المجموع : 17
حَمراءُ بَيضاءُ فِضِّيَّةٌ
حَمراءُ بَيضاءُ فِضِّيَّةٌ / وَظَرفُ كافورٍ وَحَشوُ الخَلوق
يُطَوَّفُ الدُهنُ بِأَرجائِهِ / إِطافَةَ الدَمعِ بِجَفنِ المَشوق
كَأَنَّما اللَوزُ بِحافّاتِهِ / أَنصافُ دُرٍّ رُكِّبَت في عَقيق
ما مِن صَديقٍ مُشفِقٍ
ما مِن صَديقٍ مُشفِقٍ / آمُلُهُ سِوى الوَرَق
فَثِق بِهِ مُصاحِباً / وَلا تَثِق بِمَن يَثَق
أَلا إِنَّ خِلّانَ الفَتى إِن عَدَدتَهُم
أَلا إِنَّ خِلّانَ الفَتى إِن عَدَدتَهُم / كَثيرٌ وَلَكِن أَينَ خِلٌّ مُوافِقُ
فَغَمِّض عَلى قُبحِ المُراءاةِ مِنهُم / فَما مِنهُمُ إِلّا مُراءٍ مُنافِقُ
أَلَم تَرَني صادَقتُ كُلَّ مُداهِنٍ / فَإِن لَم أُصادِقهُ فَمَن ذا أُصادِقُ
أَشكو الهَوى بِدُموعٍ قادَها قَلَقُ
أَشكو الهَوى بِدُموعٍ قادَها قَلَقُ / حَتّى عَلَقنَ بِجَفنٍ رَدَّها الغَرَقُ
فَفي فُؤادِيَ سُبلٌ لِلأَسى جُدُدٌ / وَفي الجُفونِ مَقيلٌ لِلكَرى قَلِقُ
لَهيبُ قَلبي أَفاضَ الدَمعَ مِن بَصري / وَالعودُ يَقطُرُ ماءً حينَ يَحتَرِقُ
بَرقٌ يُطَرِّزُ ثَوبَ اللَيلِ مُؤتَلِقٌ
بَرقٌ يُطَرِّزُ ثَوبَ اللَيلِ مُؤتَلِقٌ / وَالماءُ مِن نارِهِ يَهمي فَيَنعَبِقُ
تَوَقَّدَت في أَديمِ الأَرضِ حُمرَتُهُ / كَأَنَّها غُرَّةٌ في الطَرفِ أَو بَلَقُ
ما اِمتَدَّ مِنها عَلى أَرجائِهِ ذَهَبٌ / إِلّا تَحَدَّرَ مِن حافّاتِهِ وَرَقُ
كَأَنَّها في جَبينِ المُزنِ إِذ لَمَعَت / سَلاسِلُ التِبرِ لا يَبدو لَها حَلَقُ
فَالرَعدُ مُرتَجِسٌ وَالبَرقُ مُختَلِسٌ / وَالغَيثُ مُنبَجِسٌ وَالسَيلُ مُندَفِقُ
وَالضالُّ فيما طَما مِن مائِهِ غَرِقٌ / وَالجِزعُ فيما جَرى مِن سَيلِهِ شَرِقُ
وَالغَيمُ خَزٌّ وَأَنهاءُ اللِوى زَرَدٌ / وَالرَوضُ وَشيٌ وَأَنوارُ الرُبا سَرَقُ
وَالرَوضُ يَزهوهُ عُشبٌ أَخضَرٌ نَضِرُ / وَالعُشبُ يَجلوهُ نَورٌ أَبيَضٌ يَقَقُ
وَمَدَّ عَلَينا اللَيلُ ثَوباً مُنَمَّقاً
وَمَدَّ عَلَينا اللَيلُ ثَوباً مُنَمَّقاً / وَأُشعِلَ فيهِ الفَجرُ فَهوَ مُحَرَّقُ
وَصَبَّحَنا صُبحٌ كَأَنَّ ضِياءَهُ / تَعَلَّمَ مِنّا كَيفَ يَبهى وَيُشرِقُ
بَكَّرنا إِلَيهِ وَالظَلامُ كَأَنَّهُ
بَكَّرنا إِلَيهِ وَالظَلامُ كَأَنَّهُ / غُرابٌ عَلى عُرفِ الصَباحِ يُرَنِّقُ
مُخَضَّبَةُ الأَطرافِ تَحسَبُ أَنَّها
مُخَضَّبَةُ الأَطرافِ تَحسَبُ أَنَّها / أَساريعُ في أَفواهِهِنَّ عَقيقُ
