خِدْنُ الصَّبابةِ بالوفاءِ حَقيقا
ومضى وقد منعَ الجُفونَ خُفوقَها / قَلبٌ لذكرِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقا
هل عهْدُنا بِلوَى الشَّقيقَةِ راجِعٌ / فيعودَ لي فيه الوِصالُ شَقيقا
أيامَ وَصلُكَ في الصَّبابَةِ مَجْهلاً / لا يَعرِفُ السُّلوانُ فيه طريقا
أَهْوَى أنيقَ الحُسْنِ مُقَتبِلَ الصِّبا / وَأَزُورُ مُخضَرَّ الجَنابِ أَنيقا
راحَ الغمامُ به صَفيقاً ثوبُه / وغدا به ثوبُ النَّسيمِ رَقيقا
هِيَ غَدرَةٌ للدَّهرِ غادَرَتِ الهَوى / بعدَ الوفاءِ مكدَّراً مَطروقا
لا ألحَظُ الأيامَ لَحظَةَ وامقٍ / حتى يُعيدَ زَمانَنا المَوموقا
ورَكائبٌ يَخرُجْنَ مِنْ غَلَسِ الدُّجى / مثلَ السِّهامِ مَرَقْنَ منه مُروقا
والفَجرُ مَصقولُ الرِّداءِ كأنَّه / جِلبابُ خُوْدٍ أشبَعَتْهُ خَلُوقا
أغَمامَةٌ بالشَّامِ شِمْنَ بُروقَها / أم شِمْنَ من بِشْرِ الأميرِ بُروقا
مَلِكٌ تُسَهَّلُ بالسَّماحِ يمينُه / حَزناً وتُوسِعُ بالصَّوارِمِ ضيِقا
يَلقى النَّدى برقيقِ وَجْهٍ مُسفرٍ / فإذا التَقَى الجمعانِ عادَ صَفِيقا
رَحْبُ المنازِلِ ما أقامَ فإن سرَى / في جَحْفَلٍ تَرَكَ الفَضاءَ مَضِيقا
ما انفَكَّ يَطلُعُ بالحُتوفِ على العِدا / صُبْحَا ويَطْرُقُ بالحِمامِ طُروقا
فإذا جرى للمجدِ نالَ صَبوحَه / سبقاً ونالَ الناسُ منه غَبُوقا
وإذا طمى بحرُ الكَريهَةِ خاضَه / فأماتَ مَنْ عاداه فيه غَريقا
مَهْلاً عُداةَ الدِّينِ إنَّ لخَصمِكُم / خُلقاً بإرغامِ العدوِّ خَلِيقا
أنذرتُكُم حامي الحَقيقَةِ لا يَرى / إلا لِمُرْهَفَةِ السُّيوفِ حُقوقا
سَدَّتْ عَزائِمهُ الثُّغورَ وحالفَتْ / آراؤُه التَّسديدَ والتَّوفيقا
ورمَى بِلادَ الرُّومِ بالعَزْمِ الذي / ما زالَ صُبحاً في الظَّلامِ فَتِيقا
رَزَحَتْ مخائِلُ بأسِه في عارضٍ / مُتألِّقٍ يَغْشى العُيونَ بَريقا
جيشٌ إذا لاقَى العدُوُّ صُدورَه / لم تَلْقَ للأعجازِ منه لُحُوقا
حُجِبَتْ له شَمْسُ النَّهارِ وأشرَقَتْ / شَمْسُ الحديدِ بجانِبَيْهِ شُروقا
أخلى معاقِلَهم وحازَ نِهابَهُم / قَسْراً وفَرَّقَ جَمْعَهُمْ تَفريقا
فتضرَّجَتْ تلك البِطاحُ به دماً / وتضرَّمَتْ تلك الفِجاجُ حَريقا
وثَنَى الجِيادَ يَشُقُّ جَيْبَ عَجاجِها / ومضَى السُّيوفَ فينثني مَشقوقا
