المجموع : 21
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا
يا لؤلؤاً يَسْبي العقولَ أَنِيقا / وَرَشاً بَتقطيعِ القُلوبِ رَفيقا
ما إِنْ رأَيْتُ وَلا سَمْعتُ بِمِثلهِ / دُرّاً يعودُ مِنَ الحياءِ عَقيقا
وإذا نَظرتَ إِلى محاسنِ وجههِ / أبصَرْتَ وجْهَكَ في سَناهُ غَريقا
يَا منْ تَقَطعَ خَصْرُهُ مِنْ رقَّةٍ / مَا بالُ قَلْبِكَ لا يَكُونُ رَقِيقا
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني
وربَّ طيفٍ سرى وهْناً فهيَّجني / نفَى طَوارقَ همِّ النَّفسِ إذْ طرقا
كأنَّما أغفلَ الرّضوانُ رِقْبتَهُ / وَهْناً ففرَّ من الفردَوسِ مُسترِقا
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ
يا كاتِباً نَقشَتْ أَنامِلُ كَفِّهِ / سِحرَ البَيانِ بِلا لِسانٍ يَنْطِقُ
إلّا صَقيلَ المتْنِ مَلمومَ القُوَى / حُدَّتْ لَهازِمُهُ وشُقَّ المَفْرِقُ
فإذا تكلَّمَ رَغْبةً أو رهْبَةً / في مَغْربٍ أصغَى إليهِ المَشرِقُ
يَجْري بِريقَةِ أَرْيِهِ أَو شَرْيِهِ / يَبْكي وَيضْحَكُ مِنْ سُراهُ المُهْرَقُ
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ
ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ / كأنَّهُ لِحنينِ الصَّوتِ مُشْتاقُ
يا ضَيعةَ الشِّعْرِ في بُلْهٍ جَرامقَةٍ / تَشابَهتْ مِنهُمُ في اللُّؤمِ أَخلاقُ
غُلَّتْ بِأَعناقِهمْ أَيْدٍ مُقَفَّعةٌ / لا بُورِكَتْ مِنْهُمُ أَيْدٍ وَأعْناقُ
كَأنَّما بَيْنَهُمْ في مَنْعِ سائِلهِمْ / وحَبْسُ نائِلِهمْ عَهْدٌ ومِيثاقُ
كم سُقْتُهُم بِأَمادِيحي وقُدْتُهُم / نحوَ المعالِي فما انْقادُوا ولا انْساقوا
وَإنْ نَبا بِيَ في ساحاتِهمْ وطنٌ / فَالأرضُ واسعةٌ والنَّاسُ أَفْراقُ
ما كُنتُ أَوَّلَ ظَمْآنٍ بِمهْمَهَةٍ / يَغُرُّهُ مِنْ سَرابِ القَفْرِ رِقْراقُ
رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ أَرضاهُمْ وَأَسخَطَني / واللَّهُ لِلأَنْوكِ المَعْتُوهِ رزَّاقُ
يا قابِضَ الكَفِّ لا زالتْ مُقَبَّضَةً / فما أنامِلُها لِلنَّاسِ أَرْزاقُ
وَغِبْ إذا شِئْتَ حَتَّى لا تُرى أبَداً / فما لِفقْدِكَ في الأَحْشاءِ إقْلاقُ
ولا إليكَ سَبيلُ الجُودِ شارِعَةٌ / وَلا عَليْكَ لِنُورِ المَجدِ إشْراقُ
لم يَكْتَنِفْني رَجاءٌ لا ولا أملٌ / إلا تَكَنَّفهُ ذُلٌّ وَإمْلاقُ
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يُفيقُ
أرقتُ وقلبي عنك ليسَ يُفيقُ / وأسعدتَ أعدائي وأنتَ صديقُ
