القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 18
مَنْ عَذِيْري مِنْ تَجَنِّي شادِنٍ
مَنْ عَذِيْري مِنْ تَجَنِّي شادِنٍ / رامِحِ القامَةِ شَاكي الحَدَقِ
ماجِنِ البالِ وَقاحٍ لا يَرَى / في دَمِ الصَّبِّ عِقاباً يَتَّقي
أوْدَعتْ ألحاظُهُ في كَبِدي / ما أطاقَتْه وما لَمْ تُطِقِ
سَلْسَلُ الحُسْنِ بِخدَّيْهِ جَرَى / عَجَباً ساغَ ومِنْهُ شَرَقي
لِمُحيَّاهُ المُحيّا رَوْنَقٌ / يا لَقَلْبِي ولِذاكَ الرَّوْنَقِ
خَلعَ الرَّوضُ عَلَيْهِ مِطْرَفاً / مِن بَديعِ النَّور سَاري العَبَقِ
فارْتَدَتْ خدَّاه بُردَيْ وَرْدهِ / واكْتَسى الشَّارِبُ صِبْغَ الوَرَقِ
واسْتَبى الثَّغرُ مُنَدَّى زَهْرِه / واحتَوتْ عَيناهُ سِرَّ الزَّرَقِ
فَهو رَيَّا ورُواءٌ ورُؤىً / لِصَدٍ أوْ راءٍ اَو مُنْتَشِقِ
ألا هَلْ دَرى مَنْ باتَ غيرَ مُؤَرَّقِ
ألا هَلْ دَرى مَنْ باتَ غيرَ مُؤَرَّقِ / بأنَّ جُفوني مُذْ نَأى ليسَ تَلْتقي
وأنَّ غَرامي مُنْذُ سارَ مُلازِمي / وأنَّ اصْطِباري منذُ بانَ مُطَلِّقي
وماساقَ أشْواقي وهاجَ بَلابِلي / سِوى سائِقِ الأظْعانِ يَوْمَ التَّفَرُّقِ
تَعَشَّقتُ في قَومٍ غِرابٍ فَودَّعوا / فيا لَيْتَني مَيْتٌ ولَمْ أتعشَّقِ
ويا ليتَ عَيْني إذْ رأتهمْ تَعلَّقَتْ / سِواهُمْ ولَوْ بالبارِقِ المُتألّقِ
ظَنَّ أني أفَقْتُ مِنْ أشْواقي
ظَنَّ أني أفَقْتُ مِنْ أشْواقي / إذْ رَآنِي لَمْ أشْكُهُ ما أُلاقِي
فَتَصدَّى لِخُبْرِ مُضْمَر صَدْري / فإذا بي فِي زَفْرَةٍ وسِياقِ
بِمَ يَشْكُو أوْ كَيْفَ قُلْ ليَ يَشْكُو / تالِفٌ نَفْسُهُ رَقَتْ للتَّراقي
أهِ مِنْ ذا النَّوى وذا الهَجْرِ آهاً / جَبَرَ الله صَدْعَتِي بالتَّلاقِي
كُنْ كما شِئْتَ يا حُبَيِّبَ قَلْبي / إنَّنِي والهَوى عَلى العَهْدِ باقِ
ما تَضُمُّ الجُيوبُ والأطْواقُ
ما تَضُمُّ الجُيوبُ والأطْواقُ / لا الَّذي قَدْ سَمَتْ بِهِ آفاقُ
ذَاكَ يُعْشِي العُيونَ مِنْهُ وهذا / بِحنَايا الحَشا لَهُ إشْراقُ
لَيْسَ شَيءٌ أبْهى وأبْهَرَ مَرْأى / مِنْ بُدورٍ تُديرها أعْناقُ
أوْفى كَما زارَ الخَيالُ الطَّارِقُ
أوْفى كَما زارَ الخَيالُ الطَّارِقُ / وبَدا كَما التَاحَ البَريقُ الخافِقُ