والدَّهْرُ مُبتَسِمٌ يروقُ كأنَّما / أبدى بطَلْعَتِهِ الثَّنايا الرُّوقا
فَتْحٌ جَليلُ القَدْرِ زِيدَ به الهُدى / بِرّاً كما زِيدَ الضَّلالُ عُقُوقا
أعَليُّ كم نِعَمٍ مَنَحتَ جَليلَةٍ / مَنَحَتْكَ مَعنىً في الثَّناءِ دَقيقا
ونَدىً رفَعْتَ به لِحَيَّيْ تَغلبٍ / شَرَفاً أنافَ فعانقَ العَيُّوقا
فاسلَم لمَكْرْمَةٍ شَغَلَتْ بحبِّها / قلباً بحُبِّ المكرُماتِ عَلُوقا
وتَمَلَّ مدحي إنه رَيحانَةٌ / نَفَحَتْ فباشَرَها اللَّبيبُ طَليقا
شَعْشَعْتُ منه اللَّفْظَ ثم نَظَمْتُه / فكأنَّما شعشعتُ منه رَحيقَا
قد كان غُفْلاً قبلَ جُودِكَ فَاغْتَدَى / عَلَماً بجُودِكَ في الوَرى مَرْمُوقا
أعدَدْتَ للَّيلِ إذا اللَّيلُ غَسَقْ
أعدَدْتَ للَّيلِ إذا اللَّيلُ غَسَقْ / وقَيَّدَ الألحاظَ من دونِ الطُّرُقْ
أغصانَ تِبْرٍ عُرِّيَتْ عن الوَرَقْ / ثِمارُها مثلُ مَصابيحِ الأُفُقْ
يُغْني النَّدامى ضَوؤُها عن الفَلَقْ / شِفاؤُّها إن مَرِضَتْ ضرْبُ العُنُق
أمحلَّ صبوتِنا دعاءُ مَشوَّقٍ
أمحلَّ صبوتِنا دعاءُ مَشوَّقٍ / يرتاحُ منك إلى الهَوى المَوموقِ
هل أطرُقَنَّ العُمْرَ بينَ عِصابَةٍ / سَلكوا إلى اللَّذاتِ كلَّ طريقِِ
أم هل أرى القصرَ المُنيفَ مُعَمَّماً / بِرداءِ غَيْمٍ كالرِّداءِ رَقيقِ
وقَلالَي الدَّيرِ التي لولا النَّوى / لم أَرمِها بِقِلىً ولا بعُقُوقِ
محمرَّةَ الجُدرانِ يَنفَحُ طِيبُها / فكأنَّها مَبْنِيَّةٌ بخَلوقِ
ومحلَّ خاشِعَةِ القُلوبِ تَفَرَّدُوا / بالذِّكْرِ بينَ فُروقِه وفُروقِ
أغشاهُ بينَ مُنافِقٍ متجَمِّلٍ / ومُناضِلٍ عن كُفْرِهِ زِنْديقِ
وأَغَنَّ تَحسِبُ جِيدَه إبريقَه / ما قامَ يَسفَحُ عَبْرَةَ الإبريقِ
يتنازَعونَ على الرَّحيقِ غَرائِباً / يَحْسِبْنَ زاهرةً كؤوسَ رَحيقِ
صدَرَتْ عن الأفكارِ وهي كأنها / رَقراقُ صادرةٍ عن الرَّاووقِ
دَهرٌ ترَفَّقَ بي فُواقاً صَرفُه / وسَطا عليَّ فكانَ غيرَ رَفيقِ
فمتى أزورُ قِبابَ مُشرفَةِ الذُّرى / فأوردَ بينَ النَّسرِ والعَيُّوقِ
وأرى الصَّوامعَ في غوارِبِ أُكْمِها / مِثلَ الهوادِجِ في غَوارِبِ نُوقِ
حُمراً تَلوحُ خِلالَها بِيضٌ كما / فصَّلْتَ بالكافورِ سِمْطَ عَقيقِ
كَلِفٌ تَذَكَّرَ قبلَ ناهيةِ النُّهى / ظِلَّيْنِ ظِلَّ هوىً وظلَّ حَديقِ
فتفرَّقَتْ عَبَراتُه في خَدِّه / إذ لا مُجيرَ له من التَّفريقِ
