المجموع : 9
سَقَوْهُ كَأْسَ فُرْقَتِهِمْ دِهَاقا
سَقَوْهُ كَأْسَ فُرْقَتِهِمْ دِهَاقا / وَأَسْكَرَهُ الْوَدَاعُ فَما أَفَاقا
إِذا ما الْكَأْسُ لَمْ تَكُ كَأْسَ بَيْنٍ / فَلَيْسَتْ بِالْحَمِيمِ وَلاَ الْغَسَاقا
أَبى إِلاَّ افْتِرَاقا شَمْلُ صَبْرِي / وَدَمْعِي إِذْ نَأَوْا إِلاَّ افْتِراقا
رِفَاقٌ مَا ارْتَضَوا في السِّيْرِ إِلاَّ / قُلُوبَ الْعاشِقينَ لَهُمْ رِفَاقا
أَرائِقَةَ الْجَمَالِ وَلاَ جَميلٌ / أَرَاقَكِ أَنْ جَعَلْتِ دَمِي مُرَاقا
وَسِرْتِ فَلِمْ أَسَرْتِ فُؤَادَ حُرٍّ / حَلَلْتِ وَمَا حَلَلْتِ لَهُ وَثَاقا
تُعَيِّرُنِي بأَحْداثِ الْلَّيالِي / وَكَيْفَ يُدافِعُ الْبَدْرُ الْمِحاقا
شَبابٌ كانَ مُعْتَلاًّ فَوَلىَّ / وَصَدْرٌ كانَ مُتَّسِعاً فضَاقا
يُكَلِّفُنِي الزَّمَانُ مَدِيحَ قَوْمٍ / يَرَوْنَ كَسادَ ذِكْرِهِمُ نَفَاقا
وَمَنْ يَرْجُو مِنَ النَّارِ ارْتِواءً / كَمَنْ يَخْشى مِنَ الْمآءِ احْتِراقا
وَلَوْ أَنَّ الزَّمانَ أَرادَ حَمْلَ ال / م ذِي حُمِّلْتُ مِنْهُ مَا أَطَاقا
وَلي عَزْمٌ أَنَالُ بِهِ انْفِتاحاً / لِبابِ الْمَجْدِ إِنْ خِفْتُ انْغِلاقا
بَعَثْتُ بِهِ النِّياق وَقَدْ يُرَجِّي / أَنِيقَ الْعَيْشِ مَنْ بَعَثَ النِّياقا
سَريْتُ بِها وَحَظِّي ذُو سُبَاتٍ / وجئت أبا الفوارس فاستفاقا
سعى وسعى الملوك فكان / مَدىً وَأَشَدَّ في السَّعْيِ انْطِلاَقا
وَأَطْوَلَهُمْ لَدى الْعلْياءِ باعاً / وَأَثْبَتَهُمْ لَدى الْهَيْجآءِ سَاقا
يُطَبِّقُ غَيْثُهُ أَرْضَ الأَمَاني / وَيَسْمو سَعْدُهُ السَّبْعَ الطِّباقا
وَيَسْبِقُ عَزْمُهُ كَلْمَ اللَّيالِي / فَكَيْفَ يُحاوِلُونَ لَهُ سِباقا
وَمَنْ يطْلُبْ لِلَمْعِ الْبَرْقِ شَأْواً / يَجِدْهُ أَعزَّ مَطْلُوبٍ لَحاقا
وَمَا بِالْجَدِّ فَاقَ النَّاسَ صِيتاً / وَلكِنْ بِالنَّدى وَالْبَأْسِ فَاقا
وَمَنْ خَطَبَ الْمَعالِيَ بِالْعوَالِي / وَبِالْجَدْوى فَقدْ أَرْبى الصِّدَاقا
وإن طرق العدى لم يرض منهم / سوى هام الملوك له طراقا
وَقَدْ كَرِهَ التَّلاَقِيَ كُلُّ صَبٍّ / كَأَنَّ إِلي الفِراقِ بِهِ اشْتِيَاقا
وَشَدَّد بِالْخِناقِ عَلَى الأَعَادِي / فَتىً رَاخِى بِنَائِلِهِ الْخِنَاقا
تَلاَقَتْ عِنْدَكَ الآمالُ حَتّى / أَبى إِسْرَافُ جُودِكَ أَنْ يُلاَقا
وَأَقْبَلَ بِالْهَنَاءِ عَلَيْكَ عِيدٌ / حَدَاهُ إِلَيْكَ إِقْبالٌ وَسَاقا
فَسَرَّكَ وَهْوَ منْكَ أَسَرُّ قَلْباً / وَلاَ عَجَبٌ إِن الْمُشْتَاقُ شَاقا
وَمِثْلُكَ يَا مُحَّمدُ سَاقَ جَيْشاً / يُكَلِّفُ نَفْسَ رَائِيهِ السِّيَاقا
إذا الْخَيْلُ الْعِتَاقُ حَملْنَ هَمّاً / فَهَمُّكَ يَحْملُ الْخَيْلَ الْعِتَاقا
وَمَنْ عَشِقَ الدِّقاقَ السُّمْرَ يَوْماً / فإِنَّكَ تَعْشَقُ السُّمْرَ الْدَّقَاقا
وَتَخْتَرِمُ الْمُلُوكَ بِها اخْتِرَاماً / وَتَخْتَرِقُ الْعَجَاجَ بِها اخْتِرَاقا
يَسُرُّكَ أَنْ تُسَاقِي الْجَيْشَ كَأْساً / مِنَ الْحَرْبِ اصْطِباحاً وَاغْتِبَاقا
