القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 17
حَمراءُ بَيضاءُ فِضِّيَّةٌ
حَمراءُ بَيضاءُ فِضِّيَّةٌ / وَظَرفُ كافورٍ وَحَشوُ الخَلوق
يُطَوَّفُ الدُهنُ بِأَرجائِهِ / إِطافَةَ الدَمعِ بِجَفنِ المَشوق
كَأَنَّما اللَوزُ بِحافّاتِهِ / أَنصافُ دُرٍّ رُكِّبَت في عَقيق
ما مِن صَديقٍ مُشفِقٍ
ما مِن صَديقٍ مُشفِقٍ / آمُلُهُ سِوى الوَرَق
فَثِق بِهِ مُصاحِباً / وَلا تَثِق بِمَن يَثَق
أَلا إِنَّ خِلّانَ الفَتى إِن عَدَدتَهُم
أَلا إِنَّ خِلّانَ الفَتى إِن عَدَدتَهُم / كَثيرٌ وَلَكِن أَينَ خِلٌّ مُوافِقُ
فَغَمِّض عَلى قُبحِ المُراءاةِ مِنهُم / فَما مِنهُمُ إِلّا مُراءٍ مُنافِقُ
أَلَم تَرَني صادَقتُ كُلَّ مُداهِنٍ / فَإِن لَم أُصادِقهُ فَمَن ذا أُصادِقُ
أَشكو الهَوى بِدُموعٍ قادَها قَلَقُ
أَشكو الهَوى بِدُموعٍ قادَها قَلَقُ / حَتّى عَلَقنَ بِجَفنٍ رَدَّها الغَرَقُ
فَفي فُؤادِيَ سُبلٌ لِلأَسى جُدُدٌ / وَفي الجُفونِ مَقيلٌ لِلكَرى قَلِقُ
لَهيبُ قَلبي أَفاضَ الدَمعَ مِن بَصري / وَالعودُ يَقطُرُ ماءً حينَ يَحتَرِقُ
بَرقٌ يُطَرِّزُ ثَوبَ اللَيلِ مُؤتَلِقٌ
بَرقٌ يُطَرِّزُ ثَوبَ اللَيلِ مُؤتَلِقٌ / وَالماءُ مِن نارِهِ يَهمي فَيَنعَبِقُ
تَوَقَّدَت في أَديمِ الأَرضِ حُمرَتُهُ / كَأَنَّها غُرَّةٌ في الطَرفِ أَو بَلَقُ
ما اِمتَدَّ مِنها عَلى أَرجائِهِ ذَهَبٌ / إِلّا تَحَدَّرَ مِن حافّاتِهِ وَرَقُ
كَأَنَّها في جَبينِ المُزنِ إِذ لَمَعَت / سَلاسِلُ التِبرِ لا يَبدو لَها حَلَقُ
فَالرَعدُ مُرتَجِسٌ وَالبَرقُ مُختَلِسٌ / وَالغَيثُ مُنبَجِسٌ وَالسَيلُ مُندَفِقُ
وَالضالُّ فيما طَما مِن مائِهِ غَرِقٌ / وَالجِزعُ فيما جَرى مِن سَيلِهِ شَرِقُ
وَالغَيمُ خَزٌّ وَأَنهاءُ اللِوى زَرَدٌ / وَالرَوضُ وَشيٌ وَأَنوارُ الرُبا سَرَقُ
وَالرَوضُ يَزهوهُ عُشبٌ أَخضَرٌ نَضِرُ / وَالعُشبُ يَجلوهُ نَورٌ أَبيَضٌ يَقَقُ
وَمَدَّ عَلَينا اللَيلُ ثَوباً مُنَمَّقاً
وَمَدَّ عَلَينا اللَيلُ ثَوباً مُنَمَّقاً / وَأُشعِلَ فيهِ الفَجرُ فَهوَ مُحَرَّقُ
وَصَبَّحَنا صُبحٌ كَأَنَّ ضِياءَهُ / تَعَلَّمَ مِنّا كَيفَ يَبهى وَيُشرِقُ
بَكَّرنا إِلَيهِ وَالظَلامُ كَأَنَّهُ
بَكَّرنا إِلَيهِ وَالظَلامُ كَأَنَّهُ / غُرابٌ عَلى عُرفِ الصَباحِ يُرَنِّقُ
مُخَضَّبَةُ الأَطرافِ تَحسَبُ أَنَّها
مُخَضَّبَةُ الأَطرافِ تَحسَبُ أَنَّها / أَساريعُ في أَفواهِهِنَّ عَقيقُ