نَفْسي فِداؤُكَ هادياً
نَفْسي فِداؤُكَ هادياً / تُهدَى بها عُصَبُ الرِّفاقِ
كالبدرِ يُحسَبُ في التَّمَا / مِ وقد تَرَفَّعَ بالمَحاقِ
أوفَىعلى طُرُقٍ أقا / مَ فَليسَ يُؤذَنُ بانطِلاقِ
مُتوشِّحاً فيه دماً / كَحمائلِ البِيْضِ الرِّقاقِ
ومضارِعُ الجَوْزَاءِ لي / لاً في عُلوِّ واتِّساقِ
فكأنَّه وكأنَّها / إلفانِ هَمَّا باعتِناقِ
ألستَ تَرى رَكبَ الغَمامِ يُساقُ
ألستَ تَرى رَكبَ الغَمامِ يُساقُ / وأدمُعَه بينَ الرِّياضِ تُراقُ
وقد رَقَّ جلِبابُ النَّسيمِ على النَّدى / ولكنْ جلابيبُ الغُيومِ صِفاقُ
وعندي منَ الرَّيحانِ نَوعٌ تُحبُّهُ / وكأسٌ كرَقراقِ الخَلوقِ دِهاقُ
وذو أدبٍ جلَّت صَنائعُ كَفِّه / ولكن معاني الشِّعرِ فيه دِقاقُ
لنا أبداً من نَثرِهِ ونِظامِه / بَدائِعُ حَلْيٍ ما لَهُنَّ حِقاقُ
وأَغْيَدُ مُهتَزٌّ على صَحْنِ خَدِّهِ / غَلائِلُ من صِبْغِ الحَياءِ رِقاقُ
أحاطَتْ عيونُ العاشقينَ بِخَصْرِه / فهُنَّ له دُونَ النِّطاقِ نِطاقُ
وقد نُظِمَ المنثورُ فهو قلائِدٌ / علينا وعقدٌ مُذْهَبٌ وخِناقُ
وغُرفَتُنا بينَ السَّحائبِ تلتقي / لهُنَّ عليها كِلَّةٌ ورِواقُ
تَقَسَّمَ زُوَّار منَ الهِنْدِ سقفَها / خِفافٌ على قَلبِ النَّديمِ رِشاقُ
أَعاجِمُ تَلتَذُّ الخِصامَ كأنَّها / كَواعِبُ زَنْجٍ راعَهُنَّ طَلاقُ
أَنِسْنَ بنا أُنسَ الإماءِ تحبَّبَتْ / وَشيمَتُها غدرٌ بنا وإباقُ
مُواصِلَةٌ والوردُ في شَجَراتِه / مفارِقَةٌ إن حانَ منه فِراقُ
فَزُرْ فِتْيَةً بَرْدُ الشَّرابِ لَدَيْهِمُ / حَميمٌ إذا فارَقْتَهُم وغَسَاقِ
إذا اشتهرَتْ بالحُسْنِ أخلاقُ صاحبٍ / فليسَ لخلوقٍ جَفاهُ خَلاقِ
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عليلُ الفِراقُ
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عليلُ الفِراقُ / إذ شَيَّعَ الظَّعْنِ بِدَمْعٍ مُراقْ
سِيقَتْ لِوَشْكِ البَيْنِ أظعانُهُم / والنَّفْسُ من بينِهمُ في السِّياقْ
صَبابَةٌ ضاقَ بها صَدْرُه / وأَدمُعٌ ضاقَتْ بهِنَّ المَآقْ
أما اشتفى الواشونَ من عاشِقٍ / يَلقَى من البَيْنِ الذي أنتَ لاقْ
رَمَتْهُ باللَّحْظِ عيونُ العِدا / من قبلِ أن يَحْظَى بطيبِ العِناقْ
فجالَ ماءُ الشَّوقِ في جَفْنِه / واحتبَسَت أنفاسُه في التَّراقْ
