القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 55
وُجوهُكُم كُلُفٌ وَأَفواهُكُم عِدىً
وُجوهُكُم كُلُفٌ وَأَفواهُكُم عِدىً / وَأَكبادُكُم سودٌ وَأَعيُنُكُم زُرقُ
وَما بي طِرقٌ لِلمَسيرِ وَلا السُرى / لِأَنّي ضَريرٌ لا تُضيءُ لِيَ الطُرقُ
أَغُربانُكَ السُحمُ اِستَقَلَّت مَعَ الضُحى / سَوانِحَ أَم مَرَّت حَمائِمُكَ الوَرَقُ
رَحَلتُ فَلا دُنِّيا وَلا دينَ نِلتُهُ / وَما أَوبَتي إِلّا السَفاهَةُ وَالخُرقُ
مَتّى يُخلِصِ التَقوى لِمَولاهُ لا تَغِض / عَطاياهُ مَن صَلّى وَقِبلَتُهُ الشَرقُ
أَرى حَيوانَ الأَرضِ يَرهَبُ حَتفَهُ / وَيُفزِعُهُ رَعدٌ وَيُطمِعُهُ بَرقُ
فَيا طائِرُ اِئمَنّي وَيا ظَبيُ لا تَخَف / شَذايَ فَما بَيني وَبَينَكُما فَرقُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ كَهلٌ مُجَرِّبٌ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ كَهلٌ مُجَرِّبٌ / وَلا ناشِئٌ إِلّا لِإِثمٍ مُراهِقُ
إِذا بَضَّ بِالشَيءِ القَليلِ فَإِنَّهُ / لِسوءِ السَجايا بِالتَبجُّحِ فاهِقُ
وَلَو كانَ مِن هَذي الشَواهِقِ سَيِّدٌ / ثَنَتهُ المَنايا وَهُوَ بِالنَفسِ شاهِقُ
وَكَم مِن جَوادٍ فيهِمُ شَهِدَت لَهُ / نَواهِقُهُ وَالشاحِجاتُ النَواهِقُ
مَتى يَنفَعِ الأَقوامَ حَيٌّ يَكُن لَهُ
مَتى يَنفَعِ الأَقوامَ حَيٌّ يَكُن لَهُ / أَذاةٌ بِهِم وَالحَينُ بِالنَفسِ لاحِقُ
فَما تَسحَقِ المَروَ وَالأَكُفُّ وَلا الحَصى / وَلَكِن يُغادي إِثمِدَ العَينِ ساحِقُ
فَإِن بورِكَ الخَيرُ الَّذي أَنتَ صانِعٌ / فَأَهلٌ وَإِلّا فَالخَطوبُ مَواحِقُ
أَرى الناسَ شَرّاً مِن زَمانٍ حَواهُمُ
أَرى الناسَ شَرّاً مِن زَمانٍ حَواهُمُ / فَهَل وُجِدَت لِلعالَمينَ حَقائِقُ
وَقَد كَذَبوا عَن ساعَةٍ وَدَقيقَةٍ / وَما كَذَبَت ساعاتُهُم وَالدَقائِقُ
إِن لَم يَكُن لي بِالشَقيقَةِ مَنزِلٌ / فَلا طُهِرَت عَزّاؤُها وَالشَقائِقُ
أَراني في قَيدِ الحَياةِ مُكَلَّفاً
أَراني في قَيدِ الحَياةِ مُكَلَّفاً / ثَقائِلَ أَمشي تَحتَها وَأُطابِقُ
إِذا كُنتَ في دارِ الشَقاءِ مُصَلِيّاً / فَإِنَّكَ في دارِ لسَعادَةِ سابِقُ
إِذا الحُرُّ لَم يَنهَض بِفَرضِ صَلاتِهِ / فَذَلِكَ عَبدٌ مِن يَدِ الدَهرِ آبِقُ
تَقيٌّ يُعاني ظِمئَهُ وَمُضَلَّلٌ / لَهُ صابِحٌ مِن غَيرِ حِلٍّ وَغابِقُ
فُؤادُكَ خَفّاقٌ وَبَرقُكَ خافِقُ
فُؤادُكَ خَفّاقٌ وَبَرقُكَ خافِقُ / وَأَعياكَ في الدُنيا خَليلٌ مُوافِقُ
تَخَيَّر فَإِمّا وَحدَةٌ مِثلُ مَيتَةٍ / وَإِمّا جَليسٌ في الحَياةِ مُنافِقُ