وَأَشْجَعُ مَنْ رَأَيْنَاهُ شُجَاعٌ / يُلاقِيهِ السُّرُورُ بِأَنْ يُلاَقِي
وَمَا مَاءٌ لِذِي ظَمَإٍ زُلاَلٌ / بِأَعْذَب مِنْ خَلاَئِقِهِ مَذاقا
حَبَانِي جُودُهُ عَيْشاً كَأَنِّي / ظَفِرْتُ بِهِ مِنَ الدَّهْرِ استِرَاقا
فَأَيَّامِي بِهِ بِيضٌ يِقَاقٌ / وَكَانَتْ قَبْلَهُ سُوداً صِفَاقا
وطَوَّقَنِي ابْنُ مَالِكَ طَوْقَ مَنٍّ / فَصُغْتُ مِنَ الثَّناءِ لَهُ نِطَاقا
أَرَى الأَيَّامَ لاَ تُعْطِي كَرِيماً / بُلُوغَ مُرَادِهِ إِلاَّ فَوَاقا
فَلاَ عَاقَتْكَ عَنْ طَلَبِ الْمَعَالِي / إِذا الأَيَّامُ كَادَتْ أَنْ تُعَاقا
أما وَالْهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها
أما وَالْهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها / لَقَدْ حَمَّلَتْنِي لَوْعَةًَ لا أُطِيقُها
تَعَجَّبُ مِنْ شَوْقِي وَما طالَ نَأْيُها / وغَيْرُ حَبِيبِ النَّفْسِ مَنْ لا يَشُوقُها
فَلا شَفَّها ما شَفَّنِي يَوْمَ أَعْرَضَتْ / صُدُوداً وَزُمَّتْ لِلتَّرَحُّلِ نُوقُها
أَهَجْراً وَبَيْناً شَدَّ ما ضَمِنَ الْجَوى / لِقَلْبِيَ دانِي صَبْوةٍ وَسَحِيقُها
وَكُنْتُ إِذا اشْتَقْتُ عَوَّلْتُ في الْبُكا / عَلَى لُجَّةٍ إِنْسانُ عَيْنِي غَرِيقُها
فَلَمْ يَبْقَ مِنْ ذا الدَّمْعِ إِلاَّ نَشيجُهُ / وَمِنْ كَبِدِ الْمُشْتاقِ إِلاَّ خُفُوقُها
فَيا لَيْتَنِي أَبْقى لِيَ الْهَجْرُ عَبْرَةً / فَأَقْضِي بِها حَقَّ النَّوى وَأُرِيقُها
وَإِنِّي لآَبى الْبِرَّ مِنْ وَصْلِ خُلَّةٍ / وَيُعْجِبُنِي مِنْ حُبِّ أُخْرى عُقُوقُها
وَأُعْرِضُ عَنْ مَحْضَ الْمَوَدَّةِ باذِلٍ / وَقَدْ عَزَّنِي مِمَّنْ أَوَدُّ مَذِيقُها
كَذلِكَ هَمِّي وَالنُّفُوسُ يَقُودُها / هَواها إِلى أَوْطارِها وَيَسُوقُها
فَلَوْ سَأَلَتْ ذاتُ الْوِشاحَيْنِ شِيمَتِي / لَخَبَّرَها عَنِّي الْيَقِينَ صَدُوقُها
وَما نَكِرَتْ مِنْ حادِثاتٍ بَرَيْنَنِي / وقَدْ عَلِقَتْ قَبْلِي الرِّجالَ عَلُوقُها
فَإِمَّا تَرَيْنِي يا ابْنَةَ الْقَومِ ناحِلاً / فَأَعْلى أَنابِيبِ الْرِّمَاحِ دَقِيقُها
وَكُلُّ سُيُوفِ الْهِنْدِ لِلْقَطْعِ آلَةٌ / وَأَقْطَعُها يَوْمَ الْجِلادِ رَقيقهُا
وَما خانَنِي مِنْ هِمَّةِ تَأْمُلُ الْعُلى / سِوى أَنَّ أَسْبابَ الْقَضَاءِ تَعُوقُها
سَأَجْعَلُ هَمِّي فِي الشَّدائِدِ هِمَّتِي / فَكَمْ كرْبَةٍ بِالْهَمِّ فُرِّجَ ضِيقُها
وَخَرْقٍ كَأَنَّ ألْيَمَّ مَوْجُ سَرابِهِ / تَرامَت بِنا أَجْوازُهُ وَخُرُوقُها
كَأَنَّا عَلَى سُفْنٍ مِنَ الْعِيسِ فُوْقَهُ / مَجادِيفُها أَيْدِي الْمَطِيِّ وَسُوقُها
نُرَجِّي الْحَيا مِنْ راحَةِ ابْنِ مُحَمَّدٍ / وَأَيُّ سَماءٍ لا تُشَامُ بُرُوقُها
فَما نُوِّخَتْ حَتّى أَسَوْنا بِجُودِهِ / جِراحَ الْخُطُوبِ الْمُنْهَراتِ فُتُوقُها
وَإِنَّ بُلُوغَ الْوَفْدِ ساحَةَ مِثْلِهِ / يَدٌ لِلْمَطايا لا تُؤَدّى حُقُوقُها
عَلَوْنَ بِآفَاقِ الْبِلادِ يَحِدْنَ عَنْ / مُلُوكِ بَنِي الدُّنْيا إِلى مَنْ يَفُوقُها