ما كانَ بَيْنَ إيابهِ وذَهابهِ / إِلّا كما رَجَعَ النَّواظِرَ رامِقُ
مُتَردِّدٌ ظَفَرتْ بهِ أيْدي النَّوى / كالبَدْرِ إمَّا غاربٌ أو شارِقُ
يا رُبَّ أسودَ وافانا وفي يَدِهِ
يا رُبَّ أسودَ وافانا وفي يَدِهِ / مُطيَّبٌ راقَ من خِيريِّهِ نَسَقُ
لا غروَ أهدى لنا ريَّاهُ عاطِرةً / فنفحةُ النَّور يُذكي طِيْبَها الغسَقُ
أهلاً بِنَوْرِ بَهارٍ قَد حَبَتْكَ بِهِ
أهلاً بِنَوْرِ بَهارٍ قَد حَبَتْكَ بِهِ / شَقِيقَةُ الرَّوضِ في حُسْنِ وفي عَبَقِ
حكَى لَنا طِيْبَ رَيَّاها ومَبْسِمِها / فارْشُفْهُ إن شئْتَ أو إنْ شئتَ فانْتَشِقِ
أوْفَى عَلى قُضُبٍ في لِيْنِ قامَتها / لو أنَّ في ضَمِّها رَوْحاً لِمُعْتَنِقِ
رَيْحانَةٌ في كُساها الخُضر قد طَلَعتْ / كأنَّها الغُصْنُ في خُضْرٍ مِنَ الوَرَقِ
تَكَلَّلت عِمَّةً حَمْرَاء وانْتَقبَتْ / تحكي الهِلالَ كَسَتْهُ حُمَرَةُ الشَّفَقِ
سَبْعٌ لِيَ اليَوْمَ أيا بُغْيَتي
سَبْعٌ لِيَ اليَوْمَ أيا بُغْيَتي / لَم يَبْدُ لي مَنْظَرُكَ المُشْرِقُ
ماذا الجفاءُ اللهَ في مُغْرَمٍ / أدْمُعُهُ مِنْ لَوْعَةٍ تَدْفُقُ
أيَظْهَرُ البَدْرُ عَلى بُعْدِهِ / وأنتَ بالقُرْبِ ولا تُشْرِقُ
يا بَدْرَ تمٍّ تُسامي الطَّرفَ عَنْ أُفُقِ
يا بَدْرَ تمٍّ تُسامي الطَّرفَ عَنْ أُفُقِ / أوْلى لَكَ القَلبُ أُفقاً واضِحَ الفَلَقِ
بِمُهْجَتي عائِدٌ عادَ الزَّمانُ بهِ / فعادَ عِيدُ الرِّضى والبِشْرِ في نَسَقِ
جَرَى بهِ أشْقَرٌ للوعْدِ في طَلَقٍ / فيَا لِجَرْيِ النُّهى في ذلِكَ الطَّلَقِ
حتَّى إذا ما أتىَ أهْوَى يُعانِقُني / في الأرضِ كالشَّمْسِ إذ تُهوي عن الأُفُقِ
كأنَّما الطِّرْفُ أُفقٌ شَمْسُهُ غَربتْ / فذلكَ اللَّونُ فيهِ حُمْرَةُ الشَّفقِ
رَمِدَتْ لواحِظُهُ فقالَ طَبيبُه
رَمِدَتْ لواحِظُهُ فقالَ طَبيبُه / أضْفُوا عليهِ غَلائِلاً زُرْقا
ما إنْ تَكادُ تُبينُ وهوَ مُغلَّلٌ / بَيْنَ الهِلال وبَيْنَهُ فَرْقا
يا مَنْ رأى في الأرضِ بَدْراً ماشِياً / أمَّا أنا فَرَأيتُهُ حقّا
يا حُسْنَه لهِلالِ الفِطْر مُرْتَقباً
يا حُسْنَه لهِلالِ الفِطْر مُرْتَقباً / كالبَدْرِ أشرقَ في داجٍ مِنَ الغَسَقِ