وصدَّ الخيالُ الواصلي منكَ في الكرى / بصدِّكَ عنِّي فالفؤادُ مَشوقُ
تَعلَّمَ منكَ الهجرَ لما هجَرْتَهُ / فليس له في مُقلتيَّ طريقُ
وتَأبَى عليَّ الصَّبرَ نفسٌ كئيبةٌ / وقلبٌ بأصنافِ الهمومِ رفيقُ
سُهادٌ ودمعٌ بالهمومِ تَوكَّلا / فذا مُوثَقٌ فيها وذاكَ طليقُ
رَشاً لو رآهُ البدرُ يُشرقُ وجهُهُ / لأظلمَ وجهُ البدرِ وهو شَريقُ
دقيقُ فرندِ الحُسنِ أمَّا وشاحُهُ / فيَهْفو وأما حِجلُهُ فيضيقُ
يغضُّ زمانَ الوصلِ لمّا تطلَّعتْ / لوامعُ في رأسي لهنَّ بريقُ
سلامٌ على عهدِ الشبابِ الَّذي مضَى / إذ العيشُ غضٌّ والزمانُ أنيقُ
وإذْ لبناتِ الخِدْرِ نحوي تطلُّعٌ / كما لمعتْ بينَ الغمامِ بروقُ
عطابيلُ كالآرام أمّا وجوهُها / فدُرٌّ ولكنَّ الخدودَ عَقيقُ
سَفَرْنَ قناعَ الحُسنِ عنها فأَشرقتْ / مصابيحُ أبوابِ السماءِ تَروقُ
أشِبْهَ نعاجِ الرَّملِ هل من بقيَّةٍ / ولو سببٌ من وصلكنَّ دَقيقُ
لقد بَتَّ حبلَ الوصلِ وهو وثيقُ / حُسامٌ منَ الهِجْرانِ ليسَ يَليقُ
فلا نَيْلَ إلا أنْ أخالسَ لحظةً / ولا وصلَ إلا أن ينمَّ شَهيقُ
وأن تُبسَطَ الآمالُ في ساحةِ العُلا / رجاءً يداوي الشوقَ وهو يشُوقُ
وإني لأُبدي للوُشاةِ تبسُّماً / وإنسانُ عيني في الدموعِ غريقُ
ولي قَولةٌ في الناسِ لا أَبتغي بها / منَ الناسِ إلا أن يقالَ صديقُ
ألا تَشكرونَ اللَّهَ إذْ قامَ فيكمُ / إمامُ هُدىً في المكرُماتِ عريقُ
وأَحكمَ حكمَ اللَّهِ بينَ عبادهِ / لسانٌ بآياتِ الكتابِ طَليقُ
خلافةُ عبدِ اللَّهِ حجٌّ عنِ الورَى / فلا رَفَثٌ في عصرِها وفسوقُ
إمامُ هدىً أحيا لنا مهجةَ الهُدى / وقد جَشأتْ للموتِ فهيَ تفُوقُ
حقيقٌ بما نالتْ يداهُ منَ العُلا / وما نالَنا منها بهِ فحقيقُ
يُدبِّرُ مُلكَ المَغْربين وإنَّهُ / بتدبيرِ مُلْكِ المشرقينِ خليقُ
تجلَّتْ دياجي الحيفِ عن نورِ عدلهِ / كما ذَرَّ في جنحِ الظَّلامِ شُروقُ
وثقَّفَ سهمَ الدِّينِ بالعدلِ والتُّقَى / فهذا لهُ نصلٌ وذلك فُوقُ
وأعلقَ أسبابَ الهُدى بضميرهِ / فليسَ لهُ إلا بهنَّ عُلوقُ
وما عاقَهُ عنها عوائقُ ملكهِ / وأمثالُه عن مِثلهنَّ تَعوقُ
إذا فُتحتْ جنَّاتُ عَدْنٍ وأُزلفتْ / فأنتَ بها للأنبياءِ رَفيقُ
أَلا بِأبي من قلبه غير مشفِقُ / عليَّ ولي قلبٌ عليهِ شَفيقُ
وإِنِّي لأُبدي لِلوُشاة تَبَسُّماً / وإِنسانُ عَيني في الدُّموع غَريقُ