إِلى مَلِكٍ لَوْ أَنَّ نُورَ جَبِينِهِ / ومَا يُدْرِكُ الْغاياتِ إِلاَّ سَبُوقُها
هُمامٌ إِذا ما هَمَّ سَلَّ اعْتِزامَهُ / كَما سُلَّ ماضِي الشَّفْرَتَيْنِ ذَلِيقُها
يَطُولُ إِذا غالَ الْذَّوابِلَ قَصْرُها / وَيَمْضِي إِذا أَعْيا السِّهامَ مُرُوقُها
نَهى سَيْفُهُ الأَعْداءَ حتّى تَناذَرَتْ / وَوُقِّرَ مِنْ بَعْدِ الْجِماحِ نُزُوقُها
وَما يُتَحامى اللَّيْثُ لَوْلا صِيالُهُ / وَلا تُتَوقّى النَّارُ لَوْلا حَرِيقُها
وَقى اللهُ فِيكَ الدِّينَ وَالْبأْسَ وَالنَّدى / عُيُونَ الْعِدى ما جاوَر الْعَيْنَ مُوقُها
عزَفْتَ عَنِ الدُّنْيا فَلَوْ أَنَّ مُلْكَها / لِمُلْكِكَ بَعْضٌ ما اطَّباكَ أَنِيقُها
خُشُوعٌ وَإِيمانٌ وَعَدْلٌ وَرَأْفَةٌ / فَقَدْ حُقَّ بِالنَّعْماءِ مِنْكَ حَقِيقُها
عَلَوْتَ فَلَمْ تَبْعُدْ عَلَى طالِبٍ نَدىً / كَمُثْمِرَةٍ يَحْمِي جَناها بُسُوقُها
فَلا تَعْدَمِ الآمالُ رَبْعَكَ مَوْئِلاً / بِهِ فُكَّ عانِيها وَعَزَّ طَلِيقُها
سَبَقْتَ إِلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّةٍ / وَما يُدْرِكُ الْغاياتِ إِلاَّ سَبُوقُها
وَلَمَّا أَغَرْتَ الْباتِراتِ مُخَنْدِقاً / تَوَجَّعَ ماضِيها وَسِيءَ ذَلُوقُها
وَيُغْنِكَ عَنْ حَفْرِ الْخَنادِقِ مِثْلُها / مِنَ الضَّرْبِ إِمَّا قامَ لِلْحَرْبِ سُوقُها
وَلكِنَّها فِي مَذْهبِ الْحَزْمِ سُنَّةٌ / يَفُلُ بِها كَيْدَ الْعَدُوِّ صَدِيقُها
لَنا كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ عِيدٌ مُجَدَّدٌ / صَبُوحُ التَّهانِي عِنْدَهُ وَغَبُوقُها
فَنَحْنُ بِهِ مِنْ فَيْضِ سَيْبِكَ فِي غِنىً / وَفِي نَشَواتٍ لَمْ يُحَرَّمْ رَحِيقُها
وَقَفْتُ الْقَوافِي ذَراكَ فَلَمْ يَكُنْ / سِواكَ مِنَ الأَمْلاكِ مَلْكٌ يرُوقُها
مُعَطَّلَةً إِلاَّ لَديْكَ حِياضُها / وَمَهْجُورَةً إِلاَّ إِلَيْكَ طَرِيقُها
وَمالِيَ لا أُهْدِي الثَّناءَ لأَهْلِهِ / وَلِي مَنْطِقٌ حُلْوُ الْمَعانِي رَشِيقُها
وَإِنْ تَكُ أَصْنافُ الْقَلائِد جَمَّةً / فَما يَتَساوى دُرُّها وَعَقِيقُها
يَدٌ لَكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقُوقُها
يَدٌ لَكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقُوقُها / بِشَكْرٍ وَأَي الشُّكْرِ مِنِّي يُطِيقُها
سَماحٌ وَبِشْرٌ كَالسَّحائِبِ ثَرَّةً / تَوالى حَياها وَاسْتَطارَتْ بُرُوقُها
وَكَمْ كُرْبَةٍ نادَيْتُ جُودَكَ عِنْدها / فَما رامنِي حَتّى تَفَرَّجَ ضِيقُها
وَمَكْرَمَةٍ وَالَيْتَها وَصَنيعَةٍ / زَكَتْ لَكَ عِنْدِي حِدْثُها وَعَتِيقُها
مَناقِبُ إِنْ تُنْسَبْ فَأَنْتَ لَها أَبٌ / وَعَليْاءُ إِنْ عُدَّتْ فَأَنْتَ شَقِيقُها
وَوَلَّيْتَها نَفْساً لَدَيْكَ كَرِيمَةً / تَبِيتُ أَغارِيدُ السَّماحِ تَشُوقُها
أوَ ما تَرى قَلَقَ الْغَدِيرِ كَأَنَّما
أوَ ما تَرى قَلَقَ الْغَدِيرِ كَأَنَّما / يَبْدُو لِعَيْنِكَ مِنْهُ حَلْيُ مَناطِقِ