دَهانِيَ مِنها نَرجِسٌ يَرشُقُ الحَشا / وَهَل نَرجِسٌ يا لَلرِجالِ رَشوقُ
وَمُبتَسَمٌ عَذبُ المَذاقَةِ مونِقٌ / تَجَمَّعَ فيهِ لُؤلُؤٌ وَرَحيقُ
ماذا يَسُرُّكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ
ماذا يَسُرُّكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ / أَو ما يُغُمُّكَ مِنهُ إِذ تُفَرِّقُهُ
وَلَم يَكُن لَكَ مالٌ يَومَ تَكسُبُهُ / لَكِنَّهُ لَكَ مالٌ يَومَ تُنفِقُهُ
تُحِبُّ مِن أَجلِهِ الدُنيا وَتورِثُها / وَسَوفَ توبِقُكَ الدُنيا وَتوبِقُهُ
سَتَرتَهُ عَن عُيونِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَلَستَ تَعلَمُ أَنَّ الدَهرَ يَرمُقُهُ
إِن لَم تُبَكِّر إِلَيهِ في نَوائِبِهِ / فَسَوفَ يَطرُقُهُ رَكضاً فَيُرهِقُهُ
قَد آذَنَ الخَليطُ بِاِنطِلاقِ
قَد آذَنَ الخَليطُ بِاِنطِلاقِ / فَخَلِّ عَنكَ شِدَّةَ الإِشفاقِ
لا تَعتَرِضكَ حُمقَةُ العُشّاقِ / وَداوِ مَن مَلَّكَ بِالفُراقِ
فَلَيسَ لِلفارِكِ كَالطَلاقِ /
مَلَأَ العُيونَ غَضارَةً وَنَضارَةً
مَلَأَ العُيونَ غَضارَةً وَنَضارَةً / صَحوٌ يُطالِعُنا بِوَجهٍ مونَقِ
وَالشَمسُ واضِحَةُ الجَبينِ كَأَنَّها / وَجهُ المَليحَةِ في الخِمارِ الأَزرَقِ
وَكَأَنَّها عِندَ اِنبِساطِ شُعاعِها / تِبرٌ يَذوبُ عَلى فُروعِ المَشرِقِ
جَرَّت إِذا بَكَرَت ذُيولَ مُزَعفَرٍ / وَتَجُرُّ إِذ راحَت ذُيولَ مُمَشَّقِ
فَشَرِبتُها عَذراءَ مِن يَدِ مِثلِها / تَحكي الصَباحَ مَعَ الصَباحِ المُشرِقِ
في رَوضَةٍ تَلقاكَ حينَ لَقيتَها / بِمُنَمنَمٍ مِن نَبتِها وَمُنَمَّقِ
فَاِنظُر إِلى عُشبٍ هُناكَ مُجَمَّعٍ / وَاِنظُر إِلى زَهرٍ هُناكَ مُفَرَّقِ
تُحبى بِوَردٍ كَاللُجَينِ مُكَفَّرٍ / مِنها وَوَردٍ كَالعَقيقِ مُخَلَّقِ
وَكَذاكَ تُتحَفُ مِن مَنافِعِ مائِها / بِمُخَلَّقٍ يَعلو ذُؤابَةَ أَخلَقِ
يَبدو وَيَكمُنُ في الغَديرِ كَأَنَّهُ / جانٍ يُحاوِلُ أَن يَبينَ وَيَتَّقي
فَإِلى السُرورِ لَنا عَنانٌ مَطلَقٌ / إِنَّ الفَوائِدِ في العَنانِ المُطلَقِ
إِذا البَرقُ مِن شَرقِيِّ دَجلَةَ يَنبَري
إِذا البَرقُ مِن شَرقِيِّ دَجلَةَ يَنبَري / عَلى صَفَحاتِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
أُشَبِّهُهُ دَهراً أَغَرَّ مُحَجَّلاً / نَعِمنا بِهِ في ظِلِّ فَينانَ مورِقِ
فَمَرَّ كَرَجعِ الطَرفِ لَيسَ يَرُدُّهُ / حَنينٌ إِلى مَخبورَةِ المُتَعَشِّقِ