وزائِرٍ أسعَفَني بالمُنى / زُوراً وقد هَوَّمَ حادي الرِّفاقْ
أعَلَّني شَوْقاً إلى حُسْنِه / إذ زارَ في النَّوْمِ عَليلَ اشتياقْ
للهِ ما أَوثَقَ عَهْدَ الهَوى / منه وما أضعَفَ عِقْدَ النِّطاقْ
يَنْشُرُ لي ذِكْراه نَشْرَ الصَّبا / وبارقٌ لاحَ بأعلى البُراقْ
في عارِضٍ أذهَبَ أعلامَه / بالبَرْقِ حتى خِلْتَهُ في احتِراقْ
لو أَنصَفَ الأعداءُ لم يَصْرِموا / لمَّا تقضَّى الودُّ حبلَ النِّفاقْ
كأنَّني بالشِّعرِ ألقاهُمُ / بمثلِ وَقْعِ المُرهَفاتِ الرِّقَاقْ
في وَقْعَةٍ ليسَ لها كاشفٌ / وصَيْحَةٍ ليسَ لها من فَواقْ
جَرى ابنُ فَهْدٍ سابقاً في العُلى / أكفاءَه والسَّبْقُ حَظُّ العِتاقْ
فعاشَ في عَيْشِ منيعِ الحِمى / منتشرِ الظِّلِّ فَسيحِ الرِّواقْ
وإنْ جَفا عَبْداً له واصلاً / مُعتَلِقاً بالوُدِّ أيَّ اعتِلاق
لا يترجَّى فَكَّ رقٍّ ولا / يُخشى عليه مُوبِقاتُ الإباق
وكم أردتُ الهجرَ لكَّنني / وجدتُه مُرّاً كريهَ المَذاق
عرابدُ عندَك أُرْمَى بها / بينَ صَبوحٍ دائمٍ واغتباق
وتهمةٌ في الشِّعْرِ من جاهلٍ / ما زالَ فيه عاجزاً عن لَحاق
لقد أتاحَ الدَّهرُ لي شَقوَةً / إذ خصَّني منك بهذا الشِّقاق
وكلُّ أخلاقِكَ مَرضِيةٌ / فما لِخُلٍّ ذَمَّها من خَلاَقْ
وَزِنْجيَّةٍ عُرِفَتْ بالإباقِ
وَزِنْجيَّةٍ عُرِفَتْ بالإباقِ / فليسَ لها راحَةٌ من وثاقِ
إذا اضطربَ الماءُ من حَولِها / رَأيْتَ الجبالَ بها في تَلاَقي
يَثُورُ بها قَسطَلٌ أبيضٌ / على القَوْمِ غَيرُ كَثيفِ الرِّواقِ
فأبناؤُها المُرْدُ شِيبُ الرُّؤوسِ / وأبناؤُها السُّودُ بِيضُ التَّراقي
رَكِبْنا إليها غَداةَ الصَّبوحِ / مَطايا تُحثُّ كَدُهْمِ العِتاقِ
وَظِلْنا نُمِيتُ لَدَيْها الزِّقاقَ / ونُحيي السُّرورَ بمَوْتِ الزِّقاقِ
عَذيري من الدَّيْنِ الذي راحَ عبؤُه
عَذيري من الدَّيْنِ الذي راحَ عبؤُه / على كلِّ قلبٍ لا على كلِّ عاتقِ
ومُرتَقِبٍ لي غُدوَةً وعَشِيَّةً / يُسائِلُ عنّي وهو لي غيرُ وامقِ
ومطويَّةٍ كالسابِريَّةِ أُدْرِجَتْ / على فُقَرٍ مثلِ الجِبالِ الشَّواهقِ
فباطنُها كالبُرْدِ نُمِنَم وَشيُه / وظاهِرُها كالآلِ بين السَّمالقِ
ورُبَّ فتىً يَلْقَى السُّيوفَ بوَجْهِه / ويَعْجَزُ عن لُقيا سيوفِ الوثائقِ
أَلَنْتَ لهُم لَفظي ولو كنتُ آمِناً / شَهادَةَ خُرْسٍ بالحُقوقِ نَواطِقِ
