المجموع : 4
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ / في الذي جرَّتا على العُشَّاقِ
قبلَ أنْ يُطْلِعَ الوَدَاعُ بدوراً / يَقْتَضيها السّرارُ قبلَ المُحَاقِ
قبل أنْ تُصْغِيَ القلوبُ لداعي / البَيءنِ حتى تكونَ فوق التراقي
آهِ ممّا لقيتُ من طرفك الشا / ئق أو من فُؤَادي المشتاق
نَفَثَتْ مُقْلَتَاكِ في عُقَدِ السَّحْ / رِ فلم أنتفِعْ بِنَفْثِ الراقي
عَجِبَ الغانياتُ من شَيْبِ رأسي / وتناسْينَ هَوْلض يوم الفراق
وتساءَلْنَ عن شبابي وقد / قسَّمْتُهُ في الشُّعُورِ والأحداق
خُذْنَ بي مأخذاَ من الموت حلواً / إن موتَ الصدود مُرُّ المذاق
وتعجَّبْنَ كيف لا يَنْفَدُ الدمعُ / وقد أَحْرَقَتْهُ نارُ اشتياقي
ثم لا تَسْتَرِبْنَ منْ سوءِ ظنّي / بعهودٍ منكنَّ غيرِ بَوَاقِ
وَتَعَوَّدْنَ أَنَّ عادةَ سوءِ / الظنِّ مَحْسُوبةٌ على الإشفاقِ
أَدْرَكَ اللهُ عند أعينكنَّ الن / جلِ ثاراتِ هذه الأَرْمَاقِ
وقضى لي على الزمانِ فلم / يَسْمَحْ بِوَصْلٍ ولا قضى بفراق
حَسَدَتْني صروفُهُ هَمَماً / زَعْزَعْنَ زُهْرَ النجوم في الآفاق
وهموم ليس الرَّدَى بكَفيلٍ / بانْبِعَاثٍ لها ولا إطلاق
ومكاني من ابنِ حمدينَ أَرقا / ني من المجدِ فوق سَبْعٍ طباق
المُعلَّى منَ القِداح وذو الأَثْر / المُحَلَّى بين المواضي الرقاق
وقريعُ الأيام ذو نجدة تمضي / وشمس النهار في الإشراق
أَسدٌ يملأُ العرينَ من البأ / سِ وَطَوْدٌ يحمي من الإملاق
وفتىً مِثْلَما يشقُّ على الحُسَّا / دِ ماضٍ يومَ الكريهةِ واق
أريحيٌّ تراه يهتزُّ للبذْ / ل اهتزازَ القضيبِ للإبراق
راكدٌ مثلُ صفحةِ الماءِ أوْرَى / عن ذَكاءٍ كالنارِ في الإبراق
مُسْتَبدٌّ بالمجدِ هَشٌّ إلى الجو / دِ مُطِيقٌ للأمرِ غيرَ مطاق
دَرِبٌ بالإحسانِ مُثْرٍ من الحُسْ / نَى أَقامَ العُلا على كلِّ ساقِ
وكفيلٌ بالعدل والجودُ مشدو / دُ الأواخي مُمَزِّقُ الإملاق
زُهِيَتْ خُطَّةُ القضاءِ به زَهْ / وَ حَمامِ الغُصُونِ بالأَطواق
وَسَمت رتبةُ الوزارة منه / ببعيدِ المدى بعيدِ السّباق
وَسَطَتْ تغلبٌ به صارماً / عَضْباً يلفُّ الأَقدامَ بالأَعْنَاق
وأقامَتْ دارُ الأَمانة من / نعماهُ في صَوْبِ العارضِ الغَيْداقِ
واستظلَّت من بِرِّه في ظلالٍ / لم يَعِبْها مُنَافقٌ بِنِفَاقِ
واستجارَتْ مِنْ عَدْلِهِ بجمالٍ / غير مَنْكُوثَةِ ولا أَخَلاقِ
شَمِلَتْ فيه المسلمينَ أَيادٍ / همْ بها كالغُصُون في الأوراق
وأَحاطت بالمُجْرِمينَ غواديه / إحاطةَ العقدِ بالأعناق
لأبي القاسم بن حمدينَ نفسٌ / خُلِقَتْ منْ مكارِمِ الأخْلاق
ويدانِ يراهما المجد حتى / سَحَّتا بالآجالِ والأرزاق
يا أبا قاسمٍ دعاءَ امرىء وافا / كَ سَبْقاً في أوَّلِ السُبَّاقِ
خذ إليكَ الثناءَ لا بل أدلَّ / الشكرَ عرف المهبِّ حلْوَ المساق
لكَ مجدٌ لو كان للنجمِ شملاً / لم يَرُعْهُ صرْفُ الردى بفراق
وَغناءٌ لو أَنْبَتَتْه الرُّبَى لم / يُمْسِكِ الناسُ خَشْيَةَ الإنفاق