وَقَد يَعرُدُ المَحذورُ مِن حَيثُ يُرتَجى / وَيُمكِنُكَ المَرجُوُّ مِن حَيثُ تَتَّقي
فَأَذرَيتَ دَمعاً بِالدِماءِ مُصَبَّغاً
فَأَذرَيتَ دَمعاً بِالدِماءِ مُصَبَّغاً / كَما يَتَواهى عَقدُ عِقدٍ مُنَسَّقِ
وَقَد باشَرَ اللَيلَ الصَباحُ كَأَنَّهُ / بَقِيَّةُ كُحلٍ في حَماليقِ أَزرَقِ
أَلَم تَرَنا نُعطي الغَوايَةَ حَقَّها
أَلَم تَرَنا نُعطي الغَوايَةَ حَقَّها / وَنَجري مَعَ اللَذّاتِ جَريَ السَوابِقِ
بِمُحمَرَّةِ الأَجسادِ مُبيَضَّةِ الذُرا / كَمِثلِ سَقيطِ الطِلِّ فَوقَ الشَقائِقِ
لَدى الصُفرِ في أَوساطِ بيضٍ كَأَنَّها / كُؤوسُ عُقارٍ في أَكُفِّ عَواتِقِ
لَنا هَجَماتٌ تَنثَني سَرَواتُها
لَنا هَجَماتٌ تَنثَني سَرَواتُها / بِأَسنِمَةٍ مِثلُ الأَكامِ سَوامِقِ
خَبَطنَ الرَبيعَ وَاِنتَسَفنَ نَباتُهُ / كَما سَرَتِ الأَحلامُ فَوقَ المَفارِقِ
بَناها بِناءَ البَيتِ جَونُ رَواعِدُ / تَجيءُ عَلى آثارِ جَونِ بَوارِقِ
تَدورُ بِأَحقيها البُروقُ وَتَنثَني / كَأَنَّ عَلَيها مُذهَباتٍ مَناطِقِ
قَصَرتُ يَدَ الشِتاءِ بِحَرِّ جَمرٍ
قَصَرتُ يَدَ الشِتاءِ بِحَرِّ جَمرٍ / وَأَختِ الجَمرِ صافِيَةِ الرَحيقِ
تَرى نَبذَ الرَمادِ بِوَجنَتَيهِ / كَكافورٍ يُذَرُّ عَلى خَلوقِ
وَدارَ الكَأسُ في يَدِ ذي دَلالٍ / رَشيقِ القَدِّ يُعرَفُ بِالرَشيقِ
يُحَلّي بِالتَبَسُّمِ دُرَّ ثَغرٍ / تَخَلَّلَهُ شَوابيرُ العَقيقِ
رَأَيتُ الكَأسَ في يَدِهِ وَفيهِ / وَجَنحُ اللَيلِ مُنصَرِفُ الفَريقِ
فَفي فَمِهِ هِلالٌ في غُروبٍ / وَفي يَدِهِ الثُرَيّا في شُروقِ
وَيَسقيني وَيَشرُبُ مِن رَحيقٍ / خَليقٍ أَن يُشَبَّهَ بِالخَلوقِ
كَأَنَّ الكَأسَ في يَدِهِ وَفيهِ / عَقيقٌ في عَقيقٍ في عَقيقِ
إِنّي أَرى لَكَ في السَماحَةِ وَالنَدى
إِنّي أَرى لَكَ في السَماحَةِ وَالنَدى / طَلَقاً ذَرَيتَ بِهِ عَلى الإِطلاقِ
طَلَقَ الغَمامَ سَرى بِوَجهٍ باسِرِ / يَروي الوُجوهَ وَمَبسِمٍ بَرّاقِ
ثَقُلَت عَلى عُنقِ الصِبا أَعباؤُهُ / مِثلَ الضَعيفِ يَنوءُ بِالأَوساقِ
فَتَرى النَباتَ يَروقُ وَسطَ رِياضِهِ / مِثلَ الحِلِيِّ تَروقُ وَسطَ حِقاقِ
وَطَهارَةُ الأَخلاقِ لَم تَظفَر بِها / إِلّا بِحَيثُ طَهارُهُ الأَعراقِ
كَخَلائِقِ الأُستاذِ إِن جاوَزتُها / تَجِدُ الخَلائِقَ غَيرَ ذاتِ خِلاقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025