المجموع : 55
وُجوهُكُم كُلُفٌ وَأَفواهُكُم عِدىً
وُجوهُكُم كُلُفٌ وَأَفواهُكُم عِدىً / وَأَكبادُكُم سودٌ وَأَعيُنُكُم زُرقُ
وَما بي طِرقٌ لِلمَسيرِ وَلا السُرى / لِأَنّي ضَريرٌ لا تُضيءُ لِيَ الطُرقُ
أَغُربانُكَ السُحمُ اِستَقَلَّت مَعَ الضُحى / سَوانِحَ أَم مَرَّت حَمائِمُكَ الوَرَقُ
رَحَلتُ فَلا دُنِّيا وَلا دينَ نِلتُهُ / وَما أَوبَتي إِلّا السَفاهَةُ وَالخُرقُ
مَتّى يُخلِصِ التَقوى لِمَولاهُ لا تَغِض / عَطاياهُ مَن صَلّى وَقِبلَتُهُ الشَرقُ
أَرى حَيوانَ الأَرضِ يَرهَبُ حَتفَهُ / وَيُفزِعُهُ رَعدٌ وَيُطمِعُهُ بَرقُ
فَيا طائِرُ اِئمَنّي وَيا ظَبيُ لا تَخَف / شَذايَ فَما بَيني وَبَينَكُما فَرقُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ كَهلٌ مُجَرِّبٌ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ كَهلٌ مُجَرِّبٌ / وَلا ناشِئٌ إِلّا لِإِثمٍ مُراهِقُ
إِذا بَضَّ بِالشَيءِ القَليلِ فَإِنَّهُ / لِسوءِ السَجايا بِالتَبجُّحِ فاهِقُ
وَلَو كانَ مِن هَذي الشَواهِقِ سَيِّدٌ / ثَنَتهُ المَنايا وَهُوَ بِالنَفسِ شاهِقُ
وَكَم مِن جَوادٍ فيهِمُ شَهِدَت لَهُ / نَواهِقُهُ وَالشاحِجاتُ النَواهِقُ
مَتى يَنفَعِ الأَقوامَ حَيٌّ يَكُن لَهُ
مَتى يَنفَعِ الأَقوامَ حَيٌّ يَكُن لَهُ / أَذاةٌ بِهِم وَالحَينُ بِالنَفسِ لاحِقُ
فَما تَسحَقِ المَروَ وَالأَكُفُّ وَلا الحَصى / وَلَكِن يُغادي إِثمِدَ العَينِ ساحِقُ
فَإِن بورِكَ الخَيرُ الَّذي أَنتَ صانِعٌ / فَأَهلٌ وَإِلّا فَالخَطوبُ مَواحِقُ
أَرى الناسَ شَرّاً مِن زَمانٍ حَواهُمُ
أَرى الناسَ شَرّاً مِن زَمانٍ حَواهُمُ / فَهَل وُجِدَت لِلعالَمينَ حَقائِقُ
وَقَد كَذَبوا عَن ساعَةٍ وَدَقيقَةٍ / وَما كَذَبَت ساعاتُهُم وَالدَقائِقُ
إِن لَم يَكُن لي بِالشَقيقَةِ مَنزِلٌ / فَلا طُهِرَت عَزّاؤُها وَالشَقائِقُ
أَراني في قَيدِ الحَياةِ مُكَلَّفاً
أَراني في قَيدِ الحَياةِ مُكَلَّفاً / ثَقائِلَ أَمشي تَحتَها وَأُطابِقُ
إِذا كُنتَ في دارِ الشَقاءِ مُصَلِيّاً / فَإِنَّكَ في دارِ لسَعادَةِ سابِقُ
إِذا الحُرُّ لَم يَنهَض بِفَرضِ صَلاتِهِ / فَذَلِكَ عَبدٌ مِن يَدِ الدَهرِ آبِقُ
تَقيٌّ يُعاني ظِمئَهُ وَمُضَلَّلٌ / لَهُ صابِحٌ مِن غَيرِ حِلٍّ وَغابِقُ
فُؤادُكَ خَفّاقٌ وَبَرقُكَ خافِقُ
فُؤادُكَ خَفّاقٌ وَبَرقُكَ خافِقُ / وَأَعياكَ في الدُنيا خَليلٌ مُوافِقُ
تَخَيَّر فَإِمّا وَحدَةٌ مِثلُ مَيتَةٍ / وَإِمّا جَليسٌ في الحَياةِ مُنافِقُ