مُتَرَقْرِقٌ لَعِبَ الشُّعاعُ بِمائِهِ / فَارْتَجَّ يَخْفُقُ مِثْلَ قَلْبِ الْعاشقِ
فَإِذا نَظَرْتَ إِلَيْهِ راعَكَ لَمْعُهُ / وَعَلَلْتَ طَرْفَكَ مِنْ سَرابٍ صادِقِ
أَلا يا مُحْرِقِي بالنّارِ مَهْلاً
أَلا يا مُحْرِقِي بالنّارِ مَهْلاً / كَفانِي نارُ حُبلِّكَ وَاشْتِياقِي
فَما تَرَكَتْ وَحَقَّكَ فِي فُؤادِي / وَلا جَسَدِي مَكاناً لاِحْتِراقِ
فَها أَنا مِاثِلٌ كَرَمادِ عُودٍ / مَضى مَحْصُولُهُ والشَّخصُ باقِ
فَلوْ واصَلْتَنِي يَوْماً لأَوْدى / بِجِسْمِي مَسُّ جِسْمِكَ بِالْعِناقِ
تُحَرِّقُنِي بِنارِكَ مُؤْذِناً لِي / بما أَنا فِيكَ يَوْمَ الْبَيْنِ لاقِ
وَنِيرانُ الصَّبابَةِ بالغِاتٌ / مُرادَكَ فِيَّ مِنْ قَبْلِ الْفِراقِ
سَقانِي بِعَيْنَيْهِ شِبْهَ الَّتي
سَقانِي بِعَيْنَيْهِ شِبْهَ الَّتي / بِكَفَّيْهِ هذا الأَغَنُّْ الرَّشِيقُ
فَلمْ أَدْرِ أَيُّهُما الْمُسْكِرِي / وَأَيُّ الشَّرابَيْنِ مِنْهُ الرَّحِيقُ
بَدا فِي قَباءٍ لَهُ أَخْضَرٍ / كَما ضَمِنَ النَّوْرَ رَوْضٌ أَنِيقُ
وَقَدْ أَسِيَ الدُّرُّ مِنْ ثَغْرِهِ / وَأُخْجِلَ مِنْ وَجْنَتَيْهِ الشّقيقُ
فَما كِدْتُ مِنْ سَكْرَتِي أَنْ أُفِيقَ / وَكَيْفَ يُفِيقُ الْمُحِبُّ المَشُوقُ
عَلَى كَبِدِي مِنْهُ بَرْدُ الرِّضى / وَإِنْ كانَ فِي الْقَلْبِ مِنْهُ الْحَرِيقُ
وَلَسْتُ بِأَوَّلِ ذِي صَبْوَةٍ / تَحَمَّلَ فِي الْحُبِّ ما لا يُطِيقُ
سَلُوا سَيْفَ أَلْحاظِهِ الْمُمْتَشَقْ
سَلُوا سَيْفَ أَلْحاظِهِ الْمُمْتَشَقْ / أَعِنْدَ الْقُلُوبِ دَمٌ لِلْحَدَقْ
أَما مِنْ مُعِينْ وَلا عاذِرٍ / إِذا عَنُفَ الشَّوْقُ يَوْماً رَفَقْ
تَجَلى لَنا صارِمُ الْمُقْلَتَيْ / نِ ماضِي الْمُوَشَّحِ وَالمُنْتَطَقْ
مِنَ التُّرْكِ ما سَهْمُهُ لَوْ رَمى / بِأَقْتَلَ مِنْ لَحْظِهِ إِذْ رَمَقْ
تَعَلَّقْتُهُ وَكَأَنَّ الْجَمالَ / يُضاهِي غَرامِي بِهِ وَالْعَلَقْ
وَلَيْلَةَ راقَبْتُهُ زائراً / سَمِيرَ السُّهادِ ضَجِيعَ الْقَلَقْ
كَأَنِّي لِرِقْبَتِهِ حابِلٌ / دَنَتْ أُمُّ خَشْفٍ لَهُ مِنْ وَهَقْ
دَعَتْنِي الْمَخافَةُ مِنْ فَتْكِهِ / إِلَيْهِ وَكَمْ مُقْدِمٍ مِنْ فَرَقْ
وَقَدْ راضَتِ الكَأْسُ أخْلاقَهُ / وَوُقِّرَ بِالسُّكْرِ مِنْهُ النَّزَقْ
وَحُقَّ الْعِناقُ فَقَبَّلْتُهُ / شَهِيَّ الْمُقَبَّلِ وَالْمُعْتَنَقْ
وَباتَتْ ثَناياهُ عانِيّةَ ال / مُرَشَّفِ دارِيَّةَ الْمُنْتَشَقْ
وَبِتُّ أُخالِجُ شَكِّي بِهِ / أَزَوْرٌ طَرا أَمْ خَيالٌ طَرَقْ
أُفَكِّرُ فِي الْهَجْرِ كَيْفَ انْقَضى / وأَعْجَبُ لِلْوَصْلِ كَيْفَ اتَّفَقْ
فَللْحُبِّ ما عَزَّ مِنِّي وَهانَ / وَلِلْحُسْنِ ما جَلَّ مِنْهُ وَدَقّْ
لَقَدْ أَبِقَ الْعُدْمُ مِنْ راحَتَيَّ / لَمّا أَحَسَّ بِنُعْمى أَبَقْ
تَطاوَحَ يَهْرُبُ مِنْ جُودِهِ / وَمَنْ أَمَّه السَّيْلُ خافَ الْغَرَقْ
لَو كُنْتَ شاهِدَ عَبْرَتِي يَوْمَ النَّقا
لَو كُنْتَ شاهِدَ عَبْرَتِي يَوْمَ النَّقا / لَمَنَعْتَ قَلْبَكَ بَعْدَها أَنْ يَعْشَقا