لَلاقَتْ حقوقُ القَوْمِ حِلفَةَ باطلٍ / كما لاقَتِ الشَّجراءُ إحدى الصَّواعِقِ
وطَيِّبِ النَّشرِ عَبِقْ
وطَيِّبِ النَّشرِ عَبِقْ / بِرَيِّقِ الغَيْثِ شَرِقْ
تَناجَتِ المُزْنُ له / بالرَّعْدِ في غَيْرِ صَعَقْ
وعُنِيَ البرقُ به / فكلّما عُقَّ ودَقْ
وانتَثَرَتْ غُدْرانُه / في رَوْضةٍ نَثْرَ الوَرَقْ
يَشُقُّهُ ذو قَلَقٍ / مثلُ حَشا الصَّبِّ القَلِقْ
يَنْسَلُّ بينَ وَشْيِهِ / مثلَ الحُسامِ المُؤتَلِقْ
إذا جَلا الغَيمُ له / عن حاجبِ الشَّمسِ بَرَقْ
باشَرَ صحبي بَرْدَه / قبلَ تَباشيرِ الفَلَقْ
نطرُقُ من حِيتانِهِ / صَيدَ حِجابٍ ما طُرِقْ
فَصَافَحَتْ صفحتُه / كلَّ جَديدٍ كالخَلَقْ
يَبعَثُ منه جسَداً / أعضاؤُه طُرَّاً حَدَق
يُريكَ دِرْعاً جُعِلَتْ / لجَوْشَنِ الماءِ طُرُقْ
إذا نَجا من غَرَقٍ / رُدَّ فعادَ في غرَقْ
آخِذٌ ما عنَّ له / وضامنٌ ما قد أبَقْ
فما تَنِي بينَهُمُ / جَواهِرُ الرِّزْقِ نسَقْ
مجنَّحاتٌ لَبِسَتْ / غَرائِبَ الوَشْيِ اليَقَقْ
كأنَّما أعيُنُها / فُصوصُ ياقوتٍ زُرُقْ
وربَّما مِلْنا على الطَ / يرِ وقد وافَتْ حِزَقْ
كلُّ غَريبٍ نُقِشَتْ / حُلَّتُه نَقْشَ السَّرَقْ
نَنصُبُ في الأَرضِ لها / عِقالَ حَتفٍ كالوَهَقْ
خَفِيَّةً أوتادُه / ظاهِرَةً منه الحَلقْ
يَكادُ يَخفى شَخصُه / ضُؤولَةً إذا رَمَق
حُفَّ برزْقٍ ربَّما / أردى الذي منه رُزِقْ
فالطَّيرُ من حُرٍّ دُجىً / مَلكَةٌ ومُستَرقْ
وحائرٍ يَفْري السك / كينَ إذا قيلَ عَلِقْ
وذي سكونٍ قد قضى / وخافقٍ فيه رمَقْ
كذلك الأرزاقُ من / صَفْوٍ حميدٍ ورَنَقْ
كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتألَّقا
كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتألَّقا / وسَطا على اللَّيلِ البَهيمِ فأشرَقا
وعَلا فنُشِّرَ بالصَّباحِ مُوَشَّحٌ / بالوَشْيِ تُوِّجَ بالعَقيقِ وطُوِّقا
مُرْخٍ فُضولَ التَّاجِ في لَبَّاتِه / ومُشَمِّرٌ وَشْياً عليه مُنَمَّقا
فاشرَبْ على طيبِ الزَّمانِ وحُسْنِه / كأساً تَزيدُكَ لوعةً وتَشوُّقا
يُضحْي السرورُ بها مَليكاً مُطلَقاً / والهَمُّ في يَدِها أسيراً مُوثَقا
أَهدَتْ إليك المِسْكَ من أنفاسِها / طُرُقاً تَروقُ الطَّرْفَ حُسْناً رَيِّقا