أَردَت رَفيقاً كَي يَنالَكَ رِفقُهُ / فَدَعهُ إِذا لَم تَأتِ مِنهُ المَرافِقُ
إِذا خَطَبَ الزَهراءَ شَيخٌ لَهُ غِنىً
إِذا خَطَبَ الزَهراءَ شَيخٌ لَهُ غِنىً / وَناشِئُ عُدمٍ آثَرَت مَن تُعانِقُ
وَقَلَّ غَناءً عَن فَتاةٍ وَزَوجُها / أَخو هَرَمٍ أَحجالُها وَالمَخانِقُ
وَإِن حاوَلتَ رَكبَ الظَلامِ نِياقُهُم / فَتِلكَ لَعَّمرُ اللَهِ بِئسَ الأَيانِقُ
وَما تَستَوي الأَخدانُ قِيَّمُ هَذِهِ / مُسِنٌ وَلِلأُخرى وَليٌّ غُرانِقُ
تَوَقوا سَبيلَ الغانِياتِ فَكُلُّها / كَلَيثِ الشَرى وَالطَيِّبُ فيها فُرانِقُ
أَرِقتُ فَهَل نَجمُ الدُجُنَّةِ آرِقُ
أَرِقتُ فَهَل نَجمُ الدُجُنَّةِ آرِقُ / وَتَجري الغَوادي بِالرَدى وَالطَوارِقُ
وَيُطرِبُني بَعدَ النُهى قَولُ قائِلٍ / سَقى بارِقاً مِن جانِبِ الغَورِ بارِقُ
أَبى الدَهرُ جوداً بِالسُرورِ وَإِن دَنا / إِلَيهِ الفَتى أَو نالَهُ فَهُوَ سارِقُ
هَلِ اليَومُ إِلّا شارِقٌ ثُمَّ غارِبٌ / أَوِ اللَيلُ إِلّا غارِبٌ ثُمَّ شارِقُ
مَرازِبُ كِسرى ما وَقَت مُهجَةً لَهُ / وَقَيصَرُ لَم يَمنَع رِداهُ البَطارِقُ
وَيَغبِرُ في الأَيّامِ مَن طالَ عُمرُهُ / فَتَغبَرُّ مِن طولِ البَقاءِ المَفارِقُ
مَحا أَلِفاتِ الشَرخِ عَن طِرسِ شَيبِهِ / لِتَخلُوَ مِن لَونِ الشَبابِ المَهارِقُ
وَمازالَ في شُربِ الأَباريقِ كارِهاً / لَما بَعَثَتهُ في الرِياحِ الأَبارِقُ
يَعافونَ تُرباً فيهِ تُطوى جُسومُهُم / وَمِنهُ بِحَقٍّ فُرشُها وَالنَمارِقُ
وَيُشبِهُ كَعباً إِذ بَكى وَمُتَمِّماً / لَدى كُلِّ عَقلٍ مَعبَدٌ وَمُخارِقُ
نَظيرَ اِبنَةِ الجونِ الَّتي النَوحُ شَأنُها / مُغَنِّيَةٌ عَن صَوتِها اللُبُّ مارِقُ
أَيَعلَمُ نَجمُ طارِقٍ بِرَزِيَّةٍ
أَيَعلَمُ نَجمُ طارِقٍ بِرَزِيَّةٍ / مِنَ الدَهرِ أَم لا هَمَّ لِلإِنسِ طارِقُه
وَهَل فَرقَدُ الخَضراءِ في الجَوِّ موقِنٌ / بِأَنَّ أَخاهُ بَعدَ حينٍ مُفارِقُه
وَما أَرَّقَتهُ الحادِثاتُ وَكُلُّنا / إِذا نابَ خَطبٌ ساهِرُ اللَيلِ آرِقُه
لَقَد مَرَّ حَرَسٌ بَعدَ حَرَسٍ جَميعُهُ / حَنادِسُ لَم يَذرُر مَعَ الصُبحِ شارِقُه
تَغَيَّرَت الأَشياءُ وَالمُلكُ ثابِتٌ / مَغارِبُهُ مَوفورَةٌ وَمَشارِقُه
مُرادٌ جَرَت أَقلامُهُ فَتَبادَرَت / بِأَمرٍ وَجَفَّت بِالقَضاءِ مَهارِقُه
وَهَل أَفلَتَ الأَيّامَ كِسرى وَحَولَهُ / مَرازِبُهُ أَو قَيصَرٌ وَبَطارِقُه
أَبارِقُ هَذا المَوتِ سَبَّحَ رَبَّهُ / نَعَم وَأَعانَت أَكُمُهُ وَأَبارِقُه
وَدُنياكَ لَيسَت لِلسُرورِ مُعَدَّةً / فَمَن نالَهُ مِن أَهلِها فَهُوَ سارِقُه
