القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 13
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن / حزناً فإن الحزنَ ليس يطاقُ
كم مملقٍ أمسى الثراء ببابهِ / ولكم رماهُ على الثرى الإملاقُ
واقنع برزقكَ ما كفاكَ فإنما / زاد المسافرِ هذهِ الأرزاقُ
والناسُ كالركبِ الذين إذا سروا / ناموا ولكن المطيَ تساق
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ / أما رمتكَ الظباءُ بالحدقِ
وهل نسيتَ الهوى وما بعدتْ / أيامُ ذاكَ الودادِ والملقِ
وكيفَ ينسى الغريقُ روعتهُ / إذا نجتْ روحهُ من الغرقِ
رحماكَ يا قلبُ ليسَ من شيمي / أني أبيعُ الوفاءَ بالحمقِ
فاقبرْ بلحدِ الهوى لواعجهُ / إنكَ إن تمتْ فيهِ لم تفقِ
ما خُلقَ القلبُ للغرامِ ولم / تخلقْ عيوني لذلكَ الأرقِ
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً / فإذا من أحبهُ في طريقي
يتجنى كأنَّ قاضي الجنايا / تِ نصيرٌ لقدهِ الممشوقِ
ورآني بذلةِ العاشقِ الصبِّ / فصدتهُ عزةُ المعشوقِ
قلتُ صلني فإني لكَ باق
قلتُ صلني فإني لكَ باق / ولو أن الكثيرَ ليسَ بباق
قال من كانَ في الجمالِ وحيداً / لا يبالي بكثرةِ العشاق
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ / ويا عيوناً طرفها رامقُ
من لفؤادٍ طاهرٍ جرَّهُ / إلى الغرامِ النظرُ الفاسقُ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ
يا مخلفَ الوعدِ كمْ / تكذبُ فيما تنطقُ
أصدقُ ما وعدتني / أنكَ لستَ تصدقُ
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا / في لسنهنَّ سهامٌ لسنَ في الحدقِ
كأنما من بني تيمٍ بعثنَ لنا / لو لم يكُنَّ قباحَ الخلقِ والخُلُقِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ / ومن يؤمل قلبهُ يعلقِِ
يا نفسُ يعضَ اليأسِ لا / تقنطي من رحمةِ اللهِ ولا تحنقي
إن كانَ ما مرَّ من العمرِ لم / يحققِ الظنَّ ففيما بقي
والناسُ في الدنيا دلاءٌ فتا / يهوي إلى القاعِ وذا يرتقي
تعالي وإن لم تُجملي فترفقي
تعالي وإن لم تُجملي فترفقي / فحسبي أنَّا ساعةَ الموتِ نلتقي
وإن شئتِ أن أبقى وقد أهلكَ الهوى / ذويهِ وإلَّا فأْمرينيَ ألحقِ
وقد كنتُ لا أرضى بدنيا عريضةٍ / فلما دنا يومي رضيتُ بما بقي
وما حيلتي إن لم تكنْ ليَ حيلةٌ / وهل بعدَ ما ترمينَ لحظكِ أتقي
خفي اللهَ ما أقوى على كلِّ نظرةٍ / وألاّ تخافيهِ فرحماكِ واشفقي
ألم يكفِ أن كانتْ خدودكِ فتنةً / لنا فتزينينَ الخدودَ بيشمقِ
وزدت فتونَ الجيدِ حتى تركتني / أموتُ على نوحِ الحمامِ المطوَّقِ
وقد بعثتْ عيناكِ في الحلي نسمةً / فكيفَ انثنتْ عنهُ المعاطفُ ينطقِ
وألقتْ عليهِ من غرامكِ مسحةً / فما انفكَّ مُصفرَّاً حذارِ التفرُّقِ
وتبعدهُ ثدياكِ ثمَّ تضمُّهُ / كدأبِ الهوى في العاشقِ المتملقِ