وحَدائِقٍ ضَرَبَتْ ضُروبُ جَمالِها / سوراً عليك من اللَّذاذَةِ مُحدِقا
ومُدامَةٍ رَقَّتْ فخِلْتُ حَبابَها / دَمْعاً على وَرْدِ الخُدودِ تَرقرَقا
ورَقيقِ ألحاظِ الجُفونِ إذا رَنا / منعَ الجَوَى في القلبِ أن يترَفَّقا
وأغَرَّ يُكبرُه النَّديمُ جَلالةً / حتَّى يَغُضَّ له الجفونَ ويُطرِقا
مَلِكٌ إذا لاحَتْ مَحاسِنُ وَجْهِه / في الغربِ خِلْنا الغربَ منه مَشرِقا
أَعليُّ آثَرْتَ العُلى فتجمَّعَتْ / وَأَهَنْتَ مالَكَ بالنَّدى فتَفَرَّقا
فاخضِبْ يمينكَ بالمُدامِ فطالَما / خَضَبَتْ أنامِلُها السِّنانَ الأزْرَقا
وَكِلِ الهُمومَ إلى الحَسودِ فحسبُه / أن يَقطَعَ اللَّيلَ التَّمامَ تأرُّقا
فَضْلُ الفتى يُغري الحسودَ بِسَبِّه / فالعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا
يا ليلةً جَمَعَتْنا بعدَ مُفتَرَقٍ
يا ليلةً جَمَعَتْنا بعدَ مُفتَرَقٍ / فبِتُّ من صُبْحِها حتَّى بدا فَرِقا
لمَّا خَلَوتُ بمن أهوى بها قَصُرَت / فكادَ يَسبُقُ منها فجرُها الشَّفَقا
إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَةِ مُسْعِدا
إني عَشِقْتُ مِنَ السَّعادَةِ مُسْعِدا / واصَلتُهُ فغدا مشوقاً شائقا
فإذا دَنا جعلَ الزِّيارَةَ شأنَه / وإذا نأى بعثَ الخَيالَ الطَّارِقا
عاتبتُه يوماً وفي وَجَناتِه / وَرْدٌ فصار من الحَياءِ شقَائِقا
أهلاً وسهلاً بِطَارِقٍ طَرَقا
أهلاً وسهلاً بِطَارِقٍ طَرَقا / أحببتُ فيه السُّهادَ والأرَقا
زارَ على غَفْلَةِ الرَّقيبِ ويُم / ناهُ تُداري وِشاحَه القَلِقا
فبِتُّ منه مُعانِقاً صَنَماً / يَنفَحُ مِسكاً وعنبراً عَبِقا
لو شئتُ أنشأتُ من ذَوائِبِه / ليلاً ومن نُورِ وجههِ فَلَقا
تَشاغَلَ عنِّي بطِيبِ الكَرى
تَشاغَلَ عنِّي بطِيبِ الكَرى / وقَلبي أسيرٌ به مُوثَقُ
فلا ماءُ عينيَ من حُرقَةٍ / يَغيضُ ولا نومُها يَطرُقُ
كأنَّ الصَّباحَ أسيرٌ نأَى / فليسَ يُفَكُّ ولا يُطلَقُ
أَلِبَرْقٍ سَرَى بأعلى البُراقِ
أَلِبَرْقٍ سَرَى بأعلى البُراقِ / باتَ رَهْنَ الحَنينِ والأشواقِ
أم لِطَيْفٍ أعلَّه الشَّوقُ حتَّى / زارَ تحتَ الدُّجى عَليلَ اشتياقِ
مُغْرَمٌ بالدُّنُوِّ بعدَ التَّنائي / والتَّلاقي من بعدِ وَشكِ الفِراقِ
عَرِّجُوا فالكثيبُ مَغنى الغَواني / وقِفُوا فهو مَوْقِفُ العشَّاقِ
دِمَنٌ لا تَزالُ تَذكُرُ عَهْداً / مِنْ وَفيٍّ بالعَهْدِ والميثاقِ