وَقَد عِشتُ حَتّى لَو تَرى العَيشَ لاحَ لي / هَباءً كَنَسجِ العَنكَبوتِ شَبارِقُه
فَخَف دَعوَةَ المَظلومِ إِنَّ دَعاءَهُ / مُلِمٌّ بِنورَيّ الحِجابِ وَخارِقُه
يُخادِعُ مَلِكُ الأَرضِ حَتّى إِذا أَتَت / مَنيَّتُهُ لَم تُغنِ عَنهُ مَخارِقُه
طِباعُ الوَرى فيها النِفاقُ فَأَقصِهِم
طِباعُ الوَرى فيها النِفاقُ فَأَقصِهِم / وَحيداً وَلا تَصحَب خَليلاً تُنافِقُه
وَما تُحسِنُ الأَيّامُ أَن تَرزُقَ الفَتى / وَإِن كانَ ذا حَظٍّ صَديقاً يُوافِقُه
يُضاحِكُ خِلٌّ خِلَّهُ وَضَميرُهُ / عَبوسٌ وَضاعَ الوِدُّ لَولا مَرافِقُه
يُسيءُ اِمرُؤٌ مِنّا فَيُبغَضُ دائِماً
يُسيءُ اِمرُؤٌ مِنّا فَيُبغَضُ دائِماً / وَدُنياكَ ما زالَت تُسيءُ وَتومَقُ
أَسَرَّ هَواها الشَيخُ وَالكَهلُ وَالفَتى / بِجَهلٍ فَمِن كُلِّ النَواظِرِ تُرمَقُ
وَما هِيَ أَهلٌ أَن يُؤَهَّلَ مِثلُها / لِوُدٍّ وَلَكِن اِبنَ آدَمَ أَحمَقُ
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا / مِن ظَهرِه أَن يَكونوا قَبلُ ما خُلِقوا
فَهَل أَحَسَّ وَبالِ جِسمِهِ رِمَمٌ / بِما رَآهُ بَنوهُ مِن أَذىً وَلَقوا
وَما تُريدُ بِدارٍ لَستَ مالِكَها / تُقيمُ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنطَلِقُ
فارَقتَها غَيرَ مَحمودٍ عَلى سَخَطٍ / وَفي ضَميرِكَ مِن وَجدٍ بِها عَلقُ
تَبَوَّأَ الشَخصُ مِن غَبراءَ مُظلِمَةٍ / قَرارَةً بَعدَما أَزرى بِهِ القَلَقُ
تَكونُ لِلروحِ ثَوباً ثُمَّ يَخلَعُهُ / وَالثَوبُ يَنهَجُ حَتّى الدَرعُ وَالحَلَقُ
وَأَخلَقَتهُ اللَيالي في تَجَدُّدِها / وَالغَدرُ مِنهُنَّ في أَخلاقِهِ خُلُقُ
وَالناسُ شُتّى فَيُعطى المَقتَ صادِقُهُم / عَنِ الأُمورِ وَيُحّبى الكاذِبُ المَلِقِ
يَغدو إِلى المَينِ مَن قَلَّت دَراهِمُه / فَيَجمَعُ المالَ ما يَفري وَيَختَلِقُ
وَرُبَّما عَذَلَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / في الصُدقِ حينَ يَرى جَدَّ الَّذي يَلقُ
وَيُخلِفُ الظَنُّ في الأَشياءِ صاحِبَهُ / وَالغَيمُ يَكدي وَداعي البَرقِ يَأتَلِقُ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ / وَإِن تَجُر فَلَها ضَيرٌ وَإِحراقُ
وَقُربَهُ اللُجُّ إِن أَعطاكَ فائِدَةً / فَلَيسَ يُؤمَنُ إِهلاكٌ وَإِغراقُ
وَالمالُ رِزقٌ فَمَن يُدرِكهُ يَحظَ بِهِ / وَلَيسَ يُغنيكَ إِشآمٌ وَإِعراقُ
وَالحَقُّ كَالشَمسِ وارَتها حَنادِسُها / فَما لَها في عُيونِ الناسِ إِشراقُ
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا / أَن يَتَعَدّى بِكَ الفُسوقُ