وَلَكُنْتَ أَوَّلَ نازِعٍ مِنْ خُطَّتِي / يَدَهُ وَلَوْ كُنْتَ الْمُحِبَّ الْمُشْفِقا
وَعَذَرْتَ فِي أَنْ لا أُطِيقَ تَجَلُّداً / وَعَجِبْتَ مِنْ أَنْ لا أَذُوبَ تَحَرُّقا
ناشَدْتُ حادِيَ نُوقِهِمْ ِفي مُدْنَفٍ / أَبْكى الْحُداةَ بُكاؤُهُ والأَيْنُقا
وَمَنحْتُهُمْ جَفْناً إِذا نَهْنَهْتُهُ / رَقَأَتْ جُفُونُ الثّاكِلاتِ وَما رَقا
يا عَمْرُو أَيُّ عَظِيمِ خَطْبٍ لَمْ يَكُنْ / خَطْبُ الْفِراقِ أَشَدَّ مِنْهُ وَأَوْبَقا
كِلْنِي إِلى عُنْفِ الصُّدُودِ فَرُبَّما / كانَ الصُّدُودُ مِنَ النَّوى بِي أَرْفَقا
قَدْ سالَ حَتى قَدْ أَسالَ سَوادَهُ / طَرْفِي فَخالَطَ دَمْعَهُ الْمُتَرَقْرِقا
وَاسْتَبْقِ لِلأطْلالِ فَضْلَةَ أَدْمُعٍ / أَفْنَيْتَهُنَّ قَطِيعَةً وَتَفَرُّقا
أَوْ فَاسْتَمِحْ لِي مِنْ خَلِيٍّ سَلْوَةً / إِنْ كانَ ذُو الإِثْراءِ يُسْعِفُ مُمْلِقا
إِنَّ الظِّباءَ غَداةَ رامَةَ لَمْ تَدَعْ / إِلاّ حَشىً قَلِقاً وَقَلْباً شَيِّقا
سَنَحَتْ فما مَنَحَت وَكَمْ مِنْ عارِضٍ / قَدْ مَرَّ مُجْتازاً عَلَيْكَ وَما سَقا
غِيدٌ نَصَبْتُ لِصَيْدِهِنَّ حَبائِلاً / يَعْلَقْنَهُنَّ فَكُنْتُ فِيها أَعْلَقا
وَلَكَمْ نَهَيْتُ اللَّيْثَ أَغْلَبَ باسِلاً / عَنْ أَنْ يَرُودَ الظَّبْيَ أَتْلَعَ أَرْشَقا
فَإِذا الْقَضاءُ عَلَى الْمَضاءِ مُرَكَّبٌ / وَإذا الشَّقاءُ موَكَّلٌ بِأَخِي الشَّقا
وَلَقَدْ سَرَيْتُ إِذا السَّماءُ تَخالُها / بُرْداً بِراكِدَةِ النُّجُومِ مُشَبْرَقا
وَاللَّيْلُ مِثْلُ السَّيْلِ لَوْلا لُجَّةٌ / تَغْشى الرُّبى بِأَعَمّ مِنْهُ وَأَعْمَقا
وَمُشَمِّرينَ تَدَرَّعُوا ثَوْبَ الدُّجى / فَأَجَدَّ لُبْسَهُمُ الزَّماعُ وَأَخْلَقا
عاطَيْتُهُمْ كَأْسَ السُّرى فِي لَيْلَةٍ / أَمِنَ الظَّلامُ بِفَجْرِها أَنْ يُشْرِقا
حَتَّى إِذا حَسَرَ الصّبَاحُ كَأَنَّهُ / وَجْهُ الْوَجِيهِ تَبَلُّجَاً وَتَأَلُّقا
حَطُّوا رِحالَ الْعِيسِ مِنْهُ بِخَيْرِ مَنْ / هَزُّوا إِلَيْهِ رِقابَها وَالأَسْؤُقا
بِأَغَرَّ يَجْلُوا لِلْوُفُودِ جَبِينُهُ / شَمْساً تَكُونُ لَها الْمَعالِي مَشْرِقا
نَزَلُوا فَما وَصَلُوهُ مَهْجُوراً وَلا / فَتَحُوا إِلى نُعْماهُ باباً مُغْلقَا
إِنْ زُرْتَهُ فَتَوَقَّ فَيْضَ بَنانِهِ / إِنَّ الْبِحارَ مَلِيَّةٌ أَنْ تُغْرِقا
وَإِذا أَبُو الذَّوّادِ حاطَكَ ذائِداً / فَلَقَدْ أَخَذْتَ مِنَ اللَّيالِي مَوْثِقا
يَشْتَدُّ مُمْنُوعاً وَيُكْرِمُ قادِراً / وَيَطُولُ مَحْقُوقاً وَيَصْفَحُ مُحْنَقا
لَوْ أَنَّ مَنْ يَرْوِي حَدِيثَ سَماحِهِ / يَرْوِيهِ عَنْ صَوْبِ الْحَيا ما صُدِّقا
صَحِبَ الزَّمانَ وَكانَ يَبْساً ذاوِياً / فَسَقاهُ بِالْمَعْرُوفِ حَتّى أَوْرَقا
لا تَذْكُرَنَّ لَهُ الْمَكارِمَ وَالعُلى / فَتَهِيجَ صَبّاً أَوْ تَشُوقَ مُشَوَّقا
عَشِقَ الْمَحامِدَ وَهْيَ عاشِقَةٌ لَهُ / وَكَذاكَ ما بَرِحَ الْجَمالُ مُعَشَّقا
يَجْرِي عَلَى سَنَنِ الْمَكارِمِ فِعْلُهُ / خُلُقاً إِذا كانَ الْفَعالُ تَخَلّقا