دَهانِيَ مِنها نَرجِسٌ يَرشُقُ الحَشا / وَهَل نَرجِسٌ يا لَلرِجالِ رَشوقُ
وَمُبتَسَمٌ عَذبُ المَذاقَةِ مونِقٌ / تَجَمَّعَ فيهِ لُؤلُؤٌ وَرَحيقُ
ماذا يَسُرُّكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ
ماذا يَسُرُّكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ / أَو ما يُغُمُّكَ مِنهُ إِذ تُفَرِّقُهُ
وَلَم يَكُن لَكَ مالٌ يَومَ تَكسُبُهُ / لَكِنَّهُ لَكَ مالٌ يَومَ تُنفِقُهُ
تُحِبُّ مِن أَجلِهِ الدُنيا وَتورِثُها / وَسَوفَ توبِقُكَ الدُنيا وَتوبِقُهُ
سَتَرتَهُ عَن عُيونِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَلَستَ تَعلَمُ أَنَّ الدَهرَ يَرمُقُهُ
إِن لَم تُبَكِّر إِلَيهِ في نَوائِبِهِ / فَسَوفَ يَطرُقُهُ رَكضاً فَيُرهِقُهُ
قَد آذَنَ الخَليطُ بِاِنطِلاقِ
قَد آذَنَ الخَليطُ بِاِنطِلاقِ / فَخَلِّ عَنكَ شِدَّةَ الإِشفاقِ
لا تَعتَرِضكَ حُمقَةُ العُشّاقِ / وَداوِ مَن مَلَّكَ بِالفُراقِ
فَلَيسَ لِلفارِكِ كَالطَلاقِ /
مَلَأَ العُيونَ غَضارَةً وَنَضارَةً
مَلَأَ العُيونَ غَضارَةً وَنَضارَةً / صَحوٌ يُطالِعُنا بِوَجهٍ مونَقِ
وَالشَمسُ واضِحَةُ الجَبينِ كَأَنَّها / وَجهُ المَليحَةِ في الخِمارِ الأَزرَقِ
وَكَأَنَّها عِندَ اِنبِساطِ شُعاعِها / تِبرٌ يَذوبُ عَلى فُروعِ المَشرِقِ
جَرَّت إِذا بَكَرَت ذُيولَ مُزَعفَرٍ / وَتَجُرُّ إِذ راحَت ذُيولَ مُمَشَّقِ
فَشَرِبتُها عَذراءَ مِن يَدِ مِثلِها / تَحكي الصَباحَ مَعَ الصَباحِ المُشرِقِ
في رَوضَةٍ تَلقاكَ حينَ لَقيتَها / بِمُنَمنَمٍ مِن نَبتِها وَمُنَمَّقِ
فَاِنظُر إِلى عُشبٍ هُناكَ مُجَمَّعٍ / وَاِنظُر إِلى زَهرٍ هُناكَ مُفَرَّقِ
تُحبى بِوَردٍ كَاللُجَينِ مُكَفَّرٍ / مِنها وَوَردٍ كَالعَقيقِ مُخَلَّقِ
وَكَذاكَ تُتحَفُ مِن مَنافِعِ مائِها / بِمُخَلَّقٍ يَعلو ذُؤابَةَ أَخلَقِ
يَبدو وَيَكمُنُ في الغَديرِ كَأَنَّهُ / جانٍ يُحاوِلُ أَن يَبينَ وَيَتَّقي
فَإِلى السُرورِ لَنا عَنانٌ مَطلَقٌ / إِنَّ الفَوائِدِ في العَنانِ المُطلَقِ
إِذا البَرقُ مِن شَرقِيِّ دَجلَةَ يَنبَري
إِذا البَرقُ مِن شَرقِيِّ دَجلَةَ يَنبَري / عَلى صَفَحاتِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
أُشَبِّهُهُ دَهراً أَغَرَّ مُحَجَّلاً / نَعِمنا بِهِ في ظِلِّ فَينانَ مورِقِ