كَيفَ يُطيقُ النُهوضَ عادٍ / عَليهِ مِن مَأثَمٍ وَسوقُ
كَم غُرِسَت نَخلَةٌ بِأَرضٍ / فَلَم يُقَدَّر لَها بُسوقُ
لا يَفرَحَن بِالحَياةِ غِرٌّ / فَإِنَّها مَهلَكاً تَسوقُ
ما نَفَقَ الصِدقُ في البَرايا / وَلَم تَزَل لِلمُحالِ سوقُ
أُنافِقُ في الحَياة كَفِعلِ غَيري
أُنافِقُ في الحَياة كَفِعلِ غَيري / وَكُلُّ الناسِ شَأنُهُمُ النِفاقُ
أُعَلِّلُ مُهجَتي وَيَصيحُ دَهري / أَلا تَغدو فَقَد ذَهَبَ الرِفاقُ
بَلى وَالسَيرُ مِن أَفعالِ غَيري / وَإِن طالَ اِتِّكاءٌ وَاِرتِفاقُ
تَخالَفَتِ البَريَّةُ في العَطايا / وَيَجمَعُها لَدى الهُلكِ اِتِّفاقُ
أَنُصفِقُ أَن تُغَيِّرَنا اللَيالي / وَيُسمَعُ مِن مَزاهِرِنا اِصطِفاقُ
فَرَقٌ بَدا وَمِنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ
فَرَقٌ بَدا وَمِنَ الحَوادِثِ يَفرَقُ / شَيخٌ يُغادى بِالخُطوبِ وَيُطرَقُ
سُبحانَ خالِقِنا وَطاءٌ أَغبَرٌ / مِن تَحتِنا وَلَهُ غِطاءٌ أَزرَقُ
وَالشُهُبُ في بَحرِ السَماءِ سَوابِحٌ / تَطفو لِناظِرَةِ العُيونِ وَتَغرَقُ
أَعَرَقتَ خَيلَكَ في مُحاوَلَةِ الغِنى / وَحَواهُ غَيرُكَ مُشئِمٌ أَو مُعرِقُ
وَأَخو الحِجى في أَمرِهِ مُتَحَيّرٌ / جَمَعَ التَجارُبَ عُمرُهُ المُتَفَرِّقُ
وَتَعَهَّدَ اِبنُ العَبدِ بُرقَةَ ثَهمِدٍ / فَمَضى وَشيكاً وَاِستَقَرَّ الأَبرَقُ
عَزَّ الَّذي أَعفى الجَمادَ فَما تَرى / حَجَراً يَغَصُّ بِمَأكَلٍ أَو يَشرَقُ
مُتَعَرِّياً في صَيفِهِ وَشِتائِهِ / ما ريعَ قَطُّ لِمَلبَسٍ يَتَخَرَّقُ
مُتَجَلِّداً أَو خِلتُهُ مُتَلَبِّداً / لا دَمعَ فيهِ بِفادِحٍ يَتَرَقرَقُ
لا حِسَّ يُؤلِمُهُ فَيُظهِرُ مُجزَعاً / إِن راحَ يَضرِبُ مِلطَسٌ أَو مِطرَقُ
لَم يَغّدُ غَدوَةَ طائِرٍ مُتَكَسِّبٍ / وافاهُ يَلقُطُ أَجدَلٌ أَو زُرَّقُ
أَحِمامُ ما لَكَ في رُكوبِ حَمائِمٍ / وُرقٍ وَمِن شَرِّ الرُكابِ الأَورَقُ
وَالصَخرُ يَلبَثُ لا يُقارِفُ مَرَّةً / ذَنباً وَلا هُوَ مِن حَياءٍ مُطرِقُ
وَالدَهرُ أَخرَقُ ما اِهتَدى لِصَنيعَةٍ / وَبَنوهُ كُلُّهُمُ سَفيهٌ أَخرَقُ
وَتَشابَهَت أَجسامُنا وَتَخالَفَت / أَغراضُنا فَمُغَرِّبٌ وَمُشَرِّقُ
يا هِمُّ وَيحَكَ غَيَّرَتكَ نَوائِبٌ / وَالغُصنُ يورِقُ في الزَمانِ وَيورَقُ
مَلَأَت صَحيفَتَكَ الذُنوبُ وَفُعلُكَ / الحِبرُ الأَحَمُّ وَفَودُ رَأسِكَ مُهرَقُ
وَكَأَنَّما نُفِضَ الرَمادُ كَآبَةً / فَوقَ الجَبينِ وَقَلبُكَ المُتَحَرِّقُ
لِصُّ الكَرى مَلَكَ الرَدى في زَعمِهِم / إِنَّ الحَياةَ مِنَ الأَنامِ لِتُسرَقُ
