المجموع : 12
وَأَنْتَ أَيْضاً أَعْوَرٌ أَصْلَعُ
وَأَنْتَ أَيْضاً أَعْوَرٌ أَصْلَعُ / فصادَفَ التَّشْبيهَ تَحْقيقُ
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي / شَفَةً لَمْ تَذُقْ وَثَغْراً وَريقا
أَراكَ اتَّهَمْتَ أَخاكَ الثَّقَهْ
أَراكَ اتَّهَمْتَ أَخاكَ الثَّقَهْ / وَعِنْدَكَ مَقْتٌ وَعِنْدي مِقهْ
وَأُثْني عَلَيْكَ وَقَدْ سُؤْتَني / كَما طَيَّبَ العُودَ مَن أَحْرَقهْ
لَيْسَ الَّذي صَحِبَ الزَّمانَ بِباقي
لَيْسَ الَّذي صَحِبَ الزَّمانَ بِباقي / وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ إلى الخَلاَّقِ
يا لَلرَّزِيَةِ في أَبي إِسْحاقِ / ذَهَبَ الزَّمانُ بأَنْفَسِ الأَعْلاقِ
ذَهَبَ الزَّمانُ بِخاشِعٍ مُتَبتِّلٍ / تَبكي العُيونُ عَلَيهِ باسْتِحْقاقِ
ذَهَبَ الحِمامُ بِبَدْرِ تَمٍّ لَم يَدَعْ / مِنهُ التَّقى إِلاَّ هِلالَ مَحاقِ
وَحَوَت جُنُوبُ اللَّحدِ بَحْراً زاخِراً / تَرَكَ الْبِحارَ الْخُضْرَ وَهْي سَواقي
صِرنا إلى الْحالِ الَّتي مِن أَجْلِها / كُنَّا نُعِدُّ الدَّمْعَ في الآماقِ
فَالْيَومَ أَغَلَقَ كلُّ فَهُمٍ بابَهُ / لمَّا قَقَدنا فاتِحَ الأَغلاقِ
ما القَيرَوانَ أَذَقتَ ثُكلَكَ وَحدَها / قَد ذاقَ ثُكلَكَ سائِرُ الآفاقِ
وَإذا مُصارَمَةُ الصُّروعِ تخاطَرَت / وَافاكَ ابراهيمُ باَلمِصداق
ردَّتْ شعامها إلى لَهواتِها / مِن بَعدِ ما بَعُدَت على الإِشفاقِ
دُيْناكَ قِدماً كُنْتَ قَد طَلَّقتَها / ما اليَومَ حينَ فجَعتَها بطَلاق
فَاجْمَعْ إِلى شَكلَيْهِما بِزُجاجَةٍ
فَاجْمَعْ إِلى شَكلَيْهِما بِزُجاجَةٍ / شَكْلَينِ مِنْ حَبَبٍ وَصفوِ رَحيقِ
فكَأَنَّما انْتصَرا لِعَبْرَةِ عاشقٍ / مُهَراقَة في وَجْنَتَي مَعْشوق
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ / وَقَدْ حَجَبَ الأَغْصانُ شَمْسَ المَشارِقِ
بِهِ زَوجُ رُمَّانٍ يَلوحُ كَأَنَّهُ / قَناديلُ تِبْرٍ مُحْكَماتُ العَلائِقِ
يا مَنْ يَمُرُّ وَلا تَمُرُّ
يا مَنْ يَمُرُّ وَلا تَمُرُّ / بهِ القُلُوبُ مِنَ الْفَرَقْ
بعِمامَةٍ مِنْ خدِّهِ / أَوْ خَدُّهُ مِنْها اسْتَرَقْ
فَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّها / قَمَرٌ تَعَمَّمَ بالشَّفَقْ
فَإذا بَدا وإِذَا انْثَنى / وَإِذا شَدا وإِذا نَطَقْ
شَغَلَ الْخَواطِرَ وَالْجَوا / نِحَ وَالمسَّامِعَ وَالْحَدَقْ
اخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَنْ تُعا
اخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَنْ تُعا / دي كاخْتِيارِكَ مَنْ تُصادِقْ
إِنَّ الْعَدُوَّ أَخو الصَّدِ / يقِ وَإِنْ تَخالَفَتِ الطَّرائِقْ
إِنّي لَقِيتُ مَشَقَّهْ
إِنّي لَقِيتُ مَشَقَّهْ / فابْعَثْ إِلَيَّ بِشُقَّهْ
كَمِثْلِ وَجْهِكَ حُسْناً / وَمِثْلِ ديني رِقَّهْ
يا مَوْضِعَي أَمَلي عَلى التَّحْقيقِ
يا مَوْضِعَي أَمَلي عَلى التَّحْقيقِ / وَسَمِّيَي الصِّدِّيقِ والْفاروقِ
ما زالَ رَأْيُكُما كَرَأْيِ أَبِيكُما / يَجْري على التَّسْديدِ والتَّوْفيقِ
لكِنْ أَمُتُّ إِلَيْكُما دُونَ الْوَرى / سرمت او س مان يكون فَريقِ
مِنْ أَيِّ وَجْهٍ تَنْصُرانِ مُخاصِمِي / مِنْ بَعْدِ ما وَجَبَتْ عَلَيْهِ حُقُوقي
وَأَنا أَحقُّ بِذاكَ غَيْرُ مُدافَعٍ / في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ طَريقِ
إِنْ كانَ إِشْفاقاً عَلَيْهِ فَإنَّهُ / فِيما تَعَلَّى لَمْ يَكُنْ بِشَفيقِ
لا تَرْغَبا في بِرِّ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ / فَلَرُبَّ بِرٍّ في جِوَارِ عُقُوقِ
وَإِذا الْفَتى لَم يَرْضَ مِنْ خَلاَّقِهِ / لَم تَلْقَهُ يَرْضَى عَن المَخْلوقِ
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا / فَتَدْخُلَهُ عَلى سَعَةٍ وَضيقِ
بَلى وَأَقَلُّ ما لا قَيْتُ يُسْلي / وَلَكِنْ لا أَرى عَتْبَ الصَّديقِ
نَهَضْتُ بِعِبْءِ إِخْواني فَزَادوا / وَأَثْقَلُ ما يُرَى حَمْلُ الْمُطِيقِ
وَلكِنْ رُبَّ إِحْسانٍ وَبِرٍّ / دَعا بَعْضَ الرِّجالِ إلى الْعُقوقِ
فَإِنْ أَصْبِرْ فَعَنْ إِفْراطِ جَهْدٍ / وَانْ أَقْلَقْ فَحَسْبُكَ مِنْ قَلوقِ
حَصَلْتُ مِنَ الْهوى في لُجِّ بَحْرٍ / بَعيدِ القَعْرِ مُنْخَرِقٍ عَميقِ
سَأُعْرِضُ عَنْكَ إِعْراضاً جَميلاً / وَأُبْدي صَفْحَةَ الْوَجْهِ الطَّليقِ
وَلا أَلْقاكَ إِلاَّ عَنْ تَلاقٍ / بَعيدِ الْعَهْدِ بالذَّكْرى سَحيقِ
لِتَعْلَمَ أَنَّني عَفُّ السَّجايا / عَزُوفُ النَّفْسِ مُتَّبَعُ البُرُوقِ
وَأَنّي مُذْ قَصَرْتُ يَدَيَّ طالَتْ / الَيْكَ يَدُ العَدُوِّ المُسْتَفيقِ
وَكَأَنَّ الأَشْجارَ في حُلَلِ الأَنْوا
وَكَأَنَّ الأَشْجارَ في حُلَلِ الأَنْوا / رِ وَالْغَيْثُ دَمْعُهُ غَيْرَ راقِ
غانِياتٌ رَشَشْنَ مِنْ ماءِ وَرْدٍ / وَجَناتِ الوُجُوهِ في الأطْواقِ