القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعْمَى التُطِيليّ الكل
المجموع : 4
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ
أَسْلِمي مُقْلَتيْكِ قَبْلَ الفراقِ / في الذي جرَّتا على العُشَّاقِ
قبلَ أنْ يُطْلِعَ الوَدَاعُ بدوراً / يَقْتَضيها السّرارُ قبلَ المُحَاقِ
قبل أنْ تُصْغِيَ القلوبُ لداعي / البَيءنِ حتى تكونَ فوق التراقي
آهِ ممّا لقيتُ من طرفك الشا / ئق أو من فُؤَادي المشتاق
نَفَثَتْ مُقْلَتَاكِ في عُقَدِ السَّحْ / رِ فلم أنتفِعْ بِنَفْثِ الراقي
عَجِبَ الغانياتُ من شَيْبِ رأسي / وتناسْينَ هَوْلض يوم الفراق
وتساءَلْنَ عن شبابي وقد / قسَّمْتُهُ في الشُّعُورِ والأحداق
خُذْنَ بي مأخذاَ من الموت حلواً / إن موتَ الصدود مُرُّ المذاق
وتعجَّبْنَ كيف لا يَنْفَدُ الدمعُ / وقد أَحْرَقَتْهُ نارُ اشتياقي
ثم لا تَسْتَرِبْنَ منْ سوءِ ظنّي / بعهودٍ منكنَّ غيرِ بَوَاقِ
وَتَعَوَّدْنَ أَنَّ عادةَ سوءِ / الظنِّ مَحْسُوبةٌ على الإشفاقِ
أَدْرَكَ اللهُ عند أعينكنَّ الن / جلِ ثاراتِ هذه الأَرْمَاقِ
وقضى لي على الزمانِ فلم / يَسْمَحْ بِوَصْلٍ ولا قضى بفراق
حَسَدَتْني صروفُهُ هَمَماً / زَعْزَعْنَ زُهْرَ النجوم في الآفاق
وهموم ليس الرَّدَى بكَفيلٍ / بانْبِعَاثٍ لها ولا إطلاق
ومكاني من ابنِ حمدينَ أَرقا / ني من المجدِ فوق سَبْعٍ طباق
المُعلَّى منَ القِداح وذو الأَثْر / المُحَلَّى بين المواضي الرقاق
وقريعُ الأيام ذو نجدة تمضي / وشمس النهار في الإشراق
أَسدٌ يملأُ العرينَ من البأ / سِ وَطَوْدٌ يحمي من الإملاق
وفتىً مِثْلَما يشقُّ على الحُسَّا / دِ ماضٍ يومَ الكريهةِ واق
أريحيٌّ تراه يهتزُّ للبذْ / ل اهتزازَ القضيبِ للإبراق
راكدٌ مثلُ صفحةِ الماءِ أوْرَى / عن ذَكاءٍ كالنارِ في الإبراق
مُسْتَبدٌّ بالمجدِ هَشٌّ إلى الجو / دِ مُطِيقٌ للأمرِ غيرَ مطاق
دَرِبٌ بالإحسانِ مُثْرٍ من الحُسْ / نَى أَقامَ العُلا على كلِّ ساقِ
وكفيلٌ بالعدل والجودُ مشدو / دُ الأواخي مُمَزِّقُ الإملاق
زُهِيَتْ خُطَّةُ القضاءِ به زَهْ / وَ حَمامِ الغُصُونِ بالأَطواق
وَسَمت رتبةُ الوزارة منه / ببعيدِ المدى بعيدِ السّباق
وَسَطَتْ تغلبٌ به صارماً / عَضْباً يلفُّ الأَقدامَ بالأَعْنَاق
وأقامَتْ دارُ الأَمانة من / نعماهُ في صَوْبِ العارضِ الغَيْداقِ
واستظلَّت من بِرِّه في ظلالٍ / لم يَعِبْها مُنَافقٌ بِنِفَاقِ
واستجارَتْ مِنْ عَدْلِهِ بجمالٍ / غير مَنْكُوثَةِ ولا أَخَلاقِ
شَمِلَتْ فيه المسلمينَ أَيادٍ / همْ بها كالغُصُون في الأوراق
وأَحاطت بالمُجْرِمينَ غواديه / إحاطةَ العقدِ بالأعناق
لأبي القاسم بن حمدينَ نفسٌ / خُلِقَتْ منْ مكارِمِ الأخْلاق
ويدانِ يراهما المجد حتى / سَحَّتا بالآجالِ والأرزاق
يا أبا قاسمٍ دعاءَ امرىء وافا / كَ سَبْقاً في أوَّلِ السُبَّاقِ
خذ إليكَ الثناءَ لا بل أدلَّ / الشكرَ عرف المهبِّ حلْوَ المساق
لكَ مجدٌ لو كان للنجمِ شملاً / لم يَرُعْهُ صرْفُ الردى بفراق