قَمَرٌ رقَّ للمُحِبِّ فجادَتْ / مُقلتاه بواكفٍ رَقراقِ
جارَحكمُ النَّوى عليه ولكن / لم يَجُرْ في سَناه حُكْمُ المَحاقِ
عَذُبَت لوعةُ الصَّبابَةِ فيهِ / فأَرتْنا السُلُوَّ مُرَّ المَذاقِ
كَلِفٌ ضاقَ في الجَوانحِ مَثْوا / هُ ودَمْعٌ تَضيقُ عنه المآقي
وفِراقٌ جَنى عليَّ انتكاسَ ال / حُبَّ من بعدِ راحَةِ الأَفراقِ
لِيَ منه صَبابَةٌ في اتِّئادٍ / ليسَ تَنْأى وعَبْرَةٌ في استِباقِ
كم فَلاةٍ فَلَّتْ شَباها المَهارى / برِفاقٍ تُهوي أمامَ رِفاقِ
وكأنَّ الظَّلماءَ قُدَّ دُجَاها / من سَوادِ القُلوبِ والأَحداقِ
يا ابْنَ فَهْدٍ وأنتَ مُنتَجَعُ الرَّكْ / بِ وغَيْثُ الوُفودِ والطُّرَّاقِ
قدْ لعمري جَرَيْتَ في حَلْبَةِ المَجْ / دِ فَحُزْتَ السَّباقَ عندَ السِّباقِ
بِغُدُوٍّ من العُلى ورَواحٍ / واصطِباحٍ من النَّدى واغْتِباقِ
وسَجايا فَلَّتْ شَبا الدَّهْرِ بأساً / وعَطايا كُفِّلْنَ بالأَرْزاقِ
كَرَمٌ جَدَّدَ السَّماحَ وقد هَمْ / مَ جديدُ السَّماحِ بالإِخلاقِ
برَحيبِ الفِناءِ يَرهَبُه الدَّهْ / رُ ولا يَتَّقي الخُطوبَ بِوَاقي
وعَريقٍ في الأَزْدِ يُمْسي ويُضحي / باسقَ الفَرْعِ طَيَّبَ الأَعْراقِ
تَخْضِبُ الكَفَّ بالمُدامِ وطَوْراً / تَخْضِبُ الكّفَّ من دَمٍ مُهْراقِ
أنفَقَتْ عَزْمَه التَّجارِبُ حتَّى / تَرَكَتْهُ مُهَذَّبَ الأَخْلاقِ
قد لَعَمري زُفَّتْ إليك من المَد / حِ عَذارى على عُلاك بَوَاقي
مِنْ وَلِيٍّ يَسيرُ في طُرُقِ الوُدْ / دِ ولا يَهْتدَي لِطُرْقِ النِّفاقِ
فإذا ما امتَحَنْتَه في القَوافي / صاغَ حَلْياً يَفوقُ حَلْيَ الحِقاقِ
عَطَّرَتْهُ عُلاكَ حتَّى لَخِلْنا / أنَّ فيه نَسيمَ مِسْكٍ فِتاقِ
وأرى الدُّرَّ ليسَ يَحسُنُ إلاّ / في حِسانِ النُّحورِ والأعناقِ
لستُ مِمَّنْ يُغِيِرُ جَهْلاً على الشِّع / رِ وَيُرْبي في الأَخْذِ والإنْفاقِ
بِنظامٍ واهي القُوى مُستَحيلٍ / لم يَرُضْهُ رياضَةَ الحُذَّاقِ
وإذا ما حَباكَ منه عَروساً / باعَها بعدَ عرسِها بِطَلاقِ
ليسَ التجلُّدُ شِيمَةَ العُشَّاقِ
ليسَ التجلُّدُ شِيمَةَ العُشَّاقِ / إلا إذا شِيبَ الهَوى بنِفاقِ
عُدْ بالمُدامِ على سَليمِ زَمانِه / إن المُدامَ له من الدِّرياقِ
بكراً أضافَ إلى مَحاسِنِ خَلقِها / قَرعُ المِزاجِ مَحاسِنَ الأَخلاقِ