لا يَمْنَحُ الإِحْسانَ إِلاّ شامِلاً / خَيْرُ الْحَيا ما عَمَّ مِنْهُ وَطَبَّقا
كَتَمَ الصَّنائِعَ فَاسْتَشاعَ ثَناؤُها / مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا
قَدْ حالَفَ الْعَزْمَ الْحَمِيدَ فَلَمْ يَخَفْ / خَطْباً يُحاوِلُ فَتْقَهُ أَنْ يَرْتُقا
وَرَمى إِلى الْغَرَضِ الْبَعِيدِ فَلَمْ يَبِتْ / أَبَداً بِغَيْرِ الْمَكْرُماتِ مُؤَرَّقا
سامِي الْمَرامِ شَرِيفُهُ إِنْ تَدْعُهُ / لا تَدْعُهُ لِلْخَطْبِ إِلاّ مُقْلِقا
إِنْ جادَ فِي بِشْرٍ تُوُهِّمَ عارِضاً / أَوْ حَلَّ فِي نَفَرٍ تَراءَوا فَيْلَقا
تَلْقاهُ فِي هَيْجاءٍ كُلِّ مُلِمَّةٍ / بَطَلاً إِذا شَهِدَ الْكَرِيهَةَ حَقَّقا
كَالْمَشْرَفِيِّ الْعَضْبِ إِلاّ أَنَّهُ / أَمْضى شَباً مِنُْ وَأَبْهرُ رَوْنَقا
جارى عِنانَ الْفَضْلِ فِي أَمَدِ الْعُلى / أَدْنى وَأَقْرَبُ شَأْوِهِ أَنْ يَسْبُقا
لا يُدْرِكُ الْجارُونَ غايَةَ مَجْدِهِ / مَنْ يَسْتَطِيعُ إِلى السَّماءِ تَسَلُّقا
هَيْهاتَ يَمْنَعُ ذاكَ حَقٌّ أَخْلَقٌ / لا يُحْسِنُ الْعَيُّوقُ فِيهِ تَحَلُّقا
وَمِنَ التَّأَخُّرِ أَنْ يُقَدِّمَ واطِئٌ / قَدَماً عَلَى دَحْضٍ أَزَلَّ وَأَزْلَقا
ما كُلُّ مَنْقَبَةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها / تُحْوى ولا كُلُّ الْمَنازِلِ تُرْتَقا
يا سَيِّدَ الرُّؤَساءِ أَيُّ مُطاوِلٍ / أَنْ يَسْتطِيعَ بِكَ اللَّحاقَ فَيَلْحَقا
ماذا يُحاوِلُهُ الْمُغامِرُ بَعْدَما / وَجَدَ الْمَجالَ إِلى قِراعِكَ ضيِّقا
إِنَّ الرِّياسَةَ لا تَلِيقُ بِغَيْرِ مَنْ / مُذ كانَ كانَ بِثَدْيِها مُتَمَطِّقا
بِغَنائِها مُتَكَفِّلاً وَبِفَضْلِها / مُتَوَحِّداً وَبِمُلْكِها مُتَحَقِّقا
كمْ فِيكَ مُجْتَمِعاً مِنَ الْحَسَناتِ ما / يُعْيِي وَيُعْجِزُ فِي الْوَرى مُتَفَرِّقاً
وَلَبَيْتِكَ الْفَخْرُ الَّذِي لَوْ أَنَّهُ / سامى السِّماكَ لَكانَ مِنْهُ أَسْمَقا
مَنْ كانَ يَفْخَرُ أَنَّهُ مِنْ أُسْرَةٍ / كَرُمَتْ وَيَضْرِبُ فِي الْكِرامِ مُعْرِقا
فَلْيَأْتِنا بِأَبٍ كَمِثْلِ أَبِيكَ فِي الْ / عَلْياءِ أَو جَدٍّ كَجَدِّكَ فِي التُّقا
أَمّا دِمَشْقُ فَقَدْ حَوَتْ بِكَ عِزَّةً / كَرُمَتْ بِها عَنْ أَنْ تَكُونَ الأَبْلَقا
حَصَّنْتَها بِسَدادِ رَأْيِكَ ضارِباً / سُوراً عَلَيْها مِنْ عُلاكَ وَخَنْدَقا
وَحَميْتَ حَوْزَتَها بِهِمَّةِ أَوْحَدٍ / ما زالَ مَيْمُونَ الْفَعالِ مُوَفَّقا
أَمْطَرْتَها مِنْ فَيْضِ عَدْلِكَ أَنْعُماً / لا تُعْدِمُ الرُّوّادَ رَوْضاً مُونِقا
إِنْ أَظْلَمَتْ كُنْتَ الضَّحاءَ الْمُجْتَلى / أَوْ أَجْدَبَتْ كُنْتَ الرَّبِيعَ الْمُغْدِقا
وَأَنا الَّذِي أَضْحى أَسِيرَ عَوارِفٍ / لَكَ لا يَوَدُّ أَسِيرُها أَنْ يُطْلَقا
أَوْفى وَأَشْرَفُ ما يُؤَمِّلُ آمِلٌ / أَنْ لا يُرى مِنْ رِقِّ جُودِكَ مُعْتَقا
أَجْمَمْتُ جُودَكَ فَاسْتَفاضَ سَماحَةً / وَإِذا حَبَسْتَ السَّيْلَ زادَ تَدَفُّقا