تعلمتُ منهُ ما توَشيَّ يراعتي / وما كلُّ شعرٍ بالكلامِ المنمقِ
وما القولُ إلا الحظُّ كثرُ من أرى / يظلُّ يهِ يشقى ولمّا يُوَفَقِ
فإن يحسدوني شيمةً عربيةً / فيا ربَّ فحلٍ إن هدرتُ يُنَوَّقِ
وما لهم هاموا وما عرفوا الهوى / فقولي لمن لم يعرفِ العشقَ يعشقِ
وذي عذلٍ لما مررتِ أشارَ لي / فقلتُ لهُ ناشدّتُكَ اللهَ فارفقِ
أرى الروحَ سهماً بينَ فكيكَ مودعاً / فإنْ تتحركُ هذه القوسُ يمرقِ
وداريتهُ حتى إذا قالَ أبعدتْ / عن العينِ قلتُ الآنَ فاسكتْ أو انهقِ
وما الليثُ أقوى مهجةً غيرَ أنني / متى أبصرُ الغزلانَ يمرحنَ أفرقِ
ولي قلمٌ كالنابِ ما زالَ مرهفاً / ولكنْ متى ما مسَّهُ الدمعُ يورقِ
وما أنا من يطوي على الهمِّ جنبهُ / ولكنَّ شيئاً إن عرى البدرَ يمحقِ
رُوَيْدَكِ لا تقضي عليَّ فرُبَّما / رأيتِ بريقَ التاجِ يوماً بمفرقي
وما أخرتني في بني الدهرِ شيمةٌ / بلى ومتى أطلقتُ للسبقِ أسبقِ
ومن كانَ ذا نفسٍ ترى الأرضَ جولةً / فلا بدَّ يوماً للسمواتِ يرتقي
ومهلاً أضئ آفاقها ثمَّ أنطفي / كما أطفأتْ أنفاسَ حبكِ رونقي
أليسَ ليَ القولُ الذي إن نظمتهُ / أو انتثرتْ حباتهُ يتألقِ
وحسبكِ قلبٌ بينَ جنبيَّ شاعرٌ / متى هجستْ أفكارُهُ يتدفقِ
ولن تجدي غيري يقولُ إذا بكى / لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقي
ليتَ أهلَ الغرامِ ما عشقوا
ليتَ أهلَ الغرامِ ما عشقوا / بل ليتهم قبلَ ذاكَ ما خلقوا
إني وجدتُ الحياةَ سائغةً / كالماءِ لكنْ لها الهوى شرقُ
ومن يجدْ عاشقاً يعيشُ فما / ينجو القتيلُ الذي بهِ رمقُ
وكيفَ يبقى العودُ الذي علقتْ / بأصلهِ النارُ وهو يحترقُ
يا قمراً في الفؤادِ مطلعهُ / ومن سُوَيدائِهِ لهُ غسقُ
إن تلقَ في مهجتي سواكَ فما / يريكَ غيرَ الكواكبِ الأفقِ
وكانَ زمانٌ كليلةٍ حلكتْ / هواكَ عندي لصبحها فلقُ
وأنتَ وردي فما يعيبكَ أن / ينبتُ يا وردُ قبلكَ الورقُ
أنبتكَ اللهُ مثمراً شغفاً / وهذهِ أضلعي لهُ طبقُ
يا ربِّ إن القلوبَ قد ضعفتْ / عن فتنتينِ الخدودُ والحدقُ
هذا كتابي قد جعلتُ مدادهُ
هذا كتابي قد جعلتُ مدادهُ / عيني وأقلامي ضلوعٌ تخفقُ
حمّلتُهُ شكوى إليكَ جمعتها / من كلِّ قلبٍ في البريةِ يعشقُ
أولا تراهُ يئنُّ من ألمِ الجوى / ويكادُ بالشوقِ المبرحِ ينطقُ
إِليكِ غصوني يا طيور الحقائقِ
إِليكِ غصوني يا طيور الحقائقِ / ليسمع في ذا الفجر صوت حدائقي
فما إن ارى كالحسن ابدع صامت / يجلُّ بهِ في الشعر ابدعُ ناطقِ
وافخم اصوات الطبيعة راعدٌ / يجلجلُ في الآفاق من حسن بارقِ
فيا خالق الدنيا منىً وحقائقاً / ليعرفهُ أهل المنى والحقائقِ
لقد يبصر المرءُ السما ونجومها / وما في العُلى من معجزات خوارقِ
ويبصر ما أبدعتَ في الأرض كلها / مغاربها القُصوى معاً والمشارقِ
ويبصر ما اجملتَ من متناسب / عجيب وما فصَّلت من متناسقِ
