المجموع : 5
ذاتَ الجَناحِ تَقَلَّبي
ذاتَ الجَناحِ تَقَلَّبي / بِجَوانِحِ القَلبِ الخَفوق
وَتَساقَطي بِالسَرحَتَي / نِ تَساقُطَ الدَمعِ الطَليق
وَسَليهِما بِأَرَقَّ مِن / عِطفَي قَضيبِهِما الوَريق
هَل بَعدَنا مُتَمَتِّعٌ / في مِثلِ ظِلِّهِما العَتيق
وَإِذا صَدَرتِ مُبينَةً / لِتُبَلِّغي النَبَأَ المَشوق
أُختَ الهَواء فَعالِجي / بِأَخي الهَوى حَتّى يُفيق
وَلتَعلَمي إِن ضِفتِ يا / وَرقاءُ ذا جَفنٍ أَريق
أَنَّ القِرى عَبَراتُهُ / فَتَعَلَّمي لَقطَ العَقيق
أَيُّها الآمِلُ خَيماتِ النَقا
أَيُّها الآمِلُ خَيماتِ النَقا / خَف عَلى قَلبِكَ تِلكَ الحَدَقا
إِنَّ سِرباً حُشِيَ الخَيمُ بِهِ / رُبَّما غَرَّكَ حَتّى تَرمُقا
لا تُثِرها فِتنَةً مِن رَبرَبٍ / تُرعِدُ الأُسدُ لَدَيهِ فَرَقا
وَاِنجُ عَنها لَحظَةً سَهمِيَّةً / طالَ ما بَلَّت رِدائي عَلَقا
وَإِذا قيلَ نَجا الرَكبُ فَقُل / كَيفَما سالَمَ تِلكَ الطُرُقا
يا رُماةَ الحَيِّ مَوهوبٌ لَكُم / ما سَفَكتُم مِن دَمي يَومَ النَفا
ما تَعَمَّدتُم وَلكِن سَبَبٌ / قَرَّبَ الحَينَ وَأَمرٌ سَبَقا
وَاِلتِفاتاتٌ تَلَقَّت عَرَضاً / مَقتَلَ الصبِّ فَخلَّتهُ لَقى
آهِ مِن جَفنٍ قَريحٍ بَعدَكُم / يَشتَكي خَدّايَ مِنهُ الغَرَقا
وَحَشا غَيرِ قَريرٍ كُلَّما / رُمتُ أَن يَهدَأَ عَنكُم خَفَقا
وَفُؤادٍ لَم أَضَع قَطُّ يَدي / فَوقَهُ خِيفَة أَن تَحتَرِقا
ما لِنَجمٍ عَكَفَت عَيني عَلى / رَعيِهِ لَيسَ يَرِيمُ الأُفُقا
وَلِعَينٍ خَلَعَت فيكَ الكَرى / كَيفَ لَم تَخلَع عَلَيكَ الأَرَقا
أَيُّها اللُوّامُ ما أَهدَأَكُم / عَن قُلوبٍ أَسهَرَتنا قَلَقا
ما الَّذي تَبغُونَ مِن تَعذِيبِها / بَعدَما ذابَت عَلَيكُم حُرَقا
قَومَنا فُوزوا بِسُلوانِكُمُ / وَدَعُوا بِاللَهِ مِن تَشوَّقا
وَاِرحَموا في غَسَقِ الظَلماءِ مَن / باتَ بِالدَمعِ يَبُلُّ الغَسَقا
عَلِّلُونا بِالمُنى مِنكُم وَلَو / بِخَيالٍ مِنكُمُ أَن يَطرُقا
وَعِدُونا بِلِقاءٍ مِنكُمُ / فَكَثيرٌ مِنكُمُ ذِكرُ اللِقا
لَو خَشِينا الجَورَ مِن جيرَتِنا / لَاِنتَصَفنا قَبلَ أَن نَفتَرِقا
وَاِصطَبَحنا الآنَ مِن فَضلَةِ ما / قَد شَرِبنا ذلِكَ المُغتَبَقا