وَكَم شافهَتني لِلصّبا أَريَحِيَّةٌ / وَمازجَ ريقي لِلأَحِبَّةِ ريقُ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ / يحسدُ فيه المغربَ المشرقُ
لما بدا للأرض مُستبهِجاً / كادَت له عيدانُها تُورِقُ
لو يعلمُ الأبلقُ مَن فوقَهُ / لاختالَ عن عُجبٍ به الأبلقُ
يا من رأَى بحرَ ندىً زاخراً / يحملُهُ طِرفٌ فلا يغرقُ
إمامُ عدلٍ باسطٌ كفَّهُ / يرزقُ منها اللَّهُ ما يرزُقُ
عادَ به الدهرُ الَّذي قد مضَى / وجُدِّدَ الملكُ به المُخْلَقُ
ذاتُ دلٍّ وِشاحُها قلقُ
ذاتُ دلٍّ وِشاحُها قلقُ / مِن ضُمورٍ وحِجْلُها شَرِقُ
بَزَّتِ الشَّمسُ نورَها وحَباها / لحظَ عينيهِ شادِنٌ خَرِقُ
ذَهبٌ خَدُّها يذوبُ حَياءً / وسِوى ذاكَ كلُّه ورِقُ
إن أَمُتْ مِيتةَ المُحبِّينَ وجْداً / وفؤادي منَ الهوى حَرِقُ
فالمنايا من بينَ غادٍ وسارٍ / كُلُّ حيٍّ برهْنِها غَلِقُ
وما رَوضةٌ بالحَزْنِ حاكَ لها النَّدى
وما رَوضةٌ بالحَزْنِ حاكَ لها النَّدى / بُروداً مِنَ الموْشِيِّ حُمرَ الشقائقِ
يُقيمُ الدُّجى أَعناقَها ويُمليها / شُعاعُ الضُّحى المُستَنُّ في كُلِّ شارقِ
إذا ضاحَكَتها الشَّمسُ تَبكي بأعيُنٍ / مُكلَّلةِ الأَجفانِ صُفْرِ الحَمالِقِ
حكَتْ أَرضُها لونَ السَّماءِ وزانَها / نُجومٌ كأمثالِ النُّجومِ الخوافِقِ
بأطيبَ نَشراً من خلائقِهِ الَّتي / لها خَضَعتْ في الحُسنِ زُهرُ الخلائقِ
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ
وقَضيبٍ يميسُ فوقَ كثيبٍ / طَيِّبِ المُجْتنى لذيذِ العناقِ
قد تَغنَّى كما اسْتَهلَّ يُغني / ساقُ حرٍّ مُغرِّدٍ فوقَ ساقِ
يَنشُرُ الدُّرَّ في المَسامعِ نَشْراً / بينَ دُرٍّ مُنظَّمٍ مُسْتاقِ
وافْتَضَضْنا منَ العَواتقِ بكراً / نُكحتْ أمُّها بغَيرِ صَداقِ
ثمَّ بَانَت ولم تُطلَّقْ ثلاثاً / لم تَبِنْ حُرَّةٌ بغَيرِ طَلاقِ
دينُنا في السَّماعِ دينٌ مَدِيني / يٍ وفي شُربِنا الشَّرابَ عِراقي
بَيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إِذا خَجِلتْ
بَيضاءُ يَحمرُّ خدَّاها إِذا خَجِلتْ / كما جَرى ذهبٌ في صَفْحَتَي ورِقِ
فَررتُ منَ اللقاءِ إلى الفِراقِ
فَررتُ منَ اللقاءِ إلى الفِراقِ / فحَسْبي ما لقيتُ وما أُلاقي
سَقاني البينُ كأسَ الموتِ صِرفاً / وما ظَنِّي أَموتُ بكفِّ ساقِ
فيا بَردَ اللقاءِ على فُؤادي / أَجِرْني اليومَ من حَرِّ الفِراقِ
يا فِتْنةً بُعثتْ على الخَلقِ
يا فِتْنةً بُعثتْ على الخَلقِ / ما بينَها والموت من فَرْقِ
شَمسٌ بَدَتْ لكَ من مَغاربها / يَفْترُّ مبْسِمُها عنِ البَرْقِ