وَغناءٌ لو أَنْبَتَتْه الرُّبَى لم / يُمْسِكِ الناسُ خَشْيَةَ الإنفاق
فاتخذني مكافِحاً عَنْ معالِيكَ / شديدَ القوى عنيفَ السّياقِ
وَاصْطَنِعْنِي مُشَايعاً لك لا / يَشْغَلُه عنك الصَّفْقُ في الأسواق
لستُ ممن إذا هفا أنكرَ السَّطْ / وَةَ لا بل أولى بما هو لاق
إن تعاقبْ فقد تركتَ عقاباً / إن حزَّ الرءوس غيرُ الحِلاق
بك قامَ القسطاسُ وانتعشَ الحقُّ / وَصِيْنَتْ مُذَالَةُ الأَعناق
إن يَهِمْ نحوكَ القريضُ فقد نَفَّقْتَ / منه ولاتَ حينَ نَفَاق
أو أضيفتْ إليك غرُّ المعاني / فَبِمِلْكٍ لهنَّ واسْتِحْقَاق
سَرَتْ وقد وَقَعَ السّاري لجانبه
سَرَتْ وقد وَقَعَ السّاري لجانبه / والشمسُ تَضْرِبُ دُهْمَ الليل بِالبَلَقِ
بدرٌ لملتمسٍ غصنٌ لمعتنقٍ / خمر لمغتبق مسك لمنتشقِ
كأنما الروضُ أهداها وشيّعَها / فاستصحَبَت لمّةً من طربة العَبَق
وأقبلتْ تحسبُ الظلماءَ تَكْتُمُها / وقد رَمَتْها نجومُ الليل بالحدق
والصبحُ يَقْدَحُ في الظلماءِ نائرةً / كأنها تفثةُ المَصْدورِ عنْ حَنَق
والشرق يفهق والآفاقُ واردةٌ / وأنجمُ الليل قد أَيقَنَّ بالغرق
والفجر يُظْهِرُ فوقَ الليل آيَتَهُ / وللشّمال عليه وقعةُ الصّعِقِ
تَتَوَّجَتْ بالدجى فالشّعْرُ من غَسَقٍ / والخدُّ من شَفَقٍ والثغرُ منْ فلَقِ
ألهو بمسكِ شَذاها لا أُحاولُ ما / وراءَ ذاك ولو حَاوَلْتُ لم أُطق
فبتُّ أحسبُ إني قد طرقتُ بها / روضاً شممتُ به طيباً ولم أذُق
بَكَى المحبُّ وَأيْدِي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ
بَكَى المحبُّ وَأيْدِي الشّوْقِ تُقْلِقُهُ / أصَابَهُ خَرَسٌ فالدمعُ مُنْطِقُهُ
ما عنده غيرُ قلبٍ ماتَ أكثرُهُ / وما تَبَقّى لهُ إلا تَعَلُّقه
وما كفاه الهوى حتى يُطالِبَهُ / دَهْرٌ إلى كلِّ سُلْوانٍ يُشَوِّقُه
دهرٌ يفوِّقُ نبلاً من كِنانَتِهِ / رمى بها جَلِداً ما زالَ يَرْشُقُه
مناقضٌ لم يَزَلْ شملي يُفَرِّقُهُ / وليت أن الأسى شملاً يُفَرِّقُه
بنتُ المروءةِ مني طالقٌ أبداً / إن لم أكُنْ بجميلِ الظنِّ أسبقُهُ
ثَكَلْتُ إن لم تكنْ تُعْزَى القناعةُ لي / فحرُّ وجْهِيَ ثوبٌ لستُ أُخْلِقُه
فَمَن لقلبي بتسكينٍ يُثَبّتُهُ / ومَنْ لجفني بتغميضٍ فأُطْبِقُه
لهفي على قَمَرٍ تَمَّتْ محاسِنُهُ / من جانبِ الأفُقِ الغربي مشْرِقه
إذا تَبَسَّمَ والظلماءُ عاكفةٌ / فالبرقُ من ثَغْرِهِ يبدو تأَلُّقُه
ليت الخيالَ الذي قد كانَ يَطْرُقُني / يكونُ لي بَدلاً منه أُعَنّقه
يا صاحبيَّ نداء من عليلكما / فقد تَناهَى بمثواهُ تشَوُّقُهُ
رُدُّوا إلى الجانبِ الغربيِّ عيسَهُمُ / عسَى نسيمُ الذي يَهْوى سَيَنْشُقُه
ما في الحياةِ لِنَفْسِي بَعْدَهُمْ طَمَعٌ / آهاً على حُسْنِ وجهٍ حالَ رَوْنَقُهُ
وفي أبي القاسمِ المأمولِ لي أمَلٌ / وَإنْ تَبَاعَدَ منّي سوفَ ألْحَقُه
وقد جرى في ضميري من إشارته / في جانبي وَقَبولي ما أُصَدِّقه
وإن لجأتُ إليه ليس يَطْرقني / هَمٌّ وَإنّيَ بالإيناسِ أطْرُقُه