فَسَقى اللَهُ عَشِيّاتِ الحِمى / وَالحِمى أَكرَم هَطّالٍ سَقى
قَد رُزِقناها وَكانَت عيشَةً / قَلَّما فازَ بِها مَن رُزِقا
لا وَسَهمٍ جاءَ مِن نَحوِكُمُ / إِنَّهُ أَقتَلُ سَهمٍ فُوِّقا
وَحُلى نَجدٍ سَنُجري ذِكرَها / أَوسَعَتنا في الهَوى مُرتَفَقا
ما حَلا بَعدَكُم العَيشُ لَنا / مُذ تَباعَدتُم وَلا طابَ البَقا
فَمَنِ المُنبي إِلَينا خَبَراً / وَعَلى مُخبِرِنا أَن يَصدُقا
هَل دَرَت بابِلُ أَنّا فِئَةٌ / تَجعَلُ السِحرَ مِنَ السِحرِ رُقى
نَنقُشُ الآيَةَ في أَضلاعِنا / فَتَقينا كُلَّ شَيءٍ يُتَّقى
مِن بَنانِ الوَزَرِ الأَعلى الَّذي / يُخجِلُ السِحرَ إِذا ما نَطَقا
لِمَن كَلِمٌ كَالسِحرِ مِن غُنجِ أَحداقِ
لِمَن كَلِمٌ كَالسِحرِ مِن غُنجِ أَحداقِ / سَقاكَ بِكَأسٍ لَم تُدِرها يَدُ الساقي
دَعاكَ خَليلٌ وَالأَصيلُ كَأَنَّهُ
دَعاكَ خَليلٌ وَالأَصيلُ كَأَنَّهُ / عَليلٌ يُقَضّي مُدَّةَ الرَمقِ الباقي
إِلى شَطِّ مُنسابٍ كَأَنَّكَ ماؤُهُ / صَفاءَ ضَميرٍ أَو عُذوبَةَ أَخلاقِ
وَمَهوى جَناحٍ لِلصِّبا يَمسَحُ الرُبى / خَفِيِّ الخَوافي وَالقَوادِمِ خَفّاقِ
وَفِتيانُ صِدقٍ كَالنُجومِ تَأَلَّفوا / عَلى النَأيِ مِن شَتّى بُروجٍ وَآفاقِ
عَلى حينِ راحَ البَرقُ في الجَوِّ مُغمِداً / ظُباهُ وَدَمعُ المُزنِ في جَفنِهِ راقِ
وَجالَت بِعَيني في الرِياضِ اِلتِفاتَةٌ / حَبَستُ بِها كَأسي قَليلاً عَنِ الساقي
عَلى سَطرِ خيرِيٍّ ذَكَرتُكَ فَاِنثَنى / يَميلُ بِأَعناقٍ وَيَرنو بِأَحداقِ
فَقِف وِقفَةَ المَحبوبِ مِنهُ فَإِنَّها / شَمائِلُ مَشغوفٍ بِمَرآكِ مُشتاقِ
وَصل زَهراتٍ مِنهُ صُفراً كَأَنَّها / وَقَد خَضِلَت قَطراً مَحاجِرُ عُشّاقِ
وَمَنظومَةٍ سَبعاً وَعِشرينَ دُرَّةً
وَمَنظومَةٍ سَبعاً وَعِشرينَ دُرَّةً / تُدارُ عَلى الدُنيا كُؤوسُ رَحيقِها
عَوى نَحوَها الكَلبُ الأُعَيمى حَسادَةً / وَمَن ذا يَعيبُ الشَمسَ عِندَ شُروقِها
لَآلِئُ تومٌ أَشرَقَتهُ بِريقِهِ / وَزادَت ظَلاماً عَينَهُ بِبَريقِها
لَوى العِيُّ صَمّاوَيهِ عَن سِرِّ رَوضِها / فَلَم يَدرِ ما ريحانُها مِن شَقيقِها
كَأَنِّيَ قَد أَرسَلتُهُنَّ حِجارَةً / عَلَيهِ فَراغَت أُذنُهُ عَن طَريقِها