وَحَمَيْتُ آمالِي سِواكَ وَعاطِلٌ / مَنْ كانَ مِنْ مَنِّ اللِّئامِ مُطَوَّقا
لَمْ يُبْقِ سَيْبُ نَداكَ مَوْضِعَ نائِلٍ / فَهَقَ الْغَدِيرُ وَحَقُّهُ أَنْ يَفْهَقا
وَلَئِنْ مَنَنْتَ فَواجِبٌ لَكَ فِي النَّدى / إِمّا نَزَعْتَ بِسَهْمِهِ أَنْ يُغْرِقا
أُثْنِي عَلَيْكَ بِحَقِّ حَمْدِكَ صادِقاً / حَسْبُ الْمَعالِي أَنْ تَقُولَ فَتَصْدُقا
وَلَكَمْ يَدٍ لَكَ لا يُؤَدّى حَقُّها / ما خَبَّ رَكْبٌ بِالْفِجاجِ وَأَعْنَقا
أَعْيَتْ ثَنايَ وَأَوْجَبَتْ شُكْرِي لِسا / لِفِها فَأَحْمَنِي نَداكَ وَأَنْطَقا
خُذْها كَما حَيّاكَ نَوْرُ خَمِيلَةٍ / خَطَرَ النَّسِيمُ بِهِ ضُحىً فَتَفَتَّقا
تَأْبى عَلَى الكِتْمانِ غَيْرَ تَضَوُّعٍ / مَنْ ذا يَصدُّ الْمِسْكَ عَنْ أَنْ يَعْبَقا
عَذْراءُ لا تَجْلُو الثَّناءَ عَلَيْكَ إِطْ / راءً وَلا تَصِفُ الْوَلاءَ تَمَلُّقا
تُحْيِي حَبِيباً وَالْوَلِيدَ وَتَجْتَبِي / لِخُلُودِ فَخْرِكِ أَخْطَلاً وَفَرَزْدَقا
وَكَأَنَّ تَغْرِيدَ الْغَرِيضِ مُرجَّعاً / فِيها وَعانِيَّ الرَّحِيقِ مُعَتَّقا
وَكَأَنَّ أَيّامَ الصَّبابَةِ رِقَّةً / فِيها وَمُفْتَرَق الْنَّوى وَالْمُلْتَقا
وَقَدْ اسْتَشادَ لَكَ الثَّناءَ فَما تَرى / إِلاّ بَلِيغاً بِامْتِداحِكَ مُفْلِقا
فَمَتى تَغَنَّى الرَّكْبُ يَوْماً أَوْ حَدا / لَمْ يَعْدُ مَدْحَكَ مُشْئِماً أَوْ مُعْرِقا
وَالدُّرُّ يَشْرُفُ قِيمَةً وَيَزِيدُهُ / شَرَفاً إِذا ما كانَ دُرّاً مُنْتَقا
مَنْ باتَ يَسْأَلُ رَبَّهُ أُمْنِيَّةً / فَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُطِيلَ لَكَ الْبَقا
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ / وَغَيْرِي لِمَنْ لَمْ يَصْطَفِ الْحَمْدَ وامِقُ
عَزَفْتُ عَنِ الأَحْبابِ غَيْرَ ذَوِي النُّهى / فَلَسْتُ بِمُشْتاقٍ وَغَيْرُكَ شائِقُ
أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سَلُوبٌ وما شَدا / طَرُوبٌ وَما تاقَ الْعَشِيّاتِ تائِقُ
وَمالِيَ لا يَقْتادُنِي نَحْوَكَ الْهَوى / وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ
أَأَثْنِي عِنانِي عَنْكَ أَطْلُبُ مَطْلَباً / وَأَتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إِنِّي لَمائِقُ
يُطِيعُ النَّوى مَنْ خافَ فِي أَرْضِهِ الطَّوى / وَلَوْلا احْتِباسُ الْغَيْثِ ما شِيمَ بارِقُ
أَيا بْنَ عَلِيٍّ إِنْ تَرَدَّيْتَ فاشْتَمِلْ / رِداءَ الْمَعالِي إِنَّهُ بِكَ لا ئِقُ
فَأَنْتَ الْحَقِيقُ بِالْعَلاءِ وَبِالثَّنا / إِذا الْحَقُّ يَوْماً أَوْجَبْتْهُ الْحَقائِقُ
لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتُ امْرَأً فاتَهُ الْغِنى / فَحَسْبِي غِنىً أَنِّي بِجُودِكَ واثِقُ
وَقَدْ عَلِقَتْنِي النّائِباتُ فَوَيْحَها / أَما عَلِمَتْ أَنِّي بِحَبْلِكَ عالِقُ
أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مِنْ أَبِي الْيُمْنِ نازِلٌ / بِحَيْث ُتَحامانِي الخُطُوبُ الطَّوارِقُ