وأعوذُ من شَرْقِ البلادِ بِغَرْبِها / فأؤُوبُ من وَصَبٍ إلى إخفاقِ
مثلَ الهِلالِ أغَذَّ شَهْراً كامِلاً / فرَماه آخرُ شَهْرِه بمَحاقِ
سَفَرٌ رَجَوْتُ به النَّهايةَ في الغِنَى / فبلغتُ منه نِهايةَ الإملاقِ
ولكَمْ طَلَعْتُ على الشآمِ فنفَّسَتْ / شِيَمُ الأميرِ التغلبيِّ خنِاقي
جَدَّدْتَ أخلاقَ المَكارِمِ بعدَما / أشفَتْ خَلائِقُها على الإخلاقِ
وفَعَلْتَ في نُوْبِ الحَوادِثِ مثلَ ما / فَعَلَتْ ظُباكَ بمَعْشَرٍ مُزَّاقِ
وملَكْتَ بالمِنَنِ الرِّقابَ وإنَّما / مِنَنُ المُلوكِ جَوامِعُ الأعناقِ
المجدُ ما سَلِمَتْ خِلالُكَ سالِمٌ / والجُودُ ما بَقِيَتْ يَمينُكَ بَاقي
علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى / من بَعْدِ ما أَلِفَ العِدا إطراقي
فكأنَّما أسطو لشَزْرِ لواحظي / بِظُباً على كَيْدِ العَدُوِّ رِقاقِ
فَلأجلِبَنَّ إليكَ كلَّ غَريبَةٍ / تُضْحى الكِرامُ لها من العُشَّاقِ
وريمٍ رَمَتْنيَ ألحاظُه
وريمٍ رَمَتْنيَ ألحاظُه / فَبِتُّ أسيراً لها مُوثَقا
كأنَّ الشَّقَائِقَ والياسَمينَ / على خَدِّهِ خَجَلاً شُقِّقا
وقالوا بمُقلَتِه زُرْقَةٌ / تَشِينُ فَظَلَّ لها مُطرِقا
وهل يَقطَعُ السَّيفُ يَومَ الوَغَى / إذا لم يكنْ متنُه أَزرَقا
إذا شِئْتَ أن تَجتاحَ حَقاً بباطِلٍ
إذا شِئْتَ أن تَجتاحَ حَقاً بباطِلٍ / وتُغْرِقَ خَصْماً كانَ غيرَ غَريقِ
فَسائِلْ أبا بَكْرٍ تَجِدْ منه سَالِكاً / إلى ظُلُماتِ الظُّلمِ كلَّ طَريقِ
ولاطِفْهُ بالشَّهْدِ المُخَلَّقِ وَجهُه / وإن كانَ بالألطافِ غيرَ خَليقِ
بِأَحْمَرَ مُبْيَضِّ الزُّجَاجِ كَأَنَّهُ / رِدَاءُ عَرُوسٍ مُشْرَبٌ بِخَلُوقِ
لَهُ فِي الحَشَا بَرْدُ الوِصَالِ وَطيِبِهِ / وَإنْ كَانَ يَلْقَاهُ بِلَوْنِ حَريقِ
كأنَّ بَيَاضَ اللَّوزِ فِي جَنَبَاتِهِ / كَوَاكِبُ لاَحَتْ في سَمَاءِ عَقيقِ
حلَفْتُ عنكَ يَميناً غيرَصادِقَةٍ
حلَفْتُ عنكَ يَميناً غيرَصادِقَةٍ / ولَستَ خُلاً لِمَنْ أوفَى ولا صَدَقا
كأنَّها حينَ فَلَّ الحقُّ باطِلَها / قِطْعٌ من اللَّيلِ غَطَّى سِجْفَه الفَلَقا
حديدَةٌ في نَواحي السَّمْعِ يَحسِبُها / مُوسَى الصَّناعِ إذا أمضيتَه حلَقا
فإنْ قرَفْتُ يميناً بعدَها أبداً / فلا وُقِيتُ صُروفَ الدَّهْرِ والغَرَقَا