فَمَرَّ كَرَجعِ الطَرفِ لَيسَ يَرُدُّهُ / حَنينٌ إِلى مَخبورَةِ المُتَعَشِّقِ
وَقَد يَعرُدُ المَحذورُ مِن حَيثُ يُرتَجى / وَيُمكِنُكَ المَرجُوُّ مِن حَيثُ تَتَّقي
فَأَذرَيتَ دَمعاً بِالدِماءِ مُصَبَّغاً
فَأَذرَيتَ دَمعاً بِالدِماءِ مُصَبَّغاً / كَما يَتَواهى عَقدُ عِقدٍ مُنَسَّقِ
وَقَد باشَرَ اللَيلَ الصَباحُ كَأَنَّهُ / بَقِيَّةُ كُحلٍ في حَماليقِ أَزرَقِ
أَلَم تَرَنا نُعطي الغَوايَةَ حَقَّها
أَلَم تَرَنا نُعطي الغَوايَةَ حَقَّها / وَنَجري مَعَ اللَذّاتِ جَريَ السَوابِقِ
بِمُحمَرَّةِ الأَجسادِ مُبيَضَّةِ الذُرا / كَمِثلِ سَقيطِ الطِلِّ فَوقَ الشَقائِقِ
لَدى الصُفرِ في أَوساطِ بيضٍ كَأَنَّها / كُؤوسُ عُقارٍ في أَكُفِّ عَواتِقِ
لَنا هَجَماتٌ تَنثَني سَرَواتُها
لَنا هَجَماتٌ تَنثَني سَرَواتُها / بِأَسنِمَةٍ مِثلُ الأَكامِ سَوامِقِ
خَبَطنَ الرَبيعَ وَاِنتَسَفنَ نَباتُهُ / كَما سَرَتِ الأَحلامُ فَوقَ المَفارِقِ
بَناها بِناءَ البَيتِ جَونُ رَواعِدُ / تَجيءُ عَلى آثارِ جَونِ بَوارِقِ
تَدورُ بِأَحقيها البُروقُ وَتَنثَني / كَأَنَّ عَلَيها مُذهَباتٍ مَناطِقِ
قَصَرتُ يَدَ الشِتاءِ بِحَرِّ جَمرٍ
قَصَرتُ يَدَ الشِتاءِ بِحَرِّ جَمرٍ / وَأَختِ الجَمرِ صافِيَةِ الرَحيقِ
تَرى نَبذَ الرَمادِ بِوَجنَتَيهِ / كَكافورٍ يُذَرُّ عَلى خَلوقِ
وَدارَ الكَأسُ في يَدِ ذي دَلالٍ / رَشيقِ القَدِّ يُعرَفُ بِالرَشيقِ
يُحَلّي بِالتَبَسُّمِ دُرَّ ثَغرٍ / تَخَلَّلَهُ شَوابيرُ العَقيقِ
رَأَيتُ الكَأسَ في يَدِهِ وَفيهِ / وَجَنحُ اللَيلِ مُنصَرِفُ الفَريقِ
فَفي فَمِهِ هِلالٌ في غُروبٍ / وَفي يَدِهِ الثُرَيّا في شُروقِ
وَيَسقيني وَيَشرُبُ مِن رَحيقٍ / خَليقٍ أَن يُشَبَّهَ بِالخَلوقِ
كَأَنَّ الكَأسَ في يَدِهِ وَفيهِ / عَقيقٌ في عَقيقٍ في عَقيقِ
إِنّي أَرى لَكَ في السَماحَةِ وَالنَدى
إِنّي أَرى لَكَ في السَماحَةِ وَالنَدى / طَلَقاً ذَرَيتَ بِهِ عَلى الإِطلاقِ
طَلَقَ الغَمامَ سَرى بِوَجهٍ باسِرِ / يَروي الوُجوهَ وَمَبسِمٍ بَرّاقِ
ثَقُلَت عَلى عُنقِ الصِبا أَعباؤُهُ / مِثلَ الضَعيفِ يَنوءُ بِالأَوساقِ
فَتَرى النَباتَ يَروقُ وَسطَ رِياضِهِ / مِثلَ الحِلِيِّ تَروقُ وَسطَ حِقاقِ
وَطَهارَةُ الأَخلاقِ لَم تَظفَر بِها / إِلّا بِحَيثُ طَهارُهُ الأَعراقِ
كَخَلائِقِ الأُستاذِ إِن جاوَزتُها / تَجِدُ الخَلائِقَ غَيرَ ذاتِ خِلاقِ