مَن يُعطَ شَيئاً يُستَلَبهُ وَمَن يَنَم / جِنحَ الظَلامِ فَإِنَّهُ سَيُؤَرَّقُ
زُجِرَ الغُرابُ تَطَيُّراً وَنَقيضُهُ / ديكٌ لِأَهلِ الدارِ أَبيَضُ أَفرَقُ
هَذا السِفاهُ كَأَنَّنا حِمضيَّةٌ / أَو خَيطُ بِلِقعَةٍ غَذاهُ العِشرِقُ
الدَهرُ يَزبِقُ مِن حَواهُ كَأَنَّهُم
الدَهرُ يَزبِقُ مِن حَواهُ كَأَنَّهُم / شَعرٌ يُغَيَّرُ فَهوَ أَحمَرُ أَزبَقُ
وَالبَهمُ يُربَقُ وَالأَنامُ بَهائِمٌ / أَبَداً تُقَيَّدُ بِالقَضاءِ وَتُربَقُ
فَلَكٌ يَدورُ عَلى مَعاشِرَ جَمَّةٍ / وَكَأَنَّهُ سِجنٌ عَلَيهِم مُطبَقُ
في كُلِّ حينٍ يَستَهِلُّ مِنَ الأَذى / مَطَرٌ يَخُصُّ أَماكِناً وَيُطَبِّقُ
مُهَجٌ تَهارَشُ في الخَسيسِ وَإِن غَدَت / كَالنابِحاتِ فَكُلُّ طَعمٍ خِربَقُ
لا تَفرَحَنَّ بِما بَلَغتَ مِنَ العُلا / وَإِذا سَبَقتَ فَعَن قَليلٍ تُسبَقُ
وَلِيَحذَر الدَعوى اللَبيبُ فَإِنَّها / لِلفَضلِ مَهلَكَةٌ وَخَطبٌ موبَقُ
لَو قالَ بَدرُ التَمِّ إِني دِرهَمٌ / قالَت لَهُ السَفهاءُ أَنتَ مُزأَبِقُ
إِيّاكَ وَالدُنِّيا فَإِنَّ لِباسَها / يُبلي الجُسومَ وَطَيبُها لا يَعبَقُ
وَلَها هُمومٌ بِالنُفوسِ لَوابِقٌ / وَسُرورُها بِصُدورِنا لا يَلبَقُ
وَاللَهُ خالِقُنا لِأَمرٍ شاءَهُ / أَبَقَ العَبيدُ وَعَبدُهُ لا يَأبَقُ
الغَيبُ مَجهولٌ يُحارُ دَليلُهُ
الغَيبُ مَجهولٌ يُحارُ دَليلُهُ / وَاللُبُّ يَأمُرُ أَهلَهُ أَن يَتَّقوا
لا تَظلِموا المَوتى وَإِن طالَ المَدى / إِنّي أَخافُ عَلَيكُمُ أَن تَلتَقوا
هَذي المَهابِطُ وَالمَغابِطُ صُوِّرَت / لِلعالَمينَ لِيَهبِطوا أَو يَرتَقوا
لا تَدَّعوا عِتقاً عَلى مَولاكُمُ / فَالرَأيُ أَوجَبَ أَنَّكُم لَم تُعتَقوا
لَم تَستَطيعوا أَن تَقوا مُهجاتِكُم / فَتَخَيَّروا قَبلَ النَدامَةِ وَاِنتَقوا
إِن مَسَّكُم ظَمَأٌ فَقَولُ نَذيرِكُم / لا ذَنبَ لي قَد قُلتُ لِلقَومِ اِستَقوا
ما رَكِبَ الخَائِنُ في فِعلِهِ
ما رَكِبَ الخَائِنُ في فِعلِهِ / أَقبَحَ مِمّا رَكِبَ السارِقُ
شَتّانَ مَأمونٌ وَذو خُلسَةٍ / كَأَنَّهُ مِن عَجَلٍ بّارِقُ
قَد آنَسَت فِعلَكَ شُهُبُ الدُجى / لَيلاً وَقَد ابصَرَكَ الشارِقُ
فَكَيفَ لَم تُحرِقكَ شَمسُ الضُحى / وَكَيفَ لا يَرجُمُكَ الطارِقُ
هَذي طِباعُ الناسِ مَعروفَةٌ / فَخالِطوا العالَمَ أَو فارِقوا
يا ناقَ صَبراً أَنتِ في أَينُقٍ
يا ناقَ صَبراً أَنتِ في أَينُقٍ / شَطَّت مَراعيها وَأَيناقُها
أَغراضُها حالَت بِإِغراضِها / وَقَد بَرى الأَعناقَ إِعناقُها