أَردَت رَفيقاً كَي يَنالَكَ رِفقُهُ / فَدَعهُ إِذا لَم تَأتِ مِنهُ المَرافِقُ
إِذا خَطَبَ الزَهراءَ شَيخٌ لَهُ غِنىً
إِذا خَطَبَ الزَهراءَ شَيخٌ لَهُ غِنىً / وَناشِئُ عُدمٍ آثَرَت مَن تُعانِقُ
وَقَلَّ غَناءً عَن فَتاةٍ وَزَوجُها / أَخو هَرَمٍ أَحجالُها وَالمَخانِقُ
وَإِن حاوَلتَ رَكبَ الظَلامِ نِياقُهُم / فَتِلكَ لَعَّمرُ اللَهِ بِئسَ الأَيانِقُ
وَما تَستَوي الأَخدانُ قِيَّمُ هَذِهِ / مُسِنٌ وَلِلأُخرى وَليٌّ غُرانِقُ
تَوَقوا سَبيلَ الغانِياتِ فَكُلُّها / كَلَيثِ الشَرى وَالطَيِّبُ فيها فُرانِقُ
أَرِقتُ فَهَل نَجمُ الدُجُنَّةِ آرِقُ
أَرِقتُ فَهَل نَجمُ الدُجُنَّةِ آرِقُ / وَتَجري الغَوادي بِالرَدى وَالطَوارِقُ
وَيُطرِبُني بَعدَ النُهى قَولُ قائِلٍ / سَقى بارِقاً مِن جانِبِ الغَورِ بارِقُ
أَبى الدَهرُ جوداً بِالسُرورِ وَإِن دَنا / إِلَيهِ الفَتى أَو نالَهُ فَهُوَ سارِقُ
هَلِ اليَومُ إِلّا شارِقٌ ثُمَّ غارِبٌ / أَوِ اللَيلُ إِلّا غارِبٌ ثُمَّ شارِقُ
مَرازِبُ كِسرى ما وَقَت مُهجَةً لَهُ / وَقَيصَرُ لَم يَمنَع رِداهُ البَطارِقُ
وَيَغبِرُ في الأَيّامِ مَن طالَ عُمرُهُ / فَتَغبَرُّ مِن طولِ البَقاءِ المَفارِقُ
مَحا أَلِفاتِ الشَرخِ عَن طِرسِ شَيبِهِ / لِتَخلُوَ مِن لَونِ الشَبابِ المَهارِقُ
وَمازالَ في شُربِ الأَباريقِ كارِهاً / لَما بَعَثَتهُ في الرِياحِ الأَبارِقُ
يَعافونَ تُرباً فيهِ تُطوى جُسومُهُم / وَمِنهُ بِحَقٍّ فُرشُها وَالنَمارِقُ
وَيُشبِهُ كَعباً إِذ بَكى وَمُتَمِّماً / لَدى كُلِّ عَقلٍ مَعبَدٌ وَمُخارِقُ
نَظيرَ اِبنَةِ الجونِ الَّتي النَوحُ شَأنُها / مُغَنِّيَةٌ عَن صَوتِها اللُبُّ مارِقُ
أَيَعلَمُ نَجمُ طارِقٍ بِرَزِيَّةٍ
أَيَعلَمُ نَجمُ طارِقٍ بِرَزِيَّةٍ / مِنَ الدَهرِ أَم لا هَمَّ لِلإِنسِ طارِقُه
وَهَل فَرقَدُ الخَضراءِ في الجَوِّ موقِنٌ / بِأَنَّ أَخاهُ بَعدَ حينٍ مُفارِقُه
وَما أَرَّقَتهُ الحادِثاتُ وَكُلُّنا / إِذا نابَ خَطبٌ ساهِرُ اللَيلِ آرِقُه
لَقَد مَرَّ حَرَسٌ بَعدَ حَرَسٍ جَميعُهُ / حَنادِسُ لَم يَذرُر مَعَ الصُبحِ شارِقُه
تَغَيَّرَت الأَشياءُ وَالمُلكُ ثابِتٌ / مَغارِبُهُ مَوفورَةٌ وَمَشارِقُه
مُرادٌ جَرَت أَقلامُهُ فَتَبادَرَت / بِأَمرٍ وَجَفَّت بِالقَضاءِ مَهارِقُه
وَهَل أَفلَتَ الأَيّامَ كِسرى وَحَولَهُ / مَرازِبُهُ أَو قَيصَرٌ وَبَطارِقُه
أَبارِقُ هَذا المَوتِ سَبَّحَ رَبَّهُ / نَعَم وَأَعانَت أَكُمُهُ وَأَبارِقُه
وَدُنياكَ لَيسَت لِلسُرورِ مُعَدَّةً / فَمَن نالَهُ مِن أَهلِها فَهُوَ سارِقُه