من لم يزلْ بخلالٍ منهُ سادَ بها / لكلِّ قلب نأى عنه تُخَلّقُه
طَلْقٌ رأى في الدجى الأعمى مَحاسِنُه / وكلُّ أبْكَمَ بالإحْسَانِ يُنْطِقُه
تَخَلَّقَ المجدُ خلقاً فيه يُشْبِهُهُ / والدرُّ ماءٌ وفي ماءٍ تَخَلُّقُه
والسمت في طَبْعِهِ شيءٌ يعودُ به / إلى البيانِ الذي قد حانَ مَنْطِقُه
يا ناظرَ الدَّهْرِ أُنْظُرْ حُسْن أحْرُفِهِ / فسوف يُنسِبْكَ ما أبصرتَ مُهْرَقُه
فلا يكنْ أحدٌ يَرْقَى مكانَتَه / فما يُسَاوَى برأْسِ الطّوْدِ خَنْدَقُه
ما عندنا كبني حمدينَ في شرفٍ / لو كانَ نجماً لكانَ النجمُ يَعشَقُه
كواكبٌ في سماءِ العزِّ قد طَلَعَتْ / من السنَّا في شُعاعٍ لستُ أَرْمُقُهُ
أعلامُ علم وآدابٍٍ فكلُّ فتىً / منهمْ إذا ما جرى لأخَلْقَ يسبِقه
وفي أبي القاسم الأعْلى ولا فندٌ / سيادةٌ هِيَ تاجٌ وَهْوَ مَفْرِقُه
وإنَّهُ ابن أبيه في سياستهِ / وفي اكتسابِ معاليه تأنُّقُه
والفرعُ كالأصْلِ لفظٌ قد جرى مثلاً / وكالذِّراع إذا ما قِسْتَ مِرْفَقُه
فيا سراجَ بني حمدينَ دعوةَ مَنْ / أَصابَهُ وصبٌ مازالَ يطْرقه
بدا بأُفْقِكَ بَدرٌ منه قابَلَهُ / غيْمٌ منَ العُدْمِ يُخْفِيهِ ويَمْحَقُه
أهْدَى إليْكَ نفيسَ القولِ عِلْقُ عُلا / كالدرِّ يَنْظِمُهُ والمِسْكِ يَفْتُقُه
فانْظُرْ وَقِسْ وانتقدْ فالنَّقْدُ أنتَ له / وليس كالتّاجِ لابن المجدِ بُخْنُقَه
ودُم شِهاباً بأفْقِ السّعْدِ مُتَّقِداً / إذا رقى مُسْترِقُّ السمْعِ يَحرِقُه
أعْيا على العُوَّدْ
أعْيا على العُوَّدْ / رهينُ بلبالِ مُؤَرَّق
أذلَّهُ الحبُّ / لا ينكر الذلّهْ مَنْ يَعْشَقْ
مَنْ لي به يرنو / بمقلتيْ ساحرْ إلى العبادْ
ينأى به الحسنُ / فينثني نافرْ صعبَ القيادْ
وتارةً يدنو / كما احتسى الطائر ماءَ الثماد
فجيدُهُ أغْيَدْ / والخدُّ بالخالِ منمَّقْ
تَكْنُفُه الحُجْبُ / فلي إلى الكلّهْ تَشَوُّقْ
عَطَا بليتيهِ / وَمَرَّ كالظبيِ لبيدهْ
فدلَّ عليه / تكسُّرُ الحَلْي بجيدِهْ
تفتيرُ عينيه / يُسْرِعُ في بَرْيِ عميدِه
فإن أكُنْ أُقْصَدْ / منهُ فأَوْلَى لي إذ يَرْمُقْ
هل يسلمُ القلبُ / وأسهمُ المقله لا تَرْفُقْ
وددتُ من خلّي / ومثلُ نشرِ الكاسْ في شَعْرِهْ
لو جادَ بالوصلِ / جودَ أبي العباس بوفره
في الجودِ والنُّبلِ / وقلْ أجلُّ الناس في قدره
يا كعبة السُّؤْدَدْ / تحتّى على المال لا تُشْفِقْ
فمثلكُ الندبُ / يسابِقُ الجِلّة فَيَسْبِق
يا أيها الحائمْ / هل لكَ في عذب ملءِ الدِّلا
يمّمْ بني القاسمْ / واقصدْ من الغرب إلى سَلاَ
واستمطَ رَوَاسم / تُخال بالركب وسْطَ الفلا
سفائناً تَجْهَدْ / في أبْحُرِ الآل ما تَغْرَقْ
يستبشرُ الركبُ / وتشتكي الرحلة أَلأيْنُقْ
أدعوهُ بالقاضي / وأمرهُ يَقْضي عليَّ لي
أنا به راضِ / لأنه يُرْضي لأَملي
قلْ غيرَ معتاضِ / بمنْ على الأرض منهُ قُلِ
أما ترى أَحْمَد / في مَجْدِه العالي لا يُلْحَقْ
أطلعهُ الغربُ / فأَرنا مثلَه يا مَشْرِقْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025