ما كنتُ أَدري قبلَ رُؤيتها / للشَّمسِ مُطَّلعاً سِوى الشَّرقِ
يا مَنْ يَضِنُّ بفضلِ نائِلِهِ / لو في يَدَيه مَفاتِحُ الرِّزقِ
سَقَوني حِمامي يومَ ساقُوا حُمولَهُمْ
سَقَوني حِمامي يومَ ساقُوا حُمولَهُمْ / فرحتُ وراحُوا بينَ ساقٍ وسائِقِ
وأَخْرسَ لَفظي وهو ليسَ بأَخرسٍ / وأنطقَ دمْعي وهْوَ ليسَ بِناطِقِ
فيا بأَبي تلكَ الدُّموعُ التي هَمَتْ / فدلَّتْ على مَكْنونِ تلكَ العَلائقِ
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً
أبِيتُ تحتَ سماءِ اللهوِ مُعتنقاً / شمسَ الظهيرةِ في ثوبٍ من الغَسَقِ
بَيضاءَ يحمرُّ خَدَّاها إذا خجلتْ / كما جَرى ذهبٌ في صفحَتي وَرَقِ
والدارُ بعدَهُمُ مقسَّمةٌ
والدارُ بعدَهُمُ مقسَّمةٌ / بينَ الرياحِ وهاتِفِ الوَدْقِ
درجَ الزمانُ على معارِفها / كمدارجِ الأقلام في الرقِّ
لم يبقَ منها غيرُ أرمِدَةٍ / لُبِّدْنَ بينَ خوالدٍ وُرْقِ
وسطورِ آناءٍ بعَقْوتِها / مَحْنوَّةٍ كأهلَّةِ المَحْقِ
طوَّقْتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً
طوَّقْتَهُ بالحُسامِ مُنْصلتاً / آخرَ طَوقٍ يكونُ في عُنقِه
تَبرَّمتِ الوثيقةُ بالوثاقِ
تَبرَّمتِ الوثيقةُ بالوثاقِ / وصارَ الروحُ منها في التَّراقي
فلو أَنصفْتَها نظراً وحَزْماً / إلى مَن بالمدينة والعراقِ
لعلَّ القومَ يَتَّفقون فيها / وكيف لهم وأنَّى باتَّفاقِ
فِجاجُ العلم واسعةٌ عليكُمْ / وهنَّ عليَّ ضَيِّقةُ الخِناقِ
بَيضاءُ مَضْمومةٌ مُقَرْطَقَةٌ
بَيضاءُ مَضْمومةٌ مُقَرْطَقَةٌ / تَنقدُّ عن نَهدِها قراطقُها
كَأنما باتَ ناعِماً جَذِلاً / في جَنَّةِ الخُلدِ مَن يعانقُها
وأَيُّ شيءٍ أَلذُّ من أَمَلٍ / نالتْهُ معشوقَةٌ وعاشِقُها
دعْني أَمُتْ في هوَى مُخدَّرةٍ / تَعلقُ نَفسي بها علائِقُها
مَن لم يَمُتْ عبطة يمت هرماً / الموتُ كاسٌ والمرءُ ذائقها
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ
وبدرٍ غيرِ مَمْحوقِ / منَ العِقْيانِ مخْلوقِ
إذا أُسْقيتُ فضلَتَهُ / مزجْتُ بريقِهِ ريقي
فيا لكَ عاشقاً يُسْقى / بقيَّةَ كاسِ مَعْشوقِ
بكيتُ لنأيِهِ عنِّي / ولا أبكي بتشْهيقِ
لمنزلةٍ بِها الأَفلا / كُ أَمثالُ المهاريقِ
اشربْ على منظرٍ أَنيقِ
اشربْ على منظرٍ أَنيقِ / وامزُجْ بريقِ الحبيبِ رِيقي
واحْلُلْ وشاحَ الكَعابِ رِفقاً / واحذَرْ على خَضرِها الرَّقيقِ
وقُل لمن لامَ في التَّصابي / إليكَ خلِّ عنِ الطَّريقِ