أَلَمْ يغْنِنِي بَحْرٌ جُودِكَ زاخِرٌ / أَلَمْ يَحْمِنِي طَوْدٌ بِعِزِّكَ شاهِقُ
أَلَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ صارِمٌ / لِهامِ الْعِدى والْفَقْرِ وَالدَّهْرُ فالِقُ
لَقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الْجُودِ بِالْحَيا / فَلا عاقَها إِلاّ عَنِ الْبُخْلِ عائِقُ
سَماؤُكَ مِدْرارٌ وَرِيحُكَ غَضَّةٌ / وَعِزُّكَ قَهّارٌ وَمَجْدُكَ باسِقُ
وَما بَرِحَتْ مِنْكَ الْخَلائِقُ تَعْتَلِي / إِلى سُؤْدَدٍ لا تَدَّعِيهِ الْخَلائِقُ
إِذا ما تَنُوخِيٌّ سَما لِفَضِيلَةٍ / تَخَلَّى مُجارِيِهِ وَقَلَّ الْمُرافِقُ
تَوَسَّطْتَ مِنْهُمْ بَيْتَ فَخْرٍ عِمادُهُ / صُدُورُ الْقَنا وَالْمُرْهَفاتُ الذَوالِقُ
بَنى أَوَّلٌ مِنْهُمْ وَشَيَّدَ آخِرٌ / إِلى مِثْلِهِ تَسْمُو الْعُيُونُ الرَّوامِقُ
سَمَتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها / ذَوائِبُ مَجْدٍ بِالنُّجُومِ لَواصِقُ
بِأَزْهَرَ لَوْ أَلْقَى عَلى الْبَدْرِ مَسْحَةً / بِبَهْجَتِهِ لَمْ يَمْحَقِ الْبَدْرَ ماحِقُ
أَغَرُّ إِذا أَجْرى الْكِرامُ إِلى مَدىً / شَآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ
فَتىً عَطَّرى الأَيامَ مِنْ طِيبِ ذِكْرِهِ / شَذىً تَتَهاداهُ الأُنُوفُ النَّواشِقُ
وَزِينَتْ بِهِ الدُّنْيا فَباهَتْ وَطاوَلَتْ / مَغارِبُها تِيهاً بِهِ وَالْمَشارِقُ
أَنامِلُهُ لِلْمَكْرُماتِ مَفاتِحٌ / عَلَى أَنَّها لِلْحادِثاتِ مَغالِقُ
غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها / أَهُنَّ سُيُوبٌ أَمْ سُيُولٌ دَوافِقُ
تَأَلى عَلَى الإِسْرافِ فِي بَذْلِ مالِهِ / فَلَمْ يَقْتَصِرْ وَالصّادقُ الْعَزْمِ صادقُ
فَوَاللهِ ما أَدْرِي أَتِلْكَ مَواعِدٌ / تَقَدَّمْنَ مِنْ إِحْسانِهِ أَمْ مَواثِقُ
بَقِيتَ لِعَبْدٍ عائِدٍ بِكَ سَعْدُهُ / وَعِشْتَ لِعَيْشٍ خالِدٍ لا يُفارِقُ
وَلا زِلْتَ مَأْمُولاً لأَيّامِ عِزِّكَ الْ / بَواقِي وَمَأْمُوناً عَلَيْكَ الْبَوائِقُ
نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أَنْتَ أَهْلٌ لِخَيْرِهِ / وَمِنْ شَرَفِي أَنِّي بِمَدْحِكَ ناطِقُ
شَرُفْتُ بِهِ وَالْفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما / تَعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَةِ فاتِقُ
وَلَسْتُ أُبالِي عِنْدَ مَنْ باتَ كاسِداً / إِذا هُوَ أَضْحى وَهْوَ عِنْدَكَ نافِقُ
غَرائِبُ مِنْ أَبْكارِ مَدْحٍ كَأَنَّها / كَرائِمُ مِنْ أَزْهارِ نَوْرٍ فَتائِقُ
تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعِينَ كَأَنَّما / بِها يَتَغَنّى مَعْبَدٌ أَوْ مُخارِقُ
تَمُرُّ بِأَفْواهُ الرَّواةِ كَأَنَّها / مُصَفَّقَةٌ مِنْ خَمْرِ عانَةَ عاتِقُ
لَقَدْ حَدَقَتْ بِي مِنْ أَيادِيكَ أَنْعُمٌ / فَعِنْدِي مِنْ شُكْرِي لَهُنَّ حَدائِقُ
فَإِنْ أَنا لَمْ أُطْلِقُ لِسانِي بِحَمْدِها / فَأُمُّ الْعُلى وَالْمَجْدِ مِنِّيَ طالِقُ