يرى كل هذا ساكن القلب وامقاً / بالحاظه واللحظ حُبُّ المنافقِ
بلى ويرى من كبرهِ كل رائع / ضئيلاً كأن المرءَ في رأس شاهقِ
ولكن متى يبصر بحسناءَ ينتفض / ويستشعر المخلوق هيبة خالقِ
يرى لحظها مسترسلاً في فؤَادهِ / يفكك ما بين المنى من علائقِ
وتغمرهُ من حسنها كل موجة / يميل عليها القلب مثل الزوارقِ
وتملأُهُ شوقاً يطيف بروحهِ / فيُشعرها الإِجلالُ من كل شائقِ
وتتركهُ في الحسّ كالروح نفسها / وكالفكر في ذوق المعاني الدقائقِ
هناك يرى في كل مبتسمٍ ضيا / ينيرُ من الآمال في كل غاسقِ
هناك يرى فجراً لكوكب قلبهِ / وناهيك من نجم على الفجر خافقِ
هناك حواشي الفجر رفَافةُ الندى / تمجُّ رشاش الكوثر المتدافقِ
هناك باقصى الفجر اجملُ مشرقٍ / يرى منهُ نور الله أَجمل شارقِ
لعمري لقد كانت لحواءَ فطنة / وكان أبونا آدمٌ غير حاذقِ
قضى قبل ان يمضي من الخلد ساعةً / وليس بهِ الاَّ اهتمام المُفارقِ
بئيسٌ على ما كان مكتئب لما / يكون بصدر واهن الصبر ضائق
فلم يغتنم من ساعة لم تَعُد لهُ / وكان بها من ساعة جِدَّ واثقِ
ولكن حواءَ الجميلة أسرعت / خواطرها كالبارق المتلاحقِ
رأت انها جفَّت على قلب آدم / ولمَّا تزل في ظل فنينان وارقِ
فكيف اذا ما غادرا الخلد بتَّةً / وعاد عليها آدم عود حانقِ
وهبَّت اعاصير الجدال وانشأت / سحائبهُ يرمينها بالصواعقِ
وكانت ترى في جنة الخلد جوهراً / يسمونهُ في الخلد قلب المعانقِ
ولما اتى وقت الخروج وعرّيا / سوى الحلة الخضراء دون المناطقِ
مشى آدمٌ يشكو لها متباطئاً / ولكنها زمَّت فماً غير ناطقِ
فأَعجبهُ منها السكوت ولم تكن / لتسكت في شيءٍ سكوت موافقٍ
وظن بها من روعة الحزن حكمةً / تبصّرها في امر هذي العوائقِ
ولو فتحت فاها الملائكُ عندها / لكانت رأَت فيهِ جريمة سارقِ
فقد اخذت حواءُ جوهرة الهوى / وفازت بحظ في المحبة فائقِ
فحين رآها آدم في ابتسامها / رأَى الحب ابهى ما يكون لرامقِ
ومرَّ بعينيه الشعاع وسحرهُ / يريهِ الهوى احلام يقظان صادقِ
ففي القبلة الاولى درى حاضر المنى / وفي القبلة الأخرى نسي كل سابقٍ
لذاك نرى حب الجواهر فطرة / لكل النسا معدودة في الخلائقِ
وما برحت آثار جوهرة الهوى / تلألأُ في كل ابتسامٍ لعاشقِ
كتابها قد جاءني حاملا
كتابها قد جاءني حاملا / لقلبي الخفاق قلبا خفق
والتمعت فيه نجوم المنى / في أسطر مثل سواد الغسق
وأعرف القبلة في موضع / يلوح لي كالزهر لا كالورق
وكم به سطر إلى آخر / كالصدر للصدر دنا فاغتنق
وكم به معنى أنام الجوى / وكم به معنى أتى بالأرق
سالته كيف رأى وجهها / فقال جل اللَه فيما خلق
قلت وذاك الخد لما استحى / فقال مثل الفجر فيه الشفق
قلت وذاك الثغر ما أمره / فقال لما ذكرتك انطبق
يا ثغرها فيك نسيم الندى / فكيف قلبي في نداك احترق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025