وَقَد عِشتُ حَتّى لَو تَرى العَيشَ لاحَ لي / هَباءً كَنَسجِ العَنكَبوتِ شَبارِقُه
فَخَف دَعوَةَ المَظلومِ إِنَّ دَعاءَهُ / مُلِمٌّ بِنورَيّ الحِجابِ وَخارِقُه
يُخادِعُ مَلِكُ الأَرضِ حَتّى إِذا أَتَت / مَنيَّتُهُ لَم تُغنِ عَنهُ مَخارِقُه
طِباعُ الوَرى فيها النِفاقُ فَأَقصِهِم
طِباعُ الوَرى فيها النِفاقُ فَأَقصِهِم / وَحيداً وَلا تَصحَب خَليلاً تُنافِقُه
وَما تُحسِنُ الأَيّامُ أَن تَرزُقَ الفَتى / وَإِن كانَ ذا حَظٍّ صَديقاً يُوافِقُه
يُضاحِكُ خِلٌّ خِلَّهُ وَضَميرُهُ / عَبوسٌ وَضاعَ الوِدُّ لَولا مَرافِقُه
يُسيءُ اِمرُؤٌ مِنّا فَيُبغَضُ دائِماً
يُسيءُ اِمرُؤٌ مِنّا فَيُبغَضُ دائِماً / وَدُنياكَ ما زالَت تُسيءُ وَتومَقُ
أَسَرَّ هَواها الشَيخُ وَالكَهلُ وَالفَتى / بِجَهلٍ فَمِن كُلِّ النَواظِرِ تُرمَقُ
وَما هِيَ أَهلٌ أَن يُؤَهَّلَ مِثلُها / لِوُدٍّ وَلَكِن اِبنَ آدَمَ أَحمَقُ
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا / مِن ظَهرِه أَن يَكونوا قَبلُ ما خُلِقوا
فَهَل أَحَسَّ وَبالِ جِسمِهِ رِمَمٌ / بِما رَآهُ بَنوهُ مِن أَذىً وَلَقوا
وَما تُريدُ بِدارٍ لَستَ مالِكَها / تُقيمُ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنطَلِقُ
فارَقتَها غَيرَ مَحمودٍ عَلى سَخَطٍ / وَفي ضَميرِكَ مِن وَجدٍ بِها عَلقُ
تَبَوَّأَ الشَخصُ مِن غَبراءَ مُظلِمَةٍ / قَرارَةً بَعدَما أَزرى بِهِ القَلَقُ
تَكونُ لِلروحِ ثَوباً ثُمَّ يَخلَعُهُ / وَالثَوبُ يَنهَجُ حَتّى الدَرعُ وَالحَلَقُ
وَأَخلَقَتهُ اللَيالي في تَجَدُّدِها / وَالغَدرُ مِنهُنَّ في أَخلاقِهِ خُلُقُ
وَالناسُ شُتّى فَيُعطى المَقتَ صادِقُهُم / عَنِ الأُمورِ وَيُحّبى الكاذِبُ المَلِقِ
يَغدو إِلى المَينِ مَن قَلَّت دَراهِمُه / فَيَجمَعُ المالَ ما يَفري وَيَختَلِقُ
وَرُبَّما عَذَلَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / في الصُدقِ حينَ يَرى جَدَّ الَّذي يَلقُ
وَيُخلِفُ الظَنُّ في الأَشياءِ صاحِبَهُ / وَالغَيمُ يَكدي وَداعي البَرقِ يَأتَلِقُ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ / وَإِن تَجُر فَلَها ضَيرٌ وَإِحراقُ
وَقُربَهُ اللُجُّ إِن أَعطاكَ فائِدَةً / فَلَيسَ يُؤمَنُ إِهلاكٌ وَإِغراقُ
وَالمالُ رِزقٌ فَمَن يُدرِكهُ يَحظَ بِهِ / وَلَيسَ يُغنيكَ إِشآمٌ وَإِعراقُ
وَالحَقُّ كَالشَمسِ وارَتها حَنادِسُها / فَما لَها في عُيونِ الناسِ إِشراقُ
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا / أَن يَتَعَدّى بِكَ الفُسوقُ