أوْمى إليهِ بعَيْنيه وغازَلَني / فَقُلْتُ والصَّبُّ مَفْطورٌ عَلى القَلَقِ
لُقْياكَ عِيديْ ومَرْآكَ الهلالُ وفي / لَماك فِطْري فما أبغي لَدى الأُفُق
يا جارياً مِنْ سَبيلِ المَجْدِ في طَلَقٍ
يا جارياً مِنْ سَبيلِ المَجْدِ في طَلَقٍ / مُقيِّداً مِنْ عُلاهُ كُلَّ إطْلاقِ
أتَتْ هَداياكَ في ألوانِها طُرَفاً / كالرَّوضِ في ثَوْبِ أزهارٍ وأوراقِ
هذِي طُروسٌ أمِ الطَّاووسُ أمْ قُزَحٌ / أمِ الحَدائقُ تُجْلَى نَصْبَ أحْداقِ
كأنَّ ما احْمَرَّ مِنْها بَيْنَ أخْضَرِهِ / خلالَ أصْفَرِهِ طاقاً عَلى طاقِ
مُعَذِّراتُ خُدُودٍ أُشْرِبَتْ خَجَلاً / لَمّا أُضِيفَتْ إلى وَجناتِ عُشَّاقِ
عَدوّك دارِهِ ما اسطَعْتَ حَتَّى
عَدوّك دارِهِ ما اسطَعْتَ حَتَّى / يعودَ لَديكَ كالخِلِّ الشَّفيقِ
فما في الأرضِ أرْدى من عَدُوٍّ / ولا في الأرضِ أجْدى من صَديقِ
ألا خَيْرُ ما لِلْمَرءِ عَقْلٌ يَزيْنُهُ
ألا خَيْرُ ما لِلْمَرءِ عَقْلٌ يَزيْنُهُ / فإنْ لم يَكُنْ عَقْلٌ فَجاهٌ ينفِّقُهْ
وإِلّا فمالٌ ساتِرٌ مِنْ عُوارِهِ / وما خيرُ سِتْرٍ قَدْ يُخافُ تَمَزُّقُهْ
فإنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذِي الثَّلاثَةِ واحِدٌ / فأوْلى لَهُ نارٌ مِنَ اللهِ تُحرِقُهْ
مَثْواكَ عِزُّكَ فاحذَرْ أنْ تُفارقَهُ
مَثْواكَ عِزُّكَ فاحذَرْ أنْ تُفارقَهُ / فَعِزَّةٌ واغْتِرابٌ قَلَّما اتَّفَقا
أما تَرى الشَعرَ فَوْقَ الرَّأْسِ مُحْتَرَماً / فإنْ يَزُلْ عَنْهُ أضْحى في التُّرابِ لَقَى
مَنْ لم يُشاهِدْ مَوْقِفاً لفِراقِ
مَنْ لم يُشاهِدْ مَوْقِفاً لفِراقِ / لَمْ يَدْرِ كَيْفَ تَولّهُ العُشَّاقِ
إنْ كُنْتَ لَمْ تَرَهُ فسائِلْ مَنْ رأى / يُخْبِرْكَ عن وَلَهِيْ وهَوْلِ سياقي
مِنْ حَرِّ أنفاسٍ وخَفْقِ جَوانحٍ / وصُدوعِ أكْبادٍ وفَيْضِ مآقِ
دُهِيَ الفُؤادُ فلا لِسانٌ ناطِقٌ / عِنْدَ الوَداعِ ولا يَدٌ متراقِ
ولَقَدْ أُشيرُ لِمَنْ تكلَّف رِحْلَةً / أنْ عُجْ عَليَّ ولو بقَدْرِ فُواقِ
عَلّي أُراجِعُ مِنْ ذَماي حشاشَةً / أشكو بها بَعْضَ الذي أنا لاقِ
فمضى ولَمْ تَعْطِفهُ نَحْويَ ذمَّةٌ / هَيْهاتَ لا يَثْني عَلى مُشْتاقِ