فاتخذني مكافِحاً عَنْ معالِيكَ / شديدَ القوى عنيفَ السّياقِ
وَاصْطَنِعْنِي مُشَايعاً لك لا / يَشْغَلُه عنك الصَّفْقُ في الأسواق
لستُ ممن إذا هفا أنكرَ السَّطْ / وَةَ لا بل أولى بما هو لاق
إن تعاقبْ فقد تركتَ عقاباً / إن حزَّ الرءوس غيرُ الحِلاق
بك قامَ القسطاسُ وانتعشَ الحقُّ / وَصِيْنَتْ مُذَالَةُ الأَعناق
إن يَهِمْ نحوكَ القريضُ فقد نَفَّقْتَ / منه ولاتَ حينَ نَفَاق
أو أضيفتْ إليك غرُّ المعاني / فَبِمِلْكٍ لهنَّ واسْتِحْقَاق
سَرَتْ وقد وَقَعَ السّاري لجانبه
سَرَتْ وقد وَقَعَ السّاري لجانبه / والشمسُ تَضْرِبُ دُهْمَ الليل بِالبَلَقِ
بدرٌ لملتمسٍ غصنٌ لمعتنقٍ / خمر لمغتبق مسك لمنتشقِ
كأنما الروضُ أهداها وشيّعَها / فاستصحَبَت لمّةً من طربة العَبَق
وأقبلتْ تحسبُ الظلماءَ تَكْتُمُها / وقد رَمَتْها نجومُ الليل بالحدق
والصبحُ يَقْدَحُ في الظلماءِ نائرةً / كأنها تفثةُ المَصْدورِ عنْ حَنَق
والشرق يفهق والآفاقُ واردةٌ / وأنجمُ الليل قد أَيقَنَّ بالغرق
والفجر يُظْهِرُ فوقَ الليل آيَتَهُ / وللشّمال عليه وقعةُ الصّعِقِ
تَتَوَّجَتْ بالدجى فالشّعْرُ من غَسَقٍ / والخدُّ من شَفَقٍ والثغرُ منْ فلَقِ
ألهو بمسكِ شَذاها لا أُحاولُ ما / وراءَ ذاك ولو حَاوَلْتُ لم أُطق
فبتُّ أحسبُ إني قد طرقتُ بها / روضاً شممتُ به طيباً ولم أذُق
بَكَى المحبُّ وَأيْدِي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ
بَكَى المحبُّ وَأيْدِي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ / أصَابَهُ خَرَسٌ فالدمعُ مُنْطِقُهُ
ما عنده غيرُ قلبٍ ماتَ أكثرُهُ / وما تَبَقّى لهُ إلا تَعَلُّقه
وما كفاه الهوى حتى يُطالِبَهُ / دَهْرٌ إلى كلِّ سُلْوانٍ يُشَوِّقُه
دهرٌ يفوِّقُ نبلاً من كِنانَتِهِ / رمى بها جَلِداً ما زالَ يَرْشُقُه
مناقضٌ لم يَزَلْ شملي يُفَرِّقُهُ / وليت أن الأسى شملاً يُفَرِّقُه
بنتُ المروءةِ مني طالقٌ أبداً / إن لم أكُنْ بجميلِ الظنِّ أسبقُهُ
ثَكَلْتُ إن لم تكنْ تُعْزَى القناعةُ لي / فحرُّ وجْهِيَ ثوبٌ لستُ أُخْلِقُه
فَمَن لقلبي بتسكينٍ يُثَبّتُهُ / ومَنْ لجفني بتغميضٍ فأُطْبِقُه
لهفي على قَمَرٍ تَمَّتْ محاسِنُهُ / من جانبِ الأفُقِ الغربي مشْرِقه
إذا تَبَسَّمَ والظلماءُ عاكفةٌ / فالبرقُ من ثَغْرِهِ يبدو تأَلُّقُه
ليت الخيالَ الذي قد كانَ يَطْرُقُني / يكونُ لي بَدلاً منه أُعَنّقه
يا صاحبيَّ نداء من عليلكما / فقد تَناهَى بمثواهُ تشَوُّقُهُ
رُدُّوا إلى الجانبِ الغربيِّ عيسَهُمُ / عسَى نسيمُ الذي يَهْوى سَيَنْشُقُه
ما في الحياةِ لِنَفْسِي بَعْدَهُمْ طَمَعٌ / آهاً على حُسْنِ وجهٍ حالَ رَوْنَقُهُ
وفي أبي القاسمِ المأمولِ لي أمَلٌ / وَإنْ تَبَاعَدَ منّي سوفَ ألْحَقُه
وقد جرى في ضميري من إشارته / في جانبي وَقَبولي ما أُصَدِّقه
وإن لجأتُ إليه ليس يَطْرقني / هَمٌّ وَإنّيَ بالإيناسِ أطْرُقُه