كَيفَ يُطيقُ النُهوضَ عادٍ / عَليهِ مِن مَأثَمٍ وَسوقُ
كَم غُرِسَت نَخلَةٌ بِأَرضٍ / فَلَم يُقَدَّر لَها بُسوقُ
لا يَفرَحَن بِالحَياةِ غِرٌّ / فَإِنَّها مَهلَكاً تَسوقُ
ما نَفَقَ الصِدقُ في البَرايا / وَلَم تَزَل لِلمُحالِ سوقُ
أُنافِقُ في الحَياة كَفِعلِ غَيري
أُنافِقُ في الحَياة كَفِعلِ غَيري / وَكُلُّ الناسِ شَأنُهُمُ النِفاقُ
أُعَلِّلُ مُهجَتي وَيَصيحُ دَهري / أَلا تَغدو فَقَد ذَهَبَ الرِفاقُ
بَلى وَالسَيرُ مِن أَفعالِ غَيري / وَإِن طالَ اِتِّكاءٌ وَاِرتِفاقُ
تَخالَفَتِ البَريَّةُ في العَطايا / وَيَجمَعُها لَدى الهُلكِ اِتِّفاقُ
أَنُصفِقُ أَن تُغَيِّرَنا اللَيالي / وَيُسمَعُ مِن مَزاهِرِنا اِصطِفاقُ
فَرَقٌ بَدا وَمِنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ
فَرَقٌ بَدا وَمِنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ / شَيخٌ يُغادى بِالخُطوبِ وَيُطرَقُ
سُبحانَ خالِقِنا وَطاءٌ أَغبَرٌ / مِن تَحتِنا وَلَهُ غِطاءٌ أَزرَقُ
وَالشُهُبُ في بَحرِ السَماءِ سَوابِحٌ / تَطفو لِناظِرَةِ العُيونِ وَتَغرَقُ
أَعَرَقتَ خَيلَكَ في مُحاوَلَةِ الغِنى / وَحَواهُ غَيرُكَ مُشئِمٌ أَو مُعرِقُ
وَأَخو الحِجى في أَمرِهِ مُتَحَيّرٌ / جَمَعَ التَجارُبَ عُمرُهُ المُتَفَرِّقُ
وَتَعَهَّدَ اِبنُ العَبدِ بُرقَةَ ثَهمِدٍ / فَمَضى وَشيكاً وَاِستَقَرَّ الأَبرَقُ
عَزَّ الَّذي أَعفى الجَمادَ فَما تَرى / حَجَراً يَغَصُّ بِمَأكَلٍ أَو يَشرَقُ
مُتَعَرِّياً في صَيفِهِ وَشِتائِهِ / ما ريعَ قَطُّ لِمَلبَسٍ يَتَخَرَّقُ
مُتَجَلِّداً أَو خِلتُهُ مُتَلَبِّداً / لا دَمعَ فيهِ بِفادِحٍ يَتَرَقرَقُ
لا حِسَّ يُؤلِمُهُ فَيُظهِرُ مُجزَعاً / إِن راحَ يَضرِبُ مِلطَسٌ أَو مِطرَقُ
لَم يَغّدُ غَدوَةَ طائِرٍ مُتَكَسِّبٍ / وافاهُ يَلقُطُ أَجدَلٌ أَو زُرَّقُ
أَحِمامُ ما لَكَ في رُكوبِ حَمائِمٍ / وُرقٍ وَمِن شَرِّ الرُكابِ الأَورَقُ
وَالصَخرُ يَلبَثُ لا يُقارِفُ مَرَّةً / ذَنباً وَلا هُوَ مِن حَياءٍ مُطرِقُ
وَالدَهرُ أَخرَقُ ما اِهتَدى لِصَنيعَةٍ / وَبَنوهُ كُلُّهُمُ سَفيهٌ أَخرَقُ
وَتَشابَهَت أَجسامُنا وَتَخالَفَت / أَغراضُنا فَمُغَرِّبٌ وَمُشَرِّقُ
يا هِمُّ وَيحَكَ غَيَّرَتكَ نَوائِبٌ / وَالغُصنُ يورِقُ في الزَمانِ وَيورَقُ
مَلَأَت صَحيفَتَكَ الذُنوبُ وَفُعلُكَ / الحِبرُ الأَحَمُّ وَفَودُ رَأسِكَ مُهرَقُ
وَكَأَنَّما نُفِضَ الرَمادُ كَآبَةً / فَوقَ الجَبينِ وَقَلبُكَ المُتَحَرِّقُ
لِصُّ الكَرى مَلَكَ الرَدى في زَعمِهِم / إِنَّ الحَياةَ مِنَ الأَنامِ لِتُسرَقُ