يا صاحِبَيَّ وقَدْ مَضى حُكْمُ الهَوى / رُوحا عَلَيَّ بِشيمةِ الإشْفاقِ
واسْتَقْبلاها نَسْمَةً من أرضِكُمْ / فَلَعَلَّ نَفحتها تَحُلُّ وَثاقي
إنّي لَيَشْفيني النَّسيمُ إذا سَرى / مُتَضَوِّعاً من تِلْكُمُ الآفاقِ
مَنْ مُبْلغٌ بالجزعِ أهلَ مَوَدَّتي / أنِّي على حُكْمِ الصَّبابةِ باقِ
ولئن تحوَّل عهدُ حُبِّهِمُ نَوىً / ما حُلْتُ عَنْ عَهْدي وعَنْ مِيْثاقي
أنِفَتْ خَلائقيَ الكِرامُ لخِلَّتي / نَسَباً إلى الإخْلالِ والإخْلاقِ
قَسماً به ما اسْتَغْرَقتني فِكْرَةٌ / إِلّا وفِكْري فيهِ واستغراقي
لي أنَّةٌ عند العشِيِّ لَعَلَّهُ / يُصغي لها وكذا معَ الإشراقِ
أبْكي إذا هَبَّ النسيمُ فإن تَجِدْ / بَلَلاً به فَبِدَمْعِيَ المُهْراقِ
أُومي بِتَسْليمٍ إليهِ مع الصَّبا / فالذِّكْرُ كُتبي والرِّفاقُ رِفاقي
مَنْ لي على شَحْطِ المَزارِ بنازحٍ / أدنى لِقَلْبي مِن جَوى أشواقي
إنْ غابَ عنْ عَيْني فَمثْواهُ الحَشا / وسُراهُ بَيْنَ القَلْبِ والأحْداقِ
جارَتْ عَليَّ يَدُ النَّوى بفِراقه / آهاً لِما جَنَتِ النَّوى بفِراقِ
أحْبابَ قَلْبي هَلْ لِماضي عَيْشِكُمْ / رَدٌّ فَيُنْسَخَ بُعْدُكم بِتَلاقِ
أمْ هَلْ لأَثْوابِ التَّجلُّد راقعٌ / إذْ لَيْسَ مِن داءِ المحبَّةِ راقِ
ما غابَ كوكبُ حُسْنِكُمْ عنْ ناظِري / إِلّا وأمْطرتِ الدِّما آماقىِ
إيهٍ أُخَيَّ أدرْ عليَّ حَديثَهُمْ / كأْساً ذَكَتْ عَرْفاً وطيبَ مَذاقِ
وإذا جَنحتَ لماءٍ اَوْ طَرَبٍ فمنْ / دَمْعي الهَمُوعِ وقَلبيَ الخفَّاقِ
ذِكراهُ راحي والصَّبابةُ حَضْرَتي / والدَّمْعُ ساقِيَتي وأنْت السَّاقي
فَلْيَسْلُ عَنِّي مَنْ لَحاني إنَّني / راضٍ لما لاقَيْتُه وأُلاقي
دِماءٌ فوقَ خَدِّكِ أم خَلُوق
دِماءٌ فوقَ خَدِّكِ أم خَلُوق / ورِيْقٌ ما بثَغْركِ أم رَحيقُ
وما ابتَسمَتْ ثَنايا أمْ أَقاحٍ / ويكنفُها شِفاهٌ أم شَقيقُ
وتِلْكَ سَناة نَوْمٍ ما تعاطَتْ / جُفونُكِ أمْ هي الخَمْرُ العَتيقُ
لَقَدْ أعْدَتْ مَعاطِفُكِ انْثِناءً / وقَلبي سُكْرُهُ ما إنْ يُفيقُ
جَمَالُكِ حَضْرَتي وهواكِ راحي / وكأْسُك مُقْلَتي فَمتى أُفِيْقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025