من لم يزلْ بخلالٍ منهُ سادَ بها / لكلِّ قلب نأى عنه تُخَلّقُه
طَلْقٌ رأى في الدجى الأعمى مَحاسِنُه / وكلُّ أبْكَمَ بالإحْسَانِ يُنْطِقُه
تَخَلَّقَ المجدُ خلقاً فيه يُشْبِهُهُ / والدرُّ ماءٌ وفي ماءٍ تَخَلُّقُه
والسمت في طَبْعِهِ شيءٌ يعودُ به / إلى البيانِ الذي قد حانَ مَنْطِقُه
يا ناظرَ الدَّهْرِ أُنْظُرْ حُسْن أحْرُفِهِ / فسوف يُنسِبْكَ ما أبصرتَ مُهْرَقُه
فلا يكنْ أحدٌ يَرْقَى مكانَتَه / فما يُسَاوَى برأْسِ الطّوْدِ خَنْدَقُه
ما عندنا كبني حمدينَ في شرفٍ / لو كانَ نجماً لكانَ النجمُ يَعشَقُه
كواكبٌ في سماءِ العزِّ قد طَلَعَتْ / من السنَّا في شُعاعٍ لستُ أَرْمُقُهُ
أعلامُ علم وآدابٍٍ فكلُّ فتىً / منهمْ إذا ما جرى لأخَلْقَ يسبِقه
وفي أبي القاسم الأعْلى ولا فندٌ / سيادةٌ هِيَ تاجٌ وَهْوَ مَفْرِقُه
وإنَّهُ ابن أبيه في سياستهِ / وفي اكتسابِ معاليه تأنُّقُه
والفرعُ كالأصْلِ لفظٌ قد جرى مثلاً / وكالذِّراع إذا ما قِسْتَ مِرْفَقُه
فيا سراجَ بني حمدينَ دعوةَ مَنْ / أَصابَهُ وصبٌ مازالَ يطْرقه
بدا بأُفْقِكَ بَدرٌ منه قابَلَهُ / غيْمٌ منَ العُدْمِ يُخْفِيهِ ويَمْحَقُه
أهْدَى إليْكَ نفيسَ القولِ عِلْقُ عُلا / كالدرِّ يَنْظِمُهُ والمِسْكِ يَفْتُقُه
فانْظُرْ وَقِسْ وانتقدْ فالنَّقْدُ أنتَ له / وليس كالتّاجِ لابن المجدِ بُخْنُقَه
ودُم شِهاباً بأفْقِ السّعْدِ مُتَّقِداً / إذا رقى مُسْترِقُّ السمْعِ يَحرِقُه
أعْيا على العُوَّدْ
أعْيا على العُوَّدْ / رهينُ بلبالِ مُؤَرَّق
أذلَّهُ الحبُّ / لا ينكر الذلّهْ مَنْ يَعْشَقْ
مَنْ لي به يرنو / بمقلتيْ ساحرْ إلى العبادْ
ينأى به الحسنُ / فينثني نافرْ صعبَ القيادْ
وتارةً يدنو / كما احتسى الطائر ماءَ الثماد
فجيدُهُ أغْيَدْ / والخدُّ بالخالِ منمَّقْ
تَكْنُفُه الحُجْبُ / فلي إلى الكلّهْ تَشَوُّقْ
عَطَا بليتيهِ / وَمَرَّ كالظبيِ لبيدهْ
فدلَّ عليه / تكسُّرُ الحَلْي بجيدِهْ
تفتيرُ عينيه / يُسْرِعُ في بَرْيِ عميدِه
فإن أكُنْ أُقْصَدْ / منهُ فأَوْلَى لي إذ يَرْمُقْ
هل يسلمُ القلبُ / وأسهمُ المقله لا تَرْفُقْ
وددتُ من خلّي / ومثلُ نشرِ الكاسْ في شَعْرِهْ
لو جادَ بالوصلِ / جودَ أبي العباس بوفره
في الجودِ والنُّبلِ / وقلْ أجلُّ الناس في قدره
يا كعبة السُّؤْدَدْ / تحتّى على المال لا تُشْفِقْ
فمثلكُ الندبُ / يسابِقُ الجِلّة فَيَسْبِق
يا أيها الحائمْ / هل لكَ في عذب ملءِ الدِّلا
يمّمْ بني القاسمْ / واقصدْ من الغرب إلى سَلاَ
واستمطَ رَوَاسم / تُخال بالركب وسْطَ الفلا
سفائناً تَجْهَدْ / في أبْحُرِ الآل ما تَغْرَقْ
يستبشرُ الركبُ / وتشتكي الرحلة أَلأيْنُقْ
أدعوهُ بالقاضي / وأمرهُ يَقْضي عليَّ لي
أنا به راضِ / لأنه يُرْضي لأَملي
قلْ غيرَ معتاضِ / بمنْ على الأرض منهُ قُلِ
أما ترى أَحْمَد / في مَجْدِه العالي لا يُلْحَقْ
أطلعهُ الغربُ / فأَرنا مثلَه يا مَشْرِقْ