مَن يُعطَ شَيئاً يُستَلَبهُ وَمَن يَنَم / جِنحَ الظَلامِ فَإِنَّهُ سَيُؤَرَّقُ
زُجِرَ الغُرابُ تَطَيُّراً وَنَقيضُهُ / ديكٌ لِأَهلِ الدارِ أَبيَضُ أَفرَقُ
هَذا السِفاهُ كَأَنَّنا حِمضيَّةٌ / أَو خَيطُ بِلِقعَةٍ غَذاهُ العِشرِقُ
الدَهرُ يَزبِقُ مِن حَواهُ كَأَنَّهُم
الدَهرُ يَزبِقُ مِن حَواهُ كَأَنَّهُم / شَعرٌ يُغَيَّرُ فَهوَ أَحمَرُ أَزبَقُ
وَالبَهمُ يُربَقُ وَالأَنامُ بَهائِمٌ / أَبَداً تُقَيَّدُ بِالقَضاءِ وَتُربَقُ
فَلَكٌ يَدورُ عَلى مَعاشِرَ جَمَّةٍ / وَكَأَنَّهُ سِجنٌ عَلَيهِم مُطبَقُ
في كُلِّ حينٍ يَستَهِلُّ مِنَ الأَذى / مَطَرٌ يَخُصُّ أَماكِناً وَيُطَبِّقُ
مُهَجٌ تَهارَشُ في الخَسيسِ وَإِن غَدَت / كَالنابِحاتِ فَكُلُّ طَعمٍ خِربَقُ
لا تَفرَحَنَّ بِما بَلَغتَ مِنَ العُلا / وَإِذا سَبَقتَ فَعَن قَليلٍ تُسبَقُ
وَلِيَحذَر الدَعوى اللَبيبُ فَإِنَّها / لِلفَضلِ مَهلَكَةٌ وَخَطبٌ موبَقُ
لَو قالَ بَدرُ التَمِّ إِني دِرهَمٌ / قالَت لَهُ السَفهاءُ أَنتَ مُزأَبِقُ
إِيّاكَ وَالدُنِّيا فَإِنَّ لِباسَها / يُبلي الجُسومَ وَطَيبُها لا يَعبَقُ
وَلَها هُمومٌ بِالنُفوسِ لَوابِقٌ / وَسُرورُها بِصُدورِنا لا يَلبَقُ
وَاللَهُ خالِقُنا لِأَمرٍ شاءَهُ / أَبَقَ العَبيدُ وَعَبدُهُ لا يَأبَقُ
الغَيبُ مَجهولٌ يُحارُ دَليلُهُ
الغَيبُ مَجهولٌ يُحارُ دَليلُهُ / وَاللُبُّ يَأمُرُ أَهلَهُ أَن يَتَّقوا
لا تَظلِموا المَوتى وَإِن طالَ المَدى / إِنّي أَخافُ عَلَيكُمُ أَن تَلتَقوا
هَذي المَهابِطُ وَالمَغابِطُ صُوِّرَت / لِلعالَمينَ لِيَهبِطوا أَو يَرتَقوا
لا تَدَّعوا عِتقاً عَلى مَولاكُمُ / فَالرَأيُ أَوجَبَ أَنَّكُم لَم تُعتَقوا
لَم تَستَطيعوا أَن تَقوا مُهجاتِكُم / فَتَخَيَّروا قَبلَ النَدامَةِ وَاِنتَقوا
إِن مَسَّكُم ظَمَأٌ فَقَولُ نَذيرِكُم / لا ذَنبَ لي قَد قُلتُ لِلقَومِ اِستَقوا
ما رَكِبَ الخَائِنُ في فِعلِهِ
ما رَكِبَ الخَائِنُ في فِعلِهِ / أَقبَحَ مِمّا رَكِبَ السارِقُ
شَتّانَ مَأمونٌ وَذو خُلسَةٍ / كَأَنَّهُ مِن عَجَلٍ بّارِقُ
قَد آنَسَت فِعلَكَ شُهُبُ الدُجى / لَيلاً وَقَد ابصَرَكَ الشارِقُ
فَكَيفَ لَم تُحرِقكَ شَمسُ الضُحى / وَكَيفَ لا يَرجُمُكَ الطارِقُ
هَذي طِباعُ الناسِ مَعروفَةٌ / فَخالِطوا العالَمَ أَو فارِقوا
يا ناقَ صَبراً أَنتِ في أَينُقٍ
يا ناقَ صَبراً أَنتِ في أَينُقٍ / شَطَّت مَراعيها وَأَيناقُها
أَغراضُها حالَت بِإِغراضِها / وَقَد بَرى الأَعناقَ إِعناقُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025